قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّمعات العرشيّة

اللّمعات العرشيّة

485/519
*

عليها ؛ وحقيقة هذا الوعاء حاقّ الواقع ومتن نفس الأمر ؛ وكون عدم العالم في هذا الوعاء فاصلا بين الواجب وبين العالم كناية عن كون الواجب ثابتا في الخارج والواقع وفي حدّ ذاته مع كون العالم معدوما بحيث لو فرض زمان في هذا الواقع المعبّر عنه بالدهر الذي كان الواجب فيه موجودا والعالم معدوما لكان غير متناه وإن لم يكن في هذا الواقع وفي العدم المحقّق فيه امتداد وتصرّم وتجدّد.

وحاصله : / A ٢٠٢ / أنّه كان الواجب موجودا في الواقع الذي يعبّر عنه بالدهر ولم يكن معه عالم وفي متن الدهر وإن لم يكن زمان وامتداد إلّا أنّه يمكن فرضه وتخييله ، كما تقدّم. فالزمان التقديري التخييلي الذي تحقّق فيه الواجب ولم يتحقّق فيه العالم غير متناه ؛ ولو فرض وقوع الزمان الموجود في هذا الزمان التقديري وانطباقه عليه لكان غير متناه. فحقيقة الحادث الدهري أن يسبقه العدم الصريح الواقعي في متن الدهر وحاقّ الواقع وليس فيه امتداد زماني وفصل كمّي إلّا بمجرّد التقدير والتخييل إلّا أنّ [هذا] الانفكاك والفصل لمّا لم يكن زمانيا (١) يتعسّر عليهم تعقّل الانفكاك الدهري ولكنّ المسافرين من صقع الزمان والزمانيات يعرفون بصفاء عقولهم وتجرّد نفوسهم هذا الانفكاك والفصل ويعلمون أنّه مع عدم توهّم تجدّد وتجزّى هناك يتحقّق به الانفكاك بين الواجب والعالم وعدم المعيّة بينهما في الوجود الواقعي ؛ ولا يلزم من الانفكاك في الوجود والتحقّق ثبوت الامتداد والتجزّي ؛ لأنّهما من خواصّ الزمانيات ؛ وليس وجود الواجب زمانيا ؛ ولا معنى لاتّصال العالم وانفكاكه عنه في الحقيقة ؛ ومرادنا من الانفكاك والفصل ـ كما اشير إليه ـ ارتفاع المعيّة بين الواجب والعالم في الوجود والتحقّق الواقعي بحيث يصحّ أن يقال : «كان الواجب بالمعنى الذي يصحّ الآن ولم يكن العالم.»

ولو شئت زيادة توضيح نقول : (٢) لو لم يوجد انفكاك واقعي بين العالم والواجب

__________________

(١). س : الانفكاك والفصل الا ما هو زماني.

(٢). س : يقول.