الكمال باختلافها.
ثمّ الجهات المتحصّلة المتصوّرة لتلك العدّة بالنظر إلى أنفسها وبالنظر إلى ما فوقها منفردة ومنضمّة بعضها مع بعض إذا لوحظت مع مناسباتها ومشاركاتها تخرج عن حدّ الإحصاء ؛ فتصدر عن هذه العدّة بجهاتها المتصوّرة المتحصّلة وهيئاتها النورية طبقة اخرى أكثر عددا من سابقها أكثرية لا يمكن الإحاطة بها وتكون أيضا مختلفة لاختلاف عللها وهكذا تصدر من كلّ طبقة طبقة اخرى على ما تقتضيه (١) قاعدة الإمكان الأشرف إلى أن ينتهى إلى طبقة لا يمكن لضعف قوّتها ونوريتها أن تصدر منها طبقة عقلية ؛ فتصدر عنها العوالم الثلاثة المختلفة باختلافها أو علل تلك العوالم ـ أعني أرباب الأنواع والمثل النورية ـ بناء على اختلاف البراهين في تفسير المثل ، كما يأتي.
فتكون للعقول طبقات كثيرة طولية وعرضية كلّها مترتّبة وإن اختلفت أفراد كلّ سلسلة طولية وطبقة عرضية بالشرافة والقوّة والنورية ؛ وكثرة الطولية على ما يقتضيه الإمكان الأشرف والعرضية ما تقتضيه / A ١٨٥ / جهاتها المتحصّلة المتصوّرة ومناسباتها ومشاركاتها إفرادا وتركيبا وآحادا وجمعا بالنظر إلى أنفسها وبالنظر إلى ما فوقها.
والتوضيح : أنّ عدد آحاد كلّ طبقة عرضية على ما تقتضيه الجهات المتحصّلة في الطبقة السابقة عليها ؛ وعدد أصل الطبقات العرضية بقدر عدد آحاد كلّ واحد من السلاسل الطولية ؛ وعدد كلّ طبقة طولية ما يقتضيه الإمكان الأشرف ؛ وعدد أصل السلاسل الطولية بقدر عدد آحاد الطبقة الأخيرة من العرضية التي هي أكثر الطبقات آحادا ولكن تكثّر التكرّر من آحاد العقول في السلاسل الطولية حتّى أنّ الواجب والعقل الأوّل يتكرّر في كلّ واحد من السلاسل الطولية وكلّما يحصل
__________________
(١). س : نقيضه.