حصوله (١) لم يحصل في مرتبة ذاته.
والدلالة عليه بعد ما تقرّر من أشرفية الفاعل من فعله واستناد الكلّ إليه بواسطة أو بدونها وعدم كون فعل الشيء كمالا له لأشرفية الفاعل من فعله وغير الأشرف لا يكون كمالا للأشرف أنّ ما فقده في مرتبة لا يمكن أن يكون في الواقع كمالا ؛ إذ إيجاده إمّا منه أو من بعض معلولاته ، وفعل الشيء وفعل فعله لا يكون كمالا له.
فإن قيل : ما ذكرتم في كلّ كمال يمكن أن يوجد له لا للموجود المطلق لجواز أن يوجد لممكن ما هو كمال للمطلق ولم يحصل له.
قلنا : إيجاده إمّا منه أو من غيره ؛ فذاته أشرف منه كما علم ؛ فلا يكون كمالا له ؛ وإذا لم يكن كمالا له (٢) لم يكن كمالا للموجود المطلق ؛ إذ كماله كماله بالضرورة.
وأيضا : اتّصاف الممكن بما هو الكمال دونه سبحانه يوجب أشرفية المعلول من العلّة ؛ وهو باطل.
قيل : العلم والقدرة ونحوهما معلولة للواجب ؛ فلا يكون كمالا له.
قلنا : ما هو المعلول منها غير كمال وما هو الكمال غير معلول ؛ فإنّ الكمال الحقيقي ليس إلّا ذاته وكذا العلم والقدرة وغيرهما ، كما تقدّم مفصّلا.
وممّا يدلّ على المطلوب أنّه لو وجد كمال للموجود المطلق ولم يتحقّق له في مرتبة ذاته ، بل كان ممكن الحصول له بأن يحصل له بعد مرتبة ذاته لكان له قوّة ذلك الكمال قبل حصوله ؛ ولا ريب في ثبوت فعلية بعض الكمالات له أيضا ؛ وظاهر أنّ حيثية الفعلية غير حيثية القوّة ؛ فيتحقّق فيه جهتا الفعل والقوّة ؛ فيلزم التركيب في ذاته ؛ وهو باطل.
__________________
(١). س : + و.
(٢). س : له كمالا.