ممكن أشرف وأقرب إلى المبدأ الأوّل من الصادر الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث وهكذا إلى الانتهاء ؛ فالصادر الأوّل متّصل بصرف الوجود وآخر الصوادر متّصل بصرف العدم وكذا صدور كلّ ما يقتضي صدوره في السلاسل / A ١٤٢ / العرضية من قضية (١) ترتيب الصدور ، وترتّب السببي والمسبّبي ؛ وجهات التكثّر الواقعة في العلل العرضية من تكثّر الأنواع والأفراد والعوارض والآثار وغير ذلك قد تعلّقت به القدرة وأخرج من العدم إلى الوجود ولم يبق شيء يمكن أن يوجد بالنظر إلى جهات التكثّر وحصول علّته ولا يوجد ، بل كلّ ما كان ممكن الوجود بالنظر إلى ترتيب الصدور المستند إلى العناية الإلهية تعلّقت به القدرة وصار موجودا ؛ وكلّ ما لم يوجد لم يكن ممكن الصدور بالنظر إلى الترتيب وملاحظة العلل والأسباب وإن كان ممكنا بالنظر إلى ذاته ومفهومه.
فالمراد من عموم القدرة في السلسلة الطولية هو أنّ جميع ما كان ممكنا في تلك السلسلة بالنظر إلى ذاته صار موجودا ومتعلّقا للقدرة الكاملة ؛ وفي السلاسل العرضية هو أنّ جميع ما كان ممكنا بالنظر إلى العلل والأسباب صار متعلّق القدرة وموجودا ؛ ولم يخرج شيء من الممكنات الذاتية في الأولى والممكنات بالنظر إلى العلل والأسباب في (٢) الثانية عن تناول القدرة ؛ وما لم تتعلّق به القدرة إمّا لم يكن ممكنا بالنظر إلى ذاته وذات العلّة أو لم يكن ممكنا بالنظر إلى ذات العلّة ؛ فلا يبقى شيء يكون ممكنا بالنظر إلى ذات العلّة ولا يكون موجودا متعلّقا للقدرة.
فإن قلت : ما أنكرته هو بعينه أحد الاحتمالين الأوّلين اللذين قلت إنّهما يثبتان بثبوت التوحيد وحدوث العالم ؛ إذ حاصل ما قرّرته واخترته هو أنّ جميع الموجودات الواقعة في السلاسل الطولية والعرضية تعلّقت به القدرة الإلهية بأحد
__________________
(١). س : القضيّة.
(٢). س : و.