ينعت به فهو من الحضرة الواحدية. فعلى هذا يكون (١) الفرق بينهما أنّ الأحد ما هو مجهول الكنه من كلّ وجه ولا يمكن نعته ووصفه ولا توصيفه بشيء من الصفات ؛ والواحد ما يمكن أن يوصف بالصفات الكمالية» وقال بعض آخر : «إنّ الحضرة الأحدية مرتبة الذات والحضرة الواحدية مرتبة الأسماء والصفات» وقال بعض آخر : «إنّ الوجود الحقّ القائم بذاته وحدة غير زائدة على ذاته وهي اعتباره من حيث هو هو وهي بهذا الاعتبار ليست نعتا للواحد ، بل عينه ؛ وهي المراد عند المحقّقين بالأحدية الذاتية ؛ وهي إذا اعتبرت مع انتفاء جميع الاعتبارات سمّيت أحدية وإذا اعتبرت مع ثبوتها سمّيت واحدية.»
وإذ عرفت جليّة الحال في التوحيد الالوهي وفي التوحيد الوجودي فكذا عرفت سابقا التوحيد الذاتي والتوحيد الصفاتي فأعلم أنّ التحقيق أنّ كلمة التهليل المشهورة بكلمة التوحيد ـ أعني لا إله إلّا الله ـ تفيد هذه الأقسام الأربعة من التوحيد ومنطبقة على جميعها ؛ وأمّا انطباقها على التوحيد الالوهي فظاهر ؛ إذ لو اريد بالإله معناه المتبادر الوارد في الشرع ـ أعني المعبود بالحقّ ـ فإفادته للتوحيد الالوهي ـ أعني انحصار واجب / A ١٢١ / الوجود وصانع العالم فيه (٢) سبحانه ـ ظاهر ؛ ولو اريد به المطلوب والمحبوب من كلّ وجه فأفادت التوحيد الوجودي ؛ إذ المطلوب والمحبوب من كلّ وجه ليس إلّا الله سبحانه ؛ فينبغي للعارف (٣) المتكلّم بهذه الكلمة أن يريد بالإله المعنيين حتّى يفيد التوحيدين.
ثمّ لمّا كان المراد بلفظ الجلالة هو الذات المستجمع لجميع الصفات الكمالية والمنزّه عن جميع النقائص الإمكانية فثبت التوحيدين (٤) الأوّلين ـ أعني التوحيد الذاتي والتوحيد الصفاتي ـ إذ زيادة الوجود على ذاته تعالى وكذا زيادة صفاته
__________________
(١). س : + ان.
(٢). س : به.
(٣). س : المعارف.
(٤). س : توحيدين.