المعقولات وليس قائما بإحداهما ؛ والامور المشاهدة في النوم إنّما يكون في هذا (١) العالم.
[الثالث :] عالم النفوس الشاملة للنفوس المجرّدة المتعلّقة بالأفلاك المنطبعة الحالّة فيها وليس لها حال منتظر إلّا ما يفاض عليها من الكمال والفعلية بتحريك الأجرام بأن تشبه وتناسب بالحقّ الأوّل والعقول القادسة الفعلية من كلّ جهة وللنفوس الإنسانية المجرّدة التي هي ناقصة في أنّ الحدوث يتكامل بالتدبّر والتصرّف في الأبدان.
ومن عالم النفوس عالم الجنّ والشياطين وأشباههم ؛ ويسمّى عالم النفوس بعالم الملكوت الأولى.
[الرابع :] عالم العقول المسمّى بالملكوت الأعلى والملأ الأعلى هي
موجودات مرتّبة عند المشّائين ؛ وعددها كترتيبها مشهورة.
ومن ذلك العالم عالم الملائكة المقرّبين باختلاف مراتبهم من مهيمنين والمستغفرين والصافّين والحافّين والمسبّحين ؛ وعالم الأرواح من روح القدس وغيرها.
فالعوالم أربعة إن عددت عالم المثل عالما برأسه كما عليه الإشراقيّون ؛ وثلاثة إن لم يكن عالما برأسه كما / B ٦٢ / ذهب إليه المشّاءون.
وأمّا عالم الأعيان الثابتة في الخارج كما ذهب إليه المعتزلة فبيّن الفساد وفي العلم كما عليه الصوفية ؛ فعلى تقدير ثبوته فليس عالما يكون مظهرا لأسمائه وصفاته ؛ إذ لا تترتّب عليه آثار (٢) إلّا في الشهود العلمي والحضور الانكشافي ؛ فهو ليس عالما خارجيا آخر.
__________________
(١). س : هذ.
(٢). س : آثارا.