أنحاء ملاحظة الجامع حتّى يعدّ من أطوار استعمال اللفظ الموضوع للجامع ، بل هو من باب ملاحظة شيء وشيء آخر ، ومجرّد كون الموضوع هو الجامع بواقعه وخارجه وأنّ الجامع لا يوجد في الخارج إلّا في ضمن الفرد لا يوجب كون ملاحظة الفرد من كيفيّات ملاحظة الجامع.
فتحصّل أنّا وإن تصوّرنا رجوع الاستقلاليّة والاندكاك إلى كيفيّات ملاحظة المعنى الواحد في الحروف والأسماء ، لكن لا يعقل رجوع ملاحظة إحدى الخصوصيتين من الحكاية عن الخارج وعدمهما إلى كيفيات ملاحظة القدر الجامع بينهما وهو عقد القلب.
هذا ما قاله الاستاد في مجلس الدرس ولي فيه نظر ، وذلك لأنّ الحال كما ذكره لو كان الموضوع والمعنى هو عقد القلب بوجوده التصوّري كما في لفظ الإنسان ، فإنّ ملاحظة الزيديّة خارجة عن كيفيّة ملاحظة أصل الإنسان. وأمّا إذا فرضنا الفرق بين وضع المفردات ووضع هيئة القضايا بأنّ المعنى في الثاني هو الوجود النفس الأمري وكان الموضوع له هو الجامع فليس الاستعمال حينئذ إلّا التلفّظ باللفظ وإيجاد المعنى عنده ، وحيث إنّ الإيجاد لا يتعلّق بالجامع إلّا في ضمن الخصوصيّة فلا محالة يكون من أطوار إيجاد الجامع إيجاده في ضمن خصوصيّة كذا ، وحيث إنّ استعماله أيضا عبارة عن هذا الإيجاد فتكون هذه الخصوصيّة من أنحاء استعماله أيضا.
والحاصل أنّ إيجاد المعنى في هذا المقام يكون بمكان تصوّر المعنى في معاني الأسماء والحروف ، فكما أنّ الاستعمال هناك عبارة عن تصوّر المعنى عند اللفظ فيكون كيفيّات التصوّر من أنحاء الاستعمال فكذا في المقام استعمال اللفظ عبارة عن إيجاد عقد القلب عند التلفّظ ، فيكون أنحاء إيجاده من أنحاء الاستعمال ، هذا.