نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول. حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري ، وأبو محمّد الخلال.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال قال : حدّثنا إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم ـ أبو محمّد البصريّ ـ قال الخلّال : وليس بوالد أبي طالب بن حمامة ـ حدّثنا يحيى بن صاعد ، حدّثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ، حدّثنا عبثر ، حدّثنا الأعمش ، عن المسيب ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر بن سمرة. قال : دخل علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونحن رافعو أيدينا ـ يعني في الصلاة ـ فقال : «كأنها أذناب الخيل الشمس ـ اسكنوا في الصلاة». قال : ودخل علينا ونحن متفرقون. فقال : «مالكم عزين» (١).
قال لي الحسن : سمعت من هذا الشّيخ في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ومات في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
ورد بغداد وكان أحد فرسان أهل النظر والكلام على مذهب المعتزلة ، وله في ذلك تصانيف عدة ، وكان أيضا متأدبا ، وله شعر دقيق المعاني على طريقة المتكلمين ، وأبو عثمان الجاحظ كثير الحكايات عنه.
أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم.
وأخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى ، حدّثنا المبرد ، حدّثني عمرو بن بحر الجاحظ قال : سمعت النّظّام يقول : العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ، فإذا أعطيته كلك فأنت من إعطائه لك البعض على خطر. هذا آخر حديث الأزهري ،
وزاد المرزباني قال محمّد بن يحيى : فأخذ هذا المعنى منصور النمري ، فقلبه إلى الجود فقال يمدح آل زائدة :
الجود أخشن مسّا يا بني مطر |
|
من أن تبزكموه كفّ مستلب |
ما أعلم النّاس أنّ البذل مكسبة |
|
للحمد لكنّه يأتي على النّشب |
__________________
(١) ٣١٣٠ ـ انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٢ / ٢٢٣.
(٢) ٣١٣١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٦٦.