يوم الثلاثاء لسبع ليال خلون من المحرم سنة خمس وستين ومائتين بعد الظهر ، وصلى عليه يحيى بن محمّد بن يحيى ، وكنت في الصف الأول.
نزل الثغر الشامي ، وحدث عن علي بن المديني ، وعبد الرّحمن بن عفّان الصّوفيّ. روى عنه أحمد بن محمّد بن أبي موسى الأنطاكي ، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني.
وقال ابن أبي داود : كان إبراهيم بن الحارث البغدادي بغداديا ، كتبنا عنه بطرسوس.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتّاب ، حدّثنا أحمد بن أبي موسى ـ بأنطاكية ـ حدّثنا إبراهيم بن الحارث ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عفّان عن إسماعيل القاري. قال : قال لي فضيل بن عياض. حدّثنا إسماعيل : كل حزن بلاء ، إلّا حزن التائب.
وأخبرنا ابن رزق ، أخبرنا ابن عتّاب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي موسى ، حدّثنا إبراهيم بن الحارث العبّاديّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عفّان ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال : صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وعليّ ابنه إلى جانبي فقرأ : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) فلما قال : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) [التكاثر ١ : ٦] سقط علي بن فضيل على وجهه مغشيّا عليه ، وبقي فضيل عند الآية ، فقلت في نفسي : ويحك ما عندك من الخوف ما عند فضيل وعلي؟ فلم أزل أنتظر عليّا فما أفاق إلى ثلث من الليل بقي.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال. قال : إبراهيم بن الحارث العبّاديّ رجل من كبار أصحاب أبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ روى عنه أبو بكر الأثرم ، وحرب بن إسماعيل ، وجماعة من الشيوخ المتقدمين ، وكان أبو عبد الله يعظّمه ويرفع قدره ، ويحتمله في أشياء لا يحتمل فيها غيره ، يبسطه في الكلام بحضرته ، ويتوقف أبو عبد الله عن الجواب في الشيء
__________________
(١) ٣٠٨٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٥٩ (٢ / ٦٦).