الناس في العدة فما عدوا من مبعثه ، ولا عدوا من وفاته ، عدوا من مقدمه المدينة صلىاللهعليهوسلم. كان هذا الشّيخ ثقة فاضلا من أهل المعرفة بالأدب.
وحدّثني مسعود بن ناصر ـ في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ـ أنه خلفه حيّا بهراة في ذلك الوقت.
أنشدني مسعود بن ناصر قال : أنشدني أبو الفضل إسماعيل بن أحمد السّمسار بهراة لنفسه :
وما أرسل الأقوام في نيل حاجة |
|
كأبيض وضّاح صحيح مدوّر |
فأرسله مرتادا وأيقن بأنّه |
|
سيحصل ما ترتاد وأسمح تصدّر |
ولا تعتمد شيئا سوى الدّرهم الّذي |
|
ينال به المحروم حظّ الموفّر |
فما درهم في فعله غير مرهم |
|
ومدراء همّ عن فؤاد محيّر |
قدم علينا بغداد حاجّا وسمعت منه بها حديثا واحدا مسندا. وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
أخبرنا أبو سعد ـ من حفظه ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق الرملي ـ ببيت المقدس ـ حدّثنا أبو الوليد هشام بن عمار ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان ، عن شدّاد بن أوس. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بكى شعيب النبي صلىاللهعليهوسلم من حب الله حتى عمى ، فرد الله إليه : بصره ، وأوحي إليه : يا شعيب ما هذا البكاء؟ أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار؟ قال : إلهي وسيدي أنت تعلم ما أبكي شوقا إلى جنتك ، ولا خوفا من النار ، ولكني اعتدت حبك بقلبي ، فإذا أنا نظرت إليك فما أبالي ما الذي يصنع بي. فأوحى الله إليه يا شعيب إن يك ذلك حقا فهنيئا لك لقائي ، يا شعيب لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي» (١).
وأنشدنا أبو سعد قال : أنشدني طاهر الخثعمي قال : أنشدني الشبلي لنفسه :
مضت الشّبيبة والحبيبة فانبرى |
|
دمعان في الأجفان يزدحمان |
ما أنصفتني الحادثات رمينني |
|
بمودّعين وليس لي قلبان |
__________________
(١) ٣٣٦٢ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٤٩. والأحاديث الضعيفة ٩٩٨. وكنز العمال ٣٢٣٣٩.