الحسن علل الأحاديث ، حتى خرج من ذلك شيئا كثيرا ، وتوفي أبو منصور قبل استتمامه ، فنقل البرقاني كلام الدار قطني ورتبه على المسند ، وقرأه على أبي الحسن وسمعه الناس بقراءته. فهو كتاب «العلل» الذي دونه الناس عن الدار قطني. وقد حدّث الدار قطني عن أبي منصور بن الكرجيّ في كتاب «المدبج» (١) حديثا.
أخبرناه القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد بن أحمد الدلوي ، حدّثنا علي بن عمر الدار قطني قال : حدّث أبو علي الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاريّ قال : حدّثنا عمرو بن معمّر العمركي ، حدّثنا يعلى بن عبيد ، حدّثنا محمّد بن عبيد ، عن عبيد الله ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا وضع رجله في الغرز ، واستوت به ناقته ، أهلّ من مسجد ذي الحليفة.
قال أبو الحسن الدار قطني : حدّثني به إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا إسحاق بن محمّد النّعاليّ عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا إسحاق بن محمّد النّعاليّ ، أخبرنا ابن شعبة ، حدّثنا عمرو بن معمّر العمركي بنحوه.
سألت البرقاني عن أبي منصور بن الكرجيّ فقلت له : هل كتبت عنه؟ فقال : علقت عنه شيئا يسيرا.
قال البرقاني : ولم أر مثل أبي منصور ، صحبته نحوا من عشرين سنة أدام فيها الصيام! قال : وكان وقت العتمة كل ليلة يصلي أربع ركعات ، يقرأ فيها سبع القرآن ، كل ركعة جزءا. ومات قبل الدار قطني بسنين كثيرة.
قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن الحسين بن علي الطّالقاني. حدّثني عنه أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري.
أخبرنا الطناجيري ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن موسى بن عمران التّميميّ ـ قدم علينا حاجّا في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ـ حدّثنا أبو الحسين بن علي الفقيه الزاهد الطّالقاني ـ بها ـ حدّثنا عمار بن ياسر بن عبد
__________________
(١) ٣٠٨٩ ـ في الأصل : «كتاب المدبج».