قدم بغداد وحدث بها عن نعيم بن عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني ، حدّثنا عنه القاضي أبو عبد الله الصيمري.
أخبرني الصيمري ، حدّثنا أبو زرعة إبراهيم بن محمّد الأسترآباذي الفقيه ببغداد ، حدّثنا أبو الحسن نعيم بن عبد الملك بن محمّد ، حدّثنا أبو محمّد بكر بن سهل الدمياطي بمكة.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي ـ بنيسابور ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمّد القرشيّ الدمياطي ، حدّثنا عمرو بن هاشم ، أخبرنا سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام ابن حسّان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قالت : قلت : يا رسول الله! المرأة ربما تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت ، فتدخل الجنة ، فيدخلون معها ، من يكون زوجها؟ قال : «يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول : يا رب إن هذا كان أحسنهم خلقا في الدنيا فزوجنيه ، يا أم سلمة : ذهب الخلق الحسن بخير الدنيا والآخرة» (١). واللفظ لحديث الصيمري.
سافر الكثير وسمع وكتب ببغداد ، والكوفة ، والبصرة ، وواسط ، والأهواز ، وأصبهان ، وبلاد خراسان. فسمع ببغداد من أصحاب أبي شعيب الحراني ، ومحمّد ابن يحيى المروزيّ ويوسف بن يعقوب القاضي ، وجعفر الفريابي. وبالكوفة من أصحاب أبي جعفر المطين ، وأبي حصين الوادعي. وبالبصرة من أصحاب أبي خليفة الجمحي وبواسط من أبي محمّد بن السقاء. وبالأهواز من أحمد بن عبدان الشّيرازيّ وأقرانه وبأصبهان من أبي بكر بن المقرئ ونحوه. وبخراسان من أصحاب الحسن بن سفيان (٣) وأبي بكر بن خزيمة ، ومحمّد بن إسحاق السّرّاج ، وأمثالهم. ثم استوطن بغداد بأخرة ، وكان له عناية بصحيحي البخاريّ ومسلم ، وعمل تعليقة أطراف
__________________
(١) ٣٢٢٦ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٤٥٥٨٢. والترغيب والترهيب ٤ / ٥٣٧. والعلل المتناهية ٢ / ١٦١.
(٢) ٣٢٢٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٧٨.
(٣) هكذا في الصميصاطية ، وفي الأصل : «الحسن بن معين».