كنت يا إبراهيم؟ فقلت : ولي الأمان يا سيدي؟ قال : ولك الأمان. فأخبرته فضحك وقال : هذا أنبل حائك على ظهر الأرض ، وقال : والله لقد كرمت في أمره ، وأحسنت في إجابته ، وبعث على المكان إلى الحائك فاستنطقه وساءله فاستطابه واستظرفه ، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ ، عن أبي عبيد الله المرزباني. قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن عبد الله التّميميّ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ، عن أبيه. قال : كان الرّشيد قد أمر بحبس إبراهيم الموصليّ لشيء جرى بينه وبين ابن جامع في مجلسه ، فتاب إبراهيم من الغناء ، فأمر الرّشيد بحبسه حتى يغني ، فكتب أبو العتاهية إلى سلم الخاسر :
سلم يا سلم ليس دونك سرّ |
|
حبس الموصليّ فالعيش مرّ |
ما استطاب اللّذّات قد سكن الم |
|
طبق رأس اللّذات في الأرض حرّ |
حبس اللهو والسّرور فما في الأ |
|
رض شيء يلهى به ويسرّ |
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله البيّع ، أخبرنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا علي بن الحسين الأصبهانيّ ، أخبرني إسماعيل بن يونس ، حدّثنا عمر ابن شبة. قال : مات إبراهيم الموصليّ في سنة ثمان وثمانين ومائة.
حدّثنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي. قال : مات إبراهيم الموصليّ المغني والد إسحاق فيما ذكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد ، وقيل إن القول الأول أصح ، والله أعلم.
وهو بغدادي انتقل إلى المصيصة فسكنها وحدث عن إبراهيم بن سعد ، وحمّاد بن زيد ، وصالح بن عمر ، وعلي بن مسهر ، وأبي حفص الأبار ، ومعتمر بن سليمان ، وأبي المليح الرّقي. روى عنه أحمد بن حنبل ، ويعقوب الدورقي ، وزهير بن محمّد بن قمير ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وأبو داود السجستاني ، وعبد الله بن أحمد الدورقي ، والحسن بن علي بن الوليد الفارسيّ ، وغيرهم.
__________________
(١) ٣٢٣٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٥١ (٢ / ٢١٤ ـ ٢١٦). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٠٠. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٣١. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٣٩. ومغلطاي ١ / ورقة ٧٢. وابن حبان في الثقات ١ / ورقة ٧٢. وتهذيب التهذيب ١ / ١٦٩. وميزان الاعتدال ١ / ٦٨.