حدّثني أبو محمّد الخلّال قال : مات أبو إسحاق الطّبريّ سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة توفي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطّبريّ شيخ الشهود ومتقدمهم ، وكان ثقة.
كان أحد المتكلمين وممن يقول بخلق القرآن ، وجرت له مع أبي عبد الله محمّد بن إدريس الشافعي مناظرات في بغداد ومصر.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه ، حدّثني الزبير بن عبد الواحد ، حدّثني أبو عيسى يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو سليمان داود بن علي الأصبهانيّ ، حدّثني الحارث بن سريج النقال قال : دخلت على الشافعي يوما ـ وعنده أحمد بن حنبل والحسين القلاس ـ وكان الحسين أحد تلاميذ الشافعي المقدمين في حفظ الحديث ـ وعنده جماعة من أهل الحديث ، والبيت غاص بالناس ، وبين يديه إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة وهو يكلمه في خبر الواحد ، فقلت : يا أبا عبد الله ، عندك وجوه الناس وقد أقبلت على هذا المبتدع تكلمه؟ فقال لي ـ وهم يبتسم ـ كلامي لهذا بحضرتهم أنفع لهم من كلامي لهم. قال : فقالوا : صدق. قال : فأقبل عليه الشافعي فقال له : ألست تزعم أن الحجة هي الإجماع؟ قال : فقال نعم! فقال الشافعي : خبرني عن خبر الواحد العدل ، أبإجماع دفعته أم بغير إجماع؟ قال : فانقطع إبراهيم ولم يجب ، وسر القوم بذلك.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا عيّاش بن الحسن بن عيّاش ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، أخبرني زكريّا بن يحيى السّاجيّ ، حدّثني أحمد بن مردك الرّازيّ قال : سمعت صالح بن أبي صالح ـ كاتب اللّيث ـ يقول : كنا مع الشافعي في مجلسه فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي عليهالسلام ، فكتبناه وذهبنا به إلى إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة ، وكان من غلمان أبي بكر الأصم ، وكان مجلسه بمصر عند باب الضوال ، فلما قرأنا عليه جعل يحتج لإبطاله ، فكتبنا ما قال ابن عليّة وذهبنا به إلى الشافعي فنقضه الشافعي وتكلم بإبطال ما قال ابن عليّة ؛ ثم كتبنا
__________________
(١) ٣٠٥٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٠. ولسان الميزان ١ / ٣٤. والأعلام ١ / ٣٢.