يقول : « إنّ لنا أوعية نملؤها علماً وحكماً ، وليست لها بأهل فما نملؤها إلاّ لتنقل إلى شيعتنا ، فانظروا إلى ما في الأوعية فخذوها ، ثم صَفُّوها من الكدورة ، تأخذونها بيضاء نقيّة صافية ، وإيّاكم والأوعية فإنّها وعاء سوء فتنكبوها ».
وقال زيد : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « اطلبوا العلم من معدن العلم ، وإيّاكم والولايج (١) فهم الصَّدَّادُون عن سبيل الله » ، ثم قال : « ذهب العلم وبقي غَبرَات العلم في أوعية سوء ، واحذروا فإن في باطنها الهلاك ، وعليكم بظاهرها فإن في ظاهرها النجاة » (٢)
والمراد بالكدورة والباطن هو رأيهم وتأويلاتهم في الأحاديث ، كما أشار إليه الإمام العسكري عليهالسلام بقوله : « خذوا ما رووا وذروا ما رأوا » (٣) بالنسبة إلى كتب بني فضّال ، وأبو القاسم بن روح بالنسبة إلى كتب الشلمغاني ، فأراد الشيخ إظهار عدم عصبيّته في المقام ، وعدم عنادة للحق الذي وجده عنده ، وظهر صدوره عنهم عليهمالسلام بوثاقته ، ووثاقة وسائطه إليهم عليهمالسلام المعلوم عند الشيخ ، لسهولة اطلاعه عليها ، لمحصوريتهم في كتبه التي أشار إليها أو لإخباره بوثاقتهم ، كما شرحنا مثله في ترجمة ابن أبي عمير (٤).
وهذا ممّا يؤكد كون سبب الإجماع على الصحة أيضاً وثاقة الوسائط ، فضلاً عن وثاقتهم التي صرّح بها السيّد المؤيد في كلامه الذي نقلناه عنه سابقاً (٥).
__________________
(١) الولائج : جمع وليجة ، وهي كل شيء أدخل في آخر وليس منه. مجمع البحرين ٢ : ٣٣٥ وَلَجَ.
(٢) أصل زيد الزراد : ٤.
(٣) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٣٩.
(٤) تقدمت ترجمته في الفائدة الخامسة برمز (رسز) المساوي لرقم الطريق [٢٦٧] ، فراجع.
(٥) مر كلام السيّد صدر الدين العاملي في توثيق أصحاب الإجماع ووسائطهم ، المشار إليه قبل أربع هوامش فراجع.