الحديث ».
قال : فذهب فكتب ثم جاء فقرأه عليه ، فأسقطه كلّه ، ثم قال له : « اذهب فاعرف » وكان الرجل معنيّاً بدينه.
قال : فلم يزل يترصّد أبا الحسن عليهالسلام حتى خرج إلى ضيعة له ، فلقيه في الطريق ، فقال له : جعلت فداك إنّي أحتج إليك بين يدي الله ، فدلّني على ما يجب عليّ معرفته ، قال : فأخبره أبو الحسن عليهالسلام بأمْر أمير المؤمنين عليهالسلام وحقّه ، وما يجب له ، وأمْر الحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد عليهمالسلام ثم سكت.
فقال له : جعلت فداك فمن الإمام اليوم؟ قال : « إنْ أخبرتك تقبل مني؟ » قال : نعم ، قال : « أنا هو » ، قال : فشيء استدلّ به؟ قال : « اذهب إلى تلك الشجرة وأشار بيده إلى بعض شجر أُمّ غيلان فقل لها : يقول لكِ موسى بن جعفر : أقبلي ». قال : فأتيتها فرأيتها والله تخدّ الأرض خدّاً (١) حتى وقفت بين يديه ، ثم أشار إليها بالرجوع فرجعت ، قال : فأقرّ به ، ثم لزم الصمت والعبادة ، فكان لا يراه يتكلّم بعد ذلك (٢).
ورواه الصفار في البصائر : عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن قلان الرافعي ، مثله. وزاد في آخره : وكان من قبل ذلك يرى الرؤيا الحسنة ، ويرى له ، ثم انقطعت عنه الرؤيا ، فرأى ليلة أبا عبد الله عليهالسلام فيما يرى النائم ، فشكا إليه انقطاع الرؤيا ، فقال : « لا تغتم ، فإن المؤمن إذا رسخ في الإيمان رفع عنه الرؤيا » (٣).
__________________
(١) في المصدر : تجب الأرض جبوباً.
(٢) الإرشاد ٢ : ٢٦٦.
(٣) بصائر الدرجات : ٢٧٤ باختلاف يسير.