بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أما والله لولا أن موسى قال للعالم : « ستجدني إن شاء الله صابرا » (١) ماسأله عن شئ ، وكذلك أبوجعفر عليه‌السلام لولا أن قال إن شآء الله لكان كما قال : فقطعت عليه (٢).

١٤ ـ كش : علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن البزنطي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك إني خلفت ابن أبي حمزة ، وابن مهران ، وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى قال : فقال لي : ماضرك من ضل إذا اهتديت ، إنهم كذبوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و كذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا وموسى عليهم‌السلام ، ولي بآبائي اسوة ، فقلت : جعلت فداك إنا نروي أنك قلت لابن مهران : أذهب الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك؟ فقال : كيف حاله وحال بره؟ فقلت : ياسيدي أشد حال ، هم مكروبون ببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة ، فسكت.

وسمعته يقول في ابن أبي حمزة : أما استبان لكم كذبه ، أليس هو الذي روى أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى؟ وهو صاحب السفياني؟ وقال : إن أبا الحسن عليه‌السلام يعود إلى ثمانية أشهر؟ (٣).

١٥ ـ كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن داود بن محمد ، عن أحمد ابن محمد ، قال : وقف علي أبوالحسن في بني زريق فقال لي : وهو رافع صوته : يا أحمد! قلت : لبيك قال : إنه لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جهد الناس في إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين عليه‌السلام فلما توفي أبوالحسن عليه‌السلام جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله فأبى إلا أن يتم نوره ، وإن أهل الحق إذا دخل عليهم داخل سروا به ، وإذا خرج عنهم خارج لم يجزعوا عليه ، و

____________________

(١) سورة الكهف الاية ٦٩.

(٢) رجال الكشى ص ٢٣٨.

(٣) نفس المصدر ص ٢٥٥ بأدنى تفاوت.

٢٦١

ذلك أنهم على يقين من أمرهم ، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به وإذا خرج عنهم خارج جزعوا عليه ، وذلك أنهم على شك من أمرهم ، إن الله جل جلاله يقول : « فمستقر ومستوع » (١) قال : ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : المستقر الثابت ، والمستودع المعار (٢).

١٦ ـ كش : جعفر بن أحمد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن الحسين بن عمر قال : قلت له : إن أبي أخبرني أنه دخل على أبيك فقال له : إني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبدالله وأنك قلت : أنا إمام؟ فقال : نعم ، فما كان من إثم ففي عنقي فقال : وإني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فإنك أخبرتني أن أباك قد مضى وأنك صاحب هذا الامر من بعده؟ فقال : نعم ، فقلت له : إني لم أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال : صدقت وصدق ، أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا ، ولقد قلته على مثل جدع أنفي ، ولكني خفت الضلال والفرقة (٣).

بيان : تركة صاحبنا أي ما تركه علي عليه‌السلام من علامات الامامة ، كالسلاح والجفر وغير ذلك ، ويحتمل القائم عليه‌السلام على الاضافة إلى المفعول ، قوله عليه‌السلام : على مثل جدع أنفي : الجدع قطع الانف أي كان يشق ذكر ذلك علي كجدع الانف للتقية ، ولكن قلته لئلا يضلوا.

١٧ ـ كش : خلف بن حماد ، عن سهل ، عن الحسين بن بشار قال : لما مات موسى بن جعفر عليه‌السلام خرجت إلى علي بن موسى عليه‌السلام غير مؤمن بموت موسى ولا مقرا بامامة علي عليه‌السلام إلا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه ، فلما صرت إلى المدينة انتهيت إليه وهو بالصوار (٤) فاستأذنت عليه ودخلت فأدناني وألطفني وأردت أن

____________________

(١) سورة الانعام الاية ٩٨.

(٢) رجال الكشى ص ٢٧٨.

(٣) نفس المصدر ص ٢٦٧.

(٤) الصؤار : موضع بالمدينة « المراصد ، العجم ».

٢٦٢

أسأله ، عن أبيه عليه‌السلام فبادرني فقال لي : ياحسين إن أردت أن ينظر الله إليك من غير حجاب وتنظر إلى الله من غير حجاب فوال آل محمد ووال ولي الامر منهم قال : قلت أنظر إلى الله عزوجل؟ قال : إي والله قال حسين : فجزمت على موت أبيه وإمامته ثم قال لي : ما أردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه ولكني علمت الامر الذي أنت عليه ، ثم سكت قليلا ثم قال : خبرت بأمرك؟ قال : قلت له : أجل (١).

بيان : قد مر تأويل النظر إلى الله تعالى في كتاب التوحيد.

١٨ ـ كش : محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثي ، عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن فارس ، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره ، عن علي بن عبدالله الزبيري قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام أسأله عن الواقفة فكتب : الواقف حائد عن الحق ومقيم على سيئة ، إن مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير (٢).

جعفر بن معروف عن سهل بن بحر ، عن الفضل بن شاذان رفعه عن الرضا عليه‌السلام قال : سئل عن الواقفة فقال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة (٣).

١٩ ـ كش : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد في كتابه حدثني سهل بن زياد الآدمي ، عن محمد بن أحمد بن الربيع الاقرع ، عن جعفر بن بكر ، عن يوسف ابن يعقوب قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه‌السلام اعطي هؤلاء الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا؟ قال : لاتعطهم فانهم كفار مشركون زنادقة (٤).

٢٠ ـ كش : عدة من أصحابنا ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعناه يقول : يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة ، قال : فقال بعضنا : أما الشكاك فقد علمنا فكيف يموتون زنادقة؟ قال : فقال : حضرت رجلا منهم وقد احتضر قال : فسمعته

____________________

(١) رجال الكشى ص ٢٨١ وفيه « بالصوا » في الاصل مكان « بالصؤار » كما أن في هامشه « بالصواء ».

(٢) نفس المصدر ص ٢٨٤ وفيه « الزهرى » مكان الزبيرى.

(٣) المصدر السابق ص ٢٨٤.

(٤) المصدر السابق ص ٢٨٤.

٢٦٣

يقول : هو كافر إن مات موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : فقلت : هو هذا (١).

٢١ ـ كش : أبوصالح خلف بن حماد الكشي ، عن الحسن بن طلحة ، عن بكر بن صالح قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : ماتقول الناس في هذه الآية؟ قلت : جعلت فداك فأي آية؟ قال : قول الله عزوجل « وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء » (٢) قلت : اختلفوا فيها قال أبوالحسن عليه‌السلام : ولكني أقول : نزلت في الواقفة إنهم قالوا : لا إمام بعد موسى ، فرد الله عليهم : بل يداه مبسوطتان ، واليد هو الامام في باطن الكتاب وإنما عنى بقولهم لا إمام بعد موسى بن جعفر (٣).

٢٢ ـ كش : خلف ، عن الحسن بن طلحة المروزي ، عن محمد بن عاصم قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : يامحمد بن عاصم بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت : نعم جعلت فداك اجالسهم وأنا مخالف لهم قال : لاتجالسهم فان الله عزوجل يقول « وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم » (٤) يعني بالآيات الاوصياء الذين كفروا بها الواقفة (٥).

٢٣ ـ كش : خلف ، قال حدثني الحسن بن علي ، عن سليمان بن الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن عليه‌السلام بالمدينة إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة فقال أبو الحسن عليه‌السلام : « ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا » (٦) والله إن الله لايبدلها

____________________

(١) المصدر السابق ص ٢٨٤ وفيه في الاخر تقديم وتأخير.

(٢) سورة المائدة الاية : ٦٤.

(٣) رجال الكشى ص ٢٨٤.

(٤) سورة النساء الاية : ١٤٠.

(٥) رجال الكشى ص ٢٨٥.

(٦) سورة الاحزاب الاية : ٦١.

٢٦٤

حتى يقتلوا عن آخرهم (١).

بيان : لعل المراد قتلهم في الرجعة.

٢٤ ـ كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي الفارسي ، عن عبدوس الكوفي ، عن حمدويه ، عمن حدثه ، عن الحكم بن مسكين ، قال : وحدثني بذلك إسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام ، عن الحكم بن عيض قال : دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : ياسليمان من هذا الغلام؟ فقال : ابن اختي فقال : هل يعرف هذا الامر؟ فقال : نعم فقال : الحمد لله الذي لم يخلقه شيطانا ، ثم قال : ياسليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا ، فقلت : جعلت فداك وما تلك الفتنة؟ قال : إنكارهم الائمة عليهم‌السلام ووقوفهم على ابني موسى ، قال : ينكرون موته ويزعمون أن لا إمام بعده اولئك شر الخلق (٢).

٢٥ ـ كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي ، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير ، عن رجل من أصحابنا قال : قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت قال : كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عزوجل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد الله في أجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

بيان : لعلهم كانوا يستدلون على عدم موته عليه‌السلام بحاجة الخلق إليه فأجابهم بالنقض برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلا ينافي المد في أجل القائم عليه‌السلام لمصالح اخر ،أو يكون المراد المد بعد حضور الاجل المقدر.

٢٦ ـ كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي الفارسي ، عن ميمون النحاس عن محمد بن الفضيل قال : قلت للرضا عليه‌السلام:ما حال قوم وقفوا على أبيك موسى عليه‌السلام؟ قال : لعنهم الله ما أشد كذبهم أما إنهم يزعمون أني عقيم ، وينكرون من يلي هذا

____________________

(١) رجال الكشى ص ٢٨٥.

(٢) رجال الكشى ص ٢٨٥.

(٣) نفس المصدر ص ٢٨٥.

٢٦٥

الامر من ولدى (١).

٢٧ ـ كش : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي ، عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه ، عن جده عمر بن يزيد قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فحدثني مليا في فضائل الشيعة ثم قال : إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب ، قلت : جعلت فداك أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤن من عدوكم؟ قال : نعم ، قال : قلت : جعلت فداك بين لنا نعرفهم فلسنا منهم؟ قال : كلا يا عمر ما أنت منهم ، إنما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى.

البراثي ، عن أبي علي ، عن محمد بن إسماعيل ، عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال : رجل أتى أخي عليه‌السلام فقال له : جعلت فداك من صاحب هذا الامر؟ فقال : أما إنهم يفتنون بعد موتي فيقولون : هو القائم وما القائم إلا بعدي بسنين.

البراثي ، عن أبي علي ، عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه قال : كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الاشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها فحملوا إلى وكيلين لموسى عليه‌السلام بالكوفة أحدهما حيان السراج (٢) والآخر كان معه ، وكان موسى عليه‌السلام في الحبس فاتخذوا بذلك دورا ، وعقدوا العقود ، واشتروا الغلات ، فلما مات موسى عليه‌السلام فانتهى الخبر إليهما أنكرا موته وأذاعا في الشيعة أنه لايموت لانه هو القائم ، فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر

____________________

(١) المصدر السابق ص ٢٨٦.

(٢) حيان السراج كان كيسانيا وقد روى الكشى في رجاله ص ٢٠٢ ٢٠٣ روايات تدل على تعصبه في كيسانيته منها قول حيان للصادق عليه‌السلام : انما مثل محمد بن الحنفية في هذه الامة مثل عيسى بن مريم ، فقال الصادق عليه‌السلام ويحك ياحيان شبه على أعدائه؟ فقال : بلى شبه على أعدائه ، فقال : تزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي! لا ولكنك تصدف ياحيان وقد قال الله عزوجل في كتابه « سنجزى الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ».

٢٦٦

قولهما في الناس ، حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى عليه‌السلام واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا على المال.

البراثى ، عن أبي علي ، عن محمد بن رجا الحناط ، عن محمد بن علي الرضا عليه‌السلام أنه قال : الواقفة هم حمير الشيعة ثم تلا هذه الآية « إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا » (١).

البراثي ، عن أبي علي قال : حكى منصور ، عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام : أن الزيدية والواقفية والنصاب عنده بمنزلة واحدة.

البراثي ، عن أبي علي ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمن حدثه قال : سألت محمد بن علي الرضا عليه‌السلام عن هذه الآية « وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة » (٢) قال : نزلت في النصاب والزيدية ، والواقفة من النصاب.

البراثي ، عن أبي علي ، عن إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى العسكري عليه‌السلام جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلواتي؟ قال : نعم اقنت عليهم في صلواتك.

حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عقبة مثله (٣).

بيان : كانوا يسمونهم وأضرابهم من فرق الشيعة سوى الفرقة المحقة الكلاب الممطورة لسراية خبثهم إلى من يقرب منهم.

٢٨ ـ كش : البراثي ، عن أبي علي ، عن محمد بن الحسن الكوفي ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن عمرو بن فرات قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الواقفة قال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة.

وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن جعفر بن محمد بن يونس

____________________

(١) سورة الفرقان الاية : ٤٤.

(٢) سورة الغاشية الاية : ٢ و ٣.

(٣) رجال الكشى ص ٢٨٦ و ٢٨٧ وفى الاول من هذه الاحاديث « فلعلنا منهم » مكان « فلسنا منهم ».

٢٦٧

قال : جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل إلا رقعة الواقف قد رجعت على حالها لم يوقع فيها شئ.

إبراهيم بن محمد بن عباس الختلي ، عن أحمد بن إدريس القمي ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى ، عن العباس بن معروف ، عن الحجال ، عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : ذكرت الممطورة وشكهم فقال : يعيشون ماعاشوا على شك ثم يموتون زنادقة.

خلف بن حماد الكشي قال : أخبرني الحسن بن طلحة المروزي ، عن يحيى ابن المبارك قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام بمسائل فأجابني ، وذكرت في آخر الكتاب قول الله عزوجل « مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء » (١) فقال : نزلت في الواقفة ، ووجدت الجواب كله بخطه : ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين ، هم ممن كذب بآيات الله ، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ، ولا رفث ولا فسوق فينا. انصب لهم يايحيى من العداوة ما استطعت (٢).

محمد بن الحسن ، عن أبي علي ، عن محمد بن صباح ، عن إسماعيل بن عامر ، عن أبان ، عن حبيب الخثعمي ، عن ابن أبي يعفور قال : كنت عند الصادق عليه‌السلام إذ دخل موسى عليه‌السلام فجلس فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي ، غير أن الله عزوجل يضل قوما من شيعتنا ، فاعلم أنهم قوم لا خلاق لهم في الآخرة ، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت : جعلت فداك قد أزغت قلبي عن هؤلاء قال : يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون لم يمت ، وينكرون الائمة عليهم‌السلام من بعده ، ويدعون الشيعة إلى ضلالتهم ، وفي ذلك إبطال حقوقنا وهدم دين الله ، يا ابن أبي يعفور فالله ورسوله منهم برئ ونحن منهم براء.

وبهذا الاسناد عن أيوب بن نوح ، عن سعيد العطار ، عن حمزة الزيات قال :

____________________

(١) سورة النساء الاية : ١٤٣.

(٢) رجال الكشى ص ٢٨٧.

٢٦٨

سمعت حمران بن أيعن يقول : قلت لابي جعفر عليه‌السلام أمن شيعتكم أنا؟ قال : إي والله في الدنيا والآخرة ، وما أحد من شيعتنا إلا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه إلا من يتولى منهم عنا ، قال : قلت : جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة؟ قال : ياحمران نعم ، وأنت لاتدركهم ، قال حمزة : فتناظرنا في هذا الحديث قال : فكتبنا به إلى الرضا عليه‌السلام نسأله عمن استثنى به أبوجعفر فكتب : هم الواقفة على موسى بن جعفر عليهما‌السلام (١).

٢٩ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن حمدان بن سليمان ، عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل قال : حدثنا بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه قال : كنت عند الرضا عليه‌السلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة (٢) وابن السراج (٣) وابن المكاري (٤) فقال له ابن أبي حمزة : مافعل أبوك؟ قال : مضى قال : مضى موتا قال فقال : نعم ، قال : فقال : إلى من عهد؟ قال : إلي قال : فأنت إمام مفترض الطاعة من الله؟ قال : نعم.

قال ابن السراج وابن المكاري : قد والله أمكنك من نفسه ، قال عليه‌السلام : ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون : إني إمام مفترض طاعتي

____________________

(١) رجال الكشى ص ٢٨٨.

(٢) علي بن ابي حمزة سالم البطائنى يكنى أبا الحسن مولى الانصار كوفي ، وكان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم ، روى عن الصادق والكاظم عليهما‌السلام ثم وقف ، وهو أحد عمد الواقفة ، سنف عدة كتب روى عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن الحسن الميثمى وغيرهم باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيه ص ٨٧ ٨٨.

(٣) ابن السراج : هو أحمد بن أبى بشر السراج كوفي مولى يكنى أبا جعفر ثقة في الحديث واقفى ، لاحظ ماذكره الكشى في ذمه وذم علي بن أبي حمزة كما في المتن.

(٤) ابن أبي سعيد المكارى هو الحسين بن هاشم بن حيان المكارى أبوعبدالله ، كان هو وأبوه وجهين في الواقفة وقد ذكر الكشى ذموما فيه كما في المتن فراجع رجال الكشى ص ٢٩٠.

٢٦٩

والله ماذك علي ، وإنما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم.

قال له ابن أبي حمزة : لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائكم ولا يتكلم به ، قال : بلى والله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أمره الله أن ينذر عشيرته الاقربين جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم : إني رسول الله إليكم فكان أشدهم تكذيبا وتأليبا عليه عمه أبولهب ، فقال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن خدشني خدش فلست بنبي ، فهذا أول ما ابدع لكم من آية النبوة ، وأنا أقول : إن خدشني هارون خدشا فلست بامام ، فهذا أول ما ابدع لكم من آية الامامة.

قال له علي : إنا روينا عن آبائك عليهم‌السلام أن الامام لا يلي أمره إلا إمام مثله فقال له أبوالحسن : فأخبرني عن الحسين بن علي عليه‌السلام كان إماما أو كان غير إمام؟ قال : كان إماما ، قال : فمن ولي أمره؟ قال علي بن الحسين ، قال : وأين كان علي ابن الحسين؟ كان محبوسا في يد عبيد الله بن زياد! قال : خرج وهم كانوا لايعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف.

فقال له أبو الحسن عليه‌السلام : إن هذا أمكن علي بن الحسين عليه‌السلام أن يأتي كربلا فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولا في أسار قال له علي : إنا روينا أن الامام لايمضي حتى يرى عقبه قال : فقال أبوالحسن عليه‌السلام : أما رويتم في هذا غير هذا الحديث؟ قال : لا ، قال : بلى والله لقد رويتم فيه إلا القائم وأنتم لاتدرون مامعناه ولم قيل ، قال فقال له علي : بلى والله إن هذا لفي الحديث ، قال له أبوالحسن عليه‌السلام ويلك كيف اجترأت على شئ تدع بعضه ثم قال : ياشيخ اتق الله ولا تكن من الذين يصدون عن دين الله تعالى (١).

بيان : التأليب التحريض والافساد.

____________________

(١) رجال الكشى ص ٢٨٩ بأدنى تفاوت.

٢٧٠

٣٠ ـ كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن عمر الزيات ، عن ابن أبي سعيد المكاري قال : دخل على الرضا عليه‌السلام فقال له : فتحت بابك للناس؟ وقعدت تفتيهم؟ ولم يكن أبوك يفعل هذا ، قال : فقال : ليس علي من هارون بأس فقال له : أطفأ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك ويلك أما علمت أن الله تعالى أوحى إلى مريم أن في بطنك نبيا فولدت مريم عيسى ، فمريم من عيسى وعيسى من مريم وأنا من أبي وأبي مني قال فقال له : أسألك عن مسألة فقال له : ما إخالك تسمع مني ولست من غنمي ، سل فقال له : رجل حضرته الوفاة فقال : ماملكته قديما فهو حر وما لم يملكه بقديم فليس بحر قال : ويلك أما تقرأ هذه الآية « والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم » (١) فما ملك قبل الستة الاشهر فهو قديم ، وما ملك بعد الستة الاشهر فليس بقديم ، قال : فقال : فخرج من عنده قال فنزل به من الفقر والبلاء ما الله بن عليم (٢).

بيان : ما إخالك أي ما أظنك من قولهم خلته كذا. ولست من غنمي أي ممن يقول بامامتي فان الامام كالراعي لشيعته.

٣١ ـ كش : إبراهيم بن محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس القمي ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمد النهدي ، عن بعض أصحابنا قال : دخل ابن المكاري على الرضا عليه‌السلام فقال له : بلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك؟ فقال له : مالك أطفأ الله نورك وأدخل بيتك من الفقر ، أما علمت أن الله جل وعلا أوحى إلى عمران أني أهب لك ذكرا فوهب له مريم ، فوهب لمريم عيسى ، وعيسى من مريم ثم ذكر مثله وذكر فيه أنا وأبي شئ واحد (٣).

بيان : لعلهم لما تمسكوا في نفي إمامته بما رووا عن الصادق عليه‌السلام إن من ولدي القائم أو أن موسى عليه‌السلام هو القائم فبين عليه‌السلام بأن المعنى أنه يكون منه القائم

____________________

(١) سورة يس الاية : ٣٩.

(٢) رجال الكشى ص ٢٩٠.

(٣) نفس المصدر ص ٢٩٠.

٢٧١

لا أنه هو القائم.

٣٢ ـ كش : محمد بن الحسن ، عن أبي علي الفارسي ، عن محمد بن عيسى ، و محمد بن مهران ، عن محمد بن إسماعيل بن أبي سعيد الزيات قال : كنت مع زياد القندي حاجا ولم نكن نفترق ليلا ولا نهارا في طريق مكة ، وبمكة ، وفي الطواف ، ثم قصدته ذات ليلة فلم أره حتى طلع الفجر ، فقلت له : غمني إبطاؤك فأي شئ كانت الحال؟ قال : مازلت بالابطح مع أبي الحسن عليه‌السلام يعني أبا إبراهيم وعلي ابنه عليه‌السلام على يمينه فقال : يا أبا الفضل أو يازياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي ، فان كانت لك حاجة فأنزلها به واقبل قوله ، فانه لايقول على الله إلا الحق.

قال ابن أبي سعيد : فمكثنا ماشآء الله ، حتى حدث من أمر البرامكة ماحدث فكتب زياد إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام يسأله عن ظهور هذا الحديث والاستتار ، فكتب اليه أبوالحسن : أظهر فلا بأس عليك منهم ، فظهر زياد : فلما حدث الحديث قلت له : يا أبا الفضل أي شئ يعدل بهذا الامر؟ فقال لي : ليس هذا أوان الكلام فيه ، قال : فلما ألححت عليه بالكلام بالكوفة وبغداد وكل ذلك يقول لي مثل ذلك إلى أن قال لي في آخر كلامه : ويحك فتبطل هذه الاحاديث التي رويناها (١).

توضيح : قوله عن ظهور هذا الحديث أي إظهار النص عليه ، ولعل الاظهر ظهوره لهذا الحديث بأن يكون السؤال لظهوره بنفسه أو استتاره خوفا من الفتنة قوله : فلما حدث الحديث أي الامر الحادث وهو مذهب الواقفة قوله : أي شئ تعدل بهذا الامر أي لايعدل باظهار أمر الامام وترويجه وإظهار النص عليه شئ في الفضل فلم لاتتكلم فيه فاعتذر أولا بالتقية ثم تمسك بمفتريات الواقفية.

٣٣ ـ كش : وجدت بخط أبي عبدالله محمد بن شاذان ، قال العبيدي محمد بن عيسى :

____________________

(١) رجال الكشى ص ٢٩٠.

٢٧٢

حدثني الحسن بن علي بن فضال قال : قال عبدالله بن المغيرة (١) كنت واقفا فحججت على تلك الحالة فلما صرت في مكة خلج في صدري شئ فتعلقت بالملتزم ثم قلت : اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي فأرشدني إلى خير الاديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه‌السلام فأتيت المدينة فوقفت ببابه وقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداءه : ادخل ياعبدالله بن المغيرة ، فدخلت فلما نظر إلي قال : قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك ، فقلت : أشهد أنك حجة الله وأمينه على خلقه (٢).

٣٤ ـ كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن يزيد بن إسحاق شعر (٣) وكان من أدفع الناس لهذا الامر قال : خاصمني مرة أخي محمد وكان مستويا قال : فقلت له لما طال الكلام بيني وبينه : إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتى أرجع إلى قولكم قال : قال لي محمد : فدخلت على الرضا عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إن لي أخا وهو أسن مني وهو يقول بحياة أبيك ، وأنا كثيرا ما اناظره فقال لي يوما من الايام : سل صاحبك إن كان بالمنزلة التي ذكرت أن يدعو الله لي حتى أصير إلى قولكم ، فأنا احب أن تدعو الله له قال : فالتفت أبوالحسن عليه‌السلام نحو القبلة فذكر ماشاء الله أن يذكر ثم قال : اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى ترده إلى الحق ، قال كان يقول هذا وهو رافع يده

____________________

(١) عبدالله بن المغيرة أبومحمد البجلى مولى جندب بن عبدالله بن سفيان العلقى ، شيخ جليل ثقة من أصحاب الكاظم عليه‌السلام لايعدل به أحد في جلالته ودينه وورعه ، صنف ثلاثين كتابا ، وهو ممن اجتمعت العصابة على تصحيح مايصح عنه ، روى عنه حفيده الحسن بن علي ابن عبدالله بن المغيرة ، وأيوب بن نوح والحسن بن علي بن فضال وغيرهم. « باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيه ص ٥٦ لسماحة سيدى الوالد دام ظله ».

(٢) رجال الكشى ص ٣٦٥.

(٣) يزيد بن اسحاق شعر الغنوى من أصحاب الصادق عليه‌السلام والكاظم عليه‌السلام له كتاب رواه الحميري عن أبيه عنه ذكره النجاشي والكشي والعلامة في كتبهم.

٢٧٣

اليمنى ، قال : فلما قدم أخبرني بما كان فوالله مالبثت إلا يسيرا حتى قلت بالحق (١).

٣٥ ـ كش : حمدويه وإبراهيم ، عن محمد بن عثمان ، عن أبي خالد السجستاني (٢) أنه لما مضى أبوالحسن عليه‌السلام وقف عليه ، ثم نظر في نجومه زعم أنه قد مات فقطع على موته وخالف أصحابه (٣).

٣٦ ـ كش : نصر بن الصباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن القاسم بن يحيى عن حسين بن عمر بن يزيد (٤) قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام وأنا شاك في إمامته وكان زميلي في طريقي رجل يقال له : مقاتل بن مقاتل وكان قد مضى على إمامته بالكوفة فقلت له : عجلت فقال : عندي في ذلك برهان وعلم ، قال الحسين : فقلت للرضا عليه‌السلام : مضى أبوك؟ قال : إي والله وإني لفي الدرجة التي فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام ومن كان أسعد ببقاء أبي مني ، ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يقول « والسابقون السابقون اولئك المقربون » (٥) العارف للامامة حين يظهر الامام.

ثم قال : مافعل صاحبك؟ فقلت من!؟ قال : مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه الطويل اللحية الاقنى الانف وقال : أما إني مارأيته ولادخل علي ولكنه آمن وصدق فاستوص به قال : فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا مقاتل راقد فحركته ثم قلت : لك بشارة عندي لا اخبرك بها حتى تحمد الله مائة مرة ، ففعل

____________________

(١) رجال الكشي ص ٣٧٢.

(٢) أبوخالد السجستاني من أصحاب الرضا عليه‌السلام لاحظ ترجمته في الخلاصة وجامع الرواة ومنهج المقال.

(٣) رجال الكشي ص ٣٧٦.

(٤) حسين بن عمرو بن يزيد ذكره الشيخ في رجاله ص ١٨٣ طبع النجف في أصحاب الصادق «ع» ونقل الاردبيلي في جامع الرواة ج ١ ص ٢٥٠ انه وجد في نسخة قديمة صحيحة من رجال الشيخ انه ابن عمر بلا واو لاثقة ، وقد عنونه بالواو وزاد انه ثقة.

(٥) سورة الواقعة الاية : ١٠.

٢٧٤

ثم أخبرته بما كان (١).

بيان : أقول قد ثبت بطلان مذهبهم زائدا على مامر في ساير مجلدات الحجة وماسنثبت فيما سيأتي منها بانقراض أهل هذا المذهب ، ولو كان ذلك حقا لما جاز انقراضهم بالبراهين المحققة في مظانها وإنما أوردنا هذا الباب متصلا بباب شهادته عليه‌السلام لشدة ارتباطهما واحتياج كل منهما إلى الآخر.

____________________

(١) رجال الكشي ص ٣٧٧.

٢٧٥

١١

* ( باب ) *

* « ( وصاياه وصدقاته صلوات الله عليه ) » *

١ ـ ن : ابن إدريس ، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن عبدالله بن محمد الحجال إن إبراهيم بن عبدالله الجعفري حدثه عن عدة من أهل بيته أن أبا إبراهيم موسى ابن جعفر عليه‌السلام أشهد على وصيته إسحاق بن جعفر بن محمد (١) وإبراهيم بن محمد الجعفري (٢) وجعفر بن صالح (٣) ومعاوية (٤) الجعفريين ، ويحيى بن الحسين بن

____________________

(١) اسحاق بن جعفر كان من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد ، روى عنه الناس الحديث والاثار ، وكان ابن كاسب اذ احدث عنه يقول : حدثنى الثقة الرضى اسحاق ابن جعفر ، وكان اسحاق يقول بامامة أخيه موسى «ع» وروى عن أبيه النص بالامامة على أخيه موسى ، وهو المعروف بالمؤتمن.

(٢) ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب : ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق «ع» وقال : أسند عنه وهو والد عبدالله الثقة الصدوق وجد سليمان بن جعفر الجعفري المشهور ، وقد روى عن الصادق «ع» والكاظم «ع» وهو أحد شهود الوصية كما في المتن وذكره بعضهم انه أبى الكرام كما في التقريب وعليه فيكون هو الذى ذكره النجاشي في رجاله وأنه روى عن الرضا عليه‌السلام وليس ببعيد ذلك ، وعليه فيكون نسبه ابراهيم بن محمد بن عبدالله أبى الكرام بن محمد بن علي الزينبى بن عبدالله بن جعفر ابن أبي طالب.

(٣) جعفر بن صالح الجعفري : هو جعفر بن صالح بن معاوية بن عبدالله بن جعفر ابن أبي طالب عليه‌السلام.

(٤) معاوية الجعفري يحتمل ان يكون هو معاوية بن علي بن معاوية بن عبدالله بن جعفر ، أو هو معاوية بن عبدالله بن معاوية المذكور آنفا.

٢٧٦

زيد (١) وسعد بن عمران الانصاري (٢) ومحمد بن الحارث الانصاري (٣) ويزيد بن سليط الانصاري (٤) ومحمد بن جعفر الاسلمي (٥) بعد أن أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لاريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن السحاب والقصاص حق وأن الوقوف بين يدي الله عزوجل حق ، وأن ماجاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حق حق حق وأن مانزل به الروح الامين حق ، على ذلك أحيا وعليه أموت ، وعليه ابعث إنشاء الله.

اشهدهم أن هذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين عليه‌السلام ووصايا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ووصية محمد بن علي ووصية جعفر بن محمد عليهم‌السلام قبل ذلك حرفا بحرف ، وأوصيت بها إلى علي ابني وبني بعده إن شاء وآنس منهم رشدا وأحب إقرارهم فذلك له ، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذلك له ، ولا أمر لهم معه ، وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وصبياني الذين خلفت

____________________

(١) يحيى بن الحسين بن زيد : قد سبق أن ترجمناه في هامش ص ١٥٩ ج ٤٦ من بحار الانوار فراجع.

(٢) سعد بن عمران الانصاري : ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم « ع » وأنه واقفى ، وفي الخلاصة انه ابى عمران نقلا عن رجال الشيخ كما في ص ٣٥٢ من مطبوعه وفي رجال ابن داود ص ٤٥٧ نقل عن رجال الشيخ أنه ابن عمران.

(٣) محمد بن الحارث الانصاري ذكره الميرزا محمد في رجاله منهج المقال وأنه من أصحاب الكاظم عليه‌السلام وزاد الاردبيلي على نقله ذلك عنه انه من شهود الوصية كما في المتن.

(٤) يزيد بن سليط الانصاري عده المفيد في الارشاد ص ٣٢٥ من خاصة أبي الحسن موسى وثقاته ومن أهل الورع والعلم والفقه من شيعته وذكره الكشي في رجاله ص ٢٨٢ وقال : حديثه طويل.

(٥) محمد بن جعفر الاسلمي ذكره الاردبيلي في جامع الرواة ج ٢ ص ٨٥ وزاد في نسبه بن سعد وقال هو كاتب وصية أبي إبراهيم «ع» وأشار إلى مافي المتن.

٢٧٧

وولدي ، وإلى إبراهيم (١) والعباس (٢) وإسماعيل (٣) وأحمد (٤) ...

____________________

(١) ابراهيم بن موسى بن جعفر في أولاد الامام موسى اختلاف بين النسابين في عددهم كما انهم اختلفوا في خصوص ابراهيم فبعضهم على التعدد أكبر وأصغر وبعضهم على عدمه وانه المرتضى ، وكذا اختلف القائلون بالتعدد في ان ايهما هو المرتضى والذي لاشك فيه عندهم هو ان المرتضى هو الذي تقلد امرة اليمن أيام أبي السرايا ومهما يكن فابراهيم المرتضى تقلد امرة اليمن من قبل محمد بن محمد بن زيد ايام أبي السرايا ومضى اليها ففتحها وأقام بها مدة إلى أن انقلب أمر ابي السرايا فأخذ لابراهيم الامام من المأمون ، وبقى ببغداد حتى مات مسموما في أوائل سنة ٢١٠ وأنشد حين لحده ابن السمان الفقيه :

مات الامام المرتضى مسموما

وطوى الزمان فضائلا وعلوما

قد مات في الزوراء مظلوما كما

أضحى أبوه بكربلا مظلوما

فالشمس تندب موته مصغرة

والبدر يلطم وجهه مغموما

« باقتضاب عن معجم أعلام المنتقلة »

(٢) العباس بن موسى بن جعفر امه ام ولد ، لم يذكر بخير عند من ترجمه لمنازعته مع الامام الرضا «ع» ومع ذلك لامانع من كونه مشمولا لعموم قول الشيخ المفيد في الارشاد ان لكل واحد من أولاد الكاظم عليه‌السلام فضلا ومنقبة ، فقوله هذا لايستلزم ان يكونوا كلهم في غاية الورع والتقوى ، فما أكثر الفضائل والمناقب. وقد ذكره شيخ الشرف العبيدلي في تهذيب الانساب وأبونصر البخاري في سر السلسلة وابن عنبة في العمدة والعميدي في مشجره وغيرهم.

(٣) اسماعيل بن موسى امه ام ولد ، كان من أجلاء العلماء والرواة سكن مصر وولد بها وهو صاحب كتب حسنة يجمعها كتاب الجعفريات أو الاشعثيات نسبة إلى راويها محمد بن محمد بن الاشعث الكوفي وهو يرويه عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه اسماعيل ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، ومما يدل على حسن اسماعيل انه الذي أمره الامام الجواد عليه‌السلام بالصلاة على صفوان بن يحيى البجلى المتوفى سنة ٢١٠ كما في شرح مشيخة ت هذيب الاحكام ص ٧٠ لسيدي الوالد دام ظله ، واسماعيل هذا من أعلام المنتقلة وقد ذكره الشريف العبيدلي في تهذيب الانسان والبخاري في سر السلسلة وابن عنبة في العمدة والعميدي في مشجره وغيرهم.

(٤) أحمد بن موسى بن جعفر أمه ام ولد وهى التي كانت موضع ثقة الامام موسى

٢٧٨

وام أحمد (١) وإلى علي أمر نسائي دونهم ، وثلث صدقة أبي وأهل بيتي يضعه حيث يرى ، ويجعل منه ما يجعل ذو المال في ماله إن أحب أن يجيز ماذكرت في عيالي فذاك إليه ، وإن كره فذاك إليه ، وإن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق على غير ماوصيته فذاك إليه وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي.

وإن رأى أن يقر إخوته الذين سميتهم في صدر كتابي هذا أقرهم وإن كره فله أن يخرجهم غير مردود عليه ، وإن أراد رجل منهم أن يزوج اخته فليس له أن يزوجها إلا بإذنه وأمره ، وأي سلطان كشفه عن شئ أو حال بينه وبين شئ مما ذكرت في كتابي فقد برئ من الله تعالى ومن رسوله ، والله ورسوله منه بريئان وعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين ، والملائكة المقربين ، والنبيين والمرسلين أجمعين وجماعة المؤمنين.

وليس لاحد من السلاطين أن يكشفه عن شئ لي عنده من بضاعة ولا لاحد من ولدي. ولي عنده مال ، وهو مصدق فيما ذكر من مبلغه إن أقل وأكثر فهو الصادق وإنما أردت بادخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم ، و أولادي الاصاغر وامهات أولادي من أقام منهن في منزلها وفي حجابها فلها ما كان

____________________

فأودعها ودائع الامامة كما سيأتي في ترجمتها ، كان كريما جليلا مقدما عند أبيه ، وأحد أوصيائه في الوصية الظاهرة ، وكان قد وهبه ضيعته المعروفة باليسيرة « باليسيرية » وقيل انه أعتق الف مملوك ، وقد ذكره منتجب الدين في فهرسته وقال ثقة ورع فاضل محدث ، وقد حكى عن كتاب لب الانسان ان احمد هذا كتب بيده المباركة الف مصحف ، واعتق الف مملوك ، ولفضله وورعه قال فريق بامامته ، وقد ذكر الشيخ منتجب الدين في فهرسته له كتاب ١ ـ كتاب انساب آل الرسول واولاد البتول ٢ ـ كتاب في الحلال والحرام ٣ ـ كتاب الاديان والملل ، وهو من اعلام منتقلة الطالبيين ، وممن ذكرته كتب الانساب.

(١) أم أحمد كانت من النساء المحترمات وكان الامام موسى شديد التلطف بها ولما توجه من المدينة إلى بغداد أودعها ودائع الامامة وقال لها : كل من جاءك وطلب منك هذه الامانة في أي وقت من الاوقات فاعلمي بأنى قد استشهدت وأنه هو الخليفة من بعدي والامام المفترض طاعته عليك وعلى سائر الناس. وقد روت الحديث عنه عليه‌السلام لاحظ ترجمتها في تحفة العالم ج ٢ ص ٢٧.

٢٧٩

يجري عليها في حياتي إن أراد ذلك ، ومن خرج منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع حزانتي إلا أن يرى علي ذلك ، ولا يزوج بناتي أحد من إخوتهن ومن امهاتهن ولا سلطان ولا عمل لهن إلا برأيه ومشورته ، فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحادوه في ملكه ، وهو أعرف بمناكح قومه إن أراد أن يزوج زوج ، وإن أراد أن يترك ترك ، قد أوصيتهن بمثل ماذكرت في صدر كتابي ، واشهد الله عليهن.

وليس لاحد أن يكشف وصيتي ولا ينشرها وهي على ماذكرت وسميت فمن أساء فعليه ومن أحسن فلنفسه ، وما ربك بظلام للعبيد ، وليس لاحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي الذي ختمت عليه أسفل ، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله و غضبه والملائكة بعد ذلك ظهير وجماعة المسلمين والمؤمنين ، وختم موسى بن جعفر والشهود.

قال عبدالله بن محمد الجعفري : قال العباس بن موسى عليه‌السلام لابن عمران القاضي الطلحي : إن أسفل هذا الكتاب كنزلنا وجوهر يريد أن يحتجزه دوننا ، ولم يدع أبونا شيئا إلا جعله له ، وتركنا عالة ، فوثب عليه إبراهيم بن محمد الجعفري فأسمعه ووثب إليه إسحاق بن جعفر ففعل به مثل ذلك.

فقال العباس للقاضي : أصلحك الله فض الخاتم واقرأ ماتحته فقال : لا أفضه لا يلعنني أبوك ، فقال العباس : أنا أفضه قال : ذلك إليك ، ففض العباس الخاتم فاذا فيه إخراجهم من الوصية وإقرار علي وحده وإدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا أو صاروا كالايتام في حجره ، وأخرجهم من حد الصدقة وذكرها ، ثم التفت علي بن موسى عليه‌السلام إلى العباس فقال : يا أخي إني لاعلم أنه إنما حملكم على هذا الغرام والديون التي عليكم ، فانطلق ياسعد فتعين لي ماعليهن واقضه عنهم واقبض ذكر حقوقهم وخذ لهم البراءة ، فلا والله لا أدع مواساتكم وبركم ما أصبحت وأمشي على ظهر الارض ، فقولوا ماشئتم.

فقال العباس : ماتعطينا إلا من فضول أموالنا ومالنا عندك أكثر ، فقال :

٢٨٠