بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قولوا ماشئتم فالعرض عرضكم ، اللهم أصلحهم وأصلح بهم واخسأ عنا وعنهم الشيطان وأعنهم على طاعتك ، والله على مانقول وكيل ، قال العباس : ما أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين ، ثم إن القوم افترقوا (١).

٢ ـ ن : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالرحمان بن الحجاج قال : بعث إلي أبوالحسن عليه‌السلام بوصية أمير المؤمننين عليه‌السلام وبعث إلي بصدقة أبيه مع أبي إسماعيل مصادف ، وذكر صدقة جعفر بن محمد عليه‌السلام وصدقة نفسه بسم الله الرحمان الرحيم ، هذا ماتصدق به موسى ابن جعفر ، تصدق بأرضه مكان كذا وكذا ، وحدود الارض كذا وكذا ، كلها ونخلها وأرضها ومائها وأرجائها وحقوقها وشربها من الماء وكل حق هو لها في مرع أو مظهر ، أو عنصر ، أو مرفق ، أو ساحة ، أو مسيل ، أو عامر ، أو غامر ، تصدق بجميع حقه من ذلك على ولده من صلبه الرجال والنساء يقسم ، وإليها ما أخرج الله عزوجل من غلتها بعد الذي يكفيها في عمارتها ومرافقها ، وبعد ثلاثين عذقا يقسم في مساكين أهل القرية بين ولد موسى بن جعفر للذكر مثل حظ الانثيين.

فان تزوجت امرأة من ولد موسى بن جعفر فلا حق لها في هذه الصدقة حتى ترجع إليها بغير زوج ، فان رجعت كانت لها مثل حظ التي لم تتزوج من بنات موسى ومن توفي من ولد موسى وله ولد ، فولده على سهم أبيهم للذكر مثل حظ الانثيين على مثل ماشرط موسى بين ولده من صلبه ، ومن توفي من ولد موسى ولم يترك ولدا رد حقه على أهله الصدقة.

وليس لولد بناتي في صدقتي هذه حق إلا أن يكون آباؤهم من ولدي وليس لاحد في صدقتي حق مع ولدي وولد ولدي وأعقابهم مابقي منهم أحد ، فان انقرضوا ولم يبق منهم أحد فصدقتي على ولد أبي من امي مابقي منهم أحد ما شرطت بين ولدى وعقبي ، فان انقرض ولد أبي من امي وأولادهم فصدقتي على ولد أبي

____________________

(١) عيون اخبار الرضا «ع» ج ١ ص ٣٣.

٢٨١

وأعقابهم مابقي منهم أحد ، فان لم يبق منهم أحد فصقتي على الاولى فالاولى حتى يرث الله الذي ورثها وهو خير الوارثين.

تصدق موسى بن جعفر بصدقته هذه وهو صحيح صدقة حبيسا بتا بتلا لا مثنوية فيها ولارد أبدا ، ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة ، ولا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيعها أو يبتاعها أو يهبها أو ينحلها أو يغير شيئا مما وضعتها عليه حتى يرث الله الارض ومن عليها.

وجعل صدقته هذه إلى علي وإبراهيم فان انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي مكانه ، فان انقرض أحدهما دخل إسماعيل مع الباقي منهما ، فان انقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما ، فان انقرض أحدهما فالاكبر من ولدي يقوم مقامه ، فان لم يبق من ولدي إلا واحد فهو الذي يقوم به ، قال : وقال أبوالحسن عليه‌السلام : إن أباه قدم إسماعيل في صدقته على العباس وهو أصغر منه (١).

بيان : المرفع إما المكان المرتفع أو من قولهم رفعوا الزرع أي حملوه بعد الحصاد إلى البيدر ، والمظهر المصعد ، والعنصر الاصل وفي بعض النسخ مكانه أو غيض وهو بالكسر الشجر الكثير الملتف واصول الشجر ، ومرافق الدار مصاب المآء ونحوها ، والغامر الخراب قوله : لا مثنوية فيها ، أي لا استثنآء.

٣ ـ ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، قال : قلت لابراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : ماقولك في أبيك قال : هو حي قلت : فما قولك في أخيك أبي الحسن عليه‌السلام؟ قال : ثقة صدوق ، قلت : فانه يقول : إن أباك قد مضى قال : هو أعلم بما يقول فأعدت عليه فأعاد علي ، قلت : فأوصى أبوك؟ قال : نعم ، قلت : إلى من أوصى؟ قال : إلى خمسة منا وجعل عليا عليه‌السلام المقدم علينا (٢).

____________________

(١) عيون أخبار الرضا «ع» ج ١ ص ٣٧.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩ وفيه نسخة « وهو أعلم وما يقول ».

٢٨٢

١٢

* ( باب ) *

* « ( احوال اولاده وازواجه صلوات الله عليه ) » *

١ ـ شا : كان لابي الحسن عليه‌السلام سبعة وثلاثون ولدا ذكرا وانثى منهم علي بن موسى الرضا وإبراهيم والعباس والقاسم (١) لامهات أولاد وإسماعيل وجعفر (٢)

____________________

(١) القاسم بن موسى بن جعفر : كان يحبه أبوه حبا شديدا وأدخله في وصاياه وقد نص السيد الجليل النقيب الطاهر رضى الدين علي بن موسى بن طاووس في كتابه مصباح الزائر على استحباب زيارته وقرنه بأبى الفضل العباس بن أمير المؤمنين وعلي بن الحسين الاكبر المقتول بالطف ، وذكر لهم ولمن يجرى مجراهم زيارة ذكرها في كتابه « مصباح الزائر » مخطوط ، وقبر القاسم قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية ، وهو مزار متبرك به ، يقصده الناس للزيارة وطلب البركة وقد ذكر قبره ياقوت في معجم البلدان والبغدادي في مراصد الاطلاع ان شوشة قرية بأرض بابل أسفل من حلة بنى مزيد بها قبر القاسم بن موسى جعفر الخ.

(٢) جعفر بن موسى بن جعفر : يقال له الخوارى ويقال لوده الخواريون والشجريون لان أكثرهم بادية حول المدينة يرعون الشجر كذا في العمدة ص ٢٠٧ ٢٠٨ طبعة النجف الاولى ، وفي مشجر العميدى : وكان موصوفا بالشجاعة والفروسية ، وهو من الخلص من الموسوية قال أبونصر البخارى في سر السلسلة ص ٣٧ : والخلص من الموسوية الذين لم أجد أحدا شك فيهم من النساب وعد منهم جعفرا ، وقال العمرى في المجدى عند ذكره : يقال له الخوارى وهو لام ولد.

٢٨٣

وهارون (١) والحسن (٢) لام ولد وأحمد ومحمد (٣) وحمزة (٤) لام ولد

____________________

(١) هارون بن موسى بن جعفر أمه أم ولد قال أبونصر البخارى في سر السلسلة ص ٣٨ وهارون بن الكاظم عليه‌السلام ممن طعن في نسب المنسبين اليه وقالوا ما أعقب هارون بن موسى «ع» أو مابقى له عقب ، وبالرى وهمدان خلق ينتسبون اليه ، وقال الشيخ ابوالحسن العمرى والشيخ أبوعبدالله بن طباطبا وغيرهما : أعقب هارون بن الكاظم عليه‌السلام ، راجع عن صحة عقبه ماذكره العميدي في مشجره ص ٢٩ وماذكره الزبيدي في تعقيبه على مقالة العميدي في نفس المصدر.

وتوجد بقعتان منسوبتان اليه احداهما بالقرب من ساوة كما في « هدية اسماعيل » وثانيهما في قرية تكية طالقان كما في ناسخ التواريخ ج ٣ ص ٥٤ أحوال الامام موسى بن جعفر عليه‌السلام

(٢) الحسن بن موسى بن جعفر أمه أم ولد وقد وقع في طريق الصدوق في باب غسل يوم الجمعة من كتابه من لايحضره الفقيه ج ١ ص ٦١ وذكر في التهذيب ج ١ ص ٣٦٥ والكافي ج ٣ ص ٤٢ مكان الحسن أخاه الحسين ، وقد ذكر في الارشاد أن لكل واحد من أولاد الكاظم «ع» فضلا ومنقبة.

(٣) محمد بن موسى بن جعفر هو الملقب بالعابد كان من أهل الفضل والصلاح كما وصفه المفيد في الارشاد وذكر عن هاشمية مولاة رقية بنت موسى «ع» قالت كان محمد بن موسى صاحب وضوء وصلاة ، وكان ليله كله يتوضآ ويصلى فيسمع سكب الماء ، ثم يصلى ليلا ، ثم يهد أساعة فيرقد ويقوم ، فيسمع سكب الماء والوضوء ، ثم يصلى ليلا فلا يزال كذلك حتى يصبح. وما رايته قط الا ذكرت قول الله تعالى « كانوا قليلا من الليل مايهجعون » توفى بشيراز ودفن حيث مرقده اليوم مزار متبرك به. وقد قيل في سبب دخوله شيراز أنه دخلها من جور العباسيين اختفى بمكان فكان يكتب القرآن وقد اعتق ألف نسمة من أجرة كتابته ، وهو من المعقبين المكثرين ، واليه ينتهى نسب كثير من البيوتات الموسوية الشهيرة ، ومنها بيت سيادة الناشر وبيت محرر هذه السطور المعروفين بآل الخرسان ، ولى أرجوزة في مائة بيت في سلسلة النسب الزاكى أسميتها « نشوة الامانى ».

(٤) حمزة بن موسى بن جعفر أمه أم ولد كان عالما فاضلا كاملا دينا جليلا رفيع المنزلة عالى الرتبة عظيم الحظ والجاء والعز والابتهال ، محبوبا عند الخاص والعام ، سافر

٢٨٤

وعبدالله (١) وإسحاق (٢) وعبيد الله (٣) وزيد (٤) ...

____________________

مع أخيه الرضا «ع» إلى خراسان ، كذا وصفه السيد ضامن بن شدقم في كتابه في الانساب كما في أعيان الشيعة ج ٢٨ ص ١٨٩ وفي العمدة يكنى أبا القاسم ، وكان كوفيا اه ، واختلف في مدفنه قال العمرى في المجدى : في اصطخر شيراز قبره معروف ومزار ، بينما جعل صاحب العمدة ذلك القبر لولده على ، وحكى عن لب الانساب أن قبره بالسيرجان من كرمان ، ومن عقبه السلاطين الصفوية في ايران « باقتضاب عن معجم أعلام المنتقلة ».

(١) عبدالله بن موسى بن جعفر أمه أم ولد ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليه‌السلام اه وكان شيخا كبيرا نبيلا ، عليه ثياب خشنة ، وبين عينيه سجادة ، ويظهر من حديث ابراهيم بن هاشم المروى في الاختصاص ص ١٠٢ وحديث غيره كما في المناقب ج ٣ ص ٤٨٩ وعيون المعجزات ص ١٠٩ علو مقامه ورفيع منزلته ، وهو صاحب الكتاب إلى ابن أبي داود حين كتب اليه في خلق القرآن وقد ذكره الخطيب في تاريخه ج ٤ ص ١٥١ وهو من المعقبين وعقبه بمصر وغيرها ، ويقال لعقبه العوكلانيين.

(٢) اسحاق بن موسى بن جعفر أمه أم ولد ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا عليه‌السلام وكان يلقب بالامين وقد روى في الكافي عنه حديث المجالس التى يمقتها الله وتوفى سنة ٢٤٠ في المدينة ، ومن عقبه الشيخ الزاهد الورع الجراد وكان يعمل الجريد أبوطالب محمد المهلوس ويقال لعقبه بنى المهلوس ، ومن عقب اسحاق أيضا أبوجعفر محمد الصورانى الذى قتل بشيراز وبها قبره ، ومن عقبه أيضا السيد الاجل العالم نقيب النقباء ذو المجدين أبوالقاسم على بن موسى بن اسحاق بن الحسن بن الحسين بن اسحاق المذكور ، صاحب الفضل والعلم والنعم الكثيرة ، وكان السلطان ملك شاه عزم على مبايعته بالخلافة ، لاحظ تفصيل ترجمته في الدرجات الرفيعة ص ٤٨٨ واللباب في تهذيب الانساب ج ١ ص ٢٤٦ وغيرهما /

(٣) عبيد الله بن موسى بن جعفر امه ام ولد وهو مشمول لعموم قول المفيد في الارشاد ان لكل واحد من اولاد الامام الكاظم عليه‌السلام فضلا ومنقبة ، وهو من المعقبين وقد ذكر عقبه في المنتقلة وتهذيب الانساب والعمدة وسر السلسلة وقال أبونصر : فيه العدد.

(٤) زيد بن موسى بن جعفر أمه أم ولد ، عقد له محمد بن محمد بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» أيام أبي السرايا على الاهواز ذكر أبوالفرج في مقاتله

٢٨٥

... والحسين (١) والفضل (٢) وسليمان (٣) لامهات أولاد وفاطمة الكبرى (٤) وفاطمة الصغرى ، ورقية ، وحكيمة ، وام أبيها ، ورقية الصغرى ، وكلثم

____________________

ص ٥٣٣ ان أبا السرايا ولى زيد بن موسى بن جعفر على الاهواز ، وذكر في ص ٥٣٤ ان زيدا حرق دور بنى العباس بالبصرة فلقب بذلك وسمى زيد النار ، وذكره نحوه الطبري في تاريخه ج ١٠ ص ٢٣١ وقال ابن عتبة في العمدة ص ٢٢١ : وحاربه الحسن بن سهل فظفر به وأرسله إلى المأمون ، فأدخل عليه بمرو مقيدا. وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا «ع» ج ٢ ص ٢٣٣ انه قال له المأمون : يازيد خرجت بالبصرة وتركت ان تبدأ بدور أعدائنا من بنى أمية وثقيف وعدى وباهلة وآل زياد وقصدت دور بنى عمك قال : وكان زيد مزاحا ، أخطأت يا أمير المؤمنين من كل جهة ، وان عدت بدأت باعدائنا فضحك المأمون ، وبعث به إلى أخيه الرضا «ع» وقال : قد وهبت جرمه لك ، فلما جاؤا به عنفه وخلى سبيله وحلف ان لايكلمه أبدا ماعاش اه ثم ان المأمون سقاه السم فمات ، ذكر ذلك ابن عنبة والبخاري وقال الثاني : وقبره بمرو. « عن معجم أعلام منتقلة الطالبية ».

(١) الحسين بن موسى بن جعفر امه أم ولد كاخوته في شمول تعريف المفيد لهم بالفضل والمناقب ، وقد ذكره أبونصر في سر السلسلة وشيخ الشرف العبيدلى في تهذيب الانساب وقال : لابقية له.

(٢) الفضل بن موسى بن جعفر أمه أم ولد ، ولم يذكره شيخ الشرف في تهذيب الانساب ولا البخارى في سر السلسلة وذكره العميدي وابن عنبة ولم يذكرا له عقبا وذكروا أنه كان ميناثا.

(٣) سليمان بن موسى بن جعفر أمه أم ولد ، ولم يذكر في كتب الانساب سوى العمدة ومشجر العميدى ، ولم نقف على شئ من ترجمته وقد ذكر انه كان ميناثا.

(٤) فاطمة بنت الامام موسى «ع» هى الكبرى المدفونة بقم والتى ورد في فضل زيارتها الحديث كما في عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٦٧ وثواب الاعمال ص ٨٩ وكامل الزيارات ص ٣٢٤ وغيرها ، ويوجد في رشت مزار ينسب إلى فاطمة الطاهرة أخت الرضا عليه‌السلام الظاهر هو لاحدى الفواطم الباقية من بنات الامام عليه‌السلام فقد ذكر له سبط ابن الجوزى في تذكرة الخواص ص ١٩٨ وغيره عدة فواطم كبرى وسغرى ووسطى وأخرى في بنات الامام موسى «ع».

٢٨٦

وام جعفر ، ولبانة ، وزينب ، وخديجة ، وعلية ، وآمنة ، وحسنة ، وبريهة ، وعائشة وام سلمة ، وميمونة ، وام كلثوم ، وكان أفضل ولد أبي الحسن موسى عليه‌السلام وأنبههم وأعظمهم قدرا وأجمعهم فضلا أبوالحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، و كان أحمد بن موسى كريما جليلا ورعا وكان أبوالحسن موسى يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إن أحمد بن موسى رض الله عنه أعتق ألف مملوك (١).

٢ ـ شا : محمد بن يحيى ، عن جده قال : سمعت إسماعيل بن موسى يقول : خرج أبي بولده إلى بعض أمواله بالمدينة وسمى ذلك المال إلا أن أبا الحسين يحيى نسي الاسم قال : فكنا في ذلك المكان ، فكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدم أبي وحشمه إن قام أحمد قاموا معه ، وإن جلس جلسوا معه ، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره لايغفل عنه فما انقلبنا حتى انشج أحمد بن موسى بيننا ، وكان محمد ابن موسى من أهل الفضل والصلاح (٢).

٣ ـ شا : أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده قال : حدثتني هاشمية مولاة رقية بنت موسى قالت : كان محمد بن موسى صاحب وضوء وصلاة ، وكان ليله كله يتوضأ ويسمع سكب الماء ، ثم يصلي ليلا ثم يهدأ ساعة فيرقد ، فيقوم ويسمع سكب المآء والوضوء ، ثم يرقد سويعة ثم يقوم فيسمع سكب الماء والوضوء ثم يصلي ، ولا يزال ليله كذلك حتى يصبح ، ومارأيته إلا ذكرت قول الله عزوجل « كانوا قليلا من الليل مايهجعون » (٣).

وكان إبراهيم بن موسى سخيا كريما ، وتقلد الامرة على اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الذي بايعه

____________________

(١) الارشاد ص ٣٢٣.

(٢) نفس المصدر ص ٣٢٤.

(٣) سورة الذاريات الاية : ١٧.

٢٨٧

أبوالسرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ماكان ، فأخذه له الامان من المأمون ، ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسى عليه‌السلام فضل ومنقبة مشهورة ، وكان الرضا عليه‌السلام المقدم عليهم في الفضل على حسب ماذكرناه (١).

٤ ـ قب : أولاده ثلاثون فقط ، ويقال : سبعة وثلاثون فأبناؤه ثمانية عشر علي الامام ، وإبراهيم ، والعباس ، والقاسم ، وعبدالله ، وإسحاق ، وعبيد الله ، وزيد والحسن ، والفضل من امهات أولاد ، وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسن من ام ولد ، وأحمد ومحمد وحمزة من ام ولد ، ويحيى ، وعقيل ، وعبدالرحمان المعقبون منهم ثلاثة عشر علي الرضا على الرضا عليه‌السلام ، وإبراهيم ، والعباس ، وإسماعيل ومحمد ، وعبدالله ، والحسن ، وجعفر ، وإسحاق ، وحمزة.

وبناته تسع عشرة : خديجة ، وام فروة ، وام أبيها ، وعلية ، وفاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى ، ونزيهة ، وكلثم ، وام كلثوم زينب ، وام القاسم ، وحكيمة ، و رقية الصغرى ، وام وحية ، وام سلمة ، وام جعفر ، ولبابة ، وأسماء ، وأمامة وميمونة من امهات أولاد (٢).

٥ ـ كشف : قال ابن الخشاب : ولد له عشرون ابنا وثمانية عشر بنتا آسمآء بنيه : علي الرضا الامام ، وزيد ، وإبراهيم ، وعقيل ، وهارون ، والحسن ، والحسين وعبدالله ، وإسماعيل ، وعبيد الله ، وعمر ، وأحمد ، وجعفر ، ويحيى ، وإسحاق والعباس ، وحمزة ، وعبدالرحمن ، والقاسم ، وجعفر الاصغر ، ويقال موضع عمر : محمد.

وأسماء البنات خديجة ، وام فروة ، وأسماء ، وعلية ، وفاطمة ، وفاطمة وام كلثوم ، وام كلثوم ، وآمنة ، وزينب ، وام عبدالله ، وزينب الصغرى ، وام القاسم وحكيمة ، وأسماء الصغرى ، ومحمودة ، وأمامة ، وميمونة (٣).

____________________

(١) الارشاد ص ٣٢٤.

(٢) المناقب ج ٣ ص ٤٣٨.

(٣) كشف الغمة ج ٣ ص ٤١.

٢٨٨

٦ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن موسى بن الحسن ، عن سليمان الجوهري قال : رأيت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : لابنه القاسم : قم يابني فاقرأ عند رأس أخيك والصافات صفا حتى تستتمها ، فقرأ فلما بلغ « أهم أشد خلقا أم من خلقنا » (١) قضى الفتى فلما سجي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له : كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ عنده « يس والقرآن الحكيم » فصرت تأمرنا بالصافات فقال : يابني لم تقرأ عند مكروب من موت قط إلا عجل الله راحته (٢).

٧ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن يونس بن يعقوب قال : لما رجع أبوالحسن موسى عليه‌السلام من بغداد ومضى إلى المدينة ماتت له ابنة بفيد فدفنها وأمر بعض مواليه أن يجصص قبرها ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر (٣).

٨ ـ عمدة الطالب : ولد عليه‌السلام ستين ولدا سبعا وثلاثين بنتا وثلاث وعشرين ابنا درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف وهم عبدالرحمن وعقيل والقاسم ويحيى وداود ، ومنهم ثلاثة لهم إناث وليس لاحد منهم ولد ذكر ، وهم سليمان والفضل وأحمد ومنهم خمسة في أعقابهم خلاف وهم الحسين وإبراهيم الاكبر وهارون وزيد والحسن ومنهم عشرة أعقبوا بغير خلاف وهم علي وإبراهيم الاصغر ، والعباس ، وإسماعيل ومحمد ، وإسحاق ، وحمزة ، وعبدالله ، وعبيد الله ، وجعفر هكذا قال شيخنا أبونصر البخاري.

وقال النقيب تاج الدين : أعقب موسى الكاظم من ثلاثة عشر رجلا أربعة منهم مكثرون : وهم علي الرضا ، وإبراهيم المرتضى ، ومحمد العابد ، وجعفر ، و أربعة متوسطون : وهم زيد النار ، وعبدالله ، وعبيد الله ، وحمزة ، وخمسة مقلون وهم العباس وهارون وإسحاق ، وإسماعيل والحسن ، وقد كان الحسين بن الكاظم أعقب في قول شيخنا أبي الحسن العمري ثم انقرض (٤).

____________________

(١) سورة الصافات الايات : ١١.

(٢) الكافى ج ٣ ص ١٣٦.

(٣) نفس المصدر ج ٣ ص ٢٠٢.

(٤) عمدة الطالب ص ١٨٥ ١٨٧.

٢٨٩

٩ ـ تاريخ قم : للحسن بن محمد القمي ، قال أخبرني مشايخ قم عن آبائي أنه لما أخرج المأمون الرضا عليه‌السلام من المدينة إلى مرو لولاية العهد في سنة مائتين من الهجرة خرجت فاطمة اخته تقصده في سنة إحدى ومائتين فلما وصلت إلى ساوة (١) مرضت فسألت كم بينها وبين قم؟ قالوا : عشر فراسخ ، فقالت : احملوني إليها فحملوها إلى قم وأنزلوها في بيت موسى بن خرزج بن سعد الاشعري ، قال : وفي أصح الروايات أنه لما وصل خبرها إلى قم استقبلها أشراف قم وتقدمهم موسى بن الخزرج ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى منزله ، وكانت في داره سبعة عشر يوما ثم توفيت رضي‌الله‌عنها ، فأمر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلى عليها ودفنها في أرض كانت له وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البواري ، إلى أن بنت زينب بنت محمد بن علي الجواد عليه‌السلام عليها قبة.

قال : وأخبرني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أنه لما توفيت فاطمة رضي‌الله‌عنها وغسلت وكفنت حملوها إلى مقبرة بابلان ووضعوها على سرداب حفر لها ، فاختلف آل سعد في من ينزلها إلى السرداب ، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له : قادر فلما بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة (٢) وعليها لثام ، فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ثم نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه ، ثم خرجا ولم يكلما أحدا وركبا وذهبا ولم يدر أحد من هما ، وقال : المحراب الذي كانت فاطمة رضي‌الله‌عنها تصلي فيه موجود إلى الآن في دار موسى ويزوره الناس (٣).

____________________

(١) ساوة : مدينة حسنة بين الرى وهمذان ، وبقربها مدينة يقال لها : آوة ، بينهما نحو فرسخين.

(٢) الرملة : مدينة بفلسطين ، كانت قصبتها ، وكانت رباطا للمسلمين ، وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا ، وهى كورة منها.

(٣) ترجمة تاريخ قم ص ٢١٣ طبع مطبعة مجلس ايران سنة ١٣٥٣ هـ.

٢٩٠

اقول : أوردنا بعض أحوالهم في باب وصية موسى عليه‌السلام وباب أحوال عشائر الرضا عليه‌السلام وسيأتي بعض أحوال عبدالله بن موسى في باب مكارم أخلاق أبي جعفر الجواد عليه‌السلام.

تم المجلد الحادي عشر من كتاب بحار الانوار على يد مؤلفه

أدام الله ظله العالي في شهر شوال المكرم من شهور

سنة سبع وسبعين بعد الالف من الهجرة النبوية

والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على محمد

وأهل بيته الطاهرين.

____________________

تم ـ ولله الحمد والمنة ـ توشيح الجزء الحادى عشر من بحار الانوار حسب تجزئة المصنف وهو الجزء الثامن والاربعون حسب تجزئة سياة الناشر المحترم بما تيسر لنا من مراجعة في تصحيحه على مصادره ، وتعيين موضع النص وغير ذلك مما اقتضاه المقام وذلك من نعم الله تعالى على العبد الفقير إلى ربه المعترف بالعصيان محمد مهدى السيد حسن الموسى الخرسان في ٢٥ شهر شعبان المعظم سنة ١٣٨٥ هجرية.

٢٩١

٢٩٢

شذرات

فيما يتعلق بأحوال اخوانه

وأولاده عليه‌السلام

اقتبسناها من كتاب « تحفة العالم في شرح خطبة المعالم » تأليف العلامة السيد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائى.

٢٩٣

٢٩٤

« فيما يتعلق بأحوال اخوانه وأخواته »

« عليه الصلاة والسلام »

كان له عليه‌السلام ستة إخوة وثلاثة أخوات وهم :

إسماعيل ، وعبدالله الافطح ، وام فروة : اسمها عالية امهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين عليه‌السلام ونقل عن ابن إدريس رحمه‌الله أنه قال ام إسماعيل فاطمة بنت الحسين الاثرم ابن الحسين بن أبي طالب عليه‌السلام. وإسحاق لام ولد والعباس وعلي ومحمد وأسماء وفاطمة لامهات أولاد شتى.

وكان إسماعيل أكبر أولاد الصادق عليه‌السلام وهو جد الخلفاء الفاطميين في المغرب ومصر ، ومصر الجديد من بنائهم.

وفي بغداد قبران مذمومان أحدهما علي بن إسماعيل بن الصادق عليه‌السلام ويعرف عند البغداديين بالسيد سلطان علي ، والآخر أخوه محمد بن إسماعيل جد الفاطميين ويعرف عندهم بالفضل ، والمحلة التي فيها محلة الفضل.

وكان الامام الصادق عليه‌السلام شديد المحبة لاسماعيل والبر به والاشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه ، والخليفة له ، لما ذكرنا من كبر سنه ، وميل أبيه إليه وإكرامه له ، ولما كان عليه من الجمال والكمال الصوري والمعنوي توفي في حياة أبيه ، وحين ماحمل إلى البقيع للدفن كان أبوه الصادق عليه‌السلام يضع جنازته على الارض ، ويرفع عن وجهه الكفن بحيث يراه الناس ، فعل ذلك في أثناء الطريق ثلاث مرات ليري الناس موته ، وأنه لم يغب كما كان يظن به ذلك ، ولما تحقق موته رجع الاكثرون عن القول بامامته ، وفرض طاعته.

٢٩٥

وقال قوم : إنه لم يمت ، وإنما لبس على الناس في أمره ، وقالت فرقة : إنه مات ، ولكن نص على ابنه محمد ، وهو الامام بعد جعفر ، وهم المسمون بالقرامطة والمباركة ، وذهب جماعة إلى أنه نص على محمد جده الصادق دون إسماعيل ، ثم يسحبون الامامة في ولده إلى آخر الزمان.

قال جدي الامجد السيد محمد جد جدنا بحر العلوم : وسخافة مذهبهم ، و بطلانه أظهر من أن يبين ، مع أنه مبين بما لا مزيد عليه في محله.

وقبر إسماعيل ليس في البقيع نفسه ، بل هو في الطرف الغربي من قبة العباس في خارج البقيع ، وتلك البقعة ركن سور المدينة من جهة القبلة والمشرق وبابه من داخل المدينة ، وبناء تلك البقعة قبل بناء السور ، فاتصل السور به ، وهو من بناء بعض الفاطميين من ملوك مصر.

وقبر المقداد بن أسود الكندي في البقيع أيضا فانه مات بالجرف يبعد عن المدينة بفرسخ وحمل إلى المدينة ، فما عليه سواد أهل شهروان من أن فيه قبر مقداد بن أسود هذا اشتباه ، ومن المحتمل قويا كما في الروضات أن المشهد الذي في شهروان هو للشيخ الجليل الفاضل المقداد (١) صاحب المصنفات من أجل علماء الشيعة.

____________________

(١) قال في الروضات : ومن جملة مايحتمل عندى قويا هو أن يكون البقعة الواقعة في برية شهروان بغداد والمعروفة عند أهل تلك الناحية بمقبرة مقداد ، مدفن هذا الرجل الجليل الشأن يعنى الشيخ جمال الدين المقداد بن عبدالله السيورى المعروف بالفاضل المقداد بناء على وقوع وفاته رحمه‌الله في ذلك المكان أو ايصائه بأن يدفن هناك لكونه على طريق القافلة الراحلة إلى العتبات العاليات.

قال : والا فالمقداد بن أسود الكندى رحمه‌الله الذي هو من كبار أصحاب النبى صلى الله عليه وآله مرقده المنيف في أرض بقيع الغرقد الشريف لما ذكره المؤرخون المعتبرون من أنه رضي‌الله‌عنه توفى في أرضه بالجرف ، وهو على ثلاثة أميال من المدينة ، فحمل على الرقاب حتى دفن بالبقيع ، انتهى.

٢٩٦

وذكر علماء السير والتواريخ فيما يتعلق بتاريخ المدينة المنورة أن أكثر أصحاب النبي دفنوا في البقيع وذكر القاضي عياض في المدارك أن المدفونين من أصحاب النبي هناك عشرة آلاف ولكن الغالب منهم مخفي الآثار عينا وجهة ، و سبب ذلك أن السابقين لم يعلموا القبور بالكتابة والبناء مضافا إلى أن تمادي الايام يوجب زوال الآثار.

نعم إن من يعرف مرقده من بني هاشم عينا وجهة قبر إبراهيم ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بقعة قريبة من البقيع وفيها قبر عثمان بن مظعون من أكابر الصحابة ، وهو أول من دفن في البقيع.

وفيه أيضا قبر أسعد بن زرارة وابن مسعود ورقية وام كلثوم بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي الروايات من العامة والخاصة أنه لما توفت رقية ودفنها صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون.

قال السمهودي : إن الظاهر أن بنات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كلهن مدفونات عند عثمان بن مظعون لانه صلى‌الله‌عليه‌وآله لما وضع حجرا على قبر عثمان قال : بهذا اميز قبر أخي وأدفن معه كل من مات من ولدي.

وروى الدولابي المتوفى سنة ٣١٠ في كتاب الكنى أنه لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته : هنيئا لك يا أبا السائب الجنة ، وإنه أول من تبعه إبراهيم

____________________

قلت : لكنه من عجيب الاحتمال حيث ان المسمين بالمقداد كثيرون ، وليس لنا أن نقول بأن المقبرة المشهورة عندهم لما لم يكن للمقداد بن أسود الكندى فليكن للمقداد بن عبدالله الفاضل السبورى ، مع أن الفاضل المقداد رحمه‌الله كان قاطنا في النجف الاشرف وليس شهروان في طريق النجف الاشرف إلى كربلاء ولا إلى الكاظمية ولا سامراء.

بل الفاضل السيورى قد توفى بالمشهد الغروى النجف الاشرف على ساكنه آلاف الثناء والتحف ضحى نهار الاحد السادس والعشرين من جمادى الاخرة سنة ٨٢٦ هـ ودفن بمقابر المشهد المذكور كما صرح به تلميذه الشيخ حسن بن راشد الحلى. راجع الذريعة ج ١ ص ٤٢٩ و ٣٦٥.

٢٩٧

ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وبالجملة فما يقال من أن قبر عثمان بن عفان هناك غلط ، فان قبره خارج البقيع قال ابن الاثير في النهاية في « حشش » : ومنه حديث عثمان أنه دفن في حش كوكب ، وهو بستان بظاهر المدينة خارج البقيع انتهى.

وقبر عقيل بن أبي طالب ، ومعه في القبر ابن أخيه عبدالله الجواد ابن جعفر الطيار وقريب من قبة عقيل بقعة فيها زوجات النبي وقبر صفية بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على يسار الخارج من البقيع ، وفي طرف القبلة من البقعة قبر متصل بجداد البقعة ، عليه ضريح ، والعامه يعتقدون أنه قبر الزهراء عليها‌السلام وأن قبر فاطمة بنت أسد هو الواقع في زاوية المقبرة العمومية للبقيع في الطرف الشمالي من قبة عثمان ، وهو اشتباه : فان من المحقق أن قبر فاطمة الزهراء عليها‌السلام إما في بيتها ، أو في الروضة النبوية على مشرفها آلاف الثناء والتحية ، وأن القبر الواقع في الطرف القبلي من البقعة هو قبر فاطمة بنت أسد ام أمير المؤمنين عليه‌السلام كما في بعض الاخبار أن الائمة عليهم‌السلام الاربعة نزلوا إلى جوار جدتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وأن القبر الواقع في المقبرة العمومية هو مشهد سعد بن معاذ الاشهلي أحد أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما ذكره في تلخيص معالم الهجرة.

وممن عين قبر فاطمة بنت أسد حيث ماذكرنا السيد علي السمهودي (١) في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى.

ولنختم الكلام في أمر البقيع بما روي عن سلمان الفارسي أنه رجفت قبور البقيع في عهد عمر بن الخطاب فضج أهل المدينة في ذلك فخرج عمر وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعون بسكون الرجفة ، فما زالت تزيد إلى أن تعدى ذلك إلى حيطان المدينة ، وعزم أهلها إلى الخروج عنها ، فعند ذلك قال عمر :

____________________

(١) سمهود قرية كبيرة غربى نيل مصر ، والسمهودى هو السيد نور الدين علي بن عبدالله بن أحمد الحسنى الشافعي نزيل المدينة محدث المدينة ومؤرخها توفي سنة ٩١١.

٢٩٨

علي بأبي الحسن علي بن أبي طالب ، فحضر ، فقال : يا أبا الحسن ألا ترى إلى قبور البقيع ورجيفها حتى تعدى ذلك إلى حيطان المدينة وقدهم أهلها بالرحلة منها؟.

فقال علي عليه‌السلام : علي بمائة رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من البدريين ، فاختار من المائة عشرة ، فجعلهم خلفه ، وجعل التسعين من ورائهم ولم يبق بالمدينة ثيب ولا عاتق إلا خرجت ، ثم دعا بأبي ذر وسلمان والمقداد وعمار فقال لهم : كونوا بين يدي حتى توسط البقيع ، والناس محدقون به ، فضرب الارض برجله ثم قال : مالك ثلاثا فسكنت ، فقال : صدق الله وصدق رسوله صلى الله عليه وآله فقد أنبأني بهذا الخبر ، وهذا اليوم ، وهذه الساعة ، وباجتماع الناس له ، إن الله تعالى يقول في كتابه : « إذا زلزلت الارض زلزالها * وأخرجت الارض أثقالها * وقال الانسان مالها » وأخرجت لي أثقالها ثم انصرف الناس معه ، وقد سكنت الرجفة هذا.

وكان عبدالله أكبر إخوته بعد أخيه إسماعيل ، ولم تكن منزلته عند أبيه عليه‌السلام منزلة غيره من إخوته في الاكرام ، وكان متهما في الخلاف على أبيه في الاعتقاد ويقال إنه كان يخالط الحشوية ، ويميل إلى مذهب المرجئة ، وادعى بعد أبيه الامامة محتجا بأنه أكبر أولاده الباقين بعده ، فاتبعه جماعة من أصحاب الصادق ثم رجع أكثرهم عن هذا القول ، ولم يبق عليه إلا نفر يسير منهم ، وهم الطائفة الملقبة بالفطحية لان عبدالله كان أفطح الرجلين ، ويقال إنهم لقبوا بذلك لان رئيسهم وداعيهم إلى هذا المذاهب يقال له عبدالله بن أفطح.

وأما إسحاق فقد قال في الارشاد : وكان إسحاق بن جعفر عليه‌السلام من أهل الفضل ، والصلاح ، والورع ، والاجتهاد ، وروى عنه الناس الحديث والآثار.

٢٩٩

وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول : حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر عليه‌السلام وكان يقول بامامة أخيه موسى بن جعفر ، وروى عن أبيه النص على إمامته.

وقال في العمدة : ويكنى أبا محمد ، ويلقب المؤتمن ، وولد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وامه ام أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام وكان محدثا جليلا ، وادعت طائفة من الشيعة فيه الامامة ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول : حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين عليهم‌السلام.

وكان محمد بن جعفر عليه‌السلام سخيا شجاعا وكان يصوم يوما ، ويفطر يوما وكان يصرف في مطبخه كل يوم شاتا ، وكان يرى رأى الزيدية في الخروج بالسيف ، وخرج على المأمون في سنة ١٩٩ بمكة ، وتبعه الجارودية فوجه عليه المأمون جندا بقيادة عيسى الجلودي فكسره وقبض عليه ، وأتى به إلى المأمون فأكرمه المأمون ولم يقتله ، وأصحبه معه إلى خراسان وقبره في بسطام ، وهو الذي ذكرنا سابقا أن قبره في جرجان فان جرجان اسم لمجموع الناحية المعينة المشتملة على المدينة المدعوة بالاستراباد وغيرها مثل مصر والقاهرة والعراق والكوفة.

قال في مجلس المؤمنين في ضمن أحوال يايزيد البسطامي : إن السلطان اولجا يتوخان أمر ببناء قبة على تربته وقد ذهب إلى إمامته بعد أبيه قوم من الشيعة يقال لهم السمطية : لنسبتهم إلى رئيس لهم يقال له يحيى بن أبي السمط.

وكان علي بن جعفر كثير الفضل ، شديد الورع ، سديد الطريق ، راوية للحديث من أخيه موسى عليه‌السلام وهو المعروف بعلي بن جعفر العريضي نشأ في تربية أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام ومن أهل التضييف بأيدي الشيعة إلى هذا

٣٠٠