بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١١٠ ـ ع : محمد بن المظفر بن نفيس المصري ، عن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أخي شباب ، عن أحمد بن الهذيل الهمداني ، عن الفتح بن قرة السمرقندي ، عن محمد ابن خلف المروزي ، عن يونس بن إبراهيم ، عن ابن لهيعة (١) ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال أبوأيوب الانصاري : اعرضوا حب علي على أولادكم ، فمن أحبه فهو منكم ، ومن لم يحبه فاسألوا أمه من أين جاءت به ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمه وهي طامث. (٢)

١١١ ـ ما : أبومنصور السكري ، عن جده علي بن عمر ، عن محمد بن محمد الباغندي ، عن هاشم بن ناجية ، عن عطاء بن مسلم ، عن الوليد بن يسار ، عن عمران بن ميثم ، عن أبيه قال : شهدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يجود بنفسه فسمعته يقول : يا حسن! قال الحسن : لبيك يا أبتاه ، قال : إن الله تعالى أخذ ميثاق أبيك وربما قال : أعطى [ في ] ميثاقي وميثاق كل مؤمن على بغض كل منافق وفاسق ، وأخذ ميثاق كل منافق وفاسق على بغض أبيك (٣).

١١٢ ـ ب : محمد بن عيسى ، عن القداح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال عبدالله بن عمر : والله ما كنا نعرف المنافقين في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا ببغضهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٤).

١١٣ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : لايبغضك من الانصار إلا من كان أصله يهوديا. وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام : إنه لعهد النبي الامي إلي أنه لايحبني إلا مؤمن

____________________

(١) في ( د ) : عن ابي لهيعة.

(٢) علل الشرائع : ٥٩.

(٣) أمالي الطوسي : ١٩٤.

(٤) قرب الاسناد : ١٤.

٣٠١

ولا يبغضني إلا منافق. وبهذا الاسناد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : بغض علي كفر وبغض بني هاشم (١).

وبهذا الاسناد عن علي عليه‌السلام قال : قال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيك مثل من عيسى أحبه النصارى حتى كفروا ، وأبغضه اليهود حتى كفروا في بغضه. وبهذا الاسناد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : محبك محبي ومبغضك مبغضي ، ومبغضي مبغض الله. وبهذا الاسناد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لايحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. وبهذا الاسناد عن حسين بن علي عليهما‌السلام عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا ببغضهم عليا وولده (٢).

١١٤ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد بن جعفر ، عن موسى بن عمران ، عن النوفلي ، عن عتيبة بياع القصب ، عن الصادق ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الجنة لتشتاق ويشتد ضوؤها لاحباء علي عليه‌السلام وهم في الدنيا قبل أن يدخلوها ، وإن النار لتغيظ ويشتد زفيرها على أعداء علي عليه‌السلام وهم في الدنيا قبل أن يدخلوها (٣).

١١٥ ـ سن : محمد بن علي ، عن النعمان (٤) ، عن ابن مسكان ، عن أبي عاصم السجستاني قال : سمعت مولى لبني أمية يحدث قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من أبغض عليا دخل النار ، ثم جعل الله في عنقه اثني عشر ألف شعبة ، على كل شعبة منها شيطان يبزق في وجهه ويكلح (٥).

١١٦ ـ سن : ابن يزيد ، عن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن حميدة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : التاركون ولاية

____________________

(١) عيون الاخبار : ٢٢١. وفيه : وبغض بني هاشم نفاق.

(٢) عيون الاخبار : ٢٢٣.

(٣) ثواب الاعمال : ٢٠٠.

(٤) في المصدر : عن علي بن النعمان.

(٥) المحاسن : ١٨٦.

٣٠٢

علي المنكرون لفضله المظاهرون أعداءه خارجون عن الاسلام من مات منهم على ذلك (١).

١١٧ ـ مد : عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن وكيع ، عن الاعمش عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي عليه‌السلام قال : عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلي أنه لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق.

وعنه ، عن أبيه ، عن أسود بن عامر ، عن إسرائيل ، عن الاعمش ، عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : إنما كنا نعرف منافقي الانصار ببغضهم عليا عليه‌السلام.

وعنه عن علي بن مسلم ، عن عبدالله بن موسى ، عن محمد بن علي السلمي ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبدالله قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الانصار إلا ببغضهم عليا.

وعنه عن أحمد بن عبدالجبار ، عن محمد بن عباد ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي نصر عبدالله بن عبدالرحمن ، عن مساور الحميري ، عن أمه قالت : دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : لايبغضك مؤمن ولا يحبك منافق.

وعنه عن أبيه ، عن عثمان ، عن محمد بن أبي شيبة (٢) ، عن محمد بن فضيل مثله.

وعنه عن الهيثم بن خلف ، عن عبدالملك بن عبد ربه ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي الزبير قال : قلت لجابر : كيف كان علي فيكم؟ قال : ذاك من خير البشر ، ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم إياه.

وعنه عن الفضل بن حباب البصري ، عن عبدالله بن سلمة ، عن أبي لهيعة ، عن أبي الاسود ، عن عروة بن الزبير أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب عليه‌السلام بمحضر من عمر ، فقال له عمر : تعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب وعلي ابن أبي طالب بن عبدالمطلب ، فلا تذكر عليا إلا بخير ، فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره.

____________________

(١) المحاسن : ١٨٦.

(٢) في المصدر : عن عثمان بن محمد بن ابي شيبة.

٣٠٣

ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي من افراد مسلم بالاسناد عن زر بن حبيش قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لعهد النبي الامي إلي أن لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. وروى من سنن أبي داود عن ابن حبيش مثله.

ومن الجمع بين الصحاح الستة للعبدري من سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال : إنا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

أقول : روى ابن الاثير في جامع الاصول مثل ما مر عن البخاري ومسلم و أبي داود والترمذي لانعيدها حذرا من التكرار.

١١٨ ـ وروى ابن شيرويه في كتاب الفردوس عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إنما دفع الله القطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وإن الله عزوجل يدفع القطر عن هذه الامة ببغضهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أوصيكم بهذين خيرا يعني عليا والعباس لايكف عنهما أحد ولا يحفظهما لي إلا أعطاه الله نورا يرد به علي يوم القيامة.

وعن عمر بن شراحيل عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : اللهم انصر من نصر عليا ، اللهم أكرم من أكرم عليا ، اللهم اخذل من خذل عليا.

وعن ابن عباس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم أعنه وأعن به ، وارحمه وارحم به ، وانصره و انصر به ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه يعني عليا عليه‌السلام.

وعن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حب علي يخمد النيران.

وعن معاذ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حب علي بن أبي طالب حسنة لاتضر معها سيئة ، و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة.

وعن ابن عباس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب.

____________________

(١) العمدة : ١١٠ و ١١١.

٣٠٤

وعن عمر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : حب علي براءة من النار.

وعن أم سلمة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة.

وعن أنس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب.

وعن ابن عباس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار.

وعن ابن عباس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما أسري بي إلى السماء السابعة رأيت في ساق العرش « لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أيدته ونصرته بأخيه علي ».

وعن معاوية بن حبدة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وفي قلبه بغض علي بن أبي طالب فليمت يهوديا أو نصرانيا. وعن علي عليه‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يامعشر المهاجرين (١) والانصار أحبوا عليا بحبي وأكرموه لكرامتي ، والله ما قلت لكم هذا من قبلي ولكن الله أمرني بذلك.

وعن علي عليه‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي لايبغضك من الرجال إلا منافق ومن حملته أمه وهي حائض ، ولايبغضك من النساء إلا السلقلقي السلقلقي : التي تحيض من دبرها.

وعن ابن عباس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يحشر الشاك في علي من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعبة ، على كل شعبة شيطان يلطخ في وجهه حتى يوقف موقف الحساب ، انتهى (٢).

١١٩ ـ وروى الصدوق رحمه‌الله فيما وصل إلينا من كتاب ألفه في فضائل الشيعة عن الحسين بن إبراهيم ، عن أحمد بن يحيى ، عن بكر بن عبدالله ، [ عن محمد بن عبيد الله ] عن علي بن الحكم ، عن هشام ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي ما ثبت حبك في قلب امرئ مؤمن فزلت به قدم على الصراط إلا ثبتت له قدم أخرى حتى يدخله الله بحبك الجنة.

____________________

(١) في ( د ) : يا معاشر المهاجرين.

(٢) الفردوس مخطوط ولم نظفر بنسخته.

٣٠٥

١٢٠ ـ وبإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل إليه رجل ، فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل لابليس : « أستكبرت أم كنت من العالين (١) » فمن هم يارسول الله الذين هم أعلى من الملائكة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة لتسبيحنا قبل أن خلق الله عزوجل آدم بألفي عام ، فلما خلق الله عزوجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى ولم يسجد ، فقال الله تعالى : « أستكبرت أم كنت من العالين » أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش ، فنحن باب الله الذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره. ولايحبنا إلا من طاب مولده.

١٢١ ـ وبإسناده عن حماد بن يزيد ، عن أيوب ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.

١٢٢ ـ وبإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن الله وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الارض ، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي أنت العالم بهذه الامة ، من أحبك فاز ومن أبغضك هلك ، يا علي أنا المدينة وأنت بابها ، فهل تؤتى المدينة إلا من بابها؟ يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمر ، (٢) لو أقسم على الله لبر قسمه ، يا علي إخوانك كل طاو (٣) وزاك مجتهد ، يحب فيك ويبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند الله ، يا علي محبوك جيران الله في دار الفردوس

____________________

(١) سورة ص : ٧٥.

(٢) أي الذي لايملك شيئا.

(٣) الطاوي : الكاتم للحديث. والجائع.

٣٠٦

لا يتأسفون على ما خلفوا من الدنيا ، يا علي أنا ولي لمن واليت وأنا عدو لمن عاديت يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني. يا علي إخوانك الذبل الشفاه (١) تعرف الرهبانية في وجوههم. يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض ، و عند الصراط ، إذ سئل سائر الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا. يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وحربي حرب الله ، من سالمك فقد سالم الله عزوجل. يا علي بشر إخوانك بأن الله قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا. يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.

يا علي شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله دين ، ولولا من في الارض منكم لما أنزلت السماء قطرها. يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها شيعتك تعرف بحزب الله. ياعلي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق. ياعلي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الاكبر في ظل العرش ، يفزع الناس ولاتفزعون ، ويحزن الناس ولاتحزنون فيكم نزلت هذه الآية : « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لايسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (٢) ».

يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف ، وأنتم في الجنان تتنعمون. ياعلي إن الملائكة والخزان يشتاقون إليكم ، وإن حملة العرش والملائكة المقربين ليخصونكم بالدعاء ، ويسألون الله لمحبيكم (٣) ويفرحون لمن قدم عليهم منهم كما يفرح الاهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة. يا علي شيعتك الذين يخافون الله في

____________________

(١) ذبل لسانه أو شفته : جف. والجملة كناية عن ضعفهم وهزالهم لكثرة اشتغالهم بالعبادة والذكر.

(٢) سورة الانبياء : ١٠١ ١٠٣.

(٣) كذا في النسخ ، والظاهر : لمجيئكم.

٣٠٧

السر وينصحونه في العلانية. يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات ، لانهم يلقون الله وما عليهم من ذنب. يا علي إن أعمال شيعتك تعرض علي كل يوم جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم وأستغفر لسيئاتهم. يا علي ذكرك في التوراة و ذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير ، وكذلك في الانجيل ، فاسأل أهل الانجيل وأهل الكتاب يخبروك عن « إليا » مع علمك بالتوراة والانجيل وما أعطاك الله عز وجل من علم الكتاب ، وإن أهل الانجيل ليتعاظمون « إليا » ومايعرفون شيعته (١) وإنما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم.

يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أعظم من ذكر أهل الارض لهم بالخير فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا. يا علي أرواح شيعتك تصعد إلى السماء في رقادهم (٢) ، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال ، شوقا إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عزوجل. يا علي قل لاصحابك العارفين بك يتنزهون عن الاعمال التي تعرفها يفارقها عدوهم (٣) ، فما من يوم ولا ليلة إلا ورحمة من الله تغشاهم فليجتنبوا الدنس. يا علي اشتد غضب الله على من قلاهم (٤) وبرئ منك ومنهم ، و استبدل بك وبهم ، ومال إلى عدوك ، وتركك وشيعتك ، واختار الضلال ، ونصب الحرب لك ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا ، ياعلي اقرأهم مني السلام من رآني منهم ومن لم يرني ، وأعلمهم أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم ، فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي ، و ليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل ، فإنا لانخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم أن الله عنهم راض وأنهم يباهي بهم ملائكته ، وينظر إليهم في كل جمعة برحمة ، ويأمر الملائكة أن يستغفروا لهم.

____________________

(١) في ( م ) و ( د ) : وما يعرفونه ومايعرفون شيعته.

(٢) الرقاد : النوم.

(٣) الصحيح كما في ( د ) : يقارفها عدوهم. أي يدانيها.

(٤) أي أبغضهم.

٣٠٨

يا علي لاترغب عن نصر قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبي إياك ودانوا الله عزوجل بذلك ، وأعطوك صفوا المودة من قلوبهم واختاروك على الآباء والاخوة والاولاد ، وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذلوا المهج فينا مع الاذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك (١) ، فكن بهم رحيما واقنع بهم ، فإن الله اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا و استودعهم سرنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقنا ، وشرح صدورهم وجعلهم متمسكين بحبلنا ، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم وميل الشيطان بالمكاره عليهم ، أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة الضلال متحيرين في الاهواء ، عموا عن المحجة (٢) وما جاء من عند الله ، فهم يمسون و يصبحون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة ، لايستأنسون إلى من خالفهم ، ليست الدنيا منهم وليسوا منها ، أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى (٣).

١٢٣ ـ كنز الكراجكي : عن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمر بن علي العتكي الخطيب ، عن محمد بن إبراهيم البغدادي ، عن الحسن بن عثمان الخلال عن أحمد بن حماد ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله تبارك وتعالى حبس قطر المطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وإنه حابس قطر المطر عن هذه الامة ببغضهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وعن السلمي ، عن العتكي ، عن أحمد بن جعفر الجوهري ، عن أحمد بن علي المروزي عن الحسن بن شبيب ، عن خلف بن أبي هارون العبدي قال : كنت جالسا عند عبدالله بن عمر ، فأتى نافع بن الازرق فقال : والله إني لابغض عليا ، فرفع

____________________

(١) مض الجرح فلانا : آلمه وأوجعه. مض مضاضة : ألم من وجع المصيبة.

(٢) في ( د ) : عن الحجة.

(٣) مخطوط ولم نظفر بنسخته.

٣٠٩

ابن عمر رأسه فقال : أبغضك الله أتبغض ويحك رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا بما فيها؟

وعن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن أحمد الشامي ، عن أحمد بن زياد القطان ، عن يحيى بن أبي طالب ، عن عمرو بن عبدالغفار ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تدري من هذا؟ قلت : هذا علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا البحر الزاخر ، هذا الشمس الطالعة ، أسخى من الفرات كفا ، وأوسع من الدنيا قلبا ، فمن أبغضه فعليه لعنة الله (١).

وعن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمر بن علي العتكي ، عن أحمد بن محمد الحنبلي ، عن أحمد بن حازم ، عن جعفر بن عون ، عن عمر بن موسى البربري ، عن أبيه ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لايبغض عليا إلا فاسق أو منافق أو صاحب بدايع.

بيان : لا يخفى على متأمل أن أكثر أخبار هذا الباب نص في الامامة ، و بعضها ظاهر ، إذ كون محبة رجل واحد من بين جميع الامة علامة للايمان وبغضه علامة للنفاق لايكون إلا لكونه إماما وخليفة من الله وكون ولايته من أركان الايمان وإلا فسائر المؤمنين وإن بلغوا الدرجة القصوى من الايمان لايدخل حبهم أحدا في الايمان ولا يخرج بغضهم عن الايمان إلى الكفر والنفاق ، بل غاية الامر أن يكون بغضهم من الكبائر ، وذلك لايقتضي الكفر ، ومع قطع النظر عن ذلك مثل هذا الفضل والامتياز يمنع تقدم غيره عليه عند أولي الالباب. ثم اعلم أن أكثر أخبار هذا الباب متفرقة في سائر الابواب لاسيما أبواب حبهم وبغضهم عليهم‌السلام في كتاب الامامة وأبواب فضائل الشيعة في كتاب الايمان والكفر ، وباب ذم عائشة وحفصة في كتاب النبوة ، وباب استيلائه عليه‌السلام على الشياطين ، وباب جوامع المناقب من هذا المجلد والله الموفق.

____________________

(١) كنز الكراجكي : ٦٢ و ٦٣. ولم نجد الرواية الاخيرة فيه.

(٢) في ( د ) : صريح نص.

٣١٠

٨٨

( باب )

* ( كفر من سبه أو تبرأ منه صلوات الله عليه ، وما أخبر بوقوع ذلك بعد ) *

وما ظهر من كرامته عنده

١ ـ لى : القطان ، عن العباس بن الفضل ، عن علي بن الفرات ، عن أحمد ابن محمد البصري ، عن جندل بن والق ، عن علي بن حماد ، عن سعيد ، عن ابن عباس أنه مر بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال لقائده : مايقول هؤلاء؟ قال : يسبون عليا ، قال : قربني إليهم ، فلما أن وقف عليهم قال : أيكم الساب الله؟ قالوا : سبحان الله ومن يسب الله فقد أشرك بالله. قال : فأيكم الساب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قالوا : ومن يسب رسول الله فقد كفر ، قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟ قالوا : قد كان ذلك ، قال : فأشهد بالله وأشهد لله لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزوجل » ثم مضى فقال لقائده : فهل قالوا شيئا حين قلت لهم ما قلت؟ قال : ما قالوا شيئا قال : كيف رأيت وجوههم؟ قال :

نظروا إليك بأعين محمرة

نظر التيوس إلى شفار الجازر (١)

قال : زدني فداك أبوك ، قال :

خزر الحواجب ناكسو أذقانهم

نظر الذليل إلى العزيز القاهر

قال : زدني فداك أبوك ، قال : ما عندي غير هذا ، قال : لكن عندي :

أحياؤهم خزي على أمواتهم

والميتون فضيحة للغابر (٢)

قب : الطبري في الولاية والعكبري في الابانة عن ابن عباس مثله (٣).

____________________

(١) التيوس جمع التيس : الذكر من المعز والظباء. والشفار جمع الشفرة : السكين العظيمة العريضة. والجازر : القصاب.

(٢) أمالي الصدوق : ٦٠.

(٣) مناقب آل ابي طالب ٢ ، ١٩.

٣١١

كشف : من كتاب كفاية الطالب عنه مثله (١).

بيان : خزر (٢) العيون : ضيقها ، ولعله إنما نسبه إلى الحاجب بإطلاق الحاجب على العين مجازا ، أو نسب إلى الحاجب لان تضييق العين يستلزم تضييقها.

٢ ـ ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن محمد بن أحمد بن محمد المكي ، عن عبدالله ابن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي بكر ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي عبدالله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : أيسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكم؟ فقلت : معاذ الله ، فقال : سمعت رسول الله (ص) يقول : من سب عليا فقد سبني (٣).

٣ ـ ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ، عن الثقفي ، عن عثمان بن سعيد ، عن منصور بن مهاجر ، عن علي بن عبدالاعلى ، عن زر بن حبيش قال : كان عصابة من قريش في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكروا علي بن أبي طالب عليه‌السلام وانتهكوا منه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قايل (٤) في بيت بعض نسائه ، فأتي بقولهم فثار (٥) من نومه في إزار ليس عليه غيره ، فقصد نحوهم ، ورأوا الغضب في وجهه ، فقالوا : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مالكم ولعلي؟ ألا تدعون عليا؟ (٦) ألا إن عليا مني وأنا منه ، من آذى عليا فقد آذاني من آذى عليا فقد آذاني (٧).

٤ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله.

٥ ـ قب : تفسير القشيري : نزل قوله تعالى : « قد كانت آياتي تتلى عليكم

____________________

(١) كشف الغمة : ٣٢.

(٢) بالمعجمتين ثم المهملة.

(٣) أمالي الطوسي : ٥٢ و ٥٣.

(٤) قال يقيل قيلا : نام في القائلة أي منتصف النهار.

(٥) أي هاج.

(٦) في المصدر : ما بالكم ولعلي أما تدعون عليا؟.

(٧) أمالي الطوسي : ٨٣.

٣١٢

فكنتم على أعقابكم تنكصون * مستكبرين به سامرا تهجرون (١) » أي تهذون من الهذيان في ملا من قريش سبوا علي بن أبي طالب عليه‌السلام وسبوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا في المسلمين هجرا.

الحلية : كعب بن عجرة عن أبيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاتسبوا عليا فانه ممسوس في ذات الله (٢).

بيان : أي يمسه الاذى والشدة في رضاء الله تعالى وقربه ، أو هو لشدة حبه لله واتباعه لرضاه كأنه ممسوس أي مجنون ، كما ورد في صفات المؤمن « يحسبهم القوم أنهم قد خولطوا » ويحتمل أن يكون المراد بالممسوس المخلوط والممزوج مجازا ، أي خالط حبه تعالى لحمه ودمه.

٦ ـ قب : مسند الموصلي : قالت أم سلمة : أيسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنتم أحياء؟ قلت : وأنى ذلك؟ قالت : أليس يسب علي ومن يحب عليا؟ وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبه (٣).

٧ ـ جا : علي بن محمد ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن علي بن الحسن ، عن الحسين ابن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبد الملك ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي صادق قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : ديني دين رسول الله وحسبي حسب رسول الله ، فمن تناول ديني وحسبي فقد تناول دين رسول الله وحسبه (٤).

٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن المفضل بن محمد بن حارث الليثي ، عن أبيه ، عن عبدالجبار بن سعيد ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان قال : سمع عامر بن عبدالله بن الزبير وكان من عقلاء قريش ابنا له ينتقص علي بن أبي طالب عليه‌السلام

____________________

(١) سورة المؤمنون : ٦٦ و ٦٧.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ١٨ و ١٩.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٢ : ١٩.

(٤) أمالي المفيد : ٥٢.

٣١٣

فقال له : يا بني لاتنتقص عليا فان الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين ، يابني إن بني أمية لهجوا بسب علي بن أبي طالب في مجالسهم ، ولعنوه على منابرهم ، فكأنما يأخذون والله بضبعيه إلى السماء مدا ، وإنهم لهجوا بتقريظ (١) ذويهم وأوائلهم من قومهم فكأنما يكشفون منهم عن أنتن من بطون الجيف ، فأنهاك عن سبه (٢).

٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أبي يعلى محمد بن زهير ، عن علي بن أيمن الطهوري ، عن مصبح بن هلقام ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي أمية الطرسوسي عن الحسن بن عطية ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن شمر بن عطية قال : كان أبي ينال من علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأتي في المنام فقيل له : أنت الساب عليا؟ فخنق حتى أحدث في فراشه ثلاثا يعني صنع به ذلك في المنام ثلاث ليال (٣).

١٠ ـ ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن ابن دريد ، عن الرواسي (٤) ، عن عمر بن بكير ، عن ابن الكلبي ، عن أبي مخنف ، عن كثير بن الصلت قال : جمع زياد بن مرجانة الناس برحبة الكوفة ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، والناس من ذلك في كرب عظيم ، فأغفيت (٥) فإذا أنا بشخص قد سد مابين السماء والارض ، فقلت له : من أنت؟ فقال : أنا النقاد ذو الرقبة أرسلت إلى

____________________

(١) في ( ك ) : بتقريض ذويهم. وكلاهما بمعنى المدح والتمجيد. والمراد من هذا الكلام أن تنقيصهم أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يزدده إلا الجلالة والعظمة ، ومدحهم بني امية لم يزددهم الا خسارا وتبارا « إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ».

(٢) أمالي ابن الشيخ : ٢٣.

(٣) أمالي ابن الشيخ : ٣٨ و ٣٩. ولعل المراد أنه أحدث في فراشه ثلاث ليال كما يستفاد من رواية المناقب الاتية ، راجع ص ٣٢٠.

(٤) في المصدر : عن الرقاشي.

(٥) أي نعست.

٣١٤

صاحب القصر ، فانتبت مذعورا وإذا غلام لزياد قد خرج إلى الناس ، فقال : انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول ، وسمعنا الصياح من داخل القصر ، فقلت في ذلك :

ما كان منتهيا عما أراد بنا

حتى تناوله النقاد ذو الرقبة

فأسقط الشق منه ضربة ثبتت

كما تناول ظلما صاحب الرحبة (١)

كنز الكراجكي : عن أسد بن إبراهيم الحراني ، عن عمر بن علي العتكي ، عن أحمد بن محمد بن سليمان الجوهري ، عن أبيه ، عن محمد بن السري ، عن هشام بن محمد السائب ، عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن السائب ، عن أبيه مثله (٢).

١١ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن بكير بن مسلم ، عن محمد بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين علي عليه‌السلام : ستدعون إلى سبي فسبوني ، وتدعون إلى البراءة مني فمدوا الرقاب فإني على الفترة (٣).

١٢ ـ كشف : من كفاية الطالب قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا (٤) فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال : أما ماذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلن أسبه ، لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول له ، وقد خلفه في بعض مغازيه فقال علي عليه‌السلام : يارسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبوة (٥) بعدي؟ » وسمعته يقول (٦) يوم خيبر : « لاعطين الراية رجلا

____________________

(١) امالي الطوسي : ١٦٤.

(٢) كنز الكراجكي : ٦١ و ٦٢.

(٣) أمالي الطوسي : ١٣١.

(٤) الصحيح كما في المصدر : أمر معاوية بن ابي سفيان سعدا بسب علي بن ابي طالب فامتنع فقال اه.

(٥) في المصدر : لا نبي بعدي.

(٦) في المصدر : يقول له.

٣١٥

يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية : « ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم (١) » دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : « اللهم هؤلاء أهلي ». هكذا رواه مسلم في صحيحه وغيره من الحفاظ قال محمد بن يوسف الكنجي : نعوذ بالله من الحور بعد الكور (٢).

ومن مناقب الخوارزمي بالاسناد عن الترمذي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مثله (٣).

١٣ ـ ما : بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : ألا إنكم ستعرضون على سبي ، فإن خفتم على أنفسكم فسبوني ، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلاتفعلوا فإني على الفطرة (٤).

١٤ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : قيل لابي عبدالله عليه‌السلام : إن الناس يروون أن عليا قال على منبر الكوفة : « أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تبرؤوا مني » فقال عليه‌السلام : ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه‌السلام! ثم قال : إنما قال : « إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني وإني لعلى دين محمد » ولم يقل « ولا تبرؤوا مني » فقال له السائل : أرأيت إن اختار القتل دون البراءة؟ فقال : والله ما ذلك عليه وماله إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان فأنزل الله عزوجل فيه « إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان (٥) » فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها : يا عمار إن عادوا فعد ، فقد

____________________

(١) سورة آل عمران : ٦١.

(٢) كشف الغمة : ٣٢. قال في النهاية ( ١ : ٢٦٩ ) : فيه « نعوذ بالله من الحور بعد الكور » أي من النقصان بعد الزيادة ، وقيل : من فساد امورنا بعد صلاحها.

(٣) كشف الغمة : ٤٣ و ٤٤.

(٤) أمالي الطوسي : ٢٣٢.

(٥) سورة النحل : ١٠٦.

٣١٦

أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا (١).

١٥ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : إنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تتبرؤوا مني فإني على دين محمد (٢).

١٦ ـ شا : من معجزات أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما استفاض عنه من قوله : « إنكم ستعرضون من بعدي على سبي فسبوني ، فإن عرض عليكم البراءة مني فلا تبرؤوا مني فإني ولدت على الاسلام ، فمن عرض عليه البراءة (٣) فليمدد عنقه فمن تبرأ مني فلا دنيا له ولا آخرة وكان الامر في ذلك كما قال عليه‌السلام (٤).

١٧ ـ قب : سفيان بن عيينة عن طاوس اليماني أنه قال عليه‌السلام لحجر البدري « يا حجر كيف بك إذا أوقفت على منبر صنعاء وأمرت بسبي والبراءة مني؟ قال : فقلت : أعوذ بالله من ذلك ، قال : والله إنه كائن فإذا كان ذلك فسبني ولا تبرأ مني ، فإنه من تبرأ مني في الدنيا برئت منه في الآخرة » قال طاوس : فأخذه الحجاج على أن يسب عليا ، فصعد المنبر وقال : يا أيها الناس إن أميركم هذا أمرني أن ألعن عليا ألا فالعنوه لعه الله (٥).

١٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أحمد بن داود المكي ، عن زكريا بن يحيى الكسائي ، عن نوح بن دراج القاضي ، عن ابن

____________________

(١) اصول الكافي ( الجزء الثاني من الكافي الطبعة الحديثة ) : ٢١٩. ولا يخفى انه لايستفاد من الرواية جواز التبري مطلقا عند التقية : فان التبري اعم من القلب واللسان ، والتبري بالقلب لايجوز ، بل ولا يجبر الانسان بالامر القلبي أصلا ، وأما التبري باللسان دون القلب فعند التقية يجوز ، وبما ذكرنا يجمع بين روايات الباب الناظرة إلى جواز السب والتبري وعدم جوازهما.

(٢) عيون الاخبار : ٢٢٣.

(٣) في المصدر : عليه البراءة مني.

(٤) الارشاد للمفيد : ١٥٢.

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٢٦.

٣١٧

أبي ليلي ، عن أبي جعفر المنصور قال : كان عندنا بالشراة (١) قاص إذا فرغ من قصصه ذكر عليا فشتمه ، فبينا هو كذلك إذا ترك ذلك يوما ومن الغد ، فقالوا : نسي ، فلما كان اليوم الثالث تركه أيضا ، فقالوا له أو سألوه (٢) ، فقال : لا والله لا أذكره بشتيمة أبدا ، بينا أنا نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول لرجل : اسقهم ، حتى وردت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : اسقه ، فطردني ، فشكوت ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : يارسول الله مره فليسقني ، فقال : اسقه ، فسقاني قطرانا فأصبحت وأنا أتجشى (٣).

١٩ ـ قب : زياد بن كليب قال : كنت جالسا في نفر فمر بنا محمد بن صفوان مع عبيد الله بن زياد ، فدخلا المسجد ثم رجعا إلينا وقد ذهب عينا محمد بن صفوان ، فقلنا : ما شأنه؟ فقال إنه قام في المحراب وقال : إنه من لم يسب عليا بنية فإنه (٤) يسبه بنية ، فطمس الله بصره. وقد رواه عمر بن ثابت عن أبي معشر.

البلاذري والسمعاني والمامطيري والنطنزي والفلكي أنه مر بسعد بن مالك رجل يشتم عليا عليه‌السلام فقال : ويحك ماتقول؟ قال : أقول ما تسمع ، فقال : اللهم إن كان كاذبا فأهلكه ، فخبطه جمل بختي (٥) فقتله.

ابن المسيب : صعد مروان المنبر وذكر عليا عليه‌السلام فشتمه ، قال سعيد :

____________________

(١) الشراة جبل شامخ مرتفع من دون عسفان ، تأويه القرود لبني ليث ، عن يسار عسفان ، وبه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك عسفان ، يقال له الخريطة ، والخريطة تلي الشراة جبل صلد لاينبت شيئا.

(٢) في المصدر : وسألوه.

(٣) أمالي ابن الشيخ : ٣٩. والقطران بالفتح فالكسر : سيال دهني يطلى به الابل التي فيها الجرب : فيحرق بحدته وحرارته الجرب. وتجشأ الرجل : أخرج من فمه الجشاء ، وهو ريح يخرج من الفم مع صوت عند الشبع.

(٤) الضمير في قوله « فانه » يرجع إلى محمد بن صفوان ، أي قال : من لايفعل هذا الامر فاني أفعله ، ومثل هذا شائع.

(٥) خبطه : ضربه ضربا شديدا. وطئه شديدا.

٣١٨

فهومت عيناي (١) فرأيت كفا في منامي خرجت من قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عاقدة على ثلاث وستين ، وسمعت قائلا يقول : يا أموي ياشقي أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا؟ قال : فما مرت بمروان إلا ثلاث حتى مات.

مناقب إسحاق العدل أنه كان في خلافة هشام خطيب يلعن عليا على المنبر ، قال : فخرجت كف من قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرى الكف ولا يرى الذراع ، عاقدة على ثلاث وستين ، وإذا كلام من قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلك من أموي أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا؟ وألقت ما فيها وإذا دخان أزرق ، قال : فما نزل عن منبره إلا وهو أعمى يقاد ، قال : وما مضت له ثلاثة أيام حتى مات (٢).

بيان : على حساب العقود العقد على ثلاث وستين هو أن يثني الخنصر والبنصر والوسطى ويأخذ ظفر الابهام بباطن العقدة الثانية من السبابة ، فأشار بعقد الثلاثة إلى أنه لايعيش أكثر منها.

٢٠ ـ قب : روى علماء واسط أنه لما رفعوا اللعائن جعل خطيب واسط يلعن ، فإذا هو بثور عبر الشط وشق السور ودخل المدينة وأتى الجامع وصعد المنبر ونطح (٣) الخطيب فقتله بها وغاب عن أعين الناس ، فسدوا الباب الذي دخل منه ، وأثره ظاهر وسموه باب الثور.

وقال هاشمي : رأيت رجلا بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يغطيه ، فسألته عن سبب ذلك فقال : نعم قد جعلت علي أن لايسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته : كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب كثير الذكر له بالمكروه ، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت في منامي فقال : أنت صاحب الوقيعة في علي؟ فضرب شق وجهي ، فأصبحت وشق وجهي أسود كما ترى.

____________________

(١) هوم الرجل : نام قليلا.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٧٨ و ٤٧٩.

(٣) نطحه الثور : أصابه بقرنه.

٣١٩

شمر بن عطية قال : كان أبي ينال من علي ، فأتي في المنام فقيل له : أنت الساب عليا؟ فخنق حتى أحدث في فراشه ثلاث ليال.

أبوجعفر المنصور : كان قاص إذا فرغ من قصصه ذكر عليا فشتمه ، فبينما هو كذلك إذ ترك ذلك ، فسئل عن سببه فقال : والله لا أذكر له شتيمة أبدا ، بينا أنا نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول لرجل : اسقهم ، حتى وردت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : اسقه ، فطردني فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اسقه ، فسقاني قطرات (١) وأصبحت وأنا أتجشاه وأبوله.

الاعمش أنه حدثه المنصور : وقع عمامة رجل فإذا رأسه رأس خنزير ، فسأله عن قصته فقال : كنت مؤذنا ثلاثين سنة وكنت ألعن عليا بين الاذان والاقامة مائة مرة كل يوم خمس مائة مرة ، ولعنته ليلة جمعة ألف لعنة ، فبينما أنا نائم وقد لحقني العطش فإذا أنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي والحسن والحسين عليهم‌السلام ، فقلت للحسنين عليهما‌السلام : اسقياني ، فلم يكلماني ، فدنوت من علي وقلت : يا أبا الحسن اسقني ، ولم يسقني ، ولم يكلمني ، فدنوت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : اسقني ، فرفع رأسه فبصر بي وقال : أنت اللاعن عليا في كل يوم خمس مائة مرة وقد لعنته البارحة ألف مرة؟ فلم أحر إليه جوابا ، فتفل في وجهي وقال : اخسأ يا خنزير ، فوالله ما أصبح إلا وجهه ورأسه كخنزير.

الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام : كان إبراهيم بن هاشم المخزومي واليا على المدينة ، وكان يجمعنا كل يوم جمعة قريبا من المنبر ويشتم عليا ، فلصقت بالمنبر فأغفيت ، فرأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجل عليه ثياب بيض ، فقال لي : يا أبا عبدالله ألا يحزنك مايقول هذا؟ قلت : بلى والله ، قال : افتح عينيك انظر مايصنع الله به ، وإذا هو قد ذكر عليا فرمي به من فوق المنبر فمات.

عثمان بن عفان السجستاني : إن محمد بن عباد قال : كان في جواري صالح ، فرأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه على شفير الحوض والحسن والحسين يسقيان الامة

____________________

(١) في المصدر ( قطرانا خ ل ) وهو الاظهر كما مضى.

٣٢٠