بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أحمد بن حنبل ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، وابن بطة في الابانة عن ابن عباس كلاهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أراد أن ينظر إلى آدم في حلمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في مناجاته وإلى إدريس في تمامه وكماله وجماله فلينظر إلى هذا الرجل المقبل ، قال : فتطاول الناس فإذا هم بعلي عليه‌السلام كأنما ينقلب (١) في صبب وينحط من جبل. تابعهما أنس (٢) إلا إنه قال : وإلى إبراهيم في خلته وإلى يحيى في زهده وإلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وروي أنه نظر ذات يوم إلى علي عليه‌السلام فقال : من أحب أن ينظر إلى يوسف في جماله وإلى إبراهيم في سخائه وإلى سليمان في بهجته وإلى داود في قوته فلينظر إلى هذا.

وفي خبر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : شبهت لينه بلين لوط ، وخلقه بخلق يحيى ، وزهده بزهد أيوب ، وسخاؤه بسخاء إبراهيم ، وبهجته ببهجة سليمان ، وقوته بقوة داود عليهم‌السلام.

النطنزي في الخصائص قال : أخبرني أبوعلي الحداد قال : حدثني أبونعيم الاصفهاني بإسناده عن الاشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يا علي إن اسمك في ديوان الانبياء الذين لم يوح إليهم.

وقال الله تعالى لسائر الانبياء : « إن الله اصطفى آدم ونوحا (٣) » الآية ولعلي خاصة « الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس (٤) » وقال في قصة موسى : « وكتبنا له في الالواح من كل شئ (٥) » و « من » للتبعيض وقال في قصة عيسى عليه‌السلام « ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه (٦) » بلفظة البعض ، وقال في قصة علي عليه‌السلام

____________________

(١) في المصدر : كانما ينفلت.

(٢) أي تابع أبا هريرة وابن عباس انس بن مالك فيما روياه.

(٣) سورة آل عمران : ٣٣. (٤) سورة الحج : ٧٥.

(٥) سورة الاعراف : ١٤٥. (٦) سورة الزخرف : ٦٣.

٨١

« وكل شئ أحصيناه في إمام مبين (١) » وقال الله تعالى في حق الملائكة : « يخافون ربهم من فوقهم » (٢) وفي حق علي عليه‌السلام « إنا نخاف من ربنا ». (٣) سأل جبرئيل الخاتم فحباه « إنما وليكم الله (٤) » وسأل ميكائيل الطعام فأعطاه « ويطعمون الطعام على حبه (٥) » وسأل المصطفى الروح ففداه « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء (٦) » وسأل الله السر والعلانية فآتاه « الذين ينفقون أموالهم (٧) » الآية.

فردوس الديلمي جابر قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى يباهي بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام كل يوم الملائكة المقربين حتى يقولوا : بخ بخ هنيئا لك ياعلي.

قال جبرئيل : أنا منكما يا محمد ، والنبي قال : « أنفسنا وأنفسكم (٨) » وقال جبرئيل : « ومامنا إلا له مقام معلوم (٩) » ومقام علي أشرف ، وهو منكب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. وجبرئيل جاوز بلحظة واحدة سبع سماوات وسبع حجب حتى وصل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من عند العرش ما كان لم يقطع في خمسين ألف سنة ، وعلي رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في معراجه في أعلى مكان ، وعلي عليه‌السلام في المكانة والامانة عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كجبرئيل وميكائيل في المكانة والامانة عند الله تعالى.

* ( في المفردات ) (١٠) *

علي أول هاشمي ولد من هاشميين ، وأول من ولد في الكعبة ، وأول من آمن وأول من صلى ، وأول من بايع ، وأول من جاهد ، وأول من تعلم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأول من صنف ، وأول من ركب البغلة في الاسلام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولذلك أخوات كثيرة (١١) ، وعلي أخو الاوصياء ، وآخر من آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وآخر من

____________________

(١) سورة يس : ١٢. (٢) سورة النحل : ٥٠.

(٣) سورة الانسان : ١٠. (٤) سورة المائدة : ٥٥.

(٥) سورة الانسان : ٨. (٦) سورة البقرة : ٢٠٧.

(٧) سورة البقرة : ٢٧٤. (٨) سورة آل عمران : ٦١.

(٩) سورة الصافات : ١٦٤. (١٠) أي في المفردات من مناقبه عليه‌السلام.

(١١) في المصدر : ولذلك اخرات كثيرة.

٨٢

فارقه عند موته ، وآخر من وسده في قبره وخرج.

ومن نوادر الدنيا هاروت وماروت في الملائكة ، وعزير في بني آدم ، وولادة سارة في الكبر ، وكون عيسى بلا أب ، ونطق يحيى وعيسى في صغرهما ، والقرآن في الكلام ، وشجاعة علي بين الناس.

ومن العجائب كلب أصحاب الكهف ، وحمار عزير ، وعجل السامري ، وناقة صالح ، وكبش إسماعيل ، وحوت يونس ، (١) وهدهد سليمان ونملته ، وغراب نوح ، وذئب أوس بن أهنان ، (٢) وسيف علي.

وقد من الله على المؤمنين بثلاثة : بنفسه « يمنون عليك أن أسلموا (٣) » وبالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا (٤) » الآية ، وبعلي « قل بفضل الله وبرحمته » (٥).

وقد سمى الله ستة أشياء رحمة : « فانظر إلى آثار رحمة الله (٦) » المطر « ولولا فضل الله عليكم ورحمته (٧) » التوفيق « يدخل من يشاء في رحمته (٨) » الاسلام « وآتاني

____________________

(١) في المصدر : وسمك يونس.

(٢) كذا في النسخ ، والصحيح « اهبان بن أنس » قال المحدث القمي في السفينة ( ١ : ٥٥ مادة أهب ) : روى أن ذئبا شد على غنم لاهبان بن أنس ، فأخذ منها شاة ، فصاح به فخلاها ، ثم نطق الذئب فقال : أخذت مني رزقا رزقنيه الله ، فقال اهبان : سبحان الله ذئب يتكلم! فقال الذئب : أعجب من كلامي أن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو الناس إلى التوحيد بيثرب ولايجاب ، فساق اهبان غنمه وأتى المدينة ، فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما رآه ، فقال : هذه غنمي طعمة لاصحابك، فقال : أمسك عليك غنمك ، فقال : لا والله لا اسرحها أبدا بعد يومي هذا فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم بارك عليه وبارك لي في طعمته ، فأخذها أهل المدينة فلم يبق في المدينة بيت إلا ناله منها. انتهى. وقال في القاموس ( ١ : ٣٧ مادة أهب ) : اهبان كعثمان صحابي. وترجم له ابن حجر في الاصابة ١ : ٩١ ونقل ملخص هذه القضية.

(٣) سورة الحجرات : ١٧. (٤) سورة آل عمران : ١٦٤.

(٥) سورة يونس : ٥٨. (٦) سورة الروم : ٥٠.

(٧) سورة النساء : ٨٣. وسورة النور : ١٠ و ١٤ و ٢٠ و ٢١.

(٨) سورة الشورى : ٨. وسورة الانسان : ٣١.

٨٣

منه رحمة (١) » الايمان « وما أرسلناك إلا رحمة (٢) » النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « قل بفضل الله و برحمته » (٣) علي.

وقد مدح الله حركاته وسكناته ، فقال لصلاته : « إلا المصلين (٤) » ولقنوته « أمن هو قانت (٥) » ولصومه « وجزاهم بما صبروا (٦) » ولزكاته « ويؤتون الزكاة (٧) » ولصدقاته « الذين ينفقون أموالهم (٨) » ولحجه « وأذان من الله ورسوله (٩) » ولجهاده أجعلتم سقاية الحاج (١٠) « ولصبره » الذين إذا أصابتهم مصيبة (١١) « ولدعائه » الذين يذكرون الله « (١٢) ولوفائه » يوفون بالنذر (١٣) « ولضيافته » إنما نطعمكم لوجه الله (١٤) » ولتواضعه « إنما يخشى الله من عباده العلماء (١٥) » ولصدقه « وكونوا مع الصادقين (١٦) » ولآبائه « وتقلبك في الساجدين (١٧) » ولاولاده « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت (١٨) ولايمانه » السابقون السابقون (١٩) « ولعلمه » ومن عنده علم الكتاب « (٢٠).

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي ماعرف الله حق معرفته غيري وغيرك ، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي في السماء كالشمس في النهار في الارض ، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الارض.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولايزور ، ومثله كمثل

____________________

(١) سورة هود : ٦٣. (٢) سورة الانبياء : ١٠٧.

(٣) سورة يونس : ٥٨. (٤) سورة المعارج : ٢٢.

(٥) سورة الزمر : ٩. (٦) سورة الانسان : ١٢.

(٧) سورة المائدة : ٥٥. (٨) سورة البقرة : ٢٧٤.

(٩) سورة التوبة : ٣. (١٠) سورة التوبة : ١٩.

(١١) سورة البقرة : ١٥٦. (١٢) سورة آل عمران : ١٩١.

(١٣) سورة الانسان : ٧. (١٤) سورة الانسان : ٩.

(١٥) سورة فاطر : ٢٨. (١٦) سورة التوبة : ١١٩.

(١٧) سورة الشعراء : ٢١٩. (١٨) سورة الاحزاب : ٣٣.

(١٩) سورة الواقعة : ١٠. (٢٠) سورة الرعد : ٤٣.

٨٤

القمر إذا طلع أضاء الظلمة ، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت.

وكان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خليفتان ، وفي الخبر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بكى عند موته فجاء جبرئيل وقال : لم تبكي؟ قال : لاجل أمتي من لهم بعدي؟ فرجع ثم قال : إن الله تعالى يقول : « أنا خليفتك في أمتك ». وقال لعلي عليه‌السلام : أنت تبلغ عني رسالاتي ، قال : يارسول الله أما بلغت؟ قال : بلى ولكن تبلغ عني تأويل الكتاب.

خلفه ليلة الفراش ويوم تبوك لحفظ الاولياء وتخويف الاعداء ، فكانت دلالة على إمامته « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » أقامه مقامه بالنهار وأنامه منامه بالليل ، وقدمه للاخاء والمباهلة والغدير وغيرها « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

قوله تعالى : « وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح (١) » كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مقدما في الخلق مؤخرا في البعث ، ومنه قوله : « نحن الآخرون السابقون يوم القيامة » وقوله : « خلقت أنا وعلي من نور واحد » الخبر ، فكنا مقدمين في الابتداء مؤخرين في الانتهاء ، فلم يزد محمد إلا حمدا ولا علي إلا علوا.

منعوا حقه فعوضه الله الجنة « وجزاهم بما صبروا جنة (٢) » عزلوه عن الملك فملكه الله الآخرة « وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا (٣) » أطعم قرصه فأثنى الله عليه بثمان عشر آية من قوله : « إن الابرار يشربون (٤) » إلى قوله : « مشكورا (٥) » وأنزل في شأن المتكلفين « وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم (٦) » أطعم الطعام على حبه فأوجب حبه على الناس ، وبذل النفس على رضاه فجعل الله رضاه في رضاه.

قال الشيخ : وليتكم ولست بخيركم! وقال الله في علي : « إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ». (٧)

الماء على ضربين : طاهر ونجس ، فعلي طاهر لقوله : « وهو الذي خلق من الماء بشرا (٨) »

____________________

(١) سورة الاحزاب : ٧. (٢) سورة الانسان : ١٢.

(٣) سورة الانسان : ٢٠. (٤) سورة الانسان : ٥.

(٥) سورة الانسان : ٢٢. (٦) سورة التوبة : ٥٤.

(٧) سورة البينة : ٧. (٨) سورة الفرقان : ٥٤.

٨٥

وعدوه نجس « إنما المشركون نجس (١) » الطهور طاهر ومطهر ، والنجس ( نجس )؟ عينه كيف يطهر غيره؟ « فلم تجدوا ماء فتيمموا (٢) » فمحمد الطهور وعلي الصعيد ، لان محمدا أبوالطاهر وعلي أبوالتراب.

قوله تعالى : « أو من ، أفمن ، أم من » في القرآن في عشرة مواضع ، وكلها في أمير المؤمنين وفي أعدائه « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا (٣) » « أم من هو قانت (٤) » « أفمن كان على بينة (٥) » « أفمن شرح الله صدره للاسلام (٦) » « أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق (٧) » « أفمن يمشي مكبا على وجهه (٨) » « أفمن زين له سوء عمله (٩) » وقد تقدم شرح جميعها ، قال الصادق عليه‌السلام : « أو من كان ميتا (١٠) » عنا « فأحييناه » بنا.

أبومعاوية الضرير ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : نزلت قوله : « أفمن وعدناه وعدا حسنا (١١) » في حمزة وجعفر وعلي.

مجاهد وابن عباس في قوله : « أفمن يلقى في النار خير (١٢) » يعني الوليد بن المغيرة « أم من يأتي آمنا (١٣) » من غضب الله وهو أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم أوعد أعداءه فقال : « اعملوا ماشئتم (١٤) » الآية.

الاغاني : كان إبراهيم بن المهدي شديد الانحراف عن أمير المؤمنين عليه‌السلام فحدث المأمون يوما قال : رأيت عليا في النوم فمشيت معه حتى جئنا قنطرة (١٥) ، فذهب يتقدمني لعبورها فأمسكته وقلت له إنما أنت رجل تدعي هذا الامر بامرأة (١٦) ونحن أحق به منك ، فما رأيته بليغا في الجواب! قال : وأي شئ قال لك؟ قال :

____________________

(١) سورة التوبة : ٢٨. (٢) سورة النساء : ٤٣. وسورة المائدة : ٦.

(٣) سورة السجدة : ١٨. (٤) سورة الزمر : ٩.

(٥) سورة هود : ١٧. وسورة محمد : ١٤. (٦) سورة الزمر : ٢٢.

(٧) سورة الرعد : ١٩. (٨) سورة الملك : ٢٢.

(٩) سورة فاطر : ٨. (١٠) سورة الانعام : ١٢٢.

(١١) سورة القصص : ٦١. (١٢ ـ ١٤) سورة فصلت : ٤٠.

(١٥) القنطرة : ما يبنى على الماء للعبور. (١٦) يعني فاطمة عليها‌السلام.

٨٦

ما زادني على أن قال : سلاما سلاما ، فقال المأمون : قد والله أجابك أبلغ جواب قال : كيف؟ قال : عرفك أنك جاهل لاتجاب ، قال الله عزوجل : « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (١) ».

أبومنصور الثعالبي في كتاب الاقتباس من كلام رب الناس أنه رأى المتوكل في منامه عليا بينا موقدة ، ففرح بذلك لنصبه ، فاستفتى معبرا ، فقال المعبر : ينبغي أن يكون هذا الذي رآه أمير المؤمنين نبيا أو وصيا ، قال : من أين قلت هذا؟ قال : من قوله تعالى : « أن بورك من في النار ومن حولها (٢) ».

الحريري في درة الغواص أنه ذكر شريك بن عبدالله النخعي فضائل علي عليه‌السلام فقال أموي : نعم الرجل علي ، فغضب وقال : ألعلي يقال نعم الرجل فقال : ياعبدالله ألم يقل الله في الاخبار عن نفسه : « فقدرنا فنعم القادرون (٣) » وقال في أيوب « إنا وجدناه صابرا نعم العبد (٤) » وقال في سليمان : « ووهبنا لداود سليمان نعم العبد (٥) » أفلا ترضى لعلي ما رضي الله لنفسه ولانبيائه؟ فاستحسن منه. وقال بعض النحاة : هذا الجواب ليس بصواب ، وذلك أن « نعم » من الله تعالى ثناء على حقيقة الوصف له ، تقريبا على فهم السامعين لمكان إنعامه عليهم ، وفي حق أنبيائه تشريفا لهم ، فأما من الآدمي في حق الاعلى فهو يقرب من الذم وإن كان مدحا في اللفظ ، كما يقال في حق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « محمد فيه خير » فهو صادق إلا أنه مقصر.

وكان أبوبكر الهروي يلعب بالشطرنج ، فسأله جبلي عن الامام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوضع الهروي شاه وأربع بياذق فقال : هذا نبي وهذه الاربعة خلفاؤه ، فقال الجبلي : الذي في جنبه ابنه؟ قال : لا ولم يبق له سوى بنت ، قال : فهذا ختنه؟ قال : لا وإنما هو ذاك الاخير ، قال : هذا أقربهم إليه أو أشجعهم أو أعلمهم أو أزهدهم؟ قال : لا إنما ذلك هو الاخير ، قال : فما يصنع هذا بجنبه؟

____________________

(١) سورة الفرقان : ٦٣.

(٢) سورة النمل : ٨.

(٣) سورة المرسلات : ٢٣.

(٤) سورة ص : ٤٤.

(٥) سورة ص : ٣.

٨٧

* ( في الشواذ ) (١) *

إن الله تعالى ذكر الجوارح في كتابه وعنى به عليا عليه‌السلام نحو قوله : « ويحذركم الله نفسه (٢) » قال الرضا عليه‌السلام : علي خوفهم به.

قوله : « ويبقى وجه ربك (٣) » فقال الصادق عليه‌السلام : نحن وجه الله ونحن الآيات ونحن البينات ونحن حدود الله.

أبوالمضا (٤) عن الرضا عليه‌السلام قال في قوله : « أينما تولوا فثم وجه الله (٥) » قال : علي.

قوله تعالى : « تجري بأعيننا (٦) » الاعمش : جاء رجل مشجوج الارس (٧) يستعدي عمر على علي عليه‌السلام ، فقال علي : مررت بهذا وهو يقاوم امرأة فسمعت ماكرهت ، فقال عمر : إن لله عيونا وإن عليا من عيون الله في الارض. وفي رواية الاصمعي أنه قال عليه‌السلام : رأيته ينظر في حرم الله إلى حريم الله ، فقال عمر : اذهب وقعت عليك عين من عيون الله ، وحجاب من حجب الله ، تلك يد الله اليمنى يضعها حيث يشاء.

أبوذر في خبر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي يوم القيامة أعمى أبكم ، يتكبكب (٨) في ظلمات القيامة ينادي « ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله (٩) »

____________________

(١) أي في الشواذ من مناقبه.

(٢) سورة آل عمران : ٢٨ و ٣٠.

(٣) سورة الرحمن : ٢٧.

(٤) غير مذكور فيما بأيدينا من كتب الرجال.

(٥) سورة البقرة : ١١٥.

(٦) سورة القمر : ١٤.

(٧) شج الرأس : جرحه وكسره.

(٨) أي يتلفف.

(٩) سورة الزمر : ٥٦.

٨٨

وفي عنقه طوق من النار.

الصادق والباقر والسجاد وزيد بن علي عليهم‌السلام في هذه الآية قال (١) : جنب الله علي ، وهو حجة الله على الخلق يوم القيامة.

الرضا عليه‌السلام « في جنب الله » قال : في ولاية علي عليه‌السلام وقال أمير المؤمنين : أنا صراط الله ، أنا جنب الله. (٢)

٧٤

( باب )

* ( قول الرسول لعلي اعطيت ثلاثا لم اعط ) *

١ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : ياعلي إنك أعطيت ثلاثة لم أعط ، (٣) قلت : يارسول الله ما أعطيت؟ فقال : أعطيت صهرا مثلي ولم أعط ، وأعطيت زوجتك فاطمة ولم أعط ، وأعطيت الحسن والحسين ولم أعط (٤).

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنك أعطيت ثلاثا لم أعطها (٥) قلت : فداك أبي وأمي وما أعطيت قال : أعطيت صهرا مثلي ، وأعطيت مثل زوجتك ، وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين (٦).

____________________

(١) في المصدر : قالوا.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٣٠ ٥٥.

(٣) في المصدر : لم اعط أنا.

(٤) أمالي الشيخ : ٢١٩. وفيه : واعطيت مثل الحسن والحسين.

(٥) في المصدر : يا علي إنك اعطيت ثلاثا لم يعطها أحد من قبلك.

(٦) عيون الاخبار : ٢١٢.

٨٩

صح : عنه عليه‌السلام مثله. (١)

قب : الخركوشي في شرف النبي وأبو الحسن بن مهرويه القزويني عن الرضا عليه‌السلام مثله. (٢)

٣ ـ يل ، فض : روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : أعطيت ثلاثا وعلي مشاركي فيها ، وأعطي علي ثلاثا ولم أشاركه فيها ، فقيل له : يارسول الله وما هذه الثلاث التي شاركك فيها علي عليه‌السلام؟ قال : لي لواء الحمد وعلي حامله ، والكوثر لي وعلي ساقيه ، ولي الجنة والنار وعلي قسيمهما ، وأما الثلاث التي أعطيها علي (٣) ولم أشاركه فيها فإنه أعطي ابن عم مثلي (٤) ولم أعط مثله ، وأعطي زوجته فاطمة ولم أعط مثلها ، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلهما (٥).

٧٥

( باب )

* ( فضله عليه‌السلام على سائر الائمة عليهم‌السلام ) *

١ ـ ب : ابن طريف (٦) ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما (٧).

____________________

(١) صحيفة الرضا : ٢٧.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤٧.

(٣) في الروضة : اعطى علي.

(٤) في الروضة : فانه اعطى حموا مثلي. وفي الفضائل : فانه اعطى رسول الله صهرا.

والحمو : أبوامرأة الرجل.

(٥) الفضائل : ١١٦ ١١٧. الروضة : ٨.

(٦) الراوي للحديث هو الحسن بن ظريف بالمعجمة وابن طريف بالمهملة هو سعد بن طريف كما بينه المصنف في الفصل الرابع من مقدمات الكتاب ، راجع الجزء الاول : ٦١. فلا يخلو السند من تصحيف.

(٧) قرب الاسناد : ٥٣.

٩٠

ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (١).

صح : عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٢).

٢ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام فيما كتب إليه قال : أبوجعفر عليه‌السلام : لايستكمل عبد الايمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لاولهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام فضلهما (٣).

٣ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الحسن والحسين خير أهل الارض بعدي وبعد أبيهما (٤).

٤ ـ ن : بهذا الاسناد عن علي عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عز و جل اطلع إلى أهل الارض فاختارني ثم اطلع الثانية فاختارك بعدي ، فجعلك القيم بأمر أمتي بعدي (٥) ، وليس أحد بعدنا مثلنا (٦).

٥ ـ ير : محمد بن الحسن ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : « قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (٧) » قال : إيانا عنى ، وعلي أولنا وأفضلنا (٨) وخيرنا بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٩).

ير : محمد بن الحسين وابن يزيد عن ابن أبي عمير عن بريد مثله (١٠).

____________________

(١) عيون الاخبار : ٢٠١.

(٢) صحيفة الرضا : ٣١.

(٣) قرب الاسناد : ١٥٣. وليست كلمة « سواء » فيه. وفيه : ولامير المؤمنين.

(٤) عيون الاخبار : ٢٢٢.

(٥) في المصدر : من بعدي.

(٦) عيون الاخبار : ٢٢٥.

(٧) سورة الرعد : ٤٣.

(٨) في المصدر : وعلى أفضلنا.

(٩) بصائر الدرجات : ٥٧.

(١٠) بصائر الدرجات : ٥٨.

٩١

ير : بعض أصحابنا ، عن الحسن بن موسى ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (١).

٦ ـ مل : أبي والكليني معا ، عن محمد العطار ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن أبي وهب القصري (٢) عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : اعلم أن أمير المؤمنين عليه‌السلام أفضل عند الله من الائمة كلهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فضلوا (٣).

٧ ـ ير : علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن الحارث النضري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن في الامر والنهي والحلال والحرام نجري مجرى واحد (٤) ، فأما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي فلهما فضلهما (٥).

٧٦

( باب )

* ( حب الملائكة له وافتخارهم بخدمته صلوات الله عليه وعليهم اجمعين ) *

١ ـ لى : الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن محمد بن ظهير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية مانصبت عليا

____________________

(١) بصائر الدرجات ٥٧.

(٢) في المصدر « البصري » لكنه سهو ، راجع جامع الرواة ٢ : ٤٢١.

(٣) كامل الزيارات : ٣٨.

(٤) في المصدر : تجري مجرى واحدا.

(٥) بصائر الدرجات : ١٤٠.

٩٢

علما لامتي في الارض حتى نوه الله (١) باسمه في سماواته ، وأوجب ولايته على ملائكته (٢).

أقول : أثبتنا الخبر بتمامه في باب أخبار الغدير ، وسيأتي في باب تزويج فاطمة عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن الملائكة تتقرب إلى الله بمحبته.

٢ ـ لى : أحمد بن محمد بن إسحاق ، عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر و أبي طالب بن أبي عوانة ، عن سليمان بن سيف الخراني ، عن عبدالله بن واقد ، عن عبدالعزيز الماجشون ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله قال : استبشرت الملائكة يوم بدر وحنين بكشف علي الاحزاب عن وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن لم يستبشر برؤية علي عليه‌السلام فعليه لعنة الله (٣).

٣ ـ لى : السناني ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد ، عن القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعيد بن علاقة ، عن أبي سعيد عقيصا ، عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن سيد الاوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، أن المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة ، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبوولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤك أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك والله إن أهل مودتك في السماء لاكثر منهم في الارض ، يا علي أنت أمين أمتي وحجة الله عليها بعدي ، قولك قولي ، وأمرك أمري ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك

____________________

(١) نوه ذكره : مدحه وعظمه.

(٢) أمالي الصدوق : ٧٦ ٧٧.

(٣) أمالي الصدوق : ١٤٧.

٩٣

زجري ، ونهيك نهيي ، ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي وحزبي حزب الله « ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ». (١)

٤ ـ ع ، لى : الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ، عن فرات بن إبراهيم (٢) ، عن علي بن محمد بن الحسن ، عن علي بن نوح ، عن أبيه ، عن محمد بن مروان ، عن أبي داود ، عن معاذ بن سالم ، عن بشر بن إبراهيم الانصاري ، عن خليفة بن سليمان الجهني ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن أبي هريرة قال : غزى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غزاة فلما رجع إلى المدينة وكان علي عليه‌السلام تخلف على أهله فقسم المغنم (٣) فدفع إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام سهمين ، فقال الناس : يارسول الله دفعت إلى علي بن أبي طالب سهمين وهو بالمدينة متخلف؟ فقال : معاشر الناس ناشدتكم بالله و برسوله ألم تروا إلى الفارس الذي حمل على المشركين من يمين العسكر فهزمهم ثم رجع إلي فقال : يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي بن أبي طالب وهو جبرئيل؟ معاشر الناس ناشدتكم بالله وبرسوله هل رأيتم الفارس الذي حمل على المشركين من يسار العسكر ثم رجع فكلمني وقال لي : يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي ابن أبي طالب وهو ميكائيل؟ فوالله مادفعت إلى علي إلا سهم جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام فكبر الناس بأجمعهم (٤).

ع : القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن فرات مثله (٥).

ع : ابن طريف (٦) ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن ابن عباس

____________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٠٠. والاية في سورة المائدة : ٥٦.

(٢) روى الرواية في العلل عن أحمد بن الحسن القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني عن فرات بن إبراهيم. ثم قال بعد تمام الرواية : وحدثني بهذا الحديث الحسن بن محمد الهاشمي الكوفي عن فرات بن إبراهيم باسناده مثله سواء. والمصنف قد عكس كما لايخفى.

(٣) في العلل : قسم المغنم.

(٤) علل الشرائع : ٦٨. أمالي الصدوق : ٢١٩ ٢٢٠. وأورده في المناقب ١ : ٤٠٤.

(٥) علل الشرائع : ٦٨.

(٦) راجع ما ذيلناه ذيل الحديث الاول من الباب السابق.

٩٤

قال : انتدب (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس ليلة بدر إلى الماء ، فانتدب علي عليه‌السلام فخرج وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة ، فخرج بقربته ، فلما كان إلى القليب لم يجد دلوا ، فنزل إلى الجب (٢) تلك الساعة فملا قربته ، ثم أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتى مضت ، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت ، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت ، فلما جاء قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حبسك يا أبا الحسن؟ قال : لقيت ريحا ثم ريحا ثم ريحا شديدة ، فأصابتني قشعريرة (٣) ، فقال : أتدري ما كان ذاك يا علي؟ فقال : لا ، فقال : ذاك جبرئيل في ألف من الملائكة وقد سلم (٤) عليك وسلموا ، ثم مر ميكائيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا ثم مر إسرافيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا (٥).

بيان : قال الفيروزآبادي : ندبه إلى الامر كنصره : دعاه وحثه ووجهه وانتدب الله لمن خرج في سبيله ، أجابه إلى غفرانه أو ضمن وتكفل أو سارع بثوابه وحسن جزائه (٦).

٦ ـ فس : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل عن جابر الجعفي ، عن أبي الرس المكي ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفسي بيده ما وجهت عليا قط في سرية إلا ونظرت إلى جبرئيل عليه‌السلام في سبعين ألف من الملائكة عن يمينه ، وإلى ميكائيل عن يساره في سبعين ألف من الملائكة ، وإلى ملك الموت أمامه ، وإلى سحابة تظله حتى يرزق حسن الظفر (٧).

____________________

(١) في المصدر : استندب.

(٢) في المصدر و ( د ) : فنزل في الجب.

(٣) اقشعر الشعر : قام وانتصب من فزع أو برد.

(٤) في المصدر و ( د ) : فسلم.

(٥) قرب الاسناد : ٥٣.

(٦) القاموس المحيط ١ : ١٣١.

(٧) تفحصنا المصدر ولم نجده فيه.

٩٥

٧ ـ ير : أحمد بن الحسين ، عن الحسين بن أسد ، عن الحسين القمي ، عن نعمان بن المنذر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد قتل عثمان حين ناشد القوم : نشدتكم الله هل فيكم أحد سلم عليه جبرئيل وميكائيل وإسرائيل في ثلاثة آلاف من الملائكة يوم بدر غيري؟ قالوا : اللهم لا. (١)

٨ ـ شف : موفق بن أحمد الخوارزمي ، عن شهردار ، عن المفضل بن محمد الجعفري ، (٢) عن أحمد بن موسى بن مردويه ، عن عبدالله بن محمد بن يزيد ، عن محمد ابن أبي يعلى ، عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، عن زكريا بن يحيى ، عن مندل ابن علي ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب بالغداة وكان يحب أن لايسبقه إليه أحد ، فدخل فإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليكم كيف أصبح رسول الله؟ فقال : بخير يا أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فقال : جزاك الله عنا أهل بيت خيرا ، قال له دحية : إني أحبك وإن لك عندي مدحة أزفها إليك (٣) ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وحزبه إلى الجنان زفا ، قد أفلح من تولاك ، وخسر من تخلاك ، محب محمد محبك ومبغض محمد مبغضك ، لن يناله (٤) شفاعة محمد ، أدن مني صفوة الله ، فأخذ رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه في حجره ، فانتبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما هذه الهمهمة؟ فأخبره.

الحديث ، فقال : لم يكن هو الكلبي (٥) كان جبرئيل ، سماك باسم سماك الله به

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٦.

(٢) في المصدر : عن الفضل بن محمد الجعفري.

(٣) أي أهديها اليك.

(٤) في المصدر : لن ينال.

(٥) في المصدر : لم يكن دحية الكلبي.

٩٦

وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين. (١) ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن سليمان ، عن إسحاق بن إبراهيم عن زكريا بن يحيى مثله وقال بعد إتمام الرواية : قال أبوالمفضل : سمعت عبدالله ابن أبي داود قبل أن يبنى له المنبر يعتذر إلى أبي عبدالله المستملي من النصب ، ثم أملى ذلك المجلس كله من حفظه فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام وهذا الحديث أول ما بدأ به (٢).

بيان : في قوله عليه‌السلام : « تخلاك » حذف وإيصال ، أي تخلى منك ومن ولايتك يقال : تخلى منه وعنه أي تركه. وفي رواية الشيخ : خلاك.

أقول : قد مضى مثله بأسانيد في باب أنه عليه‌السلام أمير المؤمنين ، وسيأتي في باب جوامع المناقب وغيره.

٩ ـ قب : أحاديث علي بن الجعدة ، عن شعبة ، عن قتادة في تفسير قوله تعالى : « وترى الملائكة حافين من حول العرش (٣) » الآية قال أنس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما كانت ليلة المعراج نظرت تحت العرش أمامي فإذا أنا بعلي بن أبي طالب قائما أمامي تحت العرش يسبح الله ويقدسه ، قلت : ياجبرئيل سبقني علي بن أبي طالب؟ قال : لكني أخبرك (٤) : اعلم يا محمد أن الله عزوجل يكثر من الثناء والصلاة على علي بن أبي طالب عليه‌السلام فوق عرشه ، فاشتاق العرش إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فخلق الله تعالى هذا الملك على صورة علي بن أبي طالب عليه‌السلام تحت عرشه لينظر إليه العرش فيسكن شوقه ، وجعل تسبيح هذا الملك وتقديسه وتمجيده ثوابا لشيعة أهل بيتك يا محمد. الخبر.

طاوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء وصرت أنا وجبرئيل إلى السماء السابعة قال جبرئيل : يا محمد هذا موضعي ، ثم زخ

____________________

(١) اليقين : ٢٤ و ٢٥.

(٢) أمالي ابن الشيخ : ٣١.

(٣) سورة الزمر : ٧٥.

(٤) في المصدر و ( م ) : قال لا لكني اخبرك.

٩٧

بي في النور زخة ، فإذا أنا بملك من ملائكة الله تعالى في صورة علي عليه‌السلام اسمه علي ساجد تحت العرش يقول : اللهم اغفر لعلي وذريته ومحبيه وأشياعه وأتباعه والعن مبغضيه وأعاديه وحساه إنك على كل شئ قدير. (١) ايضاح : قال في النهاية : فيه : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار » أي دفع ورمي. (٢)

١٠ ـ قب : مجاهد عن ابن عباس والحديث مختصر : لما عرج بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء رأى ملكا على صورة علي حتى لايفاوت منه شيئا ، فظنه عليا ، فقال : يا أبا الحسن سبقتني إلى هذا المكان؟ فقال جبرئيل عليه‌السلام : ليس هذا علي بن أبي طالب هذا ملك على صورته ، وإن الملائكة اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فسألوا ربهم أن يكون من علي صورته فيرونه.

وفي حديث حذيفة أنه رآه في السماء الرابعة.

الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (٣) » قال : كان جبرئيل عليه‌السلام جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن يمينه إذا أقبل (٤) أمير المؤمنين عليه‌السلام فضحل جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد هذا علي بن أبي طالب قد أقبل ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياجبرئيل وأهل السماوات يعرفونه؟ قال : يامحمد والذي بعثك بالحق نبيا إن أهل السماوات لاشد معرفة له من أهل الارض ، ما كبر تكبيرة في غزوة إلا كبرنا معه ، ولا حمل حملة إلا حملنا معه ، ولا ضرب بسيف إلا ضربنا معه ، يامحمد إن اشتقت إلى وجه عيسى وعبادته وزهد يحيى وطاعته وملك سليمان (٥) وسخاوته فانظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأنزل الله تعالى

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٠٠.

(٢) النهاية ٢ : ١٢٣.

(٣) سورة الزخرف : ٥٧.

(٤) في المصدر و ( م ) : إذ أقبل.

(٥) في المصدر : وميراث سليمان.

٩٨

« ولما ضرب ابن مريم مثلا » يعني شبها لعلي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب شبها لعيسى بن مريم « إذا قومك منه يصدون » يعني يضحكون ويعجبون.

تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، عن سفيان الثوري ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس أنه لما تمثل إبليس لكفار مكة يوم بدر على صورة سراقة بن مالك وكان سابق عسكرهم (١) إلى قتال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر الله تعالى جبرئيل عليه‌السلام فهبط على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ومعه ألف من الملائكة ، فقام جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين عليه‌السلام فكان إذا حمل علي عليه‌السلام حمل معه جبرئيل ، فبصر به إبليس لعنه الله فولى هاربا وقال : إني أرى ما لاترون ، قال ابن مسعود : والله ماهرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين عليه‌السلام فخاف أن يأخذه ويستأسره ويعرفه الناس فهرب ، وكان أول منهزم « وقال إني أرى مالاترون إني أخاف الله (٣) » في قتاله « والله شديد العقاب » لمن حارب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

السمعاني في فضائل الصحابة عن ابن المسيب عن أبي ذر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا أبا ذر علي أخي وصهري وعضدي ، إن الله لايقبل فريضة إلا بحب علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، يا أبا ذر لما أسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير من نور على رأسه تاج من نور ، إحدى رجليه في المشرق والاخرى في المغرب ، بين يديه لوح ينظر فيه (٤) والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ، ويده تبلغ المشرق والمغرب ، فقلت : يا جبرئيل من هذا؟ فما رأيت في ملائكة (٥) ربي جل جلاله أعظم خلقا منه؟ قال : هذا عزرائيل ملك الموت ، ادن فسلم عليه ، فدنوت منه فقلت : سلام عليك حبيبي ملك الموت ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك علي

____________________

(١) في المصدر : وكان سائق عسكرهم.

(٢) في المصدر : إلى رسول الله.

(٣) سورة الانفال : ٤٨.

(٤) في المصدر : وبين يديه نور ينظر إليه.

(٥) في المصدر و ( د ) من ملائكة ربي.

٩٩

ابن أبي طالب عليه‌السلام؟ فقلت : وهل تعرف ابن عمي؟ قال : وكيف لا أعرفه وإن الله جل جلاله وكلني بقبض أرواح الخلائق ماخلا روحك وروح علي بن أبي طالب عليه‌السلام فإن الله يتوفا كل بمشيته.

كتابي الخطيب الخوارزمي وأبي عبدالله النطنزي قال أبوعبيد صاحب سليمان ابن عبدالملك : بلغ عمر بن عبدالعزيز أن قوما تنقصوا بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فصعد المنبر وقال : حدثني غزال بن مالك الغفاري عن أم سلمة قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضاحكا ، فلما سري عنه قلت : ما أضحكك؟ قال : أخبرني جبرئيل أنه مر بعلي وهو يرعى ذودا له (١) وهو نائم قد أبدي بعضه جسده ، قال : فرددت عليه ثوبيه فوجدت برد إيمانه وقد وصل (٢) إلى قلبي.

وفي رواية الاصبغ : أن عليا مضى من المدينة وحده ، فأتى عليه سبعة أيام فرئي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يبكي ويقول : اللهم رد إلي عليا قرة عيني وقوة ركني وابن عمي ومفرج الكرب عن وجهي : ثم ضمن الجنة لمن أتى بخبر علي ، فركب الناس في كل طريق ، فوجده الفضل بن العباس ، فبشر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقدومه فاستقبله فما زال يفتش عن يمين علي وعن يساره وعن رأسه وعن بدنه (٣) فقلت : تفتش عليا كأنه (٤) كان في الحرب؟ فأخبرني عن جبرئيل عليه‌السلام أن أقواما من المشركين يقصدونك من الشام فأخرج إليهم عليا وحده ، فخرج معه جبرئيل عليه‌السلام في ألف ملك وميكائيل عليه‌السلام في ألف ملك ، ورأيت ملك الموت يقاتل دون علي.

أربعين الخطيب وشرح ابن الفياض وأخبار أبي رافع في خبر طويل عن حذيفة

____________________

(١) قال في القاموس ١ : ٢٩٣ : الذود ثلاثة أبعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين.

(٢) في المصدر : قد وصل.

(٣) في المصدر : وعن بدنه وعن رأسه.

(٤) في ( ك ) فانه.

١٠٠