بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فيه ، فإن الشك في علي كفر بالله تعالى (١).

٤ ـ فر : أبوالقاسم عبدالله بن هاشم الدوري ، معنعنا عن محمد بن علي ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : هبط جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في منزل أم سلمة فقال : (٢) يا محمد إن ملا من ملائكة السماء الرابعة يجادلون في شئ حتى كثر بينهم الجدال فيهم ، وهم من الجن من قوم إبليس الذين قال الله في كتابه : « إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه (٣) » فأوحى الله تعالى إلى الملائكة قد كثر جدالكم فتراضوا بحكم من الآدميين يحكم بينكم ، قالوا : قد رضينا بحكم من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأوحى الله إليهم : بمن ترضون من أمة محمد؟ قالوا : رضينا (٤) بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فأهبط الله ملكا من ملائكة السماء الدنيا ببساط وأريكتين فهبط إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بالذي جاء فيه ، فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام وأقعده على البساط ووسده بالاريكتين ، ثم تفل في فيه ثم قال : يا علي ثبت الله قلبك ونور حجتك (٥) بين عينيك ، ثم عرج به إلى السماء ، فلما نزل (٦) قال : يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك : « نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم (٧) ».

____________________

(١) الفضائل : ١٧٧ و ١٧٨. ورواه في الروضة : ٣٩.

(٢) في المصدر : في بيت ام سلمة فقال له.

(٣) سورة الكهف : ٥٠.

(٤) في المصدر : قد رضينا.

(٥) في المصدر : وصير حجتك.

(٦) في المصدر : فاذا أنزل.

(٧) تفسير فرات : ٧٠ و ٧١. والاية في سورة يوسف : ٧٦.

١٦١

٨٣

( باب )

* ( ما وصف ابليس لعنه الله والجن من مناقبه عليه‌السلام ) *

* ( واستيلائه عليهم وجهاده معهم ) *

١ ـ ع ، لى : الحسين بن أحمد العلوي ، عن علي بن أحمد بن موسى ، عن أحمد ابن علي ، عن الحسن بن إبراهيم العباسي ، عن عمير بن مرداس الدولقي ، عن جعفر بن بشير المكي ، عن وكيع ، عن المسعودي رفعه عن سلمان الفارسي رحمه‌الله قال : مر إبليس لعنه الله بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليه‌السلام فوقف أمامهم ، فقال القوم : من الذي وقف أمامنا؟ فقال : أنا أبومرة ، فقالوا : يا أبا مرة أما تسمع كلامنا؟ فقال : سوأة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب؟ فقالوا له : من أين علمت أنه مولانا؟ فقال : من قول نبيكم : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله » فقالوا له : فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكني أحبه ، وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد ، فقالوا له : يا أبا مرة فتقول في علي شيئا؟ فقال لهم : اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله عزوجل في الجان اثنتي عشرة ألف سنة ، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عزوجل الوحدة ، فعرج بي إلى السماء الدنيا ، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة أخرى في جملة الملائكة ، فبينا نحن كذلك نسبح الله عزوجل ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني ، فخرت الملائكة لذلك النور سجدا فقالوا : سبوح قدوس ، نور ملك مقرب أو نبي مرسل ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : لانور ملك مقرب ولا نبي مرسل ، هذا نور طينة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (١).

____________________

(١) علل الشرائع : ٥٩. أمالي الصدوق : ٢٠٩.

١٦٢

بيان : لعل إبليس لعنه الله إنما بين لهم من مناقبه عليه‌السلام لتأكيد الحجة عليهم مع علمه بأنهم لايرجعون عماهم عليه فيكون عذابهم أشد.

٢ ـ لى : الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن الحسن بن محمد ، عن الحسن بن يحيى الدهان قال : كنت ببغداد عند قاضي بغداد واسمه سماعة ، إذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد ، فقال له : أصلح الله القاضي إني حججت في السنين الماضية ، فمررت بالكوفة فدخلت في مرجعي إلى مسجدها ، فبينا أنا واقف في المسجد أريد الصلاة إذا أمامي امرأة أعرابية بدوية مرخية الذوائب ، عليها شملة وهي تنادي وتقول : يا مشهورا في السماوات يا مشهورا في الارضين يا مشهورا في الآخرة يامشهورا في الدنيا ، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك فأبى الله لذكرك إلا علوا ولنورك إلا ضياء وتماما ولو كره المشركون ، قال : فقلت : يا أمة الله ومن هذا الذي تصفينه بهذه الصفة؟ قالت : ذاك أمير المؤمنين ، قال : فقلت لها : أي أمير المؤمنين هو؟ قالت : علي بن أبي طالب الذي لايجوز التوحيد إلا به وبولايته ، قال : فالتفت إليها فلم أر أحدا (١).

٣ ـ كا : محمد بن يحيى وأحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان ، عن إبراهيم بن أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : بينا أمير المؤمنين عليه‌السلام على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد ، فهم الناس أن يقتلوه ، فأرسل أمير المؤمنين عليه‌السلام أن كفوا فكفوا ، وأقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر ، فتطاول فسلم على أمير المؤمنين عليه‌السلام فأشار أمير المؤمنين عليه‌السلام إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته ، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال : من أنت؟ فقال : أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن وإن أبي مات وأوصاني أن آتيك وأستطلع (٢) رأيك ، وقد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به وماترى؟ فقال له أمير المؤمنين : أوصيك بتقوى الله وأن تنصرف وتقوم (٣)

____________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٤٥ و ٢٤٦.

(٢) في المصدر : فأستطلع.

(٣) في المصدر : فتقوم.

١٦٣

مقام أبيك في الجن ، فإنك خليفتي عليهم ، قال : فودع عمرو أمير المؤمنين عليه‌السلام وانصرف وهو (١) خليفته على الجن.

فقلت له (٢) : جعلت فداك فيأتيك عمرو ، وذاك الواجب عليه؟ قال : نعم (٣).

يج : عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٤).

٤ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن ابن محبوب ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : بينا رسول الله بين جبال تهامة إذا رجل على عكازة فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لغة جني ووطؤهم (٥) من جبال تهامة؟! فقال : من الرجل؟ قال : أنا هام بن هيم بن لاقيس السليم بن إبليس ، قال : ليس بينك وبين إبليس غير أبوين؟ قال : لا ، قال : أكلت عامة عمر الدنيا (٦) قال : على ذلك كم أتى عليك؟ قال : كنت أيام قتل قابيل هابيل أخاه غلاما أعلو الآكام وأنهي عن الاعتصام وآمر بفساد الطعام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب المؤمل ، فقال : دع يا محمد عنك اللوم والهتك فقد جئتك تائبا ، وإني أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ولقد كنت مع إبراهيم فلم أزل معه حتى ألقي في النار ، فقال لي : إن لقيت عيسى فاقرأه مني السلام ، ولقد كنت مع عيسى فقال لي : إن لقيت محمدا صلى الله عليه وعلى جميع أنبيائه ورسله فاقرأه مني السلام ، وعلمني الانجيل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعلى عيسى السلام ما دامت الدنيا وعليك ياهامة بما أديت الامانة ، هات حاجتك ، قال : علمني من القرآن ، قال : فأمر عليا عليه‌السلام أن يعلمه ، فقال : يا رسول الله من هذا الذي أمرتني أن أتعلم منه؟

____________________

(١) في المصدر : فهو.

(٢) يعني أبا جعفر عليه‌السلام.

(٣) اصول الكافي ( الجزء الاول من الطبعة الحديثة ) ١ : ٣٩٦.

(٤) لم نجده في الخرائج المطبوع.

(٥) اللغة : نطق اللسان ولعله مصحف « لغط » وهو الصوت والضجة لايفهم معناها ، والوطء وقع القدم والحافر ( ب ).

(٦) الظاهر وقوع السقط.

١٦٤

قال : يا هامة من كان وصي آدم؟ قال : كان شيث ، قال : من كان وصي نوح؟ قال كان سام ، قال : فمن وجدتم وصي هود؟ قال : ذاك ياسر بن هود ، قال : فمن وجدتم وصي عيسى؟ قال : شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم عليهما‌السلام ، ثم قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا هام ولم كانوا هؤلاء أوصياء الانبياء؟ فقال : يا رسول الله لانهم كانوا أزهد الناس في الدنيا وأرغب الناس في الآخرة ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فمن وجدتم وصي محمد؟ قال هام : ذاك إليا ابن عم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فهو علي وهو وصيي وأخي ، وهو أزهد أمتي في الدنيا وأرغب إلى الله في الآخرة ، قال : فسلم هام على أمير المؤمنين عليه‌السلام وتعلم منه سورا ، ثم قال : أخبرني (١) بهذه السور أصلي بها؟ قال له : نعم يا هام قليل القرآن كثير ، فسلم هام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانصرف ، فلم يلقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى قبض (ص) ، فلما كان يوم الهرير أتى أمير المؤمنين عليه‌السلام في حربه فقال له : يا وصي محمد إنا وجدنا في كتب الانبياء أن الاصلع وصي محمد خير الناس ، اكشف رأسك ، فكشف عن رأسه مغفره فقال (٢) : أنا والله ذاك ياهام (٣).

يج : سعد بإسناده مثله (٤).

بيان : قال الجوهري : العكازة عصا ذات زج (٥) قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لغة جني » لعله إنما قال ذلك على سبيل التعجب أي لغته لغة جني فكيف وطئ جبال تهامة؟ قوله : « عن الاعتصام » أي بحبل الله ودينه. قوله : « والشاب المؤمل » على بناء الفاعل أي الراجي للامور العظيمة ، أو لطول البقاء ، أو لاضلال الخلق ، أو على بناء المفعول أي تجعل الناس بحيث يأملون منك الخير. وفي كتاب السماء والعالم برواية علي بن إبراهيم : « بئس لعمري الشاب المؤمل والكهل المؤمر » وقال

____________________

(١) في المصدر : أخبرني يا علي.

(٢) في المصدر : وقال.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٨.

(٤) الخرائج والجرائح : ١٤٠ و ١٤١.

(٥) الصحاح : ٨٨٤.

١٦٥

الزمخشري في الفائق : إن رجلا من الجن أتاه في صورة شيخ فقال : إني كنت آمر بإفساد الطعام وقطع الارحام وإني تائب إلى الله ، فقال : بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب المتلوم ، قالوا : المتوسم : المتحلي بسمة الشيوخ ، والمتلوم المتعرص للائمة بالفعل القبيح ، ويجوز أن يكون المتوسم المتفرس ، يقال : توسمت فيه الخير إذا تفرسته فيه ، ورأيت فيه وسمه أي أثره وعلامته ، والمتلوم المنتظر لقضاء اللؤمة ، وهي الحاجة ، أو المسرع المتهافت من قول الاصمعي : أسرع وأغذ وتلوم بمعنى (١).

٥ ـ سن : عبدالله بن الصلت ، عن أبي هدية ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ذات يوم جالسا على باب الدار ومعه علي بن أبي طالب عليه‌السلام إذ أقبل شيخ فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم انصرف ، فقال رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام أتعرف الشيخ؟ فقال له علي عليه‌السلام : ما أعرفه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا إبليس ، فقال علي عليه‌السلام لو علمت يا رسول الله لضربته ضربة بالسيف فخلصت أمتك منه ، قال : فانصرف إبليس إلى علي عليه‌السلام فقال له : ظلمتني يا أبا الحسن أما سمعت الله عزوجل يقول : « وشاركهم في الاموال والاولاد (٢) » فوالله ما شركت أحدا أحبك في أمه (٣).

٦ ـ سن : علي بن حسان الواسطي رفع الحديث قال : أتت امرأة من الجن إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فآمنت به وحسن إسلامها ، فجعلت تجيئه في كل أسبوع ، فغابت عنه أربعين يوما ثم أتته ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما الذي أبطأ بك ياجنية فقالت : يا رسول الله أتيت البحر الذي هو محيط بالدنيا في أمر أردته ، فرأيت على شط ذلك البحر صخرة خضراء وعليها رجل جالس قد رفع يديه إلى السماء وهو يقول : اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ماغفرت

____________________

(١) الفائق ٣ : ١٦١.

(٢) سورة بني إسرائيل : ٦٤.

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع.

١٦٦

لي ، فقلت له : من أنت؟ قال : أنا إبليس ، فقلت : ومن أين تعرف هؤلاء؟ قال : إني عبدت ربي في الارض كذا وكذا سنة ، وعبدت ربي في السماء كذا وكذا سنة ما رأيت في السماء أسطوانة إلا وعليها مكتوب : « لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين أيدته به (١) ».

٧ ـ يج : روي عن جعفر بن عبدالحميد قال : اجتمعنا يوما فقال نفر : إن عليا عليه‌السلام كان وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال آخرون : لم يكن وصيا لمحمد (ص) فقمنا فأتينا أبا حمزة الثمالي فقلنا : جرى بيننا الكلام على كذا وكذا ، فغضب أبوحمزة وقال : لقد شهدت الجن فضلا عن الانس أن عليا كان وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني أبوخيثمة التميمي : لما كان بين الحكمين ما كان قلت لا أكون مع علي ولا عليه ، فخرجت أريد أرض الروم ، فبينما أنا مار على شاطئ نهر بميافارقين (٢) إذا أنا بصوت من ورائي وهو يقول :

ياأيها الساري بشط فارق

مفارق للحق دين الخالق

متبع به رئيس مارق

ارجع إلى وصي النبي الصادق

فالتفت فلم أر أحدا ، فقلت :

أنا أبوخيثمة التميمي

لما رأيت القوم في الخصوم

تركت أهلي غازيا للروم

حتى يكون الامة في الضميم

فإذا بصوت وهو يقول :

اسمع مقالي وارع قولي ترشدا

ارجع إلى علي الخضم الاصيدا (٣)

إن عليا هو وصي أحمدا

قال أبوخيثمة فرجعت إلى علي عليه‌السلام (٤).

٨ ـ يج : روي أن عليا عليه‌السلام بينما هو قائم على المنبر إذ أقبلت حية من

____________________

(١) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٢) بفتح اوله وتشديد ثانيه : أشهر مدينة بديار بكر ( المراصد ٣ : ١٣٤١ ).

(٣) الخضم بتشديد الميم : السيد الجواد المعطاء. الاصيد : الملك.

(٤) لم نجده في المصدر المطبوع. وسيأتي مثل الحديث عن المناقب تحت الرقم ٢٣.

١٦٧

باب الفيل مثل البختي العظيم ، فناداهم علي : افرجوا لها فإن هذا رسول قوم من الجن ، فجاءت حتى وضعت فاها على أذنه ، وإنها لتنق كما ينق الضفدع (١) ، وكلمها بكلام شبيه بنقها ، ثم ولت الحية ، فقال الناس : ما حالها؟ قال : هو رسول قوم من الجن ، أخبرني أنه وقع بين بني عامر وغيرهم شر وقتال ، فبعثوه لآتيهم فأصلح بينهم ، فوعدتهم أني آتيهم الليلة ، فقالوا : أتأذن لنا أن نخرج معك قال : ما أكره ذلك ، فلما صلى بهم العشاء الآخرة انطلق بهم حتى أتى ظهر الكوفة قبل الغري ، فخط حولهم خطة ثم قال : إياكم أن تخرجوا من هذه الخطة فإنه إن يخرج أحد منكم من هذه الخطة يختطف ، فقعدوا في الخطة ينظرون ، وقد نصب له منبر ، فصعد عليه فخطب خطبة لم يسمع الاولون والآخرون مثلها ، ثم لم يبرح حتى أصلح ذات بينهم ، وقد برئ [ بأمرهم ] (٢) بعضهم من بعض ، وكان الجن أشبه شئ بالزط (٣).

٩ ـ شف : من كتاب الاربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس ، عن علي بن الحسين الطوسي ، عن مسعود بن محمد الغزنوي ، عن الحسن بن محمد ، عن أحمد بن عبدالله الحافظ ، عن الطبراني ، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن إسماعيل بن موسى الفزاري ، عن تلميذ بن سليمان (٤) ، عن أبي الجحاف ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم جالسا بالابطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظر إلى زوبعة قد ارتفعت ، فأثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار تعلو إلى أن وقعت بحذاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شخص فيها ، ثم قال : يارسول الله إني وافد قومي (٥) وقد استجرنا بك فأجرنا

____________________

(١) نق الضفدع : صات.

(٢) الكلمة موجودة في ( ك ) فقط ، والصحيح « بأمره ».

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٤) في المصدر : عن تليد بن سليمان.

(٥) في المصدر : اني وافد قومي.

١٦٨

وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا ، فإن بعضهم قد بغوا علينا ، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه ، وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أني أرده إليك سالما في غداة إلا أن يحدث علي حادثة من قبل الله ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أنت ومن قومك؟ قال : أنا عرفطة بن سمراخ (١) أحد بني كاخ من الجن المؤمنين ، أنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع ، فلما منعنا ذلك وبعثك الله نبيا آمنا بك و صدقنا قولك ، وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه ، فوقع بيننا وبينهم الخلاف ، وهم أكثر منا عددا وقوة ، وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا و بدوابنا ، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق. فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها ، فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى شخص عليه شعر كثير ، وإذا رأسه طويل ، طويل العينين ، عيناه في طول رأسه ، صغير الحدقتين ، في فيه أسنان كأسنان السباع ، ثم إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه من غد (٢) من يبعث معه به.

فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر وقال : سر مع أخينا عرفطة وتشرف على قومه وتنظر (٣) إلى ماهم على فاحكم بينهم بالحق ، فقال : يا رسول الله وأين هم؟ قال : هم تحت الارض ، فقال أبوبكر : وكيف أطيق النزول في الارض؟ و كيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم؟ فالتفت إلى عمر بن الخطاب وقال له مثل قوله لابي بكر ، فأجاب بمثل جواب أبي بكر ، ثم استدعى بعلي عليه‌السلام وقال له : يا علي سر مع أخينا عرفطة وتشرف على قومه وتنظر إلى ماهم عليه وتحكم بينهم بالحق ، فقام علي عليه‌السلام مع عرفطة وقد تقلد سيفه ، وتبعه أبوسعيد الخدري وسلمان الفارسي ، قالا : نحن أتبعناهما إلى أن صاروا إلى واد ، فلما توسطاه نظر إلينا

____________________

(١) في المصدر : شمراخ.

(٢) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : في غد.

(٣) تنظره : تأمله بعينه. تأنى عليه وانتظره في مهلة.

١٦٩

علي عليه‌السلام فقال : قد شكر الله تعالى سعيكما فارجعوا (١) فقمنا ننظر إليهما ، فانشقت الارض ودخلا فيها وعادت إلى ماكانت ، ورجعنا وقد تداخلنا من الحسرة والندامة ما الله أعلم به ، كل ذلك تأسفا على علي عليه‌السلام وأصبح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وصلى الناس الغداة ، ثم جاء وجلس على الصفا ، وحف به أصحابه وتأخر علي عليه‌السلام وارتفع النهار وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس ، وقالوا : إن الجني احتال على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أراحنا الله من أبي تراب ، وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا! وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الاولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا ، وما زال أصحابه في الحديث إلى أن وجبت صلاة العصر ، وأكثر القوم الكلام وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين عليه‌السلام وصلى بنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا ، وأظهر الفكر في علي عليه‌السلام وظهرت شماتة المنافقين بعلي عليه‌السلام وكادت الشمس تغرب ، وتيقن القوم أنه هلك إذا انشق الصفا وطلع علي عليه‌السلام منه و سيفه يقطر دما ، ومعه عرفطة ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقبل ما بين عينيه وجبينيه ، فقال له : ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت؟ فقال : صرت إلى خلق كثير قد بغوا على عرفطة وقومه الموافقين (٢) ، ودعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي ذلك : دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا ، فدعوتهم إلى الجزية فأبوا ، وسألتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المرعى لعرفطة وقومه وكذلك الماء فأبوا ، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم رهطا ثمانين ألفا ، فلما نظر القوم إلى ما حل بهم طلبوا الامان والصلح ثم آمنوا وصاروا إخوانا ، وزال الخلاف وما زلت معهم إلى الساعة ، فقال عرفطة : يا رسول الله جزاك الله وعليا خيرا ، وانصرف (٣).

يل : عن سلمان رضي‌الله‌عنه مثله (٤).

____________________

(١) كذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : فارجعا.

(٢) في المصدر و ( م ) : وقومه المنافقين.

(٣) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ٦٨ ٧٠.

(٤) الفضائل : ٦٣ ٦٥.

١٧٠

فض : عن أبي سعيد مثله (١).

ايضاح : قال الفيروزآبادي : الزوبعة : اسم شيطان أو رئيس للجن ، ومنه سمي الاعصار زوبعة (٢).

١٠ ـ شف : من أربعين محمد بن أبي الفارس ، عن سعد بن أبي طالب الرازي ، عن عمه زين الدين عبدالجليل ، عن عبدالوهاب ، (٣) عن محمد بن مروك القزويني ، عن مسعود بن إبراهيم ، عن يحيى بن يوسف ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن ابن يزيد عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن سعد بن أبي وقاص أنه قال : بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله معنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم مايكون من الفيلة ، فتفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لعنت أو خزيت شك سعد فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال : ماهذا يارسول الله؟ قال : أوما تعرفه يا علي؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا إبليس ، فوثب علي من مكانه وأخذ بناصيته وجذبه عن مكانه ، ثم قال : أقتله يا رسول الله؟ قال : أو ماعلمت يا علي أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم ، فجذبه من يده ووقف وقال : مالي ومالك يا ابن أبي طالب؟ والله مايبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه (٤).

١١ ـ فض ، يل : بالاسناد يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده الشهيد عليهم‌السلام قال : كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام يخطب بالناس يوم الجمعة على منبر الكوفة إذ سمع وجبة عظيمة (٥) ، وعدوا الرجال يتواقعون بعضهم على بعض ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما بالكم ياقوم؟ قالوا : ثعبان عظيم قد دخل من باب المسجد كأنه النخلة السحوق ، ونحن نفزع منه ونريد أن نقتله فلا نقدر عليه ، فقال :

____________________

(١) الروضة : ٣٤ و ٣٥.

(٢) القاموس ٣ : ٣٣.

(٣) في المصدر : عن ابي عبدالوهاب. وفي ( م ) : عن ابيه ابي عبدالوهاب.

(٤) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ٧١.

(٥) الوجبة : السقطة مع الهدة أو صوت الساقط.

١٧١

لاتقربوه وطرقوا له ، فإنه رسول إلي قد جاءني في حاجة ، قال : فعند ذلك فرجوا له ، فما زال يخترق الصفوف إلى أن وصل إلى عيبة علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم جعل ينق نقيقا ، فجعل الامام عليه‌السلام ينق مثل مانق له ، ثم نزل عن المنبر وانسل من الجماعة ، فما كان أسرع أن غاب فلم يروه ، فقالت الجماعة : يا أمير المؤمنين ماهذا الثعبان؟ قال : هذا درجان بن مالك خليفتي على الجن المؤمنين ، وذلك أنهم اختلف عليهم شئ من أمر دينهم فأنفذوه إلي ليسألني عنه فأجبته ، فاستعلم جوابها ثم رجع إليهم (١).

بيان : قال الجزري : فيه « كالنخلة السحوق » أي الطويلة التي بعد ثمرها على المجتني « (٢). وقال : « فيه : فانسللت بين يديه » أي مضيت وخرجت بتأن و تدريج (٣).

١٢ ـ فر : محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا ، عن عبدالله بن عباس قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس إذا نظر إلى حية كأنها بعير ، فهم علي أن يضربها بالعصا فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه إبليس وإني قد أخذت عليه شروطا ، مايبغضك مبغض إلا شارك (٤) في رحم أمه وذلك قوله تعالى : « وشاركهم في الاموال والاولاد (٥) ».

١٣ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن عمر ، عن إبراهيم بن السندي ، عن يحيى الازرق قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام احتفر أمير المؤمنين عليه‌السلام بئرا فرموا فيها ، فأخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال : لتكفن أو لاسكننها الحمام؟ ثم قال (٦) أبوعبدالله عليه‌السلام : إن حفيف أجنحتها يطرد الشياطين (٧).

١٤ ـ مشارق الانوار للبرسي : بإسناده عن أبان بن تغلب ، عن جعفر بن

____________________

(١) الروضة : ١٤٨. الفضائل : ٧٣ و ٧٤.

(٢) النهاية ٢ : ١٥٠.

(٣) النهاية ٢ : ١٧٦.

(٤) في المصدر : إلا شاركه.

(٥) تفسير فرات : ٨٦ و ٨٧. والاية في سورة بني إسرائيل : ٦٤.

(٦) في المصدر : قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام.

(٧) فروع الكافي ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٥٤٨.

١٧٢

محمد عليهما‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام على منبر الكوفة يخطب وحوله الناس فجاء ثعبان ينفخ في الناس وهم يتحاودون عنه (١) ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : وسعوا له ، فأقبل حتى رقا المنبر والناس ينظرون إليه ، ثم قبل أقدام أمير المؤمنين عليه‌السلام وجعل يتمرغ عليها (٢) ، ونفخ ثلاث نفخات ثم نزل وانساب (٣) ، ولم يقطع أمير المؤمنين عليه‌السلام خطبته ، فسألوه عن ذلك فقال : هذا رجل من الجن ذكر أن ولده قتله رجل من الانصار اسمه جابر بن سبيع عند خفان من غير أن يتعرض له بسوء ، وقد استوهبت دم ولده ، فقام إلى رجل طويل بين الناس وقال : أنا الرجل الذي قتلت الحية في المكان المذكور (٤) ، وإني منذ قتلتها لا أقدر أستقر (٥) في مكان من الصياح والصراخ ، فهربت إلى الجامع ، وإني منذ سبعة أيام (٦) ههنا ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : خذ جملك واعقره في موضع (٧) قتلت الحية وامض لابأس عليك (٨).

١٥ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : كنت جالسا عند الكعبة ، فإذا شيخ محدودب (٩) قد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر ، وفي يده عكازة وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من الشعر ، فدنا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والنبي مسند ظهره على الكعبة (١٠) ، فقال : يارسول الله

____________________

(١) حاد عنه : مال.

(٢) تمرغ في التراب : تقلب.

(٣) انسابت الحية : جرت وتدافعت في مشيها.

(٤) في المصدر : في المكان المشار إليه.

(٥) في المصدر : أن استقر.

(٦) في المصدر : وأنا منذ سبع ليال.

(٧) في المصدر : في مكان.

(٨) مشارق الانوار : ٩٣.

(٩) حدب الرجل : خرج ظهره ودخل صدره وبطنه.

(١٠) في المصدر : وهو مسند ظهره إلى الكعبة.

١٧٣

ادع لي بالمغفرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) : خاب سعيك يا شيخ وضل عملك ، فلما تولى الشيخ قال لي : يا أبا الحسن أتعرفه؟ فقلت (٢) : لا ، قال : ذلك اللعين إبليس قال علي عليه‌السلام : فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الارض ، وجلست على صدره ووضعت يدي في حلقه لاخنقه ، فقال لي : لاتفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، والله (٣) يا علي إني لاحبك جدا ، وما أبغضك أحد إلا شركت أباه في أمه فصار ولد زنا ، فضحكت وخليت سبيله (٤).

١٦ ـ ع : ابن سعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمد بن علي بن معمر (٥) ، عن أحمد بن علي الرملي ، عن أحمد بن موسى ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن عمر بن منصور عن إسماعيل بن أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، عن أبي هارون العبدي ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : كنا بمنى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع ، فقلنا : يا رسول الله ما أحسن صلاته! فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : هو الذي أخرج أباكم من الجنة ، فمضى إليه علي عليه‌السلام غير مكترث (٦) ، فهزه هزة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ، ثم قال : لاقتلنك إن شاء الله ، فقال لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي ، مالت تريد قتلي فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه ، ولقد شاركت مبغضيك في الاموال والاولاد ، وهو قول الله عزوجل في محكم كتابه : « وشاركهم في الاموال والاولاد (٧) ».

____________________

(١) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) في المصدر : قلت اللهم لا.

(٣) في المصدر : ووالله.

(٤) عيون الاخبار : ٢٢٩.

(٥) في النسخ « معتمر » لكنه سهو ، راجع جامع الرواة ٢ : ١٥٨.

(٦) اكترث للامر : بالى به ، يقال : هو لايكترث لهذا الامر أي لا يعبأ به ولا يباليه.

والهز : التحريك.

(٧) علل الشرائع : ٥٨ و ٥٩. والاية في سورة بني إسرائيل : ٦٤.

١٧٤

١٧ ـ يج : روي عن مقرن قال : دخلنا جماعة على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لام سلمة : إذا جاء أخي فمريه أن يملا هذه الشكوة من الماء ويلحقني بها بين الجبلين ومعه سيفه ، فلما جاء علي عليه‌السلام قالت له : قال أخوك : املا هذه الشكوة من الماء والحقه بها بين الجبلين ، قالت : فملاها وانطلق حتى إذا دخل بين الجبلين استقبله طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ ، فرأى راعيا على الجبل فقال : يا راعي هل مر بك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال الراعي ، ما لله من رسول ، فأخذ علي عليه‌السلام جندلة (١) ، فصرخ الراعي فإذا الجبل قد امتلا بالخيل والرجل ، فما زالوا يرمونه بالجندل ، واكتنفه طائران أبيضان ، فما زال يمضي ويرمونه حتى لقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ياعلي مالك منهزما؟ فقال : يارسول الله كان كذا وكذا ، فقال : وهل تدري من الراعي وما الطائران؟ قال : لا ، قال : أما الراعي فإبليس وأما الطائران فجبرئيل وميكائيل ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي خذ سيفي هذا وامض بين هذين الجبلين ولا تلق أحدا إلا قتلته ولا تهيبه ، فأخذ سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و دخل بين الجبلين ، فرأى رجلا عيناه كالبرق الخاطف وأسنانه كالمنجل (٢) ، يمشي في شعره ، فشد عليه فضربه ضربة فلم يبلغ شيئا ، ثم ضربه أخرى فقطعه بين اثنين ، ثم أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : قتلته ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : الله أكبر ثلاثا هذا يغوث ولا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتى تقوم الساعة (٣).

بيان : قال الفيروزآبادي : الشكوة ، وعاء من أدم للماء واللبن (٤).

١٨ ـ يج ، قب ، شا : من معجزات أمير المؤمنين عليه‌السلام ما تظاهر به الخبر من بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله له إلى وادي الجن ، وقد أخبره جبرئيل عليه‌السلام أن طوائف

____________________

(١) الجندلة : الصخر العظيم.

(٢) المنجل : آلة من حديد عكفاء يقضب بها الزرع ونحوه.

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٤) القاموس ٤ : ٣٤٩.

١٧٥

منهم قد اجتمعوا لكيده ، فأغنى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكفى الله المؤمنين به كيدهم ، ودفعهم عن المسلمين بقوته التي بان بها عن جماعتهم ، فروى (١) محمد بن أبي السري التميمي ، عن أحمد بن الفرج ، عن الحسن بن موسى النهدي ، عن أبيه ، عن وبرة ابن الحارث ، عن ابن عباس قال : لما خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بني المصطلق جنب عن الطريق فأدركه الليل ، فنزل بقرب واد وعر (٢) ، فلما كان في آخر الليل هبط جبرئيل عليه (٣) يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده وإيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه ، فدعا أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له : اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك ، فادفعه بالقوه التي أعطاك الله عزوجل إياها ، وتحصن منهم بأسماء الله عزوجل التي خصك بعلمها (٤) ، وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس (٥) ، وقال لهم : كونوا معه وامتثلوا أمره ، فتوجه أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الوادي ، فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ولا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم ، ثم تقدم فوقف على شفير الوادي ، وتعوذ بالله من أعدائه وسمى الله عز اسمه ، وأومأ إلى القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه ، فقربوا وكان بينهم وبينه فرجة مسافتها غلوة (٦) ، ثم رام الهبوط إلى الوادي ، فاعترضت ريح عاصف كاد أن تقع القوم على وجوههم لشدتها ، ولم تثبت أقدامهم على الارض من هول الخصم ومن هول مالحقهم ، فصاح أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و ابن عمه ، اثبتوا إن شئتم ، فظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم

____________________

(١) إلى هنا لايوجد في الارشاد فقط.

(٢) الوعر : المكان الصلب والمخيف الوحش. وقال في القاموس : الوعر جبل.

(٣) في الارشاد والمناقب : هبط عليه جبرئيل.

(٤) في الارشاد والمناقب : خصك بها وبعلمها.

(٥) أي من أصناف الناس.

(٦) الغلوة : مسافة يسيرها السهم عند الرمي.

١٧٦

شعل النيران ، قد اطمأنوا وأطافوا بجنبات الوادي ، فتوغل (١) أمير المؤمنين عليه‌السلام بطن الوادي وهو يتلو القرآن وهو يوئي (٢) بسيفه يمينا وشمالا ، فما لبث الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود ، وكبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم صعد من حيث انهبط فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى اصفر الموضع عما اعتراه ، فقال له أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مالقيت يا أبا الحسن؟ فلقد كدنا أن نهلك خوفا وأشفقنا عليك أكثر مما لحقنا ، فقال عليه‌السلام لهم : إنه لما تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالى فتضاءلوا (٣) ، وعلمت ما حل بهم من الجزع ، فتوغلت الوادي غير خائف منهم ، ولو بقوا على هيأتهم لاتيت على أنفسهم (٤) ، وقد كفى الله كيدهم وكفى أمير المؤمنين شرهم (٥) ، وستسبقني بقيتهم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يؤمنون به ، وانصرف أمير المؤمنين عليه‌السلام بمن معه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره الخبر ، فسري عنه ودعا له بخير ، وقال له : كيف قد سبقك يا علي من أخافه الله بك وأسلم (٦) وقبلت إسلامه ، ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين ، وهذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة ولم يتناكروا شيئا منه (٧).

١٩ ـ أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره في غيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يوم النيروز هو اليوم الذي وجه فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام إلى وادي الجن فأخذ عليهم العهود والمواثيق (٨).

____________________

(١) توغل في البلاد : ذهب وأبعد.

(٢) في الارشاد والمناقب : ويومئ.

(٣) تضاءل : صغر وضعف.

(٤) في الارشاد : على آخرهم.

(٥) الصحيح كما في الارشاد : وكفى المسلمين شرهم.

(٦) في الارشاد : وقال له : قد سبقك يا علي إلي من أخافه الله بك فأسلم.

(٧) مناقب آل أبي طالب ١ : ٢٩٨. الارشاد للمفيد : ١٦٠ و ١٦١. ولم نجده في الخرائج وقد نقل المصنف الرواية من الارشاد وما في المناقب يضاهيها.

(٨) مخطوط.

١٧٧

٢٠ ـ شا : روى حملة الآثار ورواة الاخبار أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يخطب (١) على منبر الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر وجعل يرقى حتى دنا من أمير المؤمنين عليه‌السلام فارتاع الناس لذلك وهموا بقصده ودفعه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام فأومأ إليهم بالكف عنه ، فلما صار على المرقاة التي عليها أمير المؤمنين عليه‌السلام قائم انحنى إلى الثعبان ، وتطاول الثعبان إليه حتى التقم أذنه (٢) ، وسكت الناس و تحيروا لذلك ، ونق نقيقا سمعه كثير منهم ، ثم إنه زال عن مكانه وأمير المؤمنين عليه‌السلام يحرك شفتيه والثعبان كالمصغي إليه ، ثم انساب وكأن الارض ابتلعته ، وعاد أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى خطبته فتممها ، فلما فرغ منها ونزل اجتمع الناس إليه يسألونه عن حال الثعبان والاعجوبة فيه ، فقال لهم : ليس ذلك كما ظننتم ، إنما هو حاكم من حكام الجن التبست عليه قضية ، فصار إلي أن يستفهمني (٣) عنها فأفهمته إياها ، ودعا لي بخير وانصرف (٤).

٢١ ـ قب : جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ائت الوادي ، فدخل الوادي ودار فيه فلم ير أحدا ، حتى إذا صار على بابه لقيه شيخ فقال : ما تصنع هنا؟ قال : أرسلني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تعرفني؟ قال : ينبغي أن تكون أنت الملعون ، فقال : ما ترى أصارعك؟ فصارعه فصرعه علي عليه‌السلام ، فقال قم عني حتى أبشرك ، فقام عنه فقال : بم تبشرني يا ملعون؟ قال : إذا كان يوم القيامة صار الحسن عن يمين العرش والحسين عن يسار العرش يعطون شيعتهم الجواز من النار ، فقام إليه فقال : أصارعك مرة أخرى؟ قال : نعم ، فصرعه مرة أخرى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : قم عني حتى أبشرك ، فقام عنه ، قال : لما خلق الله تعالى آدم أخرج ذريته عن ظهره (٥) مثل الذر ، فأخذ ميثاقهم « ألست بربكم قالوا

____________________

(١) في المصدر : كان ذات يوم يخطب.

(٢) أي ساره.

(٣) في المصدر : فصار إلي يستفهمني.

(٤) الارشاد للمفيد : ١٦٥ و ١٦٦.

(٥) في المصدر : من ظهره. وفي ( م ) و ( د ) : على ظهره.

١٧٨

بلى » فأشهدهم على أنفسهم ، فأخذ ميثاق محمد وميثاقك ، فعرف وجهك الوجوه و روحك الارواح ، فلا يقول لك أحد يحبك (١) إلا عرفته ، ولا يقول لك [ أحد ] أبغضك إلا عرفته ، قال : قم صارعني ثالثة ، قال : نعم فصارعه فاعتنقه ، ثم صارعه فصرعه أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : ياعلي لاتنقضني قم عني حتى أبشرك ، فقال : أبرأ منك (٢) وألعنك ، قال : والله يا ابن أبي طالب ما أحد يبغضك إلا شركت أباه في رحم أمه وولده وماله ، أما قرأت كتاب الله : « وشاركهم في الاموال والاولاد » الآية (٣).

فر : إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الفارسي معنعنا عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٤).

٢٢ ـ قب : تاريخ الخطيب وكتاب النطنزي بإسنادهما عن ابن جريح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، وبإسناد الخطيب عن الاعمش ، عن أبي وائل عن عبدالله (٥) ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وفي إبانة الخركوشي بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس ، وقد رواه القاضي أبو الحسن الاشناني عن إسحاق الاحمر ، وروى من أصحابنا جماعة منهم أبوجعفر بن بابويه في الامتحان ولفظ الحديث للخركوشي قال ابن عباس : كنت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن أبي طالب عليهما‌السلام بفناء الكعبة إذ أقبل شخص عظيم مما يلي الركن اليماني كفيل ، فتفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لعنت ، فقال علي عليه‌السلام : ماهذا يارسول الله؟ قال : أوما تعرفه؟ ذاك إبليس اللعين ، فوثب علي عليه‌السلام وأخذ بناصيته وخرطومه وجذبه ، فأزاله عن موضعه وقال : لاقتلنه يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما علمت يا علي أنه قد أجل له إلى يوم

____________________

(١) في المصدر : فلا يقول لك أحد : احبك.

(٢) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : قال بلى وأبرأ منك.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤١١.

(٤) تفسير فرات : ٤٠.

(٥) في المصدر : عن أبي عبدالله.

١٧٩

الوقت المعلوم؟ فتركه ، فوقف إبليس وقال : ياعلي دعني أبشرك فما لي عليك ولا على شيعتك سلطان ، والله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن « وشاركهم في الاموال والاولاد » فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعه يا علي ، فتركه.

كتاب إبراهيم روى أبوسارة الشامي بإسناده ، وكتاب ابن فياض روى إسماعيل بن أبان بإسناده ، كلاهما عن أم سلمة في حديث أنه خرج علي عليه‌السلام ومعه بلال يقفوان أثر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهيا إلى الجبل ، فانقطع الاثر عنهما فبينما هما كذلك إذ رفع لهما (١) رجل متكئ على عصا ، له كساء على عاتقه كأنه راعي (٢) من هذه الرعاة فقال علي عليه‌السلام : يا بلال اجلس حتى آتيك بالخبر ، وتوجه قبل الرجل حتى إذا كان قريبا منه قال : يا عبدالله رأيت رسول الله؟ فقال الرجل : وهل لله من رسول؟ فغضب علي عليه‌السلام وتناول حجرا ورماه ، فأصاب بين عينيه ، فصاح صيحة فإذا الارض كلها سواد بين خيل ورجل حتى أطافوا به ، ثم أقبل علي عليه‌السلام فبينما هو كذلك إذ أقبل طائران من قبل الجبل ، فأخذ أحدهما يمنة والآخر يسرة ، فما زالا يضربانهم بأجنحتهما حتى ذهب ذلك السواد ورجع الطائران حتى أخذا في الجبل ، فقال لبلال : انطلق حتى نتبع هذين الطائرين ، فصعد علي عليه‌السلام الجبل وبلال فإذا هما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أقبل من خلف الجبل فتبسم في وجه علي عليه‌السلام فقال : يا علي مالي أراك مذعورا (٣) فقص عليه الخبر ، فقال : تدري (٤) ما الطائران؟ قال : لا ، قال : ذاك جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام كانا عندي يحدثاني ، فلما سمعا الصوت عرفا أنه إبليس ، فأتياك يا علي ليعيناك (٥).

____________________

(١) في المصدر و ( د ) : إذ وقع لهما.

(٢) كذا في النسخ والمصدر ، والصحيح : كأنه راع.

(٣) ذعر : خاف ، فهو مذعور.

(٤) في المصدر : وتدري.

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤١١ و ٤١٢.

١٨٠