بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يا ابن أبي طالب مقعدا إلا فخذي! فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ظهرها فقال : يا عائشة لا تؤذيني في أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين (١) ، يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار (٢).

٢٢ ـ شف : محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم الثقفي ، عن يحيى بن عبد القدوس ، عن علي بن محمد الطيالسي ، عن وكيع ابن الجراح ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط ، فلا يجوز أحد إلا ببراءة (٣) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وإلا أكبه الله على منخره (٤) في النار ، ذلك قوله تعالى : « وقفوهم إنهم مسئولون » قلت : فداك أبي وأمي يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما تعني براءة (٥) أمير المؤمنين؟ قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين وصي رسول الله (٦).

٢٣ ـ قب : تفسير مقاتل عن عطاء ، عن ابن عباس « يوم لا يخزي الله النبي (٧) » لايعذب الله محمدا « والذين آمنوا معه » لايعذب علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر « نورهم يسعى » يضيئ على الصراط لعلي وفاطمة مثل الدنيا سبعين مرة ، فيسعى نورهم بين أيديهم ويسعى عن أيمانهم وهم يتبعونها فيمضي أهل بيت محمد وآله زمرة على الصراط مثل البرق الخاطف ، ثم قوم مثل الريح ثم قوم مثل عدو الفرس ، ثم يمضي قوم مثل المشي ، ثم قوم مثل الحبو ، ثم قوم

____________________

(١) في المصدر : وقائد الغر المحجلين.

(٢) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ٤٢. ( وتوجد )؟ مثل الرواية في ص ٣٩ و ١٦١ منه.

(٣) البراءة : المنشور. الاجازة وفي ( ك ) : الا ببراة أمير المؤمنين.

(٤) في المصدر : ومن لم يكن له براءة أمير المؤمنين اكبه الله على منخريه.

(٥) في المصدر : ببراءة.

(٦) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ٥٧.

(٧) سورة التحريم : ٨ وما بعدها ذيلها.

٢٠١

مثل الزحف ، ويجعله الله على المؤمنين عريضا وعلى المذنبين دقيقا ، قال الله تعالى : « يقولون ربنا أتمم لنا نورنا » حتى نجتاز به على الصراط ، قال : فيجوز أمير المؤمنين عليه‌السلام في هودج من الزمرد الاخضر ، ومعه فاطمة عليها‌السلام على نجيب من الياقوت الاحمر ، حولها سبعون ألف حوراء (١) كالبرق اللامع.

ابن عباس وأنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام وذلك قوله تعالى : « وقفوهم إنهم مسئولون (٢) ».

وحدثني أبي شهر آشوب بإسناد له إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل شئ جواز وجواز الصراط حب علي بن أبي طالب.

تاريخ الخطيب : ليث ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله للناس جواز؟ قال : نعم ، قلت : وما هو؟ قال حب علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وفي حديث وكيع قال أبوسعيد : يا رسول الله ما معنى براءة علي؟ قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله.

وسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جبرئيل : كيف تجوز أمتي الصراط؟ فمضى وعاد وقال إن الله تعالى يقرؤك السلام ويقول : إنك تجوز الصراط بنوري ، وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام يجوز الصراط بنورك ، وأمتك تجوز الصراط بنور علي ، فنور أمتك من نور علي ، ونور علي من نورك ، ونورك من نور الله.

وفي خبر : وهو الصراط الذي يقف على يمينه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى شماله أمير المؤمنين عليه‌السلام ويأتيهما النداء من الله : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (٣) ».

الحسن البصري ، عن عبدالله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في خبر : وهو جالس على

____________________

(١) في المصدر : حور.

(٢) سورة الصافات : ٢٤.

(٣) سورة ق : ٢٤.

٢٠٢

كرسي من نور يعني عليا يجري بين يديه التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلا وله براة (١) بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف على الجنة ويدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار.

الباقر عليه‌السلام سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله تعالى : « ألقيا في جهنم » الآية ، فقال يا علي إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت عن يمين العرش (٢) ، ويقول الله ، يا محمد ويا علي قوما وألقيا من أبغضكما وخالفكما و كذبكما في النار.

الرضا عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : نزلت في وفي علي هذه الآية.

شريك القاضي وعبدالله بن حماد الانصاري قال كل واحد منهما : حضرت الاعمش في علته التي قبض فيها وعنده ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبوحنيفة ، فقال أبوحنيفة : يا با محمد اتق الله وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بأحاديث لو تبت عنها كان خيرا لك ، قال الاعمش : مثل ماذا؟ قال : مثل حديث عباية الاسدي « إن عليا قسيم النار » قال : أقعدوني سندوني (٣) ، حدثني والذي إليه مصيري موسى بن طريف إمام بني أسد ، عن عباية بن ربعي إمام الحي ، قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : أنا قسيم النار أقول : هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه. وحدثني أبوالمتوكل الناجي في إمرة الحجاج عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عزوجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما. وفي رواية (٤) : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما. وفي رواية غيرهما. وحدثني أبووائل

____________________

(١) في المصدر : إلا ومعه براءة.

(٢) في المصدر : على يمين العرش.

(٣) في المصدر : وسندوني.

(٤) في ( م ) و ( د ) : وفي لفظ.

٢٠٣

قال : حدثني ابن عباس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عليا أن يقسم بين الجنة والنار ، فيقول للنار : خذي ذا عدوي وذري ذا وليي ، قال : فجعل أبوحنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا لايجئ أبومحمد بأعظم من هذا! قال : فما أمسى الاعمش حتى توفي (٢).

شيرويه في الفردوس قال حذيفة : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي قسيم النار.

الصفواني في الاحن والمحن في خبر طويل عن إسحاق بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وينزل الملكان يعني رضوان ومالك فيقول مالك : إن الله أمرني بلطفه ومنه أن أسعر النيران فسعرتها ، وأن أغلق أبوابها فغلقتها ، وأن آتيك بمفاتيحها فخذها يا محمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على على ما من به علي ، ثم أدفعها إلى علي ، ثم يقول رضوان : إن الله أمرني بمنه ولطفه أن أزخرف الجنان فزخرفتها ، وأن أغلق أبوابها فغلقتها ، وأن آتيك بمفاتيحها فخذها يا محمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على مامن به علي ، ثم أدفعها إلى علي عليه‌السلام فينزل علي وفي يده مفاتيح الجنة ومقاليد النار ، فيقف علي بحجزتها ويأخذ بزمامها ، وقد تطاير شررها وعلا زفيرها وتلاطمت أمواجها ، فتناديه النار : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : اتركي هذا وليي وخذي هذا عدوي ، وإن جهنم يومئذ لاطوع لعلي من غلام أحدكم لصاحبه.

وقال الزمخشري في الفائق (٣) : معنى قول علي : أنا قسيم النار أي مقاسمها ومساهمها ، يعني أن القوم على شطرين : مهتدون وضالون ، فكأنه قاسم النار إياهم فشطر لها وشطر معه في الجنة.

ولقد صنف محمد بن سعد (٤) كتاب من روى في علي عليه‌السلام أنه قسيم النار.

____________________

(١) في المصدر : قال : قال رسول الله.

(٢) مرت القضية تحت الرقم السابع من الباب.

(٣) راجع ج ٢ : ٣٤٦.

(٤) في المصدر : محمد بن سعيد.

٢٠٤

قال عمرو بن شمر : اجتمع الكلبي والاعمش فقال الكلبي : أي شئ أشد ما سمعت في مناقب علي عليه‌السلام (١)؟ فحدث بحديث عباية أنه قسيم النار ، فقال الكلبي : وعندي أعظم مما عندك ، أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتابا (٢) فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار.

عبد الصمد بن بشير عن الصادق عليه‌السلام في خبر طويل يذكر فيه حديث الاسراء ثم قال : « فأوحى إلى عبده ما أوحى » قال : دفع إليه كتابا يعني إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه أسماء أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فأخذ كتاب اليمين بيمينه ونظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، فقال الله تعالى : « آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله (٣) » الآية ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا (٤) » فقال تعالى : قد فعلت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولا تحملنا مالا طاقة لنا به » إلى آخر السورة ، كل ذلك يقول الله تعالى : قد فعلت ، ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم ساق جعفر الصادق عليه‌السلام الكلام إلى أن قال : ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وفي رواية محمد بن زكريا الغلابي والحديث مختصر أن رضوان ينادي : إن الله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنان إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي ابن أبي طالب عليه‌السلام فاشهدوا لي عليه (٥) ، ثم يقوم خازن جهنم وينادي : ألا إن الله عزوجل أمرني أن أدفع مفاتيح جهنم إلى محمد وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى

____________________

(١) في المصدر : من مناقب علي.

(٢) في المصدر : أعطى رسول الله عليا كتابا.

(٣) سورة البقرة : ٢٨٥. وفي المصدر : « آمن الرسول بما انزل إليه من ربه » فقال النبي : « والمؤمنون .. »

(٤) سورة البقرة : ٢٨٦ وما بعدها ذيلها.

(٥) في المصدر « هاك فاشهدوا لي عليه » في الموضعين.

٢٠٥

علي ، فقال : اشهدوا لي عليه فيأخذ (١) مفاتيح الجنة والنار ، وتأخذ حجزتي وأهل بيتك يأخذون حجزتك ، وشيعتك يأخذون حجزة أهل بيتك ، قال : فصفقت بكلتي يدي (٢) وقلت : إلى الجنة يا رسول الله؟ فقال : إي ورب الكعبة.

محمد الفتال في روضة الواعظين قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : حلقة باب الجنة ذهب ، فإذا دقت الحلقة على الصفيحة طنت وقالت : يا علي.

خصائص النطنزي قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة من تعلق بها دخل الجنة (٣).

٢٤ ـ جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن غانم بن مغفل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يا أبا حمزة لا تضعوا عليا دون ما رفعه الله ، ولا ترفعوا عليا فوق ما جعل الله ، كفى عليا أن يقاتل أهل الكرة وأن يزوج أهل الجنة (٤).

٢٥ ـ جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي أنت مني وأنا منك ، وليك وليي ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، يا علي أنا حرب لمن حاربك وسلم لمن سالمك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، يا علي أنت قسيم الجنة والنار ، لايدخل الجنة إلا من عرفك وعرفته ، ولا يدخل النار إلا من أنكرك وأنكرته ، يا علي أنت والائمة من ولدك (٥) على الاعراف يوم القيامة ،

____________________

(١) كذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : فتأخذ.

(٢) الصحيح : بكلتا يدي.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ : ٣٤٦ ٣٥٠.

(٤) أمالي المفيد : ٥. والكرة : الحملة.

(٥) في المصدر : والائمة من بعدك.

٢٠٦

تعرف المجرمين بسيماهم والمؤمنين بعلاماتهم ، يا علي لولاك لم يعرف المؤمنون بعدي (١).

٢٦ ـ بشا : والدي أبوالقاسم الفقيه وعمار بن ياسر وولده سعد بن عمار ، جميعا عن إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن محمد بن حمزة العلوي من كتابه بخطه ، عن محمد ابن جعفر ، عن حمزة بن إسماعيل ، عن أحمد بن الخليل ، عن يحيى بن عبدالحميد ، عن شريك ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) مدينة خيبر قدم جعفر عليه‌السلام من الحبشة ، فقال النبي (ص) : لا أدري أنا بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ وكانت مع جعفر عليه‌السلام جارية فأهداها إلى علي عليه‌السلام فدخلت فاطمة عليها‌السلام بيتها فإذا رأس علي في حجر الجارية ، فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها ، فتبرقعت ببرقعها ووضعت خمارها على رأسها تريد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تشكو إليه عليا ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : يا محمد الله يقرء عليك السلام (٣) ويقول لك : هذه فاطمة أتتك (٤) تشكو عليا فلا تقبلن منها ، فلما دخلت فاطمة عليها‌السلام قال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارجعي إلى بعلك وقولي له : رغم أنفي لرضاك ، فرجعت فاطمة عليها‌السلام فقالت : يا ابن عم رغم أنفي لرضاك رغم أنفي لرضاك ، فقال علي عليه‌السلام يا فاطمة شكوتيني إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واحياآه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أشهدك يافاطمة أن هذه الجارية حرة لوجه الله في مرضاتك ، وكان مع علي خمس مائة درهم فقال : وهذه الخمس مائة درهم صدقة على فقراء المهاجرين والانصار في مرضاتك ، فنزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد الله يقرء عليك السلام (٥) ويقول : بشر علي

____________________

(١) أمالي المفيد : ١٢٤.

(٢) في المصدر : لما فتح الله على نبيه.

(٣) في المصدر : ان الله يقرؤك السلام.

(٤) في المصدر : تأتيك.

(٥) في المصدر : الله يقرؤك السلام.

٢٠٧

ابن أبي طالب عليه‌السلام بأني قد وهبت له الجنة بحذافيرها بعتقه (١) الجارية في مرضاة فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف علي على باب الجنة فيدخل من يشاء الجنة برحمتي ويمنع منها من يشاء بغضبي ، وقد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمس مائة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار فيدخل من يشاء النار بغضبي ويمنع منها من يشاء منها برحمتي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : بخ بخ من مثلك يا علي وأنت قسيم الجنة والنار؟ (٢).

٢٧ ـ بشا : يحيى بن محمد الجواني ، عن جامع بن أحمد الدهستاني (٣) ، عن علي بن الحسين بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم (٤) ، عن يعقوب بن أحمد ، عن محمد بن عبدالله بن محمد ، عن عبيد بن كثير العامري ، عن إسماعيل بن موسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة أقعد الله جبرئيل ومحمدا عليهما‌السلام ولا يجوز أحد إلا كان (٥) معه براءة من علي ابن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

٢٨ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه (٧) ، عن محمد بن القاسم الفارسي عن عبدالله بن أحمد بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد المروزي ، عن محمد بن عمير ، عن عمر ابن هارون ، عن الهيثم بن أحمد المصري ، عن ذي النون ، عن مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نصب الصراط على شفير جهنم ، فلا يجاوز (٨) إلا من كان معه براءة بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٩).

____________________

(١) في المصدر : لعتقه.

(٢) بشارة المصطفى : ١٢٢ و ١٢٣.

(٣) في المصدر : الدهشاني.

(٤) في المصدر : عن أحمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم.

(٥) في المصدر : الا من كان معه.

(٦) بشارة المصطفى : ١٤٧ و ١٤٨.

(٧) كذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : عن أبيه عن جده.

(٨) في المصدر : فلا يجاوزه.

(٩) بشارة المصطفى : ١٧٧.

٢٠٨

٢٩ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن القاسم الفارسي عن أحمد بن محمد بن أبي السميدع ، عن علي بن سلمة ، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن معاذ الحماني ، عن جابر الجعفي ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن النوفل عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أبوبكر وعمر وعائشة فقعدت بينهما ، فقالت عائشة : ماوجدت مكانا غير هذا؟ فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخذها وقال : لاتؤذيني في أخي فإنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، يقعده الله عزوجل يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار (١).

٣٠ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي الحسين بن أبي الطيب ، عن محمد بن فضيل ، عن علي بن عاصم ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي أنت قسيم الجنة والنار وأنت يعسوب المؤمنين. (٢)

٣١ ـ يف : ابن المغازلي بإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : أنت قسيم الجنة والنار ، وإنك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب (٣).

٣٢ ـ أقول : قال البرسي في مشارق الانوار : روى الرازي في كتابه مرفوعا إلى ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النار ، وأمر رضوان أن يزخرف الجنة ، ثم يمد الصراط وينصب ميزان العدل تحت العرش ، وينادي مناد يامحمد قرب أمتك إلى الحساب ، ثم يمد على الصراط سبع قناطر بعد كل قنطرة سبعة آلاف سنة ، وعلى كل قنطرة ملائكة يتخطفون الناس (٤) ، فلا يمر هلى هذه القناطر إلا من والى عليا وأهل بيته وعرفهم وعرفوه ، ومن لم يعرفهم سقط في النار على أم رأسه ولو كان معه عمل سبعين ألف عابد (٥).

وقال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : « نحن الشعار

____________________

(١) بشارة المصطفى : ١٨٠ و ١٨١.

(٢) بشارة المصطفى : ٢٠١.

(٣) الطرائف : ١٩.

(٤) تخطف الشي : استلبه. اجتذبه وانتزعه. وفي المصدر : يتحفظون الناس.

(٥) مشارق الانوار : ٧٩. وفيه : عبادة سبعين ألف عابد.

٢٠٩

والاصحاب والخزنة والابواب » يشير إلى نفسه ، وهو أبدا يأتي بلفظ الجمع ، و مراده الواحد ، والشعار مايلي الجسد من الثياب ، فهو أقرب من سائرها إليه ، و مراده الاختصاص برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والخزنة والابواب يمكن أن يعنى به خزنة العلم وأبواب العلم بقول (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب » وقوله : « فليأت خازن علمي (٢) » وقال : تارة أخرى : « عيبة علمي » ويمكن أن يريد به خزنة الجنة وأبواب الجنة ، أي لا يدخل الجنة إلا من وافى بولايتنا ، فقد جاء في حقه الشائع المستفيض (٣) أنه قسيم النار والجنة ، وذكر أبوعبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا : لانه لما كان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار كان بهذا الاعتبار قسيم النار والجنة ، قال أبوعبيد : وقال غير هؤلاء : بل هو قسيمها بنفسه على الحقيقة ، يدخل قوما إلى الجنة وقوما إلى النار وهذا الذي ذكره أبوعبيد أخيرا هو يطابق الاخبار الواردة فيه : يقول للنار : هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه (٤).

وقال ابن الاثير في النهاية : في حديث علي عليه‌السلام : « أنا قسيم النار » أراد أن الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي فهم على ضلال. فنصف معي في الجنة ونصف علي في النار ، وقسيم فعيل بمعنى مفاعل. انتهى (٥).

أقول : قد مضى مايدل على ذلك في الابواب السالفة ، وسيأتي في الابواب اللاحقة ، وقد أوردنا جلها في كتاب المعاد ، ولا شك في تواترها ، ولا يريب عاقل في أن من كان قسيم الجنة والنار لايكون تابعا لغيره ، وكيف يجوز عاقل أن يكون الامام محتاجا في دخول الجنة إلى إذن أحد من رعيته؟ مع أنه لايخفى على منصف تتبع الآثار أن من تقدم عليه كانوا أعداءه ، وقد اشتمل تلك الاخبار على أنه يدخل أعداءه النار ، فالحمد لله الذي رزقنا ولايته وولاية الائمة من ذريته الاخيار.

____________________

(١) في المصدر : لقول.

(٢) في المصدر : وقوله فيه « خازن علمي ».

(٣) في المصدر : الخبر الشائع المستفيض.

(٤) شرح النهج ٢ : ٦٧٦.

النهاية ٣ : ٢٥٣.

٢١٠

٨٥

( باب )

* ( أنه عليه‌السلام ساقي الحوض وحامل اللواء ، وفيه أنه عليه‌السلام ) *

أول من يدخل الجنة

١ ـ ن : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وأنت صاحب حوضي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني (١).

٢ ـ ن : أبي ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي حمود عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي أنت المظلوم من بعدي فويل لمن ظلمك واعتدى عليك ، وطوبى لمن تبعك ولم يختر عليك. يا علي أنت المقاتل بعدي فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك ، ياعلي أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني (٢) بعدي ، فويل لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك ، يا علي أنت سيد هذه الامة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها ، من فارقك فارقني (٣) يوم القيامة ، ومن كان معك كان معي يوم القيامة ، ياعلي أنت أول من آمن بي وصدقني وأنت أول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي ، وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة ، يا علي أنت أول من تنشق عنه الارض معي [ وأنت أول من يبعث معي ] وأنت أول من يجوز الصراط معي ، وإن ربي عزوجل أقسم بعزته (٤) أنه لايجوز عقبة الصراط إلا من معه براءة بولايتك وولاية الائمة من

____________________

(١) عيون الاخبار : ١٦٢. وفيه : من احبك فقد احبني ومن ابغضك فقد ابغضني.

(٢) في المصدر : انت الذي ينطق بكلامي ويتكلم بلساني.

(٣) في المصدر : فقد فارقني.

(٤) في المصدر : بعزته وجلاله.

٢١١

ولدك ، وأنت أول من يرد حوضي تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك ، وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود ، ونشفع لمحبينا فنشفع فيهم (١) ، وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي ، وهو لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك (٢).

٣ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن الحسن بن القاسم ، عن علي بن إبراهيم بن يعلى ، عن علي بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبان بن عثمان عن ابن سيابة ، عن حمران ، عن أبي حرب بن أبي الاسود الدئلي ، عن أبيه قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : والله لاذودن بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعداءنا وليردنه أحباؤنا (٣).

٤ ـ قب : في أخبار أبي رافع من خمسة طرق قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ترد ( علي الحوض )؟ أنت وشيعتك (٤) رواء مرويين ، ويرد عليك عدوك ظماء مقمحين.

وجاء في تفسير قوله تعالى : وسقاهم ربهم (٥) « يعني سيدهم علي بن أبي طالب والدليل على أن الرب بمعنى السيد قوله تعالى : « اذكرني عند ربك (٦) ».

الفائق : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لعلي عليه‌السلام أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه الرجال كما يذاد الاصيد البعير الصادي (٧) أي الذي به الصيد ، والصيد (٨) داء يلوي عنقه (٩).

____________________

(١) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : تشفع لمحبينا فتشفع فيهم.

(٢) عيون الاخبار : ١٦٨ و ١٦٩.

(٣) أمالي الطوسي : ١٠٨. وفيه : ولاوردنه احباءنا.

(٤) في المصدر : ترد علي الحوض شيعتك.

(٥) سورة الانسان : ٢١.

(٦) سورة الانسان يوسف : ٤٢.

(٧) كذا في النسخ والمصدر ، وفي الفائق ( ١ : ٤٧ ) : كما يذاد البعير الصاد.

(٨) بفتح الصاد والياء.

(٩) مناقب آل ابي طالب ١ : ٣٥٠.

٢١٢

٥ ـ قب : مقاتل والضحاك وعطاء وابن عباس في قوله تعالى : « ومنهم » أي من المنافقين « من يستمع إليك (١) » وأنت تخطب على منبرك وتقول : إن حامل لواء الحمد يوم القيامة علي بن أبي طالب « حتى إذا خرجوا من عندك » تفرقوا عنك وقالوا : ماذا قال آنفا على المنبر؟ استهزاء بذلك ، كأنهم لم يسمعوا ، ثم قال : « أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ».

أبوالفتح الحفار ، بالاسناد ، عن جابر ، عن ابن عباس (٢) أنه سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله تعالى : « وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (٣) » قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد : ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقوم علي عليه‌السلام فيعطى لواء من النور الابيض بيده ، تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ، لايخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ، الخبر (٤).

المنتهى في الكمال عن ابن طباطبا قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة ، فإذا حكم الله بين العباد أخذ أمير المؤمنين اللواء وهو على ناقة من نوق الجنة ، ينادي : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » والخلق تحت اللواء إلى أن يدخلوا الجنة.

اعتقاد أهل السنة : جابر بن سمرة قال : يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال : ومن عسى يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا علي بن أبي طالب.

الاربعين عن الخطيب والفضائل عن أحمد في خبر قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : آدم وجميع

____________________

(١) سورة محمد : ١٦. وما بعدها ذيلها.

(٢) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : بالاسناد عن جابر وابن عباس.

(٣) سورة الفتح : ٢٩.

(٤) رواه الشيخ في الامالي : ٢٤٠.

٢١٣

خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة ، طوله مسيرة ألف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء قضيبه فضة بيضاء ، زجه (١) درة خضراء ، له ثلاث ذوائب من در ، ذؤابة في المشرق ، وذؤابة في المغرب ، والثالثة وسط الدنيا ، مكتوب عليه ثلاثة أسطر : الاول : « بسم الله الرحمن الرحيم » والثاني : « الحمد لله رب العالمين » والثالث « لا إله إلا الله محمد رسول الله » طول كل سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة ، وتسير بلوائي يعني عليا والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف (٢) بيني وبين إبراهيم في ظل العرش ، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ، ثم ينادي مناد من تحت العرش : نعم الاب أبوك إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك علي.

وأخبرني أبوالرضي الحسيني الراوندي بإسناده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنا على كرسي من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر القدس ، فآخذه وأدفعه إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فوثب عمر فقال : يا رسول الله وكيف يطيق على حمل اللواء؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يعطي الله تعالى عليا من القوة مثل قوة جبرئيل ، ومن النور مثل نور آدم ، ومن الحلم مثل حلم رضوان ومن الجمال مثل جمال يوسف ، الخبر.

ونبأني أبوالعلاء الهمداني بالاسناد عن جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أول من يدخل الجنة بين يدي النبيين والصديقين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام فقام إليه أبودجانة فقال له : ألم تخبرنا أن الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها أنت وعلى الامم حتى تدخلها أمتك؟ قال : بلى ولكن أما علمت أن حامل لواء الحمد أمامهم وعلي بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي يدخل به الجنة وأنا على أثره؟ الخبر.

أبوهريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم القيامة على ناقة من فوق الجنة بيده لواء الحمد ، فيقول أهل الموقف : هذا ملك مقرب أو نبي

____________________

(١) بضم أوله : الحديدة التي في اسفل الرمح.

(٢) في المصدر : ثم تقف.

٢١٤

مرسل ، فينادي مناد : هذا الصديق الاكبر علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وجاء فيما نزل من القرآن في أعداء آل محمد عليهم‌السلام عن أبي عبدالله عليه‌السلام إذا رأى أبوفلان وفلان منزل علي يوم القيامة إذا دفع الله لواء الحمد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحته كل ملك مقرب وكل ( نبي )؟ مرسل حتى يدفعه إلى علي « سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا » اليوم « الذي كنتم به تدعون (١) » أي باسمه تسمون أمير المؤمنين (٢).

عبدالرزاق ، عن معمر بن قتادة ، عن أنس قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله تعالى : « من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون (٣) » قال لي : يا أنس أنا أول من تنشق الارض عنه يوم القيامة وأخرج ، ويكسوني جبرئيل سبع حلل من حلل الجنة ، طول كل حلة مابين المشرق إلى المغرب ، ويضع على رأسي تاج الكرامة ورداء الجمال ، ويجلسني على البراق ويعطبني لواء الحمد ، طوله مسيرة مائة عام ، فيه ثلاث مائة وستون حلة من الحرير الابيض ، مكتوب عليه : « لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب ولي الله » فآخذه بيدي وأنظر يمنة ويسرة فلا أرى أحدا ، فأبكي وأقول : يا جبرئيل ما فعل أهل بيتي وأصحابي (٤)؟ فيقول : يا محمد إن الله تعالى أول من أحيا اليوم من أهل الارض أنت ، فانظر كيف يحيي الله بعدك أهل بيتك وأصحابك ، وأول من يقوم من قبره أمير المؤمنين ، ويكسوه جبرئيل حللا من الجنة ، ويضع على رأسه تاج الوقار ورداء الكرامة ، ويجلسه على ناقتي العضباء ، وأعطيه لواء الحمد فيحمله بين يدي ، ونأتي جميعا ونقوم تحت العرش ، ومنه الحديث : أنت أول من تنشق عنه الارض بعدي (٥).

____________________

(١) سورة الملك : ٢٧.

(٢) مناقب آل ابي طالب ٢ : ٢٣ و ٢٤.

(٣) سورة النمل : ٨٩.

(٤) في المصدر : مافعل باهل بيتي وأصحابي.

(٥) مناقب آل ابي طالب ٢ : ٢١ و ٢٢.

٢١٥

٦ ـ عم : روى محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كأني أنظر إلى ترافع مناكب أمتي على الحوض فيقول الوارد للصادر : هل شربت؟ فيقول : نعم والله لقد شربت ، ويقول بعضهم : لا والله ما شربت ، فيا طول عطشاه! وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : والذي نبأ محمدا وأكرمه إنك الذائد عن حوضي تذود عنه رجالا كما تذاد (١) البعير الصادي عن الماء ، بيدك عصا من عوسج ، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي.

وعن طارق عن علي عليه‌السلام قال : ورب العباد والبلاد والسبع الشداد لاذودن يوم القيامة عن الحوض بيدي هاتين القصرتين ، قال : وبسط يديه.

وفي رواية أخرى : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لاقمعن بيدي هاتين عن الحوض أعداءنا ولاوردنه أحباءنا (٢).

٧ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن أحمد بن علي بن مهدي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : إن الله اطلع إلى الارض فاختارني ، ثم اطلع إليها (٣) فاختارك ، أنت أبوولدي وقاضي ديني والمنجز عداتي وأنت غدا على حوضي طوبى لمن أحبك وويل لمن أبغضك (٤).

٨ ـ فر : أبوأحمد يحيى بن عبيد بن القاسم القزويني ، معنعنا عن أبي وقاص (٥) قال : صلى بنا النبي صلاة الفجر يوم الجمعة ، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله تعالى فقال : أخرج يوم القيامة وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أمامي ، وبيده لواء الحمد ، وهو يومئذ شقتان : شقة من السندس وشقة من الاستبرق ، فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة فقال :

____________________

(١) في المصدر : كما يذاد.

(٢) اعلام الورى : ١٨٩ و ١٩٠.

(٣) في المصدر : ثم اطلع إليها ثانية.

(٤) بشارة المصطفى : ٢٠٠.

(٥) في المصدر : عن سعد بن أبي وقاص.

٢١٦

قد أرسلوني إليك لاسألك ، فقال : قل يا أخا البادية ، قال : ما تقول في علي بن أبي طالب فقد كثر الاختلاف فيه؟ فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضاحكا فقال : يا أعرابي ولم كثرت الاختلاف فيه؟ علي مني كرأسي من بدني وزري من قميصي فوثب الاعرابي مغضبا ثم قال : يا محمد إني أشد من علي بطشا فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟! فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مهلا يا أعرابي فقد أعطاه الله (١) يوم القيامة خصالا شتى : حسن يوسف ، وزهد يحيى ، وصبر أيوب ، وطول آدم ، وقوة جبرئيل عليهم الصلاة والسلام ، وبيده لواء الحمد ، وكل الخلائق ، تحت اللواء ، وتحف به الائمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والاذان ، وهم الذين لايتدودون في قبورهم ، فوثب الاعرابي مغضبا وقال : اللهم إن يكن ما قال محمد حقا فأنزل علي حجرا ، فأنزل الله فيه : « سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج (٢) ».

٩ ـ ع : الحسين بن علي الصوفي ، عن عبدالله بن جعفر الحضرمي ، عن محمد ابن عبدالله القرشي ، عن علي بن أحمد التميمي ، عن محمد بن مروان ، عن عبدالله بن يحيى ، عن محمد بن الحسن بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين ابن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول من يدخل الجنة (٣) ، فقلت يارسول الله : أدخلها قبلك؟ قال : نعم ، لانك صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، وحامل اللواء هو المتقدم ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي كأني بك وقد دخلت الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد وتحته آدم ومن دونه (٤).

____________________

(١) في المصدر : فقد اعطى علي.

(٢) تفسير فرات : ١٩١ و ١٩٢.

(٣) الصحيح كما في المصدر : أنت أول من يدخل الجنة.

(٤) علل الشرائع : ٦٨ و ٦٩.

٢١٧

١٠ ـ ل : علي بن محمد بن الحسن القزويني ، عن عبدالله بن زيدان ، عن الحسن بن محمد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حسد من يحسدني ، فقال : ياعلي أما ترضى أن تكون أول أربعة (١) يدخلون الجنة : أنا و أنت وذرارينا خلف ظهورنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا (٢)؟.

١١ ـ فر : أبوالقاسم الحسين (٣) معنعنا عن جابر بن عبدالله رضي‌الله‌عنه قال : تذاكر أصحابنا الجنة عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أول أهل الجنة دخولا في الجنة علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : فقال أبودجانة الانصاري رضي الله عنه : يارسول الله أليس أخبرتنا أن الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها وعلى الامم حتى يدخلها أمتك؟ قال : بلى يا أبا دجانة ، أما علمت أن لله لواء من نور وعموده من ياقوت مكتوب على ذلك اللواء : « لا إله إلا الله محمد رسول الله وآل محمد خير البرية »؟ وصاحب اللواء أمام القوم ، قال : فسر بذلك علي عليه‌السلام فقال : الحمد لله يارسول الله الذي أكرمنا وشرفنا بك ، قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ابشر ياعلي مامن عبد يحبك وينتحل مودتك إلا بعثه الله يوم القيامة معنا ، ثم قرأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية : « إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر (٤) ».

١٢ ـ يف : مسند أحمد بن حنبل عن مخدوج بن زيد الهذلي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين المسلمين ثم قال : يا علي أنت أخي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، ثم قال بعد كلام ذكره في وصف حال الانبياء عليهم‌السلام يوم القيامة : ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الامم يحاسبون يوم القيامة ، ثم أنت أول من يدعى بك لقرابتك ومنزلتك عندي ، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد ، فتسير

____________________

(١) في المصدر : أن أول اربعة اه.

(٢) الخصال ١ : ١٢١.

(٣) كذا في النسخ ، وفي المصدر : ابوالقاسم الحسيني.

(٤) تفسير فرات : ١٧٥ و ١٧٦. والاية في سورة القمر : ٥٤ و ٥٥.

٢١٨

بين السماطين ، آدم وجميع خلق الله تعالى يستظلون به ، ثم ذكر صفة اللواء ثم قال فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم عليه‌السلام في ظل العرش (١) ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ، ثم ينادي مناد من تحت العرش : نعم الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك علي ، ابشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحيا إذا حييت (٢).

مد : بالاسناد إلى أحمد بن حنبل ، عن الحسين بن راشد ، والصباح بن عبدالله عن قيس بن ربيع ، عن سعد الحجاف ، عن عطية ، عن مخدوج بن زيد الهذلي وذكر الحديث بتمامه مثل ما مر في باب الاخوة برواية الخوارزمي (٣).

١٣ ـ مد : بالاسناد عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن محمد بن هشام ، عن الفضل ابن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعطيت في علي خمس خصال هي أحب إلي من الدنيا وما فيها : أما واحدة فهو ذاب (٤) بين يدي الله عزوجل حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيده و آدم عليه‌السلام ومن ولد تحته ، وأما الثالثة فواقف على عقر حوضي (٥) يسقي من عرف من أمتي ، وأما الرابعة فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي عزوجل ، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان (٦).

أقول : أثبت عمدة أخبار هذا الباب في كتاب المعاد ، وإنما أوردت منها ههنا نزرا منها لئلا يخلو منها هذا المجلد ، وقد مضى وسيأتي بعضها في الابواب السالفة والآتية ، وأي فضل يضاهي كونه صلوات الله عليه ساقي الحوض وحامل اللواء وأول من يدخل الجنة؟ وكيف يجوز أن يتقدم عليه من لم يكن له فضل يدانيها؟.

____________________

(١) في المصدر : في ظلل العرش.

(٢) الطرائف : ١٨.

(٣) العمدة : ١١٨ و ١١٩.

(٤) في المصدر : فهو كاب.

(٥) العقر بضم العين مؤخر الحوض أو مقام الشارب منه.

(٦) العمدة : ١١٩.

٢١٩

٨٦

( باب )

* ( سائر ما يعاين من فضله ورفعة درجاته صلوات الله عليه ) *

* ( عند الموت وفي القبر وقبل الحشر وبعده ) *

١ ـ قب : أمالي ابن خشيش التميمي (١) وتاريخ الخطيب وإبانة العكبري ، بأسانيدهم عن عليم الكندي ، عن سليمان ، وفي فردوس شيرويه عن ابن عباس ، و في رواية جماعة عن إسماعيل بن كهيل عن أبيه عن أبي صادق ، وعن سلمان واللفظ له قال : أول هذه الامة ورودا على نبيها يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب عليه‌السلام سمعت ذلك من نبيكم.

تاريخ بغداد بالاسناد عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بيد علي عليه‌السلام يقول : هذا أول من يصافحني يوم القيامة.

وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي يوم القيامة متكئا على علي.

حلية الاولياء سلمان بن عبدالله (٢) بإسناده عن الخدري قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعطيت في علي خمسا : أما إحداها فيواري عورتي ، والثاني يقضي ديني ، وأما الثالثة فإنه متكاي في طول القيامة ، وأما الرابعة فإنه عوني على حوضي ، وأما الخامسة فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان.

الطبري التاريخي بإسناده عن ابن عباس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم بخلته وأنا بصفوتي ، وعلي بن أبي طالب يزف بيني وبين إبراهيم زفا إلى الجنة.

____________________

(١) قال في القاموس ( ٢ : ٢٧٢ ) : محمد بن خشيش بن خشية بضمهما من الرواة.

(٢) في المصدر : سلمان بن عبد الله التتري.

٢٢٠