بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢٣ ـ قب : في حديث طويل عن علي بن محمد الصوفي أنه لقي إبليس وسأله فقال له : من أنت؟ فقال : أنا من ولد آدم ، فقال : لا إله إلا الله ، أنت من قوم يزعمون أنهم يحبون الله ويعصونه ويبغضون إبليس ويطيعونه! فقال : من أنت؟ فقال : أنا صاحب الميسم (١) ، والاسم الكبير ، والطبل العظيم ، وأنا قاتل هابيل ، وأنا الراكب مع نوح في الفلك أنا عاقر ناقة صالح ، أنا صاحب نار إبراهيم ، أنا مدبر قتل يحيى ، أنا ممكن قوم فرعون من النيل ، أنا مخيل السحر وقائده إلى موسى ، أنا صانع العجل لبني إسرائيل ، أنا صاحب منشار زكريا ، أنا السائر مع أبرهة إلى الكعبة بالفيل ، أنا المجمع لقتال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم أحد وحنين ، أنا ملقي الحسد يوم السقيفة في قلوب المنافقين ، أنا صاحب الهودج يوم البصرة والبعير ، أنا الواقف بين عسكر صفين (٢) ، أنا الشامت يوم كربلاء بالمؤمنين ، أنا إمام المنافقين ، أنا مهلك الاولين ، أنا مضل الآخرين ، أنا شيخ الناكثين ، أنا ركن القاسطين ، أنا ظل المارقين ، أنا أبومرة مخلوق من نار لامن طين ، أنا الذي غضب الله عليه رب العالمين (٣)! فقال الصوفي : بحق الله عليك إلا دللتني على عمل أتقرب به إلى الله وأستعين به على نوائب دهري ، فقال : اقنع من دنياك بالعفاف والكفاف ، واستعن على الآخرة بحب علي بن أبي طالب عليه‌السلام وبغض أعدائه ، فإني عبدت الله في سبع سماواته وعصيته في سبع أرضيه فلا وجدت ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا إلا وهو يتقرب بحبه ، قال : ثم غاب عن بصري ، فأتيت أبا جعفر عليه‌السلام فأخبرته بخبره فقال عليه‌السلام : آمن الملعون بلسانه وكفر بقلبه.

مناقب أبي إسحاق الطبري وإبانة الفلكي قال أبوحمزة الثمالي : كان رجل من بني تميم يقال له خيثمة ، فلما حكموا الحكمين خرج هاربا نحو الجزيرة ، فمر بواد مخيف يقال له : « ميافارقين » فهتف به من الوادي :

____________________

(١) الميسم : الحديدة او الالة التي يوسم بها.

(٢) في المصدر : أنا صاحب المواقف في عسكر صفين.

(٣) في المصدر : غضب عليه رب العالمين.

١٨١

يا أيها الساري باميا فارق (١)

مخالفا للحق دين الصادق

تابعت دينا ليس دين الخالق

بل دين كل أحمق منافق

فقال خيثمة :

لما رأيت القوم في الخصوم

فارقت دين أحمق لئيم

حتى يعود الدين في الصميم.

فقال :

اسمع لقولي ثم ترشد (٢)

إن عليا كالحسام الاصيد

منهاجه دين النبي المهتدي

فارجع إلى دين وصي أحمد

فخالف المراق فيه واشهد (٣).

فرجع إلى علي عليه‌السلام ولم يزل معه حتى قتل.

وفي بعض كتب الاخبار عن بعض صالحات الجن ممن كانت تدخل على أهل البيت عليهم‌السلام أنها قالت : رأيت إبليس على صخرة جزيرة ماثلا وهو يقول :

شفيعي إلى الله أهل العباء

وإن لم يكونوا شفيعي فمن؟

شفيعي النبي شفيعي الوصي

شفيعي الحسين شفيعي الحسن

شفيعي التي أحصنت فرجها

فصلى عليهم إله المنن

وهذه من عجائبه عليه‌السلام لان الخلائق يخافون من إبليس وجنوده ويتعوذون منه وهم يخافون من علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويحبونه ويتوسلون به ، لعلو شأنه وسمو مكانه (٤).

المعجزات والروضة ودلائل ابن عقدة أبوإسحاق السبيعي والحارث الاعور :

____________________

(١) كذا في النسخ والمصدر ، والصحيح « بميافارق ».

(٢) كذا في ( ك ). وفي ( م ) و ( د ) : اسمع لقولي ثم عه ترشد. وفي المصدر : ثم رعه.

وعلى أي فلا يخلو من تحريف راجع ص ١٦٧.

(٣) المراق جمع المارق : الخارج من الدين.

(٤) مناقب آل ابي طالب ١ : ٤١٣ و ٤١٤.

١٨٢

رأينا شيخا باكيا وهو يقول : أشرفت على المائة وما رأيت العدل إلا ساعة ، فسئل عن ذلك فقال : أنا هجر الحميري وكنت يهوديا أبتاع الطعام ، قدمت يوما نحو الكوفة ، فلما صرت بالقبة بالمسجد فقدت حميري (١) ، فدخلت الكوفة على الاشتر (٢) فوجهني إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فلما رآني قال : ياأخا اليهود إن عندنا علم البلايا والمنايا ما كان أو يكون ، أخبرك أم تخبرني بماذا جئت؟ فقلت : بل تخبرني فقال اختلست الجن مالك في القبة ، فما تشاء؟ قلت : إن تفضلت علي آمنت بك ، فانطلق معي حتى إذا أتى القبة صلى (٣) ركعتين ودعا بدعاء وقرأ : « يرسل عليكما شواظ من نار * ونحاس فلا تنتصران (٤) » الآية ، ثم قال : يا عبيد الله ما هذا العبث؟ والله ما على هذا بايعتموني وعاهدتموني يا معشر الجن ، فرأيت مالي يخرج من القبة ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أن عليا ولي الله ، ثم إني لما قدمت الآن وجدته مقتولا.

قال ابن عقدة : إن اليهود (٥) من سورات المدينة (٦).

كتاب هواتف الجن : محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبدالله بن الحارث ، عن أبيه قال : حدثني سلمان الفارسي في خبر : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم مطير و نحن ملتفتون نحوه فهتف هاتف : السلام عليك يارسول الله ، فرد عليه‌السلام وقال من أنت؟ قال : عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح ، قال : اظهر لنا رحمك الله في صورتك قال سلمان : فظهر لنا شيخ أذب أشعر قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه ، وعيناه مشقوقتان طولا ، وفمه في صدره ، فيه أنياب بادية طوال ، وأظفاره كمخالب

____________________

(١) في المصدر : فقدت حمري.

(٢) في المصدر : إلى الاشتر.

(٣) في المصدر : وصلى.

(٤) سورة الرحمن : ٣٥.

(٥) في المصدر و ( م ) و ( د ) : إن اليهودي.

(٦) مناقب آل ابي طالب ١ : ٤٥٢.

١٨٣

السباع ، فقال الشيخ : يانبي الله ابعث معي من يدعو قومي إلى الاسلام وأنا أرده إليك سالما ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني وله الجنة؟ فلم يقم أحد ، فقال ثانية وثالثة فقال علي عليه‌السلام : أنا يارسول الله ، فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الشيخ فقال : وافني إلى الحرة في هذه الليلة أبعث معك رجلا يفصل حكمي و ينطق بلساني ويبلغ الجن عني ، قال : فغاب الشيخ ثم أتى في الليل وهو على بعير كالشاة ومعه بعير آخر كارتفاع الفرس ، فحمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام عليه وحملني خلفه وعصب عيني ، وقال : لاتفتح عينيك حتى تسمع عليا يؤذن ، ولايروعك ماتسمع (١) وإنك آمن ، فثار البعير (٢) فدفع سائرا يدف كدفيف النعام وعلي يتلو القرآن ، فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذن علي عليه‌السلام وأناخ البعير وقال : انزل يا سلمان ، فحللت عيني ونزلت ، فإذا أرض قوراء ، فأقام الصلاة وصلى بنا ولم أزل أسمع الحس ، حتى إذا سلم علي عليه‌السلام التفت فإذا خلق عظيم ، وأقام علي يسبح ربه حتى طلعت الشمس ، ثم قام خطيبا فخطبهم ، فاعترضته مردة منهم ، فأقبل علي عليه‌السلام فقال : أبالحق تكذبون وعن القرآن تصدفون وبآيات الله تجحدون؟ ثم رفع طرفه إلى السماء فقال : اللهم بالكلمة العظمى والاسماء الحسنى والعزائم الكبرى والحي القيوم ومحيي الموتى ومميت الاحياء ورب الارض والسماء ياحرسة الجن ورصدة الشياطين وخدام الله الشرهاليين (٣) وذوي الارواح الطاهرة (٤) اهبطوا بالجمرة التي لاتطفأ والشهاب الثاقب والشواظ المحرق والنحاس القاتل بكهيعص والطواسين والحواميم ويس ون والقلم وما يسطرون والذاريات والنجم إذا هوى والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والاقسام (٥) العظام ومواقع

____________________

(١) في المصدر : ولايروعك ماترى.

(٢) في المصدر : فسار البعير.

(٣) كذا في النسخ والمصدر ، ولم نفهم المراد.

(٤) في المصدر : وذوي الارحام الطاهرة.

(٥) جمع القسم : اليمين. وفي المصدر « الاقتام » ولا معنى له.

١٨٤

النجوم لما أسرعتم الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين آثار رب العالمين ، قال سلمان : فأحسست بالارض من تحتي ترتعد وسمعت في الهواء دويا شديدا ، ثم نزلت نار من السماء صعق كل من رآها من الجن ، وخرت على وجوهها مغشيا عليها ، وسقطت أنا على وجهي ، فلما أفقت إذا دخان يفور من الارض فصاح بهم علي عليه‌السلام ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله الظالمين ، ثم عاد إلى خطبته فقال : يامعشر الجن والشياطين والغيلان وبني شمراخ وآل نجاح وسكان الآجام والرمال والقفار وجميع شياطين البلدان اعلموا أن الارض قد ملئت عدلا كما كانت مملوءة جورا ، هذا هو الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال ، فأنى تصرفون؟ فقالوا آمنا بالله وبرسوله ورسول رسوله ، فلما دخلنا المدينة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام ماذا صنعت؟ قال : أجابوا وأذعنوا وقص عليه خبرهم ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لايزالون كذلك هائبين إلى يوم القيامة (١).

وأخذ البيعة على الجن بوادي العقيق بأن لا يظهروا في رحالاتنا وجواد المسلمين (٢). وقضى منه ومن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) فشكت الجن مأكلهم ، فقال : أو ليس قد أبحت لكم النثيل (٤) والعظام قالوا : يا أمير المؤمنين على أن لا يستجمر بها ، فقال : لكم ذلك ، فقالوا : يا أمير المؤمنين فإن الشمس تضر بأطفالنا فأمر أمير المؤمنين عليه‌السلام الشمس أن ترجع فرجعت ، وأخذ عليها العهد أن لا تضر بأولاد المؤمنين من الجن والانس (٥).

توضيح : الاذب : الطويل ، وقال الجزري : فيه « إنه دفع من عرفات »

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٥٤.

(٢) في المصدر « في رحالتنا » والرحال جمع الرحل : المنزل والمأوى وجواد جمع الجادة : الطريق.

(٣) في المصدر بعد ذلك « وضلت مائة ناقة حمراء تنظر في سواد وترعى في سواد » ولاتخلو العبارة عن تحريف وتصحيف.

(٤) النثيل : الروث.

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٥٦.

١٨٥

أي ابتدأ السير ، ودفع نفسه منها ونحاها أو دفع ناقته وحملها على السير (١). وقال : فيه : « إن في الجنة لنجائب تدف بركبانها » أي تسير بهم سيرا لينا (٢). انتهى.

وفي بعض النسخ : « يزف كزفيف النعام » أي يسرع. والقوراء : الواسعة.

٢٤ ـ فض ، يل : عن علي عليه‌السلام قال : دعاني رسول الله ذات ليلة من الليالي وهي ليلة مدلهمة سوداء فقال لي : خذ سيفك ومر في جبل أبي قبيس ، فكل من رأيته على رأسه فاضربه بهذا السيف ، فقصدت الجبل ، فلما علوته وجدت عليه رجلا أسود هائل المنظر كأن عينيه جمرتان ، فهالني منظره ، فقال لي : يا علي ، فدنوت إليه وضربته بالسيف فقطعته نصفين ، فسمعت الضجيج من بيوت مكة بأجمعها ، ثم أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمنزل خديجة رضي‌الله‌عنها ، فأخبرته بالخبر فقال : أتدري من قتلت ياعلي؟ قلت : الله ورسوله أعمل ، فقال : قتلت اللات والعزى والله لاعادت عبدت بعدها أبدا (٣).

٢٥ ـ فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الغداة واستند إلى محرابه والناس حوله ، منهم المقداد وحذيفة و أبوذر وسلمان ، وإذا بأصوات عالية قد ملات المسامع ، فعند ذلك قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا حذيفة انظر ما الخبر؟ قال فخرجت وإذا هم أربعون رجلا على رواحلهم بأيديهم الرماح الخطية على رؤوس الرماح أسنة من العقيق الاحمر ، وعلى كل واحد ضربة من اللؤلؤ ، وعلى رؤوسهم قلانس مرصوعة بالدر والجواهر ، يقدمهم غلام لا نبات بعارضيه كأنه فلقة قمر ، وهم ينادون : الحذار الحذار البدار البدار إلى محمد المختار المبعوث في الارض ، قال حذيفة : فأخبرت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ، قال : ياحذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكروب وعبد علام الغيوب والليث الهصور (٤) واللسان الشكور و الهزبر الغيور والبطل الجسور والعالم الصبور الذي حوى اسمه التوراة والانجيل

____________________

(١ و ٢) النهاية ٢ : ٢٦.

(٣) الروضة : ٣. الفضائل : ١٠١.

(٤) الهصور : الاسد لانه يهصر فريسته أي يكسرها.

١٨٦

والزبور ، انطلق إلى حجرة ابنتي فاطمة وائتني ببعلها علي بن أبي طالب.

قال : فمضيت وإذا به قد تلقاني ، قال لي : ياحذيفة جئت لتخبرني عن قوم أنا عالم بهم منذ خلقوا ومنذ ولدوا وفي أي شئ جاؤوا ، فقال حذيفة : فقلت زادك الله علما وفهما يا مولاي ، ثم أقبل عليه‌السلام إلى المسجد والقوم حافون بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رأوه نهضوا قياما على أقدامهم ، فقال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : كونوا على مجالسكم ، فقعدوا ، فلما استقر بهم المجلس قام الغلام الامرد قائما دون أصحابه وقال : أيها الناس أيكم الراهب إذا انسدل الليل الظلام؟ أيكم مكسر الاصنام؟ أيكم ساتر عورات النسوان؟ أيكم الشاكر لما أولاه المنان ، أيكم الضارب يوم الضرب والطعان؟ أيكم مكسر رؤوس الفرسان؟ أيكم محمد معدن الايمان؟ أيكم وصيه الذي ينصر به دينه على سائر الاديان؟ أيكم علي بن أبي طالب؟ فعند ذلك قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي أجب الغلام الذي هو في وصفه غلام وقم لحاجته ، فعند ذلك قال علي عليه‌السلام : ادن مني ياغلام ، إني أعطيك سؤلك والمرام ، وأشفي عليك الاسقام بعون رب الانام ، فانطلق بحاجتك (١) فأنا أبلغك أمنيتك ، لتعلم المسلمون أني سفينة النجاة ، وعصا موسى ، والكلمة الكبرى ، والنبأ العظيم ، وصراطه المستقيم فقال الغلام : إن معي أخي وكان مولعا بالصيد ، فخرج في بعض أيامه متصيدا فعارضته بقرات وحش عثر (٢) ، فرمى إحداهن فقتلها ، ففلج (٣) نصفه في الوقت و الحال ، وقل كلامه حتى لايكلمنا إلا إيماء ، وقد بلغنا أن صاحبكم يدفع عنه مايجده ، فإن شفى صاحبكم علته آمنا به ، فنحن بني النجدة والبأس والقوة و المراس (٤) ، ولنا الذهب والفضة والخيل والابل والمضارب العالية ، ونحن سبعون ألفا بخيول جياد ، وسواعد شداد ، ونحن بقايا قوم عاد.

____________________

(١) في المصدرين و ( د ) فانطق بحاجتك.

(٢) كذا في النسخ. وفي المصدرين : بقرات وحش عشر.

(٣) فلج الرجل : أصابه الفالج وهو داء يحدث في احد شقي البدن فيبطل إحساسه وحركته.

(٤) المراس بكسر الميم الشدة والقوة.

١٨٧

فعند ذلك قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أين أخوك عجاج بن الحلاحل بن أبي الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذهب بن سعد العادي؟ فلما سمع الغلام نسبه قال : ها هو في هودج سيأتي مع جماعة منا ، يا مولاي فإن شفيت علته رجعنا عن عبادة الاوثان واتبعنا ابن عمك صاحب البردة والقضيب والغمام ، قال : فبينما هم في الكلام إذا قد أقبلت عجوز فوق جمل عليه محمل قد أبركته بباب المصطفى ، قال الغلام : جاء أخي يا فتى ، فنهض أمير المؤمنين عليه‌السلام ودنا من المحمل وإذا فيه غلام له وجه صبيح ، ففتح عينيه فنظر إلى وجه علي عليه‌السلام فبكى وقال بلسان ضعيف وقلب حزين : إليكم المشتكى والملتجى يا أهل بيت النبوة ، فقال له علي عليه‌السلام : لا بأس عليك بعد اليوم ، ثم نادى : أيها الناس اخرجوا هذه الليلة إلى البقيع سترون من علي عجبا ، قال حذيفة بن اليمان : فاجتمع الناس من العصر بالبقيع إلى أن هدأ الليل ، ثم خرج إليهم أمير المؤمنين عليه‌السلام ومعه ذو الفقار ، فقال : اتبعوني حتى أريكم عجبا ، فتبعوه فإذا هو بنارين متفرقة نار كثيرة ونار قليلة ، فدخل في النار القليلة فأقبلها على النار الكثيرة ، قال حذيفة : فسمعت زمجرة كزمجرة الرعد وقد قلب النار بعضها في بعض ، ثم دخل فيها ونحن بالبعد منه ، وقد تداخلنا الرعب من كثرة الزمجرة ، ونحن ننتظر ما يصنع بالنار ، فلم يزل كذلك إلى أن اسفر الصباح ، ثم خمدت النار ، فطلع منها وقد كنا آيسنا منه ، فوصل إلينا و بيده رأس فيه ذروة ، له أحد عشر إصبعا ، وله عين واحدة في جبهته ، وهو ماسك بشعره وله شعر كالدب ، فقلنا له : أعان الله عليك ، ثم أتى به إلى المحفل الذي فيه الغلام وقال : قم بإذن الله ياغلام فما بقي عليك بأس ، فنهض الغلام ويداه صحيحتان و رجلاه سليمتان ، فانكب على رجل الامام يقبلها وهو يقول : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك علي ولي الله وناصر دينه ، ثم أسلم القوم الذين كانوا معه.

قال : وبقي الناس متحيرين قد بهتوا لما رأوا الرأس وخلقته ، فالتفت إليهم علي عليه‌السلام وقال : أيها الناس هذا رأس عمرو بن الاخيل بن لاقيس بن إبليس اللعين

١٨٨

كان في اثني عشر ألف فيلق من الجن ، وهو الذي فعل بالغلام ماشاهدتموه ، فضربتهم بسيفي هذا وقاتلتهم بقلبي هذا فماتوا كلهم بالاسم الاعظم الذي كان على عصا موسى الذي ضرب بها البحر فانفلق اثنا عشر فرقا ، فاعتصموا بطاعة الله وطاعة رسوله ترشدوا (١).

بيان : الخط : موضع باليمامة تنسب إليه الرماح الخطية. والزمجرة : الصياح والصخب. والفيلق كصيقل : الجيش والرجل العظيم.

٢٦ ـ ارشاد القلوب : بالاسناد إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال دخلت المسجد الاعظم بالكوفة فاذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية لا أعرفه ، مستندا إلى أسطوانة وهو يبكي. ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : ياشيخ ما يبكيك؟ فقال لي : أتى علي (٢) نيف ومائة سنة لم أر فيها عدلا ولا حقا ولا علما ظاهرا إلا ساعتين من ليل وساعتين من نهار ، وأنا أبكي لذلك ، فقلت : وما تلك الساعة والليلة و اليوم الذي رأيت فيه العدل؟ قال : إني رجل من اليهود وكان لي ضيعة بناحية سوراء (٣) ، وكان لنا جار في الضيعة من أهل الكوفة يقال له الحارث الاعور الهمداني وكان رجلا مصاب العين ، وكان لي صديقا وخليطا ، وإني دخلت الكوفة يوما من الايام ومعي طعام على أحمرة لي أريد بيعها (٤) بالكوفة ، فبينما أنا أسوق الاحمرة وقد صرت في مسبخة الكوفة (٥) وذلك بعد عشاء الآخرة ، فافتقدت حميري ، فكأن الارض ابتلعتها أو السماء تناولتها ، وكأن الجن اختطفتها ، وطلبتها يمينا وشمالا

____________________

(١) الروضة : ٣٥ و ٣٦. الفضائل : ١٦٨ ١٧٠. وبينهما وبين الكتاب اختلافات جزئية كثيرة لم نشر إليها لعدم الجدوى.

(٢) في المصدر : فقال : انه أتت علي اه.

(٣) بضم السين ممدودا اسم موضع إلى جنب بغداد وقيل : بغداد نفسها. ومقصورا موضع من ارض بابل ، ومدينة تحت الحلة ، وكورة قريبة من الفرات ( مراصد الاطلاع ٢ : ٧٥٣ و ٧٥٤ ).

(٤) في المصدر : اريد بيعه.

(٥) في المصدر : في سبخة الكوفة. والسبخة : ارض ذات نزوملح. وفي ( د ) في مسجد الكوفة.

١٨٩

فلم أجدها ، فأتيت منزل الحارث الهمداني من ساعتي أشكو إليه ما أصابني ، وأخبرته بالخبر ، فقال : انطلق بنا إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى نخبره ، فانطلقنا إليه فأخبره الخبر (١) ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام للحارث : انصرف إلى منزلك وخلني واليهودي فأنا ضامن لحميره وطعامه حتى أردها له (٢) ، فمضى الحارث إلى منزله وأخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام بيدي حتى أتينا الموضع الذي افتقدت حميري وطعامي ، فحول وجهه عني وحرك شفتيه ولسانه بكلام لم أفهمه ، ثم رفع رأسه فسمعته يقول : والله ما على هذا بايعتموني يامعشر الجن (٣) ، وايم الله لئن لم تردوا على اليهودي حميره وطعامه لانقضن عهدكم ولاجاهدنكم في الله حق جهاده ، قال : فوالله مافرغ أمير المؤمنين عليه‌السلام من كلامه حتى رأيت حميري وطعامي بين يدي (٤) ، ثم قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اختر يا يهودي إحدى خصلتين : إما أن تسوق حميرك وأحثها عليك أو أسوقها أنا وتحثها علي أنت ، قال : قلت : بل أسوقها وأنا أقوى على حثها وتقدم أنت ياأمير المؤمنين عليه‌السلام أمامها إلى الرحبة (٥) ، فقال : يا يهودي إن عليك بقية من الليل فاحفظ حميرك حتى تصبح وحط أنت عنها أو أحط أنا عنها وتحفظ أنت (٦) ، فقلت : يا أمير المؤمنين أنا قوي (٧) على حطها وأنت على حفظها حتى يطلع الفجر ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : خلني وإياها ونم أنت حتى يطلع الفجر فلما طلع الفجر انتبهت ، فقال : قم قد طلع الفجر فاحفظ حميرك وليس عليك بأس ولا تغفل عنها حتى أعود إليك إن شاء الله تعالى.

____________________

(١) في المصدر : فاخبرناه الخبر.

(٢) في المصدر : حتى أردها عليه.

(٣) في المصدر بعد ذلك : وعاهدتموني.

(٤) في المصدر : بين يديه.

(٥) في المصدر : واتبعته بالحمير حتى انتهى بها إلى الرحبه.

(٦) في المصدر بعد ذلك : حتى تصبح.

(٧) في المصدر و ( د ) : أنا اقوى.

١٩٠

ثم انطلق أمير المؤمنين عليه‌السلام فصلى بالناس الصبح ، فلما طلعت الشمس أتاني وقال : افتح برك على بركة الله تعالى وسعر طعامك (١) ، ففعلت ، ثم قال : اختر مني خصلة من خصلتين : إما أن أبيع أنا وتستوفي أنت الثمن أو تبيع أنت وأستوفي أنا لك الثمن ، فقلت : بل أبيع أنا وتستوفي أنت الثمن ، فقال : افعل ، فلما فرغت من بيعي سلم إلي الثمن وقال لي : لك حاجة؟ فقلت : نعم أريد أدخل السوق في شراء حوائج ، قال : فانطلق حتى أعينك فإنك ذمي ، فلم يزل معي حتى فرغت من حوائجي ، ثم ودعني ، فقلت عند الفراغ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأشهد أنك عالم هذه الامة وخليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الجن والانس ، فجزاك الله عن الاسلام خير الجزاء ، ثم انطلقت إلى ضيعتي فأقمت بها شهورا ونحو ذلك ، فاشتقت إلى رؤيته فقدمت وسألت عنه فقيل : قد قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام فاسترجعت وصليت عليه صلاة كثيرة وقلت عند فراقي : ذهب العلم ، وكان أول عدل رأيته منه تلك الليلة وآخر عدل رأيته منه في ذلك اليوم ، فمالي لا أبكي؟ وكان هذا من دلائله عليه‌السلام (٢).

٢٧ ـ ختص : القاسم بن محمد الهمداني ، عن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي ، عن أبي الحسين يحيى بن محمد الفارسي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة وبين يدي قنبر ، فقلت له : ياقنبر ترى ما أرى؟ فقال : قد ضوأ الله لك يا أمير المؤمنين عما عمي عنه بصري ، فقلت : يا أصحابنا ترون ما أرى؟ فقالوا : لا قد ضوأ الله لك يا أمير المؤمنين عما عمي عنه أبصارنا ، فقلت والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لترونه كما أراه ولتسمعن كلامه كما أسمع ، فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة مديد القامة له عينان بالطول ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ،

____________________

(١) في المصدر : وسائر طعامك.

(٢) الارشاد للديلمي ٢ : ٨٦ ٨٩.

١٩١

فقلت : من أين أقبلت يا لعين؟ قال : من الآثام (١) ، فقلت : وأين تريد؟ قال : الآثام فقلت : بئس الشيخ أنت ، فقال : لم تقول هذا ياأمير المؤمنين؟ فوالله لاحدثنك بحديث عني عن الله عزوجل ما بيننا ثالث؟ فقلت : يالعين عنك عن الله؟! مابينكما ثالث؟ قال : نعم ، إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت : إلهي وسيدي ماأحسبك خلقت خلقا هو أشقى مني ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلي : بلى قد خلقت من هو أشقى منك ، فانطلق إلى مالك يريكه ، فانطلقت إلى مالك وقلت : السلام يقرأ عليك السلام ويقول : أرني من هو أشقى مني ، فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الاعلى ، فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا ، فقال لها : اهدئي ، فهدأت ثم انطلق منه (٢) إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سوادا وأشد حمى فقال لها : اخمدي ، فخمدت ، إلى أن انطلق بي إلى السابع (٣) ، وكل نار تخرج من طبق فهي أشد من الاولى ، فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا وجميع ماخلقه الله عزوجل ، فوضعت يدي على عيني وقلت : مرها يامالك تخمد (٤) وإلا خمدت ، فقال : إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم ، فأمرها فخمدت ، فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران ، معلقين بها إلى فوق ، وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بل ، فقلت : يا مالك من هذان؟ فقال : وما قرأت على ساق العرش؟ وكنت قبل قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام : « لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته ونصرته بعلي » فقال : هذان عدوا أولئك وظالماهم (٥).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب حبه عليه‌السلام ، وبعضها في باب أن الجن تأتيهم عليهم‌السلام في كتاب الامامة ، وسيأتي قصة بئر العلم وغيرها في باب شجاعته صلوات الله عليه.

____________________

(١) الظاهر انه جمع الاثم : الخطيئة ، وقد أقر اللعين بقوله هذا أني كنت فيما مضى و فيما يأتي آثما. وفي المصدر : « الانام » في الموضعين ، ولا معنى له يناسب المقام.

(٢) في المصدر : ثم انطلق بي.

(٣) في المصدر : إلى الطبق السابع.

(٤) في المصدر : أن تخمد.

(٥) الاختصاص : ١٠٨ و ١٠٩. وفيه : هذان من أعداء أولئك أو ظالميهم الوهم من صاحب الحديث.

١٩٢

٨٤

( باب )

* ( أنه عليه‌السلام قسيم الجنة والنار ، وجواز الصراط ) *

١ ـ لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) إذا كان يوم القيامة يؤتى بك ياعلي على عجلة (١) من نور ، وعلى رأسك تاج له أربعة أركان ، على كل ركن ثلاثة أسطر : « لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله » وتعطى مفاتيح الجنة ، ثم يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه ثم يجمع لك الاولون والاخرون في صعيد واحد ، فتأمر بشيعتك إلى الجنة و بأعدائك إلى النار ، فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار ، ولقد فاز من تولاك وخسر من عاداك ، فأنت في ذلك اليوم أمين الله وحجة الله الواضحة (٢).

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ياعلي إنك قسيم النار (٣) وإنك لتقرع باب الجنة وتدخلها بلا حساب (٤).

صح : عنه عليه‌السلام مثله (٥).

٣ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الهروي قال : قال المأمون يوما للرضا عليه‌السلام : يا أبا الحسن أخبرني عن جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بأي وجه هو قسيم الجنة والنار؟ وبأي معنى؟ فقد كثر فكري في ذلك ، فقال له الرضا عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه

____________________

(١) العجلة : الالة التي تحمل عليها الاثقال.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٩٧ و ٣٩٨.

(٣) في المصدر : انك قسيم الجنة والنار.

(٤) عيون الاخبار : ١٩٦.

(٥) صحيفة الرضا عليه‌السلام : ٢٢.

١٩٣

عن عبدالله بن عباس أنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول حب علي إيمان و بغضه كفر؟ فقال : بلى ، فقال الرضا عليه‌السلام فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبه وبغضه فهو قسيم الجنة والنار ، فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن ، أشهد أنك وارث علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال أبوالصلت الهروي : فلما انصرف الرضا إلى منزله أتيته فقلت له : يا ابن رسول الله ما أحسن ماأجبت به أمير المؤمنين! فقال لي الرضا عليه‌السلام : إنما كلمته من حيث هو (١) ، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي عليهم‌السلام أنه قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة تقول للنار : هذا لي وهذا لك (٢).

٤ ـ ما : الفحام ، عن عمه عمرو بن يحيى ، عن إسحاق بن عبدوس ، عن محمد ابن بهار ، عن زكريا بن يحيى ، عن جابر ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أبوبكر وعمر فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : مه يا عائشة لا تؤذيني في علي فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وهو أمير المؤمنين يجلسه الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار (٣).

٥ ـ ع : القطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن داهر ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام : لم صار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قسيم الجنة والنار؟ قال : لان حبه إيمان وبغضه كفر ، وإنما خلقت الجنة لاهل الايمان وخلقت النار لاهل الكفر ، فهو قسيم الجنة والنار لهذه العلة ، فالجنة لايدخلها إلا أهل محبته والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه ، قال المفضل : فقلت : ياابن رسول الله فالانبياء

____________________

(١) في المصدر : فقال الرضا عليه‌السلام : يا أبا الصلت انما كلمته حيث هو.

(٢) عيون الاخبار : ٢٣٩.

(٣) أمالي الشيخ : ١٨.

١٩٤

والاوصياء عليهم‌السلام [ وأولياؤهم ] كانوا يحبونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه؟ قال : نعم قلت : فكيف ذلك؟ قال : أما علمت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال يوم خيبر : « لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ما يرجع حتى يفتح الله عليه يديه » فدفع الراية إلى علي عليه‌السلام ففتح الله عزوجل على يديه؟ قلت : بلى ، قال : أما علمت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أتي بالطائر المشوي قال : « اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر » وعنى به عليا عليه‌السلام؟ قلت : بلى ، قال : فهل يجوز أن لايحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، فقلت له : لا ، قال : فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم لايحبون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائه عليهم‌السلام؟ قلت : لا ، قال : فقد ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله [ وجميع الملائكة ] وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام محبين ، وثبت أن أعداءهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبتهم مبغضين ، قلت : نعم ، قال : فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الاولين والآخرين ولا يدخل النار إلا من أبغضه من الاولين والآخرين ، فهو إذن قسيم الجنة والنار.

قال المفضل بن عمر : فقلت له : يا ابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك ، فزدني مما علمك الله ، قال : سل يا مفضل ، فقلت له : يا ابن رسول الله فعلي بن أبي طالب عليه‌السلام يدخل محبه الجنة ومبغضه النار أو رضوان ومالك؟ فقال : يامفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو روح إلى الانبياء و هم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام؟ قلت : بلى ، قال : أما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتباع أمره ووعدهم الجنة على ذلك وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار؟ قلت : بلى ، قال : أو ليس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ضامنا لما وعد وأوعد عن ربه عزوجل؟ قلت : بلى ، قال : أوليس علي بن أبي طالب عليه‌السلام خليفته وإمام أمته؟ قلت : بلى ، قال : أوليس رضوان ومالك من جملة الملائكة و المستغفرين لشيعته الناجين بمحبته؟ قلت : بلى ، قال : فعلي بن أبي طالب عليه‌السلام إذا قسيم الجنة والنار عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورضوان ومالك صادران عن أمره

١٩٥

بأمر الله تبارك وتعالى ، يامفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لاتخرجه إلا إلى أهله (١).

٦ ـ ما : الفحام ، عن محمد بن هاشم الهاشمي ، عن أبيه ، عن محمد بن زكريا الجوهري البصري ، عن عبدالله بن المثنى ، عن تمامة بن عبدالله بن أنس بن مالك ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام. قال : قال الفحام : وفي هذا المعنى حدثني أبوالطيب محمد بن الفرحان الدوري ، قال : حدثنا محمد بن علي بن فرات الدهان ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن الاعمش ، عن ابن المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب : أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما ، وذلك قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (٣) ».

٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إبراهيم بن حفص ، عن عبيد بن الهيثم الانماطي ، عن الحسن بن سعيد النخعي ، عن شريك بن عبدالله القاضي قال : حضرت الاعمش في علته التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى (٤) وأبوحنيفة ، فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديدا ، و

____________________

(١) علل الشرائع : ٦٥.

(٢) سورة الصافات : ٢٤.

(٣) أمالي الشيخ : ١٨٢. والاية في سورة ق : ٢٤. وفي المصدر تقديم وتأخير بين الروايتين.

(٤) ابن شبرمة هو عبدالله بن شبرمة البجلي الضبي الكوفي ، كان قاضيا لابي جعفر المنصور على سواد الكوفة ، وكان شاعرا ، توفي سنة ١٤٤. ويظهر من الروايات ذمه وأنه كان يعمل بالرأي والقياس. وابن ابي ليلى هو محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عده الشيخ من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، كان بينه وبين ابي ( حنيفة )؟ منافرات ، ويظهر من بعض كتب التراجم توثيقه ، راجع الكنى والالقاب ١ : ١٩٨ و ١٩٩.

١٩٦

ذكر ما يتخوف من خطيئاته ، وأدركته رنة فبكى ، فأقبل عليه أبوحنيفة فقال : يا أبا محمد اتق الله وانظر لنفسك فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب عليه‌السلام بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك ، قال الاعمش : مثل ماذا يا نعمان؟ قال : مثل حديث عباية : « أنا قسيم النار » قال : أو لمثلي تقول يا يهودي؟ أقعدوني سندوني أقعدوني ، حدثني والذي إليه مصيري موسى بن طريف ولم أر أسديا كان خيرا منه ، قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحي ، قال : سمعت عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : أنا قسيم النار ، أقول : هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه. وحدثني أبوالمتوكل الناجي في إمرة الحجاج وكان يشتم عليا شتما مقذعا (١) يعني الحجاج لعنه الله عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عزوجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما ، قال أبوسعيد : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما آمن بالله من لم يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم يتول أو قال : لم يحب عليا ، وتلا : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » قال : فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا لا يجيبنا أبومحمد بأطم من هذا (٢) ، قال الحسن بن سعيد : قال لي شريك بن عبدالله : فما أمسى يعني الاعمش حتى فارق الدنيا (٣).

٨ ـ ما : المفيد ، عن المظفر بن محمد الوراق ، عن محمد بن همام ، عن الحسن بن زكريا البصري ، عن عمر بن المختار ، عن أبي محمد البرسي ، (٤) عن النضر ، عن

____________________

(١) قذعه : شتمه ورماه بالفحش وسوء القول.

(٢) طم الاناء : ملاه.

(٣) أمالي ابن الشيخ : ٤٣ و ٤٤. وتأتي هذه القضية عن المناقب تحت الرقم ٢٣.

(٤) في المصدر : النرسي.

١٩٧

ابن مسكان ، عن الباقر عليه‌السلام (١) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقدمت الصراط وقيل للناس : « جوزوا » وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك؟ فقال علي : يارسول الله ومن أولئك؟ فقال : أولئك شيعتك معك حيث كنت (٢).

٩ ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامد وفرغ الله من حساب الخلائق دفع الخالق عزوجل مفاتيح الجنة والنار إلي فأدفعها إليك ، فأقول لك : (٣) احكم ، قال علي : والله إن للجنة إحدى وسبعين بابا يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي ، ومن باب واحد سائر الناس (٤).

١٠ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق ، يقف عليه رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره ، فينادي الذي عن يمينه : يا معشر الخلائق ، هذا علي بن أبي طالب يدخل الجنة من شاء ، وينادي الذي عن يساره : يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب عليه‌السلام صاحب النار يدخلها من شاء (٥).

ير : ابن أبي الخطاب مثله (٦).

١١ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وعبدالله بن عامر ، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم (٧).

____________________

(١) في المصدر بعد ذلك : عن آبائه.

(٢) أمالي الشيخ : ٥٨.

(٣) في المصدر فيقول لك ظ.

(٤) أمالي الشيخ : ٢٣٤ و ٢٣٥.

(٥ و ٧) علل الشرائع : ٦٦.

(٦) بصائر الدرجات : ١٢٢.

١٩٨

١٢ ـ لى : أبي ، عن المؤدب ، عن أحمد الاصفهاني ، عن الثقفي ، عن قتيبة ابن سعيد ، عن حماد بن زيد ، عن عبدالرحمن السراج ، عن نافع ، عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور ، وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره ، وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمد رسول الله؟ فتقول ها أنا ذا ، قال : فينادي (١) يا علي أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك النار ، فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار (٢).

١٣ ـ فس : أبوالقاسم الحسيني ، عن فرات بن إبراهيم ، عن محمد بن أحمد بن حسان عن محمد بن مروان ، عن عبيد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم في قوله : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (٣) » قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، ثم يقول الله تبارك وتعالى لي ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وكذبكما في النار (٤).

١٤ ـ ير : موسى بن عمر ، عن عثمان بن عيسى ، عن عروة بن موسى ، عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال علي : أنا قسيم الجنة والنار ، أدخل أوليائي الجنة وأدخل أعدائي النار (٥).

١٥ ـ ير : علي بن حسان ، قال : حدثني أبو عبدالله الرياحي ، عن أبي الصامت الحلواني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، لايدخلهما داخل إلا على أحد قسمي (٦) ، وأنا الفاروق الاكبر (٧).

____________________

(١) في المصدر : فينادي المنادي.

(٢) أمالي الصدوق : ٢١٧.

(٣) سورة ق : ٢٤.

(٤) تفسير القمي : ٦٤٤. وفيه : وعاداكما في النار.

(٥ و ٧) بصائر الدرجات : ١٢٢.

(٦) في المصدر : إلا على قسمين.

١٩٩

١٦ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لديان الناس يوم القيامة وقسيم الله بين الجنة والنار ، لايدخلهما داخل إلا على أحد قسمين وإنه الفاروق الاكبر (١).

١٧ ـ ير : أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن محمد بن جمهور ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه الخلائق ، يصعده رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن شماله ، ينادي الذي عن يمينه : يامعشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب صاحب الجنة يدخلها من يشاء ، وينادي الذي عن يساره : يامعشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب صاحب النار يدخلها من يشاء (٢).

١٨ ـ ير : أبومحمد ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن الاعمش ، عن موسى بن طريف ، عن عباية الاسدي قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : أنا قسيم النار (٣).

١٩ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عروة بن موسى ، عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : أنا قسيم النار أدخل أوليائي الجنة و أعدائي النار (٤).

٢٠ ـ ير : أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا قسيم بين الجنة والنار ، وأنا الفاروق الاكبر ، وأنا صاحب العصا والميسم (٥).

٢١ ـ شف : من كتاب إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عمر بن شيبة ، عن جابر الجعفي ، قال : أخبرني وصي الاوصياء قال : دخل علي عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده عائشة ، فجلس قريبا منها ، فقالت : ماوجدت

____________________

(١ ـ ٥) بصائر الدرجات : ١٢٢.

٢٠٠