بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ، ومن كان من أهل المعصية تولى (١) قبض روحه ملائكة النقمة ، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره ، وفعلهم فعله ، وكل ما يأتونه منسوب إليه ، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت ، وفعل ملك الموت فعل الله لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء ، ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء ، وإن فعل امنائه فعله ، كما قال : «وما تشاؤن إلا أن يشاء الله». « ص ١٢٩ ـ ١٣٠ »

٢ ـ فس : (٢) أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه ، ثبه كهيئة الحزين ، فقلت : من هذا ياجبرئيل؟! فقال : هذا ملك الموت ، مشغول في قبض الارواح ، فقلت : ادنني منه ياجبرئيل لاكلمه ، فأدناني منه فقلت له : يا ملك الموت أكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه؟ قال : نعم ، قلت : وتحضرهم بنفسك؟ قال : نعم ، ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني منها إلا كدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء ، وما من دار في الدنيا إلا وأدخلها في كل يوم خمس مرات ، (٣) وأقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم : لا تبكوا عليه فإن لي إليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد ، قال رسول الله : كفى بالموت طامة (٤) يا جبرئيل! فقال جبرئيل : ما بعد الموت أطم (٥) وأعظم من الموت! « ص ٣٧٠ »

٣ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله

__________________

(١) في المصدر : تولت. م.

(٢) في المطبوع « ن » وهو وهم من النساخ والصحيح « فس »أى تفسير على بن إبراهيم.

(٣) أى في أوقات الصلوات ، على ما في حديث آخر يأتى تحت رقم ٤٤ من الباب الاتى.

(٤) الطامة : الداهية تفوق ما سواها.

(٥) أى أعظم وأفقم.

١٤١

صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا : رجل له في المشرق ، ورجل (١ ) في المغرب ، وبيده لوح ينظر فيه ، ويحرك رأسه ، فقلت : يا جبرئيل من هذا؟ فقال : ملك الموت عليه‌السلام. (٢) « ص ٢٠٠ »

٤ ـ ن : بهذا الاسناد قال رسول الله (ص) : إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لملك الموت : يا ملك الموت وعزتي وجلالي وارتفاعي في علوي لاذيقنك طعم الموت كما أذقت عبادي. « ص ٢٠٠ »

٥ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد ، عن داود ، عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله. (٣) « ص ٢١٤ »

٦ ـ يد : القطان ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن أحمد بن يعقوب بن مطر ، عن محمد بن الحسن بن عبدالعزيز ، عن أبيه ، عن طلحة بن زيد ، عن عبدالله بن عبيد ، عن أبي معمر السعدانى ـ في خبر من أتى أمير المؤمنين عليه‌السلام مدعيا للتناقض في القرآن ـ قال عليه‌السلام : أما قوله : « قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم (٤) » وقوله : « الله يتوفى الانفس حين موتها » وقوله : « توفته رسلنا وهم لا يفرطون » وقوله : « الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم » وقوله : « الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم » فإن الله تبارك وتعالى يدبر الامور كيف يشاء ، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء ، أما ملك الموت فإن الله عزوجل يوكله بخاصته من يشاء من خلقه ، ويوكل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه تبارك وتعالى والملائكة الذين سماهم الله عزوجل وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه ، إنه تبارك وتعالى (٥) يدبر الامور كيف يشاء ، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس ، لان منهم القوي

__________________

(١) في المصدر : ورجل له. م.

(٢) في المصدر : قال : هذا ملك الموت. م.

(٣) الا ان فيه : وارتفاعى في علو مكانى. م.

(٤) في الصمدر بعد هذه الجملة : ثم إلى ربكم ترجعون. م.

(٥) ليس في المصدر قوله : إنه تبارك وتعالى. م

١٤٢

والضعيف ، ولان منه ما يطاق حمله ، ومنه ما لا يطاق حمله إلا من يسهل الله له (١) حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه ، وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت ، وأنه يتوفى الانفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم. « ص ٢٧٥ ـ ٢٧٦ » أقول : تمامه في كتاب القرآن.

٧ ـ شي : عن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله : « إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون » قال : هو الذي سمي لملك الموت عليه‌السلام في ليلة القدر.

٨ ـ جع : قال إبراهيم الخليل عليه‌السلام لملك الموت : هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض فيها روح الفاجر؟ قال : لا تطيق ذلك ، قال : بلى ، قال : فأعرض عني ، فأعرض عنه ثم التفت فإذا هو برجل أسود ، قائم الشعر ، منتن الريح ، أسود الثياب ، يخرج من فيه ومناخره لهيب النار والدخان ، فغشي على إبراهيم ثم أفاق ، فقال : لو لم يلق الفاجر عند موته إلا صورة وجهك لكان حسبه.

٩ ـ نهج : من خطبة له عليه‌السلام ذكر فيها ملك الموت : هل تحس به إذا دخل منزلا؟ أم هل تراه إذا توفى أحدا؟ بل كيف يتوفى الجنين في بطن امه : أيلج عليه من بعض جوارحها؟ أم الروح أجابته بإذن ربها؟ أم هو ساكن معه في أحشائها؟ كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله؟.

١٠ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما من أهل بيت شعر ولا وبر إلا وملك الموت يتصفحهم في كل يوم خمس مرات. « ف ج ١ ص ٧٠ »

بيان : لعل الاظهر « مدر » مكان « وبر ».

١١ ـ كا : محمد بن يحيى : عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن لحظة ملك

__________________

(١) في المصدر : الا ان يسهل الله له.

١٤٣

الموت ، قال : أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة (١) فما يتكلم أحد منهم؟ فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم. « ف ج ١ ص ٧١ »

ين : ابن علوان مثله.

١٢ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل بن صالح ، عن زيد الشحام قال : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن ملك الموت يقال : (٢) الارض بين يديه كالقصعة يمد يده حيث يشاء ، فقال : نعم. « ف ج ١ ص ٧٠ »

١٣ ـ يه : قال الصادق عليه‌السلام : قيل لملك الموت (ع) : كيف تقبض الارواح وبعضها في المغرب وبعضها في المشرق في ساعة واحدة؟ فقال : أدعوها فتجيبني. قال : وقال ملك الموت عليه‌السلام : إن الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم ، يتناول منها ما يشاء ، والدنيا عندي كالدرهم في كف أحدكم يقلبه كيف شاء. « ص ٣٢ ـ ٣٣ »

١٤ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة ، اختار من الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم‌السلام. « ج ١ ص ١٠٧ »

١٥ ـ يه : سئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « الله يتوفى الانفس حين موتها » وعن قول الله عزوجل : « قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم » وعن قول الله عزوجل : « الذين تتوفيهم الملائكة طيبين ، والذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم » وعن قول الله عزوجل : « توفته رسلنا » وعن قول الله عزوجل : « ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة » وقد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلا الله عزوجل فكيف هذا؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الارواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الانس يبعثهم في حوائجهم فتتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو ، ويتوفاه الله عزوجل من ملك الموت. « ص ٣٣ »

__________________

(١) في المصدر : السكينة « السكتة خ ل ». م

(٢) في المصدر : فقال الارض. والظاهر ان النسخة مغلوطة لتكرر الجواب بناءا عليه. م

١٤٤

١٦ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن علي ابن عقبة ، عن أسباط بن سالم مولى أبان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض من يقبض؟ قال : لا إنما هي صكاك (١) تنزل من السماء : اقبض نفس فلان بن فلان. « ف ج ١ ص ٧٠ »

ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا ، عن الحسن بن فضال ، عن علي بن عقبة مثله. « ص ٧٤ »

١٧ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن علي ابن إسماعيل الميثمي ، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : قول الله عزوجل : « إنما نعد لهم عدا » قال : فما هو (٢) عندك؟ قلت : عدد الايام ، قال : إن الآباء والامهات يحصون ذلك ، لا ولكنه عدد الانفاس. « ف ج ١ ص ٧٢ »

١٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن بكر بن محمد الازدي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : « إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم » إلى قوله : « تعملون » قال : تعد (٣) السنين ، ثم تعد الشهور ، ثم تعد الايام ، ثم تعد الساعات ، ثم يعد النفس ، فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. « ف ج ١ ص ٧٢ »

ب : ابن سعد ، عن الازدي مثله. « ص ٢٠ »

(باب ٦)

*(سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده)*

الايات ، النساء « ٤ » إن الذين توفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأويهم جهنم وساءت مصيرا ٩٧.

__________________

(١) وزان بحار جمع الصك وهو الكتاب.

(٢) في المصدر : ما هو عندك؟. م

(٣) في المصدر : بعد السنين ثم بعد الشهور ، وهكذا. م

١٤٥

الانفال « ٨ » ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ٥٠.

يونس « ١٠ » الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ٦٣ ـ ٦٤.

الاحزاب « ٣٣ » تحيتهم يوم يلقونه سلام ٤٤.

السجدة « ٤١ » إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ٣٠.

محمد « ٤٧ » فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ٢٧.

ق « ٥٠ » وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ١٩. (١)

الواقعة « ٥٦» فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنت صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم* وتصلية جحيم ٨٣ ـ ٩٤.

المنافقين « ٦٣ » وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ١٠.

القيامة « ٧٥ » كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق* والتفت الساق بالساق * (٢) إلى ربك يومئذ المساق ٢٦ ـ ٣٠.

__________________

(١) قال الرضى رحمه الله : هذه استعارة ، والمراد بكسرة الموت ههنا الكرب الذى يتغشى المحتضر عند الموت فيفقد تمييزه ويفارق معه معقوله ، فشبه تعالى بالسكرة من الشراب ، إلا أن تلك السكرة منعمة ، وهذه السكرة مؤلمة. وقوله : « بالحق » يحتمل معنيين : إحداهما أن يكون وجاءت بالحق من أمر الاخرة حتى عرفه الانسان اضطرارا ورآه جهارا ، والاخر أن يكون المراد بالحق ههنا أى بالموت الذى هو الحق. تلخيص البيان ص ٢٢٨.

(٢) قال السيد الرضى رضوان الله عليه في ص ٢٦٨ من تلخيص البيان : هذه استعارة على أكثر الاقوال والمراد به ـ والله أعلم ـ صفة الشدتين المجتمعين على المرء من فراق الدنيا ولقاء أسباب الاخرة ، وقد ذكرنا فيما تقدم مذهب العرب في العبارة عن الامر الشديد والخطب الفظيع بذكر *

١٤٦

الفجر « ٨٩ » يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي ٢٧ ـ ٣٠.

تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : « توفيهم » أي تقبض أرواحهم الملائكة : ملك الموت أو ملك الموت وغيره ، فإن الملائكة تتوفى ، وملك الموت يتوفى ، والله يتوفى ، وما يفعله ملك الموت أو الملائكة يجوز أن يضاف إلى الله تعالى إذا فعلوه بأمره ، وما تفعله الملائكة جاز أن يضاف إلى ملك الموت إذا فعلوه بأمره « فيم كنتم » أي في أي شئ كنتم من دينكم على وجه التقرير لهم والتوبيح لفعلهم « قالوا كنا مستضعفين في الارض » يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا ، ويمنعوننا من الايمان بالله واتباع رسوله ، ولو ترى يا محمد « إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة » أي يقبضون أرواحهم عند الموت « يضربون وجوههم وأدبارهم » يريد إستاههم ، ولكن الله سبحانه كنى عنها ، وقيل : وجوههم ما أقبل منهم ، وأدبارهم ما أدبر منهم ، والمراد : يضربون أجسادهم من قدامهم ومن خلفهم ، والمراد بهم قتلى بدر. وقيل : معناه : سيضربهم الملائكة عند الموت « وذوقوا عذاب الحريق » أي وتقول الملائكة للكفار استخفافا بهم : ذوقوا عذاب الحريق بعد هذا في الآخرة. وقيل : إنه كان مع الملائكة يوم بدر مقامع من حديد كلما ضربوا المشركين بها التهبت النار في جراحاتهم فذلك قوله : « وذوقوا عذاب الحريق ».

« الذين آمنوا » أي صدقوا بالله ووحدانيته « وكانوا يتقون » مع ذلك معاصيه « لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة » قيل : فيه أقوال :

أحدهما : أن البشرى في الحياة الدنيا هي ما بشرهم الله تعالى به في القرآن على

__________________

* الكشف عن الساق والقيام على ساق ، وقد يجوز أيضا أن يكون الساق ههنا جمع ساقة كما قالوا : حاجة وحاج ، وغاية وغاى ، والساقة : هم الذين يكونون في أعقاب الناس يحفزونهم على السير ، وهذا في صفة أحوال الاخرة وسوق الملائكة للناس إلى القيامة ، فكأنه تعالى وصف الملائكة السابقين بالكثرة « بالكرة خ » حتى يلتف بعضهم ببعض من شدة الحفز وعنيف السير والسوق ، ومما يقوى ذلك قوله تعالى : « إلى ربك يومئذ المساق » والوجه الاول أقرب ، وهذا الوجه أغرب. انتهى. أقول : قوله : الملائكة السابقين هكذا في النسخ ولعل الصحيح « السائقين. »

١٤٧

الاعمال الصالحة ، ونظيره قوله تعالى : « وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم » وقوله : « يبشرهم ربهم برحمة منه ».

وثانيها : أن البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم : ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.

وثالثها : أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة ، يراها المؤمن لنفسه أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة وهي ما تبشرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة إلى أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حالا بعد حال ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وروي ذلك في حديث مرفوع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وروى عقبة بن خالد عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه ـ وأومأ بيده إلى الوريد ـ الخبر بطوله ، ثم قال : إن هذا في كتاب الله وقرأ هذه الآية. وقيل : إن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة في قبره فيشاهد ما اعد له في الجنة قبل دخولها « لا تبديل لكلمات الله » أي لا خلف لما وعد الله ولا خلاف.

وفي قوله تعالى : « تحيتهم يوم يلقونه سلام » روي عن البراء (١) أنه قال : يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه.

وفي قوله : « إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا » أي استمروا على أن الله ربهم وحده لم يشركوا به شيئا ، أو ثم استقاموا على طاعته وأداء فرائضه. وروى محمد ابن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الاستقامة فقال : هي والله ما أنتم عليه « تتنزل عليهم الملائكة » يعني عند الموت ، وروي ذلك عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وقيل : تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله تعالى. وقيل : إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث « ألا تخافوا ولا تحزنوا » أي يقولون لهم : لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب. وقيل : لا تخافوا ما أمامكم من امور الآخرة ، ولا تحزنوا على ما وراءكم وعلى ما خلفتم من أهل وولد.

__________________

(١) بالباء المفتوحة والراء المهملة ، والالف والهمزة.

١٤٨

وقيل : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم ، فإني أغفرها لكم. وقيل : إن الخوف يتناول المستقبل ، والحزن يتناول الماضي أي لا تخافوا فيما يستقبل من الاوقات ، ولا تحزنوا على ما مضى.

« وجاءت سكرة الموت » أي غمرة الموت (١) وشدته التي تغشي الانسان وتغلب على عقله « بالحق » أي أمر الآخرة حتى عرفه صاحبه واضطر إليه. وقيل : معناه : جاءت سكرة الموت بالحق الذي هو الموت « ذلك » أي ذلك الموت « ما كنت منه تحيد » أي تهرب وتميل.

« فلولا إذا بلغت الحلقوم » أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم عند الموت وأنتم يا أهل الميت » حينئذ تنظرون « أي ترون تلك الحال وقد صار إلى أن يخرج نفسه. وقيل : معناه : تنظرون لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا » ونحن أقرب إليه منكم « بالعلم و القدرة » ولكن لا تبصرون « ذلك ولا تعلمونه. وقيل : معناه : ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون رسلنا » فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها « يعني فهلا ترجعون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم وتردونها إلى موضعها إن كنتم غير مجزيين بثواب وعقاب وغير محاسبين. وقيل : أي غير مملوكين. وقيل : أي غير مبعوثين ، والمرد أن الامر لو كان كما تقولونه من أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء ولا إله يحاسب ويجازي فهلا رددتم الارواح والنفوس من حلوقكم إلى أبدانكم إن كنتم صادقين في قولكم ، فإذا لم تقدروا على ذلك فاعلموا أنه من تقدير مقدر حكيم و تدبير مدبر عليم.

« فأما إن كان » ذلك المحتضر « من المقربين » عند الله « فروح » أي فله روح وهو الراحة والاستراحة من تكاليف الدنيا ومشاقها. وقيل : الروح : الهواء الذي تستلذه النفس ويزيل عنها الهم « وريحان » يعني الرزق في الجنة. وقيل : هو الريحان المشموم من ريحان الجنة يؤتى به عند الموت فيشمه.

وقيل : الروح : الرحمة ، والريحان : كل نباهة وشرف. وقيل : الروح : النجاة

__________________

(١) غمرة الشئ : شدته ومزدحمه ، غمرة الموت : مكارهه وشدائده.

١٤٩

من النار ، والريحان : الدخول في دار القرار. وقيل : روح في القبر ، وريحان في الجنة. وقيل : روح في القبر ، وريحان في القيامة.

« فسلام لك من أصحاب اليمين » أي فترى فيهم ما تحب لهم من السلامة من المكاره والخوف. وقيل : معناه : فسلام لك أيها الانسان الذي هو من أصحاب اليمين من عذاب الله ، وسلمت عليك ملائكة الله ، قال الفراء : فسلام لك إنك من أصحاب اليمين ، فحذف إنك. وقيل : معناه : فسلام لك منهم في الجنة لانهم يكونون معك ويكون « لك » بمعنى عليك.

« فنزل من حميم » أي فنزلهم الذي اعد لهم من الطعام والشراب من حميم جهنم « وتصلية جحيم » أي إدخال نار عظيمة « كلا » أي ليس يؤمن الكافر بهذا. وقيل : معناه : حقا « إذا بلغت » أي النفس أو الروح » التراقي « أي العظام المكتنفة بالحلق ، وكني بذلك عن الاشفاء على الموت. وقيل : « من راق » أي وقال من حضره : هل من راق أي من طيب شاف يرقيه ويداويه فلا يجدونه ، أو قالت الملائكة : من يرقي بروحه؟ أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ وقال الضحاك : أهل الدنيا يجهزون البدن وأهل الآخرة يجهزون الروح « وظن إنه الفراق » أي وعلم عند ذلك أنه الفراق من الدنيا والاهل والمال والولد ، وجاء في الحديث أن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته ، ومفاصله يسلم بعضها على بعض تقول : عليك السلام تفارقني وافارقك إلى يوم القيامة.

« والتفت الساق بالساق » فيه وجوه : أحدها التفت شدة أمر الآخرة بأمر الدنيا ، والثاني التفت حال الموت بحال الحياة ، والثالث التفت ساقاه عند الموت لانه تذهب القوة فتصير كجلد بعضه ببعض ، وقيل : هو أن يضطرب فلا يزال يمد إحدى رجليه و يرسل الاخرى ويلف إحداهما بالاخرى. وقيل : هو التفاف الساقين في الكفن ، والرابع التفت ساق الدنيا بساق الآخرة وهو شدة كرب الموت بشدة هول المطلع ، والمعنى في الجميع أنه تتابعت عليه الشدائد فلا يخرج من شدة إلا جاء أشد منها.

« إلى ربك يومئذ المساق » أي مساق الخلائق إلى المحشر الذي لا يملك فيه الامر

١٥٠

والنهي إلا الله تعالى. وقيل : يسوق الملك بروحه إلى حيث أمر الله به ، إن كان من أهل الجنة فإلى عليين ، وإن كان من أهل النار فإلى سجين.

« يا أيتها النفس المطئمنة » بالايمان ، المؤمنة ، الموقنة بالثواب والبعث. وقيل : المطمئنة الآمنة بالبشارة بالجنة عند الموت ويوم البعث. وقيل : النفس المطمئنة التي يبيض وجهها وتعطى كتابها بيمينها فحينئذ تطمئن « ارجعي إلى ربك » أي يقال لها عند الموت وقيل : عند البعث : ارجعي إلى ثواب ربك وما أعده لك من النعيم. وقيل : ارجعي إلى الموضع الذي يختص الله سبحانه بالامر والنهي فيه دون خلقه. وقيل : إن المراد : ارجعي إلى صاحبك وجسدك فيكون الخطاب للروح أن ترجع إلى الجسد « راضية » بثواب الله « مرضية » أعمالها التي عملتها. وقيل : راضية عن الله بما أعد لها ، مرضية رضي عنها ربها بما عملت من طاعته. وقيل : راضية بقضاء الله في الدنيا حتى رضي الله عنها ورضي باعتقادها وأفعالها « فادخلى في عبادي » أي في زمرة عبادي الصالحين المصطفين الذين رضيت عنهم « وادخلي جنتي » التي وعدتكم بها وأعددت نعيمكم فيها. (١)

١ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : الناس اثنان : واحد أراح ، وآخر استراح ، فأما الذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها ، وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيرا من الناس « ج ١ ص ١٧ ».

٢ ـ مع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله. « ص ٤٧ »

٣ ـ جا ، ما : المفيد ، عن الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، ومحمد بن سنان معا ، عن محمد بن عطية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الموت كفارة لذنوب المؤمنين. « ما ٦٨ »

__________________

(١) سيأتى في تفسير الاية حديث عن الكافى في باب ما يعاين المؤمن عند الموت تحت رقم ٥٠.

١٥١

٤ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه ، فالتفت إلي أبوعبدالله عليه‌السلام فقال لي : يا أبا الفضل ألا احدثك بحال المؤمن عند الله؟ فقلت : بلى فحدثني جعلت فداك ، فقال : إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا : يارب عبدك ونعم العبد ، كان سريعا إلى طاعتك ، بطيئا عن معصيتك ، وقد قبضته إليك ، فما تأمرنا من بعده؟ فيقول الجليل الجبار : اهبطا إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي ومجداني وسبحاني وهللاني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره. « ص ١٢٢ »

أقول : سيأتي تمامه في باب قضاء حاجة المؤمن.

٥ ـ ما : المفيد ، عن عمرو بن محمد الصيرفي ، عن محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن سعيد بن عمر ، عن الحسن بن ضوء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام : قال الله عزوجل : ما من شئ أتردد عنه ترددي عن قبض روح المؤمن ، (١) يكره الموت وأنا أكره مساءته ، فإذا حضره أجله الذي لا يؤخر فيه (٢) بعثت إليه بريحانتين من الجنة ، تسمى إحداهما المسخية ، والاخرى المنسية ، فأما المسخية فتسخيه عن ماله ، (٣) وأما المنسية فتنسيه أمر الدنيا. « ص ٢٦٤ »

٦ ـ ن : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قيل للصادق عليه‌السلام : صف لنا الموت ، قال (ع) : للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس (٤) لطيبه وينقطع التعب والالم كله عنه ، وللكافر كلسع الافاعي ولدغ العقارب أو أشد. قيل : فإن قوما يقولون : إنه أشد من نشر بالمناشير! (٥) وقرض بالمقاريض! ورضخ بالاحجار! وتدوير قطب الارحية على الاحداق ، قال : كذلك هو على

__________________

(١) في المصدر : اتردد فيه مثل ترددى عند قبض روح المؤمن. م

(٢) في المصدر : لا تاخير فيه. م

(٣) كأنه من سخوت نفسى عن الشئ اى تركته ولم تنازعنى إليه نفسى.

(٤) أى تأخذه فترة في حواسه فقارب النوم.

(٥) جمع المنشار وهى آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه.

١٥٢

بعض الكافرين والفاجرين ، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد؟ فذلكم الذي هو أشد من هذا لا من عذاب الآخرة فإنه أشد من عذاب الدنيا ، قيل : فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفئ وهو يحدث ويضحك ويتكلم ، وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟ فقال : ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا ، نظيفا ، مستحقا لثواب الابد ، لا مانع له دونه ، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب ، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله له بعد نفاد حسناته (١) ذلكم بأن الله عدل لا يجور. « ص ١٥١ ـ ١٥٢ »

ع ، مع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي الناصري ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الثاني ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصادق (ع) مثله. « ص ١٠٨ ص ٨٣ »

٧ ـ مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن أبي محمد الانصاري ـ وكان خيرا ـ عن عمار الاسدي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لو أن مؤمنا أقسم على ربه عزوجل أن لا يميته ما أماته أبدا ، ولكن إذا حضر أجله بعث الله عزوجل إليه ريحين : ريحا يقال له : المنسية ، وريحا يقال له : المسخية ، فأما المنسية فإنها تنسيه أهله وماله ، فأما المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتى يختار ما عند الله تبارك وتعالى. « ص ٤٧ »

٨ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : تمسكوا بما أمركم الله به ، فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إلا أن يحضره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما عند الله خير وأبقى ، وتأتيه البشارة من الله عزوجل فتقر عينه ويحب لقاء الله. « ص ١٥٧ »

بيان : الاغتباط : كون الانسان على حال يغبطه الناس ويتمنون حاله.

٩ ـ مع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي الناصري ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الجواد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قيل لامير المؤمنين عليه‌السلام : صف

__________________

(١) ليس في المصدر قوله : بعد نفاد حسناته. م.

١٥٣

لنا الموت ، فقال : على الخبير سقطتم ، هو أحد ثلاثة امور يرد عليه : إما بشارة بنعيم الابد ، وإما بشارة بعذاب الابد ، وإما تحزين (١) وتهويل وأمره مبهم ، لا تدري من أي الفرق هو ، فأما ولينا المطيع لامرنا فهو المبشر بنعيم الابد ، وأما عدونا الخالف علينا فهو المبشر بعذاب الابد ، وأما المبهم أمره الذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله ، يأتيه الخبر مبهما مخوفا ، ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا ، فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلوا (٢) ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة.

وسئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ما الموت الذي جهلوه؟ قال : أعظم سرور يرد على المؤمنين إذا نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الابد ، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذا نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد.

وقال علي بن الحسين (ع) : لما اشتد الامر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لانهم كلما اشتد الامر تغيرت ألوانهم و ارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم ، وكان الحسين صلوات الله عليه وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم ، وتهدئ جوارحهم ، وتسكن نفوسهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا لا يبالي بالموت! فقال لهم الحسين عليه‌السلام : صبرا بني الكرام! فما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسطة والنعيم الدائمة ، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟ وما هو لاعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب ، إن أبي حدثني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ، ما كذبت ولا كذبت.

__________________

(١) في المصدر : تخوين « تخويف خ ل ». م

(٢) في المصدر : فاعلموا واطيعوا ولا تتكلموا. م

(٣) في المصدر : الدنيا.

١٥٤

وقال محمد بن علي عليه‌السلام : قيل لعلي بن الحسين عليه‌السلام : ما الموت؟ قال : للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة ، وفك قيود وأغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح ، وأوطئ المراكب ، وآنس المنازل ، وللكافر كخلع ثياب فاخرة ، والنقل عن منازل أنيسة ، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش المنازل وأعظم العذاب.

وقيل لمحمد بن علي عليه‌السلام : ما الموت؟ قال : هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة ، إلا أنه طويل مدته ، لا ينتبه منه إلا يوم القيامة ، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره ومن أصناف الاهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه؟ هذا هو الموت فاستعدوا له. « ص ٨٣ »

بيان : النكد الشدة والعسر. والثبور : الهلاك :

١٠ ـ مع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه (ع) قال : دخل موسى بن جعفر عليه‌السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا فقالوا له : يابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف حال صاحبنا؟ فقال : الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم ، وتصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم ، وأما صاحبكم هذا فقد نخل (١) من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية ، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الابد. « ص ٨٣ ـ ٨٤ »

١١ ـ مع : بهذا الاسناد ، عن محمد بن علي عليه‌السلام قال : مرض رجل من أصحاب الرضا عليه‌السلام فعاده فقال : كيف تجدك؟ قال : لقيت الموت بعدك ـ يريد ما لقيه من شدة مرضه ـ فقال : كيف لقيته؟ فقال : أليما شديدا ، فقال : ما لقيته إنما لقيت ما ينذرك به ، ويعرفك بعض حاله ، إنما الناس رجلان : مستريح بالموت ، ومستراح به منه ،

__________________

(١) نخل الدقيل : غربله وأزال نخالته ، ونخل الشئ : اختاره وصفاه.

١٥٥

فجدد الايمان بالله وبالولاية تكن مستريحا ، ففعل الرجل ذلك ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (١) « ص ٨٤ »

١٢ ـ مع : بهذا الاسناد ، عن علي بن محمد عليه‌السلام قال : قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات الله عليه : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟ قال : لانهم جهلوه فكرهوه ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عزوجل لاحبوه ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا. ثم قال عليه‌السلام : يا أبا عبدالله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للالم عنه؟ قال : لجهلهم بنفع الدواء ، قال : والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من استعد للموت حق الاستعداد فهو (٢) أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج ، أما إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامة. « ٨٤ »

١٣ ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسن بن علي عليه‌السلام قال : دخل علي بن محمد (ع) مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت ، فقال له : يا عبدالله تخاف من الموت لانك لا تعرفه ، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك وأصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك؟ أو تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك؟ قال : بلى يابن رسول الله ، قال : فذلك الموت هو ذلك الحمام ، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك و تنقيتك من سيئاتك ، فإذا أنت وردت عليه وجاورته فقد نجوت من كل غم وهم و أذى ، ووصلت إلى كل سرور وفرح ، فسكن الرجل ونشط واستسلم وغمض عين نفسه ومضى لسبيله. وسئل الحسن بن علي بن محمد (ع) عن الموت ما هو؟ فقال : هو التصديق بما لا يكون. حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصادق عليه‌السلام قال : إن المؤمن إذا مات لم يكن ميتا ، فإن الميت هو الكافر ، إن الله عزوجل يقول : « يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي » يعني المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن. « ص ٧٤ ».

__________________

(١) يأتى الحديث مرسلا في باب ما يعاين المؤمن تحت رقم ٤٦ عن دعوات الراوندى في صورة مفصلة.

(٢) في المصدر : لهو. م

١٥٦

بيان قوله عليه‌السلام : هو التصديق بما لا يكون أي هو ما يستلزم التصديق بامور لا تكون بزعمه أي لا يتوقع حصولها ما يشاهده من غرائب أحوال النشأة الآخرة ، أو المعنى : أن الموت أمر ، التصديق به تصديق بما لا يكون ، إذ المؤمن لا يموت بالموت ، و الكافر أيضا لا يموت بالموت بل كان ميتا قبله ، ففيه حذف مضاف أي التصديق بالموت تصديق بما لا يكون.

١٤ ـ ل : الاربعمائة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، إما في مال ، وإما في ولد ، و إما في نفسه حتى يلقى الله عزوجل وماله ذنب ، وإنه ليبقى عليه الشئ من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته. « ج ٢ ص ١٦٢ »

١٥ ـ ع : أبي ، عن علي بن محمد ما جيلويه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا مفضل إياك والذنوب ، وحذرها شيعتنا ، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم ، إن أحدكم لتصيبه المعرة من السلطان وما ذاك إلا بذنوبه ، وإنه ليصيبه السقم وما ذاك إلا بذنوبه ، وإنه ليحبس عنه الرزق وما هو إلا بذنوبه ، وإنه ليشدد عليه عند الموت وما هو إلا بذنوبه ، حتى يقول من حضره : لقد غم بالموت ، فلما رأى ما قد دخلني قال : أتدري لم ذاك يا مفضل؟ قال : قلت : لا أدري جعلت فداك ، قال : ذاك والله إنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة وعجلت لكم في الدنيا. « ص ١٠٨ »

بيان : قال الفيروز آبادي : المعرة : الاثم ، والاذى ، والغرم ، والدية ، والخيانة. قوله عليه‌السلام : لقد غم بالموت أي صار مغموما متألما بالموت غاية الغم لشدته ، وقال الجوهري : غم يومنا بالفتح ، فهو يوم غم : إذا كان يأخذ بالنفس من شدة الحر.

١٦ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن علي بن الصلت ، (١) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنا معه في جنازة فقال بعض القوم : بارك الله

__________________

(١) أقول : الموجود في نسخة المصنف والمطبوع ونسخة مخطوطة اخرى من البحار « على بن الصلت » والظاهر أنه لا يصح لان على بن الصلت لم يدرك أبا عبدالله عليه‌السلام ، ولعله تصحيف « على بن الصامت » كما في معانى الاخبار المطبوع ، فليراجع الحديث في ص ١٠٨ منه.

١٥٧

لي في الموت وفيما بعد الموت ، فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام : فيما بعد الموت فضل ، إذا بورك لك في الموت فقد بورك لك فيما بعده. « ص ١٠٨ »

١٧ ـ ع : علي بن حاتم ، عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن الحسين ، عن الحسين ابن الوليد ، عن عمران بن الحجاج ، عن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت لاي علة إذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا ، وحيث ركبت لم يعلم به؟ قال : لانه نما عليها البدن. « ص ١١١ ».

بيان : قوله عليه‌السلام : لانه نما عليها البدن أي أن الالم إنما هو لالفة الروح بالبدن لنموه عليها لا لمحض الاخراج حتى يكون لادخال الروح أيضا ألم ، أو أنه لما نما عليها البدن وبلغ حدا يعرف الآلام والاوجاع فلذا يتألم بإخراج الروح ، بخلاف حالة الادخال فإنه قبل دخول الروح ما كان يجد شيئا لعدم الحياة ، وبعده لا ألم يحس به ، ويحتمل وجها ثالثا وهو أن السائل لما توهم أن الروح يدخل حقيقة في البدن سأل عن الحكمة في عدم تأثر البدن بدخول الروح وتأثره بالخروج ، مع أن العكس أنسب ، فأجاب عليه‌السلام بأن الروح الحيواني لا يدخل من خارج في البدن ، بل إنما تتولد فيه وينمو البدن عليها. (١) والمس أول ما يحس به من التعب والالم منه.

١٨ ـ ن ، ل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن أحمد بن حمزة الاشعري ، عن ياسر الخادم قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ، وقد سلم الله عزوجل على يحيى عليه‌السلام في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : « وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا » وقد سلم عيسى بن مريم عليه‌السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال : « والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا ». « ص ١٤٢ ج ١ ص ٣٥ »

__________________

(١) لو بدل رحمه الله الروح الحيوانى بالروح الانسانى انطبق على الحركة الجوهرية القائلة بكون الروح الانسانى إحدى مراتب البدن الاستكمالية كما يدل عليه قوله تعالى : « ثم انشأناه خلقا آخر »الاية والمدرك للذة والالم هو النفس فيتم البيان ، فالروح حدوثه كمال للبدن وهو نفسه فلا يشعر به ، ومفارقته مفارقة ما أنس به بالتعلق والتصرف فيوجب التألم. ط

١٥٨

١٩ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري عن عبدالرزاق ، عن معمر عن الزهري قال : قال علي بن الحسين (ع) : أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات : الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ، والساعة التي يقوم فيها من قبره ، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى فإما إلى الجنة وإما إلى النار. ثم قال : إن نجوت يابن آدم عند الموت فأنت أنت وإلا هلكت ، وإن نجوت يابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلا هلكت ، وإن نجوت حين يحمل الناس على الصراط فأنت أنت وإلا هلكت ، وإن نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت أنت وإلا هلكت. ثم تلا : « ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون » قال : هو القبر ، وإن لهم فيه لمعيشة ضنكا ، والله إن القبر لروضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار. ثم أقبل على رجل من جلسائه فقال له : قد علم ساكن السماء ساكن الجنة من ساكن النار فأى الرجلين أنت؟ وأي الدارين دارك؟. « ج ١ ص ٥٩ »

٢٠ ـ لي : أبي ، عن سعد ، عن النهدي ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : « وقيل من راق » قال : ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت ، قال : هل من طبيب؟ هل من دافع؟ (١) قال : « وظن أنه الفراق » يعني فراق الاهل والاحبة عند ذلك ، قال : « والتفت الساق بالساق » قال : التفت الدنيا بالآخرة ، قال : « إلى ربك يومئذ المساق » إلى رب العالمين يومئذ المصير. « ص ١٨٥ »

٢١ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله. (٢) « ف ج ١ ص ٧١ »

٢٢ ـ لي ، ن : الطالقاني ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه عن الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : لما حضرت الحسن بن علي (ع) الوفاة بكى فقيل : يابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله (ص) مكانك الذي أنت به (٣)

__________________

(١) في الامالى المطبوع : هل من طبيب؟ هل من راق؟ الخ.

(٢) مع اختلاف في الالفاظ م

(٣) في الامالى : ومكانك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذى انت به. م

١٥٩

وقد قال فيك رسول الله (ص) ما قال ، وقد حججت عشرين حجة ماشيا ، وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل؟ فقال عليه‌السلام : إنما أبكي لخصلتين : لهول المطلع ، وفراق الاحبة. « ص ١٣٣ ـ ١٣٤ ص ١٦٨ »

٢٣ ـ ين : النضر ، عن ابن سنان ، عمن سمع أبا جعفر عليه‌السلام مثله ، وفيه : وقد حججت عشرين حجة راكبا ، وعشرين حجة ماشيا. وما في رواية الصدوق أظهر.

٢٤ ـ سن : ابن فضال ، عن ابن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال الله تبارك وتعالى : ما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي عن المؤمن ، فإني احب لقاءه ويكره الموت ، فأزويه عنه ، ولو لم يكن في الارض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي ، وجعلت له من إيمانه انسا لا يحتاج معه إلى أحد. « ص ١٦٠ »

٢٥ ـ سن : ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : قال الله تبارك وتعالى : ليأذن بحرب مني مستدل عبدي المؤمن ، وما ترددت عن شئ كترددي في موت المؤمن ، إنى لاحب لقاءه ويكره المو فأصرفه عنه ، وإنه ليدعوني في أمر (١) فأستجيب له لما هو خير له ، (٢) ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه انسا لا يستوحش فيه إلى أحد. « ص ١٦٠ »

بيان : قوله تعالى : فأستجيب له لما هو خير له أي اعطيه عوضا عما يسألني من الامور الفانية ما أعلمه أنه خير له من اللذات الباقية.

٢٦ ـ سن : أبي ، عمن حدثه ، عن أبي سلام النحاس ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : والله لا يصف عبد هذا الامر فتطعمه النار ، قلت : إن فيهم من يفعل ويفعل! فقال : إنه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق الله عليه في رزقه ، فإن ذلك كفارة لذنوبه

__________________

(١) في المصدر : في الامر. م

(٢) ليست هذه الجملة إلى قوله : عن جميع خلقى موجودة في المصدر ، وفيه ايضا : « اجعل له » بدل « لجعلت له ». م

١٦٠