بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فإن أجاب بما يستحق به النعيم قام بذلك ملك النعيم وعرج عنه ملك العذاب ، وإن ظهرت فيه علامة استحقاقه العذاب وكل به ملك العذاب وعرج عنه ملك النعيم ، وقد قيل : إن الملائكة الموكلين بالنعيم والعقاب غير الملكين الموكلين بالمسألة ، وإنما يعرف ملائكة النعيم وملائكة العقاب ما يستحقه العبد من جهة ملكي المسألة ، فإذا سائلا العبد وظهر منه ما يستحق به الجزاء تولى منه ذلك ملائكة الجزاء ، وعرج ملكا المسألة إلى مكانهما من السماء ، وهذا كله جائز ولسنا نقطع بأحد دون صاحبه ، إذ الاخبار فيه متكافئة ، والعادة لنا في معنى ما ذكرناه التوقف والتجويز.

فصل : وإنما وكل الله تعالى ملائكة المسألة وملائكة العذاب والنعيم بالخلق تعبدا لهم بذلك ، كما وكل الكتبة من الملائكة عليهم‌السلام بحفظ أعمال الخلق وكتبها ونسخها ورفعها تعبدا لهم بذلك ، وكما تعبد طائفة من الملائكة بحفظ بني آدم وطائفة منهم بإهلاك الامم ، وطائفة بحمل العرش ، وطائفة بالطواف حول البيت المعمور ، وطائفة بالتسبيح ، وطائفة بالاستغفار للمؤمنين ، وطائفة بتنعيم أهل الجنة ، وطائفة بتعذيب أهل النار والتعبد لهم بذلك ليثيبهم عليها ، ولم يتعبد الله الملائكة بذلك عبثا كما لم يتعبد البشر والجن بما تعبدهم به لعبا بل تعبد الكل للجزاء ، وما تقتضيه الحكمة من تعريفهم نفسه تعالى والتزامهم شكر النعمة عليهم ، وقد كان الله تعالى قادرا على أن يفعل العذاب بمستحقه من غير واسطة وينعم المطيع من غير واسطة ، لكنه علق ذلك على الوسائط لما ذكرناه وبينا وجه الحكمة فيه ووصفناه ، وطريق مسألة الملكين الاموات بعد خروجهم من الدنيا بالوفات هو السمع ، وطريق العلم برد الحياة إليهم عند المسألة هو العقل ، إذ لا تصح مسألة الاموات واستخبار الجمادات ، وإنما يحسن الكلام للحي العاقل لما يكلم به ، وتقريره وإلزامه بما يقدر عليه ، مع أنه قد جاء في الخبر أن كل مسأل ترد اليه الحياة عند مساءلتهم ليفهم ما يقال له ، فالخبر بذلك أكد ما في العقل ، ولو لم يرد بذلك خبر لكفى حجة العقل فيه على ما بيناه. انتهى كلامه رحمه الله.

وأقول : لما كانت هذه المسألة من أعظم الاصول الاسلامية وقد أكثرت المتفلسفة والملاحدة الشبه فيها ورام بعض من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه تأويلها وتحريفها

٢٨١

أطنبت الكلام فيها بعض الاطناب ، وأرجو من فضل ربي أن يوفقني لان أعمل في ذلك رسالة مفردة عن هذا الكتاب ، والله الموفق لكل خير وصواب. وقد أثبتنا الاخبار النافعة في هذا المقصد الاقصى في باب الاحتضار ، وباب الجريدتين ، وباب الدفن ، وباب التلقين وغيرها من أبواب الجنائز ، وباب أحوال أولاد آدم ، وأبواب معجزات الائمة عليهم‌السلام وغرائب أحوالهم ، وسيأتي خبر طويل في تكلم سلمان مع بعض الاموات في باب أحواله رضي‌الله‌عنه ، وسيأتي في أكثر الابواب ما يناسب الباب لاسيما في باب فضل فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ، وباب فضل ليلة الجمعة ويومها ، وأبواب المواعظ ، و أبواب فضائل الاعمال وغيرها مما تطول الاشارة إليها فكيف ذكرها.

(باب ٩ آخر)

*(في جنة الدنيا ونارها وهو من الباب الاول)*

الايات ، مريم « ١٩» جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ٦١ ـ ٦٢.

الحج « ٢٢ » والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين * ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم ٥٨ ـ ٥٩.

يس « ٣٦ » إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ٢٥ ـ ٢٧.

المؤمن « ٤٠ » وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ٤٥ ـ ٤٦.

نوح « ٧١ » مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا ٢٥.

تفسير : « جنات عدن » أي جنات إقامة « التي وعد الرحمن عباده بالغيب » أي وعدها إياهم وهي غائبة عنهم ، أو وهم غائبون عنها ، أو وعدهم بإيمانهم بالغيب « إنه كان وعده » الذي هو الجنة « مأتيا » يأتيها أهلها الموعود لهم. وقيل : المفعول بمعنى الفاعل أي آتيا » لا يسمعون فيها لغوا « أي فضول كلام » إلا سلاما « أي ولكن يسمعون قولا يسلمون

٢٨٢

فيه من العيب والنقيصة ، أو إلا تسليم الملائكة عليهم ، أو تسليم بعضهم على بعض على الاستثناء المنقطع.

« ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا » قال الطبرسي رحمه الله : قال المفسرون : ليس في الجنة شمس ولا قمر فيكون لهم بكرة وعشي ، والمراد : أنهم يؤتون رزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداة والعشي ، وقيل : كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء أعجب به وكانت تكره الاكلة الواحدة في اليوم فأخبر الله تعالى أن لهم في الجنة رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك الوقت ، وليس ثم ليل وإنما هو ضوء ونور. وقيل : إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وفتح الابواب انتهى.

أقول : سيأتي نقلا من تفسير علي بن إبراهيم أن هذا في جنة الدنيا ، فلا يحتاج إلى هذه التكلفات. (١)

قوله تعالى : « ليرزقنهم الله رزقا حسنا » قيل : هذا في جنة الدنيا كقوله تعالى في الآية الاخرى : « بل أحياء عند ربهم يرزقون » وقال الطبرسي في قصة مؤمن آل يس عند قوله تعالى : « إني آمنت بربكم فاسمعون » : عن ابن مسعود قال : إن قومه لما سمعوا ذلك القول منه وطؤه بأرجلهم حتى مات فأدخله الله الجنة وهو حي فيها يرزق وهو قوله : « قيل ادخل الجنة » وقيل : رجموه حتى قتلوه ، وقيل : إن القوم لما أرادوا أن يقتلوه رفعه الله إليه فهو في الجنة ولا يموت إلا بنفاء الدنيا وهلاك الجنة عن الحسن ومجاهد ، وقالا : إن الجنة التي دخلها يجوز هلاكها ، وقيل : إنهم قتلوه إلا أن الله سبحانه أحياه وأدخله الجنة فلما دخلها قال : « ياليت قومي يعلمون » الآية. وفي هذا دلالة على نعيم القبر لانه إنما قال ذلك وقومه أحياء ، وإذا جاز نعيم القبر جاز عذاب القبر فإن الخلاف فيهما واحد.

وقال رحمه الله في قوله تعالى : « وحاق بآل فرعون » : أي أحاط ونزل بهم « سوء العذاب » أي مكروهه وما يسوء منه ، وسوء العذاب في الدنيا الغرق وفي الآخرة النار ، وذلك قوله : « النار يعرضون عليها غدوا وعشيا » أي يعرض آل فرعون على النار في قبورهم

__________________

(١) انظر ما يأتى تحت رقم ٤.

٢٨٣

صباحا ومساءا فيعذبون ، وعن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة من الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ، أورده البخاري ومسلم في الصحيحين. وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : (١) ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة لان نار القيامة لا تكون غدوا وعشيا ، ثم قال : إن كانوا إنما يعذبون غدوا وعشيا ففيما بين ذلك هم من السعداء ولكن هذا في نار البرزخ قبل يوم القيامة ، ألم تسمع قوله عزوجل : « ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ».

وقال البيضاوي : « مما خطيئاتهم » أي من أجل خطيئاتهم ، و « ما » مزيدة للتأكيد والتفخيم » اغرقوا « بالطوفان « فادخلوا » نارا ، المراد عذاب القبر أو عذاب الآخرة والتعقيب لعدم الاعتداد بما بين الاغراق والادخال ، أو لان المسبب كالمتعقب للسبب وإن تراخى عنه لفقد شرط أو وجود مانع.

١ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سأل الشامي الذي بعثه معاوية ليسأل عما بعث إليه ابن الاصفر الحسين بن علي عليه‌السلام عن العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فقال : هي عين يقال لها : سلمى. الخبر « ج ٢ ص ٥٦ ـ ٥٧ »

ج : مرسلا مثله. (٢) « ص ١٤٤ »

٢ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن عثمان ، عن الحسين بن بشار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن جنة آدم فقال : جنة من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبدا.

كا : علي ، عن أبيه ، عن البزنطي ، عن الحسين بن ميسر ، عنه عليه‌السلام مثله. « ف ج ١ ص ٦٨ »

__________________

(١) راجع الحديث تحت رقم ٦.

(٢) عبارة الكتابين هكذا : عين يقال لها : برهوت ، واما العين التى تأوى اليها ارواح المؤمنين فهى عين يقال لها : سلمى. م

٢٨٤

٣ ـ فس : أبي رفعه قال : سئل الصادق عليه‌السلام عن جنة آدم أمن جنان (١) الدنيا كانت أم من جنان الآخرة؟ فقال : كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا (٢) الخبر. « ص ٣٥ ـ ٣٦ »

٤ ـ فس : « ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا » قال : ذلك في جنات الدنيا قبل القيامة ، والدليل على ذلك قوله : « بكرة وعشيا » فالبكرة والعشي لا تكونان في الآخرة في جنان الخلد ، (٣) وإنما يكون الغدو والعشي في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح المؤمنين ، (٤) وتطلع فيها الشمس والقمر. « ص ٤١٢ »

٥ ـ فس : « وما نؤخره إلا لاجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والارض » فهذا هو في نار الدنيا قبل القيامة ، (٥) وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها »يعني في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح المؤمنين « ما دامت السموات والارض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ » يعني غير مقطوع من نعيم الآخرة في الجنة يكون متصلا به. « ص ٣١٤ »

٦ ـ فس : « النار يعرضون عليها غدوا وعشيا » قال : ذلك في الدنيا قبل القيامة وذلك أن في القيامة لا يكون غدوا ولا عشيا ، (٦) لان الغدو والعشاء إنما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر ، قال : وقال رجل لابي عبدالله عليه‌السلام : ما تقول في قول الله عزوجل : « النار يعرضون عليها غدوا وعشيا »؟ فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : مايقول الناس فيها؟ فقال : يقولون : إنها في نار الخلد وهم لا يعذبون

__________________

(١) في المصدر : جنات. وكذا في الفقرتين الاخيرتين. م

(٢) في المصدر : ما اخرج منها ابدا. م

(٣) في المصدر : جنات. وكذا في الفقرة الاخرى. م

(٤) في المصدر : تنتقل ارواح المؤمنين اليها. م (٥) في المصدر بعد ذلك : ما دامت السماوات والارض واما قوله اه. م (٦) في المصدر : غدو ولا عشى. م

٢٨٥

فيما بين ذلك ، فقال عليه‌السلام : فهم من السعداء ، (١) فقيل له : جعلت فداك فكيف هذا؟ فقال : إنما هذا في الدنيا فأما في نار الخلد (٢) فهو قوله : « ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ». « ص ٥٨٦ »

٧ ـ فس : أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ضريس (٣) الكناسي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال : أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب ، فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة حتى يلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته ، فإما إلى الجنة وإما إلى النار فهؤلاء الموقوفون لامر الله ، قال : وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والاطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغ الحلم ، وأما النصاب من أهل القبلة فإنه يخد لهم خدا إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم اللهب (٤) والشرر والدخان و فورة (٥) الحميم إلى يوم القيامة ، ثم بعد ذلك مصيرهم إلى الجحيم. « ص ٥٨٨ »

٨ ـ فس : الحسين بن عبدالله السكيني عن أبي سعيد البجلي ، (٦) عن عبدالملك بن هارون ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه صلوات الله عليهم قال : كان فيما سأل ملك الروم الحسن بن علي عليهما‌السلام أن سأله عن أرواح المؤمنين أين يكونون إذا ماتوا؟ قال : تجتمع عند صخرة بيت المقدس في ليلة الجمعة ، وهو عرش الله الادنى

__________________

(١) في المصدر بعد ذلك : فهم سعداء ، بحذف قوله : فقال عليه‌السلام. م

(٢) في المصدر : في الخلد. م

(٣) وزان زبير.

(٤) في المصدر : عليهم منها اللهب. م

(٥) الظاهر : وفورة الجحيم. والفورة من الحر : حدته.

(٦) كنية ثابت البجلى الكوفى المذكور في رجال الشيخ في باب أصحاب الصادق عليه‌السلام ولكن لم ينص هو ولا غيره على توثيقه.

٢٨٦

منها يبسط الله الارض وإليها يطويها وإليه المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء (١) والملائكة ، ثم سأل عن أرواح الكفار أين تجتمع؟ قال : تجتمع في وادي حضرموت وراء مدينة اليمن. « ص ٥٨٨ »

٩ ـ ختص ، ير : الحسن بن أحمد ، عن سلمة ، عن الحسن بن علي بن بقاح (٢) عن ابن جبلة ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الحوض فقال لي : حوض ما بين بصرى إلى صنعاء أتحب أن تراه؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ثم ضرب رجله فنظرت إلى نهر يجري لا تدرك حافيته إلا الموضع الذي أنا فيه قائم ، فإنه شبيه بالجزيرة فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهر يجري من جانبه هذا ماء أبيض من الثلج ، ومن جانبه هذا لبن أبيض من الثلج ، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت ، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء ، فقلت له : جعلت فداك من أين يخرج هذا؟ ومن أين مجراه؟ فقال : هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة ، عين من ماء ، وعين من لبن ، وعين من خمر تجري في هذا النهر ، ورأيت حافيته عليهما شجر (٣) فيهن حور متعلقات برؤوسهن شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن وبأيديهن آنية مارأيت آنية أحسن منها ليست من آنية الدنيا ، فدنا من إحديهن فأومأ إليها بيده لتسقيه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها فاغترفت ثم ناولته فشرب ثم ناولها وأومأ إليها فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها فاغترفت ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان ألين منه ولا ألذ منه ، وكانت رائحته رائحة المسك ، فنظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب ، فقلت له : جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط ، ولا كنت أرى أن الامر هكذا ، فقال لي : هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا ، إن المؤمن إذا توفى صارت روحه إلى هذا النهر ورعت في رياضه وشربت من شرابه ، وإن عدونا إذا توفى صارت روحه إلى وادي برهوت فاخلدت في عذابه ، واطعمت من زقومه ، واسقيت من حميمه ، فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي. « ير ص ١٢٩ ـ ١٣٠ »

__________________

(١) في المصدر بعد ذلك : أى استولى إلى السماء والملائكة اه. م

(٢) بفتح الباء وتشديد القاف.

(٣) في نسخة : ورأيت حافاته عليها شجر.

٢٨٧

١٠ ـ مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سليمان ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد ، عن عبدالله الاصم ، عن عبدالله بن بكر الارجاني قال : صحبت أبا عبدالله عليه‌السلام في طريق مكة من المدينة فنزلنا منزلا يقال له : عسفان ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش ، فقلت له : يابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطريق مثل هذا ، فقال لي : يابن بكر تدري أي جبل هذا؟ قلت : لا ، قال : هذا جبل يقال له : الكمد وهو على واد من أودية جهنم ، وفيه قتلة أبي : الحسين عليه‌السلام ، استودعهم فيه ، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم ، وما يخرج من جب الحوي ، (١) وما يخرج من الفلق من آثام ، (٢) وما يخرج من طينة الخبال ، وما يخرج من جهنم ، وما يخرج من لظى من الحطمة ، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الجحيم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السعير ـ وفي نسخة اخرى : وما يخرج من جهنم ، وما يخرج من لظى ومن الحطمة ، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الحميم ـ وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلا رأيتهما يستغيثان إلى ، وإني لانظر إلى قتلة أبي فأقول لهما : هؤلاء إنما فعلوا ما أسستما لم ترحمونا إذ وليتم ، وقتلتمونا وحرمتمونا ، ووثبتم على حقنا ، واستبددتم بالامر دوننا ، فلا رحم الله من يرحمكما ، ذوقا وبال ما قدمتما ، وما الله بظلام للعبيد ، فقلت له : جعلت فداك أين منتهى هذا الجبل؟ قال : إلى الارض السادسة وفيها جهنم على واد من أوديته ، عليه حفظته أكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى ، قدو كل كل ملك منهم بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه. بين : تمامه في باب غرائب أحوال الائمة عليهم‌السلام. وجب الحوى لعله تصحيف جب الحزن لما روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تعوذوا بالله من جب الحزن ، وهو اسم جب في جهنم.

١١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بإسناد له قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام :

__________________

(١) في كامل الزيارة المطبوع : من جب الجوى ، أى المتغير المنتن.

(٢) في هامش الكامل المطبوع ، وفى رواية شيخنا المفيد : وما يخرج من آثام.

٢٨٨

شر بئر في النار برهوت (١) الذي فيه أرواح الكفار. « ف ج ١ ص ٦٧ »

١٢ ـ كا : العدة عن سهل وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن القداح ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : شر ماء على وجه الارض ماء برهوت ، وهو الذي بحضرموت يرده هام الكفار « ف ج ١ ص ٧٦ »

١٣ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : شر اليهود يهود بيسان ، (٢) وشر النصارى نصارى نجران ، (٣) وخير ماء على وجه الارض ماء زمزم ، وشر ماء على وجه الارض ماء برهوت ، وهو واد بحضرموت ترد عليه هام الكفار وصداهم. « ف ج ١ ص ٧٦ »

بيان : قال الجزري : فيه : لا عدوى ولا هامة ، الهامة : الرأس ، واسم طائر ، وهو المراد في الحديث ، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها ، وهي من طير الليل ، وقيل : هي البومة ، وقيل : إن العرب كانت تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثاره تصير هامة فتقول : اسقوني اسقوني ، فإذا أدرك بثاره طارت ، وقيل : كانوا يزعمون أن عظام الميت ـ وقيل : روحه ـ تصير هامة فتطير ويسمونه الصدر فنفاه الاسلام ونهاهم عنه انتهى. والمراد بالهام والصدى في الخبر أرواح الكفار ، وإنما عبر عنها بهما لانهم كانوا هكذا يعبرون عنها ، وإن كان ما زعموه في ذلك باطلا.

١٤ ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، وسهل بن زياد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس الكناسي قال : سألت أبا جعفر

__________________

(١) في النهاية : في حديث على عليه‌السلام شر بئر في الارض برهوت. هو بفتح الباء والراء بئر عميقة بحضر موت لا يستطاع النزول إلى قعرها ، ويقال : برهوت بضم الباء وسكون الراء ، وتكون تاؤها على الاول زائدة ، وعلى الثانى أصلية انتهى. وفى القاموس : برهوت كحلزون : واد أو بئر بحضر موت. أخرجه الهروى عن على عليه‌السلام ، وأخرجه الطبرانى في المعجم عن ابن عباس عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٢) في القاموس : بيسان : بلدة بالشام.

(٣) في النهاية : نجران : موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن.

٢٨٩

عليه‌السلام أن الناس يذكرون أن فراتنا (١ ) يخرج من الجنة ، فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والاودية؟ قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام ـ وأنا أسمع ـ : إن لله جنة خلقها الله في المغرب وماء فراتكم هذه يخرج منها ، (٢ ) وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء ، فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف ، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيما بين السماء والارض تطير ذاهبة وجائية وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف ، قال : وإن لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ، ويأكلون من زقومها ، ويشربون من حميمها ليلهم ، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت أشد حرا من نيران الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون ، فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة ، قال : قلت : أصلحك الله ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد ٩ من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال : أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها ، فمن كان منهم له عمل صالح ولم تظهر منه عداوة فإنه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة ، فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته ، فإما إلى الجنة ، إو إلى نار ، فهؤلاء موقوفون لامر الله ، قال : وكذلك يفعل الله بالمستضعفين والبله والاطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم ، فأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة ، ثم مصيرهم إلى الحميم ثم في النار يسجرون ثم قيل

__________________

(١) الفرات نهر عظيم مبدء نبعه في أرمينية إحدى الممالك الجمهورية في روسيا ، ثم يجرى في جبال طوروس من تركيا ، ثم يجتاز السورية والعراق ، ثم يتحد بدجلة فيكون منهما شط العرب فينصب في بحر العمان ، وللتوراة الموجودة عناية في شأن هذا النهر وتبريكه وتقديسه وانها من انهار الجنة ، وهذا مما يؤكد احتمال الدس في هذه الرواية وما يقرب منها مضمونا ، ولو كان صحيحة مقبولة كان المراد بكون جنة الدنيا في ارمينية مثال كون نار الدنيا في برهوت ، والجنة والنار في حفرة القبر كناية عن نحو من التعلق بها. ط

(٢) في المصدر : وماء فراتكم يخرج منها. م

٢٩٠

لهم : أين ما كنتم تدعون من دون الله؟ أين إمامكم الذي اتخدتموه دون الامام الذي جعله الله للناس إماما. « ف ج ١ ص ٦٨ »

١٥ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن من وراء اليمن واديا يقال له : وادي برهوت ، ولا يجاور ذلك الوادي إلا الحيات السود والبوم من الطير ، في ذلك الوادي بئر يقال لها : بلهوت يغدى ويراح إليها بأرواح المشركين يسقون من ماء الصديد.

١٦ ـ فس : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يارسول الله رأيت أمرا عظيما ، فقال : وما رأيت؟ قال : كان لي مريض ونعت له من ماء بئر الاحقاف يستشفى به في برهوت ، (١) قال : فتهيأت ومعي قربة وقدح لآخذ (٢) من مائها وأصب في القربة إذا شئ قد هبط من جو السماء كهيئة السلسلة وهويقول : ياهذا اسقني ، الساعة أموت ، فرفعت رأسي ورفعت إليه القدح لاسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة فلما ذهبت اناوله القدح اجتذب حتى علق بالشمس ، ثم أقبلت على الماء أغترف إذ أقبل الثانية وهو يقول : العطش العطش ياهذا اسقني الساعة أموت ، فرفعت القدح لاسقيه فاجتذب حتى علق بعين الشمس (٣) حتى فعل ذلك الثالثة ، وشددت قربتي ولم أسقه فقال رسول الله (ص) : ذاك قابيل بن آدم قتل أخاه ، وهو قوله عزوجل : « والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ». (٢) « ص ٢٣٨ »

__________________

(١) في المصدر : نستسقى في برهوت. م

(٢) في المصدر : قال : فانتهيت ومعى قربة لاخذ اه. م

(٣) في المصدر : علق بالشمس. م

(٤) يشكل الخبر بأن ما ذكر فيه من القصة اولا لا ينطبق على ما ذكر من الاية أخيرا ، على أن أخبار تعذيب قابيل في عين الشمس ومنها هذا الخبر موضوعة وسنبين ذلك إن شاء الله فيما سيجئ من قصة هابيل وقابيل من كتاب قصص الانبياء. ط

٢٩١

بيان : سيأتي أمثال هذا الخبر بطرق متعددة في أبواب أحوال الائمة عليهم‌السلام ، وباب أحوال أولاد آدم عليه‌السلام وغيرها.

١٧ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن البزنطي ، عن عبدالكريم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء أعرابي إلى أبي جعفر عليه‌السلام فقال : من أين جئت يا أعرابي قال : من الاحقاف أحقاف عاد ، قال : رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصر قعره قال : وتدري ما ذاك الوادي؟ قال : لا والله ما أدري ، قال : ذاك برهوت فيه نسمة (١) كل كافر. (٢) « ص ١٤٨ »

١٨ ـ كتاب زيد النرسي : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إذا كان يوم الجمعة ويوما العيدين أمر الله رضوان خازن الجنان أن ينادي في أرواح المؤمنين وهم في عرصات الجنان : إن الله قد أذن لكم الجمعة بالزيارة إلى أهاليكم وأحبائكم من أهل الدنيا ، ثم يأمر الله رضوان أن يأتي لكل روح بناقة من نوق الجنة عليها قبة من زبرجد خضراء غشاؤها من ياقوتة رطبة صفراء ، على النوق جلال وبراقع من سندس الجنان وإستبرقها ، فيركبون تلك النوق ، عليهم حلل الجنة ، متوجون بتيجان الدر الرطب تضئ كما تضئ الكواكب الدرية في جو السماء من قرب الناظر إليها لا من البعد ، فيجتمعون في العرصة ، ثم يأمر الله جبرئيل من أهل السماوات أن تستقبلوهم فتستقبلهم ملائكة كل سماء وتشيعهم ملائكة كل سماء إلى السماء الاخرى فينزلون بوادي السلام وهو واد بظهر الكوفة ، ثم يتفرقون في البلدان والامصار حتى يزوروا أهاليهم الذين كانوا معهم في دار الدنيا ، ومعهم ملائكة تصرفون وجوههم عما يكرهون النظر إليه إلى ما يحبون ، (٣) ويزورون حفر الابدان حتى ما إذا صلى الناس وراح أهل الدنيا إلى منازلهم من مصلاهم نادى فيهم جبرئيل بالرحيل إلى غرفات الجنان فيرحلون ، قال : فبكى رجل في المجلس فقال : جعلت فداك هذا للمؤمن فما حال الكافر؟ فقال أبو

__________________

(١) النسمة : الروح.

(٢) اسقط رحمه الله صدر الخبر وذيله. م

(٣) في كتاب زيد النرسى المطبوع : فيصرفرن وجوههم عما يكرهون النظر إليه إلى ما يحبون.

٢٩٢

عبدالله عليه‌السلام : أبدان ملعونة تحت الثرى في بقاع النار ، وأرواح خبيثة مسكونة بوادي برهوت من بئر الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات ، يؤدي ذلك الفزع و الاهوال إلى الابدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار ، فهي بمنزلة النائم إذا رأى الاهوال ، فلا تزال تلك الابدان فزعة زعرة ، وتلك الارواح معذبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات المسخوطات الملعونات المصفوفات (١) مسجونات فيها لا ترى روحا ولا راحة إلى مبعث قائمنا ، فيحشرها الله من تلك المركبات فترد في الابدان ، وذلك عند النشرات (٢) فتضرب أعناقهم ، ثم تصير إلى النار أبد الآبدين ودهر الداهرين.

بيان : ظاهره كون أرواح السعداء في عالم البرزخ في الجنة التي في السماء ، ويمكن تخصيصها ببعض المقربين ، والمراد بالمركبات الخبيثات الاجساد المثالية المناسبة لارواحهم الملعونة ، ويدل على أن للاجساد الاصلية أيضا حظا من العذاب.

(باب ١٠)

*(ما يلحق الرجل بعد موته من الاجر)*

١ ـ ل : أبي ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، ابن رئاب ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر إلا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجرى بعد موته إلى يوم القيامة ، صدقة موقوفة لا تورث ، أو سنة هدى سنها وكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره ، أو ولد صالح يستغفر له. « ج ١ ص ٧٣ »

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمد بن شعيب ، عن الهيثم ، عن أبي كهمش ، (٣) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن من بعد موته : ولد

__________________

(١) في كتاب زيد النرسى المطبوع : المصفدات.

(١) في كتاب زيد النرسى المطبوع : النشرات « النبشات خ ل ».

(٣) هكذا في النسخ ولكن الصحيح الهيثم أبى كهمس.

٢٩٣

صالح يستغفر له ، ومصحف يقرأ فيه ، وقليب (١) يحفره ، وغرس يغرسه ، وصدقة ماء يجريه ، وسنة حسنة يؤخذ بها بعده. « ج ١ ص ١٥٧ »

٣ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن يونس ، عن السري بن عيسى ، عن عبدالخالق بن عبد ربه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلاثة : ولد بار يستغفر له ، وسنة خير يقتدى به فيها ، و صدقة تجري من بعده.

٤ ـ لى : محمد بن على ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن منصور ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر إلا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته ، وسنة هدى سنها فهي تعمل بها بعد موته ، وولد صالح يستغفر له. « ص ٢٢ »

٥ ـ سن : أبي ، عن أبان بن عثمان؟ عن معاوية بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أي شئ يلحق الرجل بعد موته؟ قال : يلحقه الحج عنه ، والصدقة عنه ، والصوم عنه. « ٧٢ »

__________________

(١) القليب : البئر.

٢٩٤

(أبواب المعاد)

*(وما يتبعه ويتعلق به)*

(باب ١)

*(أشراط الساعة ، وقصة يأجوج ومأجوج)*

الايات ، الانعام « ٦ » هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ١٥٨.

الكهف « ١٨ » حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا * قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا (١) * قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما (٢) * آتوني زبر (٣) الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين (٤) قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا (٥) * فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا * قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي

__________________

(١) السد بالفتح والضم بمعنى واحد وهو الحاجز بين الشيئين ، وقيل : السد بالضم ما كان خلقة وبالفتح ما كان صنعة.

(٢) الردم : سد الثلمة بالحجر ، ويستعمل في الحاجز الحصين ، وهو اكبر من السد.

(٣) الزبر : قطع عظيمة من الحديد ، مفردها زبرة ،

(٤) الصدفين. جانبى جبلين متقابلين ، اى ما بين الناحيتين من الجبلين ، مفردها صدف ، وهو منقطع الجبل او ناحيته.

(٥) القطر : النحاس المذاب.

٢٩٥

جعله دكاء (١) وكان وعد ربي حقا * وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ٩٣ ـ ٩٩.

الانبياء « ٢١ » حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون* واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ٩٦ ـ ٩٧ « وقال » : وإن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون ١٠٩.

النمل « ٢٧ » وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ٨٢.

الزخرف « ٤٣ » وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ٦١.

الدخان « ٤٤ » يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم* ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون * أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين* ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون * إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون * يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ١١ ـ ١٦.

محمد « ٤٧ » فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها «٢» فأنى لهم إذا جاءتهم ذكريهم ١٨.

تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : « هل ينظرون » أي ما ينتظر هؤلاء الكفار « إلا أن تأتيهم الملائكة » لقبض أرواحهم ، وقيل : لانزال العذاب والخسف بهم ، وقيل : لعذاب القبر « أو يأتي ربك » أي أمر ربك بالعذاب فحذف المضاف ، أو يأتي ربك بجلائل آياته فيكون حذف الجار فوصل الفصل ثم حذف المفعول لدلالة الكلام عليه لقيام الدليل في العقل عليه ، أو المعنى : أو يأتي إهلاك ربك إياهم بعذاب عاجل أو آجل بالقيامة كما يقال : قد أتاهم فلان أي قد أوقع بهم « أو يأتي بعض آيات ربك » وذلك نحو خروج الدابة أو طلوع الشمس من مغربها.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : بادروا بالاعمال ستا : طلوع الشمس من

__________________

(١) اى مدكوكا ، مستويا ، مبسوطا.

(٢) اى علاماتها.

٢٩٦

مغربها ، والدابة ، والدجال ، والدخان ، وخريصة أحدكم ـ أي موته ـ وأمر العامة يعني القيامة « يوم يأتي بعض آيات ربك » الذي يضطرهم إلى المعرفة ويزول التكليف عندها « لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل » لانه ينسد باب التوبة بظهور آيات القيامة. « أو كسبت في إيمانها خيرا » عطف على قوله : آمنت ، وفيه أقوال :

أحدها : أنه إنما قال ذلك على جهة التغليب لان أكثر من ينتفع بإيمانه حينئذ من كسب في إيمانه خيرا.

وثانيها : أنه لا ينفع أحدا فعل الايمان ولا فعل خير في تلك الحال لانه حال زوال التكليف ، فالمعنى أنه لا ينفعه إيمانه حينئذ وإن كسب في إيمانه خيرا.

وثالثها : أنه للابهام في أحد الامرين ، والمعني : أنه لا ينفع في ذلك اليوم إيمان نفس إذا لم تكن آمنت قبل ذلك اليوم أو ضمت إلى إيمانها أعمال الخير ، فإنها إذا آمنت قبل نفعها إيمانها ، وكذلك إذا ضمت إلى الايمان طاعة نفعتها أيضا وهذا أقوى.

وقال رحمه الله في قوله : « إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض » : فسادهم أنهم كانوا يخرجون فيقتلونهم ويأكلون لحومهم ودوابهم ، وقيل : كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يدعون شيئا أخضر إلا أكلوه ، ولا يابسا إلا احتملوه ، عن الكلبي.

وقيل : إنهم أرادوا سيفسدون في المستقبل عند خروجهم ، وورد في الخبر عن حذيفة قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن يأجوج ومأجوج ، قال : يأجوج امة ، و مأجوج امة ، كل امة أربعمائة امة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح ، قلت : يارسول الله صفهم لنا ، قال : هم ثلاثة أصناف : صنف منهم أمثال الارز ، (١) قلت : يارسول الله وما الارز؟ قال شجر بالشام طويل ، وصنف منهم طولهم وعرضهم سواء وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد ، وصنف منهم يفترش أحدهم إحدى اذنيه ويلتحف بالاخرى ، ولا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل

__________________

(١) بالفتح ثم السكون.

٢٩٧

ولا خنزير إلا أكلوه ، من مات منهم أكلوه ، مقدمتهم بالشام ، وساقتهم (١) بخراسان ، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية. (٢)

قال وهب ومقاتل : إنهم من ولد يافث بن نوح أبي الترك ، وقال السدي : الترك سرية من يأجوج ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فضرب السد فبقيت خارجة ، وقال قتادة : إن ذا القرنين بنى السد على أحد وعشرين قبيلة ، وبقيت منهم قبيلة دون السد فهم الترك. وقال كعب : هم نادرة من ولد آدم ، وذلك أن آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب فخلق الله من ذلك الماء والتراب يأجوج ومأجوج فهم متصلون بنا من جهة الاب دون الام وهذا بعيد. (٣) فما اسطاعوا أن يظهروه « أي يعلوه ويصعدوه » وما استطاعوا له نقبا « أي لم يستطيعوا أن ينقبوا أسفله لكثافة وصلابته ، فنفى بذلك كل عيب يكون في السد ، وقيل : إن هذا السد وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر المحيط ، وقيل : إنه وراء دربند وخزران من ناحية أرمينية وآذربيجان ، وقيل : إن مقدار ارتفاع السد مائتا ذراع ، وعرض الحائط نحو من خمسين ذراعا.

قال ذوالقرنين : « هذا رحمة من ربي » أي هذا السد نعمة من الله لعباده أنعم بها عليهم في دفع شر يأجوج ومأجوج عنهم « فإذا جاء وعد ربي » يعني إذا جاء وقت أشراط الساعة ووقت خروجهم الذي قدره الله تعالى « جعله دكاء » أي جعل السد مستويا مع الارض مدكوكا أو ذا دك ، وإنما يكون ذلك بعد قتل عيسى بن مريم الدجال عن ابن مسعود ، وجاء في الحديث أنهم يدأبون في حفره نهارهم حتى إذا أمسوا وكادوا لا يبصرون شعاع الشمس قالوا : نرجع غدا ونفتحه ولايستثنون فيعودون من الغد وقد استوى كما كان حتى إذا جاء وعد الله قالوا : غدا نخرج ونفتح إن شاء الله فيعودون إليه وهو كهيئة حين تركوه بالامس فيخرقونه فيخرجون على الناس فينشفون

__________________

(١) في نسخة : مؤخرتهم.

(٢) الحديث عامى. وكذا ما يأتى بعد ذلك ضمن التفسير.

(٣) بل يشبه الاساطير. والاعاجيب التى حكيت فيهم ، لم ترد في الكتاب العزيز ولا في أثر صحيح.

٢٩٨

المياه ، وتتحصن الناس في حصونهم منهم ، فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع وفيها كهيئة الدماء فيقولون : قد قهرنا أهل الارض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا (١) في أقفائهم فتدخل في آذانهم فيهلكون بها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفس محمد بيده إن دواب الارض لتسمن وتشكر من لحومهم شكرا ، (٢) وفي تفسير الكلبي : إن الخضر واليسع يجتمعان كل ليلة على ذلك السد يحجبان يأجوج ومأجوج عن الخروج.

« وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض » أي وتركنا يأجوج ومأجوج يوم انقضاء أمر السد يموجون في الدنيا مختلطين لكثرتهم ويكون حالهم كحال الماء الذي يتموج باضطراب أمواجه ، وقيل : إنه أراد سائر الخلق الجن والانس أي تركنا الناس يوم خروج يأجوج ومأجوج يختلط بعضهم ببعض لان ذلك علم للساعة.

وقال رحمه الله في قوله تعالى : « حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج » أي فتحت جهتهم ، والمعنى انفرج سدهم بسقوط أو هدم أوكسر وذلك من أشراط الساعة « وهم من كل حدب ينسلون » أي من كل نشز (٣) من الارض يسرعون ، يعني أنهم يتفرقون في الارض فلا ترى أكمة (٤) إلا وقوم منهم يهبطون منها مسرعين « واقترب الوعد الحق » أي الموعود الصدق وهو قيام الساعة ، فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا أي لا تكاد تطرف من شدة ذلك اليوم وهوله ، « يقولون ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا » أي اشتغلنا بامور الدنيا ، وغفلنا من هذا اليوم فلم نتفكر فيه ، بل كنا ظالمين بأن عصينا الله تعالى وعبدنا غيره.

وقال في قوله تعالى : « وإذا وقع القول عليهم » أي وجب العذاب والوعيد عليهم ، وقيل : معناه : إذا صاروا بحيث لا يفلح أحد منهم ولا أحد بسببهم. وقيل : إذا غضب الله عليهم ، وقيل : إذا نزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة فسمي المقول قولا « أخرجنا لهم

__________________

(١) النغفة : دود يكون في انوف الابل والغنم.

(٢) أى تمتلئ ضرعها لبنا. وفى مجمع البيان المطبوع : وتسكر من لحومهم سكرا. ولعله مصحف.

(٣) النشز : المكان المرتفع.

(٤) أكمة : التل.

٢٩٩

دابة من الارض » تخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن ، والكافر بأنه كافر وعند ذلك يرتفع التكليف ولا تقبل التوبه ، وهو علم من أعلام الساعة وقيل : لا يبقى مؤمن إلا مسحته ، ولا يبقى منافق إلا حطمته ، تخرج ليلة جمع والناس يسيرون إلى منى ، عن ابن عمر ، وروى محمد بن كعب قال : سئل على عليه‌السلام عن الدابة فقال : أما والله مالها ذنب وإن لها للحية ، وفي هذا إشارة إلى أنها من الانس.

وروى ابن عباس أنها دابة من دواب الارض لها زغب (١) وريش ولها أربع قوائم. وعن حذيفة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : دابة الارض طولها ستون ذراعا ، لا يدركها طالب ، ولا يفوتها هارب ، فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه : مؤمن ، وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه : كافر ، ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا ، وتخطم أنف الكافر بالخاتم ، حتى يقال : يامؤمن ، وياكافر.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه تكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر : فتخرج خروجا بأقصى المدينة فيفشو ذكرها بالبادية ولا يدخل ذكرها القرية يعني مكة ، ثم تمكث زمانا طويلا ، ثم تخرج خرجة اخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في البادية ويدخل ذكرها القرية يعني مكة ، ثم صار الناس يوما في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها على الله عزوجل يعني المسجد الحرام لم ترعهم إلا وهي في ناحية المسجد تدنو وتدنو كذا ما بين الركن الاسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك فيرفض الناس عنها ، وتثبت لها عصابة عرفوا أنهم لن يعجزوا الله ، فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الارض لا يدركها طالب ، ولا يعجزها هارب ، حتى أن الرجل يقوم فيتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : يافلان الآن تصلي؟ فيقبل عليها بوجه فتسمه في وجهه فيتجاور الناس في ديارهم ، ويصطحبون في أسفارهم ، ويشتركون في الاموال ، يعرف المؤمن من الكافر فيقال للمؤمن : يامؤمن ، وللكافر : ياكافر. وروي عن وهب أنه قال : وجهها وجه رجل ، وسائر خلقها خلق الطير. ومثل هذا لا يعرف إلا من النبوات الالهية.

__________________

(١) الزغب : أول ما يبدو من الشعر او الريش.

٣٠٠