بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١ ـ ن : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قيل للصادق (ع) : أخبرنا عن الطاعون ، فقال : عذاب الله لقوم ، (١) ورحمة لآخرين ، قالوا : وكيف تكون الرحمة عذابا؟ قال : أما تعرفون أن نيران جهنم عذاب على الكفار ، وخزنة جهنم معهم فيها فهي رحمة عليهم. « ص ١٧٩ »

ع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن ، عن الحسن بن علي الناصر ، عن أبيه ، عن الجواد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام مثله. « ص ١٠٨ »

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : الطاعون ميتة وحية. « ص ٢٠٧ »

صح : عنه عليه‌السلام مثله.

بيان : وحية أي سريعة.

٣ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن عاصم بن حميد ، عن علي بن المغيرة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : القوم يكونون في البلد يقع فيها الموت ، ألهم أن يتحولوا عنها إلى غيرها؟ قال : نعم ، قلت : بلغنا أن رسول الله (ص) عاب قوما بذلك ، فقال : اولئك كانوا رتبة بإزاء العدو فأمرهم رسول الله (ص) أن يثبتوا في موضعهم ، ولا يتحولوا منه إلى غيره ، فلما وقع فيهم الموت تحولوا من ذلك المكان إلى غيره ، فكان تحويلهم من ذلك المكان إلى غيره كالفرار من الزحف. « ص ١٧٦ »

بيان : في بعض النسخ رئية بالهمزة من الرؤية أي كانوا تيراؤون العدو ويترقبونهم ، وفي بعضها رتبة بالتاء قبل الباء الموحدة ، أي رتبوا واثبتوا بإزاء العدو.

٤ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان الاحمر قال : سأل بعض أصحابنا أبا الحسن عليه‌السلام عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها ، أتحول عنها؟ قال : نعم ، قال : ففي القرية وأنا فيها أتحول عنها؟ قال : نعم ، قال : ففي الدار وأنا فيها أتحول عنها؟ قال : نعم ، قلت : فإنا نتحدث أن رسول الله

__________________

(١) في نسخة : عذاب لقوم.

١٢١

صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف ، قال : إن رسول الله (ص) إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو. فيقع الطاعون فيخلون أماكنهم ويفرون منها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك فيهم. « ص ٧٤ »

٥ ـ وروي : أنه إذا وقع الطاعون في أهل مسجد فليس لهم أن يفروا منه إلى غيره. « ص ٧٤ »

بيان : يمكن أن يكون الرواية الاخيرة على تقدير صحتها محمولة على الكراهة جمعا بينها وبين ما سبق ، والظاهر أن لخصوصية المسجد مدخلا وليس لبيان الفرد الخفي لما رواه علي بن جعفر في كتاب المسائل ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن الوباء (١) يقع في الارض هل يصلح للرجال أن يهرب منه؟ قال : يهرب منه ما لم يقع في مسجده الذي يصلي فيه ، فإذا وقع في أهل مسجده الذي يصلي فيه فلا يصلح الهرب منه.

٦ ـ ن : جعفر بن علي بن أحمد ، عن الحسن بن محمد بن علي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن عمر بن عبدالعزيز ، عمن سمع الحسن بن محمد النوفلي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : إن قوما من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم الوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة ، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة (٢) فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم (٣) فصاروا رميما ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية ، فأوحى الله عزوجل إليه : أتحب أن احييهم لك فتنذرهم؟ فقال : نعم يارب ، فأوحى الله عزوجل : أن نادهم ، فقال : أيتها العظام البالية! قومي بإذن الله عزوجل ، فقاموا أحياءا أجمعون ينفضون التراب عن رؤرسهم. « ص ٩٠ ـ ٩١ »

٧ ـ كا : محمد بن يحيى يرفعه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : دعا نبي من الانبياء على قومه فقيل : له اسلط عليهم عدوهم؟ فقال : لا ، فقيل له : فالجوع؟ فقال : لا ،

__________________

(١) قال ابن منظور في لسان العرب : الوباء : الطاعون بالقصر والمد والهمز ، وقيل : هو كل مرض عام.

(٢) الحظيرة : ما يحاط بالشئ خشبا أو قصبا.

(٣) أى بليت وتفتت.

١٢٢

فقيل له : ما تريد؟ فقال : موت دفيف يحزن القلب ويقل العدد : فأرسل عليهم الطاعون. « ف ج ١ ص ٧٢ »

٨ ـ فس : « ألم تر إلى الذين خرجوا » الآية قال : إنه كان وقع طاعون بالشام في بعض المواضع فخرج منهم خلق كثير هربا من الطاعون فصاروا إلى مفازة فماتوا في ليلة واحدة كلهم ، وكانوا حتى أن المار في تلك الطرق كان ينحي عظامهم برجله عن الطريق ، ثم أحياهم الله عزوجل وردهم إلى منازلهم وعاشوا دهرا طويلا ثم ماتوا و دفنوا. « ص ٧٠ »

٩ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، وغيره عن بعضهم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وبعضهم عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل : « ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم » فقال : إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام ، وكانوا سبعين ألف بيت ، وكان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الاغنياء لقوتهم ، وبقي فيها الفقراء لضعفهم ، فكان الموت يكثر في الذين أقاموا ، ويقل في الذين خرجوا ، فيقول الذين خرجوا : لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت ، ويقول الذين أقاموا : لو كنا خرجنا لقل فينا الموت ، قال : فاجمع رأيهم جميعا أنه إذا وقع الطاعون وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة ، فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت ، فساروا في البلاد ما شاء الله ، ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها وأفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم واطمأنوا بها قال الله عزوجل : موتوا جميعا ، فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما عظاما تلوح وكانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم في موضع ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له : حزقيل فلما رأى لك العظام بكى واستعبر ، (١) وقال : يارب! لو شئت لاحييتهم الساعة كما أمتتهم فعمروا بلادك ، وولدوا عبادك ، وعبدوك مع من يعبدك من خلقك ، فأوحى الله تعالى إليه : أفتحب

__________________

(١) أى جرت عبرته أى دمعته.

١٢٣

ذلك؟ فقال : نعم يارب فأحيهم ، قال : فأوحى الله عزوجل إليه : قل : كذا وكذا ، فقال الذي أمره الله عزوجل أن يقوله ـ فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : وهو الاسم الاعظم ـ لما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياءا ينظر بعضهم إلى بعض ، يسبحون الله عز ذكره ، ويكبرونه ويهللونه ، فقال حزقيل عند ذلك : أشهد أن الله على كل شئ قدير. قال عمر بن يزيد : فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : فيهم نزلت هذه الآية.

١٠ ـ دعوات الراوندي ، سئل زين العابدين عليه‌السلام عن الطاعون : أنبرأ ممن يلحقه فإنه معذب؟ فقال عليه‌السلام : إن كان عاصيا فابرأ منه ، طعن أو لم يطعن ، (١) وإن كان لله عزوجل مطيعا فإن الطاعون مما تمحص به ذنوبه ، إن الله عزوجل عذب به قوما ، ويرحم به آخرين ، واسعة قدرته لما يشاء ، أما ترون أنه جعل الشمس ضياءا لعباده و منضجا لثمارهم ومبلغا لاقواتهم؟ وقد يعذب بها قوما يبتليهم بحرها يوم القيامة بذنوبهم وفي الدنيا بسوء أعمالهم.

(باب ٤)

*(حب لقاء الله وذم الفرار من الموت)*

الايات ، البقرة « ٢ » قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين * ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ٩٤ ـ ٩٦.

آل عمران « ٣ » ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ١٤٣ «وقال تعالى» : الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ١٦٨.

__________________

(١) أى أصابه الطاعون أولا.

١٢٤

النساء « ٤ » أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ٧٨.

يونس « ١٠» إن الذين لا يرجون لقائنا ورضوا بالحياة الدنيا وأطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * اولئك مأويهم النار بما كانوا يكسبون ٧ ـ ٨.

الاحزاب « ٣٣ » قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا. ١٦

الجمعة « ٦٢ » قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين* قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ينبئكم بما كنتم تعملون ٦ ـ ٨.

تفسير : « خالصة » أي خاصة بكم ، والخطاب لليهود لقولهم : « لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ». « فتمنوا الموت » لانه من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاقها وأحب التخلص إليها من الدار ذات الشوائب « بما قدمت أيديهم » أي من موجبات النار ، و روي أنهم لو تمنوا الموت لغص (١) كل إنسان بريقه فمات مكانه وما بقي على وجه الارض يهودي « ومن الذين أشركوا » أي أحرص منهم ، أو خبر مبتداء محذوف ، صفته » يود أحدهم « أي ومنهم ناس يود أحدهم ، وعلى هذا أيضا يحتمل أن يكون المراد بالمشركين اليهود لقولهم : « عزير ابن الله » والزحزحة : التبعيد ، ويحتمل أن يكون المراد عذاب الآخرة أو الاعم فيكون الزحزحة كناية عن رفعه عنهم ، إذ بمقدار زيادة العمر يبعد عنهم عذاب البرزخ « ولقد كنتم تمنون الموت » أي الحرب فإنها من أسباب الموت ، أو الموت بالشهادة ، وهو توبيخ لمن لم يشهد بدرا وتمنى الجهاد ثم شهد احدا وفر « لا يرجون لقائنا » أي لا يتوقعونه لانكارهم البعث ، أو لا يخافون عقابنا ، إذ قد يكون الرجاء بمعنى الخوف « فتمنوا الموت » الخطاب وإن توجه ظاهرا إلى اليهود لكنه تعريض عام لكل من يدعي ولاية الله ويكره الموت.

١ ـ فس : « فتمنوا الموت إن كنتم صادقين » قال : إن في التورة مكتوب :

__________________

(١) غص بالطعام أو الماء اعترض في حلقه شئ منه فمنعه التنفس.

١٢٥

أولياء الله يتمنون الموت ، ثم قال : « إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ». « ص ٦٧٩ ».

٢ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن عن داود الابزاري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ينادي مناد كل يوم : لد للموت واجمع للفناء وابن للخراب. (١)

٣ ـ ين : ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي عبيدة قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك حدثني بما أنتفع به ، فقال : يا أبا عبيدة ما أكثر ذكر الموت إنسان إلا زهد في الدنيا.

٤ ـ ين : علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود ، عن زيد بن أبي شيبة الزهري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : الموت ، الموت ، جاء الموت بما فيه ، جاء بالروح والراحة والكرة المباركة إلى جنة عالية لاهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم ، وجاء الموت بما فيه ، جاء بالشقوة والندامة والكرة الخاسرة إلى نار حامية (٢) لاهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم.

٥ ـ وقال : إذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الامل بين العينين و ذهب الاجل وراء الظهر.

٦ ـ قال : وقال : سئل رسول الله (ص) : أي المؤمنين أكيس؟ قال : أكثرهم ذكرا للموت ، وأشدهم استعدادا له.

٧ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام أيها الناس كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر ، والاجل مساق النفس إليه ، والهرب منه موافاته.

أقول : سيأتي شرحه في باب شهادة أميرالمؤمنين عليه‌السلام. (٣)

__________________

(١) اللام في الجمل الثلاثه للعاقبة.

(٢) في نسخة : خاصة.

(٣) قال رضي‌الله‌عنه هناك : قوله : كل امرء لاق في فراره أى من الامور المقدرة الحتمية كالموت ، قال الله تعالى : « قل إن الموت الذى تفرون منه فانه ملاقيكم » وإنما قال عليه‌السلام : في فراره ، لان كل أحد يفر دائما من الموت وإن كان تبعدا ، والمساق مصدر ميمى ، فيحتمل أن يكون المراد بالاجل منتهى العمر والمساق ما يساق إليه ، وأن يكون المراد به المدة فالمساق زمان السوق *

١٢٦

٨ ـ لي : الدقاق عن محمد بن هارون عن عبيدالله بن موسى ، عن محمدبن الحسين ، عن محمد بن محصن ، عن ابن ظبيان ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام قال : لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم عليه‌السلام أهبط الله ملك الموت ، فقال : السلام عليك يا إبراهيم! قال : وعليك السلام ياملك الموت أداع أم ناع؟ قال : بل داع يا إبراهيم؟ فأجب ، قال إبراهيم : فهل رأيت خليلا يميت خليله؟ قال : فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال : إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم ، فقال الله جل جلاله ياملك الموت إذهب إليه وقل له : هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟ إن الحبيب يحب لقاء حبيبه. « ص ١١٨ »

٩ ـ ل : ابن المغيرة ، عن جده ، عن جده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقال : ما لي لا احب الموت؟ فقال له : ألك مال؟ قال نعم ، قال : فقدمته؟ قال : لا ، قال : فمن ثم لا تحب الموت. « ج ١ ص ١٠ »

١٠ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لم يخلق الله عزوجل يقينا لاشك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت. « ج ١ ص ١٠ »

١١ ـ ل : الفامي وابن مسرور معا ، عن ابن بطة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده (ع) قال : سئل أميرالمؤمنين عليه‌السلام : بماذا أحببت لقاء الله؟ قال : لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقائه. ج ١ ص ١٤ »

١٢ ـ يد : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبى الجارود عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله.

__________________

* وقوله عليه‌السلام : والهرب منه موافاته من حمل اللازم على الملزوم ، فان الانسان ما دام يهرب من موته بحركات وتصرفات يفنى عمره فيها فكان الهرب منه موافاته ، والمعنى : أنه إذا قدر زوال عمر أو دولة فكل ما يدبره الانسان لرفع ما يهرب منه يصير سببا لحصوله ، إذ تأثير الادوية و الاسباب باذنه تعالى ، مع أنه عند حلول الاجل يصير أحذق الاطباء أجهلهم ويغفل عما ينفع المريض وهكذا في سائر الامور انتهى.

١٢٧

١٣ ـ ل : الخليل ، عن أبي العباس السراج ، عن قتيبة ، عن عبدالعزيز ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد أن رسول الله (ص) قال : شيئان يكرههما ابن آدم : يكره الموت والموت راحة للمؤمن من الفتنة ، ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب. « ج ١ ص ٣٧ »

١٤ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن غير واحد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أحب الحياة ذل.

١٥ ـ ن : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه (ع) قال : جاء رجل إلى الصادق (ع) فقال : قد سئمت الدنيا فأتمني على الله الموت ، فقال : تمن الحياة لتطيع لا لتعصي ، فلان تعيش فتطيع خير لك من أن تموت فلا تعصي ولا تطيع. « ص ١٧٩ »

١٦ ـ ما : ابن مخلد ، عن أبي عمرو ، عن الحارث بن محمد ، عن الواقدي محمد بن عمر عن عبدالله بن جعفر الزهري ، عن يزيد بن الهاد ، عن هند بنت الحارث الفراسية ، (١) عن ام الفضل (٢) قالت : دخل رسول الله (ص) على رجل يعوده وهو شاك فتمنى الموت فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تتمن الموت فإنك إن تك محسنا تزدد إحسانا إلى إحسانك وإن كنت (٣) مصيئا فتؤخر لتستعتب فلا تمنوا الموت. « ص ٢٤٥ »

__________________

(١) بكسر الفاء وتخفيف الراء بعدها مهملة. ويقال : القرشية ، أوردها ابن حجر في فصل النساء من التقريب ، ووثقها.

(٢) اسمها لبابة بتخفيف الباء ، بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم الهلالية ، زوج العباس ابن عبدالمطلب ، واخت ميمونة زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عدها الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . وقيل : إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة ، حكى عن ابن حبان أنها اتت بعد العباس في خلافة عثمان ، وأوردها النسابة البغدادى محمد بن حبيب ابن امية بن عمرو الهاشمى المتوفى سنة ٢٤٥ في كتابه المحبر في فصل المنجبات من النساء فقال : ولدت الفضل : الردف ، وعبدالله الحبر ، وعبيدالله الجواد ، ومعبدا ـ شهيدا با فريقية ـ وعبدالرحمن ـ شهيدا بافريقية ـ وقثم ـ شهيدا بسمرقند ـ بنى العباس بن عبدالمطلب ، مات الفضل بالشام في طاعون عمواس ، وعبدالله بالطائف ، وعبيدالله بالمدينة. انتهى.

(٣) في المصدر : وان تك. م

١٢٨

١٧ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن القاسم بن محمد ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه؟ ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال : نعم ، قلت. فوالله إنا لنكره الموت! فقال : ليس ذاك حيث تذهب ، إنما ذلك عند المعاينة ، إذا رأى ما يحب فليس شئ أحب إليه من أن يتقدم ، والله يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ ، وإذا رأى ما يكره فليس شئ أبغض إليه من لقاء الله عزوجل والله عزوجل يبغض لقاءه « ص ٧٠ »

ين : القاسم بن محمد مثله.

١٨ ـ مع : محمد بن إبراهيم ، عن أحمد بن يونس المعاذي ، عن أحمد الهمداني ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن محمد (ع) قال : كان للحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما صديق وكان ماجنا فتباطى عليه أياما فجاءه يوما فقال له الحسن عليه‌السلام : كيف أصبحت؟ فقال : يابن رسول الله أصبحت بخلاف ما احب ويحب الله ويحب الشيطان ، فضحك الحسن عليه‌السلام ثم قال : وكيف ذاك؟ قال : لان الله عزوجل يحب ان اطيعه ولا أعصيه ولست كذلك ، والشيطان يحب أن أعصي الله ولا اطيعه ولست كذلك ، وأنا احب أن لا أموت ولست كذلك ، فقام إليه رجل فقال : يابن رسول الله ما بالنا نكره الموت ولا نحبه؟ قال : فقال الحسن عليه‌السلام : إنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم ، فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب. « ص ١٠ »

توضيح : الماجن : من لا يبالي قولا وفعلا.

١٩ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب عن شعيب العقرقوفي (١) قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : شئ يروى عن أبي ذر رحمه الله

__________________

(١) بالعين المهملة والقاف المثناة المفتوحتين ، ثم الراء المهملة الساكنة ، ثم القاف والواو ، ثم الفاء الموحدة ، ثم الياء ، نسبة إلى عقرقوف ، وهو على ما حكى عن مراصد الاطلاع قرية من نواحى نهر عيسى ، بينها وبين بغداد أربع فراسخ ، إلى جانبها تل عظيم يرى من خمسة فراسخ أو اكثر ، وفي وسطه بناء باللبن والقصب ، والرجل هو شعيب بن يعقوب ابن اخت يحيى بن القاسم أبى بصير ، روى عن أبيعبد الله وأبى الحسن عليهما‌السلام ، ثقة ، عين ، له كتاب يرويه حماد بن عيسى وغيره.

١٢٩

أنه كان يقول : ثلاثة يبغضها الناس وأنا احبها : احب الموت ، واحب الفقر ، واحب البلاء. فقال : إن هذا ليس على ما تروون (١) إنما عنى : الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله ، والفقر في طاعة الله أحب إلى من الغنى في معصية الله ، والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله. « ص ٥٢ »

جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن ابن فضال مثله.

٢٠ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن الحارث بن الحسن الطحان ، عن إبراهيم بن عبدالله ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لا يبلغ أحدكم حقيقة الايمان حتى يكون فيه ثلاث خصال : يكون الموت أحب إليه من الحياة ، والفقر أحب إليه من الغنى ، والمرض أحب إليه من الصحة ، قلنا : ومن يكون كذلك؟ قال : كلكم ، ثم قال : أيما أحب إلى أحدكم : يموت في حبنا ، أو يعيش في بغضنا؟ فقلت : نموت والله في حبكم أحب إلينا ، قال : وكذلك الفقر والغنى والمرض والصحة؟ قلت : إي والله. « ص ٥٨ »

٢١ ـ لي : عن الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : أكيس الناس من كان أشد ذكرا للموت. « ص ١٤ »

٢٢ ـ لي : ابن المغيرة بإسناده عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه‌السلام : ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله. « ص ٦٦ ـ ٦٧ »

٢٣ ـ ين : حماد بن عيسى ، عن حسين بن المختار رفعه إلى سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه أنه قال : لولا السجود لله ومجالسة قوم يتلفظون طيب الكلام كما يتلفظ طيب التمر لتمنيت الموت.

٢٤ ـ لي : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن

__________________

(١) في نسخة : على ما يرون.

١٣٠

أبي الحسن العبدي ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي (١) قال : إن شابا من الانصار كان يأتي عبدالله بن العباس ، وكان عبدالله يكرمه ويدينه (٢) فقيل له : إنك تكرم هذا الشاب وتدينه وهو شاب سوء! يأتي القبور فينبشها بالليالي! فقال عبدالله بن العباس إذا كان ذلك فأعلموني ، قال : فخرج الشاب في بعض الليالي يتخلل القبور فاعلم عبدالله ابن العباس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب ، قال : فدخل قبرا قد حفر ، ثم اضطجع في اللحد ، ونادى بأعلى صوته يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي ، ونطقت الارض من تحتي فقالت : لا مرحبا ولا أهلا قد كنت ابغضك وأنت على ظهري ، فكيف وقد صرت في بطني؟! بل ويحي إذا نظرت إلى الانبياء وقوفا والملائكة صفوفا ، فمن عدلك غدا من يخلصني؟ ومن المظلومين من يستنقذني؟ ومن عذاب النار من يجيرني؟ عصيت من ليس بأهل أن يعصى ، عاهدت ربي مرة بعد اخرى فلم يجد عندي صدقا ولا وفاءا. وجعل يردد هذا الكلام ويبكي فلما خرج من القبر التزمه ابن عباس وعانقه ثم قال له : نعم النباش ، نعم النباش ، ما أنبشك للذنوب والخطايا! ثم تفرقا. « ص ١٩٩ »

٢٥ ـ ب : اليقطيني ، عن القداح ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : استحيوا من الله حق الحياء ، قالوا : وما نفعل يارسول الله؟ قال : فإن كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله بين عينيه ، وليحفظ الرأس وما وعى ، و البطن وما حوى ، وليذكر القبر والبلى ، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا. « ص ١٣ »

بيان : وما وعى أي وليحفظ ما وعاه الرأس من البصر والسمع واللسان وغيرها من المشاعر عن ارتكاب ما يسخط الله ، وليحفظ البطن وما حواه من الطعام والشراب أن يكونا من حرام ، ويمكن أن يعم البطن بحيث يشمل الفرج أيضا.

__________________

(١) عباية بفتح العين وتخفيف الباء وفتح الياء ، وربعى بكسر الراء وسكون الباء والعين المهملة المكسورة ثم الياء هو عباية بن عمرو بن ربعى ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين والحسن عليهما‌السلام ، وعده البرقى ـ على ما حكى ـ من خواص على عليه‌السلام.

(٢) أى يحسن إليه.

١٣١

٢٦ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أكثروا ذكر الموت ، ويوم خروجكم من القبور ، وقيامكم بين يدي الله عزوجل تهون عليكم المصائب. « ج ٢ ص ١٥٨ »

٢٧ ـ ن : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه وإنما هو كفنه ، ويبني بيتا ليسكنه وإنما هو موضع قبره. « ص ١٦٥ »

٢٨ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه (ع) قال : قال رسول الله (ص) أكثروا من ذكر هادم اللذات. « ص ٢٢٨ »

٢٩ ـ ما : فيما أوصى به أميرالمؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : قصر الامل ، واذكر الموت ، وازهد في الدنيا ، فإنك رهن موت ، وغرض بلاء ، وصريع سقم. (١) « ص ٥ »

٣٠ ـ ما : فيما كتب أمير المؤمنين عليه‌السلام لمحمد بن أبي بكر : عباد الله! إن الموت ليس منه (٢) فوت فاحذروا قبل وقوعه وأعدوا له عدته ، فإنكم طرد الموت إن أقمتم له أخذكم وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلكم ، الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوي خلفكم ، فأكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ، وكفى بالموت واعظا ، وكان رسول الله (ص) كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات ، حائل بينكم وبين الشهوات. « ص ١٧ ـ ١٨ »

٣١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن عبدالله بن عمار ، عن علي بن محمد بن سليمان ، عن محمد بن الحارث بن بشير ، عن القاسم بن الفضيل ، عن عباد المنقري (٣)

__________________

(١) قوله : « رهن موت »شبه عليه‌السلام الموت للزومه الانسان وعدم انفكاك الانسان منه بالرهن في يد المرتهن. والغرض : الهدف. والصريع بمعنى مصروع أى المطروح على الارض والساقط عليها ، لان طبيعة الانسان دائما يصارع المرض والسقم ويدافعه حتى تضعف ويغلب عليه المرض والسقم فيصرعها ويطرحها على الارض ، فهو إما زمن مقعد على فراشه ، وإما راكب على سريره ونعشه.

(٢) في نسخة : فيه.

(٣) نسبة إلى منقر وزان منبر ، أبى بطن من سعد وهو منقر بن عبيد بن مقاعس.

١٣٢

عن الصادق ، عن آبائه (ع) قال : قال رسول الله (ص) : لو أن البهائم يعلمون من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا. « ص ٢٨٩ »

بيان : لا ينافي هذا الخبر ما سيأتي من الاخبار في أن الموت مما لم تبهم عنه البهائم ، إذ المعنى فيه : لو علموا كما تعلمون من خصوصيات الموت وشدائده ، فلا ينافي علمهم بأصل الموت ، أو المراد : أنهم لو كانوا مكلفين وعلموا ما أوعد الله من العقاب لما كانوا غافلين كغفلتكم ، ولذا قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من الموت.

٣٢ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ، ويقلع منابت الغفلة ، ويقوي القلب بمواعد الله ، ويرق الطبع ، ويكسر أعلام الهوى ، و يطفئ نار الحرص ، ويحقر الدنيا ، وهو معنى ما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فكر ساعة خير من عبادة سنة ، وذلك عندما يحل أطناب خيام الدنيا ، ويشدها في الآخرة ، ولا يشك بنزول الرحمة على ذاكر الموت بهذه الصفة ، ومن لا يعتبر بالموت وقلة حيلته وكثرة عجزه و طول مقامه في القبر وتحيره في القيامة فلا خير فيه.

* قال النبي (ص) : اذكروا هادم اللذات ، فقيل : وما هو يا رسول الله؟ فقال : الموت ، فما ذكره عبد على الحقيقة في سعة إلا ضاقت عليه الدنيا ، ولا في شدة إلا اتسعت عليه ، والموت أول منزل من منازل الآخرة ، وآخر منزل من منازل الدنيا ، فطوبى لمن اكرم عند النزول بأولها ، وطوبى لمن احسن مشايعته في آخرها ، والموت اقرب الاشياء من بني آدم وهو يعده أبعد ، فما أجرأ الانسان على نفسه! وما أضعفه من خلق! وفي الموت نجاة المخلصين وهلاك المجرمين ، ولذلك اشتاق من اشتاق إلى الموت وكره من كره.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.

__________________

(*) يحتمل أن يكون ذلك والحديث الاتى بعده من بقية كلام الامام الصادق عليه‌السلام استشهد بهما على ما قال أولا من الترغيب في ذكر الموت ، أو يكونان خبرين مرسلين من جامع المصباح والظاهر من المصنف الاول.

١٣٣

بيان : قوله عليه‌السلام : وذلك أي فكر الساعة الذي هو خير من عبادة سنة. وحل أطناب خيام الدنيا كناية عن قطع العلائق عنها وعن شهواتها ، وكذا شدها في الآخرة عبارة عن جعل ما يأخذه ويدعه في الدنيا لتحصيل الآخرة.

٣٣ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرني عن الكافر الموت خير له أم الحياة؟ فقال : الموت خير للمؤمن والكافر ، قلت : ولم؟ قال : لان الله يقول : « وما عند الله خير للابرار » ويقول : ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ».

٣٤ ـ سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه رحمه الله قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : بلغ أمير المومنين عليه‌السلام موت رجل من أصحابه ثم جاء خبر آخر أنه لم يمت ، فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإنه قد كان أتانا خبر ارتاع له إخوانك ، (١) ثم جاء تكذيب الخبر الاول ، فأنعم ذلك إن سررنا ، وإن السرور وشيك الانقطاع (٢) يبلغه عما قليل تصديق الخبر الاول ، فهل أنت كائن كرجل قد ذاق الموت ثم عاش بعده فسأل الرجعة (٣) فاسعف بطلبته فهو متأهب بنقل ما سره من ماله إلى دار قراره ، لا يرى أن له مالا غيره؟ واعلم أن الليل والنهار دائبان (٤) في نقص الاعمار وإنفاد الاموال و طي الآجال ، هيهات هيهات قد صبحا عادا وثمود وقرونا بين ذلك كثيرا فأصبحوا قد وردوا على ربهم وقدموا على أعمالهم ، والليل والنهار غضان جديدان لا يبليهما ما مرا به يستعدان لمن بقي بمثل ما أصابا من مضى ، (٥) واعلم أنما أنت نظير إخوانك وأشباهك مثلك كمثل الجسد قد نزعت قوته فلم يبق إلا حشاشة نفسه ، ينتظر الداعي فنعوذ بالله مما نعظ به ثم نقصر عنه.

__________________

(١) ارتاع منه وله : فزع وتفزع.

(٢) أى سريع الانقطاع وقريبه.

(٣) في السرائر المطبوع : قد ذاق الموت وعاين ما بعده يسأل الرجعة.

(٤) دأب في العمل : جد وتعب واستمر عليه فهو دائب. وفى السرائر المطبوع : واعلم أن الليل والنهار لم يزالا دائبين في قصر « نقص خ ل » الاعمار.

(٥) في نسخة : يستعدان لمن بقى أن يصيباه ما أصابا من مضى.

١٣٤

بيان : فأنعم ذلك أي أقر عيون إخوانك ، يقال : نعم الله بك عينا ، وأنعم الله بك عينا ، وأنعم صباحا ، ويقال : ما أنعمنا بك أي ما أقدمك فسررنا بلقائك ، وأنعمت على فلان أي أصرت إليه نعمة. والحشاش والحشاشة بضمهما : بقية الروح في الجسد في المرض.

٣٥ ـ ضه : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكيس الناس من كان أشد ذكرا للموت.

٣٦ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته : فإن الغاية أمامكم ، وإن وراءكم الساعة تحدوكم ، تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بأولكم آخركم.

__________________

(١) قال السيد في نهج البلاغة بعد ايراده هذا الكلام : إن هذا الكلام لو وزن بعد كلام الله سبحانه وبعد كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكل كلام لمال به راجحا وبرز عليه سابقا ، فأما قوله عليه‌السلام : « تخففوا تلحقوا » فما سمع كلام أقل منه مسموعا ولا أكثر محصولا وما أبعد غورها من كلمة! ، وأنقع نطفتها من حكمة! وقد نبهنا في كتاب الخصائص على عظم قدرها وشرف جوهرها انتهى. منه أقول : وقال بعض الشارحين ، الغاية : الثواب والعقاب ، والنعيم والشقاء ، فعليكم أن تعدوا للغاية ما يصل بكم إليها ، ولا تستبطؤها فان الساعة التى تصيبونها فيها ـ وهى القيامة ـ آزفة إليكم فكأنها في تقربها نحوكم وتقليل المسافة بينها وبينكم بمنزلة سائق يسوقكم إلى ما تسيرون إليه ، سبق السابقون بأعمالهم إلى الحسنى فمن أراد اللحاق بهم فعليه أن يتخفف من أثقال الشهوات وأوزار العناء في تحصيل اللذات ، ويحفز بنفسه عن هذه الفانيات فيلحق بالذين فازوا بعقبى الدار ، وأصله الرجل يسعى وهو غير مثقل بما يحمله يكون أجدر أن يلحق الذين سبقوه. قال ابن ميثم : كون الساعة وراءهم فلان الانسان لما كان بطبعه ينفر من الموت ويفر منه وكانت العادة في الهارب من الشئ أن يكون وراءه المهروب منه وكانت الموت متأخرا عن وجود الانسان ولاحقا تأخرا و لحوقا عقليا أشبه المهروب منه المتأخر اللاحق هربا وتأخرا ولحوقا حسيا فلا جرم استعير لفظ المحسوسة وهى الوراء. وأما كونهم تحدوهم فلان الحادى لما كان من شأنه سوق الابل بالحداء وكان تذكر الموت وسماع نواد به مزعجا للنفوس إلى الاستعداد للامور الاخرة والاهبة للقاء الله سبحانه فهو يحملها على قطع عقبات طريق الاخرة ، كما يحمل الحادى الابل على قطع الطريق البعيدة الوعرة لا جرم أشبه الحادى فاسند الحداء إليه. قوله : « تخففوا تلحقوا » لما نبههم بكون الغاية أمامهم و أن الساعة تحدوهم في سفر واجب وكان السابق إلى الغاية من ذلك السفر هو الفائز برضوان الله وقد علم أن التخفيف وقطع العلائق في الاسفار سبب للسبق والفوز بلحوق السابقين لا جرم أمرهم *

١٣٥

٣٧ ـ وقال أيضا في خطبته : فما ينجو من الموت من يخافه ، ولا يعطى البقاء من أحبه ، ومن جرى في عنان أمله عثر به أجله ، وإذا كنت في إدبار والموت في إقبال فما أسرع الملتقى! الحذر الحذر! فوالله لقد ستر حتى كأنه غفر.

ـ وتبع أمير المؤمنين جنازة فسمع رجلا يضحك فقال : كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذي نرى من الاموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوؤهم أجداثهم ونأكل تراثهم ، قد نسينا كل واعظ وواعظة ، ورمينا بكل جائحة ، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموت! ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير. (١)

٣٩ ـ قال الصادق عليه‌السلام مكتوب في التوراة : نحنا لكم فلم تبكوا ، وشوقناكم فلم تشتاقوا ، أعلم القتالين أن الله سيفا لا ينام وهو جهنم ، أبناء الاربعين أوفوا للحساب ، أبناء الخمسين زرع قد دنا حصاده ، أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم؟ أبناء السبعين عدوا أنفسكم في الموتى ، أبناء الثمانين تكتب لكم الحسنات ولا تكتب عليكم السيئات ، أبناء التسعين أنتم اسراء الله في أرضه! ثم قال : ما يقول كريم أسر رجلا؟ ماذا يصنع به؟ قلت : يطعمه ويسقيه ويفعل به ، فقال : ما ترى الله صانعا بأسيره؟.

بيان : الغاية : الموت أو الجنة والنار. قوله عليه‌السلام : ينتظر بأولكم أي إنما ينتظر ببعث الاولين ونشرهم مجئ الآخرين وموتهم. لقد ستر أي الذنوب حتى

__________________

*بالتخفيف لغايةاللحوق في كلمتين فالاولى منهماقوله : « تخففوا » وكنى بهذا الامرعن الزهد الحقيقى الذى هوأقوى أسباب السلوك إلى الله سبحانه ، وهوعبارة عن حذف كل شاغل عن التوجه إلى القبلة الحقيقة ، والاعراض عن متاع الدنيا وطيباتها ، فان ذلك تخفيف للاوزار المانعة عن الصعود في درجات الابرار ، والموجبة لحلول دار البوار ، وهى كناية باللفظ المستعار وهذا الامر في معنى الشرط. والثانية قوله : « تلحقوا » وهو جزاء الشرط ، أى إن تتخففوا تلحقوا إلى آخر كلامه ومن شاء فليراجعه.

(١) أورده السيد في نهج البلاغة في باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام. والسفر بفتح السين وسكون الفاء : مسافرون. نبوؤهم أى ننزلهم. في أجداثهم أى قبورهم. الجائحة : الافة تهلك الاصل والفرع.

١٣٦

كأنه قد غفرها ، فاحذروا عقاب ما ستره واشكروه على هذا الستر ، ويحتمل على بعد أن يكون المعنى ستر الموت عن الخلائق بحيث يظنون أنه رفع عنهم لكثرة غفلتهم عنه. قوله : أوفوا أي أكملوا وسلموا ما طلب منكم من الاعمال لانكم تحاسبون عليها. قوله : زرع أي أنتم أو أعمالكم.

٤٠ ـ تم : في كتاب محمد بن محمد بن الاشعث باسناده أن مولانا عليا عليه‌السلام قال : ما رأيت إيمانا مع يقين أشبه منه بشك على هذا الانسان ، إنه كل يوم يودع إلى القبور ، ويشيع ، وإلى غرور الدنيا يرجع ، وعن الشهوة والذنوب لا يقلع ، فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوكفه ولا حساب يقف عليه إلا موت يبدد شمله ويفرق جمعه ويؤتم ولده لكان ينبغي له أن يحاذر ما هو فيه بأشد النصب والتعب ، ولقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم ، وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون أقوام قد أيقنوا بالمقام ، و غفلنا عن المعاصي والذنوب غفلة أقوام لا يرجون حسابا ولا يخافون عقابا.

بيان : لعل الضمير في قوله عليه‌السلام : منه راجع إلى الموت المتقدم ذكره في الرواية ، أو المعلوم بقرينة المقام ، وقوله : على الانسان متعلق بقوله : أشبه ، والظاهر أنه سقط منه شئ ، والتوكف : التوقع ، أي يتوقع وينتظر عقابه.

٤١ ـ جع : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت ، وأفضل العبادة ذكر الموت ، وأفضل التفكر ذكر الموت ، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة.

٤٢ ـ وقال رجل لابي ذر رحمه الله : ما لنا نكره الموت؟ قال : لانكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب ، قيل له : فكيف ترى قدومنا على الله؟ قال : أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأما المسئ فكالآبق يقدم على مولاه ، قيل : فكيف ترى حالنا عند الله؟ قال : أعرضوا أعمالكم على كتاب الله تبارك و تعالى : « إن الابرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم » قال الرجل : فأين رحمة الله؟ قال : إن رحمة الله قريب من المحسنين.

٤٣ ـ كتاب الدرة الباهرة : قيل لاميرالمؤمنين عليه‌السلام : ما الاستعداد للموت؟

١٣٧

فقال : أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم ، ثم لا يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه؟ والله لا يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه؟.

٤٤ ـ دعوات الراوندي : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يتمنين أحدكم الموت لفتر نزل به.

٤٥ ـ وقال : لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد ، وإن من سعادة المرء أن يطول عمره ، ويرزقه الله الانابة إلى دار الخلود.

٤٦ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : بقية عمر المرء لا قيمة له ، يدرك بها ما قد فات ، ويحيي ما مات.

أقول : سيأتي أخبار الاستعداد للموت في باب موضوع له في كتاب المكارم. تحقيق مقام لرفع شكوك وأوهام : ربما يتوهم التنافي بين الآيات والاخبار الدالة على حب لقاء الله ، وبين ما يدل على ذم طلب الموت ، وما ورد في الادعية من استدعاء طول العمر وبقاء الحياة ، وما روي من كراهة الموت عن كثير من الانبياء والاولياء ، ويمكن الجواب عنه بوجوه : الاول ما ذكره الشهيد رحمه الله في الذكرى من أن حب لقاء الله غير مقيد بوقت ، فيحمل على حال الاحتضار ومعاينة ما يحب ، واستشهد لذلك بما مر من خبر عبدالصمد بن بشير. (١)

الثاني : أن الموت ليس نفس لقاء الله فكراهته من حيث الالم الحاصل منه لا يستلزم كراهة لقاء الله ، وهذا لا ينفع في كثير من الاخبار.

الثالث : أن ما ورد في ذم كراهة الموت فهي محمولة على ما إذا كرهه لحب الدنيا وشهواتها والتعلق بملاذها ، وما ورد بخلاف ذلك على ما إذا كرهه لطاعة الله تعالى وتحصيل مرضاته وتوفير ما يوجب سعادة النشأة الاخرى ، ويؤيده خبر سلمان. (٢)

الرابع : أن كراهة الموت إنما تذم إذا كانت مانعة من تحصيل السعادات الاخروية بأن يترك الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهجران الظالمين لحب الحياة

__________________

(١) الواقع تحت رقم ١٧.

(٢) الواقع تحت رقم ٢٣.

١٣٨

والبقاء ، والحاصل أن حب الحياة الفانية الدنيوية إنما يذم إذا آثرها على ما يوجب الحياة الباقية الاخروية ، ويدل عليه خبر شعيب العقرقوني ، وفضيل بن يسار ، (١) وهذا الوجه قريب من الوجه الثالث.

الخامس : أن العبد يلزم أن يكون في مقام الرضا بقضاء الله ، فإذا اختار الله له الحياة فيلزمه الرضا بها والشكر عليها ، فلو كره الحياة والحال هذه فقد سخط ما ارتضاه الله له وعلم صلاحه فيه ، وهذا مما لا يجوز ، وإذا اختار الله تعالى له الموت يجب أن يرضى بذلك ، ويعلم أن صلاحه فيما اختاره الله له فلو كره ذلك كان مذموما ، وأما الدعاء لطلب الحياة والبقاء لامره تعالى بذلك فلا ينافي الرضاء بالقضاء ، وكذا في الصحة والمرض والغنى والفقر وسائر الاحوال المتضادة يلزم الرضا بكل منها في وقته ، وأمرنا بالدعاء لطلب خير الامرين عندنا ، فما ورد في حب الموت إنما هو إذا أحب الله تعالى ذلك لنا ، وأما الاقتراح عليه في ذلك وطلب الموت فهو كفر لنعمة الحياة ، غير ممدوح عقلا وشرعا كطلب المرض والفقر وأشباه ذلك ، وهذا وجه قريب ، ويؤيده كثير من الآيات والاخبار والله تعالى يعلم.

(باب ٥)

*(ملك الموت واحواله واعوانه وكيفية نزعه للروح)*

الايات ، الانعام « ٦ » وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم خفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ٦١.

الاعراف « ٧ » حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ٣٧.

يونس « ١٠ » ولكن اعبدوا الله الذي يتوفيكم ١٠٤.

النحل « ١٦ » الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم ٢٨ «وقال تعالى» : الذين تتوفيهم الملائكة طيبين ٣٢.

__________________

(١) الواقعان تحت رقمى ١٩ و ١٠.

١٣٩

التنزيل « ٣٢ » قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ١١.

الزمر « ٣٩ » الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك الذي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمى ٤٢.

تفسير : « وهو القاهر » أي المقتدر المستولي على عباده « ويرسل عليكم حفظة » أي ملائكة يحفظون أعمالكم ويحصونها عليكم « توفته » أي تقبض روحه « رسلنا » يعني أعوان ملك الموت « وهم لا يفرطون » لا يضيعون ولا يقصرون فيما امروا به من ذلك « حتى إذا جاءتهم رسلنا » أي ملك الموت وأعوانه « يتوفونهم » أي يقبضون أرواحهم ، وقيل : معناه : حتى إذا جاءتهم الملائكة لحشرهم يتوفونهم إلى النار يوم القيامة « قالوا ضلوا عنا » أي ذهبوا عنا وافتقدناهم فلا يقدرون على الدفع عنا وبطلت عبادتنا إياهم.

وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : « قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم : « أي وكل بقبض أرواحكم ، عن ابن عباس قال : جعلت الدنيا بين يدي ملك الموت مثل جام يأخذ منها ما شاء إذا قضى عليه الموت من غير عناء ، وخطوته ما بين المشرق والمغرب. وقيل : إن له أعوانا كثيرة من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فعلى هذا المراد بملك الموت الجنس ويدل عليه قوله : « توفته رسلنا » وقوله : « تتوفيهم الملائكة » وأما إضافة التوفي إلى نفسه في قوله : « يتوفى الانفس حين موتها » فلانه سبحانه خلق الموت ولا يقدر عليه أحد سواه.

١ ـ ج : في خبر الذنديق المدعي للتناقض في القرآن قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله تعالى : « الله يتوفى الانفس حين موتها » وقوله : « يتوفيكم ملك الموت ، وتوفته رسلنا ، وتتوفيهم الملائكة طيبين ، والذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم » : فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه ، وفعل رسله وملائكته فعله ، لانهم بأمره يعملون ، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال الله فيهم : « الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس » فمن كان من أهل الطاعة

١٤٠