قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نفح الطّيب [ ج ٥ ]

208/444
*

وقال ابن سعيد : يقال لنساء غرناطة المشهورات بالحسب والجلالة «العربيات» لمحافظتهنّ على المعاني العربية ، ومن أشهرهن زينب بنت زياد الوادي آشى ، وأختها حمدة ، وحمدة هذه هي القائلة وقد خرجت إلى نهر منقسم الجداول بين الرياض مع نسائها فسبحن في الماء وتلاعبن :

أباح الدمع أسراري بوادي

الأبيات ، انتهى

ومنهن عائشة بنت أحمد القرطبية.

قال ابن حيان في «المقتبس» لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس من يعدلها علما وفهما وأدبا وشعرا وفصاحة ، تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يعرض لها من حاجة ، وكانت حسنة الخط ، تكتب المصاحف ، وماتت عذراء لم تنكح سنة أربعمائة.

وقال في «المغرب» إنها من عجائب زمانها ، وغرائب أوانها ، وأبو عبد الله الطبيب عمها ، ولو قيل : «إنها أشعر منه» لجاز ، ودخلت على المظفر بن المنصور بن أبي عامر وبين يديه ولد ، فارتجلت : [الوافر]

أراك الله فيه ما تريد

ولا برحت معاليه تزيد

فقد دلّت مخايله على ما

تؤمّله وطالعه السّعيد

تشوّقت الجياد له وهزّ ال

حسام هوى وأشرقت البنود

وكيف يخيب شبل قد نمته

إلى العليا ضراغمة أسود (١)

فسوف تراه بدرا في سماء

من العليا كواكبه الجنود

فأنتم آل عامر خير آل

زكا الأبناء منكم والجدود (٢)

وليدكم لدى رأي كشيخ

وشيخكم لدى حرب وليد

وخطبها بعض الشعراء ممن لم ترضه فكتبت إليه : [الكامل]

أنا لبوة لكنّني لا أرتضي

نفسي مناخا طول دهري من أحد

ولو انّني أختار ذلك لم أجب

كلبا وكم غلّقت سمعي عن أسد

__________________

(١) يقع هذا البيت في ب ، ه تاليا لتاليه هنا.

(٢) في نسخة عند ه «زكا الإنبات منكم والجدود».