فصل
في التقليد وهو أخذ قول الغير ورأيه للعمل به في الفرعيات ، أو للالتزام به في الاعتقاديات تعبدا ، بلا مطالبة دليل على رأيه ، ولا يخفى أنه لا وجه لتفسيره بنفس العمل ، ضرورة سبقه عليه ، وإلا كان بلا تقليد (١) ،
______________________________________________________
على تلك الحال وقد مر في مبحث الاجزاء تحقيق المقال» والذي مر هناك هو الالتزام بصحة الاعمال السابقة بعد انكشاف الخلاف.
(١) الكلام في التقليد في مقامين : الاول : في معنى التقليد ـ الذي هو رجوع الجاهل الى العالم ـ من حيث مناسبته لمعنى التقليد لغة وعرفا ... وانه هل هو نفس العمل المطابق لرأي المجتهد مع الاستناد الى رأيه؟ ومرجعه الى كون التقليد من الجاهل للمجتهد العالم هو عمل المقلد مستندا في عمله الى رأي المجتهد.
او انه نفس الالتزام والبناء على اتباع قول المجتهد ورأيه؟ ولو من دون ان يعرف ما هو رأي المجتهد في المسائل الفرعية فضلا عن ان يعمل على طبق رأيه.
او انه اخذ قول الغير ورأيه للعمل به في المسائل؟ ومرجعه الى كون التقليد تعلم فتوى المجتهد بقصد العمل على طبقه.
والحاصل : انه هل هو العمل بما انه مستند الى رأي الغير؟ او انه نفس البناء والنية على الاخذ بقول الغير؟ او انه تعلم رأي الغير والبناء على الاخذ به؟
فالفرق بين الثاني والثالث هو ان الثاني محض النية من دون تعلم ومعرفة لرأي الغير ، بخلاف الثالث فانه تعلم رأي الغير مع النية.
المقام الثاني في الدليل على التقليد.
والكلام الآن في المقام الاول. ولا يخفى ان التقليد في اللغة هو جعل القلادة في عنق الغير ، ومنه قلد الهدى. وفي الاصطلاح هو اخذ قول الغير واتباع رأيه لاجل العمل به في الفرعيات ، او لاجل الالتزام به في الاعتقاديات تعبدا بمعنى انه اتباع لرأيه من دون مطالبته ببرهان : أي ان التقليد هو الاخذ بقول الغير من دون مطالبته