فصل
في الاخبار التي دلت على اعتبار الأخبار الآحاد. وهي وإن كانت طوائف كثيرة ، كما يظهر من مراجعة الوسائل وغيرها (١) ، إلا أنه يشكل
______________________________________________________
(١) لا يخفى ان الاخبار الدالة على حجية خبر الواحد طوائف ، منها ما دل على حجية خبر الثقة.
ولا يخفى ان المراد من الثقة في المقام هو خبر غير العادل الامامي المأمون الكذب ، بان يكون معروفا بصدق اللهجة او كان عدلا لا يفعل الكبائر ولا يصر على الصغائر ولكنه ليس بامامي ، كالاخبار الدالة على جواز الاخذ بروايات بني فضال كقوله عليهالسلام : (خذوا ما رووا وذروا ما رأوا) (١) وبنو فضال فطحية فهم ليسوا شيعة امامية ، فان المراد من الشيعي الامامي هو المعترف بالأئمة الاثني عشر باسمائهم ، وعليه فلا يكونون عدولا بالمعنى الاخص ، لان العادل بحسب اصطلاحنا الخاص هو الشيعي الإمامي ذو الملكة الرادعة عن الكبائر والاصرار على الصغائر.
ومنها : ما دل على حجية خبر الشيعي مثل مكاتبة علي بن سويد يقول فيها عليهالسلام : (لا تأخذنّ معالم دينك من غير شيعتنا ، فانك ان تعديتهم اخذت دينك من الخائنين ...) (٢).
ومنها : ما دل على حجية خبر العادل كالروايات الدالة على الاخذ من العمري وابنه ، وقوله عليهالسلام مشيرا الى زرارة : (فعليك بهذا الجالس) (٣) بعد ان قال له السائل : من اين آخذ معالم ديني؟
ولا يخفى ان اخص هذه الطوائف الثلاث هو خبر العادل.
__________________
(١) بحار الانوار ج ٢ ، ص ٢٥٢.
(٢) بحار الانوار ج ٢ ، ٨٢.
(٣) بحار الانوار ج ٢ ، ص ٢٤٦.