.................................................................................................
______________________________________________________
والحاصل : انه فرق بين اكرم كل عالم ولا تكرم العالم الفاسق ، وبين اكرم كل عالم ولا تكرم الفساق. فالاول لا ريب في تقديم الخاص والتخصيص به ، والثاني هو محل الكلام في المقام.
وعلى أي حال فقد وقع الكلام في انه هل هو من موارد الترجيح او التخيير بناء على شمول ادلة العلاج لمثل العموم من وجه؟ او انه لا بد من الرجوع الى الاصول بناء على عدم شمولها للعامين من وجه.
وقد ذكر الشيخ الاجل (قدسسره) في رسائله (١) وجهين لكون العام اظهر في العموم من اطلاق المطلق ـ فيتعيّن في مثل المثال المذكور لزوم تقديم العام ووجوب اكرام العالم الفاسق ، وتقييد لا تكرم الفساق بغير العالم الفاسق ـ الاول من الوجهين : ان ظهور العام في عمومه تنجيزي لكونه بالوضع فلا يكون معلّقا على شيء ، بخلاف ظهور المطلق في الاطلاق فانه ليس بالوضع ، بل هو معلّق على تمامية مقدمات الحكمة فيه ، ومن جملة مقدمات الحكمة عدم البيان ، والعام يصلح ان يكون بيانا للمطلق ، بخلاف المطلق فانه لا يصلح ان يكون مخصصا للعام ، لان تخصيصه للعام اما بلا مخصص او على وجه دائر.
وتوضيح ذلك : اما صلاحيّة كون العام بيانا للمطلق ، فلانه حيث كان من مقدمات الحكمة عدم البيان وكان العام ظهوره في العموم بحسب الوضع ، فصلاحيته لان يكون بيانا لا تتوقف الّا على تحققه باستعمال اللفظ في معناه ، والمفروض تحقق استعمال اللفظ في معناه.
واما عدم صلاحية تخصيص المطلق للعام ، فلان تخصيص المطلق للعام يتوقف على تمامية حجية اطلاق المطلق ، ولما كانت حجيته تتوقف على عدم البيان ، فاذا حجيته تتوقف على عدم عموم العام ، لما عرفت من ان ظهور العام في عمومه يصلح
__________________
(١) فرائد الاصول ، تحقيق عبد الله النوراني ج ٢ ، ص ٧٩٢.