الرّعب وأمدّكم بالملائكة (١).
وقيل : كانت الرياح تحمل السهام ، وتوقعها في مقاتل الكفار. وقيل : فلم تميتوهم ؛ لأنّ الموت لا يقدر عليه غير الله ، وأنتم جرحتموهم فقط. وقوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ) أيّها النبي (إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) اختلفوا في الرّمية ؛ فقيل : قبضة من تراب ، قال لعلي عليهالسلام : ائتني بكفّ من بطحاء ، فأتاه بكفّ من تراب ، فرمى بها فلم يبق مشرك إلا وأدخل في عينيه ومنخريه منها شيء ، وكانت تلك الرّمية سبب الهزيمة ، وذلك في يوم بدر ، رمى بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : شاهت الوجوه ، فقسمها الله على أبصارهم حتى شغلهم بأنفسهم. وهو قول أكثر المفسّرين (٢).
وقيل : سهم رمى به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم خيبر على باب خيبر فأقبل السهم حتى قتل ابن أبي الحقيق وهو على فراشه (٣). وقيل : نزلت يوم أحد في شأن أبيّ بن خلف وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رماه بحربة فكسر ضلعا من أضلاعه فمات (٤). والأصحّ أنها نازلة في يوم بدر ، وهو قول أكثر المفسرين ، وعليه يدل ما رويناه في سيرته صلىاللهعليهوآلهوسلم ومغازيه وحروبه ، فإنها قاضية بذلك. وإذا ثبت
__________________
(١) غريب القرآن للإمام زيد ص ١٤٧ ، (وَما رَمَيْتَ ..) ، معناه : أن الله هو الذي أيدك ونصرك.
(٢) ينظر مجمع البيان للطبرسي مج ٤ ج ٩ ص ٤٤٥. والدر المنثور ٣ / ٣١٧. والماوردي في النكت والعيون ٢ / ٣٠٤. والطبري مج ٦ ج ٩ ص ٢٦٩. والزمخشري ٢ / ٢٠٧. ومتشابه القرآن ١ / ٣١٩ ، وهو قول ابن عباس وأنس والسدي.
(٣) الدر المنثور ٣ / ٣١٨ ، وهو قول سعيد بن المسيب ، والزهري.
(٤) الدر المنثور ٣ / ٣١٧. وذكر الفخر الرازي في المفاتيح مج ٨ ج ١٥ ص ١٤٥ ، فقال : في سبب نزول هذه الآية أقول : الأول ـ وهو قول أكثر المفسرين أنها نزلت في يوم بدر وذكر ذلك كما ذكره المصنف (عليهالسلام).