من ليالي رمضان ، قال : وإذا برائحة العود القاقلي قريبا من قبريهما. قال : فداخلني الرعب وولّيت. ثم قلت : لا بد من المعاودة لأتحقّق من أين هذه الرائحة؟ قال : فعدت فإذا بها في قبريهما دون سائر القبور ، وزال ما كان بي من الرّعب. إلى غير ذلك من كرامات أهل البيت (ع).
وجوّزنا نقض العادة إذا كان تكذيبا لعدوّ ؛ لما روي أن مسيلمة الكذاب لمّا حكي له : أن النبي صلىاللهعليهوآله تفل في بئر ، فيها ماء قليل فزاد ماؤها ، ودعا لأعور فرد الله بصره. فتفل مسيلمة في بئر فيها ماء فغار ماؤها. ودعا لأعور فذهبت عينه الصحيحة. وما أشبه ذلك. فثبت قولنا : إنّ ذلك قد وقع. وإنما قلنا : بأنه لو كان قبيحا لما وقع ؛ فالذي يدل على ذلك ما قدمنا من أنه تعالى لا يفعل القبيح.
وأما الموضع الخامس
وهو في الكلام في نبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
فالذي يدل على إثبات نبوته وجهان : أحدهما أنه ظهر على يديه المعجز عقيب دعواه للنبوة. وكلّ من ظهر على يديه المعجز عقيب دعواه للنبوة فهو نبي صادق. وتحقيق هذه الدلالة أنها مبنية على أصلين : أحدهما أنه ظهر على يديه المعجز عقيب دعواه للنبوة. والثاني : أن من ظهر على يديه المعجز عقيب ادعائه للنبوة فهو نبي صادق.
أما الأصل الأول وهو أنه قد ظهر على يديه المعجز عقيب ادّعائه للنبوة ؛ فذلك ظاهر ؛ فإنّه ادّعى النبوة ، ثم جاء بالقرآن ، وجعله معجزة له. ولا شبهة في كونه أعظم المعجزات. وأعظم إعجازه بلوغه في الفصاحة مبلغا عظيما. قصرت الفصحاء قاطبة عن الإتيان بما يقاربه ويدانيه في ذلك ، مع اشتماله على الحقيقة