ينقله الله تعالى من أصلاب طاهرة ، إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا (١) إلى عبد المطلب فقسمنا بنصفين : وجعلني في صلب عبد الله ، وجعل عليا في صلب أبي طالب ، وجعل فيّ النبوة والبركة ، وجعل في عليّ الفصاحة والفروسية ، وشقّ لنا اسمين من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، والله الأعلى وهذا عليّ» (٢). ولنقتصر على هذا القدر من فضائله فإنها أكثر من أن نحصيها في كتابنا هذا.
فاطمة الزهراء (ع)
قال الله سبحانه في آية المباهلة : (وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) [آل عمران : ٦١] ، ولا خلاف بين أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في أنه لم يدع من النساء غير فاطمة ، فكانت هذه الفضيلة لها خاصة دون نساء العالمين ؛ ولأنها خامسة الخمسة المعصومين بإجماع المسلمين ، وبالأدلة المؤدية إلى العلم اليقين كآية التطهير وغيرها (٣) ، وعن ابن عباس قال : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جالسا مع عائشة فدخلت فاطمة فعانقها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقبّلها ، وشم شفتيها فقالت عائشة ما أكثر ما تقبّل فاطمة؟ قال : يا حميراء أتدرين لما ذا أقبّلها؟ قالت : لا. قال : «إنه لمّا أسرى بي جبريل إلى السماء وأدخلني الجنة فرأيت على بابها شجرة يقال لها : طوبى ، حملها أصغر من الرمان ، وأكبر من التفاح ، وأحلى من العسل ، وأبيض من اللبن ، وألين من الزّبد ، وأعذب من الشهد ، ليس له عجم ، فناولني جبريل واحدة منها
__________________
(١) في (ب) : انتهينا.
(٢) تنبيه الغافلين للحاكم الجشمي ٣٦ ، وأخرج ما يوافق ذلك ابن عساكر في ترجمته ١ / ص ١٥٢. وابن المغازلي الشافعي ص ٧٤ رقم ١٣٠ ـ ١٣٢. ونهاية هذا يوافق حديث الأشباح الذي ذكره حميد المحلي في الحدائق ١ / ١٤. والله أعلم.
(٣) قال تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).