الذّنب أعظم؟ قال : «أن تجعل لله ندّا وهو خلقك» (١). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «خمس لا يعذر بجهلهن أحد : معرفة الله سبحانه لا يشبّه بشيء ، ومن شبّه الله بشيء ، أو زعم أنّ الله يشبه شيئا فهو من المشركين ...» الخبر بطوله. وقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١]. وسمع عليّ عليهالسلام رجلا يقول : والذي احتجب بسبع سماوات ، فعلاه بالدّرّة (٢) ، وقال : «ويحك ، إن الله لا يحتجب بسبع سماوات» ، فقال الرجل : أكفّر عن يميني؟ فقال : «لا. إنك حلفت بغير الله» (٣).
ونتبع ذلك بالآيات المتشابهات ونبيّن فيها ما ذكره علماء أهل التفسير. فمن ذلك قول الله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) ، [طه : ٥] وقوله : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ). [الأعراف : ٥٤ ، يونس : ٣] قالت المشبّهة : فدلّ ذلك على أنه كائن على العرش ومستقر عليه (٤). [الرد على المشبهة فى استدلالهم بالمتشابه] وإذا أردنا الكلام عليهم تكلمنا في ثلاثة
__________________
(١) أبو طالب ٣٩٢. والبخاري ٦ / ٢٤٦٠ رقم ٦٣٠٥. مسلم ١ / ٩٠ رقم ٨٦. والنسائي مج ٤ ج ٧ ص ٨٩ رقم ٤٠١٣ ، ٤٠١٤.
(٢) الدّرة ـ بالكسر : التي يضرب بها ، وبالضم : اللؤلؤة. وبالفتح : درّ اللبن. ومنه : «لا تقطعوا درّة أخيكم» مختار الصحاح ص ٢٠٢.
(٣) الغارات ١ / ٦٩ ، وروي عن محمد بن الهادي عليهالسلام أنه قال : لا كفارة لمثل هذه اليمين. ينظر التحرير لأبي طالب ٢ / ٤٦٨.
(٤) وهو قول أهل الحديث وغيرهم من المشبهة ، ينظر : التوحيد لابن خزيمة ١٠١ ، ٣٠٧ ، وينظر في الرد عليهم كتاب مفاتيح الغيب للرازي مج ٧ / ٢٩ / ١٢٢. وقال الرازي عن ابن خزيمة وكتابه التوحيد : واعلم أن محمد بن إسحاق بن خزيمة أورد استدلال أصحابنا بهذه الآية (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، وهو في الحقيقة كتاب الشرك واعترض عليها. ينظر مفاتيح الغيب مج ١٤ / ٢٧ / ١٥٠.