وقال : (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) [الانفطار : ٢]. وأما البحار : فقال سبحانه : (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار : ٣]. وفي آية : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) [التكوير : ٦]. وأما الحيوان : فالملائكة ، قال (١) تعالى : (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ* وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) [الحاقة : ١٦ ـ ١٧] ، يعني على أطرافها وأقطارها. (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [الفجر : ٢٢].
وأما الروح : فقال سبحانه : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) [النبأ : ٣٨] ، قيل : الرّوح خلق عظيم ، أعظم من الملائكة. وأما الناس : فقال سبحانه : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) [القارعة : ٤]. وأما الوحوش : فقال عز قائلا : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) [التكوير : ٥].
الفصل السادس : السؤال ، وشهادة الشهود
أما السؤال : فقال سبحانه : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [الصافات ٢٤] ، وقال : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) [الأعراف ٦] ، قيل : يسأل الرسل هل بلغوا ، ويسأل الأمم هل قبلوا؟. وقال : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) [الحجر : ٩٢ ـ ٩٣] (٢).
__________________
(١) في (ب) : قال الله.
(٢) يقال : كيف التوفيق بين هذه الآيات وبين قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) ، وكذلك سؤال المرسلين؟. والجواب عن الأول إضافة إلى كلام المؤلف من وجوه : أحدها إن السؤال سؤال تبكيت وتقريع ، وليس سؤال استعلام واسترشاد ؛ لأن المجرم معروف بدون سؤال لقوله سبحانه : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ). الوجه الثاني أنهم يسألون حتى تنفرد عقوبتهم ثم ينقطع السؤال كما قال سبحانه : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ؛ فلا تنافي بين الآيات. الوجه الثالث أن في القيامة عدة مواقف : ففي بعضها يسأل ، وفي بعضها لا يسأل. وأما الجمع بين قوله تعالى : (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ