ولم نوردها طلبا لنقص (١) الشيخين أبي بكر وعمر ، ولا للوضع من حقهما ، ولا للتتبع لعثراتهما (٢) ، معاذ الله أن نقصد شيئا من ذلك فهما صاحبا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقد جاهدا معه ، وقاما بنصرته ، وأبليا في الإسلام بلاء حسنا ، إلّا أنّا نعرف أنّ عليا أفضل منهما وأولى بالإمامة. وأردنا أن نبيّن أنّ ما احتج به هؤلاء القوم على إمامتهما وكونهما أفضل من علي عليهالسلام غير صحيح ، وأن ما اعتمدوا عليه ليس بدليل ، بل هو قول باطل ، وعن الصراط السوي عادل.
فصل :
وقد غلا قوم في خالد بن الوليد وقالوا : هو سيف الله ، وهذا اسم لأمير المؤمنين عليهالسلام فسلبوه اسمه وسمّوا به خالدا. ولا شبهة في أنّ عليا سيف الله سلّه على المشركين والمنافقين ، استأصل به صناديد قريش ؛ فسبق بالجهاد جميع الصحابة (رض). كما روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يخرج من بيته ـ وأحداث العرب يرمونه بالحجارة حتى أورموا كعبيه وعرقوبيه ـ فخرج عليهم عليّ كالأسد فطردهم. قال الراوي : سألت من هذا وهؤلاء وهذا الفتى؟ قالوا : محمد (٣) يدّعي النبوة ، وهؤلاء أحداث قريش يؤذونه ، وهذا علي بن أبي طالب ابن عمه يحامي عنه ؛ فنزل فيه وفيهم : (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ* فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [المدثر : ٥٠ ـ ٥١] شبّهه بالأسد ، وشبّههم بحمر (٤) الوحش (٥).
__________________
(١) في (ب) : للنّقص من.
(٢) في (ب) : لعثرتهما.
(٣) في (ب) ، (ج) : هذا محمد.
(٤) في (ب) : حمير ، وما في الأصل أشهر.
(٥) لم نجد هذه الرواية في أي مصدر لا في كتب أهل البيت ولا في كتب غيرهم فيما تيسر لنا. والله أعلم.