وأمّا الفصل الثاني :
وهو في ذكر طرف يسير من فضائلهم ومناقبهم
فاعلم أنّ الأخبار في فضائلهم ومناقبهم ، مدونة في الكتب المبسوطة ، ولا يمكن حصرها ولا حصر عشرها في كتابنا هذا ، فإنّا روينا أنّ حيّ الفقيه العالم الزاهد بقية الحفاظ فخر الدين زيد بن الحسن البيهقي الخراساني رحمة الله عليه ورضوانه (١) ما كان أكثر ما دعاه إلى الخروج إلى اليمن إلا الرغبة في زيارة قبر الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الحافظ (ع) ، وكان يروي فضائل أهل البيت (ع) ومناقبهم بالأسانيد الصحيحة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في يوم الخميس ويوم الجمعة كلّما دارا في سنة كاملة ، لم يعد خبرا مما رواه في فضائلهم ومناقبهم إلى أن كملت السّنة (٢) ، ويفيد المسلمين في سائر العلوم في غير هذا الفن من
__________________
(١) هو إمام المعقول والمنقول الزيدي ، اشتهر بنسبته إلى جدّه ، قال القاضي أحمد بن سعد الدين : إنه زيد بن علي بن الحسن بن علي. تتلمذ على يد الحاكم الجشمي وغيره ، كان كثير العبادة والورع ، واسع الهمة ، ممن اتّصل إسناد المجموع بهم ، تخرج عليه الكثير من علماء اليمن والعراق. خرج إلى اليمن سنة ٥٤١ ه وأخذ عليه الإمام أحمد بن سليمان عليهالسلام ، والذي قدم عليه إلى هجرة محبكة ومعه كتب غريبة وعلوم عجيبة فسر به الإمام وتلقاه ، وكان ممن أخذ عليه أيضا القاضي جعفر بن عبد السّلام ، وكان السبب في رجوع الكثير من المطرفية. توفي بتهامة اليمن راجعا إلى العراق عام ٥٥١ ه ، وموضع قبره في جهة الشقيق على بعد يوم من مدينة صبيا المسماة الآن بالثّراء وهو مشهور مزور. ينظر التحف ص ٢٣٥. وتراجم الرجال للجنداري ص ١٤. والفلك الدوار ص ١١٣. والروض النضير ١ / ١٥. ومطلع البدور (خ).
(٢) في هامش (ب) : بل مدة سنتين ونصف ، ذكر ذلك. والجنداري في تراجم رجال شرح الأزهار ص ١٥. ومطلع البدور ٢ / ١٣٥ (خ).