وهوى» (١). ولا شبهة في كون معناه (٢) متواترا.
ووجه الاستدلال به ظاهر فإنه لا شبهة أيضا في أنه لم ينج من أمة نوح عليهالسلام سوى من ركب في السفينة ، فكذلك لا ينجو من أمة محمد صلىاللهعليهوآله إلا من تمسك بأهل بيته ، وإلا بطل التشبيه بسفينة نوح عليهالسلام وذلك لا يجوز ؛ لأنه كلام نبيّ صادق لا يدين إلا بالحق ، ولا يخبر إلا بالصدق ، فثبت بذلك الكلام في المطلب الأول ، وهو في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام.
وأما المطلب الثاني :
وهو في ذكر طرف يسير من فضائله ومناقبه ؛
فله فضائل كثيرة ، ومناقب شهيرة ، وهي مدونة في الكتب المشهورات (٣) ، كالصحاح وغيرها مما رواه المخالفون والمؤالفون ، وهي أكثر من أن نأتي على جميعها في كتابنا هذا ؛ فلنقصر على ذكر طرف يسير مما رواه المخالفون من فضائله عليهالسلام ونضيفه إلى كتبهم ؛ لأنها كالشاهدة عليهم ، وشهادة الخصم لخصمه من أقوى الشهادات ؛ لأنها لا تحتاج إلى عدد ولا تفتقر إلى
__________________
(١) أخرجه الهادي في الأحكام ١ / ٤٠. والإمام علي بن موسى الرضى عن آبائه في صحيفته ص ٤٦٤ بلفظ : «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها زج في النار». والمرشد بالله في أماليه ١ / ١٥٢. وأبو طالب في أماليه ١٣٦. والحاكم ٢ / ٣٤٣ ، عن أبي حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ باب الكعبة : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكر فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» ، وقال : حديث صحيح على شرط مسلم ، وأخرجه أيضا في ٣ / ١٥٠. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه. والطبراني في الأوسط ج ٥ برقم ٥٣٩٠. والكبير ٣ / ٤٥ برقم ٢٦٣٦. والبزار ٢ / ٣٣٤ رقم ١٩٦٧ من مختصر زوائده لابن حجر.
(٢) في (ب) ، (ج) : معناها.
(٣) في (ب) ، (ج) : المشهورة.