المدلّون على ربهم ، والذي نفسي بيده إنهم ليأتون يوم القيامة وعلى عواتقهم السلاح ، فيقرعون باب الجنة ، فيقول الخزنة من أنتم؟ فيقولون : هل حوسبتم؟ فيجثون على ركبهم وينشرون ما في جعابهم ، ويرفعون أيديهم ، ويقولون : أي رب أبهذا نحاسب؟ وقد خرجنا وتركنا الأهل والولد. فتمثّل لهم أجنحة من ذهب ، فيطيرون إلى الجنة ، فذلك قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) الآية [فاطر : ٣٤] (١).
الفصل التاسع : الميزان (٢)
وهو معلوم من الدين على الجملة ، قال الله تعالى (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) [الأنبياء : ٤٧] ، وقال : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) [القارعة : ٦] ، وقال : (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) [القارعة : ٨]. والأخبار فيه كثيرة تركناها للاختصار.
الفصل العاشر : ظهور العلامات في الوجوه
قال تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) [آل عمران : ١٠٦]. وقال : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ* ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ* وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ* تَرْهَقُها قَتَرَةٌ* أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) [عبس : ٣٨ ـ ٤٢] والأخبار في ذلك كثير تجنّبناها خوفا للإطالة.
الفصل الحادي عشر : الانتصاف والمقاصّة بين المخلوقين
وذلك ظاهر ، قال الله تعالى : (فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ
__________________
(١) أخرج الحديث الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٩٩ وزاد السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٤٧٥ عن ابن مردويه وأبي نعيم.
(٢) المراد به الحق من إقامة العدل والإنصاف. ينظر عدة الأكياس ٢ / ٣٤٩.