فإن تساووا في ذلك ( فالأسنّ ) مطلقا ، كما هو المتبادر من الرواية ، أو في الإسلام خاصة كما في الدروس والذكرى (١).
فإن تساووا فيه ( فالأصبح وجها ).
كلّ ذلك للرضوي المصرّح بهذا الترتيب من أوله إلى آخره (٢). ونحوه النبوي فيما عدا الأخير فلم يذكر فيه (٣) ، وعليه جماعة (٤).
وفيه أخبار أخر مختلفة وأقوال متشتتة ، وكلّها متفقة على تقديم الأقرأ على الأفقه ، ونسبه في المنتهى إلى علمائنا (٥) ، مؤذنا بدعوى الإجماع عليه ، كما هو الظاهر ؛ لاتفاق كلمة الأصحاب والنصوص على ذلك ، إلاّ ما يحكى في التذكرة (٦) عن نادر منّا من المصير إلى عكس ذلك ، واختاره في المختلف (٧) ، وتبعه جمع من متأخري المتأخرين (٨) ؛ لأدلة قوية متينة من الاعتبار والكتاب والسنّة بسطناها في الشرح ، من أرادها فليطلبها ثمة ، إلاّ أنها لا تبلغ قوة المعارضة لما قدّمنا من اتفاق الفتوى والرواية بحيث يقطع بكونه إجماعا كما عرفت من المنتهى حكايته ، فتخصّص به تلك الأدلة.
__________________
(١) الدروس ١ : ٢١٩ ، الذكرى : ٢٧١.
(٢) فقه الرضا عليهالسلام : ١٤٣ ، المستدرك ٦ : ٤٧٥ أبواب صلاة الجماعة ب ٢٥ ح ٤.
(٣) الكافي ٣ : ٣٧٦ / ٥ ، التهذيب ٣ : ٣١ / ١١٣ ، علل الشرائع : ٣٢٦ / ٢ ، الوسائل ٨ : ٣٥١ أبواب صلاة الجماعة ب ٢٨ ح ١.
(٤) منهم : العلامة في نهاية الإحكام ١ : ١١١ ، والشهيد في البيان : ٢٣٢ ، واللمعة ( الروضة ١ ) : ٣٩٢ ، والمحقق السبزواري في الذخيرة : ٣٩١.
(٥) المنتهى ١ : ٣٧٥.
(٦) التذكرة ١ : ١٨٠.
(٧) المختلف : ١٥٥.
(٨) منهم : صاحب المدارك ٤ : ٣٥٩ ، والفيض في المفاتيح ١ : ١٦٤ ، وصاحب الحدائق ١١ : ٢٠٤.