الشيطان » (١).
وهل المراد بالسهو فيهما وفي غيرهما من الفتاوي خصوص الشك ، كما عن صريح المعتبر وظاهر الفاضل في التذكرة والنهاية والمنتهى (٢)؟
أو ما يعمّه والسهو بالمعنى المقابل له ، كما في صريح الروضة وروض الجنان (٣) ، وعن ظاهر جماعة (٤)؟
وجهان ، بل قولان :
من عموم ما دلّ على لزوم الإتيان بمتعلق السهو وموجبه ، مع سلامته عن معارضة هذه النصوص ؛ لاختصاص جملة منها بالشك ، والاتفاق على إرادته من لفظ السهو فيما عداها. وإرادة معناه الحقيقي منه أيضا توجب استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي والمجازي ، وهو أمر مرغوب عنه عند المحققين.
وارتكاب عموم المجاز حسن مع قيام القرينة عليه بالخصوص ، ولم نجدها ، والاتفاق على إرادة الشك أعم من إرادته ، لاحتمال كونه قرينة على إرادة الشك بالخصوص.
وبالجملة : الاتفاق على إرادة الشك في الجملة ، أما أنها على الخصوص أو من حيث العموم ، فأمر غير معلوم ، واحتماله لا يوجب الخروج عن العموم المتقدم المقطوع ، سيّما مع كونه مرجوحا ، لاتفاق المعمّم صريحا بل مطلقا ـ كما قيل (٥) ـ على بطلان الصلاة بالسهو عن الركن مطلقا ، ووجوب تدارك
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٥٩ / ٨ ، الفقيه ١ : ٢٢٤ / ٩٨٩ ، التهذيب ٢ : ٣٤٣ / ١٤٢٤ ، الوسائل ٨ : ٢٢٧ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ١٦ ح ١.
(٢) المعتبر ٢ : ٣٩٣ ، التذكرة ١ : ١٣٦ ، نهاية الإحكام ١ : ٥٣٣ ، المنتهى ١ : ٤١١.
(٣) الروضة ١ : ٣٣٩ ، روض الجنان : ٣٤٣.
(٤) منهم : الشيخ في المبسوط ١ : ١١٩ ، وابن زهرة في الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٦٥ ، وابن إدريس في السرائر ١ : ٢٤٨.
(٥) قال به العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٨٥ : ٢٧٧.