بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وروي عن علي عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الله تبارك وتعالى خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد.

وعن حذيفة بن اليمان قال : دخلت عائشة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقبل فاطمة صلوات الله عليها ، فقالت (١) : يا رسول الله أتقبلها وهي ذات بعل؟ فقال لها : أما والله لو علمت ودي لها إذا لازددت لها ودا (٢) ، وأنه لما عرج بي إلى السماء فصرت إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل ، ثم قال لي : ادن ، فقلت : أدنو وأنت بحضرتي؟ فقال لي : نعم إن الله فضل أنبياءه المرسيلن على ملائكته المقربين ، وفضلك أنت خاصة ، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ، فلما صليت وصرت إلى السماء السادسة إذا أنا بملك من نور على سرير من نور ، عن يمينه صف من الملائكة وعن يساره صف من الملائكة ، فسلمت فرد علي السلام وهو متكئ ، فأوحى الله عزوجل إليه : أيها الملك سلم عليك حبيبى وخيرتي من خلقي فرددت السلام عليه وأنت متكئ؟ وعزتي وجلالي لتقومن ولتسلمن عليه ولا تقعد (٣) إلى يوم القيامة ، فوثب الملك (٤) وهو يعانقني ويقول : ما أكرمك على رب العالمين يا محمد! فلما صرت إلى الحجب نوديت « آمن الرسول بما انزل إليه » فالهمت فقلت : « والمؤمنون كل آمن بالله وكتبه ورسله » ثم أخذ جبرئيل عليه‌السلام بيدي وأدخلني الجنة (٥) وأنا مسرور ، فإذا أنا بشجرة من نور مكللة بالنور ، وفي أصلها ملكان يطويان الحلي والحلل إلى يوم القيامة ، ثم تقدمت أمامي فإذا أنا بقصر من لؤلؤة بيضاء لا صدع فيها ولا وصل (٦) ، فقلت : حبيبي (٧) لمن هذا القصر؟ قال : لابنك الحسن ، ثم تقدمت أمامي فإذا أنا بتفاح لم أر تفاحا أعظم منه ، فأخذت تفاحة ففلقتها ، فإذا أنا بحوراء كأن أجفانها مقاديم أجنحة

____________________

(١) في المصدر : فقالت له.

(٢) في المصدر : لازددت لها حبا.

(٣) في المصدر : ولا تقعدن.

(٤) وثب : نهض وقام.

(٥) في المصدر : فأدخلنى الجنة.

(٦) الصدع : الشق. والوصل بضم الواو وكسرها : كل عضو على حدة.

(٧) في المصدر : حبيبى جبرئيل.

٨١

النسور ، (١) فقلت لها : لمن أنت؟ فبكت ثم قالت : أنا لابنك المقتول ظلما الحسين بن علي ، ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد الزلال وأحلى من العسل ، فأكلت رطبة منها وأنا أشتهيها ، فتحولت الرطبة نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسية ، فإذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة ـ صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها ـ ، ومنه عن ابن عباس مثله ، وفيه زيادة يتعلق بفضل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفيه : فقلت : لمن هذه الشجرة؟ فقال : لاخيك علي بن أبي طالب ، وهذان الملكان يطويان الحلي والحلل إلى يوم القيامة ، وليس فيه ذكر الحسن والحسين عليهما‌السلام. وفيه : فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت. وفيه قبل هذا : فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني ، فإذا أنا بإبراهيم في روضة من رياض الجنة ، قد اكتنفه جماعة من الملائكة. وفيه : فنوديت في السادسة : يا محمد نعم الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك علي (٢).

فر : محمد بن زيد الثقفي ، عن أبي نصر بن أبي مسعود (٣) الاصفهاني ، عن جعفر بن أحمد ، عن الحسن بن إسماعيل ، عن علي بن محمد الكوفي ، عن موسى بن عبدالله الموصلي ، عن أبي فزارة ، عن حذيفة مثله (٤).

٥٠ ـ بشا : يحيى بن محمد الجواني ، عن الحسن بن علي الداعي ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن محمد بن عبدالله الحافظ ، عن أحمد بن محمد التميمي ، عن المنذر بن محمد اللخمي ، عن أبيه ، عن عمه ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم قال : إني لعند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فقال رسول الله : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم (٥).

٥١ ـ كنز : من كتاب مصباح الانوار لشيخ الطائفة بإسناده عن أنس بن مالك

____________________

(١) جمع النسر بتثليث النون والفتح أشهر وأفصح طائر من أشد الطيور وارفعها طيرانا وأقوانا جناحا.

(٢) كشف الغمة : ١٣٧ و ١٣٨.

(٣) محمود خ ل.

(٤) تفسير فرات : ١٠.

(٥) بشارة المصطفى : ١٤٣.

٨٢

قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الايام صلاة الفجر ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت له : يا رسول الله إن رأيت أن تفسر لنا قوله تعالى : « فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا (١) » فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما النبيون فأنا وأما الصديقون فأخي علي ، وأما الشهداء فعمي حمزة ، وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين قال : وكان العباس حاضرا فوثب وجلس بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من نبعة (٢) واحدة؟ قال : وما ذاك يا عم؟ قال : لانك تعرف بعلي وفاطمة والحسن والحسين دوننا ، قال : فتبسم النبي وقال : أما قولك يا عم : ألسنا من نبعة واحدة فصدقت ، ولكن يا عم إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم عليه‌السلام حين لاسماء مبنية ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار.

فقال العباس وكيف كان بدؤ خلقكم يا رسول الله؟ فقال : يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكم بكلمة خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة اخرى فخلق منها روحا ، ثم مزج النور بالروح ، فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، فكنا نسبحه حين لا تسبيح ونقدسه حين لا تقديس فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش ، فالعرش ، فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش ، ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور من أخي علي ونور علي من نور الله وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات والارض ، فالسماوات والارض من نور ابنتي فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور الله تعالى وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والارض ، ثم فتق نور ولدي الحسن وخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور ولدي الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر ، ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين ، فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله فولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين.

____________________

(١) سورة النساء : ٦٩.

(٢) النبعة : الاصل.

٨٣

ثم أمر الله الظلمات أن تمر على سحائب النظر (١) ، فأظلمت السماوات على الملائكة ، فضجت الملائكة بالتقديس والتسبيح وقالت : إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا وعرفتنا هذه الاشباح لم نر بأسا ، فبحق هذه الاشباح إلا ما كشف عنا هذه الظلمة ، فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلقها في بطنان العرش ، فأزهرت السماوات والارض ، ثم أشرقت بنورها ، فلاجل ذلك سميت الزهراء ، فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أشرقت به السماوات والارض؟ فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لامتي فاطمة ابنة حبيبي وزوجة وليي وأخي نبيي وأبوحججي على عبادي في بلادي ، اشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة ، قال : فلما سمع العباس من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك وثب وقبل بين عيني علي وقال : والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن بالله واليوم الآخر (٢).

٥٢ ـ بشا : بالاسناد إلى الصدوق عن الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن موسى ابن اخت الواقدي ، عن أبي قتادة الحراني ، عن عبدالرحمان بن العلاء الحضرمي ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا يوما (٣) وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فقال : اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس علي فأحب (٤) من يحبهم ، وأبغض من يبغضهم ، ووال من والاهم ، وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم ، واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ، وأيدهم بروح القدس منك.

ثم قال : يا علي أنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي ، وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة ، وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور ، عن

____________________

(١) كذا في النسخ ، وفى البرهان : أن تمر بسحائب الظلم.

(٢) مخطوط ، وأورده في البرهان ١ : ٣٩٢ و ٣٩٣.

(٣) في المصدر : ذات يوم.

(٤) في المصدر : فأحبب.

٨٤

يمينها سبعون ألف ملك وعن شمالها سبعون ألف ملك ، وبين يديها سبعون ألف ملك ، وخلفها سبعون ألف ملك ، تقود مؤمنات امتي إلى الجنة ، فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمسة صلوات وصامت شهر رمضان وحجت بيت الله الحرام وزكت مالها وأطاعت زوجها ووالت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة ، وإنها سيدة (١) نساء العالمين فقيل : يا رسول الله هي (٢) سيدة نساء عالهما؟ فقال : ذاك لمريم بنت عمران ، فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين ، وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين ، وينادونها بما نادت به الملائكة (٣) مريم فيقولون : يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.

ثم التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : يا علي إن فاطمة بضعة مني ونور عيني (٤) وثمرة فؤادي ، يسؤوني ما ساءها ويسرني ما سرها إنها أول من تحلقني (٥) من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي ، وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي وهما سيدا شباب أهل الجنة ، فليكونا عليك كسمعك وبصرك ، ثم رفع يديه إلى السماء فقال : اللهم إني اشهدك أني محب لمن أحبهم ، مبغض لمن أبغضهم ، سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، وعدو لمن عاداهم ، وولي لمن والاهم (٦).

٥٣ ـ كنز : روى الحافظ أبونعيم عن رجاله عن أبي هريرة قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها ، فكأني بك وأنت على حوضي تذود (٧) عنه الناس ، وإن عليه أباريق عدد نجوم السماء ، وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنة

____________________

(١) في المصدر : لسيدة.

(٢) في المصدر : أهى.

(٣) في المصدر : الملائكة المقربون.

(٤) في المصدر : وهى نور عينى.

(٥) في المصدر : وإنها اول لحوق يلحقنى ا ه.

(٦) بشارة المصطفى : ٢١٨ و ٢١٩.

(٧) ذاده : دفعه وطرده.

٨٥

إخوانا على سرر متقابلين ، وأنت معي وشيعتك ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية « ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين » (١).

٥٤ ـ اقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي : عن أبان بن أبي عياش عنه قال : حدثني علي بن أبي طالب عليه‌السلام وسلما وأبوذر والمقداد ، وحدثني ابو الجحاف (٢) داود بن أبي عوف العوفي يروي عن أبي سعيد الخدري قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ابنته فاطمة عليها‌السلام وهي توقد تحت قدر لها تطبخ طعاما لاهلها ، وعلي عليه‌السلام في ناحية البيت نائم والحسن والحسين عليهما‌السلام نائمان إلى جنبه ، فقعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع ابنته يحدثها ـ وفي رواية اخرى مع فاطمة يحدثها ـ وهي توقد تحت قدرها ليس لها خادم ، فإذا استيقظ الحسن عليه‌السلام فأقبل على رسول الله (ص) فقال : يا أبت اسقني ـ وفي رواية اخرى يا جداه اسقني ـ فأخذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قام إلى نعجة (٣) كانت له فاحتلبها بيده ، ثم جاء به (٤) وعلى اللبن رغوة (٥) ليناوله الحسن فاستيقظ الحسين عليه‌السلام فقال : يا أبت اسقني ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بني أخوك وهو أكبر منك قد استسقاني (٦) ، فقال الحسين عليه‌السلام : اسقني قبله ، فجعل رسول الله يلين له ويطلب إليه (٧) أن يدع أخاه يشرب ، والحسين يأبى ، فقالت فاطمة عليها‌السلام : يا أبت كأن الحسن أحبهما إليك؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما هو بأحبهما إلي وإنهما عندي لسواء ، غير أن الحسن استسقاني أول مرة ، وإني وإياك وإياهما وهذا الراقد في الجنة لفي منزل واحد ودرجة واحدة ، قال : وعلي عليه‌السلام نائم لا يدري بشئ من ذلك.

قال : ومر بهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهما يلعبان ، فأخذهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاحتملهما ووضع كل واحد منها على عاتقه ، فاستقبله رجل قال : وفي رواية

____________________

(١) الكنز مخطوط ، وأورده في البرهان ٢ : ٣٤٨. والاية في سورة الحجر : ٤٧.

(٢) بتقديم المعجمة على المهملة.

(٣) في المصدر : إلى لقحة. وهى بكسر اللام وفتحها الناقة الحلوب الغزيرة اللبن.

(٤) في المصدر : ثم جاء بالعلبة. وهى بضم العين إناء ضخم من جلد أو خشب.

(٥) الرغوة من اللبن : ما عليه من الزبد.

(٦) في المصدر : وقد استسقاني.

(٧) في المصدر : فجعل رسول الله يرغبه ( يقبله خ ل ) ويلين له ويطلب له.

٨٦

اخرى فوضع أحدهما على منكبه الايمن والآخر على منكبه الايسر ثم أقبل بهما فاستقبله أبوبكر ، فقال : لنعم الراحلة أنت ، وفي رواية اخرى : نعم المركب ركبتما يا غلامين؟! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ونعم الراكبان هما ، إن هذين الغلامين ريحانتاي من الدنيا ، قال : فلما أتى بهما منزل فاطمة أقبلا يصطرعان ، فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إيه يا حسن (١) ، فقالت فاطمة عليها‌السلام : يا رسول الله أتقول : إيه ياحسن وهو أكبر منه؟ فقال : هذا جبرئيل عليه‌السلام يقول : إيه يا حسين (٢) ، فصرع الحسين الحسن.

قال : ونظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إليهما يوما وقد أقبلا فقال : هذا والله سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ، إن أخير الناس عندي وأحبهم إلي وأكرمهم علي أبوكما ثم امكما ، وليس عند الله أحد أفضل مني ، وأخي ووزيري وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي علي بن أبي طالب ، ألا أنه خليلي ووزيري وصفيي وخليفتي من بعدي ، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي ، فإذا هلك فابني الحسن من بعده ، فإذا هلك فابني الحسين من بعده ، ثم الائمة من عقب الحسين ـ وفي رواية اخرى : ثم الائمة التسعة من عقب الحسين ـ الهداة المهتدون. هم مع الحق والحق معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم إلى يوم القيامة ، وهم زر الارض (٣) الذين تسكن إليهم الارض ، وهم حبل الله المتين ، وهم عروة الله الوثقى التي لا انفصام لها ، وهم حجج الله في أرضه وشهداؤه على خلقه (٤) ومعادن حكمته ، وهم بمنزلة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق ، وهم بمنزلة باب حطة في بني إسرائيل من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا ، فرض الله في الكتاب طاعتهم وأمر فيه بولايتهم ، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله.

قال : وكان الحسين عليه‌السلام يجئ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ساجد ، فيتخطا

____________________

(١) في المصدر : هى يا حسن. وكذا فيما يأتي.

(٢) في المصدر : هى يا حسين.

(٣) في النهايه ( ٢ : ١٢٤ ) : في حديث ابى ذر يصف عليا « وانه لعالم الارض وزوجها الذى تسكن إليه » أى قوامها ، وأصله من زر القلب وهو عظيم صغير يكون قوام القلب به.

(٤) في المصدر بعد ذلك : وخزنة علمه.

٨٧

الصفوف (١) حتى يأتي النبي فيركب ظهره ، فيقوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد وضع يده على ظهر الحسين ويده الاخرى على ركبته حتى يفرغ من صلاته ، وكان الحسين يأتيه وهو على المنبر يخطب ، فيصعد إليه فيركب على عاتق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويدلي رجليه على صدره حتى يرى بريق خلخاله ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب ، فيمسكه كذلك حتى يفرغ من خطبته (٢).

[ بيان : قال في النهاية : « إيه » كلمة يراد بها الاستزادة وهي مبنية على الكسر ، فإذا وصلت نونت فقلت : إيه حدثنا ، وإذا قلت : إيها ـ بالنصب ـ فإنما تأمره بالسكوت ، وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضى بالشئ. (٣) ]

٥٥ ـ لى : حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعبدالله بن محمد الصائغ رضي الله عنهم ، قالوا : حدثنا أبوالعباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا أبومحمد بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثنا الفضل بن عباس ، قال : حدثنا عبدالقدوس الوراق ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن الاعمش ، وحدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدثني عبدالله بن يحيى محمد بن باطويه ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن الاعمش ، وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من إصبهان ، قال : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ست وثمانين ومائتين ، قال : حدثنا الوليد بن الفضل العنزي ، قال : حدثنا مندل بن علي العنزي ، عن الامش ، وحدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثني أبوسعيد الحسن بن علي العدوي ، قال : حدثنا علي بن عيسى الكوفي ، قال : حدثنا جرير بن عبدالحميد ، عن الاعمش ، وزاد بعضهم على بعض في اللفظ وقال بعضهم مالم يقل بعض ، وسياق الحديث لمندل بن علي

____________________

(١) تخطاه : تجاوزه وسبقه.

(٢) كتاب سليم بن قيس الكوفى : ٩٧ ـ ١٠٠.

(٣) النهاية : ٥٤ و ٥٥.

٨٨

العنزي عن الاعمش قال : بعث إلي أبوجعفر الدوانيقي في جوف الليل أن أجب ، قال : فقمت متفكرا فيما بيني وبين نفسي وقلت : ما بعث إلى أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي عليه‌السلام ولعلي إن أخبرته قتلني ، قال : فكتبت وصيتي ولبست كفني ودخلت [ فيه ] عليه (١) ، فقال : ادن ، فدنوت وعنده عمرو بن عبيد ، فلما رأيته طابت نفسي شيئا. ثم قال : ادن ، فدنوت حتى كادت تمس ركبتي ركبته ، قال : فوجد مني رائحة الحنوط فقال : والله لتصدقني أو لاصلبنك ، قلت : ما حاجتك يا أمير المؤمنين؟ قال : ما شأنك متحنطا؟ قلت ، أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب ، فقلت : عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي عليه‌السلام ، فلعلي إن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيتي ولبست كفني ، قال : وكان متكئا فاستوى قاعدا فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، سألتك بالله يا سليمان كم حديثا ترويه في فضائل علي عليه‌السلام؟ قال : فقلت : يسيرا يا أمير المؤمنين ، قال : كم؟ قلت عشرة آلاف حديث وما زاد ، فقال : يا سليمان والله لاحدثنك بحديث في فضائل علي عليه‌السلام تنسى كل حديث سمعته ، قال : قلت : حدثني يا أمير المؤمنين ، قال : نعم كنت هاربا من بني امية وكنت أتردد في البلدان فأتقرب إلى الناس بفضائل علي عليه‌السلام ، وكانوا يطعموني ويزودوني حتى وردت بلاد الشام ، وإني لفي كساء خلق ما علي غيره ، فسمعت الاقامة وأنا جائع فدخلت المسجد لاصلي وفي نفسي أن اكلم الناس في عشاء يعشوني ، فلما سلم الامام دخل المسجد صبيان ، فالتفت الامام إليهما وقال : مرحبا بكما ومرحبا بمن بمن اسمكما على اسمهما ، فكان إلى جنبي شاب فقلت : يا شاب ما الصبيان من الشيخ؟ قال : هو جدهما ، وليس بالمدينة أحد يحب عليا غير هذا الشيخ ، فلذلك سمى أحدهما الحسن والآخر الحسين ، فقمت فرحا فقلت للشيخ. هل كل في حديث اقر به عينك؟ فقال : إن أقررت عيني أقررت عينك.

قال : فقلت : حدثني والدي عن أبيه عن جده قال : كنا قعودا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ جاءت فاطمة عليها‌السلام تبكي ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت :

____________________

(١) في المصدر : ودخلت عليه.

٨٩

يا أبت خرج الحسن والحسين فما أدري أين باتا ، فقال لهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة لا تبكين فالله الذي خلقهما هو ألطف بهما منك ، ورفع النبي يده إلى السماء فقال : اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما ، فنزل جبرئيل من السماء فقال : يا محمد إن الله يقرؤك السلام وهو يقول : لا تحزن ولا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وأبوهما خير منهما (١) ، هما نائمان في حظيرة بني النجار ، وقد وكل الله بهما ملكا ، قال : فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فرحا ومعه أصحابه حتى أتوا حظيرة بني النجار ، فإذا هم بالحسن معانق للحسين (٢) ، وإذا الملك الموكل بهما قد افترش أحد جناحيه تحتهما وغطاهما بالآخر ، قال : فمكث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبلهما حتى انتبها ، فلما استيقظا حمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن وحمل جبرئيل الحسين ، فخرج من الحظيرة وهو يقول والله لاشرفنكما كما شرفكم الله عزوجل.

فقال له أبوبكر : ناولني أحد الصبيين اخفف عنك ، فقال : يابا بكر نعم الحاملان ونعم الراكبان (٣) وأبوهما أفضل منهما ، فخرج (٤) حتى أتى باب المسجد فقال : يا بلال هلم علي بالناس ، فنادى منادي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة فاجتمع الناس عند رسول الله في المسجد ، فقام على قدميه فقال : يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين فإن جدهما محمد وجدتهما خديجة بنت خويلد ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس أبا واما؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين فإن أباهما (٥) يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وامهما فاطمة بنت رسول الله ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا : بلى يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : الحسن والحسين فإن عمهما جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة مع الملائكة وعمتهما ام هانى بنت أبي طالب ، يامعشر الناس ألا

____________________

(١) في المصدر و ( م ) : وأبوهما أفضل منهما.

(٢) في المصدر : معانقا للحسين.

(٣) المحمولان خ ل.

(٤) في المصدر : فخرج منها.

(٥) في المصدر : فان أباهما على اه.

٩٠

أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين فإن خالهما القاسم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ثم قال بيده : هكذا يحشرنا الله (١) ، ثم قال : اللهم إنك تعلم أن الحسن في الجنة والحسين في الجنة ، وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة ، وأباهما في الجنة وامهما في الجنة ، وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة ، اللهم إنك تعلم أن من يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار.

قال : فلما قلت ذلك للشيخ قال : من أنت يا فتى؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أعربي أنت أم مولى؟ قال قلت : بل عربي ، قال : فأنت تحدث بهذا الحديث وأنت في هذا الكساء؟! فكساني خلعته (٢) وحملني على بغلته فبعتهما (٣) بمائة دينار ، فقال : يا شاب أقررت عيني فوالله لاقرن عينك ولارشدنك إلى شاب يقر عينك اليوم ، قال : فقلت : أرشدني ، قال : لي أخوان أحدهما إمام والآخر مؤذن ، أما الامام فإنه يحب عليا منذ خرج من بطن امه ، وأما المؤذن فانه يبغض عليا منذ خرج من بطن امه ، قال : قلت : أرشدني ، فأخذ بيدي حتى اتى باب الامام ، فاذا أنا برجل قد خرج إلي فقال : أما البغلة والكسوة فأعرفهما ، والله ما كان فلا يحملك ويكسوك إلا أنك تحب الله عزوجل ورسوله ، فحدثني بحديث في فضائل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : فقلت : أخبرني أبي عن أبيه جده ، قال : كنا قعودا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ جاءت فاطمة عليها‌السلام تبكي بكاء شديدا ، فقال لها رسول الله (ص) : ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت : يا أبت عيرتني نساء قريش وقلن : إن أباك وزوجك من معدم (٤) لا مال له ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تبكين فوالله ما زوجتك حتى زوجل الله من فوق عرشه ، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل ، وإن الله عزوجل اطلع على أهل الدنيا فاختار

____________________

(١) قال بيده أو برأسه : أشار. والظاهر ان معنى الجملة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضمهما إلى صدره وأشار إلى الناس : هكذا يحشرنا الله.

(٢) الخلعة بكسر الخاء الثوب الذى يعطى منحة ، كل ثوب تخلعه عنك. خيار المال.

(٣) في المصدر و ( م ) فبعتها.

(٤) المعدم : الفقير.

٩١

من الخلائق أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه واتخذه وصيا ، فعلي أشجع الناس قلبا ، وأحلم الناس حلما ، وأسمح الناس كفا ، وأقدم الناس سلما ، وأعلم الناس علما ، والحسن والحسين ابناه وهما سيدا شباب أهل الجنة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير ، لكرامتهما (١) على الله عزوجل ، يا فاطمة لا تبكين فوالله إنه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين ولواء الحمد بيدى ، فاناوله عليا لكرامته على الله عزوجل ، يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلى رب العالمين يجئ علي معي ، وإذا شفعني الله عزوجل شفع عليا معي ، يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم : يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمان ، ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب ، يا فاطمة علي يعينني على مفايتح الجنة ، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة.

فلما قلت ذلك قال : يا بني ممن أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أعربي أم مولى؟ قلت : بل عربي ، قال : فكساني ثلاثين ثوبا وأعطاني عشرة آلاف درهم ، ثم قال : يا شاب قد أقررت عيني ولي إليك حاجة ، قلت : قضيت إن شاء الله ، قال : فاذا كان غدا فائت مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي عليه‌السلام قال : فطالت علي تلك الليلة ، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي فقمت في الصف ، فإذا إلى جانبي شاب متعمم ، فذهب ليركع فسقطت عمامته ، فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه وجه خنزير ، فوالله ما علمت ما تكلمت به في صلاتي (٢) حتى سلم الامام ، فقلت : يا ويحك ما الذي أرى بك؟ فبكى وقال لي : انظر إلى هذه الدار ، فنظرت فقال لي : كنت مؤذنا لآل فلان ، كلما أصبحت لعنت عليا ألف مرة بين الاذان والاقامة ، وكلما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة ، فخرجت من منزلي فأتيت داري فاتكأت على هذا الدكان الذي ترى ، فرأيت في منامي كأني بالجنة وفيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي فرحين ، ورأيت كأن النبي عن يمينه الحسن وعن يساره الحسين ومعه كأس ، فقال : يا حسين

____________________

(١) في المصدر : وكرامتهما.

(٢) في المصدر : في صلاته.

٩٢

اسقني ، فسقاه ، ثم قال : اسق الجماعة ، فشربوا ، ثم رأيته كأنه قال : اسق المتكئ على هذا الدكان ، فقال له الحسن : يا جد اتأمرني أن أسقي هذا وهو يلعن والدي في كل يوم ألف مرة بين الاذان والاقامة وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة؟ فأتاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : مالك عليك لعنة الله تلعن عليا وعلي مني وتشتم عليا وعلي مني؟ فرأيته كأنه تفل في وجهي وضربني برجله وقال : قم غير الله ما بك من نعمة ، فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير ووجهي وجه خنزير.

ثم قال لي أبوالجعفر أمير المؤمنين : أهذان الحديثان في يدك؟ فقلت : لا ، فقال : يا سليمان حب علي إيمان وبغضه نفاق ، والله لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، قالت : قلت : الامان يا أمير المؤمنين ، قال : لك الامان ، قلت : فما تقول : في قاتل الحسين عليه‌السلام؟ قال : إلى النار وفي النار ، قلت : وكذلك من قتل ولد رسول الله إلى النار وفي النار؟ قال : الملك عقيم يا سليمان! اخرج فحدث بما سمعت (١).

بشا : وجدت بخط والدي أبي القاسم : حدثنا عبدالله بن عدي بجرجان ، عن أبي يعقوب الصوفي ، عن ابن عبدالرحمان الانصاري ، عن الاعمش وذكر مثله بأدنى تغيير وتبديل في الالفاظ (٢).

[ بيان : في القاموس : العشاء كسماء طعام العشي ، وتعشى ، أكله ، وعشاء عشوا وعشيا : أطعمه إياه كعشاه وأعشاه (٣).

واقول : وروى هذا الحديث الخوارزمي في مناقبه أطول وأبسط من ذلك (٤) ، ورواه صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة وهو أيضا من المخالفين ، وساق الحديث نحو ما مر إلى قوله : حتى سلم الامام فالتفت إليه وقلت له : ما هذا الذي أرى بك؟ فقال لي : لعلك صاحب أخي بالامس؟ قلت : نعم ، فأخذ بيدي وأقامني وهو يبكي حتى أتينا إلى منزله ، فقال لي : ادخل فدخلت ، فقال : انظر إلى هذا الدكان ، فنظرت إلى دكة ،

____________________

(١) امالى الصدوق : ٢٦٠ ـ ٢٦٤.

(٢) بشارة المصطفى : ١٣٨ ـ ١٤٢.

(٣) القاموس المحيط ٤ : ٣٦٢.

(٤) راجع ص ١٩١ ـ ٢٠٣.

٩٣

فقال : كنت مؤدبا أودب الصبيان على هذه الدكة ، وكنت ألعن عليا بين كل أذان وإقامة ألف مرة ، وإنه كان قد لعنته في يوم الجمعة بين الاذان والاقامة أربعة آلاف مرة ، فخرجت من المسجد وأتيت الدار ، فانطرحت على هذه الدكة نائما ، فرأيت في منامي إلى آخر الخبر ].

٥٦ ـ يف : ذكر الحاكم النيسابوري وهو من ثقاة الاربعة المذاهب في تاريخ النيسابوري في ترجمة هارون ، وبدأ بذكر هارون الرشيد ، رفعه إلى ميمون الهاشمي إلى الرشيد ، قال : جرى ذكر آل أبي طالب عند الرشيد فقال : يتوهم على العوام أني أبغض عليا وولده ، والله ما ذلك يظنونه ، وإن الله يعلم شدة حبي لعلي والحسن والحسين عليهم‌السلام ومعرفتي بفضلهم ولكنا طلبنا بثارهم حتى أقضى الله هذا الامر إلينا ، فقربناهم وخلطناهم ، فحسدونا وطلبوا ما في أيدينا! وسعوا في الارض فسادا! ولقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس قال : كنا ذات يوم مع رسول الله صلى الله على وآله وسلم إذ أقبلت فاطمة عليها‌السلام وهي تبكي ، وساق الحديث إلى قوله : ثم قال : اللهم إنك تعلم أن الحسن والحسين في الجنة ، وأباهما في الجنة وامهما في الجنة وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة ومن أبغضهما في النار ، وقال سليمان : وكان هارون يحدثنا وعيناه تدمعان وتخنقه العبرة! (١).

٥٧ ـ يف : ابن المغازلي بإسناده قال : دخل الاعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلما بصربه (٢) قال له : يا سليمان تصدر؟ قال : لا ، أتصدر حيث جلست (٣) ، ثم قال : حدثني الصادق عليه‌السلام قال : حدثني الباقر عليه‌السلام قال : حدثني السجاد عليه‌السلام قال حدثني الشهيد أبوعبدالله عليه‌السلام قال : حدثني أبي وهو الوصي علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : حدثني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أتاني جبرئيل آنفا فقال : تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله تعالى بالوحدانية ، ولي بالنبوة (٤) ، ولعلي بالوصية ، ولولده

____________________

(١) لم نجد في الطرائف المطبوع ، والظاهر أنه سقط عند الطبع.

(٢) في المصدر : فلما نظر به.

(٣) في المصدر و ( م ) قال : أنا صدر حيث جلست.

(٤) في المصدر : ولمحمد بالنبوة.

٩٤

بالامامة ، ولشيعته بالجنة ، قال : فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له : تذكر قوما فعلم من لا يعلم ، فقال : الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، السجاد علي بن الحسين ، والشهيد الحسين بن علي ، والوصي هو التقي علي بن أبي طالب عليهم‌السلام (١).

٥٨ ـ أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى إبراهيم بن ديزيل الهمداني في كتاب صفين عن يحيى بن سليمان ، عن يعلى بن عبيد الحنفي ، عن إسماعيل السدي ، عن زيد بن أرقم قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في الحجرة يوحى إليه ونحن ننتظره حتى اشتدت الحر ، فجاء علي بن أبي طالب عليه‌السلام ومعه فاطمة وحسن وحسين عليهم‌السلام فقعدوا في ظل حائط ينتظرونه ، فلما خرج رسول الله (ص) رآهم فأتاهم ، ووقفنا نحن مكاننا ، ثم جاء إلينا هو يظللهم بثوبه ممسكا بطرف الثوب وعلي ممسك بطرفه الآخر وهو يقول : اللهم إني احبهم فأحبهم ، اللهم إني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم ، قال : فقال ذلك ثلاث مرات انتهى (٢).

٥٩ ـ وروى ابن شيرويه في الفردوس عن علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما اسري بي رأيت على باب الجنة مكتوبا بالذهب لا بماء الذهب : لا إله إلا الله ، محمد حبيب الله (٣) ، علي ولي الله ، فاطمة أمة الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، على باغضيهم لعنة الله.

٦٠ ـ وعن أبي هريرة : يحشر الانبياء يوم القيامة ليوافوا يومهم المحشر ، ويبعث صالح على ناقته ، ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتي العضباء ، وابعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ، وعن علي عليه‌السلام عنه (ص) قال : تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم ، فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فقتول : يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي ، فيحكم لابنتي ورب الكعبة (٤).

٦١ ـ فس : محمد بن أبي عبدالله ، عن سعد بن عبدالله ، عن الاصفهاني ، عن

____________________

(١) الطرائف : ٣٢ و ٣٣. وفيه : والتقى وهو الوصى اه.

(٢) لم نظفر بموضعه في المصدر.

(٣) رسول الله خ ل.

(٤) مخطوط.

٩٥

المنقري ، عن يحيى بن سعيد العطار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : في قول الله تبارك وتعالى : « مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان (١) » قال : علي وفاطمة عليهما‌السلام بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه « يخرج منهم اللؤلؤ والمرجان (٢) » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام (٣).

٦٢ ـ كشف : الحافظ أبوبكر بن مردويه قوله تعالى : « مرج البحرين يلتقيان » عن أنس قال : علي وفاطمة « يخرج منهما اللؤلو والمرجان » قال : الحسن والحسين.

وعن ابن عباس : علي وفاطمة « بينهما برزخ » النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « يخرج منهما » الحسن والحسين صلوات الله عليهما. (٤)

٦٣ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن أحمد ، عن محفوظ بن بشر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « مرج البحرين يلتقيان » قال : علي وفاطمة « بينهما برزخ لا يبغيان » قال : لا يبغي علي على فاطمة ولا تبغي فاطمة على علي « يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام من رأى مثل هؤلاء الاربعة علي وفاطمة والحسن والحسين؟ لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر ، فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت ، ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار (٥).

فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن أبي ذر الغفاري مثله سواء (٦).

فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : « مرج البحرين يلتقيان » قال : قال : علي وفاطمة « بينهما برزخ لا يبغيان » قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام (٧).

فر : علي بن عتاب والحسين بن سعيد وجعفر بن محمد الفزاري بأسانيدهم عن الصادق عليه‌السلام مثله. وروي مثله عن الرضا عليه‌السلام (٨).

____________________

(١) سورة الرحمن : ١٩ و ٢٠.

(٢) سورة الرحمان : ٢٢.

(٣) تفسير القمى : ٦٥٩.

(٤) كشف الغمة : ٩٥.

(٥) الكنز مخطوط. وأوردها في البرهان : ٤ : ٢٦٥.

(٦ ـ ٨) تفسير فرات : ١٧٧.

٩٦

بيان : أقول : رواه العلامة قدس الله روحه عن ابن عباس (١) ، والطبرسي نور الله ضريحه عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري ثم قال : ولاغرو أن يكونا عليهما‌السلام بحرين ، لسعة فضلهما وكثرة خيرهما ، فإن البحر إنما يسمى بحرا لسعته وقال : معنى « مرج » أرسل (٢). وقال الجوهري : الغرو العجب ، يقال : لاغرو أي ليس بعجب (٣).

أقول : م قد أثبتنا كثيرا من أخبار هذا الباب في أبواب أحوال الانبياء عليهم‌السلام لا سيما أحوال آدم عليه‌السلام ، وفي أبواب أحوال فاطمة عليها‌السلام وفي باب فضائل حمزة وجعفر ، وباب أحوال عباس وعقيل ، وفي كثير من أبواب كتاب الامامة.

ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أن ام أيمن قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي فاطمة الزهراء عليها‌السلام لازورها في منزلها ، وكان يوما حارا من أيام الصيف ، فأتيت إلى باب دارها وإذا بالباب مغلق ، فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء نائمة عند الرحى ، ورأيت الرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها ، والمهد أيضا إلى جانبها والحسين عليه‌السلام نائم فيه والمهد يهتز ولم أرمن يهزه (٤) ، ورأيت كفا يسبح الله تعالى قريبا من كف فاطمة الزهراء ، قالت ام أيمن : فتعجبت من ذلك فتركتها ، ومضيت إلى سيدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلمت عليه وقلت له : يا رسول الله إني رأيت عجبا ما رأيت مثله أبدا ، فقال لي ، ما رأيت يا ام أيمن؟ فقلت : إني قصدت منزل سيدتي فاطمة الزهراء ، فلقيت الباب مغلقا وإذا أنا بالرحى تطحن بالبر وهي تدور من غير يد تديرها ، ورايت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه ، ورأيت كفا يسبح الله تعالى قريبا من كف فاطمة عليها‌السلام ولم أر شخصه ، فتعجبت من ذلك يا سيدي ، فقال : يا ام أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة ، وهي متعبة جائعة ، والزمان قيظ (٥) ،

____________________

(١) راجع كشف الحق ١ : ١٢٨. وكشف اليقين : ٩٣.

(٢) مجمع البيان ٩ : ٢٠١.

(٣) الصحاح ج : ص.

(٤) هز الشئ وبالشئ : حركه.

(٥) القائظ والقيظ : الشديد الحر.

٩٧

فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت ، فسبحان من لا ينام ، فوكل الله ملكا يطحن عنها قوت عيالها ، وأرسل الله ملكا آخر يهز مهد ولدها الحسين عليه‌السلام لئلا يزعجها من نومها ، ووكل الله ملكا آخر يسبح الله عزوجل قريبا (١) من كف فاطمة يكون ثواب تسبيحه لها ، لان فاطمة لم تفتر عن ذكر الله ، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة ، فقلت : يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان؟ ومن الذي يهز مهد الحسين ويناغيه (٢)؟ ومن المسبح؟ فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ضاحكا وقال : أما الطحان فجبرئيل ، وأما الذي يهز مهد الحسين فهو ميكائيل ، وأما الملك المسبح فهو إسرافيل.

[ ٦٤ ـ كنز الكراجكى : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن سهل بن أحمد ، عن عبد الله الديباجي (٣) ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : دخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا (٤) : لا إله إلا الله ، محمد حبيب الله ، علي بن أبي طالب ولي الله ، فاطمة أمة الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، على مبغضيهم لعنة الله.

٦٥ ـ وعن ابن شاذان ، عن عمر بن إبراهيم المقري ، عن عبدالله بن محمد البغوي ، عن عبدالله بن عمر (٥) ، عن عبدالملك بن عمير ، عن سالم البزاز ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خير هذه الامة من بعدي علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين ، فمن قال غير هذا فعليه لعنة الله ] (٦).

____________________

(١) أى شبيها.

(٢) ناغى الصبى : كلمه بما يعجبه ويسره.

(٣) في المصدر بعد ذلك : قال حدثنا محمد بن محمد بن محمد بن الاشعث بمصر ، قال : حدثنا موسى ابن إسماعيل ، عن أبيه اه.

(٤) في المصدر : مكتوبا بالذهب.

(٥) في المصدر : عن عبيد الله بن عمر.

(٦) كنز الكراجكى : ٦٣.

٩٨

٥١

(باب )

* ( ما نزل لهم عليهم‌السلام من السماء ) *

١ ـ لى : القطان ، عن عبدالرحمان بن محمد الحسيني ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الحسن بن الحسين ، عن علي بن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن جبرئيل ، عن إبراهيم بن جبرئيل ، عن أبي عبدالله الجرجاني ، عن نعيم النخعي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : كنت جالسا بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وبين يديه علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام إذ هبط عليه جبرئيل (١) وبيده تفاحة ، فحيى بها النبي ، وحيى بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا ، فتحيى بها علي عليه‌السلام وردها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيى بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وحيى بها الحسن عليه‌السلام فقبلها وردها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيى بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وحيى بها الحسين ، فتحيى بها الحسين وقبلها وردها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيى بها النبي ، وحيى بها فاطمة ، فقبلتها وردتها إلى النبي ، وتحيى بها النبي ثانية وحيى بها عليا عليه‌السلام ، فتحيى بها علي عليه‌السلام ثانية فلما هم أن يردها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سقطت التفاحة من أطراف أنامله فانفلقت بنصفين ، فسطع منها نور حتى بلغ السماء الدنيا ، وإذا عليه سطران مكتوبان « بسم الله الرحمان الرحيم هذه تحية من الله عزوجل إلى محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول الله ، وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار » (٢).

[ بيان : في القاموس : التحية : السلام ، وحياة تحية ، والبقاء والملك ، وحياك الله : أبقاك أو ملكك انتهى (٣). وكأن المراد بالتحية هنا الاتحاف والاهداء ، وبالتحيي قبولها ].

____________________

(١) في المصدر : إذ هبط جبرئيل.

(٢) امالى الصدوق : ٣٥٥.

(٣) القاموس المحيط ٤ : ٣٢٢.

٩٩

٢ ـ ما : الحفار ، عن علي بن أحمد الحلواني ، عن محمد بن القاسم المقري ، عن الفضل بن حباب ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن أبان ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، عن ابن عباس قال : كنا جلوسا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا هبط عليه الامين جبرئيل ومعه جام من البلور الاحمر مملوءا مسكا وعنبرا ـ وكان إلى جنب رسول الله علي بن أبي طالب وولداه الحسن والحسين عليهم التحية والاكرام ـ فقال له : السلام عليك ، الله يقرأ عليك السلام ويحييك بهذه التحية ، ويأمرك أن تحيي (١) عليا وولديه ، قال ابن عباس : فلما صارت في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم هللت ثلاثا وكبرت ثلاثا ، ثم قال قالت بلسان ذرب (٢)طلق ـ يعني الجام ـ « بسم الله الرحمان الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى » فاشتمها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وحيى (٣) بها عليا ، فلما صارت في كف علي قالت : « بسم الله الرحمن الرحيم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » فاشتمها علي عليه‌السلام وحيى بها الحسن ، فلما صارت في كف الحسن قالت : « بسم الله الرحمان الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون » فاشتمها الحسن وحيى بها الحسين ، فلما صارت في كف الحسين عليه‌السلام قالت : « بسم الله الرحمان الرحيم قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزدله فيها حسنا إن الله غفور شكور » ثم ردت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : « بسم الله الرحمان الرحيم الله نور السماوات والارض » قال قال ابن عباس : فلا أدري أسماءا صعدت (٤) أم في الارض توارت بقدرة الله تعالى عزوجل (٥).

٣ ـ يج : روي عن ام سلمة أن فاطمة عليها‌السلام جاءت إلى النبي حاملة حسنا وحسينا وقد حملت فخار فيه حريرة : فقال : ادعي ابن عمك ، فأجلس أحدهما على فخذه اليمنى والآخر على فخذه اليسرى ، وجعل عليا وفاطمة أحدهما بين يديه والآخر

____________________

(١) في المصدر : أن تحيى بها اه.

(٢) ذرب اللسان : حديدة.

(٣) في المصدر : « وحبا » وكذا فيما يأتى. أى أعطاه إياه بلا جزاء.

(٤) في المصدر : أفى السماء صدقت.

(٥) امالى الشيخ : ٢٢٧ و ٢٢٨.

١٠٠