بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

منه ، وأنزل فلانا منزلة فلان الذي أوصيتك به وأجره مجراه فإن ذلك يجب له من أرش جناية أو قيمة سلعة (١) أو ميراث أو غير ذلك » لوجب على الوصي أن يسوي بينهما في العطية ولا يخالف بينهما فيها من حيث اختلفت جهة استحقاقهما ، ولا يكون قول هذا القائل عند أحد من العقلاء يقتضي سلب المعطى الثاني العطية من حيث سلب جهة استحقاقها في الاول فوجب بما ذكرناه أن يكون منزلة هارون من موسى في استحقاق خلافته له بعد وفاته ثابتة لامير المؤمنين عليه‌السلام لاقتضاء اللفظ هنا ، وإن كانت تجب لهارون من حيث كان في انتقائها تنفير تمنع نبوته ويجب لامير المؤمنين عليه‌السلام من غير هذا الوجه.

ويزيد ما ذكرناه وضوحا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لو صرح به حتى يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى في خلافته له في حياته واستحقاقها له لو بقي إلى بعد وفاته إلا أنك لست بنبي » كان كلامه صلى‌الله‌عليه‌وآله صحيحا غير متناقض ولا خارج عن الحقيقة ، ولم يجب عند أحد أن يكون باستثناء النبوة نافيا لما أثبته من منزلة الخلافة بعد الوفاة ، وقد يمكن مع ثبوت هذه الجملة أن يرتب الدليل في الاصل على وجه يجب معه كون هارون مفترض الطاعة على امة موسى عليه‌السلام لو بقي إلى بعد وفاته وثبوت مثل هذه المنزلة لامير المؤمنين عليه‌السلام وإن لم يرجع إلى كونه خليفة له في حال حياته ووجوب استمرار ذلك إلى بعد الوفاة ، فإن في المخالفين من يحمل نفسه على دفع خلافة هارون لموسى في حياته ، وإنكار كونها منزلة تفضل عن نبوته (٢) ، وإن كان فيما حمل عليه نفسه ظاهره المكابرة (٣) ، ونقول (٤) : قد ثبت أن هارون كان مفترض الطاعة على امة موسى لمكان

____________________

(١) السلعة ـ بكسر السين ـ : المتاع وما يتاجر به. وفى المصدر : أو قيمة متلفه.

(٢) في المصدر : تنفصل عن نبوته. وحاصله أن الخصم يدعى أن الثابت لهارون هو النبوة فقط ، وليست الخلافة أمرا آخر ، فاذا نفى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كون أمير المؤمنين نبيا فينتفى خلافته ايضا لعدم الفصل بينهما.

(٣) وجه المكابرة أن النبوة والخلافة امران مستقلان ، كيف لا وقد قال موسى عليه‌السلام لهارون عند خروجه من المدينة على ما حكاه الله تعالى في القرآن : « اخلفنى في قومى » مع أن نبوته كان ثابتا قبلا.

(٤) هذا بيان ترتيب الدليل على الوجه المذكور.

٢٨١

شركته في النبوة التي لا يتمكن أحد من دفعها ، وثبت أنه لو بقي بعده لكان ما يجب من طاعته على جميع امة موسى عليه‌السلام يجب له (١) ، لانه لا يجوز خروجه عن النبوة وهو حي ، وإذا وجب ما ذكرناه وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أوجب بالخبر لامير المؤمنين جميع منازل هارون من موسى ونفى أن يكون نبيا وكان من جملة منازله أنه لو بقي بعده لكان طاعته مفترضة على امته وإن كانت تجب لمكان نبوته ، وجب (٢) أن يكون أمير المؤمنين عليه‌السلام مفترض الطاعة على سائر الامة بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن لم يكن نبيا ، لان نفي النبوة لا يقتضي نفي ما يجب لمكانها على ما بيناه ، وإنما كان يجب بنفي النبوة نفي فرض الطاعة لو لم يصح حصول فرض الطاعة إلا للنبي وإذا جاز أن يحصل لغير النبي كالامام دل على انفصاله من النبوة ، وأنه ليس من شرائطها وحقائقها التي تثبت بثبوتها وتنتفي بانتقائها ، والمثال الذي تقدم يكشف عن صحة قولنا ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لو صرح أيضا بما ذكرناه حتى يقول : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، في فرض الطاعة على امتي وإن لم تكن شريكي في النبوة وتبليغ الرسالة » لكان كلامه مستقيما بعيدا من التنافي.

فإن قال : فيجب على هذه الطريقة أن يكون أمير المؤمنين عليه‌السلام مفترض الطاعة على الامة في حال حياة النبي كما كان هارون كذلك في حال حياة موسى قيل : لو خلينا وظاهر الكلام لاوجبنا ما ذكرته ، غير أنه الاجماع مانع منه ، لان الامة لا تختلف في أنه عليه‌السلام لم يكن مشاركا للرسول في فرض الطاعة على الامة على جميع أحوال حياته حسب ما كان عليه هارون في حياة موسى ، ومن قال منهم : إنه كان مفترض الطاعة في تلك الاحوال يجعل ذلك في أحوال غيبة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله على وجه الخلافة ، لا في أحوال حضوره ، وإذا خرجت أحوال الحياة بالدليل ثبتت الاحوال بعد الوفاة بمقتضى اللفظ.

فإن قال : ظاهر قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » يمنع ما

____________________

(١) أى كما كان واجب الاطاعة في حال حياة موسى لاجل النبوة فكذلك ايضا لو كان بقى بعده. ويمكن أن يكون مرجع الضمير في « طاعته » موسى عليه‌السلام وإن لا يخلو عن تكلف.

(٢) جواب اذا.

٢٨٢

ذكرتموه لانه يقتضي من المنازل ما حصل لهارون من جهة موسى واستفاده به ، وإلا فلا معنى لنسبة المنازل إلى أنها منه ، وفرض الطاعة الحاصل عن النبوة غير متعلق بموسى ولا واجب من جهته (١).

قيل له : أما سؤالك فظاهر السقوط على كلامنا ، لان خلافة هارون لموسى عليهما‌السلام في حياته لاشك في أنها منزلة منه وواجبة بقوله الذي ورد به القرآن ، فأما ما أوجبناه من استحقاقه للخلافة بعده فلا مانع من إضافته أيضا إلى موسى ، لانه من حيث استخلفه في حياته وفوض إليه تدبير قومه ولم يجز أن يخرج عن ولاية جعلت له ، وجب حصول هذه المنزلة بعد الوفاة ، فتعلقها بموسى عليه‌السلام تعلق قوي ، فلم يبق إلا أن يبين الجواب على الطريقة التي استأنفناها.

والذي يبينه أن قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » لا يقتضي ما ظنه السائل من حصول المنازل بموسى ومن جهته ، كما أن قول أحدنا : أنت مني بمنزلة أخي مني أو بمنزلة أبي مني لا يقتضي كون الاخوة والابوة به ومن جهته ، وليس يمكن أحدا أن يقول في هذا القول إنه مجاز أو خارج عن حكم الحقيقة ، ولو كانت هذه الصيغة تقتضي ما ادعي لوجب أيضا أن لا يصح استعمالها في الجمادات وكل ما لا يصح منه فعل ، وقد علمنا صحة استعمالها فيما ذكرناه ، وأنهم لا يمنعون من القول بأن منزلة دار زيد من دار عمرو ، بمنزلة دار خالد من دار بكر ، ومنزلة بعض أعضاء الانسان منه منزلة بعض آخر منه وإنما يفيدون تشابه الاحوال وتقاربها ، ويجري لفظة « من » في هذه الوجوه مجرى « عند » و « مع » وكأن القائل أراد : محلك عندي وحالك معي في الاكرام والاعطاء كحال أبي عندي ومحله فيهما.

ومما يكشف عن صحة ما ذكرناه حسن استثناء الرسول النبوة من جملة المنازل ، ونحن نعلم أنه لم يستثن إلا ما يجوز دخوله تحت اللفظ عندنا أو يجب دخوله عند مخالفينا

____________________

(١) توضيحه أن وجوب طاعة هارون لاجل نبوته غير وجوب طاعته لاجل خلافته عن موسى ، فان الاول كان ثابتا عن الله سبحانه وغير مقيد بحياة موسى أو وفاته ، بخلاف الثانى فان قوامه كان بموسى فينتفى بوفاته ، وكذا الحال في أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٢٨٣

ونحن نعلم أيضا أن النبوة المستثناة لم تكن بموسى (١) ، وإذا ساغ استثناء النبوة من جملة ما اقتضى اللفظ مع أنها لم تكن بموسى بطل أن يكون اللفظ متناولا لما وجب من جهة موسى من المنازل (٢).

وأما الذي يدل على أن اللفظ يوجب حصول جميع المنازل إلا ما أخرجه الاستثناء وما جرى مجراه (٣) وإن لم يكن من ألفاظ العموم الموجبة للاشتمال والاستغراق ولا كان أيضا من مذهبنا أن في اللفظ المستغرق للجنس على سبيل الوجوب لفظا موضوعا (٤) له فهو أن دخول الاستثناء في اللفظ الذي يقتضي على سبيل الاجمال أشياء كثيرة متى صدر من حكيم يريد البيان والافهام ، دليل على أن ما يقتضيه اللفظ ويحتمله بعد ما خرج بالاستثناء مراد بالخطاب وداخل ما تحته ، ويصير دخول الاستثناء كالقرينة أو الدلالة التي توجب الاستغراق والشمول ، يدل على صحة ما ذكروه أن الحكيم منا إذا قال : من دخل داري اكرمه إلا زيدا ، فهمنا من كلامه بدخول الاستثناء أن من عدا زيد مراد بالقول ، لانه لو لم يكن مرادا لوجب استثناؤه مع إرادة الافهام والبيان ، وهذا وجه.

ووجه آخر وهو أنا وجدنا الناس في هذا الخبر على فرقتين : منهم من ذهب إلى أن المراد منزلة واحدة لاجل السبب الذي يدعون خروج الخبر عليه ، ولاجل عهد أو عرف ، والفرقة الاخرى تذهب إلى عموم القول لجميع ما هو منزلة هارون من موسى بعد ما أخرج الدليل ، على اختلافهم في تفصيل المنازل وتعيينها ، وهؤلاء هم الشيعة وأكثر مخالفيهم ، لان القول الاول لم يذهب إليه إلا الواحد والاثنان ، وإنما يمتنع من خالف الشيعة من إيجاب كون أمير المؤمنين صلوات الله عليه خليفة للنبي بعده ، حيث لم يثبت عندهم أن هارون لو بقي بعد موسى لخلفه ، ولا أن ذلك مما يصح أن يعد في جملة منازله ، فكان كل من ذهب إلى أن اللفظ يصح تعديه المنزلة الواحدة ذهب إلى

____________________

(١) بل هو أمر الهى يؤتيه من يشاء من عباده المخلصين.

(٢) لانه على هذا الفرض لم تكن النبوة داخلة رأسا حتى يحتاج إلى الاستثناء.

(٣) وهو العقل وفهم العرب حيث يخرج الاخوة النسبية كما بين سابقا.

(٤) كذا في النسخ والمصدر ، ولا يخلو عن اغلاق واضطراب.

٢٨٤

عمومه ، فإذا فسد قول من قصر القول على المنزلة الواحدة ـ لما سنذكره ـ وبطل وجب عمومه ، لان أحدا لم يقل بصحة تعديه مع الشك في عمومه ، بل القول بأنه مما يصح أن يتعدى وليس بعام خروج عن الاجماع.

فإن قال : وبأي شئ تفسدون أن يكون الخبر مقصورا على منزلة واحدة؟ قيل له : أما ما تدعي من السبب الذي هو إرجاف المنافقين (١) ووجوب حمل الكلام عليه وأن لا يتعداه فيبطل من وجوه : منها أن ذلك غير معلوم على حد نفس الخبر بل غير معلوم أصلا ، وإنما وردت به أخبار آحاد ، وأكثر الاخبار واردة بخلافه ، وأن أمير المؤمنين عليه‌السلام لما خلفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة في غزوة تبوك كره أن يتخلف عنه وأن ينقطع عن العادة التي كان يجري عليه‌السلام عليها في مواساته له بنفسه وذبه الاعداء عن وجهه ، فلحق به وسكن إليه ما يجده من ألم الوحشة ، فقال له هذا القول ، وليس لنا أن نخصص خبرا معلوما بأمر غير معلوم ، على أن كثيرا من الروايات قد أتت بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » في أماكن مختلفة وأحوال شتى (٢) ، وليس لنا أيضا أن نخصه بغزاة تبوك دون غيرها ، بل الواجب القطع على الخبر والرجوع إلى ما يقتضيه ، والشك فيما لم تثبت صحته من الاسباب والاحوال.

ومنها أن الذي يقتضيه السبب مطابقة القول له ، وليس يقتضي مع مطابقته له أن لا يتعداه ، وإذا كان السبب ما يدعونه من إرجاف المنافقين واستثقاله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان الاستخلاف في حال الغيبة والسفر ، فالقول على مذهبنا وتأويلنا يطابقه ويتناوله ، وإن تعداه إلى غير من الاستخلاف بعد الوفاة الذي لا ينافي ما يقتضيه السبب ، يبين ذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لو صرح بما ذهبنا إليه حتى يقول : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى في المحبة والفضل والاختصاص والخلافة في الحياة وبعد الوفاة » لكان السبب الذي يدعى

____________________

(١) اشارة إلى ما ربما قاله المنافقون حين خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام عند خروجه إلى غزوة تبوك.

(٢) قد أشرنا اليه فيما سبق راجعه.

٢٨٥

غير مانع من صحة الكلام واستقامته.

ومنها أن القول لو اقتضى منزلة واحدة إما الخلافة في السفر أو ما ينافي إرجاف المنافقين من المحبة فكيف يصح الاستثناء؟ لان ظاهره لا يقتضي تناول الكلام لاكثر من منزلة واحدة ، ألا ترى أنه لا يحسن (١) أن يقول أحدنا لغيره : « منزلتك مني في الشركة في المتاع المخصوص دون غيرها منزلة فلان من فلان إلا أنك لست بجاري » و إن كان الجوار ثابتا بينه وبين من ذكره ، من حيث لم يصح تناول قوله الاول ما يصح دخول منزلة الجوار فيه ، وكذلك لا يصح أن يقول : « ضربت غلامي زيدا إلا غلامي عمرا » وإن صح أن يقول : « ضربت غلماني إلا غلامي عمرا » من حيث تناول اللفظ الواحد دون الجميع.

وبهذا الوجه يسقط قول من ادعى أن الخبر يقتضي منزلة واحدة لان (٢) ظاهر اللفظ لم يتناول أكثر من المنزلة الواحدة وأنه لو أراد منازل كثيرة لقال : « أنت مني بمنازل هارون من موسى » وذلك (٣) أن اعتبار الاستثناء يدل على أن الكلام يتناول أكثر من منزلة واحدة ، والعادة في الاستعمال جارية بأن يستعمل مثل هذا الخطاب ، وإن كان المراد المنازلة الكثيرة ، لانهم يقولون : « منزلة فلان من الامير كمنزلة فلان منه » وإن أشاروا إلى أحوال مختلفة ومنازل كثيرة ، ولا يكادون يقولون بدلا مما ذكرناه : « منازل فلان كمنازل فلان » وإنما حسن منهم ذلك من حيث اعتقدوا أن ذوي المنازل الكثيرة والرتب المختلفة قد حصل لهم بمجموعها منزلة واحدة كأنها جملة متفرعة إلى غيرها ، فتقع الاشارة منهم إلى الجملة بلفظ الوحدة.

وباعتبار ما اعتبرناه من الاستثناء يبطل قول من حمل الكلام على منزلة يقتضيها العهد أو العرف ، ولانه ليس في العرف أن لا يستعمل لفظ « منزلة » إلا في شئ مخصوص دون ما عداه ، لان لا حال من الاحوال يحصل لاحد مع غيره من نسب وجوار وولاية

____________________

(١) كذا في المصدر و ( ت ) ، وفى النسخ « بحسن » وهو سهو ظاهر.

(٢) بيان الاقتضاء للمنزلة الواحدة.

(٣) بيان وجه السقوط.

٢٨٦

ومحبة واختصاص إلى سائر الاحوال إلا ويصح أن يقال فيه : إنه منزلة ، ومن ادعى عرفا في بعض المنازل كمن ادعاه في غيره ، وكذلك لا عهد يشار إليه في منزلة من منازل هارون من موسى عليه‌السلام دون غيرها ، فلا اختصاص بشئ من منازلة ليس في غيره (١) ، بل سائر منازله كالمعهود من جهة أنها معلومة بالادلة عليها ، وكل ما ذكرناه واضح لمن أنصف من نفسه.

طريقة اخرى من الاستدلال بالخبر على النص ، وهي أنه إذا ثبت كون هارون خليفة لموسى على امته في حياته ومفترض الطاعة عليهم وأن هذه المنزلة من جملة منازله ووجدنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله استثنى ما لم يرده من المنازل بعده بقوله : « إلا أنه لا نبي بعدي » دل هذا الاستثناء على أن مالم يستثنه حاصل لامير المؤمنين عليه‌السلام بعده ، وإذا كان من جملة المنازل الخلافة في الحياة فتثبت بعده ، فقد صح وجه النص بالامامة.

فإن قال : ولم قلتم : إن الاستثناء في الخبر يدل على بقاء ما لم يستثن من المنازل وثبوته بعده؟ قيل له : بأن الاستثناء كما من شأنه إذا كان مطلقا أن يوجب مالم يستثن مطلقا كذلك من شأنه إذا قيد بحال أو وقت أن يوجب ثبوت ما لم يستثن في تلك الحال وفي ذلك الوقت ، لانه لا فرق بين أن يستثنى من الجملة في حال مخصوص ما لم تتضمنه الجملة في تلك الحال وبين أن يستثنى منها ما لم تتضمنه على وجه من الوجوه ، ألا ترى أن قول القائل « ضربت غلماني إلا زيدا في الدار وإلا زيدا فإني لم أضربه في الدار » يدل على أن ضربه غلمانه كان في الدار لموضع تعلق الاستثناء بها ، وأن الضرب لو لم يكن في الدار لكان تضمن الاستثناء لذكر الدار كتضمنه ذكر ما لا تشتمل عليه الجملة الاولى من بهيمة وغيرها ، وليس لاحد أن يقول ويتعلق بأن لفظ « بعدي » مستثنى بمشية الله (٢) ، ولا له أن يقول : من أين لكم ثبوت ما لم يدخل تحت الاستثناء من المنازل لانا قد دللنا على ذلك في الطريقة الاولى.

____________________

(١) الصحيح كما في المصدر : فلا اختصاص بشئ من منازله بعهد ليس في غيره.

(٢) كذا في النسخ وفيه سقط واضطراب ، والصحيح كما في المصدر : « وليس لاحد أن يقول ويتعلق بأن لفظ » بعدى « في الخبر لا يفيد حال الوفاة ، وأن المراد بها » بعد نبوتي « لان الجواب عن هذه الشبهة يأتى فيما بعد مستقصى بمشية الله » وأما جوابه فمذكور في جواب « إن

٢٨٧

فإن قيل : لعل المعنى : بعد كوني نبيا لا بعد وفاتي قلنا : لا يخل ذلك بصحة تأويلنا ، لانا نعلم أن الذي أشاروا إليه من الاحوال (١) تشتمل على أحوال الحياة وأحوال الممات إلى قيام الساعة ، ويجب بظاهر الكلام وبما حكمنا به من مطابقة الاستثناء في الحال التي فيها المستثنى منه أن يجب لامير المؤمنين عليه‌السلام الامامة في جميع الاحوال التي تعلق النفي بها ، فإن أخرجت دلالة شيئا من هذه الاحوال أخرجناه لها وأبقينا ما عداه لاقتضاء ظاهر الكلام له ، فكان ما طعن به مخالفونا إنما زاد قولنا صحة وتأكيدا ، انتهى كلامه قدس الله روحه ملخصا (٢) ، وقد أطنب رحمه‌الله بعد ذلك في رد الشبه والاشكالات الموردة على الاستدلالات بالخبر بما لا مزيد عليه ، فمن أراد الاطلاع عليها فليرجع إلى الكتاب.

ثم أقول : لا يخفى على منصف بعد الاطلاع على الاخبار التي أوردناها وما اشتملت عليه من القرائن الدالة على أن المراد بها ما ذكرناه على ما مر في كلام الفاضلين أن مدلول الخبر صريح في النص عليه عليه‌السلام لا سيما وقد انضمت إليها قرائن اخر ، منها الحديث المشهور الدال على أنه يقع في هذه الامة كل ما وقع في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، ولم يقع في هذه الامة ما يشبه قصة هارون وعبادة العجل إلا بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من غصب الخلافة وترك نصرة الوصي ، وقد ورد في روايات الفريقين أن أمير المؤمنين استقبل قبر الرسول ـ صلوات الله عليهما ـ عند ذلك وقال ما قاله هارون : « يا ابن ام إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني » ومنها ما ذكره جماعة من المخالفين أن وصاية موسى وخلافته انتهى إلى أولاد هارون ، فمن منازل هارون من موسى كون أولاده خليفة موسى ، فيلزم بمقتضى المنزلة أن يكون الحسنان عليهما‌السلام المسميان باسمي ابني هارون باتفاق الخاص و العام خلفتيي الرسول ، فيلزم خلافة أبيهما لعدم القول بالفصل ، وممن ذكر ذلك محمد

____________________

قيل » وقد سبق في كلام الصدوق ايضا فراجعه وقد بسط الكلام في الشافى بعد ذلك بما لم ينقله المصنف ، ثم تعرض للاشكال وجوابه ، ولاجل هذا الفصل الطويل قال : لان الجواب عن هذه الشبهة يأتى فيما بعد.

(١) لم يتعرض المصنف إلى نقله ، راجع المصدر تجده هناك.

(٢) الشافى : ١٤٨ ـ ١٥٣.

٢٨٨

الشهرستاني حيث قال في أثناء بيان أحوال اليهود : إن الامر كان مشتركا بين موسى عليه‌السلام وبين أخيه هارون إذ قال : « وأشركه في أمري (١) » وكان هو الوصي ، فلما مات هارون في حياته (٢) انتقلت الوصاية إلى يوشع وديعة ليوصلها إلى شبير وشبر ابني هارون عليهم‌السلام قرار ، وذلك أن الوصية والامامة بعضها مستقر وبعضها مستودع انتهى (٣).

مع أنك إذا رجعت إلى الاخبار الواردة في تسميتها وجدتها صريحة في عموم المنزلة لجميع الاحوال والاوصاف ومنها ما مر ، وسيأتي من الاخبار المتواترة الدالة بأجمعها على أنه(ص)كان بصدد تعيينه للخلافة وإظهار فضله لذلك في كل موطن ومقام ، إلى غير ذلك مما سيأتي في الابواب الآتية وسنشير إليها، وأقول بعد ذلك أيضا : إنا لو سلمنا للخصم جميع ما يناقشها فيه مع أنا قد أقمنا الدلائل على خلافها فلا يناقشها في أنه يدل على أنه عليه‌السلام كان أخص الناس بالرسول وأحبهم إليه ولا يكون أحبهم إليه إلا لكونه أفضلهم كما مر بيانه في الابواب السابقة ، فتقديم غيره عليه مما لا يقبله العقل ويعده قبيحا ، وأي عقل يجوز كون صاحب المنزلة الهارونية مع ما انضم إليها من سائر المناقب العظيمة والفضائل الجليلة رعية وتابعا لمن ليس له إلا المثالب الفظيعة(٤)والمقابح الشنيعة؟!والحمدلله الذي أوضح الحق لطالبيه ولم يدع لاحد شبهة فيه*.

____________________

(١) سورة طه : ٣٢.

(٢) في المصدر في حال حياته.

(٣) الملل والنحل ٢ : ١١.

(٤) المثلبة : العيب. فظع الامر : اشتدت شناعنه وجاوز المقدار في ذلك.

* اقول والحق الصحيح الذى يظهر من تتبع الاخبار وشرح قصة موسى في سورة طه آية ٩ ـ ٩٩ ان النبوة الاصلية المستلزمة لنزول الوحى والتكليم والمعجزات انما كان لموسى عليه‌السلام حيث كلمه الله وقال « اذهب إلى فرعون انه طغى قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى امرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هرون اخى اشدد به ازرى واشركه من امرى » فاستجاب الله دعاءه وجعل اخاه هرون وزيرا في تدبير امر الرسالة و شريكا في امر التبليغ والذهاب إلى فرعون فقال « اذهب انت واخوك بآياتي ولاتنيا في ذكرى اذهبا إلى فرعون انه طغى » فهرون انما هو نبى الله نيابة عن موسى عليه‌السلام فانه كان يتعلم الوحى وحقائق التوراة من موسى ثم يوازره في تدبير الرسالة ويشاركه في التبليغ وهو خلقه ويمينه يشد أزره حيث يفتر. وكذلك كان منزلة على عليه‌السلام من رسول الله فان النبوة الاصلية المساوقة لنزول القرآن وجبرئيل والتاييد بالمعجزات ودعوة الناس إلى ما يوحى اليه انما كان لرسول الله فقط واما على فهو وزيره في تدبير امر الرسالة وشريكه في امر التبليغ وهو خلفه ويمينه ـ

٢٨٩

٥٤

(باب )

* ( ما امر به النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله من التسليم عليه بامرة المؤمنين ) *

* ( وانه لا يسمى به غيره ، وعلة التسمية به ، وفيه جملة من مناقبه ) *

* ( وبعض النصوص على امامته صلوات الله عليه ) *

١ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : قال لي بريدة : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلم على أبيك بإمرة المؤمنين (١).

٢ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لما اسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلي ربي ما أوحى.

ثم قال : يا محمد اقرء على علي بن أبي طالب عليه‌السلام أمير المؤمنين (٢) ، فما سميت به أحدا قبله ولا اسمي بهذا أحدا بعده (٣).

٣ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن عبدالله بن أحمد بن المستورد ، عن يوسف ابن كليب ، عن يحيى بن سالم ، عن صباح المزني ، عن علاء بن المسيب ، عن أبي داود ، عن بريدة قال : أمرنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلم على علي عليه‌السلام بإمرة المؤمنين (٤).

شف : أحمد بن مردويه ، عن محمد بن المظفر بن موسى ، عن محمد بن الحسين بن حفص عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، عن يحيى بن سالم مثله (٥).

____________________

(١) يشد أزره حيث يفتر ولذلك اخذ منه البيعة على ان يكون اخاه ووراثه ووصيه والمؤدى عنه ولذلك لا ينزل آية الا ويعلمها عليا ظهرها وبطنها وجميع وجوهها ولذلك ارسله بسورة براءة إلى المشركين وقال لا يؤدى عنى الا على ولذلك .. ولذلك.

فعلى من النبى تمام منازل هارون من موسى حتى النيابة في التبليغ والاداء عنه معه وبعده الا أن شرع موسى منسوخ ونيابة هرون وابناؤه زائلة وشرع محمد غير منسوخ ونيابة على واولاده غير زائلة إلى يوم القيامة ( ب ).

(١) عيون الاخبار ٢٢٦.

(٢) كذا في النسخ وفى المصدر : اقرأ على بن أبى طالب أمير المؤمنين.

(٣) امالى الشيخ : ١٨٥.

(٤) امالى الشيخ : ٢١١. (٥) اليقين : ١٠.

٢٩٠

٤ ـ ما : الفحام ، عن عمه عمرو بن يحيى ، عن إسحاق بن عبدوس ، عن محمد بن بهار ، عن عيسى بن مهران ، عن مخول بن إبراهيم ، عن الفضل بن الزبير ، عن أبي داود السبيعي ، عن عمرو بن حصيب أخي بريدة بن حصيب قال : بينا أنا وأخي بريدة عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل أبوبكر فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : انطلق فسلم على أمير المؤمنين ، فقال : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال : علي بن أبي طالب ، قال : عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال : نعم ، ثم دخل عمر فسلم فقال : انطلق فسلم على أمير المؤمنين ، فقال : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي بن أبي طالب ، قال : عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال : نعم (١).

٥ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن هارون ، عن محمد بن مالك بن الابرد عن محمد بن فضيل بن غزوان ، عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر الباقر ، عن أبيه ، عن جده عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهي اوقفت بين يدي ربي عزوجل فقال : يا محمد (٢) ، فقلت : لبيك ربي وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك؟ قال قلت : رب عليا ، قال : صدقت يا محمد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : اختر لي فإن خيرتك خير لي ، قال : قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ، ونحلته (٣) علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقا ، لم ينلها أحد قبله ولا أحد بعده ، يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمد فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : رب فقد بشرته فقال علي : أنا عبدالله وفي قبضته ، إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا ، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي ، فقال : اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان بك ، قال : قد فعلت ذلك به يا محمد ، غير أني مختصه بشئ من

____________________

(١) امالى الشيخ : ١٨١ و ١٨٢.

(٢) في المصدر : فقال لى يا محمد.

(٣) اى اعطيته. وفى المصدر : فانى نحلته.

٢٩١

البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي ، قال قلت : رب أخي وصاحبي ، قال : إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به ، ولولا علي لم يعرف ولاء أوليائي (١) ولا أولياء رسلي.

قال محمد بن مالك : فلقيت نضر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني عن أبي جعفر عن آبائه عليهم‌السلام مثله.

قال محمد بن مالك : فلقيت علي بن موسى بن جعفر فذكرت له هذا الحديث فقال : حدثني به أبي عن آبائه عليهم‌السلام وذكر الحديث بطوله (٢).

بيان : اجل قلبه بالتخفيف من الجلاء أو بالتشديد أي اجعل قلبه جليلا عظيما بما تجعل فيه من المعارف الالهية والاخلاق البهينة ، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة أي اخل قلبه عن الصفات الذميمة والشبهات الرديئة. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « واجعل ربيعه الايمان بك » أي اجعل صفاء قلبه ونموه في الكمالات بسبب الايمان بك ، فإن صفاء النباتات ونموها إنما يكون في الربيع ، أو اجعل قلبه مائلا إلى الايمان مشتاقا إليه كما يميل الانسان إلى الربيع ، قال الجزري : في حديث الدعاء : « اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي » جعله ربيعا (٣) لان الانسان يرتاح قلبه في الربيع من الازمان ويميل إليه ، انتهى (٤).

اقول : وعلى التقدير يحتمل إرجاع الضمير إليه.

٦ ـ ج : قال سليم بن قيس : جلست إلى سلمان والمقداد وأبي ذر فجاء (٥) رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشدا ، فقال له سلمان : عليك بكتاب الله فالزمه وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فإنه مع الكتاب (٦) لا يفارقه ، فإنا نشهد (٧) أنا سمعنا رسول الله (ص)

____________________

(١) في المصدر : لم يعرف حزبى ولا أوليائى.

(٢) امالى الشيخ : ٢١٨ و ٢١٩.

(٣) في المصدر : جعله ربيعا له.

(٤) النهاية ٢ : ٩١.

(٥) في المصدر : وأبى ذر والمقداد.

(٦) في المصدر : فانه مع القرآن.

(٧) في المصدر : فأنا أشهد.

٢٩٢

يقول : إن عليا يدور مع الحق حيث دار ، وإن عليا هو الصديق والفاروق ، يفرق بين الحق والباطل ، قال : فما بال الناس (١) يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق؟ قال : نحلهما (٢) الناس اسم غيرهما كما نحلوها خلافة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإمرة المؤمنين ، لقد أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرهما معنا فسلمنا جميعا على علي بن أبي طالب عليه‌السلام بإمرة المؤمنين (٣).

٧ ـ مع ، ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن أحمد عن الحسن بن خرزاد (٤) ، عن محمد بن موسى ابن الفرات ، عن يعقوب بن سويد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت جعلت فداك : لم سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟ قال : لانه يميرهم العلم ، أما سمعت كتاب الله عزوجل ، « ونمير أهلنا » (٥) شى : عن جابر مثله (٦).

بيان : الميرة ـ بالكسرة ـ : جلب الطعام ، يقال : مار عياله يمير ميرا وأمارهم وامتار لهم ، ويرد عليه أن لامير فعيل من الامر لا من الاجوف ، ويمكن التفصي عنه بوجوه : الاول أن يكون على القلب وفيه بعد من وجوه لا يخفى الثاني أن يكون « أمير » فعلا مضارعا على صيغة المتكلم ، ويكون عليه‌السلام قد قال ذلك ثم اشتهر به ، كما في تابط شرا.

الثالث أن يكون المعنى أن امراء الدنيا إنما يسمون بالامير لكونهم متكلفين لميرة الخلق وما يحتاجون إليه في معاشهم بزعمهم ، وأما أمير المؤمنين عليه‌السلام فإمارته لامر أعظم من ذلك ، لانه يميرهم ما هو سبب لحياتهم الابدية وقوتهم الروحانية ، وإن شارك سائر الامراء في الميرة الجسمانية ، وهذا أظهر الوجوه.

____________________

(١) في المصدر : فما بال القوم.

(٢) نحل القول : أضاف إليه قولا قاله غيره : وادعاه لنفسه.

(٣) الاحتجاج : ٨٣.

(٤) بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء المهملة. جامع الرواة ١ : ١٩٦.

(٥) معانى الاخبار : ٦٣. علل الشرائع : ٦٥. والاية في سورة يوسف : ٦٥.

(٦) مخطوط ، وأورده في البرهان ٢ : ٢٥٨.

٢٩٣

٨ ـ ع : الدقاق وابن عصام معا عن الكليني ، عن القاسم بن العلاء ، عن إسماعيل الفزاري ، عن محمد بن جمهور ، عن ابن أبي نجران ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام : يا ابن رسول الله لم سمي علي أمير المؤمنين وهو اسم ما سمي به أحد قبله ولا يحل لاحد بعده؟ قال : لانه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره ، قال : فقلت : يا ابن رسول الله فلم سمي سيفه ذا الفقار؟ فقال عليه‌السلام : لانه ما ضرب به أحدا من خلق الله إلا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده وأفقره في الآخرة من الجنة ، قال : فقلت : يا ابن رسول الله فلستم كلكم قائمين بالحق؟ قال : بلى ، قلت : فلم سمي القائم قائما؟ قال : لما قتل جدي الحسين عليه‌السلام ضجت الملائكة إلى الله عزوجل بالبكاء والنحيب (١) وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟ فأوحى الله عزوجل إليهم : قروا ملائكتي فوعزتي وجلالي لانتقمن منهم ولو بعد حين ، ثم كشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين عليه‌السلام للملائكة فسرت الملائكة بذلك ، فإذا أحدهم قائم يصلي ، فقال الله عزوجل بذلك القائم أنتقم منهم (٢).

بيان : قال الجزري : فيه « إنه كان اسم سيفه ذا الفقار » لانه كان فيه حفر صغار حسان ، والمفقر من السيوف : الذي فيه حزوز مطمئنة (٣).

٩ ـ لى : ابن سعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمد بن ظهير ، عن الحسين بن علي العبدي ، عن محمد بن عبدالواحد ، عن محمد بن ربيعة ، عن إبراهيم بن يزيد ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على المنبر يقول ـ وقد بلغه عن اناس من قريش إنكار تمسيته لعلي أمير المؤمنين ـ فقال : معاشر الناس إن الله عز وجل بعثني إليكم رسولا وأمرني أن أستخلف عليكم عليا أميرا ، ألا فمن كنت نبيه فان عليا أميره ، تأميره أمره الله عزوجل عليكم ، وأمرني أن اعلمكم ذلك لتسمعوا له و تطيعوا ، إذا أمركم [ بأمر ] تأتمرون ، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون ، ألا فلا يأتمرن أحد

____________________

(١) النحيب : رفع الصوت بالبكاء.

(٢) علل الشرائع : ٦٤.

(٣) حز العود : فرضه.

٢٩٤

منكم على علي عليه‌السلام في حياتي ولا بعد وفاتي ، فإن الله تبارك وتعالى أمره عليكم و سماه أمير المؤمنين ، ولم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم ، وقد أبلغتكم ما ارسلت به إليكم في علي فمن أطاعني فيه فقد أطاع الله ، ومن عصاني فيه فقد عصى الله عزوجل ولا حجة له عند الله وكان مصيره إلى [ النار وإلى ] ما قال الله عزوجل في كتابه « ومن يعص الله و رسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها (١) ».

١٠ ـ لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن سنان بن طريف ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال : إنا أول أهل بيت نوه الله (٢) بأسمائنا ، إنه لما خلق الله السماوات والارض أمر مناديا فنادى : أشهد أن لا إله إلا الله ـ ثلاثا ـ أشهد أن محمد رسول الله ـ ثلاثا ـ أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا (٣)

١١ ـ ير : وجدت في بعض رواية أصحابنا في كتاب رواه عن عبدالله بن أحمد ، عن بكر بن صالح ، عن إسماعيل بن عباد النضري ، عن تميم ، عن عبدالمؤمن ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : لم سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟ فقال لي : لان ميرة المؤمنين منه ، هو (٤) كان يميرهم العلم (٥).

١٢ ـ شف : أحمد بن مردويه في كتاب المناقب عن عبدالله بن محمد بن يزيد ، عن محمد بن أبي يعلى ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن زكريا بن يحيى ، عن مندل بن علي ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحن الدار فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي (٦) ، فدخل علي عليه‌السلام فقال : كيف أصبح رسول الله؟ فقال : بخير ، قال له دحية : إني لاحبك وإن لك مدحة أزفها إليك (٧) ، أنت

____________________

(١) امالى الصدوق : ٢٤٤ و ٢٤٥ والاية في سورة النساء : ١٤.

(٢) نوهه : دعاه برفع الصوت. رفع ذكره. مدحه وعظمه.

(٣) امالى الصدوق : ٣٥٩ و ٣٦٠.

(٤) في المصدر : هو منه.

(٥) بصائر الدرجات : ١٤٩.

(٦) راجع اسد الغابة ٢ : ١٣٠.

(٧) أى أهديها اليك.

٢٩٥

أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، أنت سيد ولد آدم ماخلا النبيين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وحزبه إلى الجنان زفا زفا قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك ، محبو محمد محبوك ومبغضو محمد مبغضوك ، لن تنالهم شفاعة محمد ، ادن مني يا صفوة الله ، فأخذ رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه في حجره ، فقال (١) : ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الحديث قال : لم يكن دحية الكلبي كان جبرئيل ، سماك باسم سماك الله به ، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين (٢).

شف : من كتاب عتيق في تسمية جبرئيل مولانا أمير المؤمنين عن عبدالله بن سليمان عن إسحاق بن إبراهيم ، عن زكريا بن يحيى ، عن مندل بن علي ، عن الاعمش ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله (ص) يغدو إليه علي عليه‌السلام في الغداة ، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، فإذا النبي في صحن الدار : وساق الخبر إلى آخره (٣).

بشا : محمد بن أحمد بن شهريار ، عن محمد بن محمد بن عبدالعزيز ، عن محمد بن أحمد بن زرقويه ، عن عثمان بن أحمد السماك ، عن شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبدالله مثله (٤).

ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن سليمان السجستاني ، عن إسحاق بن إبراهيم مثله (٥).

١٣ ـ شف : أحمد بن مردويه ، عن محمد بن علي بن رحيم ، عن الحسن بن الحكم ، عن إسماعيل بن أبان ، عن صباح بن يحيى المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس اسكب لي وضوءا (٦) وماء ، فتوضأ

____________________

(١) أى فقال رسول الله.

(٢) اليقين : ٩ و ١٠. والرهبة : الخوف والخشية.

(٣) اليقين : ١٧ و ١٨. وكذا أورده عن محمد بن جرير الطبرى باسناده عن ام سلمة ، راجع ص : ٤٩.

(٤) بشارة المصطفى : ١٢٠ و ١٢١.

(٥) امالى ابن الشيخ : ٣١.

(٦) سكب الماء ونحوه : صبه. والوضوء ـ بفتح الواو ـ الماء الذى يتوضأ به. أى هيئ لى ماءا أتوضأ به.

٢٩٦

وصلى ثم انصرف فقال : يا أنس أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين ، فجاء علي حتى ضرب الباب ، فقال : من هذا يا أنس؟ قلت : هذا علي ، قال : افتح له ، فدخل (١).

قب : بشير الغفاري والقاسم بن جندب وأبو الطفيل عن أنس مثله (٢).

١٤ ـ شف : أحمد بن مردويه ، عن أحمد بن محمد بن أبي دارم. عن المنذر بن محمد.

عن أبيه ، عن عمه ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي غيلان ، عن أبي سعيد ـ وهو رجل ممن شهد صفين ـ قال : حدثني سالم المنتوف مولى علي ، قال : كنت مع علي في أرض له وهو يحرثها حتى جاء أبوبكر وعمر ، فقالا : ننشدك الله (٣) سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقيل : كنتم تقولون في حياة رسول الله؟ فقال عمر : هو أمرنا بذلك (٤) ١٥ ـ شف : بهذا الاسناد عن أبان بن تغلب ، عن جابر بن إبراهيم ، عن إسحاق ، عن عبدالله قال : دخل علي على رسول الله (ص) وعنده عائشة ، فجلس بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين عائشة فقالت عائشة : ما كان لك مجلس غير فخذي؟ فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ظهرها فقال : مه لا تؤذيني في أخي ، فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، يوم القيامة يقعد على الصراط يدخل أولياءه الجنة ويدخل أعداءه النار (٥).

١٦ ـ شف : بهذا الاسناد عن أبان بن تغلب ، عن منيع بن حارث ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت ام حبيبة بنت أبي سفيان ، فقال : يا ام حبيبة اعتزلينا فإنا على حاجة ، ثم دعا بوضوء فأحسن الوضوء ، ثم قال : إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس ، فقال أنس : فجعلت أقول اللهم اجعله رجلا من الانصار ، قال : فدخل علي عليه‌السلام وجاء يمشي حتى جلس إلى جنب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح وجهه بيده ثم مسح بها وجه علي بن أبي

____________________

(١) اليقين : ١٠.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٤٧.

(٣) نشده الله وبالله : استحلفه أى سأله وأقسم عليه بالله. ولست الكلمة في المصدر.

(٤) اليقين : ١١.

(٥) المصدر نفسه : ١١.

٢٩٧

طالب عليه‌السلام فقال علي عليه‌السلام : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : إنك تبلغ رسالتي من بعدي ، وتؤدي عني وتسمع (١) الناس صوتي ، وتعلم الناس من كتاب الله ما لا يعلمون (٢).

شف : منصور بن محمد الحربي ، عن ابن عقدة ، عن المنذر بن محمد بن سعيد ، عن أبان بن تغلب مثله (٣).

١٧ ـ شف : أحمد بن مروديه ، عن أحمد بن القاسم بن صدقة ، عن أحمد بن رشيد المصري ، عن يحيى بن سليمان الجعفي ، عن عبدالكريم الجعفي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل عن أنس قال : كنت خادما لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فبينا أنا يوما أوضيه إذ قال : يدخل رجل وهو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى بالناس بالمؤمنين وقائد الغر المحجلين ، قال أنس فقلت : اللهم اجعله رجلا من الانصار ، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٤).

١٨ ـ شف : ابن مردويه ، عن محمد بن علي ، عن أحمد بن عبيد بن إسحاق ، عن مالك بن إسماعيل ، عن جعفر الاحمر ، عن مهلهل العبدي ، عن كريزة الهجري قال : لما امر (٥) علي بن أبي طالب عليه‌السلام قام حذيفة بن اليمان مريضا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس من سره أن يلحق بأمير المؤمنين حقا حقا فليلحق بعلي بن أبي طالب فأخذ الناس برا وبحرا فما جاءت الجمعة حتى مات حذيفة (٦).

١٩ ـ شف : أحمد بن مردويه ، عن أحمد بن إسحاق ، عن إبراهيم ، عن يحيى بن سليمان ، عن تليد بن سليمان ، عن أبي الجحاف ، عن معاوية بن ثعلبة الليثي قال : مرض أبوذر مرضا شديدا حتى أشرف على الموت ، فأوصى إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقيل له : لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان أجمل لوصيتك من علي عليه‌السلام؟ فقال أو ذر : أوصيت والله إلى أمير المؤمنين حقا حقا وإنه لربي الارض الذي يسكن إليها و

____________________

(١) سمعه وأسمعه : جعله يسمع.

(٢) المصدر نفسه : ١٢.

(٣) المصدر نفسه : ٢٨ و ٢٩.

(٤) المصدر نفسه : ١٢ و ١٣.

(٥) في المصدر : لما مر.

(٦) المصدر نفسه : ١٥.

٢٩٨

تسكن إليه ، ولو قد فارقتموه لانكرتم الارض وأنكرتكم (١).

بيان : الربي منسوب إلى الرب كالرباني ، قال الزمخشري ، الربيون : الربانيون ، وقرئ بالحركات الثلاث فالفتح على القياس والضم والكسر من تغييرات النسب (٢).

وقال الجزري : في حديث علي « الناس ثلاثة : عالم رباني » قيل : هو من الرب بمعنى التربية ، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها ، والرباني : العالم الراسخ في العلم والدين ، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله ، وقيل : العالم العامل المعلم (٣).

١٧ ـ شف : عثمان بن أحمد بن السماك في كتاب الفضائل عن الحسين ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عبيد بن يحيى الثوري ، عن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده عليهما‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : في اللوح المحفوظ تحت العرش : علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (٤).

١٨ ـ شف : ابن السماك ، عن الحسين ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن ومحمد بن علي ، عن عبيد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده قال : قال لي عمر بن الخطاب ذات يوم : أنت والله أمير المؤمنين حقا قلت : عندك أو عندالله؟ قال : عندي وعند الله تبارك وتعالى (٥).

١٩ ـ شف : منصور بن محمد ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن الفضل بن إبراهيم ، عن أبيه عن مثنى بن القاسم ، عن هلال بن أيوب ، عن أبي كثير الانصاري ، عن عبدالله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اوحي إلي في علي أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين (٦).

____________________

(١) المصدر نفسه : ١٦.

(٢) الكشاف ١ : ٣٢٩.

(٣) النهاية : ٢ : ٥٧.

(٤ و ٥) المصدر نفسه ٢٠.

(٦) المصدر نفسه : ٢٩.

٢٩٩

٢٠ ـ شف : محمد بن علي الاصفهاني ، عن أحمد بن الفضل الخواص ، عن شجاع بن علي المصقلي ، عن أحمد بن موسى الحافظ ، عن أحمد بن المظفر (١) ، عن محمد بن حفص ، عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، عن يحيى بن سالم ، عن صباح المزني ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي داود ، عن بريدة قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلم على علي عليه‌السلام بيننا بأمير المؤمنين ، وكذا فسروا كل ما في القرآن « يا أيها الذين آمنوا » أن عليا أميرها (٢).

٢١ ـ شف : محمد بن علي الاصفهاني ، عن الحسين بن أحمد ، عن الحافظ أبي نعيم عن محمد بن علي ، عن علي بن عثمان ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن علي بن عباس عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن محمد ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس اسكب لي وضوء ، ثم قام فصلى ركعتين : ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين ، قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلا من الانصار ، وكتمته إذ جاء (٣) علي عليه‌السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي ، فقام مستبشرا فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه (٤) ، فقال علي عليه‌السلام : صنعت شيئا ما صنعت بي قبل ، قال وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي (٥).

شف : من كتاب حلية الاولياء للحافظ أبي نعيم بإسناده عن أنس مثله (٦).

شف : عن الحافظ أبي نعيم ، عن محمد بن أحمد بن علي ، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة

____________________

(١) في المصدر و ( م ) و ( ت ) : عن محمد بن المظفر.

(٢) المصدر نفسه : ٣١.

(٣) في المصدر و ( م ) إذا جاء.

(٤) في المصدر : ويمسح عرق وجه على بيده.

(٥) المصدر نفسه : ٣١ و ٣٢.

(٦) المصدر نفسه : ٩٢ و ٩٣.

٣٠٠