بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وجورا ، وأنه يكون عند ظهوره شابا قويا في صورة أبناء (١) نيف وثلاثين سنة ، وأثبتوا ذلك في معجزاته ، وجعلوه في جملة دلائله (٢) وآياته.

وقالت فرقة ممن دانت بإمامة الحسن : إنه حي لم يمت ، وإنما غاب وهو القائم المنتظر.

وقالت فرقة اخرى : إن أبا محمد مات وعاش بعد موته ، وهو القائم المهدي ، واعتلوا في ذلك بخبر رووه أن القائم إنما سمي بذلك لانه يقوم بعد الموت.

وقالت فرقة اخرى : إن أبا محمد توفي (٣) لا محالة ، وأن الامامة من بعده أخوه جعفر بن علي ، واعتلوا في ذلك بالرواية عن أبي عبدالله عليه‌السلام « إن الامام هو الذي لا يوجد منه ملجأ إلا إليه » قالوا : فلما لم نر للحسن ولدا ظاهرا التجأنا إلى القول بامامة جعفر أخيه! ورجعت فرقة ممن كانت تقول بإمامة الحسن عن إمامته عند وفاته ، وقالوا : لم يكن إماما وكان مدعيا مبطلا! وأنكروا إمامة أخيه محمد ، وقالوا : الامام جعفر بن علي بنص أبيه عليه ، قالوا : وإنما قلنا بذلك لان محمد مات في حياة أبيه والامام لا يموت في حياة أبيه ، وأما الحسن فلم يكن له عقب ، والامام لا يخرج من الدنيا حتى يكون له عقب.

وقالت فرقة اخرى : إن الامام محمد بن علي أخو الحسن بن علي ، ورجعوا عن إمامة الحسن وادعوا حياة محمد بعد أن كانوا ينكرون ذلك! وقالت فرقة اخرى : إن الامام بعد الحسن ابنه المنتظر وأنه علي بن الحسن ، وليس كما يقول القطعية أنه محمد بن الحسن ، وقالوا بعد ذلك بمقال القطعية (٤) في الغيبة والانتظار حرفا بحرف (٥).

____________________

(١) في المصدر : في صورة ابن اه.

(٢) في المصدر : من جملة دلائله.

(٣) في المصدر : قد توفى.

(٤) في المصدر : بمقالة القطعية.

(٥) حرفا فحرفا.

٢١

وقالت فرقة اخرى : إن القائم ابن الحسن ولد بعد أبيه (١) بثمانية أشهر ، وهو المنتظر ، وأكذبوا من زعم أنه ولد في حياة أبيه.

وقالت فرقة الاخرى : إن أبا محمد مات عن غير ولد ظاهر ولكن عن حبل من بعض جواريه ، والقائم من بعد الحسن محمول به وما ولدته امه بعد ، وأنه يجوز أنها تبقى مائة سنة حاملا! فإذا ولدته ظهرت ولادته.

وقالت فرقة اخرى : إن الامامة قد بطلت بعد الحسن وارتفعت الائمة ، وليس في أرض (٢) حجة من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله! وإنما الحجة الاخبار الواردة عن الائمة المتقدمين عليهم‌السلام ، وزعموا أن ذلك سائغ (٣) إذا غضب الله على العباد فجعله عقوبة لهم.

وقالت فرقة اخرى : إن محمد بن علي أخا الحسن بن علي كان الامام في الحقيقة مع أبيه علي ، وأنه لما حضرته الوفاة وصى إلى غلام له يقال له نفيس ، وكان ثقة أمينا ، ودفع إليه الكتب والسلاح ، ووصاه أن يسلمه إلى أخيه جعفر ، فسلمه إليه ، وكانت الامامة في جعفر بعد محمد على هذا الترتيب.

وقالت فرقة اخرى : قد علمنا أن الحسن كان إماما ، فلما قبض التبس الامر علينا ، فلا ندري أجعفر كان الامام من بعده أم غيره ، والذي يجب علينا أن نقطع أنه (٤) لابد من إمام ولا نقدم على القول بإمامة أحد بعينه حتى تبين لنا ذلك.

وقالت فرقة اخرى : إن الامام (٥) بعد الحسن ابنه محمد وهو المنتظر ، غير أنه قد مات وسيحيا ، يقوم بالسيف فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

وقالت الفرقة الرابعة عشر منهم : إن أبا محمد كان الامام بعد أبيه ، وإنه لما حضرته الوفاة نص على أخيه جعفر بن علي بن محدم بن علي ، وكان الامام من بعده بالنص عليه والوارثة له ، وزعموا أن الذي دعاهم إلى ذلك ما يجب في العقول من

____________________

(١) في المصدر : ان القائم محمد بن الحسن ولد بعد موت أبى اه.

(٢) كذا في النسخ : وفى المصدر : وليس في الارض.

(٣) اى جائز. وفى المصدر : شانع.

(٤) في المصدر : أن نقطع على أنه.

(٥) في المصدر : بل الامام.

٢٢

وجوب الامام (١) مع فقدهم لولد الحسن وبطلان دعوى من ادعى وجوده فيما زعموا من الامامية.

قال الشيخ أدام الله عزه : وليس من هؤلاء الفرق التي ذكرناها فرقة موجودة في زماننا هذا وهو من سنة (٢) ثلاث وسبعين وثلاث مائة إلا الامامية إلاثنا عشرية القائلة بإمامة ابن الحسن ، المسمى باسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، القاطعة على حياته وبقائه إلى وقت قيامه بالسيف حسب ما شرحناه فيما تقدم عنهم ، وهم أكثر فرق الشيعة عددا وعلما ، ومتكلمون نظار وصالحون عباد متفقهة (٣) وأصحاب حديث وادباء وشعراءوهم وجه الامامية ورؤساء جماعتهم والمعتمد عليهم في الديانة ، ومن سواهم منقرضون لا يعلم أحد من الاربع عشر (٤) فرقة التي قدمنا ذكرها ظاهرا بمقاله ولا موجودا على هذا الوصف من ديانته ، وإنما الحاصل منهم خبر عمن سلف (٥) ، وأراجيف بوجود قوم منهم لا يثبت (٦).

وأما الفرقة القائلة بحياة أبي محمد عليه‌السلام فإنه يقال لها : ما الفصل بينك وبين الواقفة والناووسية؟ فلا يجدون فصلا.

وأما الفرقة التي زعمت (٧) أن أبا محمد عاش من بعد موته وهو المنتظر فإنه يقال لها : إذا جاز أن تخلو الدنيا من إمام حي يوما فلم لا جاز أن يخلو منه سنة؟ وما الفرق بين ذلك وبين أن تخلو أبدا من إمام؟ وهذا خروج عن مذهب الامامية ، وقول بمذهب الخوارج والمعتزلة ، ومن صار إليه من الشيعة كلم كلام الناصبة ودل على وجوب الامامة (٨). ثم يقال لهم : ما أنكرتم أن يكون الحسن عليه‌السلام ميتا لا محالة ولم يعش بعد وسيعيش ، وهذا نقض مذاهبهم ، فأما ما اعتلوا به من أن القائم إنما سمي بذلك

____________________

(١) في المصدر : ما يجب في العقل من وجوب الامامة.

(٢) في المصدر : وهو سنة اه.

(٣) في المصدر : ومتكلمون ونظار وصالحون وعباد ومتفقهة اه.

(٤) في المصدر : من جملة الاربع عشر اه.

(٥) في المصدر : حكاية عمن سلف.

(٦) في المصدر : لا يثبت. والاراجيف : الاخبار المختلفة الكاذبة السيئة.

(٧) في المصدر : واما الفرقة الاخرى التى زعمت.

(٨) في ( ت ) كلم كلام الناصبة ودل على عدم وجوب الامامة.

٢٣

لانه يقوم بعد الموت فإنه يحتمل أن يكون اريد به (١) بعد موت ذكره ، دون أن يكون المراد به موته في الحقيقة بعد الحياة منه ، على أنهم لا يجدون بهذا الاعتلال بينهم وبين الكيسانية فرقا ، مع أن الرواية قد جاءت بأن القائم إنما سمي بذلك لانه يقوم بدين قد اندرس ، ويظهر بحق كان مخفيا ، ويقوم بالحق من غير تقية تعتريه في شي ء منه ، وهذا يسقط ما ادعوه.

وأما الفرقة التي زعمت أن جعفر بن علي هو الامام بعد أخيه الحسن عليه‌السلام فإنهم صاروا إلى ذلك من طريق الظن والتوهم ، ولم يوردوا خبرا ولا أثرا يجب النظر فيه ، ولا فصل بين هؤلاء القوم وبين من ادعى الامامة بعد الحسن عليه‌السلام لبعض الطالبيين ، واعتمد على الدعوى والتعرية من البرهان (٢) ، فأما ما اعتلوا به من الحديث عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن الامام هو الذي لا يوجد منه ملجأ إلا إليه فإنه يقال لهم فيه : ولم زعمتم أنه لا ملجأ إلا إلى جعفر؟ ولم أنكرتم (٣) أن يكون الملجأ هو ابن الحسن الذي نقل جمهور الامامية النص عليه؟ فإن قالوا : لا يجب ذلك إلا إذا قامت الدلالة على وجوده مع أنه لا يجب أن نثبت وجود من لم نشاهده قلنا لهم : ولم لا يجب ذلك إذا قامت الدلالة على وجوده؟ مع أنه لا يجب أن يثبت الامامة (٤) لمن لا نص عليه ولا دليل على إمامته ، على أن هذه العلة يمكن ان يعتل بها كل من يدعي الامامة لرجل من آل أبي طالب بعد الحسن عليه‌السلام ويقول : إنما قلت ذلك لانني لم أجد ملجأ إلا اليه.

وأما الفرقة الراجعة عن إمامة الحسن والمنكرة لامامة أخيه محمد فإنها تحج (٥) بدليل إمامة الحسن من النص والتواتر عن أبيه ، ويطالب بالدلالة على إمامة علي بن محمد عليهما‌السلام فكل شئ اعتمدوه في ذلك فهو العمدة عليهم فيما أبوه من إمامة الحسن عليه‌السلام ،

____________________

(١) في المصدر : أن يكون المراد به.

(٢) في المصدر : واعتمد على الدعوى المتعرية عن برهان.

(٣) في المصدر : وما انكرتم.

(٤) في المصدر : لا يجب علينا أن نثبت الامامة اه.

(٥) في المصدر : فانها تحتج عليها اه.

٢٤

فأما إنكارهم لامامة محمد بن علي أخي الحسن فقد أصابوا في ذلك ونحن موافقوهم في صحة ، وأما اعتلالهم بصوابهم في الرجوع عن إمامة الحسن عليه‌السلام وأنه ممن مضى ولا عقب له فهو اعتماد على التوهم ، لان الحسن قد أعقب المنتظر ، والادلة على إمامته أكثر من أن تحصى ، وليس إذا لم نشاهد الامام بطلت إمامته ، ولا إذا لم يدرك وجوده حسا واضطرارا ولم يظهر للخاصة والعامة كان ذلك دليلا على عدمه.

وأما الفرقة الاخرى الراجعة عن إمامة الحسن عليه‌السلام إلى إمامة أخيه محمد فهي كالتي قبلها ، والكلام عليها نحو ما سلف ، مع أنهم أشد بهتا (١) ومكابرة ، لانهم أنكروا إمامة من كان حيا بعد أبيه ، وظهرت عنه العلوم ما يدل على فضله على الكل ، وادعوا إمامة رجل مات في حياة أبيه ولم يظهر منه علم ولا من أبيه نص عليه ، بعد أن كانوا يعترفون بموته! وهؤلاء سقاط جدا.

وأما الفرقة التي اعترفت بولد الحسن عليه‌السلام وأقرت بأنه المنتظر إلا أنها زعمت أنه علي وليس بمحمد فالخلاف بيننا وبين هؤلاء في الاسم المعنى ، والكلام لهم خاصة ، فيجب أن يطالبوا بالاثر في الاسم ، فإنهم لا يجدونه ، والاخبار منتشرة في أهل الامامة وغيرهم أن اسم القائم عليه‌السلام اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يكن في أسماء رسول الله علي ، ولو ادعوا (٢) أنه أحمد لكان أقرب إلى الحق ، وهذا القدر كاف فيما يحتج به على هؤلاء.

وأما الفرقة التي زعمت أن القائم ابن الحسن عليه‌السلام وأنه ولد بعد أبيه بثمانية أشهر وأنكروا أن يكون ولد في حياة أبيه فإنه يحتج عليهم بوجوب الامامة من جهة العقول ، وكل شئ يلزم المعتزلة وأصناف الناصبة يلزم هذه الفرقة مما ذهبوا إليه (٣) من جواز خلو العالم من وجود إمام حي كامل ثمانية أشهر ، لانه لا فرق بين الثمانية والثمانين (٤) ، على أنه يقال لهم : لم زعمتم ذلك؟ أبالعقل قلتموه أم بالسمع؟ فإن

____________________

(١) في المصدر : اشد بهتانا.

(٢) في المصدر : ولو ادعى.

(٣) في المصدر : فيما ذهبوا إليه.

(٤) في المصدر : بين ثمانية اشهر وثمانين.

٢٥

ادعوا العقل أحالوا في القول (١) ، لان العقل لا مدخل له في ذلك ، وإن ادعوا السمع طولبوا بالاثر فيه ولن يجدوه ، وإنما صاروا إلى هذا القول من جهة الظن والترجم بالغيب (٢) ، والظن لا يعتمد عليه في الدين.

وأما الفرقة الاخرى التي زعمت أن الحسن عليه‌السلام توفي عن حمل القائم وإنه لم يولد بعد فهي مشاركة للفرقة المتقدمة لها في إنكار الولادة ، وما دخل على تلك داخل على هذه ، ويلزمها من التجاهل ما يلزم لقولها : إن حملا يكون مائة سنة ، إذا كان هذا مما لم تجربه عادة ولا جاء به أثر من أحد (٣) من سائر الامم ولم يكن له نظير ، وهو وإن كان مقدورا لله عزوجل فليس يجوز (٤) أن يثبت إلا بعد الدليل الموجب لثبوته ، ومن اعترف به من حيث الجواز فأوجبه يلزمه إيجاب وجود كل مقدور ، حتى لا يأمن لعل المياه قد استحالت ذهبا وفضة! وكذلك الاشجار ، ولعل كل كافر من العالم (٥) إذا نام مسخه الله عزوجل قردا وكلبا وخنزيرا (٦) من حيث لا يشعر به! ثم يعيده (٧) إلى الانسانية ، ولعل بالبلاد القصوى فيما لا نعرف (٨) خبره نساء يحبلن يوما ويضعن من غده (٩)! وهذا كله جهل وضلال فتحه على نفسه من اعترف بخرق العادة من غير حجة ، واعتمد على جواز ذلك في المقدور (١٠).

وأما الفرقة التي زعمت أن الامامة قد بطلت بعد الحسن عليه‌السلام فإن وجوب الامامة بالعقل يفسد قولها ، وقول الله عزوجل : « يوم ندعو كل اناس بإمامهم (١١) »

____________________

(١) في المصدر : أحالوا في العقول.

(٢) في المصدر : والرجم بالغيب.

(٣) في المصدر : في أحد.

(٤) في المصدر فليس يجب.

(٥) في المصدر : في العالم.

(٦) في المصدر : أو كلبا أو خنزيرا.

(٧) في المصدر : من حيث لم يشعر به ، ثم يعود اه.

(٨) في المصدر : مما لا نعرف.

(٩) في المصدر : في غده.

(١٠) في المصدر : في القدرة.

(١١) سورة بنى اسرائيل : ٧١.

٢٦

وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » وقول أمير المؤمنين عليه‌السلام : « اللهم إنك لا تخلي الارض من حجة لك على خلقك إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا كيلا تبطل حججك وبيناتك (١) » وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا : « في كل خلف من امتي عدل من أهل بيتي ، ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين » وأما تعلقهم بقول الصادق عليه‌السلام : « إن الله لا يخلي الارض من حجة إلا أن يغضب على أهل الدنيا » فالمعنى في ذلك أنه لا يخليها من حجة ظاهرة ، بدلالة ما قدمناه.

وأما الفرقة التي زعمت أن محمد بن علي (٢) كان إماما مع أبيه وأنه وصى إلى غلام له يقال له : نفيس وأعطاه السلاح والكتب وأمره أن يدفعه (٣) إلى جعفر فإن الذي قدمناه على الاسماعيلية من الدليل على بطلان إمامة إسماعيل بوفاته في حياة أبيه يكسر قول هذه الفرقة ، ويزيده بيانا (٤) أن وصي الامام لا يكون إلا إماما ، ونفيس غلام محمد لم يكن إماما ، ويبطل إمامة جعفر عدم الدلالة على إمامة محمد ، ودليل بطلان إمامته أيضا ما ذكرناه من وفاته في حياة أبيه.

وأما الفرقة التي أقرت بإمامة الحسن ووقفت بعده واعتقدت أنه لابد من إمام ولم يعنوا (٥) على أحد فالحجة عليهم النقل الصادق بإمامة المنتظر والنص من أبيه عليه ، وليس هذا موضعه فنذكره على النظام (٦).

وأما الفرقة التي أقرت بالمنتظر وأنه ابن الحسن وزعمت أن قد مات وسيحيا ويقوم بالسيف فإن الحجة عليها ما يجب من وجود الامام وحياته وكماله ، وكونه

____________________

(١) يوجد ما يضاهيه فيما قاله أمير المؤمنين عليه‌السلام لكميل بن زياد في كلام له أوله « يا كميل ان هذه القلوب أوعية » راجع نهج البلاغة ( عبده ٢ : ١٨٠ ط مصر ). والمغمور : المجهول الخامل الذكر.

(٢) يعنى محمد بن على بن محمد بن على بن موسى.

(٣) في المصدر : أن يدفعها.

(٤) في المصدر : ونزيده بيانا.

(٥) كذا في ( ك ) ، وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : ولم يعينوا.

(٦) وفى ( ك ) على الظالم.

٢٧

حيث (١) يسمع الاختلاق ويحفظ الشرع ، وبدلالة أنه لا فرق بين موته وعدمه.

وأما الفرقة التي اعترفت بأن أبا محمد الحسن بن علي عليه‌السلام كان الامام بعد أبيه وادعت أنه لما حضرته الوفاة نص على أخيه جعفر بن علي واعتلوا في ذلك بأن زعموا أن دعوى من ادعى النص على ابن الحسن عليه‌السلام باطلة والعقل يوجب الامامة فلذلك اضطروا إلى القول بإمامة جعفر فإنه يقال لم زعمتم أن نقل الامامية النص من الحسن على ابنه باطل؟ وما أنكرتم أن يكون حقا؟ لقيام الدلالة على وجوب الامامة وثقة الناقلين وعلامة صدقهم بصفات الغيبة ، والخبر فيها عما يكون قبل كونه ، ويكون النقلة لذلك خاصة اصحاب الحسن والسفراء بينه وبين شيعته ، ولفساد إمامة جعفر لما كان عليه من الظاهر (٢) مما يضار صفات الامامة من نقصان العلم وقلة المعرفة وارتكاب القبائح والاستخفاف بحقوق الله عزوجل في مخلفات أخيه (٣) ، مع عدم النص عليه لفقد أحد من الخلق روى ذلك أو يأثره عن أحد من آبائه أو من أخيه خاصة ، فإذا كان الامر على ما ذكرناه فقد سقط ما تعلق به هذا الفريق أيضا ، على أنه لافصل بين هؤلاء القوم وبين من ادعى إمامة بعض الطالبيين واعتل بعلتهم في وجوب الامامة وفساد قول الامامية وزعمهم فيما يدعونه من النص على ابن الحسن عليه‌السلام وإذا كان لا فصل بين القولين وأحدهما باطلا بلا خلاف فالآخر في البطلان والفساد مثله.

فهذه ـ وفقكم الله ـ جملة كافية فيما قصدناه ونحن نشرح هذه الابواب والقول فيها على الاستقصاء والبيان في كتاب نفرده بعد ، والله ولي التوفيق وإياه نستهدي إلى سبيل الرشاد (٤).

بيان : الغيل بالكسر ويفتح : الشجر الكثير الملتف. والعجرفة : جفوة في الكلام وقال الجوهري : فطحه فطحا : جعله عريضا ، ويقال : رأس مفطح أي عريش ، ورجل أفطح بين الفطح أي عريض الرأس (٥).

____________________

(١) في المصدر : بحيث.

(٢) في المصدر : في الظاهر.

(٣) كذا في ( ك ) و ( ت ) ، وفى غيره في النسخ وكذا المصدر : في مخلفى أخيه.

(٤) الفصول المختارة ٢ : ٨١ ـ ١٠٤.

(٥) صحاح اللغة ج : ١ ص : ٣٩٢.

٢٨

[ ومحمد بن بشير كان من أصحاب الكاظم عليه‌السلام ثم غلا وادعى الالوهية له عليه‌السلام والنبوة لنفسه من قبله! ولما توفي موسى عليه‌السلام قال بالوقف عليه وقال : إنه قائم بينهم موجود كما كان ، غير أنهم محجوبون عنه وعن إدراكه ، وإنه هو القائم المهدي ، وإنه في وقت غيبته استخلف على الامة محمد بن بشير وجعله وصيه ، وأعطاه خاتمه ، وأعلمه جميع ما تحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم ، وكان صاحب شعبدة ومخاريق ، وكانت عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن عليه‌السلام من ثياب الحرير ، قد طلاها بالادوية (١) وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيهة بصورة إنسان ، فيريها الناس ويريهم من طريق الشعبدة أنه يكلمه ويناجيه ، وكانت عنده أشياء عجيبة من صنوف الشعبدة ، فهلك بها جماعة حتى رفع خبره إلى بعض الخلفاء ، وتقرب إليه بمثل ذلك ، ثم قتل. وتبرأ الله موسى عليه‌السلام ولعنه ودعا عليه وقال : أذاقه الله حر الحديد وقتله أخبث ما يكون من قتله ، فاستجيب دعاؤه عليه‌السلام وسيأتي أحواله في المجلد الحاديعشر.

والحسن بن موسى هو الخشاب النوبختي من أعاظم متكلمي الامامية ، وعد النجاشي (٢) وغيره من كتبه كتاب فرق الشيعة وكتاب الرد على فرق الشيعة ما خلا الامامية ، وكتاب الرد على المنجمين ، وحجج طبيعية مستخرجة من كتب أرسطاطاليس في الرد على من زعم أن الفلك حي ناطق. ]

اقول : إنما أوردنا هذه الجملة من كلام الشيخ ليطلع الناظر في كتابنا على المذاهب النادرة في الامامة ، وأما الزيدية فمذاهبهم مشهورة ، والدلائل على إبطالها في الكتب مسطورة ، وما أوردنا من الاخبار في النصوص كاف في أبطالها ، وجملة القول في مذاههم أنهم ثلاث فرق :

الجاروديه وهم أصحاب أبي الجاورد زياد بن المنذر ، قالوا بالنص من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الامامة على أمير المؤمنين عليه‌السلام وصفا لا تسميه ، والصحابة كفروا بمخالفته وتركهم

____________________

(١) أى لطخه بها.

(٢) راجع رجاله ص ٣١.

٢٩

الاقتداء به بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والامامة بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام سوي في أولادهما.

فمن خرج منهم بالسيف وهو عالم شجاع فهو إمام ، واختلفوا في الامام المنتظر أهو محمد بن عبدالله بن الحسن الذي قتل في المدينة أيام المنصور فذهب طائفة منهم إلى ذلك ، وزعموا أنه لم يقتل ، أو هو محمد بن القاسم بن علي بن الحسين عليه‌السلام صاحب طالقان الذي حبسه المعتصم حتى مات ، فذهب طائفة اخرى إليه وأنكروا موته ، أو هو يحي بن عمر صاحب الكوفة من أحفاد زيد بن علي ، دعا الناس إلى نفسه واجتمع عليه خلق كثير ، وقتل في أيام المستعين بالله ، فذهب إليه طائفة ثالثة وأنكروا قتله.

والفرقة الثانية السليمانية من أتباع سليمان بن حريز قالوا : الامامة شورى فيما بين الخلق ، وإنما ينعقد برجلين من خيار المسلمين ، وتصح إمامة المفضول مع وجود الافضل ، وأبوبكر وعمر إمامان وإن أخطأت الامة في البيعة لهما مع وجود علي عليه‌السلام! لكنه خطأ لم ينته إلى درجة الفسق! وكفروا عثمان وطلحة وعائشة.

والفرقة الثالثة البترية وهم وافقوا السليمانية إلا أنهم توقفوا في عثمان ، هذا ما ذكر شارح المواقف في تحرير مذاهبهم. ورأيت في شريح الاصول للناصر للحق الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين عليه‌السلام : اعلم أن أول الائمة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عندنا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم ابنه الحسن عليه‌السلام ، ثم أخوه الحسين عليه‌السلام ، ثم علي الحسين عليه‌السلام ، ثم ابنه زيد بن علي ، ثم محمد بن عبدالله بن الحسن ، ثم أخوه إبراهيم ، ثم الحسين بن علي صاحب الفخ ، ثم يحيى بن عبدالله بن الحسن ، ثم محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ، ثم القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسين ، ثم الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، ثم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن ، ثم محمد بن محمد بن يحيى بن الحسين ، ثم أحمد بن يحيى بن الحسين ، ثم محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبدالرحمان بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن ، ثم ابنه الحسن ، ثم أخوه علي بن محمد ، ثم أحمد بن الحسين بن هارون من أولاد زيد بن الحسن ، ثم أخوه يحيى ، ثم سائر أهل البيت الذين دعوا إلى الحق.

٣٠

وهذا الكتاب من تصانيف الجارودية ، والبترية يسمون بالصالحية أيضا ، لان من رؤسائهم الحسن بن صالح ، قال الكشي في كتاب الرجال : حدثني سعد بن الصباح الكشي ، عن علي بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن فضيل ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد الجلاب (١) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعز الله بهم دينا. ثم قال الكشي : والبترية هم أصحاب كثير النوا والحسين بن صالح بن حي (٢) وسالم بن أبي حفصة والحكم بن عتيبة وسلم بن كهيل وأبي المقدام ثابت الحداد ، وهم الذين دعوا إلا ولاية علي عليه‌السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتها ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويثبتون لكل من خرج من ولد علي عليه‌السلام عند خروجه الامامة (٣).

ثم روى عن سعيد (٤) بن جناح الكشي ، عن علي بن محمد بن يزيد العمي (٥) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان الرواسي (٦) ، عن سدير قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام ومعي سملة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم وعند أبي جعفر أخوه زيد بن علي ، فقالوا لابي جعفر عليه‌السلام : نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرؤ من أعدائهم ، قال : نعم ، قالوا : نتولى أبا بكر وعمر ونتبرؤ من أعدائهم ، قال : فالتفت إليهم زيد بن علي وقال لهم : أتتبرؤون من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله ، فيومئذ سموا البترية (٧).

____________________

(١) في المصدر : عن ابى عمر سعد الجلاب.

(٢) في المصدر : يحيى.

(٣) رجال الكشى : ١٥٢.

(٤) في المصدر : عن سعد بن جناح الكشى.

(٥) في المصدر : القمى.

(٦) في المصدر : عن الحسن بن عثمان الرواسى.

(٧) رجال الكشى : ١٥٤.

٣١

وقال : عند ذكر أبي الجارود زياد بن المنذر الاعمى السرحوب : حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا ، وتنسب إليه السرحوبية من الزبيدية ، وسماه بذلك أبوجعفر عليه‌السلام ، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر ، وكان أبوالجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب ، روى إسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن جمهور ، عن موسى بن بشار ، عن أبي بصير (١) قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام فمرت بنا جارية معها قمقم (٢) فقلبته ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الله عزوجل إن كان قلب (٣) قلب أبي الجارود كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي؟

وروى علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اسامة قال : قال (٤) أبوعبدالله عليه‌السلام ما فعل أبوالجارود أما إنه لا يموت إلا تائها.

وعنه عن محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن أبي القاسم الكوفي ، عن الحسين بن محمد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : ذكر أبوعبدالله عليه‌السلام كثير النوا وسالم بن أبي حفصة وأبا الجارود فقال : كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله ، قال : قلت : جعلت فداك كذابون قد عرفتم فما مكذبون؟ (٥) فقال : كذابون يأتوننا فيخبروننا أنهم يصدقونا (٦) وليس كذلك ، فيسمعون (٧) حديثنا فيكذبون به.

وحدثني محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد الكشبان ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن المزخرف ، عن أبي سليمان الحماد قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام

____________________

(١) في المصدر : عن ابى نصر.

(٢) القمقم : وعاء من نحاس يسخن فيه الماء.

(٣) في المصدر : قد قلب.

(٤) في المصدر : قال : قال لى.

(٥) في المصدر : فما معنى مكذبون.

(٦) في المصدر : فيخبرون انهم يصدقوننا.

(٧) في المصدر : ويسمعون.

٣٢

يقول لابي الجارود بمنى في فسطاطه (١) : يا أبا الجارود كان والله أبي إمام أهل الارض حيث مات لا يجهله إلا ضال ، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك ، قال ، فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له : أليس قد سمعت ما قاله أبوعبدالله مرتين؟ قال : إنما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٢)

وقال في عمر بن رياح : قيل : إنه كان أولا يقول بإمامة أبي جعفر عليه‌السلام ، ثم إنه فارق هذا القول وخالف أصحابه مع عدة يسيرة تابعوه على ضلالته ، فإنه زعم أنه سأل أبا جعفر عليه‌السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب (٣) ، ثم عاد إليه في عام آخر وزعم أنه سأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه بخلاف الجواب الاول ، فقال لابي جعفر عليه‌السلام : هذا بخلاف ما أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي ، فذكر له (٤) إن جوابنا خرج على وجه التقية ، فشك في أمره وإمامته ، فلقي رجلا من أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام يقال له محمد بن قيس ، فقال : إني سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن مسألة فأجابني فيها بجواب ثم سألته (٥) عنها في عام آخر فأجابني فيها بخلاف الجواب الاول ، فقلت له : لم فعلت ذلك؟ قال : فعلته للتقية وقد علم الله أنني ما سألته إلا وأنني (٦) صحيح العزم على التدين بما يفتيني به (٧) وقبوله والعمل به ، ولا وجه لاتقائه إياي ، وهذا حاله ، فقال له محمد بن قيس : فلعله حضرك من اتقاه؟ قفال : ما حضر مجلسه في واحد من المجالس غيري ، ولكن كان جواباه جميعا على وجه التجنب (٨) ، ولم يحفظ ما أجاب فيه في العام الماضي فيجيب بمثله!. فرجع عن إمامته وقال : لا يكون إمام يفتي بالباطل على شئ من الوجوه ولا في حال من الاحوال ، ولا يكون إمام يفتي بالتقية من غير ما يجب عند الله ولا هو

____________________

(١) في المصدر بعد ذلك : رافعا صوته.

(٢) رجال الكشى : ١٥٠.

(٣) في ( ك ) : الجواب.

(٤) في المصدر : فذكر أنه قال له.

(٥) في المصدر : ثم سألت.

(٦) في المصدر : إلا وأنى.

(٧) في المصدر : بما يفتينى فيه.

(٨) في المصدر : على وجه التخيب.

٣٣

يرخي ستره (١) ولا يغلق بابه ، ولا يسع الامام إلا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمال إلى سنته بقول البترية ومال معه نفر يسير (٢).

أقول : لا اعتماد على نقل هذا الضال المبتدع في دينه ، وعلى تقدير صحته لعله اتقى ممن علم أنه بعد خروجه سيذكره عنده ، وأما الدلائل على وجوب التقية فسنذكرها في محلها ، ثم روى الكشي أيضا عن حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن عمر ، عن ابن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية فقال : لا تصدق عليهم بشئ ، ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال لي : الزيدية هم النصاب. وروى عن محمد بن الحسن ، عن أبي علي الفارسي قال : حكى منصور عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم‌السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء. وعن محمد بن الحسن ، عن أبي علي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمن حدثه قال : سألت محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام عن هذه الآية « وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة (٣) » قال : نزلت في النصاب والزيدية ، والواقفة من النصاب (٤).

أقول : كتب أخبارنا مشحونة بالاخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة ، وسيأتي الرد عليهم في أبواب أحوال الائمة عليهم‌السلام وما ذكرناه في تضاعف كتابنا من الاخبار والبراهين الدالة على عدد الائمة وعصمتهم وسائر صفاتهم كافية في الرد عليهم وإبطال مذاهبهم السخيفة الضعيفة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

____________________

(١) ارخى ستره : أسد له وارسله.

(٢) رجال الكشى : ١٥٤ و ١٥٥.

(٣) سورة الغاشية : ٢ و ٣.

(٤) رجال الكشى : ١٤٩.

٣٤

٥٠

(باب )

* ( مناقب أصحاب الكساء وفضلهم صلوات الله عليهم ) *

١ ـ لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عثمان بن أبي شيبة ومحرز بن هشام قالا : حدثنا مطلب بن زياد عن ليث بن ابي سليم قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم التحية والاكرام كلهم يقول : أنا أحب إلى رسول الله (ص) فأخذ صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة مما يلي بطنه وعليا مما يلي ظهره والحسن عليه‌السلام عن يمينه والحسين عليه‌السلام عن يساره ، ثم قال (ص) : أنتم مني وأنا منكم (١).

٢ ـ لى : أبي وابن مسرور (٢) ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبدالله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن عليا وصيي وخليفتي ، وزوجته فاطمة (٣) سيدة نساء العالمين ابنتي ، والحسن والحسين سيد شباب أهل الجنة ولداي ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن ناواهم فقد ناواني ، ومن جفاهم فقد جفاني ، ومن برهم فقد برني ، وصل الله من وصلهم ، وقطع من قطعهم ، ونصر من أعانهم (٤) ، وخذل من خذلهم ، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (٥).

____________________

(١) امالى الصدوق : ٩.

(٢) لم يذكر « ابن مسرور » في المصدر.

(٣) في المصدر : وزوج فاطمة.

(٤) في المصدر : ونصر من نصرهم ، وأعان من أعانهم.

(٥) امالى الصدوق : ٢٨٣.

٣٥

لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان النبي (ص) يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة عليهما‌السلام فيقول : الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل ، الذي بنعمته تتم الصالحات ، سمع سامع (١) بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا ، نعوذ بالله من النار ، نعوذ بالله من صباح النار ، نعوذ بالله من مساء النار ، الصلاة يا أهل البيت « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (٢) ».

بيان : قال في النهاية : في الحديث « سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا » أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنالله تعالى على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه ، وحسن البلاء والاختبار بالخير ليتبين الشكر وبالشر ليظهر الصبر انتهى (٣).

وقال بعض شراح صحيح مسلم : هذا ـ يعني سمع ـ بكسر الميم وروي بفتحها مشددة يعني بلغ سامع قولي هذا لغيره ، وقال : مثله تنبيها على الذكر والدعاء في السحر ، وقال بعضهم : الذهاب إلى الخبر أولى أي مكان كان له سمع فقد سمع بحمدنا لله وإفضاله علينا ، فإن كليهما قد اشتهر واستفاض حتى لا يكاد يخفى على ذي سمع.

٤ ـ لى : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين البرقي ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار ، عن الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده الحسن بن علي عليهما‌السلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله فسألوه عن مسائل ، فكان فيما سألوه : أخبرني عن خمسة أشياء مكتوبات في التورات أمر الله بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فأنشدتك بالله إن أنا أخبرتك تقر لي؟ قال اليهودي : نعم يا محمد ، قال ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول ما في التوراة مكتوب (٤) « محمد رسول الله » وهي بالعبرانية « طاب » ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية « يجدونه

____________________

(١) في المصدر : سميع سامع.

(٢) امالى الصدوق : ٨٨.

(٣) النهاية : ١٨١ و ١٨٢.

(٤) في المصدر : اما في التوراة مكتوب.

٣٦

مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد » (١) وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب والثالث والرابع سبطي الحسن والحسين ، وفي السطر الخامس (٢) امهما فاطمة سيدة نساء العالمين ـ صلوات الله عليهم ـ وفي التوراة اسم وصيي « إليا » واسم السبطين « شبر وشبير » وهما نورا فاطمة عليها‌السلام.

قال اليهودي : صدقت يا محمد فأخبرني عن فضلكم أهل البيت ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لي فضل على النبيين ، فما من بني إلا دعا على قومه بدعوة وأنا أخرت دعوتي لامتي لاشفع لهم يوم القيامة ، وأما فضل أهل بيتي وذريتي على غيرهم كفضل الماء على كل شئ ، وبه حياة كل شئ ، وحب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين ، وتلا رسول الله هذه الآية « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا » (٣) إلى آخر الآية ، قال اليهودي : صدقت يا محمد (٤).

بيان : قال الفيروز آبادي : شبر كبقم وشبير كقمير ومشبسر كمحدث أبناء هارون عليه‌السلام قيل : وبأسمائهم سمى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين والمحسن (٥).

٥ ـ لى : العسكري ، عن محمد بن منصور وأبي يزيد القرشي معا ، عن نضر بن علي الجهضمي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد الحسن والحسين عليهما‌السلام فقال : من أحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة (٦).

٦ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله لما اسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى ـ قال : إن الورقة منها تظل الدنيا ، وعلى كل ورقة (٧) ملك يسبح الله ، يخرج من أفواههم الدر والياقوت ،

____________________

(١) ملفق من آيتين احداهما في سورة الاعراف : ١٥٧. والاخرى في سورة الصف : ٦.

(٢) في المصدر : وفى الخامس.

(٣) سورة المائدة : ٣.

(٤) امالى الصدوق : ١١٣.

(٥) القاموس المحيط ٢ : ٥٥.

(٦) امالى الصدوق : ١٣٨.

(٧) في المصدر : وعلى كل ورق.

٣٧

تبصر اللؤلؤ مقدار خمس مائة عام (١) ، وما يسقط من ذلك الدر والياقوت يخرجونه (٢) ملائكة موكلين به ، يلقونه في بحر من نور ، يخرجون كل ليلة جمعة إلى السدرة المنتهى ـ فلما نظروا إلي رحبوا بي وقالوا : يا محمد مرحبا بك ، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة أبواب الجنان قد اهتزت فرحا لمحبيك (٣) ، فسمعت الجنان تنادي : واشوقاه إلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام (٤).

٧ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي خلق الناس من شجر شتى ، وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة ، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها وشيعتنا أوراقها (٥) ، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة (٦).

٨ ـ ع : العطار ، عن أبيه ، عن أبي محمد العلوي الدينوري بإسناده رفع الحديث إلى الصادق عليه‌السلام قال : قلت له : لم صارت المغرب ثلاث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال : إن الله عزوجل أنزل على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله لكل صلاة ركعتين في الحضر ، فأضاف إليها رسول الله لكل صلاة ركعتين في الحضر وقصر فيها في السفر إلا المغرب : فلما صلى المغرب بلغه مولد فاطمة عليها‌السلام فأضاف إليها ركعة شكرا لله عزوجل ، فلما أن ولد الحسن عليه‌السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل ، فلما أن ولد الحسين أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل ، فقال : « للذكر مثل حظ الانثيين » فتركها على حالها في الحضر والسفر (٧).

٩ ـ ما : المفيد ، عن عبدالله بن محمد الابهري ، عن علي بن أحمد بن الصباح ، عن إبراهيم بن عبدالله بن أخي عبدالرزاق ، عن عمه عبدالرزاق ، عن أبيه همام بن نافع ، عن مينا

____________________

(١) في ( ك ) : خمسين مائة عام.

(٢) في المصدر : وما سقط من ذلك الدر والياقوت يخزنونه اه.

(٣) في المصدر : قد اهتزت فرحا لمجيئك.

(٤) قرب الاسناد : ٤٨ و ٤٩.

(٥) في ( د ) : وشيعتنا ورقها.

(٦) لم نجد الرواية في المصدر المطبوع ، نعم يوجد مثلها في ص ٢٢١ منه بأدنى أختلاف.

(٧) علل الشرائع : ١١٦.

٣٨

مولى عبدالرحمان بن عوف قال : قال لي عبدالرحمان : يا مينا ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١)؟ قلت : بلى ، قال : سمعته يقول : أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها ومحبوهم من امتي ورقها (٢).

[ بيان أبهر كأصغر اسم بلد ، قال في القاموس : أبهر بلا لام معرف « آب هر » أي ماء الرحى بلد عظيم بين قزوين وزنجان ، وبليدة بنواحي أصفهان (٣). وقال : اللقاح : كسحاب ما تلقح به النخلة وطلع الفحال ، أي ذكر النخل (٤) ].

١٠ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن عمر بن سعيد السجستاني ، عن محمد بن يزيد ، عن إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيب (٥) ، عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أتاني ملك لم يهبط إلى الارض قبل وقته ، فعرفني أنه استأذن الله عزوجل في السلام علي فأذن له ، فسلم علي وبشرني أن ابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (٦).

١١ ـ ما : المفيد ، عن محمد بن عمران المرزباني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن هواذة بن خليفة (٧) ، عن عوف بن عطية ، عن أبيه عن ام سلمة قالت : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيتي إذ قالت الخادم : يا رسول الله إن عليا وفاطمة عليهما‌السلام بالسدة (٨) ، فقال : قومي فتنحي لي عن أهل

____________________

(١) في المصدر : سمعته عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) امالى الشيخ : ٩.

(٣) القاموس ١ : ٣٧٨.

(٤) القاموس ١ : ١ : ٢٤٧ و ٤ : ٢٩.

(٥) كذا في ( ك ) ، وفى ( م ) و ( د ) : زر بن جيش. وفى المصدر : زر بن خنيس ، والكل مصحف ، والصحيح : زر بن حبيش كما في ( ت ).

(٦) امالى الشيخ : ٥٢.

(٧) كذا في ( ك ) ، وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : هوذة بن خليفة.

(٨) في المصدر : في السدة. قال في النهاية ( ٢ : ١٥٣ ) : فيه « انه قيل له : هذا على وفاطمة قائمين بالسدة فأذن لهما » السدة كالظلة على الباب لتقى الباب من المطر ، وقيل : هى الباب نفسه ، وقيل : هى الساحة بين يديه.

٣٩

بيتي (١) ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا ، فدخل علي وفاطمة والحسن والحسين وهما صبيان صغيران ، فوضعهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجره وقبلهما ، واعتنق عليا بإحدا يديه وفاطمة باليد الاخرى ، وقبل فاطمة وقال : اللهم إليك أنا وأهل بيتي لا إلى النار ، فقلت : يا رسول الله وأنا معكم؟ فقال : وأنت (٢).

١٢ ـ ما : ابوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد القطواني ، عن عباد بن ثابت ، عن علي بن صالح ، عن أبي إسحاق الشيباني ، قال : وحدثني يحيى بن عبد الملك وعباد بن الربيع وعبدالله بن أبي عتبة ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن جميع بن عمير قال : دخلت مع امي على عائشة فذكرت لها عليا ، فقالت : ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله منه ، وما رأيت امرأة كانت أحب إلى رسول الله من امرأته (٣).

١٣ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أبي الفضل بن يوسف ، عن محمد بن عكاشة ، عن حميد بن المثنى ، عن يحيى بن طلحة ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث ، عن علي عليه‌السلام قال : إن فاطمة شكت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ألا ترضين أني زوجتك أقدم امتي سلما وأحلمهم حلما وأكثرهم علما؟ أما ترضين (٤) أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا ما جعل الله لمريم بنت عمران وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة (٥)؟

ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن ابن عقدة مثله (٦).

بيان الاستثناء في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إلا ما جعل الله لمريم » موافق لروايات العامة ، وسيأتي أخبار متواترة أنها سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين ، ويمكن أن

____________________

(١) في المصدر : فتنحى عن أهل بيتي.

(٢) امالى الشيخ : ٨٥. ولا يخفى انه لا تنافى بين هذه الرواية والروايات الواردة في باب آية التطهير ، فان الكون مع أهل بيت الرسول كما هو المذكور هناك غير الكون من أهل بيته صلوات الله عليه وعليهم.

(٣) امالى الشيخ ، ١٥٦.

(٤) في المصدر : أما ترضى.

(٥) امالى الشيخ : ١٥٥ و ١٥٦.

(٦) امالى ابن الشيخ : ٤٦.

٤٠