بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عبدالله النبي القرشي العربي ، قال : فيتقدم حتى يقف على يمين العرش ، قال : ثم يدعا بصاحبكم « علي » فيتقدم حتى يقف على يسار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم يدعا بامة محمد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقفون عن يسار علي ، ثم يدعا كل نبي (١) وامته معه من أول النبيين إلى آخرهم وامتهم معهم فيقفون عن يسار العرش ، قال : ثم أول من يدعا للمسألة القلم ، قال : فيتقدم فيقف بين يدي الله في صورة الآدميين ، فيقول الله : هل سطرت في اللوح ما ألهمتك وأمرتك به من الوحي؟ فيقول القلم : نعم يا رب قد علمت أني قد سطرت في اللوح ما أمرتني وألهمتني من وحيك ، فيقول الله : فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول : يا رب هل اطلع على مكنون سرك خلق غيرك؟ قال : فيقول له : أفلجت حجتك ، قال : ثم يدعا باللوح فيتقدم في صورة الآدمين حتى يقف مع القلم فيقول له : هل سطر فيك القلم ما ألهمته وأمرته به من وحي؟ فيقول اللوح : نعم يا رب وبلغته إسرافيل ، ثم يدعا بإسرافيل فيتقدم مع القلم واللوح في صورة الآدمين : فيقول الله له : هل بلغك اللوح ما سطر فيه القلم من وحي؟ فيقول : نعم يا رب وبلغته جبرئيل ، فيدعا بجبرئيل فيتقدم حتى يقف مع إسرافيل فيقول الله له : أبلغك (هل بلغك خ ل) إسرافيل مابلغ؟ فيقول : نعم يارب وبلغته جميع أنبيائك وأنفذت إليهم جميع ما انتهى إلي من أمرك ، وأديت رسالاتك إلى نبي نبي ورسول رسول ، وبلغتهم كل وحيك وحكمتك وكتبك ، وإن آخر من بلغته رسالتك ووحيك وحكمتك وعلمك وكتابك وكلامك محمد بن عبدالله العربي القرشي الحرمي حبيبك ، قال أبوجعفر عليه‌السلام : فأول من يدعا من ولد آدم للمسألة محمد بن عبدالله ، فيدنيه الله حتى لا يكون خلق أقرب إلى الله يومئذ منه ، فيقول الله : يا محمد هل بلغك جبرئيل ما أوحيت إليك وأرسلته به إليك من كتابي وحكمتي وعلمي؟ وهل أوحي ذلك إليك؟ فيقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم يا رب قد بلغني جبرئيل جميع ما أوحيته إليه وأرسلته به من كتابك وحكمتك وعلمك ، و أوحاه إلي ، فيقول الله لمحمد : هل بلغت امتك ما بلغك جبرئيل من كتابي وحكمتي وعلمي؟ فيقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم يا رب قد بلغت امتي ما أوحيت إلي من كتابك وحكمتك وعلمك ، وجاهدت في سبيلك ، فيقول الله لمحمد : فمن يشهد لك بذلك؟

____________________

(١) في المصدر : ثم يدعا بنبي نبى اه. م

٢٨١

فيقول محمد : يا رب أنت الشاهد لي بتبليغ الرسالة ، وملائكتك ، والابرار من امتي وكفى بك شهيدا ، فيدعا بالملائكة فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة ، ثم يدعا بامة محمد فيسألون : هل بلغكم محمد رسالتي وكتابي وحكمتي وعلمي وعلمكم ذلك؟ فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة والحكمة والعلم ، فيقول الله لمحمد : فهل استخلفت في امتك من بعدك من يقوم فيهم بحكمتي وعلمي ، ويفسر لهم كتابي ، ويبين لهم ما يختلفون فيه من بعدك حجة لي وخليفة في الارض؟ فيقول محمد : نعم يارب قد خلفت فيهم علي بن أبي طالب أخي ووزيري ووصيي وخير امتي ، ونصبته لهم علما في حياتي ، ودعوتهم إلى طاعته ، وجعلته خليفتي في امتي (١) إماما يقتدي به الامة بعدي إلى يوم القيامة ، فيدعا بعلي بن أبي طالب فيقال له : هل أوصى إليك محمد واستخلفك في امته ونصبك علما لامته في حياته؟ فهل قمت فيهم من بعده مقامه؟ فيقول له علي : نعم يا رب قد أوصى إلي محمد وخلفني في امته ، ونصبني لهم علما في حياته ، فلما قبضت محمدا إليك جحدتني امته ، ومكروا بي واستضعفوني وكادوا يقتلونني ، وقدموا قدامي من أخرت ، وأخروا من قدمت ، ولم يسمعوا مني ، ولم يطيعوا أمري ، فقاتلتهم في سبيلك حتى قتلوني ، فيقال لعلي : (٢) فهل خلفت من بعدك في امة محمد حجة وخليفة في الارض يدعو عبادي إلى ديني وإلى سبيلي؟ فيقول علي : نعم يا رب قد خلفت فيهم الحسن ابني وابن بنت نبيك ، فيدعا الحسن بن علي فيسأل عما سئل عنه علي بن إبي طالب ، قال : ثم يدعا بإمام إمام وبأهل عالمه فيحتجون بحجتهم فيقبل الله عذرهم ويجيز حجتهم ، قال : ثم يقول الله : « اليوم ينفع الصادقين صدقهم » قال : ثم انقطع حديث أبي جعفر عليه وعلى آبائه السلام. « ص ١٧٨ ـ ١٨٠ »

بيان : قوله عليه‌السلام : وهو على عرشه أي عرش العلم ، أو مستول على عرشه ، أو يظهر كلامه وأمره ونهيه وقضاءه من لدن عرشه ، ويقال : أفلج برهانه أي قومه وأظهره.

٤ ـ كا : محمد بن يحيي ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن محمد ، عن جميل بن صالح ، عن يوسف بن أبي سعيد قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام ذات يوم فقال لي : إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح صلى الله عليه أول

____________________

(١) في المصدر : على امتى اه. م

(٢) في المصدر : فيقول الله لعلى اه. م

٢٨٢

من يدعا به ، فيقال له : هل بلغت؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك؟ فيقول : محمد بن عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فيخرج نوح صلى الله عليه فيتخطى الناس حتى يجئ إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على كثيب المسك ومعه علي عليه‌السلام وهو قول الله عزوجل : « فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا » فيقول نوح لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد إن الله تبارك وتعالى سألني : هل بلغت؟ فقلت : نعم ، فقال : من يشهد لك؟ فقلت : محمد ، فيقول : يا جعفر ويا حمزة اذهب واشهدا له أنه قد بلغ ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : فجعفر وحمزة هما الشاهدان للانبياء عليهم‌السلام بما بلغوا ، فقلت : جعلت فداك فعلي عليه‌السلام أين هو؟ فقال : هو أعظم منزلة من ذلك.

٥ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي قال : سألت أباجعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا » قال : فقال : إن لهذا تأويلا ، يقول : ماذا اجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على اممكم؟ قال : فيقولون : لا علم لنا بما فعلوا بعدنا. شى : عن الكناسي مثله.

٦ ـ كا : عن العدة ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ابن عبيدة ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن علي بن الحسين ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين واحضر النبيون والشهداء – وهم الائمة ـ يشهد كل إمام على أهل عالمه بأنه قد قام فيهم بأمر الله عزوجل ، ودعاهم إلى سبيل الله ، الخبر. « الروضة ١٠٦ »

٧ ـ كا : علي بن محمد ، عن سهل ، عن ابن يزيد ، عن زياد القندي ، عن سماعة قال : قال أبوعبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا » قال : نزلت في امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة ، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم ، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد علينا. « ج ١ ص ١٩٠ »

٨ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن ابن عبدالجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي جملية ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه ، فإني مسؤول وإنكم مسؤولون ،

٢٨٣

إني مسؤول عن تبليغي ، (١) وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب ربي وسنتي. « ج ٢ ص ٦٠٦ »

٩ ـ ين : أبوالحسن بن عبدالله ، عن ابن أبي يعفور قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده نفر من أصحابه ـ فقال : يابن أبي يعفور هل قرأت القرآن؟ فقال : قلت : نعم هذه القراءة ، قال : عنها سألتك ليس عن غيرها ، قال : فقلت : نعم جعلت فداك ولم؟ قال : لان موسى عليه‌السلام حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ، ولان عيسى عليه‌السلام حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ، وهو قول الله عزوجل : « فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين » وأنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة (٢) فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم ، وهي آخر خارجة يكون ، ثم يجمع الله ـ يا بن أبي يعفور ـ الاولين والآخرين ، ثم يجاء بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل زمانه فيقال له : يا محمد بلغت رسالتي واحتججت على القوم بما أمرتك أن تحدثهم به؟ فيقول : نعم يا رب ، فيسأل القوم : هل بلغكم واحتج عليكم؟ فيقول قوم : لا ، فيسأل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول : نعم يا رب ـ وقد علم الله تبارك وتعالى أنه قد فعل ذلك ـ يعيد ذلك ثلاث مرات فيصدق محمدا ويكذب القوم ، ثم يساقون إلى نارجهنم ، ثم يجاء بعلي في أهل زمانه فيقال له : كما قيل لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ويكذبه قومه ويصدقه الله ويكذبهم ، يعيد ذلك ثلاث مرات ثم الحسن ثم الحسين ثم على بن الحسن ـ وهو أقلهم أصحابا ، كان أصحابه أبوخالد الكابلي ويحيى بن ام الطويل وسعيد بن المسيب وعامر بن واثلة وجابر ابن عبدالله الانصاري ، وهؤلاء شهود له على ما احتج به ـ ثم يؤتى بأبي يعني محمد بن

____________________

(١) في المصدر : انى مسؤول عن تبليغ الرسالة. م

(٢) الدسكرة ـ بفتح الدال وسكون السين وفتح الكاف والراء ـ بلدة من أعمال بغداد على طريق خراسان يقال لها : دسكرة الملك ، وقرية بنهر الملك من أعمال بغداد أيضا ، وبلدة بخوزستان ، ويطلق على كل قرية ايضا ، وعلى الصومعة ، والارض المستوية ، وبيوت الاعاجم يكون فيها الشراب والملاهى ، وبناء كالقصر حوله بيوت.

٢٨٤

علي على مثل ذلك ثم يؤتي بي وبكم فاسأل وتسألون ، فانظروا ما أنتم صانعون ، يا بن أبي يعفور إن الله عزوجل هو الآمر بطاعته وطاعة رسوله وطاعة اولي الامر الذين هم أوصياء رسوله ، يابن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده ، وشهداؤه على خلقه ، وامناؤه في أرضه ، وخزانه على علمه ، والداعون إلى سبيله ، والعاملون بذلك ، فمن أطاعنا أطاع الله ، ومن عصانا فقد عصى الله.

(باب ١٣)

*(ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة)*

١ ـ جا ، ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون ، عن ابن زياد قال : سمعت جعفر بن محمد عليه‌السلام ـ وقد سئل عن قوله تعالى : « قل فلله الحجة البالغة » ـ فقال : إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي! أكنت عالما؟ فإن قال : نعم قال له : أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال : كنت جاهلا قال له : أفلا تعلمت حتى تعمل؟ فيخصم فتلك الحجة لله عزوجل على خلقه.

بيان : يقال : خاصمه فخصمه يخصمه أي غلبه.

٢ ـ كان : علي ، عن أبيه ، عن محمد بن عيثم النخاس ، عن معاوية بن عمار قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتج الله يوم القيامة على جيرانه فيقال لهم : ألم يكن فلان بينكم؟ ألم تسمعوا كلامه؟ ألم تسمعوا بكاءه في الليل؟ فيكون حجة الله عليهم م. « الروضة ص ٨٤ »

٣ ـ كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : يؤتى بالمرءة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول : يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت ، فيجاء بمريم عليها‌السلام فيقال : أنت أحسن أو هذه؟ قد حسناها فلم تفتتن ، ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول : يا

٢٨٥

رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت ، فيجاء بيوسف عليه‌السلام فيقال : أنت أحسن أو هذا؟ قد حسناه فلم يفتتن ، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول : يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت ، فيجاء بأيوب عليه‌السلام فيقال : أبليتك أشد أو بلية هذا؟ فقد ابتلي فلم يفتتن. « الروضة ص ٢٢٨ ـ ٢٢٩ »

(باب ١٤)

*(ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة)*

الايات ، النور « ٢٤ » ليجزيهم الله أحسن ما علموا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب. ٣٨

الفرقان « ٢٥ » إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ٧٠.

تفسير : قال البيضاوي في قوله سبحانه : « ليجزيهم الله أحسن ما عملوا » : أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة « ويزيدهم من فضله » أشياء لم يعدهم على أعمالهم ولم يخطر ببالهم « والله يرزق من يشاء بغير حساب » تقرير للزيادة ، وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشية وسعة الاحسان.

وقال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : « فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات » : قال قتاده : التبديل في الدنيا طاعة الله بعد عصيانه ، وذكر الله بعد نسيانه ، والخير يعمله بعد الشر : وقيل : يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الاعمال في الاسلام ، وقيل : إن معناه أن يمحو السيئة عن العبد ويثبت له بدلها الحسنة ، واحتجوا بما رواه مسلم في الصحيح مرفوعا إلى أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه ونحوا عنه كبارها ، فيقال : عملت يوم كذا وكذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من الكبار ، فيقال : أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة ، فيقول : إن لي ذنوبا ما أراها ههنا ، قال : ولقد رأيت رسول الله صلى الله وآله ضحك حتى بدت نواجذه.

٢٨٦

١ ـ لى : الفامي (١) عن محمد الحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته حتى يطمع إبليس في رحمته. « ١٢٣ »

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة تجلى الله عزوجل لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا ، ثم يغفر الله له لا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد ، ثم يقول لسيئاته : كوني حسنات. « ص ٢٠١ »

صح : عنه عليه‌السلام مثله.(٢) « ص ٣١ ـ ٣٢ »

قال الصدوق رحمه‌الله : معنى قوله : تجلى الله لعبده أي ظهر له بآية من آياته يعلم بها أن الله تعالى مخاطبه.

أقول : قد أثبتنا خبر محمد مسلم بن في هذا المعنى في باب الحساب.

٣ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن آخر عبد يؤمر به إلى النار يلتفت فيقول الله عزوجل : أعجلوه ، فإذا اتي به قال له : يا عبدي لم التفت؟ فيقول : يا رب ما كان ظني بك هذا ، فيقول الله جل جلاله : عبدي وما كان ظنك بي؟ فيقول : يا رب كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي وتسكنني (وتدخلني خ ل) جنتك ، فيقول الله : ملائكتي! وعزتي والآئي وبلائي وارتفاع مكاني ما ظن بي هذا ساعة من حياته خيرا قط ، ولو ظن بي ساعة من حياته خيرا ما روعته بالنار ، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة ، ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام ما ظن عبد بالله خيرا إلا كان الله عند ظنه به ، (٣) ولا ظن به سوءا إلا

____________________

(١) نسبة إلى بيع الفواكه اليابسة ، ويقال لبائعها : البقال أيضا ، أو إلى فامية وهى قرية من قرى واسط من ناحية فم الصلح.

(٢) الا ان فيه : ثم يقول لسيئاته : كن حسنات. م

(٣) في المصدر بعد ذلك : وذلك قوله عزوجل اه. م

٢٨٧

كان الله عند ظنه به ، وذلك قوله عزوجل : « وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرديكم (١) فأصبحتم من الخاسرين ». « ص ١٦٧ »

ين : ابن أبي عمير مثله.

بيان : أعجلوه أي ردوه مستعجلا.

٤ ـ سن : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله له : ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟ فيقول : بلى يا رب ولكن غلبت علي شهوتي ، فإن تعذبني فبذنبي لم تظلمني ، فيأمر الله به إلى النار ، فيقول : ما كان هذا ظني بك ، فيقول : ما كان ظنك بي؟ قال : كان ظني بك أحسن الظن ، فيأمر الله به إلى الجنة ، فيقول الله تبارك و تعالى : لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة. « ص ٢٥ ـ ٢٦ »

أقول سيأتي مثله في باب الخوف والرجاء.

٥ ـ سن : ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن سليمان بن خالد قال : قرأت على أبي عبدالله عليه‌السلام هذه الآية : « إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات » فقال : هذه فيكم ، إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عزوجل ، فيكون هو الذي يلي حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا ، فيقول : عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا : فيقول : أعرف يا رب ، قال : حتى يوقفه على سيئاته كلها ، كل ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم ، أبدلوها لعبدي حسنات ، قال : فترفع صحيفته للناس فيقولون : سبحان الله! أما كانت لهذا العبد سيئة واحدة؟! وهو قول الله عزوجل : اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.

٦ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي الحسن علي بن يحيى ، عن أيوب بن أعين ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى يوم القيامة برجل فيقال : احتج ، فيقول : يارب خلقتني وهديتني فأوسعت علي ،

____________________

(١) أي أهلككم.

٢٨٨

فلم أزل اوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر علي هذا اليوم رحمتك وتيسره ، فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره : صدق عبدي أدخلوه الجنة.

٧ ـ فس : عن الرضا عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة اوقف المؤمن بين يدي الله تعالى فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته فأول ما يري سيئاته فيتغير لذلك لونه وترعش فرائصه وتفزع نفسه ، ثم يري حسناته فتقر عينه وتسر نفسه ويفرح ، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله تعالى من الثواب فيشتد فرحه ، ثم يقول الله تعالى للملائكة : احملوا الصحف التي فيها الاعمال التي لم يعملوها ، قال : فيقرؤونها فيقولون : وعزتك إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئا ، فيقول : صدقتم و لكنكم نويتموها فكتبناها لكم ، ثم يثابون عليها.

٨ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى ليمن على عبده يوم اليقيامة ، فيأمره أن يدنو منه ، فيدنو (١) ثم يعرفه ما أنعم به عليه ، يقول له : ألم تدعني يوم كذا وكذا بكذا وكذا فأجبت ودعوتك؟ ألم تسألني يوم كذا وكذا فأعطيتك مسألتك؟ ألم تستغث بي يوم كذا وكذا فأغثتك؟ ألم تسألني في ضر كذا وكذا فكشفت ضرك(٢) ورحمت صوتك؟ ألم تسألني مالا فملكتك؟ ألم تستخدمني فأخدمتك؟(٣) ألم تسألني أن ازوجك فلانة ـ وهي منيعة عند أهلها ـ فزوجناكها؟ قال : فيقول العبد : بلى يا رب أعطيتني كل ما سألتك ، وقد كنت أسألك الجنة ، قال : فيقول الله : ألا فإني منجز لك ما سألتينه ، هذه الجنة لك مباحة ، أرضيتك؟ ( أرضيت؟ خ ل) فيقول المؤمن : نعم يا رب أرضيتني وقد رضيت ، فيقول الله له : عبدي إني كنت أرضى أعمالك وأنا أرضى لك أحسن الجزاء ، فإن أفضل جزائي عندي أن أسكنتك الجنة. « ص ٥٨٦ ـ ٥٨٧ »

ين : ابن محبوب مثله.

____________________

(١) في المصدر : أن يدنو منه ـ يعنى من رحمته ـ فيدنو منه اه. م

(٢) في المصدر : الم تستغث بى يوم كذا وكذا وبك ضر كذا وكذا ، فكشفت عنك ضرك؟ اه. م

(٣) أي وهبتك خادما.

٢٨٩

٩ ـ ين : ابن أبي عمير رفعه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة فيقال له : اذكر وتذكر هل لك حسنة؟ قال : فيذكر فيقول : يا رب مالي من حسنة إلا أن عبدك فلانا المؤمن مر بي فطلب مني ماءا يتوضأ به فيصلي به فأعطيته ، قال : فيقول الله تبارك وتعالى : أدخلوا عبدي الجنة.

( باب ١٥ )

(لخصال التى توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها)

١ ـ لى : صالح بن عيسى العجلي ، عن محمد بن علي بن علي ، عن محمد بن الصلت ، عن محمد بن بكير ، عن عباد بن عباد المهلبي ، عن سعيد بن عبدالله ، عن هلال بن عبدالرحمن ، عن يعلى بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبدالرحمن بن سمرة قال : كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فقال : إني رأيت البارحة عجائب ، قال : فقلنا : يا رسول الله وما رأيت؟ حدثنا به فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا ، فقال : رأيت رجلا من امتي وقد أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فمنعه منه ، ورأيت رجلا من امتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فمنعه منه ، ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته الشياطين(١) فجاءه ذكر الله عزوجل فنجاه من بينهم ، وريت رجلا من امتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فمنعته منهم ، ورأيت رجلا من امتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه ، ورأيت رجلا من امتي والنبيون حلقا حلقا كلما أتى حلقة طرد فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي ، ورأيت رجلا من امتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن تحته ظلمة مستنقعا في الظلمة ، فجاءه حجه وعمرته فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه النور ، ورأيت رجلا من امتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءه صلته للرحم فقال : يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلا لرحمه

____________________

(١) أي أحدقت الشياطين به وجعلته في وسطهم.

٢٩٠

فكلمه المؤمنون وصافحوه وكان معهم ، ورأيت رجلا من امتي يتقي وهج(١) النيران وشررها بيده ووجهه فجاءته صدقته فكانت ظلا على رأسه وسترا على وجهه ، ورأيت رجلا من امتي قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم وجعلاه مع ملائكة الرحمة ، ورأيت رجلا من امتي جاثيا على ركبتيه ، بينه وبين رحمة الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذه بيده فأدخله في رحمة الله ، ورأيت رجلا من امتي قد هوت صحيفته قبل شماله فجاءه خوفه من الله عزوجل فأخذ صحيفته فجلعها في يمينه ، ورأيت رجلا من امتي قد خفت موازينه فجاءه أفراطه فثقلوا موازينه ، ورأيت رجلا من امتي قائما على شفير جهنم فجاءه رجاؤه من الله عزوجل فاستنقذه من ذلك ، ورأيت رجلا من امتي قد هوى في النار فجاءته دموعه التى بكى من خشية الله فاستخرجته من ذلك ، ورأيت رجلا من امتي على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته ومضى على الصراط ، ورأيت رجلا من امتى على الصراط يزحف أحيانا ويحبو أحيانا ويتعلق أحيانا فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه ومضى على الصراط ، ورأيت رجلا من امتي انتهى إلى أبواب الجنة كلما انتهى إلى باب اغلق دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله صادقا بها ففتحت له الابواب ودخل الجنة. « ص ١٣٩ ـ ١٤٠ »

بيان : لهث الكلب وغيره يلهث لهثا : أخرج لسانه من شدة العطش. قوله : فجاءه أفراطه أى أولاده الذين ماتوا قبله. والزحف : مشي الصبي على إسته ، والحبو مشيه على يديه وبطنه.

٢ ـ كا : أحمد بن عبدالله ، عن جده ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل : عن عبدالرحمن بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله.

٣ ـ ن : العطار ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فإذا كان يوم القيامة نصب

____________________

(١) الوهج : اتقاد النار واشتعالها.

٢٩١

له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يفرغ الله تعالى من حساب عباده. « ص ٣٦٥ »

٤ ـ لى : بإسناده عن سليمان بن حفص المروزي ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله جل جلاله أربعة من الاولين وأربعة من الآخرين ، فأما الاولون فنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وأما الاربعة الآخرون فمحمد ، وعلي ، والحسن ، والحسين ، ثم يمد المطمر(١) فيقعد معنا زوار قبور الائمة ، ألا إن أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوار قبر ولدي علي. « ص ٧٣ ـ ٧٤ »

توضيح : المطمر : خيط للبناء يقدر به.

٥ ـ م : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا سورة البقرة وآل عمران ، فإن أخذهما بركة وتركهما حسرة ، ولا يستطيعهما البطلة ـ يعني السحرة ـ وإنهما لتجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو عبايتان أو فرقان من طير صواف ، يحاجان عن صاحبهما و يحاجهما رب العزة ، ويقولان : يا رب الارباب إن عبدك هذا قرأنا ، وأظمأنا نهاره وأسهرنا ليله ، وأنصبنا بدنه ، فيقول الله عزوجل : يا أيها القرآن فكيف كان تسليمه لما أمرته (أنزلته خ ل) فيك من تفضيل علي بن أبي طالب أخي محمد رسول الله؟ فيقولان : يا رب الارباب وإله الآلهة : والاه ووالى وليه ( أولياءه خ ل ) وعادى أعداءه ، إذا قدر جهر ، وإذا عجز اتقى واستتر ، فيقول الله عزوجل : فقد عمل إذا بكما كما أمرته ، وعظم خطبكما ما أعظمته ، يا علي أما تسمع شهادة القرآن لوليك هذا؟ فيقول علي : بلى يا رب فيقول الله تعالى : فاقترح له ما يزيد (فيقترح له ما يزيد ظ) على أماني هذا القارئ(٢) من الاضعاف المضاعفات ما لا يعلمه إلا الله عزوجل ، فيقال : قد أعطيته ما اقترحت يا علي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وإن والدي القارئ ليتوجان بتاج الكرامة يضئ نوره من مسيرة عشرة آلاف سنة ، ويكسيان حلة لا يقوم لاقل سلك منها ماءة ألف ضعف ما في الدنيا بما يشتمل عليه من خيراتها ، ثم يعطى هذا القارئ الملك بيمينه(٣) والخلد بشماله في كتاب ، يقرء من كتابه بيمينه :

____________________

(١) في كامل الزيارات « ص ٣٠٨ » والتهذيب « ج ٢ ص ٢٩ » : المضمار. وفى الكافى « ج ١ ص ٣٢٦ » : الطعام.

(٢) في التفسير المطبوع هكذا : فيقول الله عزوجل : فاقترح اذا له ما تريد ، فيقترح له ما يزيد على امانى هذا القارئ اه.

(٣) في التفسير المطبوع : الملك بيمينه في كتاب الله ، ولعل الصحيح : والملك بيمينه في كتاب.

٢٩٢

قد جعلت من أفاضل ملوك الجنان ، ومن رفقاء محمد سيد الانبياء ، وعلي خير الاوصياء ، والائمة بعدهما سادة الاتقياء ، ويقرء من كتابه بشماله : قد أمنت الزوال والانتقال عن هذه الملك ، واعذت من الموت والاسقام ، وكيفت الامراض والاعلال ، وجنبت حسد الحاسدين وكيد الكائدين ، ثم يقال له : اقرء وارق ومنزلك عند آخر أية تقرؤها ، فإذا نظر والداه إلى حليتهما وتاجيهما قالا : ربنا : أنى لنا هذا الشرف ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقال لهما : أكرم الله عزوجل هذا لكما بتعليمكما ولدكما القرآن.(١)

بيان : قال في النهاية ، فيه : تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فرقان من طير صواف أي قطعتان.

٦ ـ ثو : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة الاعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الآمنين الذين(٢) لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فإن قرءها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة ، أما إن فيها محكما فلا تدعوا قراءتها فإنها يشهد يوم القيامة لمن قرءها.(٣) « ص ١٠٢ »

٧ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلاثة لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين ، وكان يوم القيامة من المقربين. « ص ١٠٢ ـ ١٠٣ »

٨ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام : من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله يوم القيامة في زمرة النبيين ، ولم تعرف له خطيئة عملها يوم القيامة. « ص ١٠٣ »

٩ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة يوسف في كل يوم أو في كل ليلة بعثه الله يوم القيامة وجماله كجمال يوسف ، ولا يصيبه فزع يوم القيامة.(٤) « ص ١٠٣ »

١٠ ـ وعنه عليه‌السلام : من أكثر قراءة سورة الرعد وكان مؤمنا دخل الجنة بغير حساب ، وشفع في جميع من يعرف من أهل بيته وإخوانه. « ص ١٠٣ »

____________________

(١) في التفسير المطبوع : فيقول لهما كرام ملائكة الله عزوجل : هذا لكما لتعليمكا ولدكما القرآن.

(٢) في المصدر : يوم القيامة من الذين اه. م.

(٣) أخرجه وما بعده مرسلا للاختصار والا فجل أحاديث الباب مسانيد راجع المصدر.

(٤) في المصدر بعد ذلك : وكان من خيار عبادالله الصالحين وقال انها كانت في التوراة مكتوبة. م

٢٩٣

١١ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة لم يمت إلا شهيدا ، و بعثه(١) الله يوم القيامة مع الشهداء ، ووقف يوم القيامة مع الشهداء. « ص ١٠٤ »

١٢ ـ وعنه عليه‌السلام : من أدمن قراءة سورة مريم(٢) كان في الآخرة من أصحاب عيسى بن مريم ، واعطي في الآخرة ملك سليمان في الدنيا. « ص ١٠٤ »

١٣ ـ وعنه عليه اسلام : من أدمن(٣) قراءة طه أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه ، ولم يحاسبه بما عمل في الاسلام ، واعطي في الآخرة حتى يرضي (٤). « ص ١٠٤ »

١٤ ـ وعن أبي الحسن عليه‌السلام : من قرأ سورة الفرقان في كل ليلة لم يعذبه الله أبدا ولم يحاسبه ، وكان منزله في الفروس الاعلى. « ص ١٠٥ »

١٥ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام : من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه ، ولم يحاسبه بما كان منه ، وكان من رفقاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام. « ص ١٠٦ »

١٦ ـ وعنه عليه‌السلام : من كان كثير القراءة لسورة الاحزاب كان يوم القيامة في جوار محمد صلى الله وعليه وآله وأزواجه. « ص ١٠٦ ـ ١٠٧ »

١٧ ـ وعنه عليه‌السلام في فضل قراءة سورة يس ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : ولم يزل في قبره نور ساطع إلى أعنان السماء إلى أن يخرجه من قبره ، فإذا أخرجه لم تزل ملائكة الله تعالى معه يشيعونه ويحدثونه ويضحكون في وجهه ويبشرونه بكل خير حتى يتجاوزوا به الميزان والصراط ، ويوقفوه من الله موقفا لا يكون عند الله خلق أقرب منه إلا ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون ، وهو مع النبيين واقف بين يدي الله ، لا يحزن مع من يحزن ، ولا يهتم مع من يهتم ، ولا يجزع مع من يجزع ، ثم يقول له الرب تبارك وتعالى : اشفع عبدي اشفعك في جميع ما تشفع ، وسلني عبدي اعطك جميع ما تسأل ، فيسأل فيعطى ، ويشفع فيشفع ، ولا يحاسب فيمن يحاسب ، ولا يوقف

____________________

(١) في المصدر : ويبعثه الله م.

(٢) في المصدر : من أدمن قراءة سورة مريم لم يمت حتى يصيب ما يغنيه في نفسه وماله وولده وكان اه. م.

(٣) أدمن الشئ : أدامه.

(٤) في المصدر : واعطى في الاخرة من الاجر حتى يرضى. م

٢٩٤

مع من يوقف ، ولا يذل مع من يذل ، ولا ينكب بخطيئة (١) ولا شئ من سوء عمله ، و يعطى كتابا منشورا حتى يهبط من عند الله فيقول الناس بأجمعهم : سبحان الله ما كان لهذا العبد من خطيئة واحدة؟! ويكون من رفقاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله . « ص ١٠٧ ـ ١٠٨ »

١٨ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ حم السجدة كانت له نورا يوم القيامة مد بصره و سرورا.(٢) « ص ١٠٩ »

١٩ ـ وعنه عليه‌السلام : من أدمن قراءة حمعسق بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدي الله عزوجل ، فيقول : أدمنت عبدي قراءة حمعسق ولم تدر ما ثوابها؟ أما لو دريت ما هي وما ثوابها لما مللت من قراءتها ، ولكن سأجزيك جزاءك ، أدخلوه الجنة فإن له فيها قصرا من ياقوتة حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها ، يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، وله فيها جوار أتراب (٣) من الحور العين ، وألف غلام من الولدان المخلدين الذين وصفهم الله تعالى. « ص ١٠٩ ـ ١١٠ »

٢٠ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام : من قرأ حم الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة ، وأظله تحت عرشه ، وحاسبه حسابا يسيرا ، وأعطاه كتابه بيمينه. « ص ١١٠ »

٢١ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام : من قرأ في كل ليلة أو كل جمعة سورة الاحقاف لم تصبه روعة في الدنيا ، وآمنه الله من فزع يوم القيامة. « ص ١١٠ »

٢٢ ـ وعنه عليه‌السلام : من أدمن قراءة سورة إنا فتحنا نادى مناد يوم القيامة حتى يسمع الخلائق : أنت من عبادي المخلصين ، ألحقوه بالصالحين من عبادي ، فأسكنوه جنات النعيم ، واسقوه الرحيق المختوم بمزاج الكافور. « ص ١١١ »

____________________

(١) هكذا في الكتاب ، والصحيح كما في ثواب الاعمال المطبوع : ولا يكتب بخطيئته.

(٢) في المصدر بعد ذلك : وعاش في الدنيا محمودا مغبوطا. م

(٣) جمع ترب وهو في الاصل الجارية التي تلعب مع نظائرها في التراب ابان الصغر.

٢٩٥

٢٣ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام : من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة ق أعطاه كتابه بيمينه ، وحاسبه حسابا يسيرا. « ص ١١١ »

٢٤ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام : لا تدعوا قراءة الرحمن والقيام بها فإنها لا تقر في قلوب المنافقين ، ويأتي بها ربها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة و أطيب ريح حتى يقف من الله موقفا لايكون أحد أقرب إلى الله منها ، فيقول لها : من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك؟ فتقول : يارب فلان وفلان ، فتبيض وجوههم ، فيقول لهم : اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتى لا تبقى لهم غاية ، ولا أحد يشفعون له ، فيقول لهم : ادخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم. « ص ١١٢ »

٢٥ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقى الله تعالى ووجهه كالقمر ليلة البدر. « ص ١١٣ »

٢٦ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة ، وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ، لا يفارقها حتى يدخله الجنة. « ص ١١٤ »

٢٧ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن ، وعوفي من النار ، وادخل الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما لانهما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . « ص ١١٥ »

٢٨ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ سورة الملك في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح ، وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة. « ص ١١٥ »

٢٩ ـ وعنه عليه‌السلام : من أكثر قراءة سورة المعارج لم يسأله الله عن ذنب عمله ، (١) وأسكنه يوم القيامة عند محمد وأهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله .(٢) « ص ١١٥ ـ ١١٦ »

٣٠ ـ وعنه عليه‌السلام : من أدمن قراءة سورة لا اقسم وكان يعمل بها بعثها الله

____________________

(١) في المصدر : لم يسأله الله يوم القيامة عن ذنب عمله. م

(٢) في المصدر : واسكنه الجنة مع محمد واهل بيته عليهم‌السلام. م

٢٩٦

معه(١) من قبره في أحسن صورة تبشره وتضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان. « ص١١٧ »

٣١ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ والنازعات لم يمت إلا ريان ، ولم يبعثه الله إلا ريان ولم يدخله الجنة إلا ريان. « ص١١٧ »

٣٢ ـ وعنه عليه‌السلام : من كان قراءته في الفريضة ويل للمطففين أعطاه الله الامن يوم القيامة من النار ولم تره ولا يراها ، ولم يمر على جسر جهنم ، ولا يحاسب يوم القيامة. « ص ١١٧ ـ ١١٨ »

٣٣ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ سورة والسماء ذات البروج في فرائضه كان محشره و موقفه مع النبيين والمرسلين. « ص ١١٨ »

٣٤ ـ وعنه عليه‌السلام : من كانت قراءته في فرائضه والسماء والطارق كان له يوم القيامة عندالله جاها ومنزلة ، (٢) وكان من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنة. « ص ١١٨ »

٣٥ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ سورة الاعلى في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة : ادخل من أي أبواب الجنة شئت. « ص ١١٨ »

٣٦ ـ وعنه عليه‌السلام : من أدمن قراءة الغاشية في فريضة أو نافلة غشاه الله رحمته في الدنيا والآخرة ، وآتاه الامن يوم القيامة من عذاب النار. « ص ١١٨ »

٣٧ ـ وعنه عليه‌السلام : من كان قراءته في الفريضة لا اقسم بهذا البلد كان في الآخرة معروفا أن له من الله مكانا ، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين والشهداء والصالحين. « ص ١١٨ ـ ١١٩ »

٣٨ ـ وعنه عليه‌السلام : من أكثر قراءة والشمس وضحيها ، والليل إذا يغشى ، و الضحى ، وألم نشرح في يوم أو ليلة لم يبق شئ بحضرته إلا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه وجميع ما أقلت الارض(٣) منه ،

____________________

(١) في المصدر : مع رسول الله. م

(٢) اى كانت هذه السورة جاها ومنزلة له عند الله.

(٣) أقل الشئ واستقله : اذا رفعه وحمله.

٢٩٧

ويقول الرب تبارك وتعالى : قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له ، (١) انطلقوا به إلى جناني حتى يتخير منها حيث ما أحب ، فإعطوه إياها من غير من مني ، ولكن رحمة مني وفضلا مني عليه ، فهنيئا هنيئا لعبدى. « ص ١١٩ »

٣٩ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ والعاديات وأدمن قراءتها بعثه الله مع أمير المؤمنين يوم القيامة خاصة ، وكان في حجره ورفقائه. « ص ١٢٠ »

٤٠ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام : من أكثر من قراءة القارعة آمنه الله من قيح جهنم يوم القيامة. « ص ١٢٠ »

٤١ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام : من قرأ سورة العصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه ، ضاحكا سنه ، قريرا عينه حتى يدخل الجنة. « ص ١٢١ »

٤٢ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ في فرائضه ألم تر كيف شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر أنه كان من الصالحين ، وينادى له يوم القيامة : صدقتم على عبدي ، قبلت شهادتكم له وعليه ، أدخلوا عبدي الجنة ولا تحاسبوه فإنه ممن احبه واحب عمله. « ص ١٢١ »

٤٣ ـ وعنه عليه‌السلام : من أكثر قراءة لايلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة. « ص ١٢١ »

٤٤ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ أرأيت الذي يكذب بالدين في فرائضه ونوافله كان فيمن قبل الله صلاته وصيامه ولم يحاسبه بما كان منه في الدنيا.(٢) « ص ١٢٢ »

٤٥ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ إنا أعطيناك الكوثر في فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة ، وكان محدثه عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . « ص ١٢٢ »

٤٦ ـ وعنه عليه‌السلام : من قرأ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد في فريضة من الفرائض بعثه الله شهيدا. « ص ١٢٢ »

٤٧ ـ كا : بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من زوج عزبا (٣) كان ممن ينظر الله إليه يوم القيامة. « ف ج ٢ ص ٥ »

____________________

(١) أى أنفذتها له.

(٢) في المصدر : في الحياة الدنيا. م

(٣) في المصدر : اعزبا. م

٢٩٨

٤٨ ـ ل : بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربعة ينظر الله عزوجل إليهم يوم القيامة : من أقال نادما ، أو أغاث لهفان ، أو أعتق نسمة ، أو زوج عزبا. « ج ١ ص ١٠٦ ـ ١٠٧ »

٤٩ ـ ثو : بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان(١) عند جهده فنفس كربته أو أجابه على نجاح حاجته كانت له بذلك سبعون رحمة لافزاع يوم القيامة وأهواله.(٢) « ص ١٤٣ »

٥٠ ـ لى : بإسناده عن ابن عباس في فضيلة شهر رمضان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : وقضى لكم الله عزوجل يوم خمسة عشر سبعين حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ، وأعطاكم الله ما يعطي أيوب ، واستغفر لكم حملة العرش ، وأعطاكم الله عزوجل أربعين نورا : عشرة عن يمينكم ، وعشرة عن يساركم ، وعشرة أمامكم ، وعشرة خلفكم ، وأعطاكم الله عزوجل يوم ستة عشر إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها ، وناقة تركبونها ، ويبعث الله إليكم غمامة تظلكم من حر ذلك اليوم ، ويوم خمسة وعشرين بنى الله عزوجل لكم تحت العرش ألف قبة خضراء ، على رأس كل قبة خيمة من نور ، يقول الله عزوجل : يا امة محمد أنا ربكم وأنتم عبيدي ، استظلوا بظل عرشي في هذه القباب ، وكلوا واشربوا هنيئا فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، ولاتوجن كل واحد منكم بألف تاج من نور ، ولاركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور ، زمامها من نور ، وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب ، في كل حلقة ملك قائم ، عليها ملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة بغير خساب ، الخبر. « ص ٣١ ـ ٣٢ »

٥١ ـ م : في قوله تعالى : « وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله » قال : «وما تقدموا لانفسكم» من مال تنفقونه في طاعة الله ، فإن

____________________

(١) اللهفان : المكروب ، واللهثان : العطشان.

(٢) في ثواب الاعمال المطبوع : وأعانه على نجاح حاجته كانت له بذلك عند الله اثنان و سبعون رحمة من الله ، يعجل له منها واحدة تصلح بها معيشته ، ويدخر له أحد وسبعين رحمة لافزاع القيامة وأهوالها.

٢٩٩

لم يكن لكم مال فمن جاهكم تبذلونه لاخوانكم المؤمنين تجرون به إليهم المنافع ، وتدفعون به عنهم المضار « تجدوه عند الله » ينفعكم الله تعالى بجاه محمد وآله الطيبين يوم القيامة فيحط به عن سيئاتكم ، ويضاعف به حسناتكم ، ويرفع به درجاتكم – وساق الحديث إلى أن قال ـ : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عباد الله أطيعوا الله في أداء الصلوات المكتوبات والزكوات المفروضات ، وتقربوا بعد ذلك إلى الله بنوافل الطاعات ، فإن الله عزوجل يعظم به المثوبات ، والذي بعثني بالحق نبيا إن عبدا من عباد الله ليقف يوم القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النار أعظم من جميع جبال الدنيا حتى ما يكون بينه وبينها حائل ، بينا هو كذلك إذ تطاير من الهواء(١) رغيف أو حبة فضة قد واسى بها أخا مؤمنا على إضافته فتنزل حواليه فتصير كأعظم الجبال مستديرا حواليه ، وتصد عنه ذلك اللهب ، فلا يصيبه من حرها ولا دخانها شئ إلى أن يدخل الجنة ، قيل : يا رسول الله وعلى هذا يقع مواساته لاخيه المؤمن؟! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا إنه لينفع بعض المؤمنين بأعظم من هذا ، وربما جاء يوم القيامة من ثمثل له سيئاته وحسناته وإساءته(٢) إلى إخوانه المؤمنين ـ وهي التي تعظم وتتضاعف فتمتلئ بها صحائفه ـ وتفرق حسناته على خصمائه المؤمنين المظلومين بيده ولسانه ، فيتحير ويحتاج إلى حسنات توازي سيئاته ، فيأتيه أخ له مؤمن قد كان أحسن إليه في الدنيا فيقول له : قد وهبت لك جميع حسناتي بإزاء ماكان منك إلي في الدنيا ، فيغفر الله له بها ، ويقول لهذا المؤمن : فأنت بماذا تدخل جنتي؟ فيقول : برحمتك يا رب : فيقول الله : جدت عليه بجميع حسناتك ونحن أولى بالجود منك والكرم ، وقد تقبلتها عن أخيك وقد رددتها عليك وأضعفتها لك ، فهو أفضل أهل الجنان.(٣)

٥٢ ـ لى : بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماء والارض ماله عند الله من الكرامة ، وكتب

____________________

(١) في التفسير المطبوع : بينا هو كذلك قد تحير اذا تطاير بين الهواء.

(٢) في التفسير المطبوع : من تمثل له سيئاته واساءته اه.

(٣) في التفسير المطبوع : فهو من أفاضل أهل الجنان.

٣٠٠