بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ووجه مهشوم ومشوه مضروب على الخرطوم ، قد أكلت الجامعة كفه ، والتحم الطوق بعنقه ، فلو رأيتهم يا أحنف ينحدرون في أوديتها ، ويصعدون جبالها ، وقد البسوا المقطعات من القطران ، واقرنوا مع أفجارها وشياطينها ، فإذا استغاثوا من حريق شدت عليهم عقاربها وحياتها ، ولو رأيت مناديا ينادي وهو يقول : يا أهل الجنة و نعيمها ويا أهل حليها وحللها خلدوا فلا موت ، فعندها ينقطع رجاؤهم ، وتغلق الابواب ، وتنقطع بهم الاسباب ، فكم يومئذ من شيخ ينادي ، واشيبتاه ، وكم من شاب ينادي : واشباباه وكم من امرأة تنادي : وافضيحتاه ، هتكت عنهم الستور ، فكم يومئذ من مغموس بين أطباقها محبوس ، يا لك غمسة ألبسك بعد لباس الكتان والماء المبرد على الجدران وأكل الطعام ألوانا بعد ألوان لباسا لم يدع لك شعرا ناعما إلا بيضة ، ولا عينا كنت تبصر بها إلى حبيب إلا فقأها ، هذا ما أعد الله للمجرمين ، وذلك ما أعد الله للمتقين.

بيان : قال الفيروز آبادي : سجم على الامر : أبطأ ، فقوله عليه‌السلام : سجموا على بناء التفعيل أي جعلوها مبطئة عن استماع ما يخوض فيه الناس من الباطل ومعائب الناس. قوله عليه‌السلام : انتحوا أي قصدوا. قوله عليه‌السلام : وكسبها أي ملاها وشحنها من قولهم : كبس البئر : طمه بالتراب ، والعواتق جمع العاتق وهي الشابة أول ما تدرك. قوله : بمنابر الريحان أي الرياحين المنبرة المرتفعة لنضد بعضها فوق بعض في الاسفاط(١) والاقحوان بالضم : البابونج. واعلم أن الخبر لما كان محرفا سقيما أسقطنا منه بعضه وسيأتي بتمامه وشرحه في باب صفات الشيعة.

١٣٣ ـ وروى الصدوق رحمه‌الله في كتاب فضائل الشيعة عن أبيه ، عن المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصفهاني ، عن محمد بن أسلم الطوسي ، عن أبي رجاء ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال في حديث طويل : ألا ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد رضي‌الله‌عنه ، ومن رضي عنه كافاه الجنة ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ، ويأكل من طوبى ، ويرى مكانه في الجنة ،

____________________

(١) جمع السفط ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء.

٢٢١

ألا ومن أحب عليا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخلها من أي باب شاء بغير حساب ، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساب الانبياء ، ألا ومن أحب عليا هون الله عليه سكرات الموت ، وجعل قبره روضة من رياض الجنة ، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه حوراء ، وشفع في ثمانين من أهل بيته ، وله بكل شعرة في بدنه حوراء ومدينة في الجنة ، ألا ومن أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلى الانبياء ، ودفع الله عنه هول منكر ونكير ، وبيض وجهه ، وكان مع حمزة سيد الشهداء ، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ألا ومن أحب عليا وضع على رأسه تاج الملك ، والبس حلة الكرامة ، ألا ومن أحب عليا جاز على الصراط كالبرق الخاطف ، ألا ومن أحب عليا كتب الله له براءة من النار ، وجوازا على الصراط ، وأمانا من العذاب ، ولم ينشر له ديوان ، ولم ينصب له ميزان ، وقيل له : ادخل الجنة بلا حساب ، ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط. ، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الانبياء ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة.

١٣٤ ـ ثو : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من سأل الناس وعنده قوت ثلاثة أيام لقى الله عزوجل يوم يلقاه وليس على وجهه لحم. « ص ٢٦٥ »

١٣٥ ـ ثو : عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : من قرأ القرآن يأكل به الناس (١) جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه. « ص ٢٦٨ »

١٣٦ ـ كا : بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الرجل لينسى سورة من القرآن فيأتيه يوم القيامة حتى يشرف عليه درجة من بعض الدرجات فتقول : السلام عليك ، فيقول : وعليك السلام من أنت؟ فتقول : أنا سورة كذا وكذا ، ضيعتني أما لو تمسكت بي بلغت بك هذه الدرجة ، الخبر. « ص ٦٠٩ »

١٣٧ ـ ل : بإسناده عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يجئ يوم القيامة ثلاثة يشكون : المصحف ، والمسجد ، والعترة ، يقول المصحف : يارب حرفوني

____________________

(١) في المصدر : ليأكل به الناس. م

٢٢٢

ومزقوني ، ويقول المسجد : يا رب عطلوني وضيعوني ، وتقول العترة : يا رب قتلونا وطردونا وشردونا ، فاجثوا (١) للركبتين للخصومة ، فيقول الله جل جلاله : أنا أولى بذلك. « ج ١ ص ٨٣ »

بيان : المزق والتمزيق : الخرق. قوله : أنا أولى بذلك أي بالخصام والانتقام ، لانهم فعلوا ذلك بكتابي وبيتي وعترتي.

١٣٨ ـ كا : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولم عذاب أليم : شيخ زان ، وملك جبار ، و مقل مختال. « ج ٢ ص ٣١١ »

١٣٩ ـ ل : بإسناده عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : عاق ، ومنان ، ومكذب بالقدر ، ومدمن خمر.(٢) « ج ١ ص ٩٤ ـ ٩٥ »

١٤٠ ـ سن : عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تفقهوا في دين الله ، ولا تكونوا أعرابا ، فإن من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا « ص ٢٢٨ »

١٤١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن عبدالله بن راشد ، عن أبي الصلت الهروي ، عن أبيه(٣) عن جده ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام

____________________

(١) جثى يجثو جثوا : جلس على ركبتيه.

(٢) في المصدر : ومدمن بالخمر. م

(٣) هكذا في النسخ ، وفى الاسناد إرسال في موضعين منه ، فنذكر الحديث بألفاظه من أمالى المطبوع حتى يتضح ذلك ، وهو هكذا : أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل : قال : حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن راشد الطاهرى الكاتب في دار عبدالرحمن ابن عيسى بن داود بن الجراج وبحضرته أملا يوم الثلثا لتسع خلون من جمادى الاولى سنة أربع وعشرين وثلاث مائة ، قال : حملنى على بن محمد بن محمد بن الفرات في وقت من الاوقات برا واسعا إلى أبى أحمد عبيد الله بن عبدالله بن الطاهر فأوصلته إليه ووجدته على إضافة شديدة فقبله و كتب في الوقت بديهة الشعر:

أياديك عندى معظمات جلائل

طوال المدى شكرى لهن قصير

٢٢٣

قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عزو جل فيأمر به إلى النار ، فيقول : أي رب! أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن؟! فيقول الله : أي عبدي! إني أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي ، فيقول : أي رب! أنعمت علي بكذا فشكرتك بكذا ، وأنعمت علي بكذا وشكرتك بكذا ، فلا يزال يحصي النعم ويعدد الشكر ، فيقول الله تعالى : صدقت عبدي إلا أنك لم تشكر من أجريت لك نعمتي على يديه ، وإني قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتى يشكر سائقها من خلقي إليه.(١)

١٤٢ ـ كا : بإسناده ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كءان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة ، فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلا صنف واحد ، قلت : من هم؟ قال : العاق لوالدية. « ج ٢ ص ٣٤٨ »

١٤٣ ـ م : قال الامام عليه‌السلام : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضئ لاهل جميع تلك العرصات ، وعليه حلة لا يقوم لاقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثم ينادي مناد : يا عباد الله هذا عالم من تلامذة بعض آل محمد ، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان ، فيخرج كل من كان علمه في الدنيا ، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا ، أو أوضح له عن شبهة. وقال : قالت الصديقة فاطمة

____________________

فان كنت عن شكرى غنيا فاننى

إلى شكر ما أوليتنى لفقير

قال : فقلت : هذا ـ أعز الله الامير ـ حسن ، قال : أحسن منه ما سرقته ، فقلت : وما هو؟ قال : حديثان حدثنى بهما أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروى : قال : حدثنى أبوالحسن على بن موسى الرضا عليه السلام قال : حدثنى أبى ، عن جدى جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده أمير المؤمنين صلوات الله عليهم اجمعين قال : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة. وحدثنى أبوالصلت بهذا الاسناد قال : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى بعبد يوم القيامة. اه

(١) في الامالى المطبوع : حتى يشكر من ساقها من خلقى إليه. قلت : وللحديث ذيل لم يذكره هنا.

٢٢٤

الزهرا عليها‌السلام : سمعت أبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور ، ثم ينادي منادي ربنا عزوجل : أيها الكافلون لايتام آل محمد والناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم هؤلاء تلامذتكم والايتام الذين تكفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم كما خلعتموهم خلع العلوم في الدنيا ، فيخلعون على كل واحد من اولئك الايتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم ، حتى أن فيهم ـ يعني في الايتام ـ لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة من نور ، وكذلك يخلع هؤلاء الايتام على من تعلم منهم ، ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء الكافلين للايتام حتى تتموا لهم خلعهم وتضعفوها ، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ويضاعف لهم ، وكذلك من بمرتبتهم ممن خلع عليه على مرتبتهم ، فقالت فاطمة عليها‌السلام : إن سلكا من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة. قال : وقال علي بن موسى عليه‌السلام : يقال للعابد يوم القيامة : نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت الناس مؤونتك فادخل الجنة ، فيقال للفقيه : يا أيها الكفيل لايتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيه ومواليه قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك ، فيقف فيدخل الجنة معه فئام وفئام(١) حتى قال عشرا ، وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمن أخذ عنه ، وعمن أخذ عنه إلى يوم القيامة فانظروا كم فرق ما بين المنزلتين؟.

ثم قال : قال الحسن بن علي عليهما‌السلام : يأتي علماء شيعتنا القوامون لضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والانوار تسطع من تيجانهم ، على رأس كل واحد منهم تاج « بهاء خ ل » قد انبثت تلك الانوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة ، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها ، فلا يبقى هنك يتيم قد كفلوه ومن ظلمة الجهل و حيرة التيه أخرجوه إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم في العلو حتى يحاذى بهم ربض غرف الجنان ، ثم ينزلهم على منازلهم المعدة لهم في جوار استاديهم ومعلميهم ،

____________________

(١) الفئام : الجماعة الكثيرة من الناس.

٢٢٥

وبحضرة أئمتهم الذين كانوا إليهم يدعون ، ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عليناه وصمت اذناه وخرس لسانه ، ويحول عليه أشد من لهب النيران فيحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية فيدعوهم إلى سواء الجحيم.

وقال : قال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : من أعان محبا لنا على عدو لنا فقواه وشجعه حتى يخرج الحق الدال على فضلنا بأحسن صورة ، ويخرج الباطل الذي يروم به أعداؤنا في دفع حقنا في أقبح صورة ، حتى يتنبه الغافلون ، ويستبصر المتعلمون ، ويزداد في بصائرهم العالمون ، بعثه الله يوم القيامة في أعلى منازل الجنان ، ويقول : يا عبدي الكاسر لاعدئي ، الناصر لاوليائي المصرح بتفضيل محمد خير أنبيائي ، وبتشريف علي أفضل أوليائي ، وتناوي من ناواهما وتسمي بأسمائهما وأسماء خلفائهما وتلقب بألقابهم ، فيقول ذلك ويبلغ الله ذلك جميع أهل العرصات ، فلا يبقى كافر ولا جبار ولا شيطان إلا صلى على هذا الكاسر لاعداء محمد ، ولعن الذين كانوا يناصبونه في الدنيا من النواصب لمحمد وعلي عليهما‌السلام.

وقال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : أفضل ما يقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا من يد ناصب عدو لله ولرسوله يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله ، فيحملونه على أجنحتهم ، يقولون : مرحبا طوباك طوباك يا دافع الكلاب عن الابرار ، ويا أيها المتعصب للائمة الاخيار ، الخبر.

بيان : الربض محركة : سور المدينة.

١٤٤ ـ لى : بإسناده عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله عز و جل الناس في صعيد واحد ، ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فترجح مداد العلماء على دماء الشهداء. « ١٠١ ـ ١٠٢ »

١٤٥ ـ ع : بإسناده عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الله عزوجل يجمع العلماء يوم القيامة فيقول لهم : لم أضع نوري وحكمي في صدوركم

٢٢٦

إلا وأنا اريد بكم خير الدنيا والآخرة ، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم. « ص ١٦٠ »

اقول : قد مر وسيأتي تلك الاخبار مع أشباهها بأسانيدها في أبوابها ، وحذفنا بعض الاسانيد ههنا روما للاختصار.

١٤٧ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن علي بن مهران ، عن أبيه عن جده ، عن الحسن بن محبوب ، عن الاحول ، عن سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قوله تعالى : « يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا » الآية ، قال : فقال : أما إنها نزلت فينا وفي شيعتنا وفي المنافقين الكفار ، أما إنه إذا كان يوم القيامة وحبس الخلائق في طريق المحشر ضرب الله سورا من ظلمة فيه باب فيه الرحمة – يعني النور ـ وظاهره من قبله العذاب ـ يعني الظلمة ـ فيصيرنا الله وشيعتنا في باطن السور الذي فيه الرحمة والنور ، وعدونا والكفار في ظاهر السور الذي فيه الظلمة ، فيناديكم عدونا وعدوكم من الباب الذي في السور من ظاهره : ألم نكن معكم في الدنيا؟ نبينا ونبيكم واحد؟ وصلاتنا وصلاتكم وصومنا وصومكم وحجنا وحجكم واحد؟ قال : فيناديهم الملك من عند الله : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم بعد نبيكم ثم توليتم وتركتم اتباع من أمركم به نبيكم ، وتربصتم به الدوائر ، وارتبتم فيما قال فيه نبيكم ، وغرتكم الاماني ، وما اجتمعتم عليه من خلافكم على أهل الحق ، و غركم حلم الله عنكم في تلك الحال ، حتى جاء الحق ـ ويعني بالحق ظهور علي بن أبي طالب ومن ظهر من الائمة عليهم‌السلام بعده بالحق ـ وقوله : « وغركم بالله الغرور » يعني الشيطان « فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا » أي لا تؤخذ لكم حسنة تفدون بها أنفسكم « مأويكم النار هي موليكم وبئس المصير ».

١٤٨ ـ وري أيضا تأويل آخر عن عطاء ، عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن هذه الآية فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا السور ، وعلي الباب. بيان : فالمراد على التفسير الاخير : من دخل الباب بإطاعة علي عليه‌السلام وموالاته فهو في الرحمة ، ومن لم يدخل فهو في الحيرة في الدنيا ، والظلمة والعذاب في الآخرة ، ولا

٢٢٧

ينافي التفسير الاول لان السور المضروب وبابه هما ولاية محمد وعلى صلوات الله عليهما و مثلا للناس ، وجميع الاحوال والافعال في الدنيا تتجسم وتتمثل في النشأة الاخرى ، إما بخلق الامثلة الشبيهة لها بإزائها ، أو بتحول الاعراض هناك جواهر ، والاول أوفق لحكم الحق ، ولا ينافيه صريح ما ورد في النقل.

قال الشيخ البهائي قدس الله روحه : تجسم الاعمال في النشأة الاخروية قد ورد في أحاديث متكثرة من طرق المخالف والمؤالف ، وقد روى أصحابنا رضي الله عنهم عن قيس بن عاصم(١) قال : وفدت مع جماعة من بني تميم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس (٢) فقلت : يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنا قوم نعبر في البرية ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا قيس إن مع العز ذلا ، وإن مع الحياة موتا وإن مع الدنيا آخرة ، وإن لكل شئ حسيبا ، وإن لكل أجل كتابا ، وإنه لابد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي ، وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريما أكرمك

____________________

(١) هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد المنقرى : قال ابن حجر في التقريب ص ٤٢٦ : صحابى مشهور بالحلم نزل البصرة انتهى. وترجمه ابن عبدالبر في الاستيعاب « ج ٣ ص ٢٢٤ » وقال : قدم في وفد بنى تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في سنة تسع فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هذا سيد أهل الوبر ، وكان رضي‌الله‌عنه عاقلا حليما مشهورا بالحلم ، وكان قد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية اه. قلت : لم نجد ترجمته في كتب أصحابنا رضوان الله تعالى عليهم. (٢) ترجمه ابن حجر في الاصابة « ج ٢ ص ١٨٦ » قال : قال ابن حبان : له صحبة ، وحكى عن أمالى ابن دريد عن أبى حاتم السجستانى ، عن العتبى ، عن أبيه قال : قيس بن عاصم فوفدت مع جماعة من بنى تميم فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقال قيس : يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها فوعظهم موعظة حسنة ، فقال قيس : احب أن يكون هذا الكلام أبياتا من الشعر نفتخر به على من يلينا وندخرها فأمر من يأتيه بحسان ، فقال الصلصال : يا رسول الله قد حضرنى أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس ، فقال : هاتها ، فقال :

تجنب خليطا من مقالك انما

قرين الفتى في القبر ما كان يفعل

ولابد بعد الموت من أن تعده

ليوم ينادى المرء فيه فيقبل

وان كنت مشغولا بشئ فلا تكن

بغير الذى يرضى به الله تشغل

ولن يصحب الانسان من قبل موته

ومن بعده الا الذى كان يعمل

ألا انما الانسان ضيف لاهله

يقيم قليلا بينهم ثم يرحل

٢٢٨

وإن كان لئيما أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك ، ولا تحشر إلا معه ، ولاتسأل إلا عنه ، فلا تجعله إلا صالحا ، فإنه إن صلح آنست به ، وإن فسد لاتستوحش إلا منه ، وهو فعلك ، الخبر.

ثم قال : قال بعض أصحاب القلوب : إن الحيات والعقارب بل والنيران التي تظهر في القبر والقيامة هي بعينها الاعمال القبيحة والاخلاق الذميمة والعقائد الباطلة التي ظهرت في هذه النشأة بهذه الصورة ، وتجلببت بهذه الجلابيب ، كما أن الروح والريحان والحور والثمار هي الاخلاق الزكية والاعمال الصالحة والاعتقادات الحقة التي برزت في هذا العالم بهذا الزي وتسمت بهذا الاسم ، إذ الحقيقة الواحدة تختلف صورها باختلاف الاماكن ، فتحلى في كل موطن بحلية ، وتزيى في كل نشأة بزي ، وقالوا : إن اسم الفاعل في قوله تعالى : « يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين » ليس بمعنى الاستقبال بأن يكون المراد أنها ستحيط بهم في النشأة اخرى ، كما ذكره الظاهريون من المفسرين ، بل هو على حقيقته أي معنى الحال فإن قبائحم الخلقية والعملية والاعتقادية محيطة بهم في هذه النشأة ، وهي بعينها جهنم التي ستظهر عليهم في النشأة الاخروية بصورة النار وعقاربها وحياتها ، وقس على ذلك قوله تعالى : « الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا » و كذلك قوله تعالى : « يوم تجد كل نفس ما علمت من خير محضرا » ليس المراد أنها تجد جزاءه بل تجده بعينه لكن ظاهرا في جلباب آخر ، وقوله تعالى « فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعلمون » كالصريح في ذلك ومثله في القرآن العزيز كثير، وورد في الاحاديث النبوية منه ما لايحصى كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الذي يشرب في آنية الذهب والفضة فإنما يجرجر في جوفه نار جهنم ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الظلم ظلمات يوم القيامة ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الجنة قيعان وإن غراسها : سبحان الله وبحمده ، إلى غير ذلك من الاحاديث المتكثرة ، والله الهادي ، انتهى كلامه رفع الله مقامه.

اقول : القول باستحالة انقلاب الجوهر عرضا والعرض جوهرا في تلك النشأة مع القول بإمكانها في النشأة الآخرة قريب من السفسطة إذا النشأة الآخرة ليست إلا مثل تلك

٢٢٩

النشأة ، وتخلل الموت والاحياء بينهما لا يصلح أن يصير منشأ لامثال ذلك ، والقياس على حال النوم واليقظة أشد سفسطة إذ ما يظهر في النوم إنما يظهر في الوجود العلمي ، وما يظهر في الخارج فإنما يظهر بالوجود العيني ، ولا استبعاد كثيرا في اختلاف الحقائق بحسب الوجودين ، وأما النشأتان فهما من لوجود العيني ولا اختلاف بينهما إلا بما ذكرنا ، وقد عرفت أنه لا يصلح لاختلاف الحكم العقلي في ذلك ، وأما الآيات والاخبار فهي غير صريحة في ذلك ، إذ يمكن حملها على أن الله تعالى يخلق هذه بإزاء تلك أو هي جزاؤها ، ومثل هذا المجاز شائع ، وبهذا الوجه وقع التصريح في كثير من الاخبار و الآيات ، والله يعلم وحججه عليهم‌السلام.

(باب ٨)

*(آخر في ذكر الركبان يوم القيامة)*

١ ـ جا ، ما : المفيد ، عن الحسن بن علي بن الفضل الرازي ، عن علي بن أحمد العسكري ، عن محمد بن هارون الهاشمي ، عن إبراهيم بن مهدي الابلي ، عن إسحاق ابن سليمان الهاشمي ، عن أبيه ، عن هارون الرشيد ، عن أبيه المهدي ، عن الدوانيقي عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يا أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا ، فقال له قائل : بأبي أنت وامي يا رسول الله من الركبان؟ قال : أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء ، (١) وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة ، خطامها من اللؤلؤ الرطب ، وعيناها من ياقوتتين حمراوين ، وبطنها من زبرجد أخضر ، عليها قبة من لؤلؤة بيضاء يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، ظاهرها من رحمة الله ، وباطنها من عفو الله ، إذا أقبلت زفت ، وإذا أدبرت زفت ، وهو أمامي ، على رأسه تاج من نور يضئ لاهل الجمع ذلك

____________________

(١) بالعين المهملة والضاد المعجمة علم لناقته صلى‌الله‌عليه‌وآله . راجع ما يأتى من كلام المصنف بعد الخبر السابع.

٢٣٠

التاج ، له سبعون ركنا ، كل ركن يضئ كالكوكب الدري في افق السماء ، بيده لواء الحمد ، وهو ينادي في القيامة : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فلا يمر بملا من الملائكة إلا قالوا : نبي مرسل ، ولا يمر بنبي إلا يقول : ملك مقرب ، فينادي مناد من بطنان العرش : يا أيها الناس ليس هذا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب ، وتجئ شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته : من أنتم؟ فيقولون : نحن العلويون ، فيأتيهم النداء : أيها العلويون أنتم آمنون ادخلوا الجنة مع من كنتم توالون. « ص ١٥٩ ـ ١٦٠ ص ٢١ ـ ٢٢ »

بيان : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ظاهرها من رحمة الله أي تلك القبة محفوفة ظاهرا وباطنا برحمة الله وعفوه ، فهو كناية عن أنه عليه‌السلام يأتي مع الرحمة والعفو فيشفع للمذنبين ، و يخلصهم من أهوال يوم الدين ، وإنما خص الرحمة بالظاهر لان ما يظهر أولا للخلق هو كونه عليه‌السلام مكرما بكرامة الله ورحماته ، ومنه يستنبطون أن شفاعته يصير سببا لعفو الله عن خطاياهم فهذا باطنها.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أقبلت أي الناقة. زفت أي أسرعت ، قال الجزري في النهاية : في الحديث : يزف علي بيني وبين إبراهيم عليه‌السلام إلى الجنة ، إن كسرت الزاء فمعناه : يسرع من زف في مشيه وأزف : إذا أسرع ، وإن فتحت فهو من زففت العروس أزفها : إذا أهديتها إلي زوجها ، وفي بعض النسخ بالراء المهملة أي أقبلت وأدبرت بالعطف والرحمة ، أو هي صفة للقبة بأنها في غاية الضياء والصفاء وهو أظهر ، قال الجزري : يقال : فلان يرفنا أي يحوطنا ويعطف علينا ، وفيه : لم تر عيني مثله قط يرف رفيفا يقطر نداه ، يقال للشئ إذا كثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتى يكاد يهتز : رف يرف رفيفا.

٢ ـ ل ، لى : العطار ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الاصم ، عن عبدالله البطل ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يقول : يا معشر الانصار! يا معشر بني هاشم! يا معشر بني عبدالمطلب! أنا محمد ، أنا رسول الله ، ألا إنى خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي : أنا ، وعلي ، وحمزة ، وجعفر ، فقال قائل : يارسول الله

٢٣١

هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟ فقال : ثكلتك امك(١) إنه لن يركب يومئذ إلا أربعة : أنا ، وعلي ، وفاطمة : وصالح نبي الله ، فأما أنا فعلى البراق ، وأما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء ، وأما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت ، وأما علي فعلى ناقة من نوق الجنة ، زمامها من ياقوت ، عليه حلتان خضراوان ، (٢) فيقف بين الجنة والنار وقد ألجم الناس العرق يومئذ ، فتهب ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم ، فيقول الملائكة المقربون والانبياء والصديقون : ما هذا إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، فينادي مناد من قبل العرش : معشر الخلائق إن هذا ليس (٣) بملك مقرب ولا نبي مرسل ، ولكنه علي بن أبي طالب أخو رسول الله في الدنيا والآخرة. « ج ١ ص ٩٥ ـ ٩٦ ص ١٢٤ ـ ١٢٥ »

بيان : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لن يركب يومئذ إلا أربعة لعل هذا مختص ببعض مواطن القيامة لاجميعها لئلا ينافي الاخبار الكثيرة الدالة على أن المتقين ركبان يوم القيامة ، ويؤيده قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الخبر الآتي : يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة ، وفي النهاية : في الحديث : يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر يوم القيامة.

٣ ـ لى : أبي ، عن عبد الله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أبورجاء قتيبة بن سعيد ، عن حماد بن زيد ، عن عبدالرحمن السراج ، عن نافع ، عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور ، وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمد رسول الله؟ فتقول : ها أناذا ، قال : فينادي (٤) : يا علي

____________________

(١) لعل السائل سأله استهزاءا وتعنتا فأجابه صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ودعا عليه بالثكل.

(٢) في الخصال : خضراوتان. م

(٣) في الخصال : ينادى مناد ما هذا ملك اه. م

(٤) في المصدر : فينادى المنادى.

٢٣٢

أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك النار ، فأنت قسيم الجنة ، وأنت قسيم النار. « ص ٢١٧ »

٤ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد بن الحسين ، عن خزيمة ابن ماهان ، عن عيسى بن يونس ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة ، فقال له العباس بن عبدالمطلب عمه : فداك أبي وامي من هؤلاء الاربعة؟ قال : أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمي حمزة أسد الله و أسد رسوله على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين ، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن ، على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ركنا ، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام ، وبيده لواء الحمد ، ينادي : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا؟ ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش : ليس بملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول الله رب العالمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم.(١) « ص ١٦٢ »

٥ ـ شف : من تاريخ الخطيب قال : أخبرنا الحسن بن محمد الراوندي ، عن محمد ابن أحمد بن محمد بن سليمان ، عن محمد بن منصور بن خلف ، وخلف بن محمد بن إسماعيل معا ، عن سعيد بن سليمان ، عن حاتم بن منصور ، عن المفضل بن سالم ، عن الاعمش (٢)

____________________

(١) رواه ابن طاوس أيضا في كتابه اليقين ص ٢٢ باسناده عن الخوارزمى ، عن مهذب الائمة أبي المظفر عبدالملك بن على بن محمد الهمدانى ، عن أبي القاسم أحمد بن عمر المقرى ، عن عاصم ابن الحسين بن محمد ، عن عبدالواحد بن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن سعيد ، وباسانيد اخرى عن ابن عقدة في ص ١٦٣ و ١٦٦.

(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد « ج ١٣ ص ١٢٢ » والاسناد هكذا : أبوالوليد الحسن بن محمد بن على الدربندى ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارا ، أخبرنا محمد بن نصر بن خلف ، وخلف بن محمد بن إسماعيل ، قالا : حدثنا أبوعثمان سعد بن سليمان بن داود الشرغى ، حدثنا ابوالطيب حاتم بن منصور الحنظلى ، حدثنا المفضل بن سلم لقيته ببغداد عن الاعمش إه. قلت : وفى متنه زيادة واختلاف راجعه ، ورواه ابن طاوس في كتابه اليقين ص ١٨ بالاسناد الذى ذكره المصنف.

٢٣٣

عن عباية الاسدي ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن ابن عباس مثله إلى قوله : وقائد الغر المحجلين إلى جنات رب العالمين ، وزاد في آخره : أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ولو أن عابدا عبدالله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي ولقى الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخريه في جهنم. « ص ٩٧ »

توضيح : قال الجزري : فيه : كان له طيلسان مدبج : هو الذي زينت أطرافه بالديباج وهو الثياب المتخذة من الابريسم ، فارسي معرب.

٦ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، قال : فقام إليه رجل من الانصار فقال : فداك أبي وامي أنت ومن؟ قال : أنا على دابة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة ، وبيده لواء الحمد ، واقف بين يدي العرش ينادي : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، قال : فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش رب العالمين ، قال : فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش : معاشر الآدميين! ما هذا ملكا مقربا ، ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش ، هذا الصديق الاكبر ، هذا علي بن أبي طالب.

قال ابن عقدة : أخبرني عبدالله بن أحمد بن عامر في كتابه إلي قال : حدثني أبي ، قال : حدثني علي بن موسي بهذا. « ص ٢٢٠ »

ن : بالاسانيد الثلاثة مثله إلا أن فيه : يا علي ليس (١) وامي ومن هم؟ (٢) بيده لواء الحمد ينادي (٣) أو حامل عرش فيجيبهم (٤)

____________________

(١) هذا الزيادة في اول الخبر وهو هكذا : يا على ليس في القيامة راكب غيرنا.

(٢) بدل قوله : انت ومن؟.

(٣) بدل قوله : بيده لواء الحمد واقف بين يدى العرش ينادى.

(٤) بدل قوله : أو حامل عرش رب العالمين قال : فيجيبهم.

٢٣٤

« يا معشر الآدميين ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ».(١) « ص ٢١٢ »

صح : عنه ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله.(٢) « ص ٢٧ »

٧ ـ ل : أبوبكر محمد بن علي بن إسماعيل ، عن عبدالله بن زيدان البلخي فيما قرأه عليه ابن عقدة ، عن علي بن المثنى ، عن زيد بن حباب ، عن عبدالله بن لهيعة ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله عليه‌السلام : ما في القيامة راكب غيرنا ، ونحن أربعة ، فقام إليه العباس بن عبدالمطلب فقال : من هم يا رسول الله؟ فقال : أما أنا فعلى البراق ، ووجهها كوجه الانسان ، وخدها كخد الفرس وعرفها من لؤلؤ مسموط ، واذناها زبرجدتان خضراوان ، وعيناها مثل كوكب الزهرة تتوقدان مثل النجمين المضيئين ، لها شعاع مثل شعاع الشمس ، يتحدر من نحرها الجمان مطوية الخلق ، طويلة اليدين والرجلين ، لها نفس كنفس الآدميين ، تسمع الكلام و تفهمه ، وهي فوق الحمار ودون البغل ، قال العباس : ومن يا رسول الله؟ قال : وأخي صالح على ناقة الله عزوجل التي عقرها قومه ، قال العباس : ومن يا رسول الله؟ قال : وعمي حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتي العضباء ، قال العباس : ومن يا رسول الله؟ قال : وأخي علي على ناقة من نوق الجنة ، زمامها من لؤلؤ رطب عليها محمل من ياقوت أحمر ، قضبانه من الدر الابيض ، على رأسه تاج من نور ، عليه حلتان خضراوان ، بيده لواء الحمد وهو ينادي : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله ، فيقول الخلائق : ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب ، فينادي مناد من بطنان العرش : ليس هذا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر

____________________

(١) بدل قوله : معاشر الادميين ما هذا ملكا مقربا ولانبيا مرسلا. قلت : إنما احتجت إلى هذا التفسير لما قيل في هامش المطبوع : هذه الزيادة التى نسبه رحمه‌الله إلى العيون ليست في النسخ المصححة ، بل مطابق مع ما في الامالى ، على أنها غير منظومة اللفظ ولا مفهومة المعنى ، ولعله اشتباه من النساخ والا فشأنه أجل من ذلك ، وأنت خبير بان الامر اشتبه على هذا القائل ولم يفهم مراده قدس‌سره.

(٢) مع اختلاف يسير. م

٢٣٥

المحجلين.(١) قال الصدوق رضي‌الله‌عنه : هذا حديث غريب لما فيه من ذكر البراق و وصفه ، وذكر حمزة بن عبدالمطلب. « ج ١ ص ٩٥ »

ايضاح : اللؤلؤ المسموط : المنظوم في السمط وهو بالكسر : خيط النظم ، و قال الجزري : في صفته صلى‌الله‌عليه‌وآله : يتحدر منه العرق مثل الجمان : هو اللؤلؤ الصغار ، و قيل : حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مطوية الخلق أي متقارب الاعضاء مندمجها ، وقال الجزري فيه : كان اسم ناقته العضباء هو علم لها منقول من قولهم : ناقة عضباء أي مشقوقة الاذن ـ ولم تكن مشقوقة الاذن ـ وقال بعضهم : إنها كانت مشقوقة الاذن ، والاول أكثر ، وقال الزمخشري : هو منقول من قولهم : ناقة عضباء وهي القصيرة اليد انتهى. قوله : هذا حديث غريب لما كانت الاخبار السابقة التي رواها الصدوق رحمه‌الله خالية عن وصف البراق ، مشتملة على ذكر فاطمة عليها‌السلام مكان حمزة وصف هذا الحديث بالغرابة ، وأما وجه الجمع بينها في ذكر فاطمة وحمزة عليهما‌السلام فبالحمل على اختلاف المواطن ، إذ يمكن أن تكون فاطمة عليها‌السلام في بعض المواطن راكبة على الناقة العضباء ، وفي بعضها على ناقة الجنة ، كما سيأتي في باب فضائلها أخبار كثيرة دالة على أنها تركب في القيامة على ناقة الجنة ، فقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الخبر : ما في القيامة راكب غيرنا أي من الرجال والله يعلم.

٨ ـ فر : عبيد بن عبد الواحد رفعه عن ابن عباس قال : بينا نحن مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعرفات إذ قال : أفيكم علي بن أبي طالب؟ قلنا بلى يارسول الله ، فقربه منه وضرب يده على منكبه ثم قال : طوبى لك يا علي ، نزلت علي آية ذكرني وإياك(٢) فيها سواء فقال : « اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا »

____________________

(١) قلت : وأخرجه ابن طاوس عن مجموعة لورام بن أبي فراس حكاه فيه عن ناظر الحلة ابن الحداد مما انتقاه من تاريخ الخطيب يرفعه عن جعفر بن ربيعة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وفيه : على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ركنا ما من ركن الا وفيه ياقوتة حمراء تضئ للراكب المحث ثلاثة أيام ، عليه حلتان اه. وفيه : أو ملك مقرب أو حامل عرش.

(٢) في المصدر : ذكرى واياك اه. م

٢٣٦

هذا جبرئيل يخبرني عن الله : إذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك ركبانا على نوق من نور البرق ، يطيرهم في أرجاء(١) الهواء ينادون في عرصة القيامة : نحن العلويون ، فيأتيهم النداء من قبل الله : أنتم المقربون الذين لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. « ص ١٥ »

٩ ـ ثو : بإسناده عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في فضل صوم شهر رمضان ـ إلى أن قال ـ : وأعطاكم الله يوم ستة عشر إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها ، وناقة تركبونها ، وبعث الله لكم غمامة تظلكم من حر ذلك اليوم ، ويوم خمسة وعشرين بنى الله لكم ألف قبة خضراء ، (٢) وعلى رأس كل قبة خيمة من نور يقول الله تبارك وتعالى : يا امة محمد أأنا ربكم ، وأنتم عبيدي وإمائي ، استظلوا بظل عرشي في هذه القباب ، وكلوا واشربوا هنيئا فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، يا امة محمد وعزتي وجلالي لابعثنكم إلى الجنة يتعجب منكم الاولون والآخرون ، ولاتوجن كل واحد منكم بألف تاج من نور ، ولاركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور ، زمامها من نور ، في ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب ، في كل حلقة قائم عليها ملك من الملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة بغير حساب. « ص ٦٧ ـ ٦٩ »

( باب ٩)

*( انه يدعى الناس بأسماء امهاتهم الا الشيعة ، وان كل سبب ونسب منقطع )*

*( يوم القيامة الا نسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصهره )*

الايات ، المؤمنين « ٢٣ » فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون ١٠١.

لقمان « ٣١ » يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده

____________________

(١) الرجا والرجاء : الناحية ، والجمع أرجاء.

(٢) في ثواب الاعمال المطبوع : بنى الله لكم تحت العرش ألف قبة خضراء.

٢٣٧

ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيوة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ٣٣.

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله : « واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده » يعني يوم القيامة لا يغني فيه أحد عن أحد ، لا والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا كل امرئ تهمه نفسه ، إن وعد الله بالبعث والجزاء والثواب والعقاب حق لا خلف فيه.

١ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى يدعو الناس يوم القيامة : أين فلان بن فلانة سترا من الله عليهم.

٢ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد العلوي ، عن جعفر بن محمد بن عيسى ، عن عبيدالله بن علي ، عن الرضا عن آبائه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي. « ص ٢١٧ »

٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسني ، عن أحمد بن عبدالمنعم الصيدواي ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن الباقر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبدالله. ، قال أحمد : وحدثنا عبيدالله بن محمد الفزاري ، عن جعفر بن محمد ، عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي عليه‌السلام : ألا أسرك؟ ألا أمنحك؟ ألا ابشرك؟ قال : بلى ، قال : قال إني خلقت أنا وانت من طينة واحدة وفضلت منها فضلة (١) فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امهاتهم سوى شيعتنا ، فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم. « ص ٢٩١ »

ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن جعفر بن محمد الحسني ، عن الصيداوي ، عن عبدالله ابن محمد الفزاري ، (٢) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر مثله. « ص ٢٩١ »

____________________

(١) في المصدر : وفضلت فضلة. م

(٢) هكذا في نسخ الكتاب وفى الامالى المطبوع وبشارة المصطفى ، وتقدم قبل ذلك عن

الامالى مصغرا ، ولم نعرف صوابه.

٢٣٨

كشف : من كتاب ابن طلحة ، عن جابر مثله.

بشا : ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن المفيد مثله.

٤ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : « فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون » فانه رد على من يفتخر بالانساب.

قال الصادق عليه‌السلام : لا يتقدم يوم القيامة أحد إلا بالاعمال ، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أيها الناس إن العربية ليست بأب والد ، وإنما هو لسان ناطق ، فمن تكلم به فهو عربي ، ألا إنكم ولد آدم ، وآدم من تراب ، والله لعبد حبشي أطاع الله خير من سيد قرشي عاص لله ، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم ، و الدليل على ذلك قول الله عزوجل : « فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه » قال : بالاعمال الحسنة « فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه » قال : من الاعمال السيئة « فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار » قال : أي تلهب عليهم فتحرقهم « وهم فيها كالحون » أي مفتوحي الفم مسودي الوجه. « ص ٤٤٩ »

بيان : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وإنما هو لسان ناطق أي العربية التي هى مناط الشرف ليس كون الانسان من نسل العرب ، بل إنما هي بالتكلم بدين الحق والاقرار لاهل الفضل من العرب بالفضل يعني النبي والائمة عليهم‌السلام ومتابعتهم ، ولذا ورد أن العرب شيعتنا وسائر الناس علج. وسيأتي أخبار كثيرة في ذلك في كتاب الايمان والكفر.

٥ ـ جا ، ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن معاذ ، عن زكريا بن عدي ، عن عبيدالله بن عمر ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول على المنبر : ما بال أقوام يقولون : إن رحم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لا يشفع يوم القيامة؟! بلى والله إن رحمي لموصولة (١) في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرطكم يوم القيامة على الحوض ، فإذا جئتم قال الرجل : يا رسول الله أنا فلان بن فلان ،

____________________

(١) في المصدر : لموصلة. م

٢٣٩

فأقول : أما النسب فقد عرفته ، ولكنكم أخذتم بعدي ذات الشمال وارتددتم على أعقابكم القهقرى. « جا ٥٧ ـ ٥٨ »

ما : أبوعمرو ، (١) عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، (٢) عن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل مثله.(٣) « ص ١٦٩ »

توضيح : قال في النهاية : فيه : أنا فرطكم على الحوض أي متقدمكم إليه ، يقال فرط يفرط فهو فارط وفرط : إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والارشية.

٦ ـ سن : ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب البجلي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة دعي الخلائق بأسماء امهاتهم إلا نحن وشيعتنا فإنهم يدعون بأسماء آبائهم. « ص ١٤١ »

٧ ـ سن : القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين بن علوان ، و حدثني أحمد بن عبيد ، عن حسين بن علوان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة يدعى الناس جميعا بأسمائهم وأسماء امهاتهم سترا من الله عليهم إلا شيعة علي عليه‌السلام فإنهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وذلك أن ليس فيهم عهر.(٤) « ص ١٤١ »

٨ ـ بشا : محمد بن أحمد بن شهريار ، عن محمد بن محمد بن عبدالعزيز ، عن أبي عمر السماك ، عن محمد بن أحمد بن المهدي ، عن عمر بن الخطاب السجستاني ، عن إسماعيل

____________________

(١) هكذا في النسخ ، والصواب أبوعمر ، كما في مواضع من الامالى المطبوع وهو كنية لعبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدى بن خشنام بن النعمان بن مخلد البزاز الفارسى المتولد سنة ٣١٨ والمتوفى فجأة في يوم الاثنين من ١٤ رجب سنة ٤١٠ ، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد « ج ١١ ص ١٣ » وقال : كان ثقة أمينا يسكن درب الزعفراني.

(٢) هو أحمد بن يحيى الصوفى ، والذي بعده هو عبدالرحمن بن شريك بن عبدالله النخعى راجع الامالى ص ١٦٧.

(٣) مع اختلاف يسير.

(٤) في المصدر : عهار. م

٢٤٠