بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٦١ ـ ين : النضر ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : إن الرحم معلقة بالعرش ينادي يوم القيامة : اللهم صل من وصلني ، واقطع من قطعني ، فقلت : أهي رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فقال : بل رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منها ، وقال : إن الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبة المدار ـ وهو المغزل ـ فمن أتاها واصلا لها انتشرت له نورا حتى يدخله الجنة ، ومن أتاها قاطعا لها انقبضت عنه حتى يقذف به في النار.

٦٢ ـ ما : الحسين بن أبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يحشر الناس يوم القيامة متلازمين ، فينادي مناد : أيها الناس إن الله قد عفا فاعفوا ، قال : فيعفو قوم ويبقى قوم متلازمين ، قال : فترفع لهم قصور بيض ، فيقال : هذا لمن عفا ، فيتعافى الناس. « ص ٦٠ »

٦٣ ـ دعوات الراوندى : روي أنه : إذا كان يوم القيامة ينادي كل من يقوم من قبره : اللهم ارحمني ، فيجابون : لئن رحمتم في الدنيا لترحمون اليوم.

(باب ٦)

*(مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها وانه يؤتى بجهنم فيها)*

الايات ، الكهف « ١٨ » وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ١٠٠.

الحج « ٢٢ » ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ٤٧.

التنزيل « ٣٢ » يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ٥.

المعارج « ٧٠ » سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج * تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة * فاصبر صبرا جميلا * إنهم يرونه بعيدا * ونراه قريبا ١ ـ ٧.



١٢١

الفجر « ٨٩ » كلا إذا دكت دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى * يقول ياليتني قدمت لحياتي* فيومئذ لايعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد ٢١ ـ ٢٦.

تفسير : قال الشيخ أمين الدين الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : « وعرضنا جهنم » : أي أظهرناها وأبرزناها لهم حتى شاهدوها ، ورأوا ألوان عذابها قبل دخولها. وفي قوله تعالى : « وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون » : فيه وجوه : أحدها : أن يوما من أيام الآخرة يكون كألف سنة من أيام الدنيا عن ابن عباس وغيره ، وفي رواية اخرى عنه أن يوما من الايام التي خلق الله فيها السماوات والارض كألف سنة ، ويدل عليه ما روي أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم خمسمائة عام.

وثانيها : أن يوما عند ربك وألف سنة في قدرته واحد.

وثالثها : أن يوما واحدا كألف سنة في مقدار العذاب لشدته ، كما يقال في المثل : أيام السرور قصار ، وأيام الهموم طوال.

وفي قوله تعالى : « يدبر الامر من المساء إلى الارض » أي يدبر الامور كلها ويقدرها على حسب إرادته فيما بين السماء والارض ، وينزله مع الملك إلى الارض « ثم يعرج إليه » أي يصعد الملك إلى المكان الذي أمره الله تعالى أن يصعد إليه « في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون » أي يوم يكون مقداره لو سار غير الملك ألف سنة مما يعده البشر : خمسمائة عام نزول ، وخمسمائة عام صعود ، والحاصل أنه ينزل الملك بالتدبير أو الوحي ، ويصعد إلى السماء ، فيقطع في يوم واحد من أيام الدنيا مسافة ألف سنة مما تعدونه أنتم ، لان ما بين السماء والارض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم. ، وقيل : معناه أنه يدبر الله سبحانه ويقضي أمر كل شئ لالف سنة في يوم واحد ، ثم يلقيه إلى ملائكته ، فإذا مضى الالف سنة قضى لالف سنة اخرى ، ثم كذلك أبدا. ، وقيل : معناه : يدبر أمر الدنيا فينزل القضاء والتدبير من السماء إلى الارض مدة أيام الدنيا ، ثم يرجع الامر ويعود التدبير إليه بعد انقضاء الدنيا وفنائها ، حتى ينقطع أمر الامراء وحكم الحكام ، وينفرد

١٢٢

الله بالتدبير في يوم كان مقداره ألف سنة وهو يوم القيامة ، فالمدة المذكورة مدة يوم القيامة إلى أن يستقر الخلق في الدارين ، فأما قوله : « في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » (١) فإن المقامات في يوم القيامة مختلفة. ، وقيل : إن المراد بالاول أن مسافة الصعود والنزول إلى سماء الدنيا في يوم واحد للملك مقدار مسيرة ألف سنة لغير الملك من بني آدم ، وإلى السماء السابعة مقدار خمسين ألف سنة. ، وقيل : إن الالف سنة للنزول والعروج ، والخمسين ألف سنة لدة القيامة.

وفي قوله سبحانه : « تعرج الملائكة والروح إليه » الآية : اختلف في معناه فقيل : تعرج الملائكة إلى الموضع الذي يأمرهم الله به في يوم كان مقداره من عروج غيرهم خمسين ألف سنة ، وذلك من أسفل الارضين إلى فوق السماوات السبع ، وقوله : ألف سنة هو لما بين السماء والارض في الصعود والنزول. ، وقيل : إنه يعني يوم القيامة ، وأنه يفعل فيه من الامور ويقضي فيه الاحكام بين العباد مالو فعل في الدنيا لكان مقدار خمسين ألف سنة ، وروى أبوسعيد الخدري قال : قيل : يا رسول الله ما أطول هذا اليوم؟ فقال : والذي نفس محمد بيده أنه ليخفف على المؤمن ، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا.

وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : لو ولي الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا ، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة.

وعنه عليه‌السلام أيضا قال : لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، و أهل النار في النار. ، وقيل : معناه أن أول نزول الملائكة في الدنيا بأمره ونهيه وقضائه بين الخلائق إلى آخر عروجهم إلى السماء وهو يوم القيامة هذه المدة ، فيكون مقدار الدنيا خمسين ألف سنة ، لا يدرى كم مضى وكم بقي ، وإنما يعلمها الله عزوجل « فاصبر » يا محمد على تكذيبهم إياك « صبرا جميلا » لا جزع فيه ولا شكوى « إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا » أخبر سبحانه أنه يعلم مجئ يوم القيامة وحلول العقاب بالكفار قريبا ، ويظنه

____________________

(١) في المجمع المطبوع : فأما قوله : في يوم كان مقداره خمسين ألف ، فانه أراد سبحانه : على الكافر جعل الله ذلك اليوم مقدار خمسين ألف سنة ، فان المقامات إه.

١٢٣

الكفار بعيدا ، لانهم لا يعتقدون صحته ، وكل ما هو آت فهو قريب دان.

في قوله سبحانه : « كلا » : زجر ، تقديره : لا تفعلوا هكذا ، ثم خوفهم فقال : « إذا دكت الارض دكا دكا » أي كسر كل شئ على ظهرها من جبل أو بناء أو شجر ، حتى زلزلت فلم يبق عليها شئ ، يفعل ذلك مرة بعد مرة ، وقيل : « دكت الارض » أي مدت يوم القيامة مد الاديم عن ابن عباس ، وقيل : دقت جبالها وأنشازها حتى استوت عن ابن قتيبة ، والمعنى : استوت في انفراشها ، فذهب دورها وقصورها وسائر أبنيتها حتى تصير كالصحراء الملساء « وجاء ربك » أي أمر ربك وقضاؤه ومحاسبته ، وقيل : جاء أمره الذي لا أمر معه ، بخلاف حال الدنيا ، وقيل جاء جلائل آياته ، فجعل مجيئها مجيئه تفخيما لامرها ، وقال بعض المحققين : المعنى : وجاء ظهور ربك ، لضرورة المعرفة به ، لان ظهور المعرفة بالشئ يقوم مقام ظهوره ورؤيته ، ولما صارت المعارف بالله في ذلك اليوم ضرورية صار ذ لك كظهوره وتجليه للخلق ، فقيل : « وجاء ربك » أي زالت الشبهة و ارتفع الشك ، كما ترتفع عند مجئ الشئ الذي كان يشك فيه ، جل وتقدس عن المجئ والذهاب « والملك » أي وتجئ الملائكة « صفا صفا » يريد صفوف الملائكة و أهل كل سماء صف على حدة عن عطاء ، وقال الضحاك : أهل كل سماء إذا زلزلوا يوم القيامة كانوا صفا محيطين بالارض وبمن فيها ، فيكونون سبع صفوف ، وقيل : معناه : مصطفين كصفوف الناس في الصلاة : يأتي الصف الاول ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، ثم على هذا الترتيب ، لان ذلك أشبه بحال الاستواء من التشويش ، فالتعديل والتقويم أولى في الامور « وجئ يومئذ بجهنم » أي واحضرت في ذلك اليوم جهنم ليعاقب بها المستحقون لها ، ويرى أهل الموقف هولها وعظم منظرها.

وروي مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية تغير لون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعرف في وجهه ، حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله ، وانطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : يا علي لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله ، فجاء علي عليه‌السلام فاحتضنه من خلفه ، وقبل بين عاتقيه ، ثم قال : يا نبي الله بأبي أنت و امي ما الذي حدث اليوم؟ قال : جاء جبرئيل فأقرأني : « وجيئ يومئذ بجهنم » فقال :

١٢٤

قلت : كيف يجاء بها؟ قال : يجئ بها سبعون ألف ملك ، يقودونها بسبعين ألف زمام ، فتشرد شردة لو تركت لاحرقت أهل الجمع ، ثم أتعرض لجهنم فتقول : مالي ولك يا محمد؟ فقد حرم الله لحمك علي ، فلا يبقى أحد إلا قال : نفسي نفسي ، وإن محمدا يقول : امتي امتي ثم قال سبحانه : « يومئذ » يعني يوما يجاء بجهنم « يتذكر الانسان » أي يتعظ ويتوب الكافر ، « وأنى له الذكرى » أي ومن أين له التوبة؟ عن الزجاج ، وقيل : معناه : يتذكر الانسان ما قصر وفرط إذ قد علم يقينا ما توعد به ، وكيف ينفعه التذكر؟ أثبت له التذكر ثم نفاه بمعنى أنه لا ينتفع به ، فكأنه لم يكن ، وكان ينبغي له أن يتذكر في وقت ينفعه ذلك فيه « يقول يا ليتني قدمت لحياتي » أي يتمنى أن يكون قد كان عمل الطاعات والحسنات لحياته بعد موته ، أوللحياة التي تدوم له « فيومئذ لا يعذب عذابه أحد » أي لا يعذب عذاب الله أحد من الخلق « ولا يوثق وثاقه أحد » أي وثاق الله أحد من الخلق ، فالمعنى : لا يعذب أحد في الدنيا مثل عذاب الله الكافر يومئذ ، ولا يوثق أحد في الدنيا مثل وثاق الله الكافر يومئذ.

١ ـ لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما نزلت هذه الآية : « وجئ يومئذ بجهنم » سئل عن ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : أخبرني الروح الامين أن الله ـ لا إله غيره ـ إذا جمع الاولين والآخرين اتي بجهنم تقاد بألف زمام ، أخذ بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد ، لهاهدة وتغيظ وزفير ، وإنها لتزفر الزفرة ، فلو لا أن الله عزوجل أخرهم إلى الحساب لاهلكت الجمع ، ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق : البر منهم والفاجر ، فما خلق الله عزوجل عبدا من عباده ملكا ولا نبيا إلا نادى : رب! نفسي نفسي ، وأنت يا نبي الله تنادي امتي امتي ، ثم يوضع عليها صراط أدق من حد السيف عليه ثلاث قناطر ، أما واحدة فعليها الامانة والرحم ، وأما الاخرى فعليها الصلاة ، وأما الاخرى فعليها عدل رب العالمين لا إله غيره ، فيكلفون الممر عليه فتحبسهم الرحم والامانة فأن نجوا منها حبستهم الصلاة ، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين عزوجل ، و هو قوله تبارك وتعالى : « إن ربك لبالمرصاد » والناس على الصراط فمتعلق ، وقدم

١٢٥

تزل ، وقدم تستمسك ، والملائكة حولهم ينادون : ياحليم اغفر ، واصفح ، وعد بفضلك وسلم سلم ، والناس يتهافتون فيها كالفراش ، وإذا نجا ناج برحمة الله عزوجل نظر إليها فقال : الحمدلله الذي نجاني منك بعد أياس بمنه وفضله ، إن ربنا لغفور شكور.

فس : أبي ، عن عمرو بن عثمان ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(١). « ص ٧٢٤ » واللفظ للصدوق ، وقد أثبتناه في باب النار واللفظ لعلي بن إبراهيم.

ايضاح : الهدة : صوت وقع الحائط ونحوه ، وقال الجزري : فيه : يخرج عنق من النار أي طائفة منها.

٢ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه ، عن أميرالمومنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تدرون ما تفسير هذه الآية : « كلا إذا دكت الارض دكا دكا »؟ قال : إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين ألف زمام ، بيد سبعين ألف ملك ، فتشرد شردة لولا أن الله تعالى حبسها لاحرقت السماوات والارض. « ص ٢١٤ ـ ٢١٥ »

صح : عنه ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله.

٣ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن القاشاني ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث قال : قال أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام : ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فإن في القيامة (٢) خمسين موقفا كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون ، ثم تلا هذه الآية : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. « ص ٢٢ »

كا : علي ، عن أبيه ، والقاساني جميعا ، عن الاصبهاني ، عن المنقري مثله.(٣) « الروضة ص ١٤٣ »

٤ ـ فس : « وبرزت الحجيم لمن يرى » قال : احضرت. « ص ٧١١ »

____________________

(١) مع اختلاف يسير. م

(٢) في المصدر : فان للقيامة اه. م

(٣) مع اختلاف يسير.

١٢٦

٥ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : « في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » قال : إن في القيامة خمسين موقفا لكل موقف ألف سنة. « ص ٦٩٦ »

٦ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن منصور ، عن رجل ، عن شريك ، يرفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة في لمة (١) من نسائها ، فيقال لها : ادخلي الجنة ، فتقول : لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدي من بعدي ، فيقال لها : انظري في قلب القيامة ، فتنظر إلى الحسين صلوات الله عليه قائما ليس عليه رأس ، فتصرخ صرخة ، فأصرخ لصراخها ، و تصرخ الملائكة لصراخنا ، فيغضب الله عزوجل لنا عند ذلك ، فيأمر نارا يقال لها : هبهب قد اوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، لا يدخلها روح أبدا ولا يخرج منها غم أبدا ، فيقال : التقطي قتلة الحسين عليه‌السلام ، فتلتقطهم ، فإذا صاروا في حوصلتها صهلت وصهلوا بها ، (٢) وشهقت وشهقوا بها ، وزفرت وزفروا بها ، (٣) فينطقون بألسنة ذلقة (٤) طلقة : يا ربنا لم أوجبت لنا النار قبل عبدة الاوثان؟ فيأتيهم الجواب عن الله عزوجل : إن من علم ليس كمن لم يعلم. « ص ٢٠٩ ـ ٢١٠ »

٧ ـ لى : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار ، عن الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليه‌السلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وساق الحديث في أجوبته عن مسائل اليهودي إلى أن قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها ، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش لوجه ربي ، وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوفق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلا حرم الله جسده على النار ، « ص ١١٤ »

____________________

(١) اللمة بضم اللام : الاصحاب في السفر.

(٢) من صهل الفرس : إذا صوت.

(٣) زفرت النار : سمع صوت توقدها.

(٤) أي فصيحة.

١٢٧

٨ ـ فر : بإسناده عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الظالم لنفسه يحبس في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يدخل الحزن في جوفه ، ثم يرحمه فيدخل الجنة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ، الذي أدخل أجوافهم الحزن في طول المحشر ، الحديث. « ص ١٢٩ »

٩ ـ يه : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : وأما صلاة المغرب فهي الساعة التي تاب الله عزوجل على آدم ، (١) وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه عزوجل ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا ، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة مما بين العصر إلى العشاء ، الحديث « ص ٥٧ »

١٠ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أسباط ، عنهم عليهم‌السلام قال : فيما وعظ الله عز و جل به عيسى عليه‌السلام : يا عيسى اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لا تعمل لها ، و اعبدنى ليوم كألف سنة مما تعدون ، وفيه اجزي بالحسنة واضاعفها ، الخبر. « الروضة ص ١٣٤ »

بيان : لا يبعد أن يكون مكث أكثر الكفار في القيامة ألف سنة ، فيكون اليوم بالنظر إليهم كذلك ، ويكون مكث جماعة من الكفار خمسين ألف سنة ، فهو منتهى زمان هذا اليوم ، ويكون مكث بعض المؤمنين ساعة ، فهو كذلك بالنسبة إليهم ، وهكذا بحسب اختلاف أحوال الابرار والفجار ، ويحتمل أيضا كون الالف زمان مكثهم في بعض مواقف القيامة كالحساب مثلا.

أقول : قد مر وسيأتي في خبر المدعي للتناقض في القرآن عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه وصف في مواضع في ذلك الخبر(٢) القيامة بأن مقداره خمسون ألف سنة.

١١ ـ عد : اعتقادنا في العقبات التي على طريق المحشر أن كل عقبة منها اسمها اسم فرض وأمر ونهي ، فمتى انتهى الانسان إلى عقبة اسمها فرض وكان قد قصر في ذلك

____________________

(١) في المصدر : تاب الله فيها على آدم. م

(٢) الظاهر : من ذلك الخبر.

١٢٨

الفرض حبس عندها وطولب بحق الله فيها ، فإن خرج منها بعمل صالح قدمه أو برحمة تداركه نجا منها إلى عقبة اخرى ، فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة ، ويحبس عند كل عقبة فيسأل عما قصر فيه من معنى اسمها ، فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء فيحيا حياة لا موت فيها أبدا ، وسعد سعادة لا شقاوة معها أبدا ، وسكن في جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده ، وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه فلم ينجه عمل صالح قدمه ولا أدركته من الله عزوجل رحمة زلت به قدمه عن العقبة فهوى في جهنم ـ نعوذ بالله منها ـ وهذه العقبات كلها على الصراط ، اسم عقبة منها الولاية ، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده عليهم‌السلام ، فمن أتى بها نجا وجاز ، ومن لم يأت بها بقي فهوى ، وذلك قول الله عزوجل : « وقفوهم أنهم مسئولون » وأهم عقبة منها المرصاد وهو قول الله عزوجل : « إن ربك لبالمرصاد » ويقول عزوجل : وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ، واسم عقبة منها الرحم ، واسم عقبة منها الامانة ، واسم عقبة منها الصلاة ، وباسم كل فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل.

أقول : قال الشيخ المفيد رحمه‌الله في شرحه : العقبات عبارة عن الاعمال الواجبة والمسألة عنها والمواقفة عليها ، وليس المراد به جبال في الارض تقطع ، وإنما هي الاعمال شبهت بالعقبات ، وجعل الوصف لما يلحق الانسان في تخلصه من تقصيره في طاعة الله تعالى ، كالعقبة التي تجهده صعودها وقطعها قال الله تعالى : « فلا اقتحم العقبة وما أدريك ما العقبة فك رقبة » فسمى سبحانه الاعمال التي كلفها العبد عقبات تشبيها بالعقبات والجبال ، لما يلحق الانسان في أدائها من المشاق ، كما يلحقه في صعود العقبات وقطعها ، وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن أمامكم عقبة كؤودا ، ومنازل مهولة لا بد من الممر بها ، والوقوف عليها ، فإما برحمة الله نجوتم ، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار. أراد عليه‌السلام بالعقبة تخلص الانسان من العقبات التي عليه ، وليس كما ظنه الحشوية من أن في الآخرة جبالا وعقبات يحتاج الانسان إلى قطعها ماشيا وراكبا ، وذلك لا معنى له فيما توجبه الحكمة من الجزاء ، ولا وجه لخلق عقبات تسمى بالصلاة والزكاة

١٢٩

والصيام والحج وغيرها من الفرائض يلزم الانسان أن يصعدها ، فإن كان مقصرا في طاعة الله حال ذلك بينه وبين صعودها ، إذ كان الغرض في القيامة المواقفة على الاعمال والجزاء عليها بالثواب والعقاب ، وذلك غير مفتقر إلى تسمية عقبات ، وخلق جبال وتكليف قطع ذلك وتصعيبه أو تسهيله ، مع أنه لم يرد خبر صحيح بذلك على التفصيل فيعتمد عليه وتخرج له الوجوه ، وإذا لم يثبت بذلك خبر كان الامر فيه ما ذكرناه.

بيان : أقول : تأويل ظواهر الاخبار بمحض الاستبعاد بعيد عن الرشاد ، ولله الخيرة في معاقبة العاصين من عباده بأي وجه أراد ، وقد مضى بعض الاخبار في ذلك ، وسيأتي بعضها. والله الموفق للخير والسداد.

(باب ٧)

*(آخر فيه ذكر كثرة امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في القيامة ، وعدد صفوف

الناس فيها ، وحملة العرش فيها)*

١ ـ لى : علي بن أحمد بن موسى ، عن محمد الاسدي ، عن البرمكي ، عن جعفر ابن أحمد التميمي ، عن أبيه ، عن عبدالملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ، الخبر. « ص ١٧٩ »

٢ ـ ل : محمد بن جعفر البندار ، عن أبي العباس الحمادي ، عن صالح بن محمد البغدادي ، عن عبيدالله بن عمر القواريري ، عن مؤمل بن إسماعيل ، عن سفيان الثواري ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أهل

الجنة عشرون ومائة صف ، هذه الامة منها ثمانون صفا. « ج ٢ ص ١٥٠ »

٣ ـ ج : ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن في الجنة عشرين ومائة صف ، امتي منها ثمانون صفا ، الخبر « ص ١٩٢ »

٤ ـ ج : هشام بن الحكم سأل الزنديق الصادق عليه‌السلام عن الناس : يعرضون صفوفا يوم القيامة؟ قال : نعم ، هم يومئذ عشرون ومائة صف في عرض الارض ، الخبر. « ص ١٩٢ »

٥ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار مرسلا قال : قال الصادق عليه‌السلام : إن حملة

١٣٠

العرش أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لولد آدم ، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير ، والثالث على صورة الاسد يسترزق الله للسباع ، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل ، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية. « ج ٢ ص ٣٨ ـ ٣٩ »

٦ ـ كا : علي بن محمد ، عن علي بن العباس ، عن الحسين بن عبدالرحمن ، عن سفيان الحريري ، عن أبيه ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : يا سعد تعلموا القرآن فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق ، والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف ، ثمانون ألف صف امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأربعون ألف صف من سائر الامم ، الخبر. « ج ٢ ص ٥٩٦ »

بيان : لعل الالف زيد في هذا الخبر من الرواة ، أو هذا عدد الجميع ، وما سبق عدد أهل الجنة منهم ، أو هم في بعض مواقف القيامة هكذا يقفون ، وفي بعضها هكذا ، أو كل صف ينقسم إلى ألف صف والله يعلم.

(باب ٨)

*( احوال المتقين والمجرمين في القيامة )*

الايات ، البقرة « ٢ » إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ١٧٤ ـ ١٧٥ « وقال تعالى » : زين للذين كفروا الحيوة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيمة ٢١٢.

آل عمران « ٣ » إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ٧٧ « وقال تعالى » : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم

١٣١

بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ١٠٥ ـ ١٠٧ « وقال تعالى » : سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة ١٨٠.

النساء « ٤ » من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ٤٧.

المائدة « ٥ » قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ١١٩.

الانعام « ٦ » ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ٢٢ ـ ٢٤ « وقال تعالى » : ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون * وقالوا إن هي إ حيوتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين * ولوترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على مافرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون ٢٧ ـ ٣١ « وقال تعالى » : ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثويكم خالدين فيها إلا ماشاء الله إن ربك حكيم عليم * وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون * يامعشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحيوة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ١٢٨ ـ ١٣٠.

الاعراف « ٧ » ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون* هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ٥٢ ـ ٥٣.

يونس « ١٠ » للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة

١٣٢

اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون * فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين * هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله موليهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ٢٦ ـ ٣٠ « وقال تعالى » : ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به وأسر وا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لايظلمون * ألا إن لله ما في السموات والارض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لايعلمون ٥٤ ـ ٥٥ « وقال سبحانه » : ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ٦٢ ـ ٦٤.

الرعد « ١٣ » للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأويهم جهنم وبئس المهاد ١٨.

النحل « ١٦ » وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الاولين * ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ٢٤ – ٢٥ « وقال تعالى » : ثم يوم القيمة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين اوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين * الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ٢٧ ـ ٢٩.

الكهف « ١٨ » ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا * ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدواعنها مصرفا ٥٢ ـ ٥٣.

مريم « ١٩ » فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا * يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ٨٤ ـ ٨٦.

١٣٣

طه « ٢٠ » ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيمة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ١٢٤ – ١٢٦.

الانبياء « ٢١ » إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون * لايحزنهم الفزع الاكبر و تتلقيهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ١٠١ ـ ١٠٣.

الفرقان « ٢٥ » ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءأنتم اضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل * قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا * فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولانصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ١٧ ـ ١٩ « وقال تعالى » : وقال الذين لايرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا * يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا * وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا * أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا * ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا * الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا * ويوم يعض الظالم على يديه * يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكان الشيطان للانسان خذولا * وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ٢١ ـ ٣٠.

الشعراء « ٢٦ » ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لاينفع مال ولابنون * إلا من أتى الله بقلب سليم * وازلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون * قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين * وما أضلنا إلا المجرمون * فمالنا من شافعين

١٣٤

ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ٨٧ ـ ١٠٤.

النمل « ٢٧ » من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ٨٩ ـ ٩٠.

القصص « ٢٨ » أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحيوة الدنيا ثم هو يوم القيمة من المحضرين * ويوم يناديهم فيقول أين شركاءي الذين كنتم تزعمون * قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون * وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون * ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين * فعميت عليهم الانباء يومئذ فهم لايتسائلون ٦١ ـ ٦٦.

الروم « ٣٠ » ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين * ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فاولئك في العذاب محضرون ١٢ ـ ١٦.

التنزيل « ٣٢ » ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ١٢.

سبا « ٣٤ » ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الاغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ٣١ ـ ٣٣ « وقال سبحانه » : ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون * فاليوم لايملك بعضكم لبعض نفعا

١٣٥

ولاضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون ٤٠ ـ ٤٢ « وقال تعالى » : ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب * وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد * وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد * و حيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب ٥١ ـ ٥٤.

يس « ٣٦ » وامتازوا اليوم أيها المجرمون * ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لاتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون * هذه جهنم التي كنتم توعدون * اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون * اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ٥٩ ـ ٦٥.

الصافات « ٣٧ » احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم * وقفوهم إنهم مسئولون * ما لكم لاتناصرون* بل هم اليوم مستسلمون * وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون * قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين * فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين* فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون * إن كذلك نفعل بالمجرمين * إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون* بل جاء بالحق وصدق المرسلين * إنكم لذائقوا العذاب الاليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون * إلا عباد الله المخلصين ٢٢ ـ ٤٠.

الزمر « ٣٩ » قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ١٣ « وقال سبحانه » : ولو أن للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سواء العذاب يوم القيمة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون * وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ٤٧ ـ ٤٨ « وقال تعالى » : واتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت

١٣٦

من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين * ويوم القيمة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين * وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ٥٥ ـ ٦١ « وقال تعالى » : وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلي ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين * قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين * وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين * وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين * وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ٧١ ـ ٧٥.

المؤمن « ٤٠ » إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ٥١ ـ ٥٢.

السجدة « ٤١ » أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيمة ٤٠ « وقال سبحانه » : ويوم يناديهم أين شركاءي قالوا آذناك ما منا من شهيد * وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا مالهم من محيص ٤٧ ـ ٤٨.

حمعسق « ٤٢ » وإن الظالمين لهم عذاب أليم * ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات ٢١ ـ ٢٣ « وقال تعالى » : وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل * وتريهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم * وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من

١٣٧

سبيل * استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير ٤٤ ـ ٤٧.

الزخرف « ٤٣ » ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * و إنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ٣٦ ـ ٣٩ « وقال جل ثناؤه » : الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين* يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ٦٧ ـ ٦٨.

الجاثية « ٥٥ » ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون * وترى كل امة جاثية كل امة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون * هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين * وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين * وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين * وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن * وقيل اليوم ننسيكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأويكم النار وما لكم من ناصرين * ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا و غرتكم الحيوة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون ٢٧ _ ٣٥.

الحديد « ٥٧ » يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشريكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم* يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأويكم النار هي موليكم وبئس المصير ١٢ ـ ١٥.

المجادلة « ٥٨ » يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون ١٨.

١٣٨

الملك « ٦٧ » فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ٧٢.

القيامة « ٧٥ » وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة * ووجوه يومئذ باسرة* تظن أن يفعل بها فاقرة ٢٢ _ ٢٥.

الدهر « ٧٦ » إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقيهم الله شر ذلك اليوم ولقيهم نضرة وسرورا ١٠ ـ ١١.

الانشقاق « ٨٤ » بل الذين كفروا يكذبون * والله أعلم بما يوعون * فبشرهم بعذاب أليم * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٢ ـ ٢٥.

الغاشية « ٨٨ » هل أتيك حديث الغاشية * وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة* تصلى نارا حامية * تسقى من عين آنية * ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع * وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية * لا تسمع فيها لاغية * فيها عين جارية * فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة * ونمارق مصفوفة* وزرابي مبثوثة ١ ـ ١٧.

البلد « ٩٠ » ثم كان من الذين آمنوا وتوصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة* اولئك أصحاب الميمنة * والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة * عليهم نار مؤصدة ١٧ ـ ٢٠.

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله : « إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب » أي صفة محمد والبشارة به ، وقيل : كتموا الاحكام « ويشترون به ثمنا قليلا » أي يستبدلون به عوضا قليلا أي كل ما يأخذونه في مقابلة ذلك من حطام الدنيا فهو قليل « ما يأكلون في بطونهم إلا النار » أي كأنهم لم يأكلوا إلا النار لان ذلك يؤديهم إليها ، وقيل : إنهم يأكلون النار حقيقة في جهنم عقوبة لهم على ما فعلوا « ولا يكلمهم الله يوم القيمة » أي لا يكلمهم بما يحبون ، وإن كان يكلمهم بالسؤال بالتوبيخ وبما يغمهم ، أولا يكلمهم أصلا فيحمل آيات المسألة على أن الملائكة تسائلهم عن الله وبأمره « ولا يزكيهم » معناه : ولا يثني عليهم ولا يصفهم بأنهم أزكياء ، وقيل : لا يقبل أعمالهم كما يقبل

١٣٩

أعمال الازكياء ، وقيل : أي لا يطهرهم من خبث أعمالهم بالمغفرة « ولهم عذاب أليم » أي موجع « اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى » أي استبدلوا الكفر بالنبي بالايمان به ، أو كتمان أمره بإظهاره ، أو العذاب بالثواب وطريق الجنة « فما أصبرهم على النار » فيه أقوال : أحدها معناه : ما أجرأهم على النار! وهو المروي أيضا عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

الثاني : ما أعملهم بأعمال أهل النار! وهو المروي أيضا عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

الثالث : ما أبقاهم على النار! كما يقال ما أصبر فلانا على الحبس!.

وفي قوله سبحانه : « والذين اتقوا فوقهم يوم القيمة » : أي الذين اجتنبوا الكفر فوق الكفار في الدرجات ، وقيل : أراد أن تمتعهم بنعيم الآخرة أكثر من استمتاع هؤلاء بنعيم الدنيا ، وقيل : إنه أراد أن حال المؤمنين في الهزؤ بالكفار والضحك منهم فوق حال هؤلاء في الدنيا.

وفي قوله سبحانه : « إن الذين يشترون بعهد الله » : أي يستبدلون بأمر الله سبحانه ما يلزمهم الوفاء به ، وقيل : معناه : إن الذين يحصلون بنكث عهد الله ونقضه « وأيمانهم » أي وبالايمان الكاذبة « ثمنا قليلا » أي عوضا نزرا ، وسماه قليلا لانه قليل في جنب ما يفوتهم من الثواب ويحصل لهم من العقاب « اولئك لا خلاق لهم » أي لا نصيب لهم في نعيم الآخرة « ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيمة » أي لا يعطف عليهم ولا يرحمهم ، كما يقول القائل للغير : انظر إلي ، يريد : ارحمني.

وقال البيضاوي في قوله تعالى : « يوم تبيض وجوه وتسود وجوه » : بياض الوجه وسواده كنايتان عن ظهوره بهجة السرور وكأبة الخوف فيه ، وقيل : يوسم أهل الحق ببياض الوجه والصحيفة (١) وإشراق البشرة وسعي النور بين يديه وبيمينه ، و أهل الباطل بأضداد ذلك « أكفرتم » أي فيقال لهم : أكفرتم؟ والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم « فذوقوا العذاب » أمر إهانة « ففي رحمة الله » يعني الجنة والثواب المخلد ، عبر عن ذلك بالرحمة تنبيها على أن المؤمن وإن استغرق عمره في طاعة الله تعالى لا يدخل الجنة إلا برحمته وفضله.

____________________

(١) صحيفة الوجه : بشرة جلده.

١٤٠