بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة : حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأني رسول الله بعثني بالحق ، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت ، وحتى يؤمن بالقدر « ج ١ ص ٩٣ »

١٢ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن ابي عمير ، عن أبي أيوب قال : حدثني أبوبصير ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والارض التفت فرأى رجلا يزني فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ، حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا إبراهيم دعوتك مجابة فلا تدعو على عبادي فإني لو شئت لم أخلقهم ، اني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف : عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا فاثيبه ، وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني ، وعبدا يعبد غيري فاخرج من صلبه من يعبدني ، ثم التفت فرأي جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البر تجئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع ، فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، وتجئ سباع البر فتأكل منها فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، فعند ذلك تعجب إبراهيم عليه‌السلام مما رأى ، وقال : يا رب أرني كيف تحيي الموتى؟ هذه امم يأكل بعضها بعضا ، قال : أولم تؤمن؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي ـ يعني حتى أرى هذا كما رأيت الاشياء كلها ـ قال : خذ أربعة من الطير فقطعهن وأخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا فخلط ثم اجعل على كل جبل منهن جزاءا ثم ادعهن يأتينك سعيا ، فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال عشرة ، قال : وكانت الطيور : الديك والحمامة والطاووس و الغراب. « ص ١٩٥ »

كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وعلي بن إبراهيم ، عن إبيه ، عن ابن إبي عمير ، عن أبي أيوب الخزاز مثله إلى قوله : وكانت الجبال عشرة.

بيان : في الكافي : « وقال رب أرني كيف تحيي الموتى » قال : كيف تخرج ما تناسل الذي أكل بعضها بعضا؟ فيكون أشارة إلى انعقاد النطفة من أجزاء بدن آخر وتولد شخص آخر من النطفة كما أشرنا إليه سابقا.

٤١

١٣ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : كان فيما وعظ به لقمان عليه‌السلام ابنه أن قال : يا بني إن تك في شك من الموت فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك وإن كنت في شك من البعث فارفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك ، فإنك إذا فكرت في هذا علمت أن نفسك بيد غيرك ، وإنما النوم بمنزلة الموت ، وإنما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.

١٤ ـ سن : علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : عجبت للمتكبر الفخور كان أمس نطفة وهو غدا جيفة! والعجب كل العجب لمن شك في الله وهو يرى الخلق! والعجب كل العجب لمن أنكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم وليلة! والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الاخرى وهو يرى الاولى! والعجب كل العجب لعامر دار الفناء ويترك دار البقاء. « ص ٢٤٢ »

١٥ ـ سن : أبان ، عن ابن سيابة ، عن أبي النعمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(١) « ص ٢٤٢ »

ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام مثله. « ص ٦٠ »

١٦ ـ شى : عن ابن معمر ، عن علي عليه‌السلام في قوله : « الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم » : يقول : يوقنون أنهم مبعوثون ، والظن منهم يقين.

١٧ ـ شى : عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : « وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض » يعني يوم القيامة.

١٨ ـ شى : عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : جاء ابي بن خلف فأخذ عظما باليا من حائط ففته ، (٢) ثم قال : يا محمد اذا كنا عظاما ورفاتا (٣) أئنا لمبعوثون؟

____________________

(١) مع اختلاف في الالفاظ. م

(٢) فت الشئ : كسره بالاصابع كسرا صغيرة.

(٣) رفاتا : حطاما وفتاتا مما تناثر وبلى من كل شئ.

٤٢

فأنزل الله : من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم.

١٩ ـ م : قال عليه‌السلام في قصة ذبح البقرة : فأخذوا قطعة وهي عجب الذنب الذي منه خلق ابن آدم وعليه يركب إذا اريد خلقا جديد فضربوه بها.

٢٠ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تنوقوا في الاكفان فإنكم تبعثون بها. « ف ج ٤١ ».

٢١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة ، عن عمار بن موسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سئل عن الميت يبلى جسده؟ قال : نعم حتى لا يبقى لحم(٢) ولا عظم إلا طينته التي خلق منها ، فإنها لا تبلى ، تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة. « ف ج ١ ص ٦٩ »

توضيح : مستديرة أي بهيئة الاستدارة ، أو متبدلة متغيرة في أحوال مختلفة ككونها رميما وترابا وغير ذلك فهي محفوظة في كل الاحوال ، وهذا يؤيد ما ذكره المتكلمون من أن تشخص الانسان إنما هو بالاجزاء الاصلية ولا مدخل لسائر الاجزاء والعوارض فيه.

٢٢ ـ في تفسير النعماني فيما رواه عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : وأما احتجاجه على الملحدين في دينه وكتابه ورسله فإن الملحدين أقروا بالموت ولم يقروا بالخالق ، فأقروا بأنهم لم يكونوا ثم كانوا ، قال الله تعالى : « ق والقرآن المجيد » إلى قوله : « بعيد » وكقوله عزوجل : « وضرب لنا مثلا » إلى قوله : « أول مرة » ومثله قوله تعالى : « ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير كتب عليه أنه من توليه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير » فرد الله تعالى عليهم ما يدلهم على صفة

____________________

(١) أى تجودوا فيها.

(٢) في المصدر : حتى لا يبقى له لحم اه. م

٤٣

ابتداء خلقهم وأول نشئهم : « يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث » إلى قوله : « لكيلا يعلم بعد علم شيئا » فأقام سبحانه على الملحدين الدليل عليهم من أنفسهم ، ثم قال مخبرا لهم : « وترى الارض هامدة » إلى قوله : « وإن الله يبعث من في القبور » وقال سبحانه : « وهو الذي يرسل الرياح » إلى قوله : « وكذلك النشور » فهذا مثال أقام الله عزوجل لهم به الحجة في إثبات البعث والنشور بعد الموت ، وأما الرد على الدهرية الذين يزعمون أن الدهر لم يزل أبدا على حال واحدة وأنه ما من خالق ولا مدبر ولا صانع ولا بعث ولا نشور قال تعالى حكاية لقولهم : « وقالوا ما هي إلا حيوتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم وقالوا أئذا كنا عظاما و رفتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا » إلى قوله : « أول مرة » ومثل هذا في القرآن كثير ، وذلك على من كان (١) في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول هذه المقالة ، ومن أظهر(٢) له الايمان وأبطن الكفر والشرك وبقوا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكانوا سبب هلاك الامة فرد الله تعالى بقوله : « يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث » الاية ، وقوله : « وترى الارض هامدة » الآية ، وما جرى مجرى ذلك في القرآن ، وقوله سبحانه في سورة « ق » كما مر فهذا كله رد على الدهرية والملاحدة ممن أنكر البعث والنشور. « ص ٤٠ ـ ٤٦ »

فس : وأما ماهو رد على الدهرية وذكر نحوا مما سبق. « ص ١٧ »

٢٣ ـ فس : « الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون » فإن الظن في كتاب الله على وجهين فمنه ظن يقين ، ومنه ظن شك ، ففي هذا الموضع الظن يقين « ص ٣٩ »

٢٤ ـ فس : إن الذين لا يرجون لقائنا أي لا يؤمنون به. « ص ٢٨٤ »

٢٥ ـ فس : قوله تعالى : « وهو الذي جعل لكم من الشجر الاخصر نارا و

____________________

(١) في المصدر : وذلك رد على من كان اه. م

(٢) في المصدر : ممن اظهر الايمان. م

٤٤

هو المرخ والعفار » (١) يكون في ناحية بلاد العرب (٢) فإذا أرادوا أن يستوقدوا أخذوا من ذلك الشجر ، ثم أخذوا عودا فحركوه فيه فاستوقدوا منه النار. قوله : « داخرون » أي مطروحون في النار. قوله : « هذا يوم الدين » يعني يوم الحساب والمجازاة. قوله : « يمارون في الساعة يخاصمون ». « ص ٥٥٤ ، ٦٠١ »

٢٦ ـ فس : « ق » جبل محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج ، (٣) وهو قسم « بل عجبوا » يعني قريشا « أن جائهم منذر منهم » يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « فقال الكافرون هذا شئ عجيب أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد » قال : نزلت في ابي بن خلف قال لابي جهل : تعال إلي لاعجبك من محمد ، ثم أخذ عظما ففته ثم قال : يزعم محمد أن هذا يحيا فقال الله : « بل كذبوا بالحق لما جائهم فهم في أمر مريج » يعني مختلف ، ثم احتج عليهم وضرب للبعث والنشور مثلا فقال : « أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم » إلى قوله : « بهيج » أي حسن : قوله : « وحب الحصيد » قال : كل حب يحصد « والنخل باسقات » أي مرتفعات « لها طلع نضيد » يعني بعضه على بعض « كذلك الخروج » جواب لقولهم : « أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد » فقال الله : كما أن الماء إذا أنزلناه من السماء فيخرج النبات كذلك أنتم تخرجون من الارض. « ص ٦٤٣ »

٢٧ ـ فس : « والمرسلات عرفا » قال : آيات يتبع بعضها بعضا « فالعاصفات عصفا » قال : القبر « والناشرات نشرا » قال : نشر الاموات ، « فالفارقات فرقا » قال : الدابة ، « فالملقيات ذكرا » قال : الملائكة « عذرا أو نذرا » أي اعذركم وانذركم بما أقول ، وهو قسم وجوابه « إن ما توعدون لواقع ». « ص ٧٠٨ »

بيان : قوله : القبر لعل المعنى أن المراد بها آيات القبر وأهوالها والملائكة

____________________

(١) المرخ بفتح الميم فالسكون : شجر رقيق سريع الورى يقتدح به. والعفار كسحاب : شجر يتخذ منه الزناد.

(٢) في المصدر : بلاد المغرب. م

(٣) خبر ربما وجد في كتب العامة والخاصة وفى بعض الالفاظ : جبل من زبرجد محيط بالدنيا منه حضرة السماء والحس القطعى يكذبه ، ولذا حاول بعضهم تأويله ، والاشبه أن يكون من الموضوعات. ط

٤٥

السائلون فيها ، كما ورد أنهم يأتون كالريح العاصف ، كما أن المراد بما بعده أنه لبيان نشر الاموات ، فالناشرات : الملائكة الموكلون بالنشر ، والدابة المراد بها دابة الارض يفرق بين المؤمن والكافر ، ولعل المعنى أنها من الفارقات.

٢٨ ـ فس : « والنازعات غرقا » قال : نزع الروح « والناشطات نشطا » قال : الكفار ينشطون في الدنيا « والسابحات سبحا » قال : المؤمنون الذين يسبحون الله ، وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « فالسابقات سبقا » يعني أرواح المؤمنين سبق أرواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا ، وأرواح الكافرين إلى النار بمثل ذلك. وقال علي بن إبراهيم في قوله : « يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة » (١) قال : تنشق الارض بأهلها ، والرادفة : الصيحة ، « قلوب يومئذ واجفة » أي خائفة ، « يقولون أئنا لمردودون في الحافرة » قال : قالت قريش : أنرجع بعد الموت إذا كنا عظاما نخرة؟ أي بالية ، « تلك إذا كرة خاسرة » قال : قالوا هذا على حد الاستهزاء فقال الله : « فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة » قال : الزجرة : النفخة الثانية في الصور ، والساهرة : موضع بالشام عند بيت المقدس وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « أئنا لمردودون في الحافرة » يقول : أي في خلق جديد ، وأما قوله : « فإذا هم بالساهرة » (٢) الساهرة : الارض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الارض. « ص ٧١٠ »

بيان : قال الفيروز آبادي : سبح كمنع سبحانا وسبح تسبيحا قال : سبحان الله.

____________________

(١) ليست في المصدر جملة : وتتبعها الردافة. م

(٢) قال الرضى قدس‌سره في تلخيص البيان ص ٢٧١ : هذه استعارة ، لان المراد بالساهرة ههنا على ما قال المفسرون والله أعلم ـ الارض ، قالوا إنما سميت ساهرة على مثال عيشة راضية ، كأنه جاء على النسب ، أى ذات السهر وهى الارض المخوفة ، أى يسهر في ليلها خوفا من طوراق شرها. وقيل : إنما سميت الارض ساهرة لانها لا تنام عن أنماء نباتها وزروعها فعملها في ذلك ليلا كعملها فيه نهارا انتهى وقال الراغب : الساهرة قيل : وجه الارض ، وقيل : هى أرض القيامة ، و حقيقتها التى يكثر الواطئ بها فكأنها سهرت بذلك.

٤٦

٢٩ ـ فس : إنه على رجعه لقادر كما خلقه من نطفة يقدر أن يرده إلى الدنيا وإلى القيامة « يوم تبلى السرائر » قال : يكشف عنها ، حدثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، (١) عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن أبي بصير في قوله : « فما له من قوة ولا ناصر » قال : ما له قوة يقوي بها على خالقه ، ولا ناصر من الله ينصره إن أراد سوءا. « ص ٧٢٠ ـ ٧٢١ »

٣٠ ـ نهج : قال عليه‌السلام : بالموت تختم الدنيا ، والدنيا تحرز الآخرة ، وبالقيامة تزلف الجنة للمتقين ، وتبرز الجحيم للغاوين ، وإن الخلق لا مقصر(٢) لهم عن القيامة مرقلين في مضمارها إلى الغاية القصوى ـ إلى قوله ـ : قد شخصوا من مستقر الاجداث وصاروا إلى مصائر الغايات ، لكل دار أهلها لا يستبدلون بها ولا ينقلون عنها.

عد : اعتقادنا في البعث بعد الموت أنه حق.

٣١ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بنى عبدالمطلب أن الرائد(٣) لا يكذب أهله ، والذي بعثني بالحق لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، وما بعد الموت دار إلا جنة أو نار ، وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عزوجل كخلق نفس واحدة وبعثها ، قال الله تعالى : « وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ».

تذنيب : اعلم أن القول بالمعاد الجسمانى مما اتفق عليه جميع المليين وهو من ضروريات الدين ومنكره خارج عن عداد المسلمين ، والآيات الكريمة في ذلك ناصة لا يعقل تأويلها ، والاخبار فيه متواترة لا يمكن ردها ولا الطعن فيها ، وقد نفاه أكثر ملاحدة الفلاسفة تمسكا بامتناع إعادة المعدوم ولم يقيموا دليلا عليه ، بل تمسكوا تارة بادعاء البداهة ، واخرى بشبهات واهية لا يخفى ضعفها على من نظر فيها بعين البصيرة واليقين وترك تقليد الملحدين من المتفلسفين قال الرازي في كتاب نهاية العقول : قد عرفت أن من الناس من أثبت النفس الناطقة فلا جرم اختلف أقوال أهل العالم في أمر المعاد

____________________

(١) في نسخة : عبدالله بن موسى.

(٢) المقصر كمقعد : المجلس ، أى لا مجلس للخلق أو لا غاية لهم دون القيامة ، أو لا مرد لهم عنها. مرقلين أى مسرعين. والمضمار : الميدان.

(٣) الرائد : هو الذى يرسله القوام لطلب الماء والكلاء لهم.

٤٧

على وجوه أربعة : أحدها قول من قال : إن المعاد ليس إلا للنفس ، وهذا مذهب الجمهور من الفلاسفة ، وثانيها : قول من قال : المعاد ليس إلا لهذا البدن ، وهذا قول نفاة النفس الناطقة وهم أكثر أهل الاسلام ، وثالثها : قول من أثبت المعاد للامرين وهم طائفة كثيرة من المسلمين مع أكثر النصارى ، ورابعها : قول من نفى المعاد عن الامرين ، ولا أعرف عاقلا ذهب إليه ، بلى كان جالينوس من المتوقفين في أمر المعاد : وغرضنا إثبات المعاد البدني ، وللناس فيه قولان : أحدهما أن الله تعالى يعدم أجزاء الخلق ثم يعيدها ، وثانيهما أنه تعالى يميتهم ويفرق أجزاءهم ، ثم إنه تعالى يجمعها ويرد الحياة إليها ، ثم قال : والدليل على جواز الاعادة في الجملة أنا قد دللنا فيما مضى أن الله تعالى قادر على كل الممكنات ، عالم بكل المعلومات من الجزئيات والكليات ، والعلم بهذه الاصول لا يتوقف على العلم بصحة المعاد البدني ، وإذا كان كذلك أمكن الاستدلال بالسمع على صحة المعاد ، لكنا نعلم باضطرار إجماع الانبياء صلوات الله عليهم من أولهم إلى آخرهم على إثبات المعاد البدني فوجب القطع بوجود هذا المعاد.

وقال العلامة رحمه‌الله في شرح الياقوت : اتفق المسلمون على إعادة الاجساد خلافا للفلاسفة ، واعلم أن الاعادة تقال بمعنيين : أحدهما جمع الاجزاء وتأليفها بعد تفرقها وانفصالها ، والثاني إيجادها بعد إعدامها ، ، وأما الثاني فقد اختلف الناس فيه واختار المصنف جوازه أيضا.

وقال العلامة الدواني في شرحه على العقائد العضدية : والمعاد ـ أي الجسماني فإنه المتبادر عن إطلاق أهل الشرع ، إذ هو الذي يجب الاعتقاد به ، ويكفر من أنكره ـ حق بإجماع أهل الملل الثلاثة ، وشهادة نصوص القرآن في المواضع المتعددة ، بحيث لا يقبل التأويل كقوله تعالى : أولم ير الانسان : إلى قوله : « بكل خلق عليم » (١) قال المفسرون : نزلت هذه الآية في ابي بن خلف خاصم رسوله الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأتاه بعظم قد رم

وبلي ففته بيده وقال : يا محمد أترى الله يحيي هذه بعد ما رم؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ويبعثك

ويدخلك النار ، وهذا مما يقلع عرق التأويل بالكلية ، ولذلك قال الامام : الانصاف

____________________

(١) يس : ٩٢.

٤٨

أنه لا يمكن الجمع بين الايمان بما جاء به النبي (ص) وبين إنكار الحشر الجسماني. قلت : ولا الجمع بين القول بقدم العالم على ما يقوله الفلاسفة وبين الحشر الجسمانى لان النفوس الناطقة على هذا التقدير غير متناهية فيستدعي حشرها جميعا أبدانا غير متناهية ، وأمكنة غير متناهية وقد ثبت تناهي الابعاد بالبرهان وباعترافهم ، يحشر الاجساد ويعاد فيها الارواح بإعادة البدن المعدوم بعينه عند المتكلمين بل أكثرهم ، وبأن تجمع أجزاؤه المتفرقة كما كانت أولا عند بعضهم ، وهم الذين ينكرون جواز إعادة المعدوم موافقة للفلاسفة ، وإذا استحال إعادة المعدوم تعين الوجه الثاني وهو أن يكون بجمع الاجزاء المتفرقة وتأليفها كما كانت أولا.

لا يقال : لو ثبت استحالة إعادة المعدوم لزم بطلان الوجه الثاني أيضا لان أجزاء بدن الشخص كبدن زيد مثلا وإن لم يكن له جزء صوري لا يكون بدن زيد إلا بشرط اجتماع خاص وشكل معين ، فإذا تفرقت أجزاؤه وانتفى الاجتماع والشكل المعينان لم يبق بدن زيد ، ثم إذا اعيد فإما أن يعاد ذلك الاجتماع والشكل بعينهما أولا ، وعلى الاول يلزم إعادة المعدوم ، وعلى الثاني لا يكون المعاد بعينه هو البدن الاول بل مثله ، وحينئذ يكون تناسخا ، ومن ثم قيل : ما من مذهب إلا وللتناسخ فيه قدم راسخ.

لانا نقول : إنما يلزم التناسخ إذا لم يكن البدن المحشور مؤلفا من الاجزاء الاصلية للبدن الاول ، أما إذا كان كذلك فلا يستحيل إعادة الروح إليه ، وليس ذلك من التناسخ ، وإن سمي ذلك تناسخا كان مجرد اصطلاح ، فإن الذي دل على استحالته تعلق نفس زيد ببدن آخر لا يكون مخلوقا من أجزاء بدنه ، وأما تعلقه بالبدن المؤلف من أجزائه الاصلية بعينها مع تشكلها بشكل مثل الشكل السابق فهو الذي نعنيه بالحشر الجسماني ، وكون الشكل والاجتماع غير السابق لا يقدح في المقصود وهو حشر الاشخاص الانسانية بأعيانها ، فإن زيدا مثلا شخص واحد محفوظ وحدته الشخصية من أول عمره إلى آخره بحسب العرف والشرع ولذلك يؤاخذ شرعا وعرفا بعد التبدل بما لزمه قبل ، وكما لا يتوهم أن في ذلك تناسخا لا ينبغي أن يتوهم في هذه الصورة أيضا ، وإن كان الشكل مخالفا للشكل الاول كما ورد في

٤٩

الحديث أنه قال : يحشر المتكبرون كأمثال الذر ، وإن ضرس الكافر مثل احد ، وإن أهل الجنة جرد مرد مكحولون ، والحاصل أن المعاد الجسماني عبارة عن عود النفس إلى بدن هو ذلك البدن بحسب الشرع والعرف ، ومثل هذه التبدلات والمغايرات التي لا تقدح في الوحدة بحسب الشرع والعرف لا تقدح في كون المحشور هو المبدأ فافهم.

واعلم أن المعاد الجسماني مما يجب الاعتقاد به ويكفر منكره ، أما المعاد الروحاني أعني التذاذ النفس بعد المفارقة وتألمها باللذات والآلام العقلية فلا يتعلق التكليف باعتقاده ولا يكفر منكره ولا منع شرعا ولا عقلا من إثباته ، قال الامام في بعض تصانيفه : أما القائلون بالمعاد الروحاني والجسماني معا فقد أرادوا أن يجمعوا بين الحكمة والشريعة فقالوا : دل العقل على أن سعادة الارواح بمعرفة الله تعالى ومحبته ، وأن سعادة الاجساد في إدراك المحسوسات ، والجمع بين هاتين السعادتين في هذه الحياة غير ممكن ، لان الانسان مع استغراقه في تجلي أنوار عالم القدس لا يمكنه أن يلتفت إلى شئ من اللذات الجسمانية ، ومع استغراقه في استيفاء هذه اللذات لا يمكنه أن يلتفت إلى اللذات الروحانية ، وإنما تعذر هذا الجمع لكون الارواح البشريه ضعيفة في هذا العالم ، فإذا فارقت بالموت واستمدت من عالم القدس والطهارة قويت قادرة على الجمع بين الامرين ، ولا شبهة في أن هذه الحالة هي الحالة القصوى من مراتب السعادات ، قلت : سياق هذا الكلام مشعر بأن إثبات الروحاني إنما هو من حيث الجمع بين الشريعة والفلسفة ، وإثباتهما ليس من المسائل الكلامية ، وهذا كما أن الرئيس أبا علي مع إنكاره للمعاد الجسماني على ما هو بسطه في كتاب المعاد وبالغ فيه وأقام الدليل بزعمه على نفيه قال في كتاب النجاة والشفاء : إنه يجب أن يعلم أن المعاد منه ما هو مقبول من الشرع ولا سبيل إلى إثباته إلا من طرق الشريعة وتصديق خبر النبوة ، وهو الذي للبدن عند البعث ، وخيراته وشروره معلوم لا يحتاج إلى إن يعلم ، وقد بسطت الشريعة الحقة التي أتانا به سيدنا ومولانا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حال السعادة والشقاوة التي بحسب البدن ، ومنه ما هو مدرك بالعقل والقياس البرهاني وقد صدقه النبوة ، وهو السعادة والشقاوة الثابتتان بالقياس إلى نفس الامر ، وإن كان الاوهام منا تقصر عن تصورهما الآن. وسياق

٥٠

هذا الكلام مشعر بأن إثباته للمعاد الروحاني ليس من حيث الحكمة ، بل هو من حيث الشريعة ، فإن التمسك بالدلائل النقلية ليس من وظائف الفلسفة ، فلا يتوهم أن إثباته من المسائل الحكمية وهو أراد إن يجمع بين الفلسفة والشريعة.

فذلكة : اعلم أن خلاصة القول في ذلك هو أن للناس في تفرق الجسم واتصاله مذاهب : فالقائلون بالهيولى يقولون بانعدام الصورة الجسميه والنوعية وبقاء الهيولى عند تفرق الجسم ، والنافون للهيولى والجزاء الذي لا يتجزى كالمحقق الطوسي رحمه الله يقولون بعدم انعدام جزء من الجسم عند التفرق ، بل ليس الجسم إلا الصورة وهي باقية في حال الاتصال والانفصال ، وكذا القائلون بالجزء يقولون ببقاء الاجزاء عند التفرق والاتصال ، فأما على القول الاول فلا بد في القول بإثبات المعاد بمعنى عود الشخص بجميع أجزائه من القول بإعادة المعدوم ، وأما القائلون بالاخيرين فقد ظنوا أنهم قد تفصوا عن ذلك ويمكنهم القول بالحشر الجسماني بهذا المعنى مع عدم القول بجواز إعادة المعدوم ، وفيه نظر إذ ظاهر أنه إذا احرق جسد زيد وذرت الرياح ترابه لا يبقى تشخص زيد وإن بقيت الصورة والاجزاء ، بل لابد في عود الشخص بعينه من عود تشخصه بعد انعدامه كما مرت الاشارة إليه ، نعم ذكر بعض المتكلمين أن تشخص الشخص إنما يقوم بأجزائه الاصلية المخلوقة من المني ، وتلك الاجزاء باقية في مدة حياة الشخص وبعد موته وتفرق أجزائه ، فلا يعدم التشخص ، وقد مضى ما يومئ إليه من الاخبار ، وعلى هذا فلو انعدم بعض العوارض الغير المشخصة واعيد غيرها مكانها لا يقدح في كون الشخص باقيا بعينه ، فإذا تمهد هذا فاعلم أن القول بالحشر الجسماني على تقدير عدم القول بامتناع إعادة المعدوم حيث لم يتم الدليل عليه بين لا إشكال فيه ، وأما على القول به فيمكن أن يقال : يكفي في المعاد كونه مأخوذا من تلك المادة بعينها أو من تلك الاجزاء بعينها لا سيما إذا كان شبيها بذلك الشخص في الصفات والعوارض بحيث لو رأيته لقلت : إنه فلان إذ مدار اللذات والآلام على الروح ولو بواسطة الآلات ، وهو باق بعينه ولا تدل النصوص إلا على إعادة ذلك الشخص بمعنى أنه يحكم عليه عرفا أنه ذلك الشخص كما أنه يحكم على الماء الواحد إذا افرغ في إنائين إنه هو الماء الذي كان في إناء

٥١

واحد عرفا وشرعا وإن قيل بالهيولى ، ولا يبتني الاطلاقات الشرعية والعرفية واللغوية على أمثال تلك الدقائق الحكمية والفلسفية ، وقد أومأنا في تفسير بعض الآيات وشرح بعض الاخبار إلى ما يؤيد ذلك ، كقوله تعالى : « على أن يخلق مثلهم » وقوله تعالى : « بدلناهم جلودا غيرها ».

قال شارح المقاصد : اتفق المحققون من الفلاسفة والمليين على حقيقة المعاد ، واختلفوا في كيفيته فذهب جمهور الفلاسفة إلى أنه روحاني فقط لان البدن ينعدم بصوره وأعراضه فلا يعاد ، والنفس جوهر مجرد باق لا سبيل إليه للفناء فيعود إلى عالم المجردات بقطع التعلقات ، وذهب كثير من علماء الاسلام كالغزالي والكعبي والحليمي والراغب والقاضي أبوزيد الدبوسى إلى القول بالمعاد الروحاني والجسماني جميعا ، ذهابا إلى أن النفس جوهر مجرد يعود إلى البدن ، وهذا رأي كثير من الصوفية والشيعة والكرامية وبه يقول جمهور النصارى والتناسخية ، قال الامام الرازي : إلا أن الفرق أن المسلمين يقولون بحدوث الارواح وردها إلى الابدان لا في هذا العالم بل في الآخرة ، والتناسخية بقدمها وردها إليها في هذا العالم ، وينكرون الآخرة والجنة والنار ، وإنما نبهنا على هذا الفرق لانه جبلت على الطباع العامية أن هذا المذهب يجب أن يكون كفرا وضلالا ، لكونه مما ذهب إليه التناسخية والنصارى ، ولا يعلمون أن التناسخية إنما يكفرون لانكارهم القيامة والجنة والنار ، والنصارى لقولهم بالتثليث ، وأما القول بالنفوس المجردة فلا يرفع أصلا من اصول الدين ، بل ربما يؤيده ويبين الطريق إلى إثبات المعاد بحيث لا يقدح فيه شبه المنكرين ، كذا في نهاية العقول.

وقد بالغ الامام الغزالي في تحقيق المعاد الروحاني وبيان أنواع الثواب و العقاب بالنسبة إلى الروح حتى سبق إلى كثير من الاوهام ووقع في ألسنة بعض العوام أنه ينكر حشر الاجساد افتراءا عليه ، كيف وقد صرح به في مواضع من كتاب الاحياء وغيره وذهب إلى أن إنكاره كفر؟ وإنما لم يشرحه في كتبه كثير شرح لما قال : إنه ظاهر لا يحتاج إلى زيادة بيان ، نعم ربما يميل كلامه وكلام كثير من القائلين بالمعادين إلى أن معنى ذلك أن يخلق الله تعالى من الاجزاء المتفرقة لذلك البدن بدنا فيعيد

٥٢

إليه نفسه المجردة الباقية بعد خراب البدن ، ولا يضرنا كونه غير البدن الاول بحسب الشخص ، ولا امتناع إعادة المعدوم بعينه ، وما شهد به النصوص من كون أهل الجنة جردا مردا وكون ضرس الكافر مثل جبل احد يعضد ذلك ، وكذا قوله تعالى : « كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها » (١) ولا يبعد أن يكون قوله تعالى : « أوليس الذي خلق السموات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم » (٢) إشارة إلى هذا.

فإن قيل : فعلى هذا يكون المثاب والمعاقب باللذات والآلام الجسمانية غير من عمل الطاعة وارتكب المعصية. قلنا : العبرة في ذلك بالادراك ، وإنما هو للروح ولو بواسطة الآلات وهو باق بعينه ، وكذا الاجزاء الاصلية من البدن ، ولذا يقال للشخص من الصباء إلى الشيخوخة : إنه هو بعينه وإن تبدلت الصور والهيئات بل كثير من الاعضاء والآلات ، ولا يقال لمن جنى في الشباب فعوقب في المشيب : إنها عقوبة لغير الجاني انتهى.

أقول : الاحوط والاولى التصديق بما تواتر في النصوص وعلم ضرورة من ثبوت الحشر الجسماني ، وسائر ما ورد فيها من خصوصياته ، وعدم الخوض في أمثال ذلك ، إذ لم نكلف بذلك ، وربما أفضى التفكر فيها إلى القول بشئ لم يطابق الواقع ولم نكن معذورين في ذلك ، والله الموفق للحق والسداد في المبدء والمعاد.

____________________

(١) النساء : ٥٥.

(٢) يس : ٨٢.

٥٣

(باب ٤)

*(أسماء القيامة واليوم الذى تقوم فيه وأنه لا يعلم وقتها الا الله)*

الايات ، الاعراف « ٧ » يسئلونك عن الساعة أيان مرسيها١ قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ١٨٧.

هود « ١ » إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وما نؤخره إلا لاجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ١٠٣ ـ ١٠٥.

الحجر « ١٥ » وإن الساعة لآتية ٨٥.

النحل « ١٦ » وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير ٧٧.

لقمان « ٣١ » إن الله عنده علم الساعة ٣٤.

الاحزاب « ٣٣ » يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ٦٣.

ص « ٣٨ » لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ٢٦.

المؤمن « ٤٠ » لينذر يوم التلاق ١٥ « وقال تعالى » : يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد * يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ٣٢ ـ ٣٣.

حمعسق « ٤٢ » وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ٧.

الزخرف « ٤٣ » وعنده علم الساعة وإليه ترجعون ٨٥.

____________________

(١) قال السيد الرضى قدس الله روحه في تلخيص البيان « ص ٥٢ » : والمرسى إنما يكون للاجسام الثقيلة ، ولكن الساعة لما كانت ثقيلة الحلول ومكروهة النزول على العصاة والمذنبين جاز أن توصف بما يوصف به ثقال الاجسام ، والدليل على ذلك قوله سبحانه في هذه الاية « : ثقلت في السموات والارض » وهذه استعارة لان وصفها بالثقل مجاز على الوجه الذى ذكرناه. قوله : « لا يجليها لوقتها إلا هو » استعارة اخرى. والتجلى لا يصح إلا على الاجسام ، وانما المراد : لا يظهر آياتها ولا يكشف مغيباتها غيره سبحانه.

٥٤

النجم « ٥٣ » أزفت الازفة * ليس لها من دون الله كاشفة ٥٧ ـ ٥٨.

القمر « ٥٤ » اقتربت الساعة وانشق القمر ١.

التغابن « ٦٤ » يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ٩.(١)

الملك « ٦٧ » ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل إنما العلم عند الله وانما أنا نذير مبين ٢٥ ـ ٢٦.

الحاقة « ٦٩ » الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة * كذبت ثمود و عاد بالقارعة ١ ـ ٤.

الجن « ٧٢ » قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا ٢٥.

المرسلات « ٧٧ » هذا يوم الفصل جمعناكم والاولين * فإن كان لكم كيد فكيدون * ويل يومئذ للمكذبين ٣٨ ـ ٤٠.

النازعات « ٧٩ » فاذا جاءت الطامة الكبرى « ٣٤ » وقال تعالى : يسئلونك عن الساعة أيان مرسيها * فيم انت من ذكريها * إلى ربك منتهيها * إنما أنت منذر من يخشيها * كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحيها ٤٢ ـ ٤٦.

البروج « ٨٥ » واليوم الموعود * وشاهد ومشهود ١ ـ ٢.

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله : « يسئلونك عن الساعة » أي الساعة التي يموت فيها الخلق ، أو القيامة ، وهو قول أكثر المفسرين ، أو وقت فناء الخلق « أيان مرسيها » أي متى وقوعها وكونها؟ وقيل : منتهاها عن ابن عباس ، وقيل : قيامها « قل إنما علمها عند ربي » أي إنما وقت قيامها ومجيئها عند الله تعالى لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، وإنما لم يخبر سبحانه بوقته ليكون العباد على حذر منه فيكون ذلك أدعى لهم إلى الطاعة و أزجر من المعصية « لا يجليها لوقتها إلا هو » أي لا يظهرها ولا يكشف عن علمها إلا هو ، ولا يعلم أحد سواه متى تكون قبل كونها ، وقيل : معناه : لا يأتي بها إلا هو « ثقلت في

____________________

(١) قال الرضى قدس الله روحه في كتابه مجازات القرآن « ص ٢٤٩ » ذكر التغابن ههنا مجاز والمراد به ـ والله اعلم ـ تشبيه المؤمنين والكافرين بالمتعاقدين والمتبايعين ، فكأن المؤمنين ابتاعوا دار الثواب ، وكأن الكافرين اعتاضوا منها دار العقاب فتفاوتوا في الصفقة وتغابنوا في البيعة فكان الربح مع المؤمنين والخسران مع الكافرين ، ويشبه ذلك قوله تعالى : « هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله » الاية.

٥٥

السموات والارض » فيه وجوه : أحدها : ثقل علمها على أهل السماوات والارض ، لان من خفي عليه علم شئ كان ثقيلا عليه.

وثانيها : أن معناه : عظمت على أهل السماوات والارض صفتها ، لما يكون فيها من انتثار النجوم وتسيير الجبال وغير ذلك(١)

وثالثها : ثقل وقوعها على أهل السماوات والارض ، لعظمها وشدتها.(٢)

ورابعها : أن المراد نفس السماوات والارض لا تطيق حملها لشدتها أي لو كانت أحياءا لثقلت عليها تلك الاحوال « لا تأتيكم إلا بغتة » أي فجأة ، لتكون أعظم وأهول « يسئلونك كأنك حفي عنها » أي يسألونك عنها كأنك حفي بها أي عالم بها ، قد أكثرت المسألة عنها ، وأصله من أحفيت في السؤال عن الشئ حتى علمته. وقيل : تقديره : يسألونك عنها كأنك حفي بهم أي بار بهم ، فرح بسؤالهم ، وقيل : معناه : كأنك معني بالسؤال عنها فسألت عنها حتى علمتها ، « قل إنما علمها عند الله » وإنما أعاد هذا القول لانه وصله بقوله : « ولكن أكثر الناس لا يعلمون » وقيل : أراد بالاول علم وقت قيامها ، وبالثاني علم كيفيتها وتفصيل ما فيها.

وفي قوله تعالى : « وذلك يوم مشهود » أي يشهده الخلائق كلهم من الجن والانس وأهل السماء وأهل الارض « وما نؤخره إلا لاجل معدود » هو أجل قد أعده الله لعلمه بأن صلاح الخلق في إدامة التكليف عليهم إلى ذلك الوقت ، فيه إشارة إلى قربه فإن ما يدخل تحت العد فان قد نفد.

وقال البيضاوي في قوله تعالى : « وما أمر الساعة » أي أمر قيام الساعة في سرعته وسهولته « إلا كلمح البصر » إلا كرجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفلها « أو هو أقرب » أو أمرها أقرب منه بأن يكون في زمان نصف تلك الحركة بل في الآن التي يبتدء فيه ، فإنه تعالى يحيي الخلائق دفعة وما يوجد دفعة كان في آن ، و « أو » للتخيير أو بمعنى بل ، وقيل : معناه أن قيام الساعة وإن تراخى فهو عند الله كالشئ الذي يقولون فيه : هو كلمح البصر أو أقرب ، مبالغة في استقرابه. وفي قوله : « يوم التناد » : أي يوم

____________________

(١) في المجمع المطبوع : من انتثار النجوم وتكوير الشمس وتسيير الجبال.

(٢) في المجمع المطبوع : لعظمها وشدتها ولما فيها من المحاسبة والمجازاة

٥٦

القيامة ينادي فيه بعضهم بعضا للاستغاثة ، أو يتصايحون بالويل والثبور ، أو يتنادى أصحاب الجنة وأصحاب النار كما حكي في الاعراف « يوم تولون » عن الموقف « مدبرين » منصرفين عنه إلى النار ، وقيل : فارين عنها « ما لكم من الله من عاصم » يعصمكم من عذابه.

وفي قوله تعالى : « أزفت الآزفة » : (١) دنت الساعة الموصوفة بالدنو في نحو قوله : « اقتربت الساعة ليس لها من الله كاشفة » ليس لها نفس قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله لكنه لا يكشفها ، أو الآن بتأخيرها إلا الله ، أو ليس لها كاشفة لوقتها إلا الله ، إذ لا يطلع عليه سواه ، أو ليس لها من غير الله كشف على أنها مصدر كالعافية. وفي قوله تعالى : « اقتربت الساعة وانشق القمر » : روي أن الكفار سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آية فانشق القمر ، وقيل : سينشق القمر يوم القيامة ، ويؤيد الاول أنه قرئ : وقد انشق القمر أي اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها انشقاق القمر.

وفي قوله : « يوم يجمعكم ليوم الجمع » : أي لاجل ما فيه من الحساب والجزاء ، والجمع جمع الملائكة والثقلين « ذلك يوم التغابن » يغبن فيه بعضهم بعضا لنزول السعداء منازل الاشقياء لو كانوا سعداء وبالعكس ، مستعار من تغابن التجار.

وفي قوله : « الحاقة » أي الساعة أو الحالة التي تحق وقوعها ، أو التي تحق فيها الامور أي تعرف حقيقتها ، أو تقع فيها حواق الامور من الحساب والجزاء على الاسناد المجازي ، وهي مبتدء خبرها : « ما الحاقة » وأصله : ما هي؟ أي أي شئ هي؟ على التعظيم لشأنها والتهويل لها ، فوضع الظاهر موضع المضمر « وما أدريك ما الحاقة » أي أي شئ أعلمك ما هي؟ أي أنك لا تعلم كنهها فإنها أعظم من أن يبلغها دراية أحد ، « كذبت ثمود وعاد بالقارعة » (٢) بالحالة التي تقرع الناس بالافزاع والاجرام بالانفطار والانتشار ، وإنما وضعت موضع ضمير الحاقة زيادة في وصف شدتها.

وفي قوله : « إن أدري » : ما أدري « أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا » غاية تطول مدتها.

____________________

(١) سميت الازفة لقربها مأخوذ من الازف وهو ضيق الوقت.

(٢) القارعة : الداهية. النكبة المهلكة. القيامة لعلها سميت بها لانها تقرع القلوب بأهوالها.

٥٧

وفي قوله : « فإذا جاءت الطامة » : الداهية التي تطم أي تعلو على سائر الدواهي ، « الكبرى » التي هي أكبر الطامات وهي القيامة ، أو النفخة الثانية ، أو الساعة التي يساق فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.

وفي قوله : « أيان مرسيها » : متى إرساؤها؟ أي إقامتها وإثباتها ، أو منتهاها ومستقرها ، من مرسى السفينة وهو حيث تنتهي إليه وتستقر فيه « فيم أنت من ذكريها » في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم؟ أي ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شئ ، فإن ذكرها لهم لا يزيدهم إلا غيا ، ووقتها مما استأثره الله بعلمه ، و قيل : « فيم » إنكار لسؤالهم و « أنت من ذكريها » مستأنف ، أي أنت ذكر من ذكرها وعلامة من أشراطها ، فإن إرساله خاتما للانبياء أمارة من أماراتها ، وقيل : إنه متصل بسؤالهم والجواب : « إلى ربك منتهيها » أي منتهى علمها « إنما أنت منذر من يخشيها » إنما بعثت لانذار من يخاف هولها ، وهو لا يناسب تعيين الوقت « كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا » أي في الدنيا ، أو في القبور « إلا عشية أو ضحيها » أي عشية يوم أو ضحاه. وقال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : « وشاهد ومشهود » : أقوال : أحدها : أن الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، عن ابن عباس ، وأبي جعفر ، وأبي عبدالله عليهما‌السلام ، و روي ذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لان الجمعة تشهد على كل عامل بما عمل فيه. وثانيها : أن الشاهد يوم النحر ، والمشهود يوم عرفة. وثالثها : أن الشاهد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمشهود يوم القيامة ، وهو المروي عن الحسن بن علي عليهما‌السلام. ورابعها : أن الشاهد يوم عرفة ، والمشهود يوم الجمعة. وخامسها : أن الشاهد الملك ، والمشهود يوم القيامة. وقيل : الشاهد الذين يشهدون على الناس ، والمشهود هم الذين يشهد عليهم. وقيل : الشاهد هذه الامة ، والمشهود سائر. وقيل الشاهد أعضاء بني آدم ، والمشهود هم.

١ ـ ل : عبدوس بن علي الجرجاني ، عن أحمد بن محمد المعروف بابن الشغال ، عن الحارث بن محمد بن أبي اسامة ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن زهير بن محمد ، عن عبدالله

٥٨

ابن محمد بن عقيل ، عن عبدالرحمن بن يزيد ، عن ابي لبابة (١) بن عبدالمنذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بر ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة الخبر.

٢ ـ ل : محمد بن أحمد الوراق ، عن علي بن محمد مولى الرشيد ، عن دارم بن قبيصة (٢) عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تقوم الساعة يوم الجمعة بين الصلاتين : صلاة الظهر والعصر.

٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة ، وتقوم القيامة يوم الجمعة الخبر. « ص ٣٢ »

٤ ـ ع : في خبر يزيد بن سلام أنه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن يوم الجمعة لم سمي بها؟ قال : هو يوم مجموع له الناس ، وذلك يوم مشهود ، ويوم شاهد ومشهود(٣) الخبر. « ص ١٦١ »

٥ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يوم التلاق : يوم يلتقي أهل السماء وأهل الارض ويوم التناد : يوم ينادي أهل النار أهل الجنة : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ، ويوم التغابن : يوم يغبن أهل الجنة أهل النار ، ويوم الحسرة : يوم يؤتى بالموت فيذبح. « ص ٥٠ »

فس : مرسلا مثله.(٤) « ص ٥٨٤ »

____________________

(١) بضم اللام اسمه بشير. وقيل : رفاعة ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : شهد بدرا والعقبة الاخيرة ، أورده العلامة في القسم الاول من الخلاصة ، وقال ابن حجر في التقريب ص ٦٠٨ : صحابى مشهود ، وكان أحد النقباء ، وعاش إلى خلافة على عليه‌السلام.

(٢) بفتح القاف وكسر الباء وسكون الياء ، هو دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع أبوالحسن التميمى الدارمى السائح ، قال النجاشى : روى عن الرضا عليه‌السلام ، وله عنه كتاب الوجوه ، و كتاب الناسخ والمنسوخ إه. وترجمه العلامة في القسم الثانى من الخلاصة.

(٣) في المصدر : وهو شاهد ومشهود. م

(٤) الا ان فيه : يعير اهل الجنة اهل النار. م

٥٩

٦ ـ مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، ومحمد بن علي بن محبوب ، عن اليقطيني ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسماعيل بن جابر ، عن رجاله ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود » قال : المشهود يوم عرفة ، والمجموع له الناس يوم القيامة. « ص ٨٦ »

٧ ـ مع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن محمد بن هاشم ، عمن روى ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سأله الابرش الكلبي عن قول الله عزوجل : « وشاهد ومشهود » فقال أبوجعفر عليه‌السلام : ما قيل لك؟ فقال : قالوا : شاهد : يوم الجمعة ، ومشهود : يوم عرفة ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : ليس كما قيل لك ، الشاهد : يوم عرفة ، والمشهود : يوم القيامة ، أما تقرء القرآن قال الله عزوجل : « ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود »؟. « ص ٨٦ »

٨ ـ مع : وبهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان ، عن أبي الجارود ، عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل : « وشاهد ومشهود » قال : الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة ، والموعود : يوم القيامة. « ص ٨٦ »

مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله. « ص ٨٦ »

٩ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال في قول الله : « ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود » فذكر يوم القيامة وهو اليوم الموعود.

١٠ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، وعلي ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب عن عبدالله بن غالب ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، (١) عن علي بن الحسين عليهما‌السلام

____________________

(١) بفتح الياء وكسرها ـ والفتح هو المشهور ـ هو أبومحمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب القريشى المخزومى التابعى إمام التابعين ، ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر ، وقيل : لاربع سنين ، وروى عن جماعة كثيرة من التابعين منهم الامام على بن أبيطالب عليه‌السلام ، وفى الكشى أن امير المؤمنين عليه‌السلام رباه وكان حزن جد سعيد أوصى به إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وروى عنه جماعات من أعلام*

٦٠