محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-09-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٦٧
إلى أن قال (١) ثمّ قال : يا أبا ذر إيّاك والسؤال فإنّه ذلّ حاضر ، وفقر تتعجّله ، وفيه حساب طويل يوم القيامة ـ إلى أن قال : ـ يا أبا ذر لا تسأل بكفّك وإن أتاك شيء فاقبله.
[ ١٢٤٤٠ ] ٧ ـ قال : وقال عليهالسلام : استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك (١).
[ ١٢٤٤١ ] ٨ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن أبي عبد الله الرازي (١) ، عن الحسن بن علي ، عن الحسين بن أبي العلاء قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام (٢) : رحم الله عبداً عفّ وتعفّف وكفّ عن المسألة ، فإنّه يعجّل الذلّ في الدنيا ولا يغني الناس عنه شيئاً.
[ ١٢٤٤٢ ] ٩ ـ وفي ( العلل ) وفي ( عيون الأخبار ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، أنّه قال : إنّما اتّخذ الله إبراهيم خليلاً لأنّه لم يرد أحداً ،
__________________
(١) يلاحظ أن الصدوق رحمهالله ذكر هذا القول بعد حديث وصيته صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام ، بقوله (ره) : « ثم قال » وقد طبع في المصدر ـ الفقيه ـ ٤ : ٢٧١ على انه حديث اخر برقم (٦).
٧ ـ الفقيه ٢ : ٤١ / ١٨٥.
(١) شوص السواك : ما ينتف منه عنه السواك ( مجمع البحرين ـ شوص ـ ٤ : ١٧٢ ).
٨ ـ ثواب الأعمال : ٢١٨ / ١.
(١) كذا في الاصل والمصدر ، لكن في المخطوط : ( ابي عبد الله ، عن الرازي ).
(٢) اضاف في متن المخطوط هنا ما نصّه : « وفي نسخة : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد ابن يحيى ، عن احمد بن محمّد ، عن ابي علي ، قال : قال ابو عبد الله عليهالسلام ».
وهذه الاضافة غير موجودة في الاصل ، ولا في المصدر.
٩ ـ علل الشرائع : ٣٤ / ٢ ، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٧٦ / ٤.
ولم يسأل أحداً قط غير الله تعالى.
[ ١٢٤٤٣ ] ١٠ ـ وفي ( الخصال ) عن الخليل بن أحمد ، عن ابن صاعدة (١) ، عن حمزة بن العبّاس ، عن يحيى بن نصر ، عن ورقاء بن عمر ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إنّ الله يبغض الفاحش البذي السائل المحلف.
[ ١٢٤٤٤ ] ١١ ـ وفي كتاب ( الإخوان ) بإسناده عن يونس ، رفعه قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لا تسألوا إخوانكم الحوائج فيمنعوكم فتغضبون فتكفرون.
[ ١٢٤٤٥ ] ١٢ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( العيون والمحاسن ) للشيخ المفيد قال : قال سلمان الفارسي : أوصاني خليلي رسول الله صلىاللهعليهوآله بسبع لا أدعهنّ على كل حال : أن أنظر إلى من هُوَ دُوني ولا أنظر إلىٰ من هو فوقي ، وأن احبّ الفقراء وأدنو منهم ، وأن أقول الحقّ وإن كان مرّاً ، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة ، وأن لا أسأل الناس شيئاً ، وأوصاني أن اكثر من قول : « لا حول ولا قوّة إلاّ بالله » ، فإنّها كنز من كنوز الجنّة.
[ ١٢٤٤٦ ] ١٣ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام إنّ فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها.
وقال عليهالسلام العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى.
__________________
١٠ ـ الخصال : ٢٦٦ / ١٤٧.
(١) في المصدر : ابن صاعد.
١١ ـ مصادقة الإِخوان : ٥٤ / ١.
١٢ ـ مستطرفات السرائر : ١٦٤ / ٩.
١٣ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٥ / ٦٦ ، ٦٨.
[ ١٢٤٤٧ ] ١٤ ـ قال : وقال عليهالسلام : وجهك ماء جامد (١) يقطره السؤال فانظر عند من تقطره.
[ ١٢٤٤٨ ] ١٥ ـ أحمد بن فهد في ( عدّة الداعي ) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شيعتنا من لا يسأل الناس ولو مات جوعاً.
[ ١٢٤٤٩ ] ١٦ ـ قال : وقال النبي صلىاللهعليهوآله : شهادة الذي يسأل في كفّه تردّ.
[ ١٢٤٥٠ ] ١٧ ـ قال : وقال أبو عبد الله عليهالسلام : لو يعلم السائل ما عليه من الوزر ما سأل أحد أحداً ، ولو يعلم المسؤول ما عليه إذا منع ما منع أحد أحداً.
[ ١٢٤٥١ ] ١٨ ـ قال : وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً لأصحابه : ألا تبايعوني ؟ فقالوا : قد بايعناك يا رسول الله ، قال : تبايعوني على أن لا تسألوا الناس ، فكان بعد ذلك تقع المخصرة من يد أحدهم فينزل لها ولا يقول لأحد : ناولنيها.
[ ١٢٤٥٢ ] ١٩ ـ قال : وقال عليهالسلام : لو أنّ أحدكم يتخذ (١) حبلاً فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكفّ بها وجهه خير له من أن يسأل.
[ ١٢٤٥٣ ] ٢٠ ـ قال : وقال النبي صلىاللهعليهوآله : من سألنا
__________________
١٤ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٥ / ٣٤٦.
(١) في المصدر : ماء وجهك جامد.
١٥ ـ عدة الداعي : ٨٩.
١٦ ـ عدة الداعي : ٨٩.
١٧ ـ عدة الداعي : ٨٩.
١٨ ـ عدة الداعي : ٨٩.
١٩ ـ عدة الداعي : ٩٠.
(١) في المصدر : يأخذ.
٢٠ ـ عدة الداعي : ٩٠.
أعطيناه ، ومن استغنى أغناه الله.
[ ١٢٤٥٤ ] ٢١ ـ قال : وقال الباقر عليهالسلام : طلب الحوائج إلى الناس استسلاب للعزّة ، ومذهبة للحياء ، واليأس ممّا في أيدي الناس عزّ للمؤمنين ، والطمع هو الفقر الحاضر.
[ ١٢٤٥٥ ] ٢٢ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن جابر ، عن أبي عبد الله (١) عليهالسلام قال : إنّ الله يبغض الملحف.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
٣٣ ـ باب تأكّد كراهة السؤال في المجالس
[ ١٢٤٥٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عمّن حدّثه ، عن مسمع ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تسألوا اُمّتي في مجالسها فتبخلوها.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً (١) ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
__________________
٢١ ـ عدة الداعي : ٩٠.
٢٢ ـ تفسير العياشي ١ : ١٥١ / ٥٠٠.
(١) في المصدر : عن أبي جعفر.
(٢) تقدم في الباب ٣١ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في البابين ٣٤ و ٣٦ ، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.
الباب ٣٣
فيه حديث واحد
١ ـ الكافي ٤ : ٤٧ / ٨.
(١) تقدم في الباب ٣٢ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في البابين ٣٤ ، ٣٦ ، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.
٣٤ ـ باب كراهة إظهار الاحتياج والفقر
[ ١٢٤٥٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد وأحمد بن محمّد جميعاً ، عن علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن محمّد بن إبراهيم الصيرفي ، عن المفضّل بن قيس بن رمّانة قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فذكرت له بعض حالي ، فقال : يا جارية ، هاتي ذلك الكيس ، هذه أربعمائة دينار وصلني بها أبو جعفر فخذها وتفرّج بها ، قال : فقلت : لا والله ، جعلت فداك ، ما هذا دهري (١) ولكن أحببت أن تدعو الله لي ، قال : فقال إنّي سأفعل ولكن إيّاك أن تخبر الناس بكلّ حالك فتهون عليهم.
[ ١٢٤٥٨ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم بإسناده عن الحارث الهمداني ـ في حديث ـ أنّه سمع أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الحوائج أمانة من الله في صدور العباد فمن كتمها كتبت له عبادة.
[ ١٢٤٥٩ ] ٣ ـ قال الكليني : وروي عن لقمان أنّه قال لابنه : يا بني ، ذقت الصبر وأكلت لحاء (١) الشجر فلم أجد شيئاً هو أمرّ من الفقر ، فإن بليت به يوماً فلا تظهر الناس عليه فيستهينوك ولا ينفعوك بشيء ، ارجع إلى الذي ابتلاك به فهو أقدر على فرجك وسله فمن ذا الذي سأله فلم يعطه ؟ أو وثق به فلم ينجه ؟
__________________
الباب ٣٤
فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٢١ / ٧.
(١) الدهر : العادة ( القاموس المحيط ـ دهر ـ ٢ : ٣٣. هامش المخطوط ).
٢ ـ الكافي ٤ : ٢٤ / ٤ ، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.
٣ ـ الكافي ٤ : ٢٢ / ٨.
(١) اللحاء : قشر الشجر. ( مجمع البحرين ـ لحا ـ ١ : ٣٧٣ ).
[ ١٢٤٦٠ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبد الله بن البصري (١) ، يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، إنّ الله جعل الفقر أمانة عند خلقه ، فمن ستره كان كالصائم القائم ، ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله ، أما إنّه ما قتله بسيف ولا رمح ولكنه قتله بما نكأ من قلبه.
[ ١٢٤٦١ ] ٥ ـ وعن حمزة بن محمّد العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا معشر المساكين ، طيبوا نفساً وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١).
|
٣٥ ـ باب جواز الشكوى الى المؤمن خاصّة ، وإعلام الإِخوان بالضيق مع الضرورة |
|
[ ١٢٤٦٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا
__________________
٤ ـ ثواب الأعمال : ٢١٧ / ١.
(١) في نسخة : عبد الله بن عبيد البصري ( هامش المخطوط ).
٥ ـ ثواب الأعمال : ٢١٨ / ٢.
(١) تقدم في البابين ٣٢ ، ٣٣ من هذه الأبواب وفي الباب ٣ من أبواب أحكام الملابس.
ويأتي ما يدل على المقصود في الباب ٣٦ من هذه الأبواب.
الباب ٣٥
فيه ٤ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٤٩ / ١٣.
ضاق أحدكم فليعلم أخاه ولا يعين على نفسه.
[ ١٢٤٦٣ ] ٢ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنّما شكاها إلى الله ، ومن شكاها إلى كافر فكأنّما شكى الله.
[ ١٢٤٦٤ ] ٣ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن عبد الحميد بن عواض قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لا تصلح المسألة إلاّ في ثلاثة : في دم منقطع ، أو غرم مثقل ، أو حاجة مدقعة.
[ ١٢٤٦٥ ] ٤ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم وسهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مرّار وعبد الجبّار بن المبارك ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عمّن حدّثه من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ إنّ الحسن عليهالسلام قال لرجل سأله : إنّ المسألة لا تحلّ إلاّ في إحدى ثلاث : دم مفجع ، أو دين مقرح ، أو فقر مدقع ، ففي أيّها تسأل ؟ فقال : في واحدة من هذه الثلاث ، فأمر له الحسن عليهالسلام بخمسين ديناراً ، وأمر له الحسين عليهالسلام بتسعة وأربعين ديناراً ، وأمر له عبد الله بن جعفر بثمانية وأربعين دينارا ... الحديث.
ورواه الكليني كما مرّ في مستحقّي الزكاة (١).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار (٢).
__________________
٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٥٥ / ٤٢٧.
٣ ـ الخصال : ١٣٥ / ١٤٨.
٤ ـ الخصال : ١٣٥ / ١٤٩.
(١) مرّ في الحديث ٦ من الباب ١ من أبواب المستحقين للزكاة.
(٢) تقدم في الباب ٦ من أبواب الاحتضار.
|
٣٦ ـ باب استحباب الاستغناء عن الناس ، وترك طلب الحوائج منهم ، واليأس ممّا في أيديهم |
|
[ ١٢٤٦٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شرف المؤمن قيامه بالليل (١) ، وعزّه استغناؤه عن الناس.
[ ١٢٤٦٧ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار الساباطي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم ، فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك ، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزّك.
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن علي بن عمر ، عن يحيى بن عمران ، عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله (١).
[ ١٢٤٦٨ ] ٣ ـ وعنه ، عن أبيه وعن علي بن محمّد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربّه شيئاً إلاّ أعطاه فلييأس من الناس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلاّ عند الله ، فإذا علم
__________________
الباب ٣٦
فيه ١١ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ١١٩ / ١.
(١) في المصدر : قيام الليل.
٢ ـ الكافي ٢ : ١٢٠ / ٧.
(١) الكافي ٢ : ١٢٠ / ذيل حديث ٧.
٣ ـ الكافي ٢ : ١١٩ / ٢ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٥ من أبواب الدعاء ، وفي الحديث ٢ من الباب ٩٦ من أبواب جهاد النفس.
الله ذلك من قبله لم يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه.
[ ١٢٤٦٩ ] ٤ ـ وبالإسناد عن المنقري ، عن عبد الرزاق ، عن معمّر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي الناس ، ومن لم يرج الناس في شيء ورد أمره إلى الله عزّ وجلّ في جميع اُموره استجاب الله عزّ وجلّ له في كل شيء.
[ ١٢٤٧٠ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : طلب الحوائج إلى الناس استسلاب (١) للعزّ ، مذهبة للحياء ، واليأس ممّا في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه ، والطمع هو الفقر الحاضر.
[ ١٢٤٧١ ] ٦ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : جعلت فداك اكتب لي إلى إسماعيل بن داود لعلّي اُصيب منه (١) ، قال : أنا أضنّ بك أن تطلب مثل هذا وشبهه ، ولكن عول على مالي.
[ ١٢٤٧٢ ] ٧ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن معاوية بن عمّار ، عن نجم بن حطيم الغنوي (١) ، عن أبي جعفر ( عليه
__________________
٤ ـ الكافي ٢ : ١١٩ / ٣.
٥ ـ الكافي ٢ : ١١٩ / ٤ ، وأورده مرسلاً عن العدة في الحديث ٢١ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.
(١) في المصدر : استلاب.
٦ ـ الكافي ٢ : ١٢٠ / ٥.
(١) في نسخة : شيئاً ( هامش المخطوط ).
٧ ـ الكافي ٢ : ١٢٠ / ٦.
(١) في المصدر : نجم بن خطيم الغنوي ...
السلام ) قال : اليأس ممّا في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه ، أوَما سمعت قول حاتم :
إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى |
|
إذا عرفته النفس والطمع الفقر |
[ ١٢٤٧٣ ] ٨ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ثلاثة هنّ فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة : الصلاة في آخر الليل ، ويأسه ممّا في أيدي الناس ، وولاية الإِمام من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ورواه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله (١).
[ ١٢٤٧٤ ] ٩ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمّد بن عمر الجعابي ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن سليمان بن محمّد ، عن محمّد بن عمران ، عن محمّد بن عيسى الكندي ، عن جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمّد ، أخبرني بعمل يحبّني الله عليه ، فقال : يا أعرابي ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما أيدي الناس يحبّك الناس.
وعن أبيه ، عن المفيد ، عن محمّد بن محمّد بن طاهر ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله (١).
__________________
٨ ـ أمالي الصدوق : ٤٣٧ / ٨.
(١) الكافي ٨ : ٢٣٤ / ٣١١.
٩ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٣٩.
(١) أمالي الطوسي ١ : ٢٠٥.
[ ١٢٤٧٥ ] ١٠ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفّار ، عن السندي بن الربيع ، عن إبراهيم بن داود ، عن سليم أخيه ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام نحوه.
ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) و ( الخصال ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن أبي سعيد الآدمي ، عن إبراهيم بن داود اليعقوبي ، عن أخيه ، سليمان بن داود ، رفعه قال : قال رجل للنبي صلىاللهعليهوآله وذكر نحوه (١).
[ ١٢٤٧٦ ] ١١ ـ وعن الصفّار ، عن علي بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سخاء المرء عمّا في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس والبذل ، ومروّة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفّف والغنى أكثر من مروّة الإِعطاء ، وخير المال الثقة بالله واليأس ممّا في أيدي الناس.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا (١) ، وفي الدعاء (٢).
٣٧ ـ باب عدم جواز المنّ بعد الصدقة والصنيعة
[ ١٢٤٧٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن موسى ، عن غياث ، عن إسحاق بن
__________________
١٠ ـ التهذيب ٦ : ٣٧٧ / ١١٠٢.
(١) ثواب الأعمال : ٢١٧ / ١ ، والخصال : ٦١ / ٨٤.
١١ ـ التهذيب ٦ : ٣٨٧ / ١١٥٢.
(١) تقدم في الباب ٣٢ من هذه الأبواب.
(٢) تقدم في الباب ٦٥ من أبواب الدعاء ، وفي الباب ٣ من أبواب أحكام الملابس.
الباب ٣٧
فيه ١٠ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٢٢ / ١.
عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله كره لي ستّ خصال وكرهتها للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي ـ منها ـ : المنّ بعد الصدقة.
[ ١٢٤٧٨ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، رفعه قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : المنّ يهدم الصنيعة.
ورواه الصدوق مرسلاً (١).
[ ١٢٤٧٩ ] ٣ ـ أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ستّة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذرّيتي ولتكرهها الأئمة لأتباعهم : ـ منها ـ المنّ في الصدقة.
[ ١٢٤٨٠ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله كره لي ستّ خصال وكرهتهنّ للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي : العبث في الصلاة ، والرفث في الصوم ، والمنّ بعد الصدقة ، وإتيان المساجد جنباً ، والتطلّع في الدور ، والضحك بين القبور.
[ ١٢٤٨١ ] ٥ ـ وبإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن رسول الله ( صلى الله عليه
__________________
٢ ـ الكافي ٤ : ٢٢ / ٢.
(١) الفقيه ٢ : ٤١ / ١٨٦.
٣ ـ المحاسن : ١٠ / ٣١ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٦ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة ، واُخرىٰ في الحديث ٦ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن ، واُخرى في الحديث ٢ من الباب ١٤ من أبواب آداب الصائم.
٤ ـ الفقيه ٢ : ٤١ / ١٨٧ ، وأورد قطعة منه في الحديثين ٩ ، ١٥ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة ، واخرى في الحديث ٢ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن ، واخرى في الحديث ٤ من الباب ١٢ من أبواب القواطع.
٥ ـ الفقيه ٤ : ١٠.
وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فامتن به أحبط الله عمله ، وثبت وزره ولم يشكر له سعيه ، ثمّ قال عليهالسلام : يقول الله عزّ وجلّ : حرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتّات وهو النمّام ، ألا ومن تصدّق بصدقة فله بوزن كلّ درهم مثل جبل اُحد من نعيم الجنّة ، ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء.
[ ١٢٤٨٢ ] ٦ ـ وفي ( عقاب الأعمال ) بالإِسناد السابق في عيادة المريض (١) عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال في خطبة له : ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فمنّ به عليه حبط عمله وخاب سعيه ، ثمّ قال : ألا وإنّ الله عزّ وجلّ حرّم على المنّان والمختال والقتّات ومدمن الخمر والخريص (٢) والجعظري (٣) والعتل والزنيم الجنّة.
[ ١٢٤٨٣ ] ٧ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله كره لكم أيّتها الاُمّة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها ـ وعد منها ـ : المنّ بعد الصدقة.
__________________
٦ ـ عقاب الأعمال : ٣٤٢.
(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.
(٢) الخرص : الكذب ( الصحاح ـ خرص ـ ٣ : ١٠٣٥. هامش المخطوط ). وفي المصدر : الجوّاظ.
(٣) الجعظري : الفظ الغليظ ( القاموس المحيط ـ جعظر ـ ١ : ٣٩١. هامش المخطوط ).
٧ ـ أمالي الصدوق : ٢٤٨ / ٣ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١١ من الباب ١٥ من أبواب أحكام الخلوة.
ورواه في ( الفقيه ) بإسناده عن سليمان بن جعفر مثله (١).
[ ١٢٤٨٤ ] ٨ ـ وفي ( الخصال ) عن الخليل بن أحمد ، عن أبي خزيمة ، عن أبي موسى ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن سليمان ابن مسهر ، عن خرشة بن الحرّ ، عن أبي ذر ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ثلاثة لا يكلّمهم الله : المنّان الذي لا يعطي شيئاً إلاّ بمنّةٍ ، والمسبل إزاره ، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.
[ ١٢٤٨٥ ] ٩ ـ علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أسدى إلى مؤمن معروفاً ثم آذاه بالكلام أو منّ عليه فقد أبطل الله صدقته.
[ ١٢٤٨٦ ] ١٠ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : لا يدخل الجنّة العاقّ لوالديه ، ومدمن الخمر ، ومنّان بالفعال للخير إذا عمله (١).
|
٣٨ ـ باب عدم جواز اللوم على الإِعطاء والابتداء به ، واستكثاره |
|
[ ١٢٤٨٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّ
__________________
(١) الفقيه ٣ : ٣٦٣ / ١٧٢٧.
٨ ـ الخصال : ١٨٤ / ٢٥٣.
٩ ـ تفسير القمي ١ : ٩١.
١٠ ـ قرب الاسناد : ٤٠.
(١) في المصدر : والمنان بالفعال الخير اذا عمله.
الباب ٣٨
فيه حديث واحد
١ ـ الكافي ٤ : ٢٢ / ١.
أمير المؤمنين عليهالسلام بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة (١) وكان الرجل ممّن يرجو نوافله ، ويؤمّل نائله ورفده ، وكان لا يسأل عليّاً عليهالسلام ولا غيره شيئاً ، فقال رجل لأمير المؤمنين عليهالسلام : والله ما سألك فلان ولقد كان يجزيه من الخمسة أوساق (٢) وسق واحد ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : لا كثّر الله في المؤمنين ضربك ، اُعطي أنا وتبخل أنت ، لله أنت ، إذا أنا لم اُعط الذي يرجوني إلاّ من بعد المسألة ثمّ أعطيته بعد المسألة فلم أعطه إلاّ ثمن ما أخذت منه ، وذلك لأنّي عرضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفّره في التراب لربّي وربّه عند تعبّده له وطلب حوائجه إليه ، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنّه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله عزّ وجلّ في دعائه له ، حيث يتمنّى له الجنّة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله ، وذلك أنّ العبد قد يقول في دعائه : « اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات » فإذا دعا لهم (٣) بالمغفرة فقد طلب لهم الجنّة ، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل.
ورواه الصدوق بإسناده عن مسعدة بن صدقة نحوه (٤).
|
٣٩ ـ باب استحباب الابتداء بالإِعطاء والمعروف قبل السؤال ، والاستتار من الآخذ بحجاب أو ظلمة لئلاّ يتعرّض للذل |
|
[ ١٢٤٨٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أحمد بن إدريس وغيره ، عن محمّد
__________________
(١) كذا في هامش المخطوط عن نسخة من الفقيه ، وكان في الاصل « البغبغية » وفي النسخة المخطوط : « المعنيعة ».
(٢) في المصدر : الاوساق.
(٣) في الفقيه : له ( هامش المخطوط ).
(٤) الفقيه ٢ : ٤٢ / ١٨٨.
الباب ٣٩
فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٢٣ / ٢.
بن أحمد ، عن أحمد بن نوح بن عبد الله ، عن الذهلي ، رفعه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : المعروف ابتداء ، فأمّا من أعطيته بعد المسألة فإنّما كافيته بما بذل لك من وجهه ، يبيت ليلته أرقاً متململاً ، يمثل بين ( الرجاء واليأس ) (١) لا يدري أين يتوجّه لحاجته ثمّ يعزم بالقصد لها فيأتيك وقلبه يرجف ، وفرائصه ترعد ، قد ترى دمه في وجهه ، لا يدري أيرجع بكآبة أم بفرح ؟
[ ١٢٤٨٩ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن صندل ، عن ياسر ، عن اليسع بن حمزة قال : كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليهالسلام اُحدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال : السلام عليك يا بن رسول الله ، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك ، مَصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة ، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ، ولله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلستُ بموضع صدقة ، فقال له : اجلس رحمك الله ، وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا ، فقال : أتأذنون لي في الدخول ؟ فقال له سليمان : قدّم الله أمرك ، فقام ودخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب ، وقال : أين الخراساني ؟ فقال : ها أنا ذا ، فقال : خذ هذه المائتي دينار فاستعن بها في مؤونتك ، ونفقتك ، وتبرّك بها ، ولا تصدّق بها عنّي ، واخرج فلا أراك ولا تراني ، ثمّ خرج ، فقال سليمان : جعلت فداك ، لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه ؟ فقال : مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته ، أما سمعت حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة ، والمذيع بالسيئة مخذول ، والمستتر بها مغفور له ، أما سمعت قول الأوّل :
__________________
(١) في نسخة : الرجال والنساء ( هامش المخطوط ).
٢ ـ الكافي ٤ : ٢٣ / ٣.
متى آته يوماً اُطالب (١) حاجة |
|
رجعت إلى أهلي ووجهي بمائة |
[ ١٢٤٩٠ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم بإسناد ذكره عن الحارث الهمداني قال : سامرت أمير المؤمنين عليهالسلام فقلت : يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة ، قال : ورأيتني لها أهلاً ؟ قلت : نعم ، يا أمير المؤمنين ، قال : جزاك الله عنّي خيراً ، ثم قام إلى السراج فأغشاها وجلس ، ثمّ قال : إنّما أغشيت السراج لئلاّ أرى ذلّ حاجتك في وجهك فتكلّم فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : الحوائج أمانة من الله في صدور العباد فمن كتمها كتب (١) له عبادة ، ومن أفشاها كان حقّاً على من سمعها أن يعينه.
[ ١٢٤٩١ ] ٤ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : السخاء ما كان إبتداء ، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء وتذمّم.
[ ١٢٤٩٢ ] ٥ ـ وفي ( المجازات النبوية ) قال : قال عليهالسلام : ( من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة ) (١) ، والصدقة عن ظهر غنى.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي وما يدلّ عليه (٣).
__________________
(١) في نسخة : لا طلب ( هامش المخطوط ).
٣ ـ الكافي ٤ : ٢٤ / ٤ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٢٠ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.
(١) في نسخة : كتب الله ( هامش المخطوط ).
٤ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٤ / ٥٣.
٥ ـ المجازات النبوية : ٧٥ / ٤٤ ، وأورد نحوه عن نهج البلاغة في الحديث ٢١ من الباب ١ من أبواب فعل المعروف.
(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.
(٢) تقدم في الأبواب ١٣ ، ١٤ ، ٣٨ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي ما يدل علىٰ بعض المقصود في الحديثين ٣ ، ٤ من الباب ٧ من أبواب فعل المعروف.
٤٠ ـ باب استحباب متابعة العطايا وموالاة الأيادي
[ ١٢٤٩٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الأصبغ (١) ، عن بندار بن عاصم ، رفعه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : ما توسّل إليّ أحد بوسيلة ولا تذرّع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منّي من رجل سلف إليه منّي يد أتبعتُها اُختها وأحسنت ربّها ، فإني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل ، ولا سخت نفسي بردّ بكر الحوائج ، وقد قال الشاعر :
وإذا بليت ببذل وجهك سائلاً |
|
فابذله للمتكرّم المفضال |
إنّ الجواد إذا حباك بموعد |
|
أعطاكه سلساً بغير مطال |
وإذا السؤال مع النوال وزنته (٢) |
|
رجح السؤال وخفّ كل نوال |
[ ١٢٤٩٤ ] ٢ ـ ورّام بن أبي فراس في كتابه عن جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : لأهل الإِيمان أربع علامات : وجه منبسط ، ولسان لطيف ، وقلب رحيم ، ويد معطية.
أقول وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
__________________
الباب ٤٠
فيه حديثان
١ ـ الكافي ٤ : ٢٤ / ٥.
(١) كذا في الاصل والمصدر ، وكان في المخطوط : محمّد بن الاصبغ.
(٢) في نسخة : قرنته ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.
٢ ـ تنبيه الخواطر : ٢ : ٩١.
(١) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١٣ ، وفي الأحاديث ١ ، ٢ ، ٧ من الباب ١٤ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف.
٤١ ـ باب استحباب فعل المعروف ، وأحكامه
[ ١٢٤٩٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلّ معروف صدقة.
[ ١٢٤٩٦ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلّ معروف صدقة.
[ ١٢٤٩٧ ] ٣ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) عن إبراهيم عن عبد الحميد ، عن بعض القمّيين ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) (١) قال : يعني بالمعروف القرض.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢). ويأتي ما يدلّ عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن شاء الله (٣).
__________________
الباب ٤١
فيه ٣ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٢٦ / ١ ، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ٤٢ من هذه الأبواب.
٢ ـ الكافي ٤ : ٢٦ / ٢.
٣ ـ تفسير العياشي ١ : ٢٧٥ / ٢٧١.
(١) النساء ٤ : ١١٤.
(٢) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٧ من هذه الأبواب ، وفي الأحاديث ٢ ، ٣ ، ١١ من الباب ٧ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
(٣) يأتي في الأبواب ١ ـ ٩ من أبواب فعل المعروف ، وفي الحديث ١ من الباب ١٠٧ من أبواب أحكام العشرة.
|
٤٢ ـ باب استحباب اختيار التوسعة على العيال على الصدقة على غيرهم |
|
[ ١٢٤٩٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ إنّه تصدّق على ثلاثة من السؤال ثمّ ردّ الرابع وقال : لو أنّ رجلاّ كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألف درهم ثمّ شاء أن لا يُبقي منها إلاّ وضعها في حقّ لفعل ، فيبقى لا مال له فيكون من الثلاثة الذين يردّ دعاؤهم ، قلت : من هم ؟ قال : أحدهم : رجل كان له مال فأنفقه في وجهه ثمّ قال : يا ربّ ارزقني ، فيقال له : ألم أجعل لك سبيلاً إلى طلب الرزق ؟
ورواه ابن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن سنان نحوه ، إلاّ أنّه قال : في غير وجهه (١).
ورواه الصدوق بإسناده عن الوليد عن صبيح (٢).
ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الله بن سنان مثله (٣).
__________________
الباب ٤٢
فيه ٦ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ١٦ / ١ ، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١ ، ونحوه في الحديث ٣ من الباب ٥٠ من أبواب الدعاء.
(١) مستطرفات السرائر : ٢٨ / ١٤.
(٢) الفقيه ٢ : ٣٩ / ١٧٣.
(٣) الخصال : ١٦٠ / ٢٠٨.