وسائل الشيعة - ج ٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-05-1
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٢٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١
٢

٣
٤

أبواب أحكام الملابس

ولو في غير الصلاة

١ ـ باب استحباب التجمّل وكراهة التباؤس *

[ ٥٧٣٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن أبي شعيب المحاملي ، عن أبي هاشم ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ الجمال والتجمّل ، ويبغض البؤس والتباؤس.

[ ٥٧٣٩ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير (١) قال : أمير المؤمنين ‎عليه‌السلام ‎ : إنّ الله جميل يحبُّ الجمال ، ويحبّ أن يرى أثر نعمه على عبده.

[ ٥٧٤٠ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أنعم الله على عبد بنعمة أحبّ أن يراها عليه ، لأنّه جميل يحبّ الجمال.

__________________

أبواب أحكام الملابس ولو في غير الصلاة

الباب ١

فيه ٩ أحاديث

* التباؤس : التفاقر. ( القاموس المحيط ٢ : ٢٠٦ ).

١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٤.

٢ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ١.

(١) في المصدر زيادة : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٣ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ٤.

٥

[ ٥٧٤١ ] ٤ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن يوسف بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : البس وتجمّل ، فإنّ الله جميل يحبّ الجمال ، وليكن من حلال.

[ ٥٧٤٢ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن مسمع بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أبصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلاً شعثاً‎ً شعر رأسه ، وسخة ثيابه ، سيّـئة حاله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من الدين المتعة (١).

[ ٥٧٤٣ ] ٦ ـ وبهذا الإِسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس العبد القاذورة.

[ ٥٧٤٤ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) : عن محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي ، عن ابن رئاب (١) ، عن الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عليها المؤمن : طعام يأكله ، وثوب يلبسه ، وزوجة صالحة تعاونه ، ويحصن بها فرجه.

__________________

٤ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٧ ، وأورد صدره في الحديث ٧ من الباب ١٠ من أبواب لباس المصلي ، ويأتي في الحديث ٥ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

٥ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٥.

(١) في المصدر زيادة : واظهار النعمة.

٦ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٦.

٧ ـ الخصال : ٨٠ / ٢ ، وأورده عن التهذيب في الحديث ١ من الباب ٩ من أبواب مقدمات النكاح.

(١) في نسخة : زياد ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

٦

[ ٥٧٤٥ ] ٨ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : قال أبي : ما تقول في اللباس الحسن ؟ فقلت : بلغني أنّ الحسن عليه‌السلام كان يلبس ، وأن جعفر بن محمّد عليه‌السلام كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء ، فقال لي : البس وتجمّل ، فإن علي بن الحسين عليه‌السلام كان يلبس الجبّة الخزّ بخمسمائة درهم ، والمطرف الخزّ بخمسين ديناراً ، فيشتو فيه ، فإذا خرج الشتاء باعه فتصدّق بثمنه ، وتلا هذه الآية : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١).

[ ٥٧٤٦ ] ٩ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن الفحّام ، عن المنصوري ، عن علي بن محمّد الهادي عليه‌السلام ، عن آبائه ، عن الصادق عليهم‌السلام قال : إنّ الله يحبّ الجمال والتجمّل ، ويكره البؤس والتباؤس ، فإنّ الله إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها ، قيل : كيف ذلك ؟ قال : ينظّف ثوبه ، ويطيّب ريحه ، ويجصّص داره ، ويكنس أفنيته ، حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث لبس الخزّ (١) وغيره (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

__________________

٨ ـ قرب الاسناد : ١٥٧ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٠ من الباب ١٠ من أبواب لباس المصلّي.

(١) الأعراف ٧ : ٣٢.

٩ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٨١.

(١) تقدم في الباب ١٠من أبواب لباس المصلّي.

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٣٣ من أبواب الاحتضار.

(٣) يأتي في الحديثين ٢ و ٥ من الباب ٧ ، وفي الباب ٩ وفي الحديثين ٤ و ١٧ من الباب ١٩ ، وفي

الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

٧

٢ ـ باب استحباب إظهار النعمة ، وكون الانسان في أحسن زيّ قومه ، وكراهة كتم النعمة

[ ٥٧٤٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن هارون بن مسلم ، عن بريد بن معاوية قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لعبيد بن زياد : إظهار النعمة أحبّ إلى الله من صيانتها ، فإيّاك أن تُريَّن (١) إلاّ في أحسن زيّ قومك ، قال : فما رؤي عبيد إلاّ في أحسن زيّ قومه حتى مات.

[ ٥٧٤٨ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى ، عن حمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ـ في حديث ـ : خير لباس كل زمان لباس أهله.

[ ٥٧٤٩ ] ٣ ـ وعن علي بن محمّد ، رفعه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ‎ : إذا أنعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمّي حبيب الله ، محدّث بنعمة الله ، وإذا أنعم الله على عبد بنعمة فلم تظهر عليه سمّي بغيض الله ، مكذّب بنعمة الله.

[ ٥٧٥٠ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام ‎ : إنّني لأكره للرجل أن يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها.

__________________

الباب ٢

فيه ٤ أحاديث

١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٥.

(١) كذا ظاهر الاصل إلاّ ان على الزاي نقطة ، وفي المصدر : ( تتزين ).

٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤٤ / ١٥ ، و ١ : ٣٤٠ / ٤ ، أورده بتمامه في الحديث ٧ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

٣ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ٢.

٤ ـ الكافي ٦: ٤٣٩ / ٩.

٨

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

٣ ـ باب استحباب اظهار الغنىٰ ، وإن لم يكن حاصلاً ، إذا ظنّ فقره

[ ٥٧٥١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب وابن فضّال جميعاً ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن ناساً بالمدينة قالوا : ليس للحسن مال ، فبعث الحسن عليه‌السلام إلى رجل بالمدينة ، فاستقرض منه ألف درهم ، وأرسل بها إلى المصدّق ، فقال : هذه صدقة مالنا ، فقالوا : ما بعث الحسن هذه من تلقاء نفسه إلاّ وعنده مال.

[ ٥٧٥٢ ] ٢ ـ وبالإِسناد عن أبي بصير قال : لمّا (١) بلغ أمير المؤمنين عليه‌السلام أن طلحة والزبير يقولان : ليس لعلي مال ، قال : فشقّ ذلك عليه ، فأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّته ، حتى إذا حال عليه الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلّة مائة ألف درهم ، فنثرت (٢) بين يديه ، فأرسل إلى طلحة والزبير ، فأتياه ، فقال لهما : هذا المال ، والله لي ، ليس لأحد فيه شيء ، وكان عندهما مصدّقاً، قال : فخرجا من عنده وهما يقولان: إنّ له مالاً (٣).

[ ٥٧٥٣ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن حديد ، عن مرازم بن

__________________

(١) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٧ والباب ٧٢ من هذه الأبواب.

الباب ٣

فيه ٤ أحاديث

١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٢.

٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١١.

(١) كتب في هامش الاصل ( لمّا ) عن نسخة.

(٢) في المصدر : فنشرت.

(٣) في نسخة : لمالاً ( هامش المخطوط ).

٣ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٨.

٩

حكيم ، عن عبد الأعلى مولى ‎آل سام قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ الناس يرون (١) أنّ لك مالاً كثيراً ، فقال : ما يسوءني ذلك ، إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام مرّ ذات يوم على ناس شتّى من قريش وعليه قميص مخرّق ، فقالوا : أصبح عليّ لا مال له ، فسمعها أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره ، ولايبعث إلى إنسان شيئاً ، وأن يوفّره ، ثمّ قال له : بعه الاوَّل فالأوّل ، واجعلها دراهم ، ثم اجعلها حيث تجعل التمر ، فاكبسه (٢) معه حيث لا يرى ، وقال للذي يقوم عليه : إذا دعوت بالتمر فاصعد وانظر المال ، فاضربه برجلك ، كأنّك : لا تعمد الدراهم ، حتى تنثرها ، ثم بعث إلى رجل رجل (٣) منهم يدعوه ، ثمّ دعا بالتمر ، فلمّا صعد ينزل بالتمر ضرب برجله ، فانتثرت الدراهم ، فقالوا : ما هذا يا أبا الحسن ؟ فقال : هذا مال من لا مال له ، ثمّ أمر بذلك المال فقال : أنظروا أهل كلّ بيت كنت أبعث إليهم ، فانظروا ماله ، وابعثوا إليه.

[ ٥٧٥٤ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : إنّ علي بن الحسين عليهما‌السلام اشتدّت حاله حتّى تحدّث بذلك أهل المدينة ، فبلغه ذلك ، فتعيّن (١) ألف درهم وبعث بها إلى صاحب المدينة ، وقال : هذه صدقة مالي.

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢).

__________________

(١) في نسخة : يروون ( هامش المخطوط ).

(٢) ورد في هامش المخطوط ما نصه : كبس البئر والنهر طمّهما بالتراب .. ورأسه في ثوبه أخفاه وأدخله فيه. ( القاموس المحيط ٢ : ٢٤٥ ).

(٣) ليس في المصدر.

٤ ـ الكافي ٦ : ٤٤٠ / ١٣.

(١) تعين : أي اقترض. والعينة بالكسر السلف. ( الصحاح. هامش المخطوط ).

(٢) يأتي في الباب ٧ و ٨ وفي الحديث ٦ الباب ٣٢ من هذه الأبواب ، وتقدم في الباب ٣ من هذه الأبواب ما يدل على بعض المقصود.

١٠

٤ ـ باب استحباب تزيّن المسلم للمسلم ، وللغريب ،والأهل والأصحاب

[ ٥٧٥٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ليتزيّن أحدكم لأخيه المسلم كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة.

ورواه الصدوق في ( الخصال ) (١) بإسناده الآتي (٢) عن علي عليه‌السلام ـ في حديث الأربعمائة ـ مثله.

[ ٥٧٥٦ ] ٢ ـ الحسن بن الفضل الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه كان ينظر في المرآة ، ويرجّل جمّته ، ويمتشّط ، وربّما نظر في الماء وسوّى جمّته فيه ، ولقد كان يتجمّل لأصحابه فضلاً على تجمّله لأهله ، وقال : إنّ الله يحبّ من عبده إذا خرج إلى أخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١).

__________________

الباب ٤

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ١٠.

(١) الخصال : ٦١٢.

(٢) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ر ).

٢ ـ مكارم الأخلاق : ٣٤.

(١) تقدم في الباب ١ و ٢ من هذه الأبواب ، ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٥ والباب ١٧ و ٢٧ وفي الحديث ٣ من الباب ٢٩ وفي الحديث ٣ من الباب ٣١ من هذه الأبواب.

١١

٥ ـ الباب كراهة مباشرة الرجل السريّ * الأشياء الدنيّة من الملابس وغيرها

[ ٥٧٥٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن معاوية بن وهب قال : رآني أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا أحمل بقلاً ، فقال : يكره للرجل السريّ أن يحمل الشيء الدني فيجترأ عليه.

ورواه الصدوق في ( الخصال ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب ، مثله (١).

[ ٥٧٥٨ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة قال : استقبلني أبو الحسن عليه‌السلام وقد علّقت سمكة في يدي ، فقال : اقذفها ، إنّي لأكره للرجل السريّ أن يحمل الشيء الدنيّ بنفسه ، ثم قال : إنّكم قوم أعداؤكم كثير ، عاداكم الخلق يا معشر الشيعة ، إنّكم قد عاداكم الخلق ، فتزيّنوا لهم بما قدرتم عليه.

ورواه الصدوق في كتاب ( صفات الشيعة ) : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن عبد الله بن خالد الكناني قال : استقبلني أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، ثمّ ذكر مثله (١).

[ ٥٧٥٩ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضّال ومحسن بن أحمد جميعاً ، عن يونس بن يعقوب قال : نظر أبو عبد الله عليه‌السلام إلى رجل من

__________________

الباب ٥

فيه ٥ أحاديث

* السريّ : الرجل الشريف النبيل. ( أنظر لسان العرب ١٤ : ٣٧٧ ).

١ ـ الكافي ٦ : ٤٣٩ / ٧.

(١) الخصال : ١٠ / ٣٥.

٢ ـ الكافي ٦ : ٤٨٠ / ١٢.

(١) صفات الشيعة : ١٦ / ٣١.

٣ ـ الكافي ٢ : ١٠٠ / ١٠.

١٢

أهل المدينة قد اشترى لعياله شيئاً وهو يحمله ، فلمّا رآه الرجل استحيى منه ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : اشتريته لعيالك وحملته إليهم ، أما والله لولا أهل المدينة لأحببت أن أشتري لعيالي الشيء ثم أحمله إليهم.

أقول : يأتي وجهه (١).

[ ٥٧٦٠ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عقبة بن محمّد ، عن سلمة بن محرز (١) قال : مرّ أبو عبد الله عليه‌السلام على رجل قد ارتفع صوته على رجل يقتضيه شيئاً يسيراًَ ، فقال : بكم تطالبه ؟ فقال : بكذا وكذا ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أما بلغك أنّه كان يقال : لا دين لمن لا مروّة له ؟!

[ ٥٧٦١ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي نجران ، يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من رقّع جيبه ، وخصف نعله ، وحمل سلعته ، فقد برئ من الكبر.

ورواه الكليني (١) ، عن علي بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة (٢) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

أقول : هذا محمول على عدم كون هذه الأشياء في العرف من الأمور الدنية بالنسبة إلى ذلك الشخص ، أو مخصوص بغير الرجل السريّ.

__________________

(١) يأتي وجهه في الحديث ٥ من هذا الباب.

٤ ـ الكافي ٦ : ٤٣٨ / ٣.

(١) في المصدر : سلمة بن محمد بياع القلانس.

٥ ـ ثواب الأعمال : ٢١٣ ، والخصال : ١٠٩ / ٧٨ ، أخرجه عنه وعن روضة الكافي وعن الخصال في الحديث ٤ ، وأخرج نحوه عن المجالس في الحديث ٥ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

(١) الكافي ٨ : ٢٣١ / ٣٠٢.

(٢) في المصدر زيادة : عن اسحاق بن عمار.

١٣

٦ ـ باب استحباب لبس الثوب النقي النظيف

[ ٥٧٦٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الرحمن بن جندب (١) ، عن سفيان بن السمط قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : الثوب النقي يكبت العدوّ.

[ ٥٧٦٣ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : النظيف من الثياب يذهب الهمّ والحزن ، وهو طهور للصلاة.

[ ٥٧٦٤ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اتّخذ ثوباً فلينظّفه.

[ ٥٧٦٥ ]٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) بإسناده عن علي عليه‌السلام ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : غسل الثياب يذهب الهمّ والحزن ، وهو ظهور للصلاة.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه ،

__________________

الباب ٦

فيه ٤ أحاديث

١ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ١.

(١) في المصدر : عبد الله بن جندب.

٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ١٤ ، أخرجه عن المجمع مع اختلاف في ألفاظه في الحديث ١١ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

٣ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٣.

٤ ـ الخصال : ٦١٢.

(١) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ١ من هذه الأبواب.

١٤

إن شاء الله (٢).

٧ ـ باب عدم كراهة لبس الثياب الفخارة الثمينة اذا لم تؤدّ الى الشهرة ، بل استحبابه ، وكراهة الشهرة بلبس الخلقان والخشن ونحوه

[ ٥٧٦٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لبس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الساج والطاق والخمائص (١).

[ ٥٧٦٧ ] ٢ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يلبس ثوبين في الصيف يشتريان بخمسمائة درهم.

أقول : وتقدّم في أحاديث الخزّ ما يدلّ على ذلك وزيادة (١).

[ ٥٧٦٨ ] ٣ ـ وبالإِسناد عن الوشّاء ، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : بينا أنا في الطواف وإذا رجل يجذب ثوبي ، وإذا عبّاد بن كثير البصري فقال : يا جعفر ، تلبس مثل هذه الثياب وأنت في هذا

__________________

(٢) يأتي ما يدل عليه في الحديث ١١ من الباب ٢٢ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

الباب ٧

فيه ١٢حديثاً

١ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٢.

(١) الساج : الطيلسان الأخضر ، والطاق : الطيلسان الأخضر ، والخميصة : كساء أسود له علمان ـ القاموس المحيط ١ : ١٩٥ ، ٣: ٢٦٠ ، ٢ : ٣٠٢ ( هامش المخطوط ).

٢ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٥.

(١) تقدم في الباب ١٠ من أبواب لباس المصلي.

٣ ـ الكافي ٦ : ٤٤٣ / ٩.

١٥

الموضع مع المكان الذي أنت فيه من علي عليه‌السلام ؟! فقلت : فرقبي (١) اشتريته بدينار ، وكان علي عليه‌السلام في زمان يستقيم له ما لبس فيه ، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس : هذا مراء مثل عبّاد.

ورواه الكشّي في كتاب ( الرجال ) : عن محمّد بن مسعود ، عن عبد الله بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن ابن سنان ، مثله (٢).

[ ٥٧٦٩ ] ٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن ابن القدّاح قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام متّكئاً عليّ ، أو قال : على أبي ، فلقيه عبّاد بن كثير وعليه ثياب مَرْوية (١) حِسان ، فقال : يا أبا عبد الله ، إنّك من أهل بيت نبوّة ، وكان أبوك وكان ، فما لهذه الثياب المزينة عليك ؟! فلو لبست دون هذه الثياب ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : ويلك يا عباد ، ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٢) ، إنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يراها عليه ، ليس به بأس ، ويلك يا عبّاد ، إنّما أنا بضعة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا تؤذني ، وكان عبّاد يلبس ثوبين قطريّين (٣).

[ ٥٧٧٠ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن يوسف بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : إنّ عبد الله بن عبّاس لمّا بعثه أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الخوارج فواقفهم لبس

__________________

(١) فرقب كقنفذ (ع) ومنه الثياب الفرقبية أو هي ثياب بيض من كتان ( هامش الأصل ) عن القاموس.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٨٩ / ٧٣٦.

٤ ـ الكافي ٦ : ٤٤٣ / ١٣.

(١) ثوب مرْويّ : نسبة إلى مدينة مرو ببلاد فارس. ( لسان العرب ١٥ : ٢٧٦ ).

(٢) الأعراف ٧ : ٣٢.

(٣) في هامش الاصل عن نسخة : ( قطوبين ).

٥ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٧ ، تقدم صدره في الحديث ٧ الباب ١٠ من لباس المصلي ، وقطعة منه في الحديث ٤ الباب ١ من هذه الأبواب.

١٦

أفضل ثيابه ، وتطيّب بأطيب طيبه ، وركب أفضل مراكبه ، فخرج فواقفهم ، فقالوا : يا بن عبّاس ، بينا أنت أفضل الناس إذا اتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم ، فتلا عليهم هذه الآية : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ، والبس (٢) وتجمّل فإنّ الله جميل يحبّ الجمال ، وليكن من حلال.

[ ٥٧٧١ ] ٦ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : بعث أمير المؤمنين عليه‌السلام عبد الله بن عبّاس إلى ابن الكوّا وأصحابه ، وعليه قميص رقيق وحُلّة ، فلمّا نظروا إليه قالوا : يا بن عباس ، أنت خيرنا في أنفسنا ، وأنت تلبس هذا اللّباس ؟! فقال : وهذا أوّل ما أُخاصمكم فيه ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) وقال الله عزّ وجلّ : ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (٢).

[ ٥٧٧٢ ] ٧ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى ، عن حمّاد بن عثمان قال : كنت حاضراً عند (١) أبي عبد الله عليه‌السلام إذ قال له رجل : أصلحك الله ، ذكرت أنّ علي بن أبي طالب كان يلبس الخشن ، يلبس القميص بأربعة دراهم ، وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللباس الجيّد ؟! قال : فقال له : إنّ علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به ، فخير لباس كلّ زمان لباس أهله ، غير أنّ قائمنا إذا قام لبس لباس عليّ ، وسار بسيرته.

__________________

(١) الأعراف ٧ : ٣٢.

(٢) في المصدر : فالبس.

٦ ـ الكافي ٦ : ٤٤١ / ٦.

(١) الأعراف ٧ : ٣٢.

(٢) الأعراف ٧ : ٣١.

٧ ـ الكافي ٦ : ٤٤٤ / ١٥.

(١) كذا في الاصل ، لكنه شطب على ( عند ) وكتب ( لأبي ).

١٧

وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، مثله (٢).

[ ٥٧٧٣ ] ٨ ـ ( وعنهم ، عن سهل بن زياد ) (١) ، عن محمّد بن عيسى ، عن العباس بن هلال الشامي مولى أبي الحسن عليه‌السلام عنه قال : قلت له : جعلت فداك ، ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب ، ويلبس الخشن ، ويتخشّع ؟! فقال : أما علمت أنّ يوسف نبيّ ابن نبيّ كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب ، ويجلس في مجالس آل فرعون ـ إلى أن قال ـ إنّ الله لم يحرم طعاماً ولا شراباً من حلال ، إنّما حرّم الحرام قلّ أو كثر ، وقد قال جل وعز : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٢).

[ ٥٧٧٤ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محمّد الهاشمي ، عن أبيه ، عن أحمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ـ إلى أن قال ـ فكان أمير المؤمنين عليه‌السلام في صلاة الظهر وقد صلّى ركعتين ، وهو راكع وعليه حلّة قيمتها ألف دينار ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كساه إيّاها ، وكان النجاشيّ أهداها له ، فجاء سائل فقال : السلام عليك يا وليّ الله ، وأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، تصدّق على مسكين ، فطرح الحلّة إليه ، وأومأ (٢) إليه أن احملها ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه هذه الآية ، الحديث.

__________________

(٢) الكافي ١ : ٣٤٠ / ٤.

٨ ـ الكافي ٦ : ٤٥٣ / ٥.

(١) في المصدر : حميد بن زياد.

(٢) الأعراف ٧ : ٣٢.

٩ ـ الكافي ١ : ٢٢٨ / ٣ ، وأورد تمامه في الحديث ١ من الباب ٥١ من أبواب الصدقة.

(١) المائدة ٥ : ٥٥.

(٢) في المصدر : وأومأ بيده.

١٨

[ ٥٧٧٥ ] ١٠ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : دخل سفيان الثوريّ على أبي عبد الله عليه‌السلام فرأى عليه ثياب بياض كأنّها غرقئ البيض (١) ، فقال له : إن هذا اللّباس ليس من لباسك ! فقال له : اسمع منّي وعِ ما أقول لك ، فإنّه خير لك عاجلاً وآجلاً ، إن أنت متّ على السنّة ولم تمت على بدعة ، أُخبرك أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في زمان مقفر جدب ، فأمّا إذا أقبلت الدنيا فأحقّ أهلها بها أبرارها لا فجّارها ، ومؤمنوها لا منافقوها ، ومسلموها لا كفّارها ، فما أنكرت يا ثوري ؟! فو الله إنّي لمع ما ترى ما أتى عليّ ـ مذ عقلت ـ صباح ولا مساء ولله في مالي حقّ أمرني أن أضعه موضعاً إلاّ وضعته ، الحديث.

[ ٥٧٧٦ ] ١١ ـ محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي في كتاب ( الرجال ) : عن حمدويه بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن علي بن أسباط قال : قال سفيان بن عيينة لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّه يروى أنّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام كان يلبس الخشن من الثياب ، وأنت تلبس القوهي (١) المَرويّ ؟! قال : ويحك ، إنّ علياً عليه‌السلام كان في زمان ضيق ، فإذا اتّسع الزمان فأبرار الزمان أولى به.

[ ٥٧٧٧ ] ١٢ ـ وعن محمد بن مسعود ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسن بن الحسين المروزي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أحمد بن عمر قال : سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام يحدّث أنّ سفيان الثوريّ دخل على أبي

__________________

١٠ ـ الكافي ٥ : ٦٥ / ١.

(١) الغرقئ : قشر البيض الخفيف ، تحت القشر الصلب ، توصف به الثياب الرقيقة البيضاء الناعمة. ( أنظر لسان العرب ١ : ١١٩ ).

١١ ـ رجال الكشي ٢ : ٦٩٠ / ٧٣٩.

(١) القوهي : ثياب بيض منسوبة الى قوهستان ( لسان العرب ١٣ : ٥٣٢ ).

١٢ ـ رجال الكشي ٢ : ٦٩١ / ٧٤٠.

١٩

عبد الله عليه‌السلام وعليه ثياب جياد فقال : يا أبا عبد الله ، إنّ آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب ! فقال له : إنّ آبائي كانوا يلبسون ذلك في زمان مقفر مقصر ، وهذا زمان قد أرخت الدنيا عزاليها (١) ، فأحقّ أهلها بها أبرارهم.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

٨ ـ باب استحباب لبس الثوب الحسن من خارج ، والخشن من داخل ، وكراهة العكس

[ ٥٧٧٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن علي ، رفعه قال : مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان ، فقال : والله ، لآتينّه ولأُوبخنّه ، فدنا منه فقال : يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله ما لبس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل هذا اللباس ، ولا علي ، ولا أحد من آبائك ! فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في زمان قتر مقتر ، وكان يأخذ لقتره واقتاره ، وإنّ الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها ، فأحقّ أهلها بها أبرارها ، ثم تلا : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه الله ، غير أني يا ثوري ، ما ترى عليّ من ثوب إنّما لبسته للنّاس ، ثمّ اجتذب يد سفيان فجّرها إليه ، ثمّ رفع الثوب الأعلى ، وأخرج ثوباً تحت ذلك على جلده غليظاً ، فقال : هذا لبسته لنفسي ، غليظاً ، وما رأيته للناس ، ثمّ جذب ثوباً على سفيان أعلاه غليظ خشن

__________________

(١) العزلاء : مصب الماء من الراوية ونحوها والجمع عزالي وعزالَىٰ ( القاموس المحيط ٤ : ١٥ ).

(٢) تقدم في الباب ١٠ من لباس المصلي ، والباب ١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ١ الباب ٨ من هذه الأبواب.

الباب ٨

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٨.

(١) الأعراف ٧ : ٣٢.

٢٠